قتل المرتد عند الميرزا وخلفائه
قتل المرتد عند الميرزا وخلفائه
بدلا من أن يشرح لنا الميرزا أحاديث قتل المرتد، ويبين كيف نوفّق بينها وبين الحرية الدينية، وهذا أهمّ واجباته، لأنّ هذه القضية من أخطر القضايا.. بدلا من ذلك قرأنا له إقرارا بقتل المرتد، وذلك في النصَّين التاليين:
يقول الميرزا: "ومن اعتقد من المسلمين أن النبي صلى الله عليه وسلم عمل في حياته عمل الضلال فهو كافر وملحد ويستحق أن ينفَّذ فيه الحدّ الشرعي". (مرآة كمالات الإسلام، ص 108)
وقد نقل الميرزا ما يلي:
ولنكتب هنا كتابا كتبه الصدّيق إلى قبائل العرب المرتدة.... وإني بعثتُ إليكم فلانا من المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان، وأمرتُه أن لا يُقاتل أحدًا ولا يقتله حتى يدعوه إلى داعية الله، فمن استجاب له وأقرّ وكفَّ وعمل صالحًا قَبِلَ منه وأعانه عليه، ومن أبَى أمرتُ أن يُقاتله على ذلك، ثم لا يُبقي على أحد منهم قدِر عليه، وأن يحرقهم بالنار ويقتلهم كل قتلة، وأن يسبي النساء والذراري، ولا يقبل مِن أحد إلا الإسلام. فمن اتبعه فهو خير له، ومن تركه فلن يُعجِز اللهَ. وقد أمرتُ رسولي أن يقرأ كتابي في كل مجمع لكم. والداعية الأذان، وإذا أذّن المسلمون فأذّنوا، كُفّوا عنهم، وإن لم يؤذّنوا عاجِلوهم، وإذا أذّنوا اسألوهم ما عليهم، فإن أبوا عاجِلوهم وإن أقرّوا قُبِلَ منهم. (سر الخلافة، ص 93)
ولم ينفِ الميرزا قتل المرتد لمجرد ردته ولا في سطر مما كتب في حياته كلها، فمع أنه كتب عشرات الصفحات عن محمدي بيغم، وتلقى نصوص وحي لا تنتهي عنها، لكنه لم ينف قتل المرتد البتة ولم يجد وقتا للحديث عنه، وهو الزاعم أنه الحكم العدل.
أما خليفة الميرزا الأول فيقول:
لقد جعلني الله تعالى خليفةً، فلن أعتزل الآن لقولكم، وليس لأحد القدرة على أن يعزلني. فإذا زدتم جدالا فاعلموا أن لدي أمثال خالد بن الوليد الذين سوف يعاقبونكم كما عوقب أهل الردة. (حياة نور)
وواضح أنّه يريد معاقبة من يناقشه ومن يخرج عليه خروجا فكريا، وهذا يعني أنه يرى أن المرتدين زمن أبي بكر كانوا أصحاب فكر وجدال.
أما خليفة الميرزا الثاني فيقول:
انصرف أبو بكر إلى المتنبئين الكذابين وقضى على فتنتهم نهائيا. ولقي المصير نفسه أهل الردة أيضا. أما الذين رفضوا أداء الزكاة فكان عددهم كبيرا، وكان الصحابة يخالفون رأي أبي بكر في محاربتهم قائلين: كيف يمكن محاربة قوم يؤمنون بوحدانية الله والرسالة لمجرد إنكارهم أداء الزكاة؟ فقال أبو بكر بكل شجاعة: واللهِ، لو منعوني عقالَ بعير كانوا يؤدونه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحاربتهم عليه. فلما رأى عمر إصرارَ أبي بكر على ذلك، اعترف بصحة رأيه، وأدرك أنه لو سُمح لهؤلاء بعدم أداء الزكاة اليوم، فإن الناس سيتجرَّءون على الدعوة إلى ترك كل أحكام الإسلام من صلاة وصوم شيئا فشيئا، فلن يبقى من الإسلام إلا اسمه فحارب أبو بكر - رضي الله عنه - منكري الزكاة في تلك الظروف الحالكة المخيفة، وخرج من هذا الموطن أيضا فاتحا منتصرا، ورجع المنحرفون كلهم إلى الصواب. (التفسير الكبير، ج10)
قوله واضح في أنّه "لو سُمح لهؤلاء بعدم أداء الزكاة اليوم، فإن الناس سيتجرَّءون على الدعوة إلى ترك كل أحكام الإسلام من صلاة وصوم شيئا فشيئا"، فالمسألة فكرية لا سياسية. فإذا دعا أحد الناس إلى ترك الزكاة أو ترك الصلاة فيقاتَل على ذلك عنده.
#هاني_طاهر 29 أكتوبر2017