عقيدة غلام القاديانية في صَلْبِ عيسى عليه السلام
عقيدة غلام القاديانية في صَلْبِ عيسى عليه السلام
بسم الله والصلاة والسلام على رسول وعلى آله وصحبه ومن والاه.
الحمد لله الذي وفقني لكتابة ما مضى من نقض عقائد القاديانية، وبيان ضلال وكفر غلام أحمد القادياني؛ أمام أتباعه، وأمام الناس كافة، حتى لا ينغَرَّ الناس بعقائدهم وكفرهم الواضح البين.
هذا هو البحث الرابع في عقيدة غلام أحمد القادياني في عيسى عليه السلام، وأبين فيه عقيدة غلام القاديانية في مسألة صلب المسيح عليه السلام.
فغلام أحمد القادياني يعتقد أن عيسى عليه السلام صُلب على الصليب، لكنه لم يمت عليه، وعالجه أتباعه ثم سافر إلى كشمير، كل ذلك يخالف الكتاب والسنة. ولا أدري من أين جاء بمسألة سفره إلى كشمير إلا لإثبات أنه أي غلام أحمد القادياني مثيل المسيح.
وينكر أيضاً أن أحداً مكانه قد صلب، لأن هذا ظلم -والعياذ بالله-، فهل يكون رب العزة ظالم؟ تعالى الله عما يقول هذا الدجال. وهذا يخالف قول الله تعالى: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا) سورة النساء آية 157.
قال القرطبي في تفسيره: أَيْ أُلْقِيَ شَبَهُهُ عَلَى غَيْره كَمَا تَقَدَّمَ فِي " آل عِمْرَان ". وذكر في سورة آل عمران في تفسيره للآية رقم 55: ( فَقَالَ الْمَسِيح لِلْحَوَارِيِّينَ : أَيّكُمْ يَخْرُج وَيُقْتَل وَيَكُون مَعِي فِي الْجَنَّة ؟ فَقَالَ رَجُل : أَنَا يَا نَبِيّ اللَّه ; فَأَلْقَى إِلَيْهِ مِدْرَعَة مِنْ صُوف وَعِمَامَة مِنْ صُوف وَنَاوَلَهُ عُكَّازه وَأَلْقَى عَلَيْهِ شَبَه عِيسَى , فَخَرَجَ عَلَى الْيَهُود فَقَتَلُوهُ وَصَلَبُوهُ . ).
وقال ابن كثير في تفسير هذه الآية: فَلَمَّا أَحَسَّ بِهِمْ وَأَنَّهُ لَا مَحَالَة مِنْ دُخُولهمْ عَلَيْهِ أَوْ خُرُوجه إِلَيْهِمْ قَالَ لِأَصْحَابِهِ أَيّكُمْ يُلْقَى عَلَيْهِ شَبَهِي وَهُوَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّة ؟ فَانْتُدِبَ لِذَلِكَ شَابّ مِنْهُمْ فَكَأَنَّهُ اِسْتَصْغَرَهُ عَنْ ذَلِكَ فَأَعَادَهَا ثَانِيَة وَثَالِثَة وَكُلّ ذَلِكَ لَا يُنْتَدَب إِلَّا ذَلِكَ الشَّابّ فَقَالَ : أَنْتَ هُوَ وَأَلْقَى اللَّه عَلَيْهِ شَبَه عِيسَى حَتَّى كَأَنَّهُ هُوَ وَفُتِحَتْ رَوْزَنَة مِنْ سَقْف الْبَيْت وَأَخَذَتْ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام سِنَة مِنْ النَّوْم فَرُفِعَ إِلَى السَّمَاء وَهُوَ كَذَلِكَ كَمَا قَالَ اللَّه تَعَالَى " إِذْ قَالَ اللَّه يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيك وَرَافِعك إِلَيَّ " الْآيَة فَلَمَّا رُفِعَ خَرَجَ أُولَئِكَ النَّفَر فَلَمَّا رَأَى أُولَئِكَ ذَلِكَ الشَّابّ ظَنُّوا أَنَّهُ عِيسَى فَأَخَذُوهُ فِي اللَّيْل وَصَلَبُوهُ وَوَضَعُوا الشَّوْك عَلَى رَأْسه وَأَظْهَرَ الْيَهُود أَنَّهُمْ سَعَوْا فِي صَلْبه وَتَبَجَّحُوا بِذَلِكَ وَسَلَّمَ لَهُمْ طَوَائِف مِنْ النَّصَارَى ذَلِكَ لِجَهْلِهِمْ وَقِلَّة عَقْلهمْ مَا عَدَا مَنْ كَانَ فِي الْبَيْت مَعَ الْمَسِيح فَإِنَّهُمْ شَاهَدُوا رَفْعه.
وقال الطبري: أَخْبَرَنَا عَبْد الرَّزَّاق , قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْمَر , عَنْ قَتَادَة فِي قَوْله : { وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ }
قَالَ : أُلْقِيَ شَبَهه عَلَى رَجُل مِنْ الْحَوَارِيِّينَ فَقُتِلَ , وَكَانَ عِيسَى اِبْن مَرْيَم عَرَضَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ , فَقَالَ : أَيّكُمْ أُلْقِيَ شَبَهِي عَلَيْهِ لَهُ الْجَنَّة ؟ فَقَالَ رَجُل : عَلَيَّ.
وقال ابن عثيمين في قوله تعالى: { {وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} }، { {شُبِّهَ} } أي: ألقي شبهه على شخص آخر، فقتلوا هذا الشخص، وانظروا الضلال والفتنة، ألقي شبهه على رجل، فقتلوا هذا الرجل وصلبوه، وقالوا: { {قَتَلْنَا الْمَسِيحَ} } وقد اتفق جميع الذين كانوا حاضرين معه على أنه رفع، كما قال الله عزّ وجل، ونحن لسنا بحاجة إلى شهادة أحد بعد شهادة الله عزّ وجل.
وهذا ما عليه اجماع علماء المسلمين، من الصحابة إلى يومنا هذا، من أن عيسى عليه السلام لم يُصلب، ولم يقتل، ورفع إلى السماء، وأن شخصا آخر صلب مكانه.
لكن غلام أحمد القادياني يخالف ذلك كله. فالله سبحانه وتعالى يأبى إلا أن يفضح الدجال الكاذب. وحتى غلام أحمد القادياني يناقض ذلك في كتبه، فمرة يؤكد على صلب عيسى عليه السلام، ومرة يقول أنه لم يصلب. وكل ذلك سأبينه في هذا البحث القصير.
وإليكم النقول التي تثبت هذه العقيدة الفاسدة، وهي عقيدة أن عيسى عليه السلام صلب من قبل اليهود.
النقل الأول:
الرابط: http://new.islamahmadiyya.net/Userfiles/File/pdf/NuzulMaseeh_full-170214.pdf
النقل الثاني:
النقل الثالث:
الرابط: http://new.islamahmadiyya.net/Userfiles/File/pdf/NuzulMaseeh_full-170214.pdf
النقل الرابع:
أعوذ بالله من افتراءات غلام أحمد القادياني على الله ورسوله، وعلى الإسلام والمسلمين. وكيف يفتري على عيسى عليه السلام، ولو راجعتم البحثين السابقين في عقيدته في عيسى عليه السلام لأدركتم مدى كرهه لهذا النبي الكريم.
النقل الخامس:
اتقوا الله أيها القاديانية وعودوا إلى الله تعالى، وإلى دين الإسلام، وإلى ملة محمد صلى الله عليه وسلم، ودعوكم من كفر هذا الزنيدق وضلاله البين الواضح، الذي يراه كل من نظر بعين الحق، والله لطفل لو عُرِضت عليه أقوال هذا لدجال لعرف أنه كافر أفاك.
والآن أريد أن أعرض عليكم إنكاره أن أحداً آخر هو الذي صلب غير المسيح عليه السلام.
النقل السادس:
في هذا النقل من العقائد الفاسدة الكثير، بل إن هذا الكتاب الذي هو "خطبة إلهامية" فيه من الانحراف الكثير، وقد قال عنه غلام أحمد القادياني أن الله أوحى له بهذا الكتاب، وكل ما كتب فيه هو من عند الله ووحيه، وذلك في أول صفحة من الكتاب، تعالى الله عما يقول هذا المفتري.
أبدأ بتحليل ما كتب هذا الدجال، والله المستعان على رد هذا الضلال.
قال غلام أحمد القادياني: "وصُلب مكانه رجل آخر، فانظر إلى كذب ينحتون".
هذا قول غلام أحمد القادياني، والله تعالى يقول: (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) وقد نقلت في بداية هذا البحث أقوال العلماء في هذه الآية، وهو أن الذي صُلب ليس عيسى عليه السلام ولكن رجل أُلقي عليه شبه عيسى عليه السلام فصلب مكانه.
قال: "أكانوا حاضرين عند هذه الواقعة أو وجدوها في الكتاب والسنة".
وأقول أكان هو حاضر عند هذه الواقعة؟، وهل هنالك دليل على قوله في عيسى عليه السلام؟. وهل هنالك دليل على صدقه أنه مرسل من عند الله؟ وهل اجماع الأمة على أن عيسى عليه السلام لم يصلب، وصلب مكانه رجل آخر مردود عندك يا دجال، وتريد منا أن نصدق ما تقول من أقوال توافق فيها اليهود والنصارى، ونترك ما جاءنا في الكتاب والسنة، وأقوال علمائنا. أي عقل هذا طمس عليه.
قال: "ولا يفكرون في أنفسهم أن العقل يخالف هذه القصة".
سبحان الله، ظهر على حقيقته، يرد قول الله تعالى وقول رسوله بعقله القاصر، والله تعالى يقول: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا) سورة الأحزاب آية 36. فحكم هذا الدجال أنه ضال ضلالاً مبيناً.
وأقول أيضاً ألا يتفكر القاديانيون بعد كل هذه التوضيحات وبعد كل هذه الأدلة على أن غلام أحمد القادياني دجال، ومدعٍ للنبوة، ألا يستخدمون عقولهم لينجوا بأنفسم من النار، لأنهم يتبعود دجال مارق.
قال: "فأن الذي صلب في مصلب عيسى إن كان من المؤمنين فكيف صلبه الله، وقد قال في التوراه أنه من صُلب فهو ملعون، ألعن عبدا ويعلم أنه مؤمن"
سبحان الله، ينكر أن يكون من صلب مكان عيسى عليه السلام مؤمن، لأنه يكون ملعون حسب حكم التوراة التي استشهد فيها دجال قاديان غلام أحمد القادياني، لكن لا يوجد عنده مشكلة أن يكون عيسى عليه السلام هو الذي صلب، ويكون ملعوناً.
غريب هذا التناقض، بل وعجيب في عيون عميت عن هذه الأكاذيب والألاعيب الحمقاء، التي يحاول فيها غلام أحمد القادياني جاهدا أن يثبت أنه هو المسيح الموعود.
وأيضاً هنا يقول غلام القاديانية أن من علق على الخشبة فهو ملعون، وفي النقل الثالث يقول أن التوراة تقول "أن من علق على الخشبة" ويفسر ذلك بقوله "أي مات على الصليب فهو ملعون"، وهذه الزيادة من عندة لأنه في ذلك الكتاب (إعجازي أحمدي) يريد إثبات أن عيسى عليه السلام قد صلب لكنه لم يمت على الصليب، لذلك لا يكون ملعوناً، وهذه الزيادة من رأسه ليوافق الدليل هواه، وعقيدته الفاسدة، والنص من الكتاب المقدس هو "ملعون كل من علّق على خشبة" فقط بدون أي إضافات، يعني بمجرد أنه علق على الصليب فهو ملعون، وهذا ما أثبته في كتابه خطبة إلهامية، ليستدل على من يقول أن من صلب على الصليب ليس عيسى عليه السلام.
وأيضاً نفهم من كلامه أنه يعترض على حكم الله تعالى، ولو قال قائل أنه يريد تنزيه الله عن ذلك، فهذا أُسلوب لا يليق مع الله تعالى، بل لا يليق مع المحترمين من البشر، فكيف يكون ذلك خطاباً لله جل شأنه، فيقول غلام القاديانية "فكيف صلبه الله" والعياذ بالله من وقاحة هذا الدجال.
ألا يرى القاديانيون أن ما يصدر عن غلام أحمد القادياني ليس له إي علاقة بالنبوة، وليس له إي علاقة بالصالحين المتقن.
أسأل الله تعالى أن يهدي جميع القاديانية إلى الحق.
انتهى هذا البحث ولله الحمد والمنة.
المراجع:
القاديانية دراسات وتحليل – تأليف الاستاذ إحسان إلهي ظهير. (وقد نقلت الكثير من هذا الكتاب بالنص ولم أشر لذلك لتصرفي في معظم النصوص)
كتب غلام أحمد القادياني، وكتب أتباعه.
((رابط لجميع كتب روحاني خزائن: http://www.alislam.org/urdu/rk/)).
ملاحظة: يحق لكل مسلم نشر الموضوع لكن مع ذكر المصدر
قال الله تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) (النساء آية 82)