قصة نجاة الأخ أمين بوشيخي من الجزائر على شكل نصيحة للأحمديين
قصة نجاة الأخ أمين بوشيخي من الجزائر على شكل نصيحة للأحمديين
قال أحد الحكماء يوماً (قد يكون أنا إنْ قبلتَ كلامي على أنه حكمة): "أُخرج من قوقعة بديهياتك ثم فكر، حاول أن تقرأ كل الآراء ؛ رأيك بعين واحدة و آراء مخالفيك بكلتا عينيك، ثم بعدها أُحكم بميزان العقل و الشرع لا بميزان قوقعتك التي خرجت منها سالفاً ".
كنتُ أحمدياً يوما ما، قبل أن أكتشف أن أحمدية الميرزا (المؤسس) ليست تماماً، بل عكس، ما يروجون له في كتبهم و قنواتهم و خطبهم، فهي لا تمت لها بأي صلة سوى الإسم، خُدعنا و انخدع غيرنا كذلك و ليس عيباً أن ينخدع المرء عن حسن نية، بل العيب أن يكتشف الانسان أنه وقع فريسة الخداع ثم يتزمّت و يتعنّت و يُصرّ على خطئه بل الأمَرُّ مِن ذلك كله أن يصبح بدوره بيدقاً في طاولة الخداع و التزوير و شهادة الزور فيكون سبباً في وقوع آخرين في نفس الخطأ أو عدم خروج غيره من دائرة الوهم .
الحمد لله، أصبح العالم اليوم صغيرا جداً و تاريخهم و سيرهم (بما تنضح من غثٍ و سمين) مدون بأيديهم لا بأيدي خصومهم، حتى يُحرموا الى يوم الدين مِن حجة "المؤامرة" و أن الناس تقرأ عنهم من غيرهم لا من مصادرهم، الكتب التي تتحدث عن هذه الفرقة من خارج دائرتهم تُعَدّ على الأصابع، فلا نافخ في الكير غيرهم، اقرأ كتابك يا أحمدي كفى بعقلك اليوم عليك شهيدا و على أكاذيبهم و تخاريفهم، فبِعُلُوِّ صرح المعلوماتية و الرقمنة و حلول عصر كبسة الزر و شاهدة الحرف الالكتروني التي لا تزيغ ؛ انهار بنيان الكذب و الزور، لا أحد يستطيع اخفاء الحقيقة البازغة بزوغ الشمس في عز الضهيرة.
أخي الأحمدي، أفهمك و أتفهمك، أعذرك أحياناً، أعذر فيك حسن نيتك و بحثك الحثيث عن الحقيقة، و في نفس الوقت ألومك لأنك تخليت عن بحثك عنها بمجرد اعتقادك أنك نلتها و هي التي لم ينلها سوى الأنبياء و الرسل، إن قلت لي يؤخد الإيمان بالعقل و ها أنا ذا قد آمنت، أجبتك أو لم تكن مؤمناً بالإسلام قبلا، لِم شغلت ماكنة البحث أمام الإسلام -بمذاهبه كلها- سابقا و عطّلتها أمام الأحمدية (أقصد ماكنة البحث عن الحقيقة) ؟؟!
أخي الأحمدي،اسأل لي و لك الهداية، و أنصحك على الأقل أن لا تقاطع بيوت الله و صلاة الجماعة كما يأمرك هؤلاء، كل شيء قد يُغفر لك بحجة أنك كنت مخدوعاً مُغرراً بك ؛ إلا صدودك عن مساجد المسلمين و عزوفك عن الصلاة جماعةً، لا لشيء إلا لأنهم يكفرون غيرهم من المسلمين (سواء صرحوا بفتواهم أو أخفوها) أو قولهم بعدم جواز الصلاة وراء إمام بحجة أنه لا يؤمن بمهديٍ مسيحٍ مسألة الاعتقاد بوجوده من عدمه لا يُعد أصلاً رُكنا من أركان الاسلام، حافظ على الصلاة جماعة و لا تسفه رأي غيرك من المسلمين، لا تُسفه رأي من يخالفك لأنه ببساطة قد يكون مُحقاً و أنت المخطئ، الاسلام واضح و خُتم بموت الرسول صل الله عليه وسلم، قل آمنت ثم استقم، كل ما عدا ذالك أمور هي تعد من الفروع لا من الأصول، المهدي، الدجال، علامات الساعة، كلها روايات مختلفٌ فيها و في صحتها و يمكن اعتبارها متشابهات حديث (كونها أُختلف في تأويلها ولا يعلم تأويلها الا الله)، متشابهات القرآن و مع كونها قطعية الثبوت بعكس الأحاديث الظنية الثبوت و المصدر ؛ أُمرنا أن نؤمن بها و أن لا نبتغي الفتنة و تكفير غيرنا وراء ستار تأويلها، فما ادراك بمتشابهات الحديث التي قد تكون أصلا غير صحيحة خاصة و أن القرآن لم يذكرها لا من بعيد أو قريب.
لا تزعم أنكم لا تكفرون أحداً، الميرزا و ابنه محمود و الخلفاء من بعدهم كفَّروا كل مخالفيهم و أنتم تسيرون حذوهم، إنْ قُلتَ أنه تكفير نسبي أي أن بقية المسلمين كفرو بالمهدي لا بالاسلام، فما حجتكم في عدم الصلاة مع مأمومين و وراء امام غير احمدي و كيف تبرر منع الزواج بغير الأحمدي بل وصل بهم الأمر أن تسببوا في طلاق ازواج مسلمين، و الاسلام أباح الزواج من أهل الكتاب، والله انكم على تناقض مبين، موقفكم من بقية المسلمين اخطر من التكفير انه المقاطعة باسم الدين و احتقار بقية المسلمين باسم الدين، تفرحون أن تشيع الفاحشة و المصائب بين المسلمين و تقولون هو عذاب رباني لكفرهم بالمسيح، و الرسول الكريم عرض عليه أن يطبق الاخشبين على اهل الطائف فقال لا، بُعثت رحمة للعالمين، اأتني بحديث واحد سَبَّ فيه الرسولُ أحدا أو لعنه أو تكلم في عرضه أو اتهمه بالنفاق (الله يعلمهم، أي المنافقين )، و سآتيك بآلاف اللعنات و الشتائم و الكلام البديء من كتب الميرزا.
كل التفاسير المنتحلة باسم محمود مسروقة من كتب خان التي أصلا قال بعكسها الميرزا و جل الأدبيات العربية مسروقة من مقامات الحريري بالبرهان الذي لا يقبل بعده شك، و تعلمون ذلك جيداً لكن تغرسون رؤوسكم في الرمل كالنعام، ستحاسبكم عقولكم و أسماعكم و أبصاركم يوم القيامة لأنكم رميتموها وراء ظهورهم بحجة أنكم تؤمنون ايمانا قلبيا بمبعوثكم، و لا الله ولا رسوله أمرانا أن نؤمن ايمانا أعمى بغير برهان، لأن الايمان وحده ليس علامة صدق، و الا كان من يؤمن بالبقرة على أنها رب محقا في دعواه أيضاً، ليس عيباً أن يكون الانسان في وقت ما قد خُدع ؛ العيب أن يتعنت و يكابر و يعاند و يبقى يركن لحفر الخداع و الزور و الكذب و التزوير، و يغلق آدانه و يفقأ أعينه و يحجر عقله أمام كل الأصوات و الكتابات و الأفكار التي لا توالم ايقاعاتها ايقاع هواه أو ما يدعيه هو أنه ايمان.
أخي الأحمدي، اقسم بالله أني أفهمك لأني مررت بنفس التجربة، و لاقيت صعوبة كبيرة في تقبل الحقيقة المرة، لكن الحقيقة تبقى أكبر من كبريائي و أنفتي و ستسطع شمسها رغم أنف كل أحمدي مكابر أو أولائك الذين يقتاتون من ضرع الباطل و موائد التزوير و التحريف، ثم ماذا بعد الميرزا ا؟ كنا مسلمين و سنبقى مسلمين، إسلام محمد صل الله عليه وسلم اقوى حجة من أن يقنعني به "كتاب البراهين" للميرزا الذي أصلاً لم يُحاول فيه البرهنة على شيء سوى سرقة أموال الناس و اطلاق الوعود الكاذبة، و كان جلّ همه فيه، البرهنة على دعواه الشخصية في كونه مسيحاً مهدياً، بل كفّر و سفّه و عادى المسلمين و بث سمّ التفرقة فيهم عوض أن يجمعهم على قلب رجل واحد، و قرآن محمد بن عبد الله (صلوات الله عليه) أكبر أيضاً من أن يُشككني فيه كفري بالميرزا . تسيرون بعقلية الاقصاء و تدّعون حرية الرأي،
"من بيده سوى المطرقة ؛ سيرى جميع الناس سواه مسامير" هذا هو شعاركم في مواجهة الاعتراضات الموجهة اليكم .
سلام على من اتبع الهدى، نسأل الله لنا و للجميع الهداية و الرشاد.