قرار مجمع الفقه الإسلامي المنبثق عن رابطة العالم الإسلامي

قرار مجمع الفقه الإسلامي المنبثق عن رابطة العالم الإسلامي

قرار مجمع الفقه الإسلامي المنبثق عن رابطة العالم الإسلامي رقم الدورة: 1 رقم القرار: 3

  الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد:

  فقد استعرض مجلس المجمع الفقهي موضوع الفئة القاديانيّة التي ظهرت في الهند في - -ص 165- القرن الماضي (التاسع عشر الميلادي)، والتي تسمى أيضًا (الأحمدية)، ودرس المجلس نحلتهم التي قام بالدعوة إليها مؤسس هذه النحلة ميرزا غلام أحمد القاديانيّ 1876 م مدعيًا أنّه نبي يوحى إليه، وأنّه المسيح الموعود، وأن النبوّة لم تختم بسيدنا محمّد بن عبد الله رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم (كما هي عليه عقيدة المسلمين بصريح القرآن العظيم والسنة)، وزعم أنّه قد نزل عليه، وأوحي إليه أكثر من عشرة آلاف آية، وأن من يكذبه كافر، وأن المسلمين يجب عليهم الحج إلى قاديان، لأنها البلدة المقدسة كمكة والمدينة، وأنها هي المسماة في القرآن بالمسجد الأقصى، كل ذلك مصرح به في كتابه الذي نشره بعنوان (براهين أحمدية) وفي رسالته التي نشرها بعنوان (التبليغ).

  واستعرض مجلس المجمع أيضًا أقوال وتصريحات ميرزا بشير الدين بن غلام أحمد القاديانيّ وخليفته، ومنها ما جاء في كتابه المسمى (أينة صداقت) من قوله: "إن كل مسلم لم يدخل في بيعة المسيح الموعود (أي والده ميرزا غلام أحمد ) سواء سمع باسمه أو لم يسمع هو كافر وخارج عن الإسلام (الكتاب المذكور صفحة 35)، وقوله أيضًا في صحيفتهم القاديانيّة (الفضل) فيما يحكيه هو عن والده غلام أحمد نفسه أنّه قال: "إننا نخالف المسلمين في كل شيء: في الله، في الرسول، في القرآن، في الصلاة، في الصوم، في الحج، في الزكاة، وبيننا وبينهم خلاف جوهري في كل ذلك" صحيفة (الفضل) في 30 تموز (يوليو) 1931 م .

  وجاء أيضًا في الصحيفة نفسها (المجلد الثالث) ما نصه "إن ميرزا هو النبيّ محمّد صلى الله عليه وسلم، زاعمًا أنّه هو مصداق قول القرآن حكاية عن سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام: سورة الصف الآية 6 وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ "كتاب إنذار الخلافة ص 21" واستعراض المجلس أيضًا ما كتبه ونشره العلماء والكتاب الإسلاميون الثقات عن هذه القاديانيّة الأحمدية لبيان خروجهم عن الإسلام خروجًا كليًا.

  وبناء على ذلك اتخذ المجلس النيابي الإقليمي لمقاطعة الحدود الشمالية في دولة باكستان قراراً في عام 1974 م بإجماع أعضائه، يعتبر فيه الفئة القاديانيّة بين مواطني باكستان أقلية غير مسلمة، ثم في الجمعية الوطنية (مجلس الأمة الباكستاني العام لجميع المقاطعات) وافق أعضاؤها بالإجماع أيضًا على اعتبار فئة القاديانيّة أقلية غير مسلمة.

  يضاف إلى عقيدتهم هذه ما ثبت بالنصوص الصريحة من كتب ميرزا غلام أحمد نفسه ومن رسالته الموجهة إلى الحكومة الإنكليزية في الهند، التي يستدرها ويستديم تأييدها وعطفها من إعلانه تحريم الجهاد، وأنّه ينفي فكرة الجهاد ليصرف قلوب المسلمين إلى الإخلاص - -ص 166- للحكومة الإنجليزية المستعمرة في الهند، لأن فكرة الجهاد التي يدين بها بعض جهال المسلمين تمنعهم من الإخلاص للإنجليز، ويقول في هذا الصدد في ملحق كتابه (شهادة القرآن) الطبعة السادسة ص 17 ما نصه (أنا مؤمن بأنه كلما ازداد أتباعي وكثر عددهم قل المؤمنون بالجهاد، لأنه يلزم من الإيمان بأني المسيح أو المهديّ إنكار الجهاد) تنظر رسالة الأستاذ الندوي نشر الرابطة ص 25.

  وبعد أن تداول مجلس المجمع الفقهي في هذه المستندات وسواها من الوثائق الكثيرة المفصحة عن عقيدة القاديانيين ومنشئها وأسسها وأهدافها الخطيرة في تهديم العقيدة الإسلامية الصحيحة، وتحويل المسلمين عنها تحويلاً وتضليلاً، قرر المجلس بالإجماع اعتبار العقيدة القاديانيّة المسماة أيضًا بالأحمدية عقيدة خارجة عن الإسلام خروجًا كاملاً، وأن معتنقيها كفار مرتدون عن الإسلام، وأن تظاهر أهلها بالإسلام إنما هو للتضليل والخداع، ويعلن مجلس المجمع الفقهي أنّه يجب على المسلمين حكومات وعلماء وكتابًا ومفكرين ودعاة وغيرهم مكافحة هذه النحلة الضالة وأهلها في كل مكان من العالم.

وبالله التوفيق.

توقيع الرئيس\ عبد الله بن حميد رئيس مجلس القضاء الأعلى في المملكة العربية السعودية

توقيع نائب الرئيس \محمّد علي الحركان الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي

توقيع \صالح بن عثيمين الأعضاء

توقيع \محمّد محمود الصواف

توقيع \عبد العزيز بن عبد الله بن باز

الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية

توقيع \محمّد رشيد قباني

توقيع \عبد القدوس الهاشمي الندوي

توقيع \محمّد بن عبد الله السبيل

توقيع \أبو بكر جومي