عقيدة غلام أحمد القادياني في الأولياء
عقيدة غلام أحمد القادياني في الأولياء
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
في هذا البحث سأعرض عدة عقائد لغلام القاديانية أحمد القادياني، وسأجعلها في خمسة بحوث، وهذا الثاني وهو عقيدته في الأولياء.
(رابط البحث الأول: إطلاق صفة الإله على محمد صلى الله عليه وسلم).
وفي هذا البحث المهم لا بد من توضيح عقيدة غلام أحمد القادياني في الأولياء، بما لا يدع الشك أنه يوافق غلاة الصوفية الذين يعتبرون الأولياء متحكمين في الكون مع الله سبحانه تعالى، وأن لهم من القدرة على تغيير الأحداث، وإيجاد المعدوم، والانتقال بلمح البصر، وكذلك أنهم ينفعون ويضرون بعد موتهم، وكل ذلك استقاه من عقائد الهندوس، والبوذيين، والصوفيين أمثال الحلاج، وابن عربي، اللذين كفرهما علماء المسلمين.
وإليكم النقل الأول:
طبعاً جميع المصطلحات الصوفية من كتبهم لن تفهم منها شيئاً، لأنها ألغاز معرّفة بألغاز أخرى.
باختصار العارف: من أشهدهُ الله تعالى ذاته وصفاته وأسماءه وأفعاله، فالمعرفة حال تحدث عن شهود.
ومعنى "شهود": الشهود: رؤية الحق بالخلق (أي: رؤية الله في المخلوقات، يعني رؤية أن كل شيء هو الله). أي وحدة الوجود والعياذ بالله.
فهذا اعتقاد غلام أحمد القادياني في الأولياء مثل اعتقاد غُلاة الصوفية، دليل ذلك كلامه في بيان مسلك العارفين وما لهم من مزايا.
النقل الثاني:
هذا النقل تقشعر له الأبدان، كأن هؤلاء الذين هم العارفين، والأولياء المزعومين أفضل من الأنبياء والرسل، حسب كلام غلام أحمد القادياني، وذلك لأن الأنبياء والرسل لا يتحكمون في السماوات والأرض وجميع ملكون الله. فعقيدة غلام القاديانية هذه تجعله في مقام الخالق والعياذ بالله، وللتأكد من ذلك يمكنك مراجعة بحث : "كيف ادعى غلام أحمد القادياني أنه ابن الله وأنه خالق".
لا شك أن هنالك أولياء لله لكن لم نسمع أن أحد منهم أنه ادعى علم الغيب، أو أن الله يكلمه، أو أنه رأى الله تعالى، أو أنه يتحكم في الكون.
إذن يقول غلام القاديانية: "ويكرمهم الله بالمكالمات والمخاطبات"، ويقصد بذلك الأولياء وهذا لم يَدَّعِه أحدٌ من أولياء الله تعالى.
وقال: "ويُنَبأون بكل نبأ عظيم، وأنباء الغيب من القدير الكريم"، وهذا كذب على الله ورسوله، لقوله تعالى: (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ)، ولقوله تعالى: (وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ). إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب، فهل الأولياء أمثال غلام الدجال يعلم الغيب؟.
والنبي محمد صلى الله عليه وسلم يعلم من الغيب ما أظهره الله عليه فقط، ولم يقل أني أعلم غيب السماوات والأرض، قال الله تعالى:( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ) سورة الجن. في هذه الآية بين الله تعالى أنه لا يظهر أحداً على الغيب إلا الرسل. وهذا الغيب محدود وليس كما يدعي غلام القاديانية. لقوله تعالى: (ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ) آل عمران-آية 44.
هذا هو الغيب المقصود في إظهاره على الرسل، وهو ما له تعلق بالرسالة والدعوة، ومستقبل هذا الدين، وتأييد المرسلين، فالله سبحانه هو الذي يعلم الغيب ولا يعلم أحد سواه شيئاً إلا بما شاء هو أن يعلمه. وليس هو الغيب المطلق ويؤكد ذلك قول الله تعالى: (قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) الأعراف-188. فالله تعالى بَيّن أن محمد صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب لدفع ضر عن نفسه أو جلب منفعة، وهذا يؤكد أن الغيب المعني في هذه الآيات هو الغيب الذي شاء الله في إظهاره على رسله وليس الغيب المطلق، كما يدعي غلام القاديانية.
راجع بحث: "تعليمه وعلمه". لترى كيف يدعي أنه يعلم ما في اللوح المحفوظ، وأنه الله استودعه سره، والعياذ بالله. وكل ذلك من الكفر الواضح الذي عَمِيت عنه أعين أتباعه أو يتعامون عنه ويتغافلون لأنهم منتفعون وباعوا دينهم بعرض من الدنيا، أما الأفراد العاديين فلا يعلمون عن عقيدة غلام أحمد القادياني شيئاً لانهم لا يدرسون ولا يقرؤون ولو قرأوا سيقولون لهم هذا ليس المعنى المراد ويدلسون عليهم ويكذبون لتبرير كفر غلامهم الدجال.
أتساءل الآن، لماذا يمجد الأولياء ويضعهم في مراتب الخالق، والعياذ بالله؟. ليقول أخيراً أنه من الأولياء.
النقل الثالث:
راجع بحث: "كيف ادعى غلام أحمد القادياني النبوة فما فوقها".
ولو أردت نقل كل ما في كتبه من خزعبلات في مراتب الأولياء، وتحكمهم في الكون، وأنهم آلهة لاحتجت إلى ألف صفحة مثل هذه، ووالله لا تكفي، لكن أختصر بما يبين ويوضح عقيدته في الأولياء، بل أقول عقيدته الكفرية، التي فوق ادعائه أنه مرسل من البريطان، فهي كافية لأن يطلق عليه الكفر الأكبر وقبل أن نضيف إليها إدعائه النبوة المزعومة.
وهذه عدة نقول من كتابه "تذكرة الشهادتين"، وهو من أسوأ كتبه، وهنالك الكثير الكثير في كتبه الأخر من كفره الواضح البين للعيان، ولكن كيف لا ترى عقول وعيون القاديانية هذا الكفر، أسأل الله العظيم أن ينور بصائرهم إلى الحق ويعيدهم إلى ملة محمد صلى الله عليه وسلم.
النقل الرابع:
التعليق على النقول أعلاه:
نريد تفسير من القاديانية لهذا الكلام العجيب الذي لا يدل عليه كتاب ولا سنة، مع أن غلامهم قال:"كل كلام يخالف الكتاب والسنة فهو مردود".
هل هناك أحد يرى وجه الله تعالى في الدنيا؟. ولكن هذا من عقائده الفاسدة، ومحاولة لرفع نفسه الهالكة إلى منازل لم يصلها غيره ومن شابهه.
إذا كان الأولياء المزعومين عند غلام القاديانية يُحفظون من كل خطيئة فهم أفضل من الأنبياء، بل وأفضل من الملائكة لأنهم تغلبوا على طبيعتهم البشرية وأصبحوا لا يخطئون. وهذا والله من الافتراء على الله تعالى، ولكن الكلام الباطني لمثل هؤلاء لا ينتهي ولا يخفى ضلال أصحابه على عاقل.
وإذا كانوا لا يخطئون فلماذا كان يخطئ كثيراً، وإذا كانوا يغيبون في مرضات الله فلماذا كان يستجدي المال من ملكة بريطانيا؟!!!.
كيف يستنسخون أخلاق الله -والعياذ بالله-، لكنه وضح ذلك فقال:"كاكتتابكم كتابا عن كتاب"، أي أنهم يحصلون على أخلاق الله، ولا أدري ماذا يعني بهذا الكلام، نريد توضيح من القاديانية. وكل هذه الافتراءات من كتاب واحد بل هي جزء يسير من عشرات الصفحات من هذه التراهات في هذا الكتاب، وكتبه الأخرى تطفح بمثل هذا الكلام وأسوأ منه.
ولكن لو رجعتم إلى هذا الكتاب سترون ما تقشعر له الأبدان، فيقول في صفحة 105 من نفس الكتاب: "ومن علاماتهم أن صحبتهم حرز حافظ لاهل الارض من السماء عند نزول البلاء"، لا أدري كأنهم هم الذين يحفظون السماوات والأرض كما قال سابقاً. ولكنه قالها صراحة أنه خلق الأرض والسماوات وخلق آدم، وأن الله حلَّ فيه –والعياذ بالله-.
وقال في نفس الكتاب "تذكرة الشهادتين" صفحة 108 قال عن الأولياء: "ولولا حتامتهم لهلك الناس"، والعياذ بالله، كأن الأولياء المزعومين هم الذين يحفظون الكون ويحفظون الناس من الشر، فأين الله أيها القاديانية.
لمعرفة المزيد راجع بحث: "كيف ادعى أنه ابن الله وأنه خالق" وأكتفي بالنقل من هذا الكتاب.
النقل الخامس:
ولن أعلق أكثر مما كتبت على الصورة.
النقل السادس: ما مضى من التعليق يكفي لكل عاقل أن يعون إلى ملة الإسلام الصحيحة. ولكن لا بد من توضيح بعض الأمور:
إذا كانت هذه أوصاف وقدرات وإمكانيات الأولياء، فما بيقي لله من شيء في هذا الكون –والعياذ بالله-، فهم المتحكمون في الكون، ولا غرابة فقد قال غلام أحمد القادياني عن نفسه أنه خلق السماوات والأرض، فكل ذلك من محاولته تفضيل نفسه الكافرة على جميع الخلائق بما فيهم محمد صلى الله عليه وسلم وجبريل عليه السلام.
وكالعادة يختم الولاية على نفسه كما فعل من قبله الزنادقة كابن عربي والحلاج الذين ختموا الولاية على أنفسهم، فكلٌ يختم الولاية على نفسه.
والغرابة أنه دائما يسرق من عقائد الكفار من هندوس ونصارى ويهود وغيرهم ولكن ذلك يناسب عقيدته الفاسدة مثل قوله:
"وينزلون إلى الناسوت ليجذبوا خلق الله إلى عالم الملكوت واللاهوت" فما معنى ذلك:
طبعا هذا عندَ النَّصارى، اللَّاهُوتُ: هو الكلمةُ -كلمةُ الربِّ-، والنَّاسوتُ: هو جسدُ الإنسانِ، ويقولون: إنَّ المسيحَ مُرَكَّبٌ مِن الإنسانِ ومِن الإلهِ، فاللَّاهُوتُ عبارةٌ عَنْ كلمةِ الرَّبِّ وهي إلهٌ، يَجعلونَها إلهاً، والنَّاسوتُ: هو جسمُ المسيحِ المخلوق الذي هو مِن لَحْمٍ ودَمٍ.
أي أن اللاهوت هو الجانب الإلهي والناسوت هو الجانب الإنساني. فإذا كان ينزل إلى الناسوت فإين كان قبل ذلك، لا بد أنه كان في مرتبة اللاهوت.
أعوذ بالله من دجل هذا الزنديق غلام أحمد القادياني.
النقل السابع:
توضيح المعاني الفاسدة في النقل أعلاه حسب عقيدة غلام القاديانية ومن شابهه من الصوفية وغيرهم.
الجَذْبٌ في التصوف: حال من أحوال النفس يغيب فيها القلب عن علم ما يجري من أحوال الخلق ويتصل فيها بالعالم العلوي.
مجذوب: -في اصطلاح الصوفية-: من جذبه الحق إلى حضرته وأولاه ما شاء من المواهب بلا كلفة ولا مجاهدة ولا رياضة، المقصود الرياضة الصوفية الروحية للوصول إلى الاتصال الكامل مع الله تعالى والعياذ بالله.
الفيض: -في اصطلاح الصوفية-: هو التجلي الحسي الذاتي الموجب لوجود الأشياء واستعداداتها في الحضرة العلمية ثم العينية، ومنه العلم اللدني من الإله فيُعَلّمون مباشرة من الله تعالى وربما تكون أحكام جديدة لم تنزل على الرسل من قبل.
وهذه المعاني الفاسدة والعياذ بالله في من عقائد الصوفية ومصطلحاتهم المعروفة والمتداولة عندهم، وهذه التوضيحات هي باختصار ولتوضيح المعنى.
ومن ثم يقول غلام أحمد القادياني:
"ويصبغ بصبغ صفات الإلوهية-على وجه الظلية-"، أي يتحصل على صفات الإله فيكون هو إله في الأرض بصورة ظلية، لا إدري كيف ذلك؟، ربما نستوعب أنه عيسى بصور ظلية، لكن كيف يكون إله بصورة ظلية، هذا من العجب العجاب ولكن يفسره عند غلام القاديانية النقل التالي:
النقل الثامن:
أكتفي بهذه النقول عن عقيدته في الأولياء، وإلا لطال بي الأمر إلى مئات الصفحات. وكل ذلك يفعله ليجعل نفسه فوق جميع الأنبياء والمرسلين، وأنه أصبح من الآلة، يخلق ما يشاء.
وهذا النقل الأخير سيكون النقل الأول في البحث التالي الذي هو الاتحاد والحلول والتناسخ.
وأختم برد ابن تيمية على لفظة ومصطلح ومدلول "خاتم الأولياء":
ردّ شيخ الإسلام ابن تيمية في رسائله بشدّة عليه, وعلى من نهج منهجه وسلك مسلكه, في رسائله وكتبه, ونسب كلامه إلى الكفر الذي تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدّا, وقال في فتاواه: (وكذا لفظ (خاتم الأولياء) لفظ باطل لا أصل له, وأول من ذكره محمد بن علي الحكيم الترمذي, وقد انتحله طائفة كل منهم يدعي أنه خاتم الأولياء: كابن حمويه وابن عربي وبعض الشيوخ الضالين بدمشق وغيرها, وكل منهم يدعي أنه أفضل من النبي عليه السلام من بعض الوجوه, إلى غير ذلك من الكفر والبهتان, وكل ذلك طمعاً في رياسة خاتم الأولياء لما فاتتهم رياسة خاتم الأنبياء, وقد غلطوا, فإن خاتم الأنبياء إنما كان أفضلهم للأدلة الدالة على ذلك, وليس كذلك خاتم الأولياء. فإن أفضل أولياء هذه الأمة السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار, وخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر رضي الله عنه, ثم عمر رضي الله عنه وثم عثمان رضي الله عنه, ثم علي رضي الله عنه, وخير قرونها القرن الذي بعث فيه النبي صلى الله عليه وسلم, ثم الذين يلونهم, ثم الذين يلونهم, وخاتم الأولياء في الحقيقة آخر مؤمن تقي يكون في الناس, وليس ذلك بخير الأولياء, ولا أفضلهم بل خيرهم وأفضلهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه تعالى عنه, ثم عمر: اللذان ما طلعت شمس ولا غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين أفضل منهما).
والحمد لله رب العالمين، تم هذا البحث بفضل الله ومنه وكرمه.
كتبه مشرف موقع: https://ahmadiyyanet.wixsite.com/ahmadiyya
قال الله تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) (النساء آية 82)