طلب المال والزعامة الدينية

طلب المال والزعامة الدينية

طلب المال والزعامة الدينية

وصلني سؤال: ما دليلك أنّ غاية الميرزا من دعواه كان طلب المال والزعامة الدينية.

فقلتُ:

هذا تفسيري لثبوت عدم صدقه بأدلة لا تنتهي.

صحيح أنه قد يتقوّل الإنسان على الله من أجل غاية يراها نبيلة، كما كان يفعل أحد الناس في قريتنا حين كان يزعم أنه يرى في الرؤى أن فلانا في النار، ليحثّه على الصلاة. وكما أرى أنّ البهاء فعل ذلك لمجرد إنقاذ البابيين من الورطة التي أوقعهم فيها قولهم بقتال الناس كافة. لكنّ حالة الميرزا مختلفة، فجمْعُ المال كان غاية عنده، وقد تجلّت في عديد من المواقف، مثل:

1: جمْع 10 آلاف روبية لطبع البراهين، والذي لم يُطبع منه إلا أربعة أجزاء، وقد لا تكلّف طباعتها بضع مئات من الروبيات.

2: الإكثار من الإعلانات التجارية عن هذا الكتاب.

3: الإكثار من التحدّث عن سعره وعن تكاليفه المبالغ بها جدا.

4: طلبَ سعرا خياليا للكتاب، فبينما لم تكن تكلفة المنشور أكثر من روبية، طالب بعشر روبيات. وبعد عشر سنوات طرح كتاب مرآة كمالات الإسلام بروبيتين ونصف، مع أنه بحجم البراهين أو أكبر.

5: مطالبته الأغنياء أن يدفعوا أكثر من السعر المعلن لتعويض النقص، مع أنه ليس هنالك أي نقص، فالسعر المطروح لعامة الناس غالٍ جدا.

6: مطالبته غير المسلمين بأن يدفعوا أكثر من السعر الذي يدفعه المسلمون العالي أصلا.

7: طلب من الناس أن يدفعوا سعر 300 جزء قبل أن يكتبها. بل أعلن أنه كتب 300 دليل عقلي على صدق الإسلام، ثم تبين أنه لم يكتب شيئا. فالعملية واضحٌ أنها تجارية.

8: حين كان الناس مرعوبين من الطاعون في عام 1898 أعلن عن تحضير دواء تكلفته 2500 روبية، فيقول في إعلان في تموز 1898: " لقد كتبت من قبل أن هناك دواء للطاعون قد أُعِدّ ببذل ألفين وخمس مئة روبية"

وهذا يعني أنه يطالب الناس بدفع مبالغ خيالية.

9: أخلاق الميرزا التي ظهرت في شتائمه وفظاظته وقسوته في مواجهة خصومه تدلّ على حقيقته، أما المؤمن بقضية فتراه صابرا مثابرا مضحيا من أجل الناس، ولا يواجه السيئة بسيئة أو أكبر منها. بينما اقرأ ماذا قال الميرزا بعد سنة وأشهر من إعلان أنه المسيح.. لقد قال بعد أن عدّد كتبه: " تلك كتب ينظر إليها كل مسلم بعين المحبة والمودة وينتفع من معارفها، ويقبَلني ويصدّق دعوتي، إلا ذريةَ البغايا الذين ختم الله على قلوبهم فهم لا يقبلون". (التبليغ)، فهذه العبارة ليست مجرد شتيمة هائلة، بل تعبّر عما في داخل صاحبها وخوفه على مستقبل مصادر دخله.

10: عموم الأحداث الأخرى، مثل مقبرة الجنة، يمكن فهمها في ضوء هذه الحقائق فتزيد من اليقين بالهدف التجاري للميرزا.

وأما الزعامة الدينية، فمع أنها غاية بحدّ ذاتها عنده، لكن لا مال من دونها، فهي مصدر دَرّه.

#هاني_طاهر 29 يوليو 2017