شبهة هل عيسى أحمر جعد أم آدم سبط

شبهة هل عيسى أحمر جعد أم آدم سبط

شبهة هل عيسى أحمر جعد أم آدم سبط

يحاول الميرزائيون لإثبات نبوة متنبئهم أن يروجوا بين عوام المسلمين بأن هناك (عيسى أحمر جعد) جاء في أحاديث الإسراء والمعراج وهو عيسى بن مريم وقد مات، وهناك عيسى آدم سبط جاء في حديث الطواف وهو ميرزا غلام أحمد نبيهم المزعوم وقد مات، وعليه فإن أحاديث نزول عيسى لا تعني عيسى بن مريم عليه السلام بل تعني كبيرهم، وما يؤيد ادعاءهم هذا نفي عبد الله ابن عمر رضي الله عنه في صحيح البخاري حين قال: "لا والله ما قال رسول الله أن عيسى أحمر؟ بل قال رجل آدم".

الجواب:

إذا تم حل هذا الإشكال - بنظرك أيها المؤمن بنبوة الميرزا القادياني - هل تتبرأ من ترهاته؟ وإذا أثبتنا لك أن الميرزا قال بخلاف ما تعتقد فهل تظل على ما أنت عليه من الضلال؟

ولنبدأ بحل الإشكال.. إن الاختلاف في حلية عيسى عليه السلام جاءت بأمرين، أولها أن وصفه جاء في بعض الراويات أنه (جعد) وفي بعضها أنه (سبط)، وثانيها أنه (أحمر) وفي روايات أخرى أنه رجل (آدم). 

فأما كلمة "الجعد دون ذكر الشعر معها" فإنه وصف الجسم لا صفة الشعر، أي أنه مضغوط الجسم وقوي الهيئة، ويؤيد ذلك رواية أنه مربوع - أي جعد - ولمزيد إيضاح يقول لسان العرب الجعد من الشعر: خلاف السبط، والجعد من الرجال: المجتمع بعضه إلى بعض، والسبط: الذي ليس بمجتمع.

وأما أن لون عيسى عليه السلام فهو الأدم وأطلق عليه الأحمر لميله إلى الحمرة وحيث أن ألوان بني آدم لا تكون إلا في ثلاثة الأبيض والأسود والآدم ويوجد لبقية الألوان لمعة، فلا يكون لون أي إنسان أزرق أو أخضر أو أحمر فهذه الألوان قد تلمح إليها، فيقال الأبيض المائل إلى الحمرة، أو الآدم المائل إلى الحمرة، فإن برزت اللمعة قيل له: أحمر، وعليه فلا تعارض أبدا بين الأحاديث فالحمرة قد غلبت على وجه عيسى أي آدم مائل إلى الحمرة ويتجلى هذا المعنى بحديث: "وأراني الليلة عند الكعبة في المنام فإذا رجل آدم كأحسن ما يرى من أدم الرجال..." وأحسن ما يكون في أدمة الرجال هو اللون الذي يكون بين البياض والحمرة.

وقد ذكر الشيخ شمس الدين السيوطي في كتابه جواهر العقود ومعين القضاة والموقعين والشهود في ذكر الألوان إذا كان الرجل شديد السواد قيل: حالك، فإن كان دون الأربد وفوق الأدمة قيل: شديد الأدمة، فإن رق من الأدمة قيل: شديد السمرة، فإن صفا عن ذلك قيل: أسمر اللون، فإن صفا عن ذلك قيل: رقيق السمرة. فإن صفا ومال إلى البياض والحمرة قيل: صافي السمرة تعلوه حمرة أو رقيق السمرة بحمرة.

تشكيك قادياني:

قالوا: "لماذا نفى ابن عمر وقال لا والله ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عيسى أحمر؟" 

الجواب:

ليس كل حديث حكاه الرسول صلى الله عليه وسلم سمعه كل الصحابة رضي الله عنهم ونفي ابن عمر بسبب عدم سماعه للحديث الذي رواه ابن عباس، فحديث "أما عيسى فأحمر جعد" صحيح، وحديث "لا والله ما قال رسول الله أن عيسى أحمر" حديث صحيح أيضا وهما حجة على الميرزائي من ثلاثة أوجه.

١- أن لا اختلاف بين أحمر وأدم يميل إلى الحمرة، فالأحمر ليس لوناً للبشرية الأدمية بل لمعة تظهر عليها كما بينا ذلك آنفا.

٢- يجب أن نعتمد وصفا واحدا لعيسى إذا أصر الأحمدي القادياني بنفي ابن عمر أن يكون أحمرا، بمعنى ليس هناك عيسى أحمرا.

٣- الميرزا يقول - وشتان بين الدرة والبعرة - بأن الله أوحى إليه: "أنت أشد الناس مناسبة بعيسى بن مريم وأشبه الناس به خَلقا وخُلقا وزماناً". [إزالة الأوهام ١٧٩] أي عيسى الأحمر الجعد والأدم السبط هو هو ولا فرق باعتراف نبيهم المزعوم.

تساؤل قادياني:

قالوا: "لنفترض أن الأوصاف الأربعة أتت على شخص واحد فيكون (أحمرا وآدماً وجعدا وسبطا) هل تصح هذه الأوصاف في شخص واحد".

الجواب:

نعم، والسبب بسيط جدا آدم هو الأحمر المائل إلى السمرة، ويكون جعداً بمعنى قوي البنية ربعة، وسبط الشعر بمعنى أن شعره ناعم أسود طويل. فالمشكلة ليست في تطبيق الأربعة أوصاف على المسيح عليه السلام إنما هي تكبر وعناد وسفسطة.

سؤال قد يراود كل مسلم:

كيف يجتمع عيسى عليه السلام مع الدجال والدجال إذا رأى عيسى يذوب كما يذوب الرصاص؟ بل كيف يكون الدجال عند الكعبة وهو محرم عليه دخول مكة؟

الجواب:

أن هذه رؤيا منام رآها النبي صلى الله عليه وسلم وليست أمرا يحدث على الواقع مثل رؤيا سيدنا إبراهيم يقتل ابنه إسماعيل عليهما السلام.

هرطقة قاديانية:

"هل الدجال مصنوع من الشمع وعيسى عليه السلام من الشمس حتى يذوب حين يراه كما تتوقعون؟".

الجواب:

طبعا لا، بل عيسى عليه السلام يقتل الدجال بسيفه حتى يهرق دمه على السيف لأن الحديث يقول: ".... فإذا نظر إليه الدَّجَّالُ ذاب كما يذوب الملح في الماء (وينطلق هارباً) ويقول عيسى إنَّ لي فيك ضربة لن تستبقي بها فيدركه عند باب لد الشرقي فيقتله". وهذا يثبت أن الدجال يموت قتلا قبل أن يذوب خوفا من رؤية عيسى عليه السلام، والتشبيه يقصد به كيف يصير شكل الدجال حين يرى المسيح قدامه، ألا ترى للقط حين يرى الكلب ويحشره من الزوايا كيف ينتفش خوفا!! وأنت يا ميرزائي لو مثلا رأيت أسدا ألا يذوب قلبك خوفاً وقد يقف وتموت!! وهذا ما عناه الحديث بتشبيه ذوبان الدجال خوفا من عيسى لأنه يعلم نهايته اقتربت.

نقلا عن كتاب: المهدي البريطاني ومسيح العميان، سلطان الركيبات.