عِكرِمَة مولى ابن عباسٍ

عِكرِمَة مولى ابن عباسٍ

عِكرِمَة مولى ابن عباسٍ

الحمد لله القاهرِ فوق عباده وهو الحكيم الخبير، الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء وهو على كل شيء قدير، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ البشير النذير، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فإن عِكرِمَة مولى ابن عباس أحد أئمة التفسير المشهورين؛ من أجل ذلك أحببت أن أذكر نفسي وإخواني القراء الكرام بشيء من سيرته المباركة، فأقول وبالله تعالى التوفيق:

الاسم:

هو: عِكرِمَة مولى عبدالله بن عباسٍ الهاشمي.

 

كنيته:

أبو عبدالله؛ (التاريخ الكبير للبخاري جـ 7 صـ 49 رقم: 218).

 

كان عِكرِمَة بربريًّا من أهل المغرب، وهو من كبار التابعين؛ (تهذيب الأسماء واللغات للنووي جـ 1 صـ 341).

 

كان عِكرِمَة عبدًا لحصين بن أبي الحر العنبري، فوهبه لعبدالله بن عباس حين جاء واليًا على البصرة لعلي بن أبي طالب؛ (تهذيب الكمال للمزي جـ 20 صـ 265).

 

عِكرِمَة وطلب العلم:

رحل عِكرِمَة مولى عبدالله بن عباسٍ في طلب العلم إلى مكة والمدينة، والبصرة واليمن والشام، ومصر، وبلاد المغرب العربي، وخراسان؛ (تهذيب الكمال للمزي جـ 20 صـ 270).

 

قال عِكرِمَة: طلبت العلم أربعين سنةً، وكنت أفتي بالباب، وابن عباسٍ في الدار؛ (تهذيب الكمال للمزي جـ 20 صـ 269).

 

شيوخ عِكرِمَة:

حدث عِكرِمَة عن: ابن عباسٍ، وعائشة، وأبي هريرة، وابن عمر، وعبدالله بن عمرٍو، وعقبة بن عامرٍ، وعلي بن أبي طالبٍ، وصفوان بن أمية، والحجاج بن عمرٍو الأنصاري، وجابر بن عبدالله، وحمنة بنت جحشٍ، وأبي سعيدٍ الخدري، وأم عمارة الأنصارية، وعدةٍ،وعن: يحيى بن يعمر، وعبدالله بن رافعٍ؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 5 صـ 13).

 

قال عِكرِمَة: "أدركت مِئِين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد"؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 3 صـ 327).

 

تلاميذ عِكرِمَة:

حدث عنه: إبراهيم النخَعي، والشعبي - وماتا قبله - وعمرو بن دينارٍ، وأبو الشعثاء جابر بن زيدٍ، وحبيب بن أبي ثابتٍ، وحصين بن عبدالرحمن، وقتادة، ومطرٌ الوراق، وموسى بن عقبة، وأبو صالحٍ مولى أم هانئ، وأبو الزُّبَير المكي، وأيوب السَّختياني، وجابرٌ الجعفي، وحميدٌ الطويل، وخالدٌ الحذَّاء، وداود بن الحصين، وسعيد بن مسروقٍ، والأعمش، وسِماك بن حربٍ، وعاصم بن بهدلة، وعاصمٌ الأحول، وابن طاوسٍ، وعبدالله بن كيسان، وليث بن أبي سليمٍ، وابن شهابٍ، ومغيرةُ بن مقسمٍ، ومقاتل بن حيان، وموسى بن أيوب، وأممٌ سواهم؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 5 صـ 13).

 

العلم يرفع منزلة عِكرِمَة:

(1) قال عمرو بن مسلمٍ: "قدم عِكرِمَة على طاوسٍ، فحمله على نجيبٍ (بعير) ثمنه ستون دينارًا، وقال: ألا نشتري علم هذا العالم بستين دينارًا؟"؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 3 صـ 327).

 

(2) قال محمد بن راشدٍ: مات ابن عباسٍ وعِكرِمَةُ عبدٌ، فاشتراه خالدُ بن يزيد بن معاوية من علي بن عبدالله بن عباسٍ بأربعة آلاف دينارٍ (أي: بحوالي سبعة عشر كيلو جرام من الذهب الخالص عيار أربعة وعشرين)، فبلغ ذلك عِكرِمَةَ، فأتى عليًّا فقال: بِعتَني بأربعة آلاف دينارٍ؟ قال: نعم، قال: أمَا إنه ما خيرٌ لك،بِعتَ علم أبيك بأربعة آلاف دينارٍ! فراح علي إلى خالدٍ فاستقاله (أي: طلب منه الرجوع في البيع)، فأقاله، فأعتقه؛ (الطبقات الكبرى لابن سعد - 5 صـ 219).

 

رعاية ابن عباس لعِكرِمَة:

قال عِكرِمَة: كان ابن عباسٍ يجعل في رجلي الكبل، يعلمني القرآن، ويعلمني السنة؛ (الطبقات الكبرى لابن سعد - 5 صـ 219).

 

قال عِكرِمَة: قال ابن عباسٍ رضي الله تعالى عنهما لي: "انطلِقْ فأفتِ الناس، فمن سألك عما يَعنيه فأفتِه، ومَن سألك عما لا يعنيه فلا تُفتِه، فإنك تطرح عني ثلثي مؤونة الناس"؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 3 صـ 327).

 

قال عِكرِمَة: قرأ ابن عباسٍ هذه الآية: ﴿ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ﴾ [الأعراف: 164]،قال ابن عباسٍ: لم أدرِ أنجا القومُ أم هلكوا،فما زلت أبيِّن له، أُبصِّره، حتى عرف أنهم قد نجوا،قال: فكساني حلةً؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 5 صـ 220).

 

منزلة عِكرِمَة العلمية:

(1) قال أيوب السَّختياني: "كنت أريد أن أرحل إلى عِكرِمَة إلى أفقٍ من الآفاق،قال: فإني لفي سوق البصرة فإذا به على حمارٍ،قال: فقيل لي: هذا عِكرِمَة،قال: واجتمع الناس إليه،قال: فقمت إليه، فما قدرت على شيءٍ أسأله عنه،ذهبت المسائل مني،فقمت إلى جنب حماره،فجعل الناس يسألونه وأنا أحفظ"؛ (الطبقات الكبرى لابن سعد - 5 صـ 221).

 

(2) قال جابر بن زيدٍ: "هذا عِكرِمَة مولى ابن عباسٍ، هذا أعلم الناس"؛ (التاريخ الكبير للبخاري جـ 7 صـ 49 رقم: 218).

 

(3) قال الشعبي: "ما بقِيَ أحدٌ أعلم بكتاب الله من عِكرِمَة"؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 3 صـ 326).

 

(4) قال عمرو بن مسلمٍ: "كنت إذا سمعت من عِكرِمَة يحدِّث عن المغازي، كأنه مشرفٌ عليهم ينظر كيف كانوا يصنعون ويقتتلون"؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 3 صـ 327).

 

(4) قال عِكرِمَة: "لقد فسَّرت ما بين اللوحين"؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 3 صـ 327).

 

(5) قال سلام بن مسكينٍ: كان عِكرِمَة من أعلم الناس بالتفسير؛ (الطبقات الكبرى لابن سعد - 5 صـ 220).

 

(6) قال أيوب السَّختياني: قدم علينا عِكرِمَة، فاجتمع الناس عليه حتى أصعد فوق ظهر بيتٍ؛ (الطبقات الكبرى لابن سعد - 5 صـ 221).

 

(7) قال عمرو بن دينارٍ: دفع إليَّ جابرُ بن زيدٍ مسائل أسأل عنها عِكرِمَة، وجعل يقول: هذا عِكرِمَة،هذا مولى ابن عباسٍ،هذا البحرُ فسَلُوه؛ (الطبقات الكبرى لابن سعد - 5 صـ 220).

 

(8) قال مغيرةُ بن مِقسمٍ: قيل لسعيد بن جُبيرٍ: تعلم أحدًا أعلم منك؟ قال: نعم، عِكرِمَة؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 3 صـ 326).

 

(9) قال سفيان الثوري: "خذوا التفسير عن أربعةٍ: عن سعيد بن جبيرٍ، ومجاهدٍ، وعِكرِمَة، والضحاك"؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 3 صـ 329).

 

(10) قال أيوب السَّختياني: سأل رجلٌ عِكرِمَة عن آيةٍ من القرآن، فقال: "نزلت في سفح ذلك الجبل، وأشار إلى سلعٍ"؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 3 صـ 327).

 

(11) قال علي بن المديني (شيخ البخاري): لم يكن في موالي ابن عباسٍ أغزر من عِكرِمَة؛ (تهذيب الكمال للمزي جـ 20 صـ 289).

 

(12) قال الفرزدق بن جواسٍ: قدم علينا عِكرِمَة ونحن مع شهر بن حوشبٍ بجرجان، فقلنا لشهرٍ: ألا نأتيه؟ فقال: ائتوه؛ فإنه لم تكن أمةٌ إلا وقد كان لها حبرٌ، وإن مولى هذا كان حبرَ هذه الأمة"؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 3 صـ 328).

 

(13) قال عبدالرحمن بن أبي حاتم: سُئل أبي عن عِكرِمَة وسعيد بن جُبيرٍ: أيهما أعلم بالتفسير؟ فقال: أصحاب ابن عباسٍ عيالٌ على عِكرِمَة؛ (تهذيب الكمال للمزي جـ 20 صـ 289).

 

(14) قال حبيب بن أبي ثابتٍ: "اجتمع عندي خمسةٌ لا يجتمع عندي مثلهم أبدًا: عطاءٌ، وطاوسٌ، ومجاهدٌ، وسعيد بن جبيرٍ، وعِكرِمَة، فأقبل مجاهدٌ وسعيد بن جبيرٍ يلقيان على عِكرِمَة التفسير، فلم يسألاه عن آيةٍ إلا فسرها لهما، فلما نَفِدَ ما عندهما جعل يقول: أنزلت آية كذا في كذا، وأنزلت آية كذا في كذا"؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 3 صـ 326).

 

(15) قال حماد بن زيد: قال لي أيوب: لو لم يكن عِكرِمَة عندي ثقة لم أكتب عنه؛ (فتح الباري لابن حجر العسقلاني - المقدمة صـ 429).

 

(16) قال يحيى بن أيوب: سألني ابن جريج: هل كتبتم عن عِكرِمَة؟ قلت: لا،قال: فاتكم ثلث العلم؛ (فتح الباري لابن حجر العسقلاني - المقدمة صـ 429).

 

قبس من تفسير عِكرِمَة:

(1) قال عِكرِمَة في قوله عز وجل: ﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ﴾ [القصص: 83] الآية، فجعَل الدار الآخرة للذين لا يريدون علوًّا في الأرض عند سلاطينها ولا ملوكها، ﴿ وَلَا فَسَادًا ﴾: لا يعملون بمعاصي الله عز وجل، ﴿ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ في الجنة؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 3 صـ 326).

 

(2) قال عِكرِمَة في قوله تعالى: ﴿ السَّائِحُونَ ﴾ [التوبة: 112]، قال: هم طلبةُ العلم"؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 3 صـ 335).

 

(3) قال عِكرِمَة في قوله تعالى: ﴿ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ ﴾ [الممتحنة: 13]، قال: "الكفَّار إذا دخلوا القبور، فعايَنوا ما أعدَّ الله لهم من الخزي، يَئِسوا من رحمة الله"؛ (المصنف لابن أبي شيبة جـ 12 صـ 242 رقم: 36478).

 

(4) قال عِكرِمَة في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا ﴾ [المزمل: 12] قال: قيودًا"؛ (المصنف لابن أبي شيبة جـ 12 صـ 242 رقم: 36479).

 

(5) قال عِكرِمَة في قوله تعالى: ﴿ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ ﴾ [الأحزاب: 10]، قال: "لو أن القلوب تحركت أو زالت، خرجت نَفْسه، ولكن إنما هو الفزع"؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 3 صـ 338).

 

(6) قال عِكرِمَة في قوله تعالى: ﴿ وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ ﴾ بالشهوات، ﴿ وَتَرَبَّصْتُمْ ﴾: بالتوبة، ﴿ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ ﴾ التسويف، ﴿ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ [الحديد: 14]: الشيطان؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 3 صـ 338).

 

(7) قال عِكرِمَة في قوله تعالى: ﴿ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ﴾ [النساء: 17]، قال: "الدنيا كلها قريبٌ، كلها جهالةٌ"؛ (المصنف لابن أبي شيبة جـ 12 صـ 241 رقم: 36474).

 

عِظَم قدرة الله تعالى:

قال إبراهيم بن الحكم بن أبان: "كنت جالسًا مع عِكرِمَة عند منزل ابن داود، وكان عِكرِمَة نازلًا مع ابن داود نحو الساحل، فذكروا الذين يغرقون في البحر، فقال عِكرِمَة: الحمد لله، إن الذين يغرقون في البحر تتقسم لحومهم الحيتان، فلا يبقى منهم شيءٌ إلا العظام، تلوح فتقلبها الأمواج حتى تلقيها إلى البر، فتمكث العظام حينًا حتى تصير حائلًا نخرةً، فتمر بها الإبل فتأكلها، ثم تسير الإبل فتبعر، ثم يجيء بعدهم قومٌ فينزلون منزلًا فيأخذون ذلك البعر فيوقدون، ثم تخمد تلك النار، فتجيء ريحٌ فتلقي ذلك الرماد على الأرض، فإذا جاءت النفخة قال الله عز وجل: ﴿ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ﴾ [الزمر: 68]، فيخرج أولئك وأهل القبور سواءً"؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 3 صـ 339).

 

القاضي العادل لا يقبل الرِّشوة:

قال عِكرِمَة: "كانت القضاة ثلاثةً - يعني في بني إسرائيل - فمات واحدٌ منهم، فجعل الآخر مكانه، فقضوا ما شاء الله أن يقضوا، فبعث الله ملَكًا على فرسٍ، فمر على رجلٍ يسقي بقرةً معها عجلٌ، فدعا العجل، فتبع العجلُ الفرسَ، فتبعه صاحب العجل، فقال: يا عبدَ الله، عِجْلي، وقال الملَك: عِجلي، وهو ابن فرسي، فخاصمه حتى أعياه، فقال: القاضي بيني وبينك، قال: قد رضيت، قال: فارتفعا إلى أحد القضاة، قال: فتكلم صاحب العجل، فقال: إنه مر بي على فرسه فدعا عجلي فتبعه، فأبى أن يرده، ومع الملك ثلاث دراتٍ لم يرَ الناس مثلها، فأعطى القاضي درةً، فقال: اقضِ لي، فقال: كيف يسوغ هذا لي؟ قال: تخرج الفرس والبقرة، فإن تبع العِجل الفرسَ عذرت، قال: ففعل ذلك، ثم أتى الآخر ففعل مثل ذلك، ثم أتى الثالث، فقصا قصتهما، وناوله الدرة فلم يأخذها، وقال: لا أقضي بينكما اليوم؛ فإني حائضٌ، فقال الملَك: سبحان الله! هل يحيض الرجل؟! فقال: سبحان الله! وهل تنتج الفرسُ عجلًا؟ فقضى لصاحب البقرة"؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 3 صـ 331).

 

قبس من كلام عِكرِمَة:

(1) قال عِكرِمَة: "ما من عبدٍ يقربه الله يوم القيامة للحساب إلا قام مِن عند الله بعفوه"؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 3 صـ 340).

 

(2) قال عِكرِمَة: "لكل شيءٍ أساسٌ، وأساس الإسلام الخُلق الحسَن"؛ (حلية الأولياء لأبي نعيم جـ 3 صـ 340).

 

(3) قال أرطاة بن أبي أرطاة: سمعت عِكرِمَة يحدث القوم، وفيهم سعيد بن جبيرٍ وغيره، فقال: إن للعلم ثمنًا، فأعطُوه ثمنه،قالوا: وما ثمنه يا أبا عبدالله؟ قال: أن تضعَه عند مَن يُحسن حفظه ولا يضيِّعه؛ (تهذيب الكمال للمزي جـ 20 صـ 286).

 

(4) قال عِكرِمَة: إن الشيطانَ ليزين للعبد الذنب، فإذا عمله تبرأ منه، فلا يزال يتضرع إلى ربه ويتمسكن له ويبكي حتى يغفر الله له ذلك وما قبله؛ (البداية والنهاية لابن كثير جـ 9 صـ 258).

 

براءة عِكرِمَة من فكر الخوارج:

(1) قال البخاري: ليس أحدٌ من أصحابنا إلا وهو يحتج بعِكرِمَة؛ (التاريخ الكبير للبخاري جـ 7 صـ 49 رقم: 218).

 

(2) قال يحيى بن معينٍ: عِكرِمَة مولى ابن عباسٍ ثقةٌ،وقال: إذا رأيتَ إنسانًا يقع في عِكرِمَة، فاتَّهِمْه على الإسلام؛ (تهذيب الأسماء واللغات للنووي جـ 1 صـ 341).

 

(3) قال أبو بكرٍ المروزيُّ: قلت لأحمد بن حنبل: يحتجُّ بحديث عِكرِمَة؟ قال: نعم، يُحتج به؛ (سير أعلام النبلاء للذهبي جـ 5 صـ 31).

 

(4) قال النسائي: عِكرِمَة مولى عبدالله بن عباسٍ ثقة؛ (تهذيب الكمال للمزي جـ 20 صـ 289).

 

(5) قال عبدالرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي عن عِكرِمَة مولى ابن عباسٍ، فقال: ثقةٌ،قلت: يُحتجُّ بحديثه؟ قال: نَعم، إذا روى عنه الثقاتُ؛ (تهذيب الكمال للمزي جـ 20 صـ 289).

 

(6) قال أحمد العجلي: عِكرِمَة مولى عبدالله بن عباسٍ مكيٌّ، تابعيٌّ، ثقةٌ، بريءٌ مما يرميه به الناس من الحرورية؛ (أي: مِن رأي الخوارج)؛ (تهذيب الكمال للمزي جـ 20 صـ 289).

 

(7) قال حبيب بن أبي ثابتٍ: مر عِكرِمَة بعطاءٍ وسعيد بن جبيرٍ فحدثهما، فلما قام قلت لهما: تنكرانِ مما حدث شيئًا؟ قالا: لا؛ (الطبقات الكبرى لابن سعد - 5 صـ 221).

 

(8) قال ابن حبان: كان عِكرِمَة من علماء زمانه بالفقه والقرآن، ولا أعلم أحدًا ذمَّه بشيء؛ (فتح الباري لابن حجر العسقلاني - المقدمة صـ 430).

 

(9) قال البزار: روى عن عِكرِمَة مائة وثلاثون رجلًا من وجوه البلدان، كلهم رضُوا به؛ (فتح الباري لابن حجر العسقلاني - المقدمة صـ 429).

 

(10) قال أبو جعفر بن جَرير الطبري: ولم يكن أحدٌ يَدفع عِكرِمَة عن التقدم في العلم بالفقه والقرآن وتأويله وكثرة الرواية للآثار، وأنه كان عالِمًا بمولاه، وفي تقريظ جلة أصحاب ابن عباس إياه ووصفهم له بالتقدم في العلم، وأمرهم الناس بالأخذ عنه، ما بشهادة بعضهم تثبت عدالة الإنسان ويستحق جواز الشهادة، ومن ثبتت عدالته لم يقبل فيه الجرح، وما تسقط العدالة بالظن وبقول فلان لمولاه: لا تكذب عليَّ، وما أشبهه من القول الذي له وجوه وتصاريف ومعانٍ غير الذي وجهه إليه أهل الغباوة ومَن لا علم له بتصاريف كلام العرب؛ (فتح الباري لابن حجر العسقلاني - المقدمة صـ 429).

 

(11) قال ابن منده: أما حال عِكرِمَة في نفسه، فقد عدَّله أمة من التابعين، منهم زيادة على سبعين رجلًا من خيار التابعين ورفعائهم، وهذه منزلة لا تكاد توجد منهم لكبير أحد من التابعين، على أن مَن جرحه من الأئمة لم يمسك عن الرواية عنه، ولم يستغنِ عن حديثه، وكان حديثُه متلقًّى بالقبول قرنًا بعد قرن إلى زمن الأئمة الذين أخرجوا الصحيح، على أن مسلمًا كان أسوأَهم رأيًا فيه، وقد أخرج له مع ذلك مقرونًا؛ (فتح الباري لابن حجر العسقلاني - المقدمة صـ 430).

 

(12) قال أبو عبدالله محمد بن نصر المروزي: أجمع عامة أهل العلم على الاحتجاج بحديث عِكرِمَة، واتفق على ذلك رؤساء أهل العلم بالحديث من أهل عصرنا، منهم: أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبو ثور ويحيى بن معين، ولقد سألت إسحاق عن الاحتجاج بحديثه فقال: عِكرِمَة عندنا إمام أهل الدنيا، وتعجَّب من سؤالي إياه، قال: وحدثنا غير واحد أنهم شهدوا يحيى بن معين وسأله بعض الناس عن الاحتجاج بعِكرِمَة فأظهر التعجب؛ (فتح الباري لابن حجر العسقلاني - المقدمة صـ 429).

 

(13) قال أبو عمر ابن عبدالبر: كان عِكرِمَة من جلَّة العلماء، ولا يقدح فيه كلام من تكلم فيه؛ لأنه لا حجةَ مع أحدٍ تكلم فيه؛ (فتح الباري لابن حجر العسقلاني - المقدمة صـ 430).

 

وفاة عِكرِمَة:

توفي عِكرِمَة (رحمه الله) سنة خمسٍ ومائةٍ، وهو ابن ثمانين سنةً؛ (الطبقات الكبرى لابن سعد - 5 صـ 224).

 

وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله رب العالمين.

 

وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

نقلا عن:


رابط الموضوع:
https://www.alukah.net/culture/0/100096/%D8%B9%D9%83%D8%B1%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%88%D9%84%D9%89-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B3/#ixzz89pDc5qqf