عرش بلقيس
عرش بلقيس
قال ربنا - تبارك وتعالى - :
{ قَالَ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَؤُاْ أَيُّكُمۡ يَأۡتِينِي بِعَرۡشِهَا قَبۡلَ أَن يَأۡتُونِي مُسۡلِمِينَ • قَالَ عِفۡرِيتٞ مِّنَ ٱلۡجِنِّ أَنَا۠ ءَاتِيكَ بِهِۦ قَبۡلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَۖ وَإِنِّي عَلَيۡهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٞ • قَالَ ٱلَّذِي عِندَهُۥ عِلۡمٞ مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ أَنَا۠ ءَاتِيكَ بِهِۦ قَبۡلَ أَن يَرۡتَدَّ إِلَيۡكَ طَرۡفُكَۚ فَلَمَّا رَءَاهُ مُسۡتَقِرًّا عِندَهُۥ قَالَ هَٰذَا مِن فَضۡلِ رَبِّي لِيَبۡلُوَنِيٓ ءَأَشۡكُرُ أَمۡ أَكۡفُرُۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيّٞ كَرِيمٞ • قَالَ نَكِّرُواْ لَهَا عَرۡشَهَا نَنظُرۡ أَتَهۡتَدِيٓ أَمۡ تَكُونُ مِنَ ٱلَّذِينَ لَا يَهۡتَدُونَ • فَلَمَّا جَآءَتۡ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرۡشُكِۖ قَالَتۡ كَأَنَّهُۥ هُوَۚ وَأُوتِينَا ٱلۡعِلۡمَ مِن قَبۡلِهَا وَكُنَّا مُسۡلِمِينَ }. (النمل ٣٨-٤٢).
تحريف القاديانية للمعنى : السرعة، والقيام بالأمر بلمح البصر، والمراد أن ذلك العالم اليهودي، وكان يعني أنه سيصنع عرشا جديدا فخما، مثل عرش بلقيس ويحضره لسليمان بسرعة.
والعياذ بالله هذا تفسير ابن نبي القاديانية وخليفته الثاني ! يا لله ما أجرأه في اختلاق التحريفات والقصص في " كلام الله "، والتي يأتي بها من وحي شيطانه، فعليه من الله ما يستحق.
أولا : إن قول سليمان - عليه السلام - : { فَلَمَّا رَءَاهُ مُسۡتَقِرًّا عِندَهُۥ قَالَ هَٰذَا مِن فَضۡلِ رَبِّي لِيَبۡلُوَنِيٓ ءَأَشۡكُرُ أَمۡ أَكۡفُرُۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيّٞ كَرِيمٞ }. لا يقال في "عرش شبيه أو مثيل" بل يقال عند أمر عظيم أو معجزة عظيمة.
ثانيا : قوله : { نَكِّرُواْ لَهَا عَرۡشَهَا }. نسب سليمان العرش لها، ولم ينسبه لا لنفسه، ولا لصانعه، كما يزعم ابن القادياني.
ثالثا : قال ابن القادياني وخليفته في قصة البقرة كما مر سابقا في مقال معجزة إحياء الموتى : " لا معنى لضرب القتيل لإحيائه بجزء من جسم البقرة ". ونرد عليه بنفس منطقه : لا معنى لصنع عرش - مثل عرش بلقيس -.
بل لو أراد ملك ابهار ملك آخر يبهره بشيء عنده أكبر، وأعظم، وأكثر، لا شبيه ومثيل.
رابعا : تفسير ابن القادياني لا يتلائم ولا يتوافق مع طلب سليمان - عليه السلام - : { قَالَ يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَؤُاْ أَيُّكُمۡ يَأۡتِينِي بِعَرۡشِهَا قَبۡلَ أَن يَأۡتُونِي مُسۡلِمِينَ }. الطلب : عرش بلقيس، لا صنع مثل عرشها !
خامسا : تفسير ابن القادياني لا يتلائم ولا يتوافق مع القولين التاليين في اجابة طلب سليمان :
{ قَالَ عِفۡرِيتٞ مِّنَ ٱلۡجِنِّ أَنَا۠ ءَاتِيكَ بِهِۦ قَبۡلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَۖ وَإِنِّي عَلَيۡهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٞ }.
و
{ قَالَ ٱلَّذِي عِندَهُۥ عِلۡمٞ مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ أَنَا۠ ءَاتِيكَ بِهِۦ قَبۡلَ أَن يَرۡتَدَّ إِلَيۡكَ طَرۡفُكَۚ }.
سادسا : ولا تعليق لنا على ما جاء به ابن القادياني من هراء وكلام تافه، وسندع والده القادياني يرد على ابنه، فقد ذكر القادياني معجزة عرش بلقيس في سياق الحديث عن قدرات الملائكة - عليهم السلام - فقال القادياني : " أتحسبون أن ملائكة الله كانوا أقل همة وقوة من صاحب سليمان الذي ما قام من مجلسه وما نقل إلى مكان وأتى بعرش بلقيس قبل أن يرتد طرف سليمان ؟ فتدبر، والإشارة كافية للعاقلين ". (حمامة البشرى ١٣٦).
والإشارة كافية للعاقلين !!!
كتبه : أبو عبيدة العجاوي