قصة الكسندر ويب وكذب الأحمدية
قصة الكسندر ويب وكذب الأحمدية
الكسندر ويب أمريكي كان يبحث في الأديان ثم اعتنق الإسلام. وهو اسم شهير في تراث الأحمدية الكاذب، حيث يرَون أنه أسلم عن طريق الميرزا، وأنه مجَّد الميرزا.
في 1887 كتب رسالةً إلى الميرزا جاء فيها:
"حتى لو تمكنتَ مِن توفير الزاد الكافي لوصولي إلى الهند، إلا أنه يبدو مستحيلا أن أؤمِّن المعاش الكافي لأهلي في غيابي... صار لديّ يقين أنه ليس محمد المحترم فقط مَن علّم الصدق، بل عيسى وغوتم بوذا وزووستر وأناس آخرون كثيرون أيضا، وأخْبَروا أنه يجب أن نعبد الله لا أحدا من البشر. وإذا أدركتُ أن التعليم الذي جاء به محمد المحترم هو أفضل من تعاليم الآخرين فسوف أكون جديرا بأن أدعم الدين المحمدي أكثر من سائر الأديان وأنشره. إلا أن القدر اليسير الذي اطلعت عليه من تعاليمه لا يؤهلني للدعم والنشر. في سكان أميركا الْتفات ملحوظ إلى الأديان الشرقية عموما، وهم يهتمون أكثر بالبحث في البوذية مقارنة بالأديان الأخرى. إن أفكار الناس حسب رأيي تميل إلى قبول الإسلام والبوذية في هذه الأيام أكثر من ذي قبل... لكنني أتساءل ألم يَهْدِ عيسى المسيح أيضا إلى الحق والطريق المستقيم؟ فإذا اتبعتُ هدْي عيسى أليس هناك رجاء مؤكد في الحصول على النجاة مثل الإسلام؟ وإن سؤالي هذا بقصد الوصول إلى الصدق لا جدلا ونقاشا. فأنا لا أريد أن أجادل لإثبات دعوى معينة". (سوط الحق، ج2، ص 439-442)
فكتب له الميرزا في 4 ابريل 1887:
"أعِدك أني سوف أؤلِّف كتيبا يحتوي على تعاليم القرآن الكريم ومبادئه وأرسل إليك ترجمته الإنجليزية الرائعة منشورةً خلال خمسة أشهر". (المرجع السابق)
وهذا وعد من وعود الميرزا الكاذبة التي لا تنتهي.
ثم لا نعثر على أثر لهذا الأمريكي في تراث الميرزا إلا في عامي 1902 و 1907، حيث يبدو شيءٌ من انزعاج الميرزا في رسالته لويب في 24 يونيو 1902.
وفي 13 فبراير 1907 وصلَتْ رسالة من ويب، وواضح أنها أغضبَت الميرزا، حيث كتبَ:
"ماذا ينقم مستر ويب من أهل أميركا، عليه أن ينقِم من نفسه أولا إذ لم يتوجه إلى جماعتنا كما يجب، بل رجع مِن الهند مستخدما لسانا بذيئا. أرى المدعو "عبد الله كوئلم" أفضل منه بكثير الذي شكّل جماعة مِن المسلمين". (الملفوظات، نقلا عن الحكم 10/3/1907م)
فواضح أنّ ويب يشتم الميرزا.
ويظهر من الفقرة التالية أنّ ويب كان يسخر من معجزات الميرزا، حيث كتبوا:
بعث "ويب" برسالة قال فيها بأن المعجزات التي تقدَّم في هذه الأيام يُستهزَأ بها كلها لذا يجب أن يكون هناك كتاب مستقل وجامع لهذه الأمور تُكتب فيه هذه المواضيع كلها. (الملفوظات، نقلا عن الحكم عدد 10/3/1907م)
وحيث إنّ ويب انتقد الميرزا ومعجزاته، فلا بدّ أن يفبرك الميرزا أنه تنبأ بذلك، فقد نشروا بعد أيام:
"قبْل قدوم السيد ويب إلى الهند كان الميرزا قد رأى في الرؤيا أنه جاء إلى الهند وأنه يطبّل. وكان تأويلها أنه يعمل عملاً عبثًا لن يجدي شيئًا، فتحقّقَ ما رآه الميرزا". (التذكرة، ص 222، نقلا عن "بدر" 14/3/1907)
وحيث إنّ ويب جاء في عام 1893 إلى الهند، فقد نسبوا هذه الرؤيا إلى عام 1892، ونشروها في التذكرة تحت هذا التاريخ.
ولكن الميرزا لم يخجل أن يزعم بعد أيام أنّ ويب أرسل له برسالة يخبره فيها عن دوئي. بل لم يخجل أن يزعم أنه قد أسلم بسبب رسالة من الميرزا، فقال مفتخرا بإعلاناته:
"وصلتْ هذه الإعلانات شخصا إنجليزيا اسمه Webb يسكن في أميركا ولم يكن مسلما في تلك الأيام، فأسلم بعد استلامها ولا يزال مسلما إلى اليوم". (حقيقة الوحي)
ولكنه خلال تحدّثه مع بعض أفراد جماعته في تلك الأيام نفسها من عام 1907 لم يجرؤ على القول أن ويب قد أسلم عن طريق رسالته، ولعلّ السبب أنّ أحد الحاضرين يعلم أنّ هذا محض كذب، فقد قال الميرزا:
"لا يصح الاعتراض بأن دعوتنا لم تبلغ أميركا، فلماذا نزل بها العذاب؟ لقد بلغتها دعوتنا بما فيه الكفاية. لقد نشرتُ في البداية إعلانا بعدد ستة عشر ألفا وأرسلته إلى أوروبا وأميركا، وبدأت المراسلة مع محمد "ويب" من أميركا بعد قراءته ذلك الإعلان حين لم يكن قد أسلم". (الملفوظات نقلا عن بدر 21 مارس 1907)
الخلاصة:
ويب لم يحترم الميرزا، بل انتقده وانتقد معجزاته الكاذبة، والميرزا انتقده وفبرك رؤيا مفادها أنّه لا خير فيه.
والآن مع الكذب الأحمدي، حيث كتبوا:
"سافر ويب إلى الهند وكان متلهفاً للقاء الميرزا لكي يقدم له الاحترام اللائق ويقبّل تلك اليد التي أهدته إلى طريق الإسلام، ولكن المشايخ المتعصبين منعوه من السفر وقعدوا له في كل مرصد، فعاد ولم يتمكن من لقائه، ولكنه حظي منه بلقب "مُّحَمَّد" مضافاً إلى إسمه "ألكساندر راسل ويب"، فكان ذلك تعويضاً عن لقائه". (مقال فراس)
قلتُ: جرأةُ الأحمدية على الكذب ليس لها حدود.
#هاني_طاهر 5 فبراير 2019