سوء خلق الميرزا
سوء خلق الميرزا
الخلق الأول: الثلاثاء 15/1/2019
الفظاظة وسلاطة اللسان والشتائم
يقول الميرزا بعد أن عدّد كتبه التي صنّفها قبل عام 1893:
"تلك كتب ينظر إليها كل مسلم بعين المحبة والمودة وينتفع من معارفها، ويقبَلني ويصدّق دعوتي، إلا ذريةَ البغايا الذين ختم الله على قلوبهم فهم لا يقبلون". (التبليغ، ص 100)
وقد تكررت مثل هذه العبارة، فقال مخاطبا مسيحيّا: "واعلم أنّ كل مَن هو مِن وُلْدِ الحلال، وليس من ذرّية البغايا ونسل الدجال، فيفعل أمراً من أمرين..." (نور الحق، ص 109)
وخاطب شيخا بقوله:
واللهِ... لأشُنَّ عليك يا ابنَ بِغاءِ (منن الرحمن، ص 57)
وبقوله:
لَسْتُ بصادقٍ إنْ لم تَمُتْ بالخزي يا ابنَ بِغاءِ (مكتوب أحمد، ص 119)
#هاني_طاهر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الثاني: السبت 19/1/2018
بُغْض مَن يرى نبوءته لم تتحقق
يقول الميرزا:
"بعض المشايخ الخبثاء الذين هم من طينة اليهود يقولون للتستر على الحق أن عبد الحق انتصر في المباهلة السابقة، لأن النبوءة عن موت آتهم لم تتحقق، إذ لم يمت آتهم. غير أن مجذومي القلوب وأعداء الإسلام هؤلاء لا يفهمون، فمتى وفي أي وقت صرحتُ بإلهام أن آتهم سيموت في الميعاد لا محالة، وفي أي كتاب أو إعلان كتبنا أن آتهم سيموت خلال هذه المدة بلا أي شرط؟ إن أنجس الحيوانات في العالم وأجدرها بالاشمئزاز والقرف هو الخنـزير، لكن الذين يكتمون الحق والشهادة الصادقة من أجل الثوائر النفسانية هم في الحقيقة أنجسُ منه. فيا أيها المشايخ آكلو الجِّيَف وذوو الأرواح الشريرة، ويحَكم لقد أخفيتم شهادة الحق للإسلام بسبب عدائي. وأنى لكم يا ديدان الظلام أن تحجبوا أشعة الصدق البراقة، أفلم يكن من الضروري أن يراعي الله الشرط المذكور في النبوءة؟ فيا أيها الهاربون بعيدا من الإيمان والإسلام، قولوا حقاً وصدقاً ألم يكن في النبوءة شرطٌ كان يمكن بالوفاء به أن يتأخر موت آتهم؟ فلا تكذبوا ولا تأكلوا النجاسة التي أكلها المسيحيون". (عاقبة آتهم، ص 193)
هل هذه سيرة أنبياء؟ أليس الواجب أن يردّ بالحجة على من اختلف معه في فهم مسألة أو تحقق نبوءة؟ ثم إن عبد الله آتهم لم يمُت في الموعد، فما الجريمة لو رأى المرء أنها نبوءة فاشلة؟
#هاني_طاهر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الثالث: الثلاثاء 22 يناير 2019
الشتائم
يقول الميرزا عن شيخ أنكر تحقق نبوءة عبد الله آتهم
"لا سيما رئيس الدجالين عبد الحق الغزنوي وجماعتُه بأسرها، عليهم نعالُ لعْن الله ألف ألف مرة. فهو يقول في إعلانه القذر بمنتهى الإصرار إن هذه النبوءة أيضاً لم تتحقق، فأيها الدجال النجس، إن النبوءة قد تحققت، غير أن تعصبك قد أعماك". (عاقبة آتهم، ص 229)
ويقول:
"إننا نرى أيضاً من الضروري عند نهاية هذا المقال أن نبين أن مقابل هؤلاء الأنجاس القذرين الذين عقدوا العزم على التكفير قد..." (عاقبة آتهم، ص 244)
ويقول:
"وينبغي أن يفكر هذا النجس أهذه هي ثمرة المباهلة". (عاقبة آتهم، ص 246)
#هاني_طاهر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الرابع: السبت 26 يناير 2019
خلق تمجيد شخص قال بكذبه معظم المحدّثين لمجرد أنه روى رواية، وشتم مَن التزم بقول المحدّثين
يقول الميرزا:
"لم يثبت كذب جابر وعمرو بن شمر قط بل ثبت صدقهما، بينما افتضحتَ في كذبك أيها الوقح، وقد أثبت الخسوف والكسوف صدقَ جابر وعمرو، والرؤية أزالت ضعف الرواية. فمن وصَف هؤلاء الصلحاء الأجلّة الذين بواسطتهم ظهرت معجزة النبي صلى الله عليه وسلم بالكاذبَين، فذلك الخبيث الشقي نفسه هو الكاذب والملحد". (عاقبة آتهم، ص 233)
قلتُ: ورد عن عمرو بن شمّر:
قال عنه يحيى بن معين: ليس بشيء. وقال الجوزجاني: زائغ كذاب. وقال ابن حبان: رافضي يشتم الصحابة ويروي الموضوعات عن الثقات. وقال البخاري: منكر الحديث. (لسان الميزان، 2 ص 263)
أما جابر الجعفي فقد ورد عنه:
وقال ابن معين: لا تكتبوا حديث جابر الجعفي ولا كرامة.
وقال زايدة: كان جابر الجعفي، والله، كذاباً يؤمن بالرجعة: وقال أبو حنيفة: ما رأيت أكذب من جابر، ما أتيته بشيء من رأي إلا أتاني فيه بأثر وزعم أن عنده ثلاثين ألف حديث. (الوافي بالوفيات 3 / 496)
فما جريمةُ مَن أخذ بأقوال هؤلاء العلماء حتى يُشتم هذا الشتم كله؟
#هاني_طاهر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الخامس: الثلاثاء 29 يناير 2019
خلق الكلام السافل
يقول الميرزا:
" لا يعلمون إلا الأكل والنَّيـ... ولا يؤثرون إلا الزينة والصَّيْك". (منن الرحمن، ص 63)
التحدي: أيها الأحمدي، نتحداك أن تعثر على محترم يشتم الناس بهذه الطريقة السافلة، وبهذه الكلمات الشوارعية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق السادس: السبت 2 فبراير 2019
خلُق الغلظة والإساءة لرموز الأديان الأخرى
كتب مسيحيّ رسالة للميرزا أنّ نبوءة موت عبد الله آتهم لم تتحقق، فردّ عليه الميرزا بقوله:
"وإذا ثبت أن نبوءة واحدة من نبوءات يسوع - إله المسيحيين الميت - تساوي هذه النبوءةَ درجةً، فنحن جاهزون لدفع كل نوع من الغرامة. فلم يتنبأ ذلك الإنسانُ الضعيف سوى أن الزلازل تحدث والقحط يصيب والحروب تندلع، فلعنة الله على قلوب استدلَّت من أمثال هذه النبوءات على ألوهيته، واتخذت الميت إلهاً لها". (عاقبة آتهم، ص 176)
ويتابع الميرزا:
" فأتساءل: ألا تحدث الزلازل على الدوام، ألا يصيب القحط دوماً، ألا تستمر الحروب في مكان ما من العالم، فلماذا سمّى ذلك الإسرائيلي السفيهُ هذه الأمور العادية نبوءةً؟". (عاقبة آتهم، ص 176)
كل هذا الشتم للمسيح ليس سببه غيرةً على الإسلام كما يحرّف الأحمديون، على فرض أنه يجوز للمسلم شتم المسيح ليعبّر عن غيرته المغشوشة هذه، إنما السبب هو تنفيس عن حقده على مَن ينتقد نبوءة موت آتهم.
التحدي: نتحدى أن تعثروا على كلام أي سافل في هذا العالم قال بمثل ذلك.
#هاني_طاهر
#هاني_طاهر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق السابع: الثلاثاء 5 فبراير 2019
خلق اتهام المسيح بالسرقة ليغطي على سرقاته
يقول الميرزا:
"ومما يثير الخجل الكبير أن تعليمه على الجبل الذي يُعتبر مغزى الإنجيل، سرقَه من كتاب اليهود التلمود. وزعم أنه تعليمه، ومنذ اكتشاف هذه السرقة يواجه المسيحيون خجلاً كبيراً منذ افتُضح في ذلك، ولعلّه أقدم على ذلك محاولة منه لنيل النفوذ بتقديم التعليم الرائع، غير أن وجوه المسيحيين اسودّت بسبب تصرفه غير اللائق هذا". (عاقبة آتهم، ص 177)
التحدي: نتحدى الأحمديين أن يعثروا على أحد حاول أن يغطي على سرقاته باتهام المسيح بالسرقة، كما فعل الميرزا.
#هاني_طاهر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الثامن: السبت 9 فبراير 2019
خلق التقليل من شأن الأنبياء والناس
يحاول الميرزا النيل من موعظة الجبل بعد أن زعم أنها مسروقة، فيقول:
"ثم من المؤسف أن ذلك التعليم أيضاً ليس رائعاً جدّاً، إذ يردّه العقل والضمير معاً. لقد كان له أستاذ يهودي تعلَّم منه التوراة درساً، ويبدو أن الله إما لم يمنّ عليه بحظ كبير من الذكاء والفطنة، وإما مِن شر ذلك الأستاذ أنه أبقاه ساذجاً". (عاقبة آتهم، ص 178)
كل هذا لمجرد أن قيل له إن نبوءة آتهم لم تتحقق.
التحدي: نتحدى الأحمديين أن يعثروا على مسلم مهما كان سيئا حاول أن يسيء للمسيح بمثل هذا القول.
#هاني_طاهر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق التاسع: الثلاثاء 12 فبراير 2019
خلق شتم الناس من باب ردّ الفعل
يقول الميرزا:
"إذا بدّل القساوسة دأبهم الآن وتعهدوا بأنهم لن يسبّوا نبينا صلى الله عليه وسلم، فنحن أيضاً نتعهد أننا سنحاورهم بكلمات لينة، وإلا فكما يدينون يُدانون". (عاقبة آتهم، ص 179)
الحقيقة أنّ القساوسة هم هم لم يتغيّروا بشأن الإسلام، لكنّهم سخروا من نبوءة الميرزا عن عبد الله آتهم التي لم تتحق، فانتقم منهم بهذه الطريقة التي ملأتْ كتبَه. ثم لو شتم أحدهم أو بعضهم الإسلام، فهل علينا أن نفعل كما فعلوا فنضايق القسس المحترمين؟!
التحدي: نتحدى الأحمديين أن يعثروا على محترم يشتم دين الآخرين لمجرد أن أحد أتباع هذا الدين شتم ديننا.
#هاني_طاهر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق العاشر: السبت 16 فبراير 2019
خلق العدوانية وتمني الشرّ للناس والشخصنة
قضى الميرزا حياته في تمني الشرّ والهوان للناس، وفَبْرَك لذلك وحياً يقول: "إني مهين من أراد إهانتك". وكل مَن خاصمه فهو يهينه في رأيه، لذا لا بدّ مِن أنْ يُهان، ولا بدّ مِن أنْ تُفَبرك قصص الهوان.
قصة عبد الحقّ الغزنوي:
مباهلة واحدة خاضَها الميرزا، وهي مع عبد الحقّ الغزنوي، وذلك في عام 1893. وعاش بعدها 15 عاماً يتربّص بعبد الحقّ الذي ظلّ حياً بعده، ففي النصّ التالي ينسب الميرزا لعبد الحقّ أقوالاً لا نراه قالها، لكن المهمّ هو قراءة ما بين السطور لنعرف مستوى الميرزا الأخلاقي، والذي ينعكس على سلوك بعض الأحمديين، حتى يصبحوا عنصراً سلبياً في المجتمع يرقص على جراحاته. يقول الميرزا:
"قد اختلق عبد الحق الغزنوي، بعد تفكير طويل وتدبر، وسيلة للفوز في المباهلة في إعلانه البذيء، أنه سيفوز بأرملة أخيه، وأشار إلى أنه يتوقع ولادة الولد. فكنا قد نشرنا ردّاً على ذلك في كتيب أنوار الإسلام أن اقترانك بأرملة أخيك الضعيفة بعد وفاته ليس من تحقيق الأمل في شيء. بل إن مجرد ذكره مدعاة للخجل، فقد تحمَّل عبد الحق نفقاتها اليومية عبثا بعقد القران بها بعد أن قضت تلك الضعيفة معظم شبابها. وربما قد أدرك الآن أنه بهذا الزواج السيئ اشترى الحزن لا الفرح. أما ولادة الولد فإلى الآن لم ينشر عبد الحق أي إعلان بذلك، ربما قد ضاع الولد داخل البطن، أو قد وُلدت أنثى فظلّ وجهُه مسودّاً بحسب الآية القرآنية". (ضياء الحقّ، ج9، ص 323)
الميرزا يعيّره أنه يتكفّل بنفقات أرملة أخيه كبيرة السن! فهو يركّز عادةً على شخص المحاور بدلاً من أفكاره. وهذه هي الشخصنة؛ فالميرزا ظلّ يركّز على اتهام مَن يخالفه، هارباً مِن مناقشة ما يطرحه مِن حجج؛ لذا وجدناه يتهم ثناء الله الأمرتسري بالتسوّل والعيش على الأكفان ثم التراجع، ويتهم عبد الحقّ الغزنوي بأنّ زواجه ليس مفخرة، بل معرّة، أو لعله أنجب بنتاً لا ولداً، وكأنّ القضية هي زواج فلان وعلاّن!
التحدي: نتحدى الأحمديين أن يعثروا على سفالة مثل هذه السفالة في كتابات أي محترم.
#هاني_طاهر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الحادى عشر: الثلاثاء 19 فبراير 2019
خلق الحقد الشامل
يقول الميرزا:
وأما العَجَم فهم عند الله كبُكْمٍ لا لسان لهم، أو كبهائم لا بيان لهم، فإنّ تَكلُّمَهم ما حصل لهم إلا بالعربية، وليس لفظٌ عندهم إلا من هذه اللهجة، ولا يقدرون من دون العربية على المكالمات، فيتحقق حينئذ أنهم كالعجماوات. (منن الرحمن، ص 82)
فهذا احتقار منه للأمم.
#هاني_طاهر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الثانى عشر: السبت 23 فبراير 2019
خلق الحقد وسواد القلب
وَصَفَ قريةَ زوج محمدي بيغم بالمنحوسة، مع أنه ليس لها أيّ ذنب، فكلّ ما في الأمر أنّ أحد سكانها قد خطب محمدي بيغم، ثم تزوّج بها. وهل جريمةٌ أن يخطبَ المرء فتاةً رفَضَتْ خطيبا قبله؟
فقال:
"فدعوتُ... فألهمَني ربي وقال سأريهم آية من أنفسهم، وأخبرَني وقال إنني سأجعل بنتًا من بناتهم آية لهم، فسمّاها وقال إنها ستُجْعَل ثيّبةً، ويموت بعلُها وأبوها إلى ثلاث سنة من يوم النكاح". (كرامات الصادقين)
ثم كتب في الحاشية:
"اسم بعلها سلطان محمد... وهم سكان قرية منحوسة المسماة "فَتَّى" في ضلع لاهور". (كرامات الصادقين)
كما أنه وصف قرية الشيخ محمد حسين ببطالة المشتقّة من الباطل.. مع أنّه لا ذنبَ لأهلها، سوى أنّ فيها شيخا يؤمن بأنّ الروايات تتحدث عن المسيح نفسه، لا عن شبيهه. وهل جريمة أن يظنّ المرء أن عيسى هو عيسى، وأنّ الميرزا هو الميرزا؟
فقال:
يا شيخَ أرضِ الخبث أرضِ "بطالة". (مكتوب أحمد)
التحدي: نتحدى أن يُعثر على أحد، مهما بلغ من السوء، يشتمّ مدن الناس وقراهم لمجرد وجود خصمٍ له فيها.
#هاني_طاهر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الثالث عشر: الثلاثاء 26 فبراير 2019
خلق الحقد والدمار
الميرزا يهاجم قريةً فيها أحدُ أهمّ أتباعه، وهو برهان الدين الجهلمي، لمجرد وجود معترض عليه فيها، حيث يقول الميرزا عن قرية جِهْلُم:
"اعترض عليّ جاهلٌ من بلدة اسمها "جهل" يا ذوي الحصاة، وفي آخرها حرفُ الميم ليدل على مسخ القلب والممات". (الخطبة الإلهامية، ص 8)
قلتُ: إذا كان حرف الميم يدلّ على مسخ القلب، فهذا ينطبق على ميرزا، الذي يبدأ بحرف الميم، وينطبق على غلام، الذي ينتهي بحرف الميم. أما إذا كانت قرية جهلم = جهل + م [مسخ]
فإن قاديان = قوادين- و [وفاء]. والمعنى أنّه إذا كان لدى القوادين أيّ وفاء ثم نُزع منهم، صاروا قاديان، وصاروا قاديانية. هذا هو منطق الميرزا القبيح.
التحدي: نتحدى الأحمديين أن يعثروا على سفالة بهذا المستوى عند أي بشر.
#هاني_طاهر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الرابع عشر: السبت 2 مارس 2019
خلق الشخصنة واتهام الخصوم بالفقر والتسوّل هروبا من مناقشة الأفكار وتغطية على كذبه.
يقول الميرزا:
"سجلت في كتابي نزول المسيح 150 نبوءة، وفي حال كونها كاذبة سينال الشيخ ثناء الله 15 ألف روبية ويتخلص من التسول من باب إلى آخر، بل سنقدم له نبوءات أخرى أيضاً مع إثباتاتها وسندفع له مئة روبية على كل نبوءة حسب وعدنا المذكور آنفاً. إن عدد جماعتي يربو حالياً على مئة ألف، فلو طلبتُ روبية واحدة من كل مريد فستُجمع عندي مئة ألف روبية، وسأهديها كلها للشيخ ثناء الله. وما دام الشيخ المذكور يتسول مدفوعا على الأبواب لملّيم أو ملّيمينِ، وغضبُ الله نازل عليه، ويعيش على ما يكسبه من أكفان الأموات وإلقاء الخطب، فإن حصوله على مئة ألف روبية إنما هو بمنزلة جنة له... الحق أن الإنسان الذي ينبح دون سبب؛ أسوأ من الكلاب، وملعونة تلك الحياة التي تُقضى بالوقاحة". (نزول المسيح، ص 256)
تهمة أنه يعيش على ما يكسبه من أكفان الأموات غير أخلاقية، لأن الأصل هو مناقشة حجج الخصم دون طعن به وبمصادر دخله وبفقره. والعنجهية تترشَّح من هذا الكلام، فما مبرر الحديث عن مائة ألف روبية؟
أما النباح فلا يليق وصفا بمن يكرّر دعواه في محاربة طاغوت الكذب والاحتيال، وإلا فقد كان الأنبياء يكررون، وسورة نوح واضحة في سرد قصته والناس يرفضون سماعه، وهو يحاول بكل وسيلة أن يُسمعهم.
ثم إنّ التهمة الموجَّهة للأمرتسري ليست صحيحة أصلا، وقد اضطر الميرزا للتراجع عن قوله في الإعلان التالي:
"التصحيح بحسبما ورد في رسالة الشيخ ثناء الله الأمرتسري المكشوفة
ما دام الشيخ ثناء الله الأمرتسري ينكر أنه لم يكن له أدنى علاقة مع الدخل الناتج عن كفن الأموات وما شابهه كما يناله معظم المشايخ في هذه البلاد بل هو يكسب معاشه من التجارة، لذا لا نبحث في أموره الشخصية ونقبل أن يكون الأمر كذلك. وكان ذلك الكلام مبنياً على أن معظم المشايخ في بلادنا الذين لهم علاقة مع المساجد يزاولون مهنة غسل الأموات والصلاة عليهم ويأخذون الأجرة على ذلك. أما الشيخ المذكور فيقول بأنه ليس منهم فإني أصحح عبارتي السابقة بواسطة هذا الإعلان، يقوم بخدمة غسل الأموات وصلاة الجنازة عليهم طوعاً، ولا أستنكر ذلك بل هذا العمل جارٍ منذ القِدم ولا يسع أحداً أن يستنكره بل كل من يقوم بذلك له عزته واحترامه". (إعلان في 20/12/1902، الإعلانات، ج2)
وبهذا اسوَدَّ وجه الميرزا مرتين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الخامس عشر: الثلاثاء 5 مارس 2019
خلق الدناءة
يقول الميرزا مخاطباً البتالوي بعد مناظرة بينهما في صيف 1891:
"هل من اللباقة اتهام الآخر بأنه أخطأ في ذكر اسم كتاب اتهاماً باطلاً كما يفعله المشايخ ذوو الطبائع الدنيئة؟ لو أردتُ لفضحتُك في زعمك بعلوّ كعبك في علم الصرف والنحو في ذلك الوقت، ولكنّ صدور هذه الدناءة مني كان مستحيلاً". (إزالة الأوهام، ص 618)
يرى الميرزا إذن أنّ فضح البتالوي في نحوه وصرفه دناءة، ولكنه سيشنّع على البتالوي لأنه أخطأ في قوله إنّ الفعل "عجب" لا يمكن أن يأتي بعده حرف اللام. (ترياق القلوب، ص 290)
مع أنه كان يمكنه أن يقول له: لقد أخطأتَ في قولك، وأنّ الصحيح كذا، والأدلة كذا. من دون الهجوم الشخصي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق السادس عشر: السبت 9 مارس 2019
خُلُق الإساءة إلى أقارب الخصم وتعييرهم بما هو ليس عار
يقول الميرزا مخاطبا الشيخ محمد حسين:
"لا غرابة إذا كان تورط والدك في القضايا أمراً محرجاً، لأنك تعلم جيداً أنه أمضى جُلّ عمره في تولّي أمور آكلي الربا في أثناء حكم الإنجليز. وقد تابَع قضايا بعض الناس مقابل أجرة كيفما اتُّفق له، مع أنه لم يكن مخوَّلاً ولا محامياً في نظر القانون، بل لم يكن محامياً أصلاً ولو فاشلاً، ولكنه فعل كل ذلك لملء بطنه. أما أنا فلم أدخل إلا في قضايا تتعلق بأراضينا نحن وكنا قد وكّلنا فيها أشخاصاً مثل أبيك، بل أكثر منه احتراما وموهبة. إنني أتذكر، بل لا بد أن تتذكر أنت أيضاً أن والدك أظهر أمنيته العارمة عند والدي المرحوم ليستأجره لمتابعة بعض قضاياه، حتى يمثُل في المحاكم وكيلا لنا. ولما لم يكن قادراً على متابعة القضايا المتعلقة بالأراضي فقد اعتذر أبي عن ذلك". (مرآة كمالات الإسلام، ص 181)
وهذه رسالة البتالوي التي ردّ الميرزا عليها رده أعلاه:
"إن الكذب والخديعة بالإضافة إلى المعتقدات الباطلة والمخالفة للإسلام والأديان السابقة صارت صفة تلازمك حتى أصبحتْ جزءا من طبيعتك لا يتجزأ. لستُ مطلعاً بالتفصيل على سوانح حياتك قبل زمن تأليف "البراهين الأحمدية"، ولكن منذ أن سلكتَ مسلك الكذب والخديعة الذي سلكته من زمن تأليف البراهين الأحمدية، وخاصة منذ عام 1886م حين أنبأتَ بالإلهام بولادة الابن ونشرتَ نبوءات أخرى من هذا القبيل، ولا سيما حين أعلنت ادّعاءك في عام 1890م بكونك مسيحاً موعوداً، لم تخل من الكذب والخديعة كتابتُك أو خطابك أو تأليفك. فعلى ذلك يمكن القياس أن يكون حالك على المنوال نفسه في الزمن الذي قبله أيضاً وخاصة في زمن فشلك في امتحان التوكيل وخوضك في قضاياك في المحاكم إلى سنوات طويلة". (مرآة كمالات الإسلام، ص 187)
فالبتالوي يتحدث عن الأفكار، والميرزا يردّ بالإساءة إلى والد الشيخ ويعيّره بأمور غير صحيحة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق السابع عشر: الثلاثاء 12 مارس 2019
خلُق السعي الطفولي الحقيقي للإساءة إلى الخصم
قصة كرسي البتالوي:
الميرزا يتّهم الناس وينسب لهم قصص الهَوان لمجرّد الادّعاء بأنّ وحيه قد تحقّق. وفيما يلي رسالة من البتالوي إليه يظهر منها ذلك. يقول البتالوي مكذباً الميرزا الذي لم يردّ على رسالته هذه:
"ادّعيت في كتاب "كتاب البراءة" ثلاثـة ادعاءات، أولا: أنّ محمد حسين طلب من نائب المفوض كرسياً، وقال بأنه كان يُعطى هو ووالده كرسياً في المحكمة، فنهره نائب المفوض ثلاث مرات، وقال بأنك كاذب، فلا تتكلم بوقاحة. والادعاء الثاني هو أنه جلس على الكرسي في غرفة خارجية، فرآه كابتن الشرطة، فطرده من الكرسي فوراً، موبِّخا إياه بواسطة شرطي. والادعاء الثالث هو أنه جلس بعد ذلك على رداء أحد الناس، ولكن صاحب الرداء نزعه من تحته... فأرى كل هذه الدعاوي كذبـاً محضـاً ولا توجد فيها شائبة من الصدق". (إعلان في 22/4/1898، الإعلانات، ج2)
والميرزا لم يردّ على رسالته هذه، ولم يعتذر له لاتهامه إياه. مما يؤكد على صدق الشيخ البتالوي في نفي حدوث هذه الأحداث معه، ويؤكد على كذب الميرزا في فبركته هذه القصص، وتبين مستواه. وإلا ما قيمة أن يقعد الشيخ على كرسي أو لا يقعد، وما قيمة أن يكون القاضي قد منعه من القعود أم سمح له!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الثامن عشر : السبت 16 مارس,2019
خُلُق تمني الوباء المتبّر للعالم
يقول الميرزا:
"حين لم يكن للطاعون أي أثر في مومباي دعوت لحلوله واستُجيب الدعاء. فقد ورد في عام 1311 هـ الذي مضى عليه تسع سنوات في كتابي "حمامة البشرى" بيت من الشعر يتضمن الدعاء التالي: "فلما طغى الفسق المبيد بسيله تمنَّيتُ لو كان الوباء المتبّر".. أي حين تفاقم الفسق دعوت الله تعالى لحلول الطاعون". (نزول المسيح، ص 152)
وهذا خُلُق فاسد ويدلّ على قلب حاقد، وإلا فماذا فعل الناس خلال 3 سنوات من دعوى الميرزا حتى يدعو بانتشار الطاعون في كل مكان؟! فالناس هم هم منذ القديم، فيهم الصالح وفيهم الطالح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق التاسع عشر: الثلاثاء 19 مارس 2019
خلُق استغلال حلول الكارثة
بعد أن تفاخر عبد الحقّ بأنّ بعض الأحداث تدلّ على أن المباهلة كانت لصالحه، قال الميرزا:
"كان الأفضل في رأينا أن ينشروا إعلاناً يصف موت ألوفٍ مؤلفة من الناس بالطاعون في مومبي في هذه الأيام ثمرةً للمباهلة. بما أن المنشي زين الدين محمد إبراهيم - الذي هو من جماعتي ومخلص جداً لي- يسكن في بومباي، كان من المناسب أن تتعرض هذه المدينة حصراً لأثر المباهلة لا غيرُها". (عاقبة آتهم، ص 243-244)
مومبي تبعد 1500 كم عن قاديان، فما علاقة انتشار الطاعون فيها بمباهلة شخصين في لاهور أو أمرتسر؟ لكنّ استغلال مصائب الناس للتسويق للاحتيال هي الفساد الكبير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق العشرون: السبت 23 مارس 2019
خلُق عدم المواساة وعدم الشعور بالناس وآلامهم
يقول الميرزا:
"ذات يوم عزمت على الدعاء نظراً إلى الحر الشديد واضطراب الناس، فخطر ببالي فجأة أن ما يفعله الله تعالى إنما هو لتأييدنا. فلو زال الطاعون اليوم وسَلِم الناس من الزلازل ونضَجت الزروع جيداً سيبدأ الناس مرة أخرى بكيل الشتائم والسباب لي. يقول الله تعالى: سأظهر صدقك بصولات قوية. هذه هي صولاته، فلماذا أدعو لإيقافها؟ إن راحتنا لا تكمن في راحة العالم، فكل ما يحدث [من كوارث] إنما هو لصالحنا. إن سنة الله جارية منذ القِدم على هذا النحو. ما دام الله كافل أمورنا كلها فلماذا نحزن نحن. ما سيظهر سيكون آية لنا". (بدر مجلد1، رقم 20، صفحة 3-4، عدد: 17/8/1905)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الحادى والعشرون: الثلاثاء 26 مارس 2019
خلُق تمني الشرّ ومحاربة الخير والتطوّر
يقول الميرزا:
"فلم أزل أدعو وأبتهل وأُقبِل على الله ذي الجبروت والقدرة، حتى بانت أمارة الاستجابة وصدَق النبأ المكتوب، واستُنجِز الوعد المكذوب. واقتحم التطعيم فِناء الأنام". (مواهب الرحمن، ص 37)
كان على الميرزا أن يدعو الله أنْ تنجح أبحاث محاربة الطاعون، لا أن يتمنى فشلها.
علما أنّ الميرزا سرق العبارات التالية هنا، وهي: بانَتْ أمارَةُ الاستِجابَةِ. (المقامة البصرية)، و: واسْتُنْجِزَ الوَعْدُ المَكْذُوبُ. (المقامة الموصلية)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الثانى والعشرون: السبت 30 مارس 2019
خلق الحقد
في عام 1882 كتب الميرزا عن "صِدّيق حسن خان" [يُعَدّ مجدداً في الهند وله كتب كثيرة، وهو زوج ملكة ولاية بهوبال]:
"وهو رجل تقيّ وورع جدا ومتصف بالفضائل العلمية ومطلع جيداً على ما قال الله والرسول". (البراهين الثالث، ص 114)
وكتب الميرزا عنه في عام 1906:
"أعاد كتابي البراهين الأحمدية بعد تمزيقه، فدعوت أن يُمَزَّقَ عِرضُه". (حقيقة الوحي، ص 426)
يتحدث الميرزا عن عام 1884، حين لم يكن قد ادعى أنه المهدي أو المسيح أو أي دعوى. وكان عليه أن يدعو لصدّيق حسن بالهداية، حتى لو ارتكب خطأ بتمزيق الكتاب. ولكنه الحقد والغلّ والضغينة وانعدام التسامح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الثالث والعشرون: الثلاثاء 2 أبريل 2019
خلق صَبّ اللعنات التي تملأ الصفحات
الميرزا يُكثر من اللعنات جدّاً، فقد كتب كلمة اللعنة ألف مرة متتالية، فغطّت 11 صفحة في كتاب نور الحق (من ص 98 إلى 108). وكتب عشر لعنات في كتب كثيرة. وقد أحصيتُ له: 1655 لعنة، وأما عبارة: لعنة الله على الكاذبين، فقد أحصيتُ 153 مرة.
وفيما يلي لعناته العشر المتتالية:
أولا: لعنات على الشيخ (ثناء الله) باللغة العربية
يقول الميرزا:
ومن واجب الشيخ ثناء الله خاصة - الذي يدّعى أن كلامي ليس معجزة - أن يخاف أن يوطأ تحت تلك اللعنات وهي التالية:
اللعـ1ـنة
اللعـ2ـنة
اللعـ3ـنة
اللعـ4ـنة
اللعـ5ـنة
اللعـ6ـنة
اللعـ7ـنة
اللعـ8ـنة
اللعـ9ـنة
اللعـ10ـنة
وتلك عشرة كاملة". (نزول المسيح، ص 272)
ثانيا: عشر لعنات على هندوسي بالأردية. (سوط الحق، مجلد 2، ص 376)
ثالثا: عشر لعنات على هندوسي اتهمّ الميرزا أنه تنبأ بموت طفل مريض جداً وقال لأبيه أن يحفر القبر، ثم لم يمت الطفل، ثم أنكر الميرزا أنه تنبأ. (سوط الحق، مجلد 2، ص 387)
رابعا: عشر لعنات على البتالوي بالعربية. (مرآة كمالات الإسلام، ص 368)
كثرة اللعنات مؤشر على حقد متأصّل وعلى أزمة نفسية حادّة، وهي دليل على أنّ الميرزا يعلم أنّ الناس يعلمون أنه كاذب. أما لو كان يرى أنّ حيله تنطلي على الناس ما حمل هذه الكراهية كلها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الرابع والعشرون: السبت 6 أبريل 2019
خلُق عدم الحياء والألفاظ الخادشة للحياء
يقول الميرزا:
"لا يوجد كتاب بين الدفّتَين كمثل كتاب ربّنا ربّ الكونَين، .... وأمّا الذي هو دونه فهو لا يخلو من عيب ونقصان.... فإنْ وجدتَ مثلا قافيتَين متوازيتَين كعجيزتَي النساء، فتجد رديفاً كأَلْيةٍ اختلَّ تركيبها وتحرّكتْ وما بقيتْ على الاستواء". (لجة النور، ص 74)
لم يعثر الميرزا على مشبّه به سوى عجيزة المرأة!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الخامس والعشرون: الثلاثاء 9 أبريل 2019
خلُق الإكثار من الكلمات السوقية المقرفة
فيما يلي أقوال للميرزا تظهر جانبا من قَرَف كتاباته، حيث يُكثر من تكرار كلمة البراز وأخواتها:
1: "كمثل رجلٍ كان يأكل البُرازَ مِن مدة مديدة، ويحسبه من أغذيةٍ لطيفةٍ جديدةٍ، ... أتأكل البراز يا بُرازَ الخبيثين؟ .... قال إني ما آكل البراز". (نور الحق، ص 115)
2: "الذين عيونهم تزني، وقلوبهم أكثر نجاسة من البراز، والذين لا يذكرون الموت أبداً، فإنني وربي بريء منهم. ...إنما هم كالفأر الذي يتربى في الظلام". (تذكرة الشهادتين، ص 119)
3: "لا شك أن الله تعالى قد سوّد وجوههم بذلة. فهذا ما يسمى ثمارا ناضجة طيبة للمباهلة. وهذا هو التأييد الإلهي، أما التمسك بالكذب تكلّفا فهو أكْل البراز والروث". (عاقبة آتهم، ص 243)
4: "إذا أزيل البراز من المرحاض وبقيت فيه بعض أجزائه، هل يستسيغ أحد أن يأكل الطعام هنالك؟ كذلك إذا بقيت في القلب شوائب القذارة لما دخله ملائكة الرحمة". (الحكم، مجلد6، رقم39، صفحة 8، عدد: 31/10/1902م)
5: "ويسقطون كالذباب على قَيح ومُخاط وبُراز الناس، ويتركون وَرداً وريحانا ومسكا وعنبرا وأنهارَ ماءٍ مَعين". (حمامة البشرى، ص 158)
6: "وإن جسمه الآن من نوع خاص بحيث لم يعد بحاجة إلى الطعام ولا إلى اللباس ولا إلى البول والتبرُّز". (إزالة الأوهام، ص 356)
7: "لقد ملأ المنشي إلهي بخش كتابه عصا موسى بالتهم الباطلة والبهتانات وبنجاسة ما يخالف الواقع كما تمتلئ قناة ماء آسن بالوحل أو كما يمتلئ المرحاض بالبراز". (إعلان في 15/12/1900، الإعلانات، ج2)
8: "وعلى الخرْءِ تَداكئوا، وعلى القذر تكأْكأوا". (الهدى والتبصرة، ص 75)
9: "ولا تكن كالذي بَسَأَ بأكل الجيفة، وما اكترث لما فيه من العَذِرة". (مكتوب أحمد، ص 35)
10: "فالأسف كل الأسف أن المسيحيين قاموا بافتراءات كثيرة، ولكن لم يخطر ببالهم أن يفتروا قولاً بولادة المسيح عن طريق الفم وينقذوا إلههم من البول والنجاسة". (البراهين، ص 395)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق السادس والعشرون: السبت 13 أبريل 2019
خلق ازدراء الأديان وأهلها
يقول الميرزا عن عبد الله آتهم:
"وامتنع دفعة واحدة عن تأليف كتبٍ في حماية المعتقدات النجسة للمسيحية التي كان ينشغل بها". (عاقبة آتهم، ص 13)
ويقول:
"إن المسيحية تحتل المركز الأول في العالم في قول الزور، فالذين لم يتورعوا حتى عن الخيانة في الكتب الإلهية افتروا مئات الكتب الزائفة، فهل يمكن أن يقبل أي سعيد ونبيل كلامهم كمدّع؟" (إعلان آخر 1892، بلا تاريخ، رقمه 126، الإعلانات، ج1)
ويقول منتقدا شخصا اسمه جراغ دين الذي أعلن أنه سيصلح بين المسيحية والإسلام:
"لا وِفاق لنا مع الدين المسيحي فإنه رديء وباطل بأسره... كيف يتأتى لنا الصلح (مع المسيحيين) في حين يعتبر دينُنا وكتابُنا الدينَ المسيحي نجساً وخبيثا بأكمله؟... وا أسفاه! لقد اعتبر (جراغ دين) الدينَ المسيحي المثير للقرف مساويا للإسلام درجة". (إعلان في 23/4/1902، الإعلانات، ج2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق السابع والعشرون: الثلاثاء 16 أبريل 2019
خلق انتقاد المسيح عليه السلام ومعجزاته حسدا
بعد أن ذكر الميرزا أنّ المسيح عليه السلام كان ماهراً في النجارة، وكان يتقن المسمرية (التنويم المغناطيسي)، وأنّ هذا هو الذي جعله يخْلُقُ {مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ}، علّلَ عدم قيامه بهذه الأفعال، فقال:
"إن هذه الأعمال المتعلقة بعمل التِّرب (التنويم المغناطيسي) التي قام بها المسيح كانت بناء على مقتضى الحال في ذلك الزمن لحكمة معينة. وليكن معلوماً أن عمل التِّرب هذا ليس جديرا بالتقدير كما يزعم عامة الناس. ولولا كراهتي له واشمئزازي منه لكان هناك أمل قوي بفضل الله وتوفيقه ألا أكون أقل درجة من المسيح ابن مريم عليه السلام في إراءة هذه الأعاجيب". (إزالة الأوهام، ص 270)
فهل كان المسيح عليه السلام سيئا حتى أحبّ هذا العمل ولم يشمئز منه؟
يجيب على ذلك الميرزا قائلا:
"المسيح عليه السلام لم يمارس هذا العمل المادي إلا بإذن من الله وأمْرِه نظرا إلى الأفكار المادية والسُّفْلية التي كانت مترسخة في طبائع اليهود، وإلا ما كان المسيح ليحب هذا العمل". (إزالة الأوهام، ص 262)
أي أنّ الأفكار المادية للناس تجعل النبيَّ يُقْبِل على عمل مكروه ويُشْمَأَزُّ منه.
وتابع يهاجم معجزة المسيح، بل يهاجم المسيح نفسه ويكاد يفسِّقه، فيقول:
"وليتضح أن هناك نقطة سيئة جدا في هذا العمل المادي وهي أن الذي يورِّط نفسه فيه ويبذل قواه الذهنية والدماغية لإزالة الأمراض الجسدية فإنه يضعف جدّاً، بل تبطل رويداً رويداً تأثيراته الروحانية التي تؤثر في الروح وتزيل الأمراض الروحية، وقليل ما يتحقق على يده تنوير الباطن وتزكية النفوس الذي هو الهدف الحقيقي. لذلك فإن المسيح عليه السلام، وإنْ كان يُبرئ الأمراض الجسدية بواسطة هذا العمل، ولكنّ مستوى عمله فيما يتعلق بترسيخ الهداية والتوحيد والاستقامة الدينية في القلوب بصورة كاملة كان منخفضاً لدرجة كانت قريبة من الفشل". (إزالة الأوهام، ص 263)
ويسعى الميرزا لتبرير أقواله فيقول:
"إن الاعتقاد بأن المسيح كان يخلق من الطين طيوراً وينفخ فيها ويجعلها طيوراً حقيقية، إنما هو اعتقاد خاطئ تماماً وفاسد ومبني على الشرك. بل الحق أنه كان مِن عمل التِّرب فقط، وقد تم بتأثير الطاقة الحيوية... إن هذه المعجزة كانت من قبيل الألاعيب، وإلا فالطين كان يبقى طينا على أية حال، مثل عِجل السامري. فتدبّر، فإنها نكتة جليلة ما يُلقَّاها إلا ذو حظٍّ عظيم". (إزالة الأوهام، ص 266)
وهذا طعنٌ في الإسلام مِن يومه الأول؛ فقد نشأ المسلمون يؤمنون بأنّ الله يخلق الطيور بمجرد أنْ ينفخ فيها المسيح، وهذا كله بإذن الله وأمره وخَلْقه، حتى لو نُسب للمسيح. ولما قال الله لموسى: {اضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً} لم يخطر ببال المسلمين عبر تاريخهم أنّ عصا موسى هي التي فعلت ما فعلت، ولا قوة موسى، ولا ذكاءه ولا سحره ولا شعوذته ولا مسمريته، بل الله وحده. فالميرزا يطعن في كل الدين؛ لأنه إنْ كان الإيمان بهذا شركاً، فكيف يسكت عنه الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة؟ وإلا فليقدّم الميرزا صحابياً أو تابعياً واحداً نفى أن تكون هذه الطيور قد خُلقت بنفخة من المسيح بإذن الله، أي أن الله خلقها عند لحظة نفخ المسيح.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الثامن والعشرون: السبت 20 أبريل 2019
خلق الانتقام.. وردّ الصاع بصاعين وانتقاد البريء انتقاما
يقول الميرزا ردّاً على أحد القسس:
ألا تعرف أن الرجولة من صفات الإنسان المحمودة، أما العُنّة فليست من الصفات الحميدة، كما أن البَكَم والصَّمَم ليس مزية، غير أن الاعتراض الكبير هو أن المسيح عليه السلام لم يستطع أن يترك أي أسوة عملية في حسن المعاشرة الصادقة والكاملة مع الزوجات لكونه محروما من أسمى صفات الرجل، لذا فإن نساء أوروبا انحرفن عن جادة الاعتدال مستغلات الحرية المخجلة جدّاً، وارتكبن أخيرا الفسق والفجور ارتكاباً لا يليق بالذِّكر. (رسالة للقسّ فتح مسيح، مكتوبات أحمدية)
والحقيقة أن انتشار الزنا في أوروبا يعود إلى العصر الحديث وما انتشر فيه مِن أفكار ومِن وضع اقتصادي جديد، حيث صارت المرأة تعمل، ولا علاقة لتعاليم الإنجيل بذلك.
ويقول: "ورد قول يسوعكم في كتاب مَتّى "إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ" ولكن يعلمنا القرآن الكريم ألا ننظر إلى امرأة أجنبية أبداً لا بنظرة الشهوة ولا بغيرها". (رسالة إلى عبد الله جيمز المسيحي، مكتوبات أحمدية)
والحقّ أنّ المسيح عليه السلام في هذه العبارة ينتقد من يرى أن الخطيئة مقصورة على الزنا، بل كلّ من نظر نظرة شهوة فهو يزني، لكن هذا لا يعني أنّه لا بأس لو أطلق المرء عنانه للنظر بغير شهوة. فالميرزا بذل قصارى جهده لتشويه صورة المسيح عليه السلام وتعاليمه، بحجة أنّ المسيحيين كانوا يهاجمون الإسلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق التاسع والعشرون: الثلاثاء 23 أبريل 2019
خلق تعيير الناس بأديانهم الأولى
يقول الميرزا:
"لقد تلقيت من الله تعالى وحيَ: "إن شانئك هو الأبتر" حين بعَث إليّ شخصٌ حديث العهد بالإسلام اسمه "سعد الله" قصيدةً مليئة بالسباب والشتائم، وقد استخدم فيها ولدُ الهندوس هذا بحقي كلمات بذيئة لا يستعملها إلا شقي خبيث الطينة وفاسد القلب حقاً... فعند قراءة إعلانه ورسالته هذه تلقيتُ وحي: "إنّ شانئك هو الأبتر". فلو لم يتحقق هذا الأمر في ولد الهندوس هذا خبيثِ الطبع، ولو لم يمت خائباً خاسراً وذليلاً مهاناً، فاعلموا أني لستُ من عند الله تعالى". (عاقبة آتهم، ص 58-59)
أعارٌ أن يكون أصله هندوسي، أم يجب امتداحه على إسلامه رغم هندوسيته؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الثلاثون: السبت 27 أبريل 2019
خلق التعريض بالأمم
يخاطب الميرزا السيخَ معرّضاً بالهندوس بقوله:
"ثم لستم جبناء مثل الهندوس، بل أنتم قوم شجعان، لذا آمل أنكم ستقبلون هذا الطريق للحكم". (إعلان 18/4/1897، الإعلانات، ج1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الواحد والثلاثون: 30 أبريل 2019
خلق احتقار الأمم الأخرى
يقول الميرزا:
"والله نحن المحمّديون الثابتون اليوم على منارة شامخة وراسية، وكل واحد تحت أقدامنا".(حقيقة الوحي، ص 312)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الثانى والثلاثون: السبت 4 مايو 2019
خلق الفجور في الخصومة ضد أمّة الخصْم ولغته ولهجته
بعد أن أبدى الشيخ محمد رشيد رضا رأيه بكتاب الميرزا "إعجاز المسيح"، حيث ذكر أنّ العُجمة فيه واضحة، هاجم الميرزا مصرَ والمصريين وعروبتهم ولهجتهم وقال:
"وإن رسول الله وسيد الورى ما سمّى أرضكم هذه أرض العرب، فلا تفتروا على الله ورسوله وقد خاب من افترى". (الهدى والتبصرة، ص 5)
وقال: إن بلاد مصر ضمن بلاد العجم في الحقيقة، وإن لغتهم أسوأ من اللهجات العربية كلها، ويكفي في هذا الشأن نموذجا بأنهم يلفظون كلمة "اُقْعُدْ" بـ "ﮔُدْ". وإن لهجتهم سيئة جدا بعيدة عن فصاحة العربية ويجدون صعوبة أكثر من الهنود في سبيل جعلهم فصحاء لأن لسانهم متعود على اللفظ الخاطئ. (إعلان في نوفبمر 1901، الإعلانات ج2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الثالث والثلاثون: الثلاثاء 7 مايو 2019
خلُق البراء والعداء والقسوة مع كل مَن لم يتفق معه.. دعوته ابنه إلى مقاطعة زوجة عمه التي تبنّته
يقول بشير، الابن الثاني للميرزا:
"حدثتني والدتي أنه لما تم تزويج "محمدي بيغم" بشخص آخر تحوَّل جميع أقارب المسيح الموعود إلى أشد المعارضين له واستمروا في معارضتهم له". (سيرة المهدي، رواية 37)
ويتابع بشير:
"لقد وقف الجميع إلى جانب والد محمدي بيغم وبذلوا جهوداً لتزويجها من شخص آخر. في هذه الحالة بعث المسيح الموعود برسالة إلى ولَدَيْه الميرزا سلطان أحمد والميرزا فضل أحمد كتب فيها: لقد عارضني هؤلاء معارضة شديدة فلا علاقة لنا بهم الآن، بل لا يمكن أن تجتمع قبورنا أيضاً معهم، لذلك يجب أنْ تُقرّرا الآن قراراً نهائياً، فلو كنتما تريدان البقاء معي فلا بد أن تنقطعا عنهم، ولكن إذا أردتم المحافظة على علاقتكما بهم فلا يمكن أن تبقى لكما صلةٌ معي وفي هذه الحالة سوف تعُقَّاني". (المرجع السابق)
ويتابع بشير:
"جاء ردّ الميرزا سلطان أحمد بأنني لا أستطيع قطع العلاقة بزوجة عمي لأن لها عليّ أياديَ كثيرة". (المرجع السابق)
المرأة المذكورة هي زوجة غلام قادر الشقيق الأكبر للميرزا، والتي لم تنجب، فتبنَّت "سلطان" ابن الميرزا وعامَلَتْه معاملة الابن تماماً، بينما كان الميرزا مهملاً له ولأخيه ولأمهما. ويتابع بشير:
"أما فضل أحمد فكتب: ليست علاقتي إلا معك ولا علاقةَ لي بهم. فقال الميرزا: إذاً يجب أن تطلّق زوجتك التي هي بنت الميرزا علي شير. فكتب فضل أحمد الطلاق فوراً". (المرجع السابق)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الرابع والثلاثون: السبت 11 مايو 2019
خلق الظلم والبراء والعداء
في الإعلان التالي يُظهر الميرزا عمَلياً ونظرياً البراء لمجرد الخلاف في رأي شخصي في أمر اجتماعي يومي. وفيما يلي إعلانه:
"الإعلان لنصرة الدين وقطع العلاقات مع معارضي الدين من الأقارب
على ملة إبراهيم حنيفا
لعل القراء يذكرون أني نشرت، نتيجة نشوء خصومة دينية وعند المطالبة بآية، إعلاناً بأمر من الله وإلهامه عن الابنة الكبرى لأحد أقاربي، ميرزا أحمد بيك ابن ميرزا غامان بيك الهوشياربوري، قلتُ فيه بأنه مقدّر ومقرَّر عند الله تعالى أن تُنكح هذه الفتاة لي سواء أكانت بِكرا أم أنْ يعيدها الله إليَّ بعد ترمُّلها، وتفصيل ذلك موجود في الإعلان المذكور. أما السبب وراء هذا الإعلان فهو أن ابني سلطان أحمد الذي يشغل منصب نائب المفوض في لاهور، وعمته التي تبنَّته، بدآ تلك المعارضة وأخذا هذا الأمر كله بيدهما وقررا أن يُعقد يوم العيد أو بعده قِران الفتاة المذكورة مع شخص... ومع أنني نصحت سلطان أحمد كثيراً وبعثت إليه برسائل للتأكيد على أن يتنحى هو وأمّه عن هذا الأمر وإلا سأقطع علاقتي معكما ولن يكون لكما أيّ حق قط، إلا أنه لم يتحمل حتى عناء الرد على الرسالة بل أظهر براءته التامة مني. والله لو أصابني منهما جرح سيفٍ بتّار لصبرت عليه، ولكنهما آذياني كثيراً بالمواجهة الدينية نتيجة العداوة في الدين، وكسرا فؤادي لدرجة لا يسعني بيانه، وأرادا قصدا منهما أن أُهان. لقد ارتكب سلطان أحمد ذنبَين كبيرَين:
أولا: عادى دين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأراد أن يتعرض الإسلام لهجمات الأعداء جميعا. ووضع مِن عنده أساساً، ظناً بي، بأنه سيثبت كذبي وبذلك سيُساء إلى الدين وينتصر الأعداء. ولم يقصّر بحسب زعمه في إطلاق سيف العداوة، ولم يُدرك لغباوته أن الله القدير والغيور مؤيد هذا الدين ومؤيدي أيضاً، ولن يضيع عبده أبداً. لو سعى العالم كله لإبادتي لأدركني ربي بيد رحمته لأنني منه وهو مني". (إعلان في 2/6/1891، الإعلانات، ج1)
الحقيقة أنّ ابنه لم يعادِ دين الله، بل يريد أن يشارك في عقد زواج هذه الفتاة القريبة له والتي لا تريد أن تتزوج بأبيه. صحيح أنه لم يؤمن بالميرزا كما هو حال أفراد العائلة كلها الذين كانوا يرونه مكّارا، لكن ليس هنالك أي دليل على أنه كان يعادي الإسلام. ثم لو كان يعادي الإسلام فلماذا لم يتبرأ منه إلا بعد مشاركته في عقد القران؟
ويتابع الميرزا قائلا في إعلانه للناس كافةً:
"لقد اعتبرني سلطان أحمد -وأنا أبوه- شيئا محتقراً جداً وشدّ مئزره لمعارضتي وأبلغ المعارضة كمالها قولاً وفعلاً. وأعان معارضيّ في الدين وأباح الإهانة للإسلام قلباً وقالباً. فلما جمع في شخصه كِلا الذنبين، أي قطْع علاقته مع ربه ومع والده، وكذلك فعلت والدتاه، ولـمّا قطعوا كل صلة بي؛ فلا أريد أن تبقى لهم أية صلة بي. وأخاف أن يكون في البقاء على العلاقة مع الأعداء في الدين مثلهم معصية. لذا أبيّن اليوم بتاريخ 2/5/1891م للعوام والخواص بواسطة هذا الإعلان أنه إن لم يرتدع هؤلاء القوم عن إرادتهم هذه ولم يمتنعوا عن إجراءات القِران التي يقومون بها بأيديهم ولم يكفّوا شخصاً اختاروه لهذا القران بل عُقد القران فأتبرأ من سلطان أحمد وسيُعتبر محروماً من الإرث من يوم النكاح وسيقع مني على أمه الطلاق في اليوم نفسه. وكذلك إن لم يطلّق أخوه فضل أحمد -وهو زوج بنت أخت ميرزا أحمد بيك، والد تلك الفتاة- زوجه في اليوم نفسه بعد اطلاعه على القِران فسأتبرأ منه أيضاً وسيكون محروماً من الإرث. ولن يبقى لهم جميعا أيّ حقٍّ عليّ في المستقبل. وبعد هذا القِران ستنقطع كافة علاقات القرابة والمواساة ولن نشارك في العسر واليسر والفرح والترح والزواج أو المأتم لأنهم هم الذين قطعوا العلاقات ورضوا بقطعها. وأيّ نوع من العلاقة معهم محرّم قطعاً الآن وينافي الغيرة الإيمانية بل هو فعل الديوثين. والمؤمن لا يكون ديّوثاً". (إعلان في 2/6/1891، الإعلانات، ج1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الخامس والثلاثون: الثلاثاء 14 مايو 2019
خلق الجشع مع انعدام المسؤولية والاستهتار:
كان الميرزا بلا عمل ويعيش على صدقات الناس ولديه زوجةٌ مهجورة وله منها ولدان، وزوجةٌ أخرى له منها ولدٌ وبنت.. وفي هذه الظروف مجتمعةً في عام 1887 طلب يدَ طفلةٍ يزيد عنها 40 عاما.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق السادس والثلاثون: السبت 18 مايو 2019
خلق الاستغلال
استغلّ الميرزا حاجةَ قريبه لتوقيع ورقة فاشترط عليه تزويجه طفلته محمدي بيغم، وإلا لن يحقق له ما يطلب.
لم يكن الميرزا ليجرؤ على طلب يد هذه الطفلة لولا أنه رأى قريبه في موقف ضعيف حين احتاج إلى هذا التوقيع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق السابع والثلاثون: الثلاثاء 21 مايو 2019
خلق الاستهتار بالزواج وبالعلاقات الإنسانية
الميرزا طلّق زوجته المهجورة سنوات لمجرد مشاركتها في عرس الطفلة محمدي بيغم. مع أنّ واجبها أن تشارك في هذا العرس، فالطفلة محمدي من أقاربها، وقد رفضت أن تتزوج الميرزا، وهذا حقُّها، فلماذا وجَبَ على زوجة الميرزا أن تقاطع عرسها؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الثامن والثلاثون: السبت 25 مايو 2019
خلق الظلم واستغلال علاقات القربى لإيقاع الظلم
لقد هدّد الميرزا عمّةَ الطفلة محمدي بتطليق ابنتها إذا شاركتْ في هذا العرس. وأمر ابنه بتطليق ابنة هذه العمة. وأمر ابنه الثاني بتطليق زوجته أيضا انتقاما. بل أمر ابنه بمقاطعة العجوز التي كانت قد تَبَنَّتْه صغيرا، لمجرد مشاركتها في العرس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق التاسع والثلاثون: الثلاثاء 28 مايو 2019
خلق انعدام الحياء
الميرزا يحلم بمحمدي بيغم بعد 3 أشهر من زواجها: "في ثياب حمراء جميلة، فإذا هي شابّة تلبس مِن الرأس إلى القدمين ثوبًا أحمر من نسيجٍ مشبَّكٍ. ثم إنها عانقتْه". (التذكرة)
ثم يراها في أحلامه بعد أربعة أشهر من زواجها: "مقصوصةَ شعر الرأس، عاريةَ الجسد، وكريهةَ المنظر جدًا، فيقول لها ثلاث مرات: إن تأويل قصّ شعر رأسك هو موتُ زوجك". (التذكرة)
ولو كان لديه ذرة حياء لاستعاذ بالله من هذا الحلم الشيطاني، وما كتبه وما ذكره لأحد.
يقول الميرزا:
"رأيتُ في الرؤيا في الساعة الرابعة والنصف في الصباح الباكر اليوم أن هناك داراً تجلس فيها زوجتي أُمُّ محمود وامرأةٌ أخرى. فملأتُ بالماء قِربةً بيضاء وجئتُ بها وأفرغتُها في جرّة لي. ولما فرغتُ من ملء الجرّة بالماء أتت إليّ تلك المرأة فجأةً في ثياب حمراء جميلة، فإذا هي شابّة تلبس مِن الرأس إلى القدمين ثوباً أحمر لعله من نسيجٍ مشبَّكٍ. فقلت في نفسي إنها المرأة التي نشرتُ الإعلانات بشأنها، ولكن صورتها تشبه صورة زوجتي كما بدا لي. فكأنها قالت أو فكّرتْ في نفسها: لقد جئتُ. فقلتُ: إلهي، ليتَها تأتي. ثم إنها عانَقَتْني، وعند عناقها استيقظت. فالحمد لله على ذلك. وقبْل ذلك بنحو أربعة أيام رأيت في المنام أن السيدة "روشن بي بي" قد أتتْ ووقفتْ في باب غرفتي التي كنتُ جالساً داخلها، فقلت: تعالي "روشن بي بي"، وادخُلي". (التذكرة، ص 201)
نشْرُ مثل هذا الكلام عيب كبير. لقد أخفى الميرزا وحياً تلقاه يقول: إن السلطنة البريطانية ستختلّ في غضون ثماني سنوات، وحين تحدث عن ذلك البتالوي كتب الميرزا إعلاناً ينفي أن يكون قد تحدث بمثل ذلك ذعْراً من الحكومة. فإذا جاز إخفاء هذا الوحي، فلماذا لا يُخفي الميرزا وحي الثوب الأحمر ومعانقة امرأة غريبة؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الأربعون : السبت 1 يونيو 2019
خلق الفرح بمصائب الأبرياء وتمنّيها
الميرزا ينسب إلى الله أنه هنأه بموتِ زوج محمدي بيغم!! وزوجُها هذا بريء، ولعله لا يعرف أن الميرزا خطبها وأنّ أهلها رفضوه رغم الابتزاز، فما ذنبُه حتى نُهَنَّأَ بموته؟!!
يقول الميرزا: "وهنّأني ربّي وقال: إنا مهلكو بعلِها كما أهلكنا أباها، ورادّوها إليك. الحقُّ من ربك فلا تكونن من الممترين... هذا ما بشِّرتُ من ربي". (التبليغ)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الواحد والأربعون: الثلاثاء 4 يونيو 2019
خلق انعدام الحياء والاستهتار
لم ييأس الميرزا من ملاحقة محمدي بيغم إلا في عام 1907، حيث أعلن قائلا: " فُسِخَ النكاح أو أُجِّلَ". (حقيقة الوحي)، ولم يحدّد إنْ كان الزواج فُسخ أم أُجِّل، بل يُحتمل هذا ويُحتمل ذاك. وهذا استهتار بالعقود وبالشعائر وبالتقاليد وبالناس.
كيف يُفسخ الزواج وهو لم يحدث أصلا؟ وكيف يؤجل الزواج وهي متزوجة؟ وهل يجوز لك أن تقول: لقد أجّل الله زواجي من فلانة المتزوجة؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الثانى والأربعون: السبت 8 يونيو 2019
خلق التملّق
أفكار الميرزا تتركز فيما يخصّه شخصياً، لذا أطنَبَ في الحديث عن وفاة المسيح وعن علامات الساعة. ولما كانت بريطانيا قد تضرّرت من المهدي السوداني ومن قتاله، ولما كان في ذهن عامة المسلمين أنّ المهدي يأتي شاهراً سلاحه، فقد بذل الميرزا جهوداً كبيرة جدا لإقناع بريطانيا أنه لا يمثّل أي خطر عليها، وقد بلغ تملّقه الذروة، فقال مخاطبا الملكة فيكتوريا:
"إلى الملكة المعظمة قيصرة الهند، ملكة الهند وبريطانيا
أدام الله مجدها
أولا وقبل كل شيء أدعو أن يبارك الله القادر في عمر ملكتنا المعظمة قيصرة الهند بركات كثيرة، ويزيدها مجداً وشوكة وجلالاً ويقرّ عينيها بعافية الأولاد والأقارب... مع أن جميع سكان هذا البلد يحبون الملكة قيصرة الهند دام مجدها بوجه عام ويطيعونها من الأعماق على قدر فهمهم وعقلهم ومعرفتهم بمننها نتيجة أسباب الراحة التي يحظون بها بسبب عدل قيصرة الهند الشامل واهتمامها بالرعية، وإنفاقها عشرات الملايين من الروبيات وسخائها المفرط لتوفير أسباب الأمن والوئام والراحة لجميع فئات الرعية؛ غير أنني بسبب علمي ومعرفتي بحقوق الحكومة السَّنِية التي ذكرتها في كتابي "التحفة القيصرية" بالتفصيل، أكنُّ إخلاصا وحبا وحماسا من الدرجة العليا لطاعة الملكة المعظمة ومسئولي حكومتها الكرام، الأمر الذي لا أجد لبيانه كلمات لأعبّر بها عن مدى ذلك الإخلاص.
وبدافع هذا الحب والإخلاص الحقيقيين ألّفت بمناسبة احتفال اليوبيل على مرور ستين عاما على حُكمها، كتيبا باسم قيصرة الهند، دام مجدها، وسمَّيته: "التحفة القيصرية" وأرسلته لها هديةً متواضعة. وكنت موقناً يقيناً قويا بأني سأُكرَم بالردّ عليه وسيكون مدعاة لتكريمي أكثر من المتوقع. كان السبب وراء هذا اليقين سموّ أخلاق قيصرة الهند التي ذاع صيتها على نطاق واسع في بلاد الشرق كافة، وهي منقطعة النظير، فسعة نطاقها كسعة بلاد الملكة المعظمة بحيث يستحيل العثور على نظيرها في مكان آخر. ولكنني أستغرب كثيراً على أنني لم أحظَ حتى بكلمة مَلكِية واحدة. لا يقبل ضميري أن تصل تلك الهدية المتواضعة، أي كتيب "التحفة القيصرية"، إلى الملكة المعظمة ولا أحظى بجوابها. لا شك أن هناك سبباً آخر، لعله عدَم عْلم الملكة المعظمة قيصرة الهند، دام مجدها، ومرضاتها. فإنّ حسن الظن الذي أكنّه للملكة المعظمة، دام مجدها، دفعني مرة أخرى أن أوجّه أنظارها إلى تلك الهدية، أي كتيب "التحفة القيصرية"، لأسعد ببضع كلمات الرضا الملكية. فأرسل هذه الرسالة للهدف نفسه، وأتشجع على بيان بضع كلمات في حضرة جلالة قيصرة الهند، دام مجدها؛ بأني أنحدر من عائلة مغولية محترمة من البنجاب". (نجم القيصرة، ص 1-2، ج15 ص 111-112)
وقال:
"إن هناك مسألتين خطيرتين وخاطئتين جداً يعتنقهما المسلمون أنهم يعتبرون الجهاد بالسيف ركنَ دينهم. وبسبب هذا الجنون يزعمون أن قتلهم بريئا يكسبهم ثواباً عظيماً. مع أن هذا الاعتقاد قد انصلح إلى حد كبير لدى معظم المسلمين في الهند البريطانية، حيث صارت قلوب آلاف المسلمين نقيّة نتيجة جهودي الممتدة على 22 أو 23 عاما، ولكن مما لا شك فيه أن هذه الأفكار ما زالت موجودة بشدة في بعض البلاد الأخرى... والعيب الثاني هو أنهم ينتظرون مهديّاً ومسيحاً سفاكَين يملآن الدنيا دما بحسب زعمهم ". (نجم القيصرة، ص 35).
الحقيقة أنه لا أثر لجهوده، ولكنه التملُّق.
وكان سفير الخلافة العثمانية زار الميرزا في عام 1897، وكتب تقريراً سلبيّاً عن الميرزا، فردّ الميرزا بإعلان جاء فيه:
"إن الجدير بالتعظيم والطاعة والشكر في رأيي هو الحكومةُ البريطانية، التي في ظلها أُنجزتْ هذه الأعمال السماوية بسلام. إن سلطنة تركيا في العصر الراهن تعجّ بالظلام، وتواجه العقوبة على ذلك". (إعلان في 1897، الإعلانات، ج2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الثالث والأربعون: الثلاثاء 11 يونيو 2019
خلق التورية والكذب والذُّعر
في عام 1890 تقريباً ذكر الميرزا أنه تلقى إلهاماً يقول: ستستمر قوةُ الحكومة البريطانية إلى ثمانية أعوام ثم تأتي عليها أيام الضعف والاختلال.
لم يكن البتالوي قد أصبح معارضاً للميرزا وقتها، فزاره حامدُ علي [أحد أتباع الميرزا] وذكر له هذا الإلهام. ثم في 14/10/1898م نشره البتالوي في مجلته. فخاف الميرزا أن ترى فيه الحكومة تحريضاً عليها. فلم يجد حلاًّ إلا بالتورية؛ فكتب:
"الأمر الثاني الذي كتبه محمد حسين في الكتيب المذكور آنفا هو أنني نشرتُ إلهاماً مفاده أن الحكومة الإنجليزية سوف تُباد في غضون ثمانية أعوام. ماذا أكتب في جواب هذا الافتراء إلا أن أقول: دمّر الله الكاذب، لم أنشر أيّ إلهام من هذا القبيل قطّ؟ إن كتبي كلها موجودة عند الحكومة فأرجو بكل أدب أن تستفسر الحكومة منه في أيّ كتاب أو رسالة أو إعلان نشرت إلهاما مثله؟ وآمل أن تتنبه الحكومة السَّنِيَّة لتزييفه هذا... إن هذا الشخص وأشياعه لا تربطهم بي لقاءات ولا زيارات حتى يُظَنّ أني قلتُ لهم شيئا شفهيّاً، بل كل ما أريد قوله أكتبه في كتبي وإعلاناتي. لذا فإن كتبي وإعلاناتي تكفل معرفة أفكاري وإلهاماتي كما يشهد عليها أفراد جماعتي الأكارم". (كشف الغطاء، ص99)
لم يكتفِ بالتورية، بل قال: "لم أنشر أيّ إلهام من هذا القبيل قطّ". مع أنه نشَرَه بين عدد من أفراد جماعته، وتسرَّب من أحدهم إلى البتالوي كما ورد في روايتي 96 و 314 من سيرة المهدي والتي تذكر هذه الروايات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الرابع والأربعون: السبت 15 يونيو 2019
خلق الانتهازية
استدلاله بإنجيل برنابا مع أنه يتناقض جذرياً مع ما يقول
إنجيل برنابا يؤكد على أن يهوذا صُلِب بدلا من المسيح، وأن المسيح صعد إلى السماء. الميرزا يسخر من هذه الفكرة جدّاً، والتي تتضمن تكذيب برنابا أو نفي أن يكون هذا الإنجيل له، ومع ذلك يستدلّ بإنجيل برنابا على أنّ موت المسيح على الصليب مختلَف فيه بين النصارى. أي أنه يستدلّ بما يجزم ببطلانه.
يقول إنجيل برنابا:
"ولما دنت الجنود مع يهوذا من المحلّ الذي كان فيه يسوع سمع يسوع دنو جَمّ غفير، فلذلك انسحب الى البيت خائفاً، وكان الأحد عشر نياماً... فجاء الملائكة الأطهار وأخذوا يسوع من النافذة المشرفة على الجنوب، فحملوه ووضعوه في السماء الثالثة في صحبة الملائكة التي تسبح الله إلى الأبد.
ودخل يهوذا بعنف إلى الغرفة التي أُصعد منها يسوع، وكان التلاميذ كلهم نياماً، فأتى الله العجيب بأمر عجيب، فتغير يهوذا في النطق وفي الوجه فصار شبها بيسوع حتى إننا اعتقدنا أنه يسوع، أما هو فبعد أن أيقظنا أخذ يفتش لينظر أين كان المعلم، لذلك تعجبنا وأجبنا: أنت يا سيد هو معلمنا، أنسيتنا الآن؟ أما هو فقال متبسماً: هل أنتم أغبياء حتى لا تعرفون يهوذا الإسخريوطي، وبينما كان يقول هذا دخلت الجنود وألقوا أيديهم على يهوذا لأنه كان شبيهاً بيسوع من كل وجه... فأخذ الجنود يهوذا وأوثقوه ساخرين منه، لأنه أنكر، وهو صادق، أنه هو يسوع". (إنجيل برنابا، الفصل 215، ص 301)
ويتابع برنابا قائلا: "أما التلاميذ الذين لم يخافوا الله فذهبوا ليلاً وسرقوا جسد يهوذا وخبأوه وأشاعوا أن يسوع قام، فحدث بسبب هذا اضطراب". (إنجيل برنابا، الفصل 218، ص 306)
ثم يتحدث برنابا عن نزول المسيح من السماء ليلتقي بأمه الحزينة جدا على موته، فقال لها: "صدقيني يا أماه لأني أقول لك بالحق أني لم أمت قط، لأن الله قد حفظني إلى قرب انقضاء العالم" (إنجيل برنابا، الفصل 219، ص 307). أي أنه يتحدث عن نزوله شخصيّاً في الزمن الأخير.
فالخلاصة أنّ إنجيل برنابا يصرّ على أن شبيهاً بالمسيح مات على الصليب، وأنّ الله رفع المسيح بجسده حياً إلى السماء. وأنّ المسيح نفسه سيعود قبل يوم القيامة.
أما الميرزا فيقول ساخرا من فكرة صلب الشبيه:
"بعض السفهاء أصيبوا بشبهة أن المراد من "شُبِّه" في الآية (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ)، أن شخصاً آخر صُلب مكان عيسى عليه السلام ولا يفكرون أن كل إنسان يحبّ حياته. فلو كان شخص آخر قد صُلب مكان عيسى عليه السلام لأثار ضجة عند الصلب أنه ليس عيسى ولأنقذ نفسه حتماً بعد تقديم دلائل عدة وبيان أسرار مميزة، لا أن يتفوه مراراً بكلمات تثبت بأنه هو عيسى. أما "شُبِّه لهم" فلا تعني ما فُهم منها". (التحفة الغلروية، ص 220)
ويبالغ الميرزا في استخفافه بصلب الشبيه فيقول:
"هناك وسوسة كبيرة قد أصابت هؤلاء المشايخ قليلي الفهم أنهم حين يقرأون في القرآن الكريم آية (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُم ... بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ)، يعتقدون بسفههم اللامتناهي أن نفي القتل والصلب وكلمة الرفع تدلُّ على أن عيسى عليه السلام نجا من أيدي اليهود وصعد إلى السماء بجسمه المادي. فكأن الله عز وجلّ لم يجد مكاناً على الأرض لإخفائه غير السماء". (كتاب البراءة، ص 201)
إذن، نحن أمام ثلاثة خيارات بشأن برنابا؛
1: فإما أن يكون قد كتب هذا الإنجيل، وأنه صادقٌ فيما كتَب.. وهذا يعني أن يهوذا صُلب ومات على الصليب، لكنّ هذا يُبطل كل ما جاء في كتاب المسيح في الهند للميرزا.
2: والخيار الثاني أن يكون إنجيل برنابا قد كتبه شخص آخر لاحقاً ونسبه إلى برنابا.
3: أو أن برنابا كتبه ولكنه كاذب فيما كتب عن قصة الشبيه وصعود المسيح إلى السماء.
وفي آخر حالتين لا يصلح للاستدلال به على شيء، فلا يجوز الاستدلال به على اختلاف المسيحيين بشأن موت المسيح على الصليب.
أي أننا أمام خيارين: أن نُبطل ما قاله الميرزا بشأن تعليق المسيح على الصليب، ونقول إن الشبيه قد عُلِّق، أو أن نكذِّب إنجيل برنابا. أما الميرزا فقد كذَّب برنابا وصدَّقه معاً. وهذه هي الانتهازية.
يقول الميرزا مستدلا ببرنابا:
"هناك أمر آخر جدير بالذكر، ألا وهو أنه قد ورد في إنجيل برنابا، الذي توجد بالأغلب نسخة منه في مكتبة لندن الشهيرة، أن المسيح لم يمت مصلوباً... أَوَ ليس أقلّ ما يُفيد هذا الكتابُ أنه لم يتّفق كل الناس في ذلك الوقت على أن المسيح عليه السلام مات على الصليب". (المسيح في الهند، ص 22)
ويقول:
"لكن لا تزال الأناجيل مثل "إنجيل برنابا" من ضمن الأناجيل المتوفرة حاليا يرفض فكرة صلب المسيح. ولا مبرر لترجيح الأناجيل الأربعة المعاصرة على غيرها". (ترياق القلوب، ص 115)
لكن الميرزا نفسه مَن يقول:
"ولقد صرّح الله في هذه الآية بأن المسيح قد عُلِّق فعلاً على الصليب وأُريدَ قتلُه دون شكّ،..... {ولكن شُبِّهَ لهم} .. أي أن اليهود لم يتمكّنوا من قتل المسيح، ولكن الله تعالى شبَّه عليهم الأمرَ، فظنّوا أنهم قد قتلوه". (المسيح في الهند، ص 55)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الخامس والأربعون: الثلاثاء 18 يونيو 2019
خلق الانتهازية في الاستدلال بما ينقض دعواه
معلوم أن أخبار المسيح عليه السلام انقطعت بعد حادثة الصليب. أما الحواري بطرس فقد عمل في التبشير في مناطق مختلفة من بلاد الشام وآسيا الصغرى واليونان قبل أن يتوجه إلى روما مؤسساً كنيستها، حيث قضى فيها نحو 25 عاماً قبل أن يُقتل خلال اضطهاد المسيحيين أيام الإمبراطور نيرون عام 67 أو 64. ولأن حادث الصلب وقع عام 33م تقريبا، فإنّ بطرس فارق الحياة بعد نحو 31 عاماً من حادث الصلب.
يقول الميرزا:
"إن الخبر الذي تلقيتُه مؤخرا قد أهلَّ اليوم بيوم عيد للمسلمين؛ وهو أنه قد وُجدت مؤخرا في أورشليم ورقةٌ مكتوبة بالعبرية القديمة وعليها توقيع الحواري بطرس- وقد ضَمَّنتُها بكتابي "سفينة نوح"- ويتبين من تلك الورقة أن المسيح عليه السلام مات على هذه الأرض بعد حادث تعليقه على الصليب بخمسين عاماً تقريباً. وقد اشترت شركة مسيحية هذه الورقة بمئتين وخمسين ألف روبية، لأنه قد تقرر بأنها تحمل عبارة بطرس". (تحفة الندوة، الخزائن الروحانية 19، ص 103)
كيف عرف بطرس بوفاة المسيح إذا كان المسيح عليه السلام قد سافر إلى كشمير حسب قول الميرزا؟ ثم إن المسيح عاش 120 سنة في رأي الميرزا، فكيف يقبل بورقة تقول بأنه مات في القدس بعد خمسين عاماً؟ فالورقة هذه تخالف وفاة المسيح مكاناً وزماناً! فالواجب رفضها حتى لو أيّدت الميرزا في قوله بوفاة المسيح.
ثم هل عاش بطرس خمسين عاماً بعد حادثة الصلب، أم قُتل بعد الصلب بنحو ثلاثين عاماً في روما؟ إنّ رحلات بطرس معروفة، فلا خلاف في أنه لم يذهب إلى كشمير، بل تنقل في بلاد الشام واليونان حتى استقرّ في روما وأُعدم فيها. فكيف يُنسب له أنه رافق المسيح؟ كان على الميرزا أن يرفض هذه القصة من جذورها، ويقول إنها تتنافى مع إيماننا، أو أن يتراجع عن قوله بقبر المسيح في كشمير وموته هناك عن 120 سنة.
أما نصّ هذه الورقة التي نسبها الميرزا لصحيفة إيطالية فهو: "لقد قررتُ أنا بطرس صيّاد السمك أن أكتب باسم المسيح وفي السنة التسعين من عمري كلماتِ الحبّ هذه في بيت بولير الواقع قرب بيت الله المقدس، بعد ثلاثة أعياد فصح (أي بعد ثلاث سنوات) من موت سيدي ومولاي يسوع المسيح ابن مريم. " (سفينة نوح، ص 108)
ويعلّق الميرزا على ذلك بقوله:
لقد توصّلَ هؤلاء الخبراء إلى أن هذه الوثائق من زمن بطرس. وهذا ما يراه أيضاً مجمع الكتاب المقدس بلندن، وبعد دراستها جيداً يريد مجمع الكتاب المقدس أن يشتري هذه الوثائق من أصحابها بأربع مائة ألف ليرة (237500 روبية)". (سفينة نوح، ص 108)
وهذا يبين منهج الميرزا الانتهازي. والأسئلة التي تطرح نفسها والتي كان على الميرزا أن يجيب عنها:
1: من هم هؤلاء الخبراء الذين توصلوا إلى أن هذه الوثائق من زمن بطرس؟
2: أين نشر مجمع الكتاب المقدس بلندن أنّ هذا هو رأيه؟
3: كيف عرف الميرزا أنّ هذا المجمع يريد أن يشتري هذه الوثائق من أصحابها بأربع مائة ألف ليرة بعد دراستها جيداً ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق السادس والأربعون: السبت 22 يونيو 2019
خلق تبرير الرشوة
قال الميرزا:
"إن تعريف الرشوة عندي هو أن يُعطى أحد شيئا لإتلاف حقوق أحد أو لغصب حقوق الحكومة بغير حق. ولكن إذا كان لا يضرّ أحداً ولا يُتلَف حق أحد بل يُعطي المرء شيئاً لحماية حقوقه المشروعة، فلا ضير في ذلك، وهذا ليس رشوة؛ بل مَثله كأننا نمشي على طريق ويواجهنا كلبٌ فنطرح أمامه قطعة خبز ونواصل مشوارنا ونجتنب شره". (الحكم، العدد: 17/8/1902م، ص8).
التستّر على الجريمة وتشجيع الموظّفين على الباطل وعلى اغتصاب حقوق الناس وعدم إخبار المسؤولين بهذا الفساد.. كلها جرائم. والميرزا لا يعنيه ذلك، فهل هذا الذي تنتظره الأمم منذ آلاف السنين ليجدّد الدين؟!
وسئل الميرزا:
"هناك راتب معين من الحكومة لمحدّدي الأرض، لكن من عادتهم أنهم يأخذون أكثر من ذلك في بعض الأحيان، والفلاحون يعطونهم مبلغاً عن طيب خاطر، دون أن يسألوا، فهل أخذه جائز أم لا؟ فقال: إذا وصل مثل هذا الخبر إلى الحكام وكان مدعاة للفتنة بموجب القانون، فلا يجوز". (البدر، العدد: 24/5/1908م، ص 8)
كان عليه أن يقول: إن هذا لا يجوز، لأنه رشوة، ولأنه يفتح الباب على مصراعيه للفساد والظلم. لكنه منع ذلك فقط في حال وصول الخبر إلى الحكام!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق السابع والأربعون: الثلاثاء 25 يونيو 2019
خلق التحايل
معلوم أنّ الزكاة لا تجب على المال أو الذهب إلا إذا حال عليه الحول.. أي إذا مرّ عليه عام كامل وهو في ملك صاحبه. وإذا لم يظلّ المال أو الذهب عنده طوال العام فلا زكاة عليه. ولكن الميرزا أوجد حيلة لذلك، وهي أن يعطي المرء ماله لصاحبه ليوم أو يومين قبيل نهاية كل عام، ثم يعيده إليه ليبدأ العَدّ من جديد، ليُسقط الزكاة عن تلك السنة. وهذا ما أفتى به الميرزا في رسالته التالية:
"ذهب معظم العلماء إلى أن الـحلي الذي هو قيد الاستخدام لا زكاة عليه، ولكن من الأفضل أن تعطوه لآخرين مؤقتاً في بعض الأحيان، فمثلا لو أُعطي امرأةً مؤقتاً للاستخدام ليومين أو ثلاثة لسقطت (الزكاة) بالإجماع". (رسالة في 25 كانون الثاني/يناير 1892م، مكتوبات أحمدية)
إنْ قيل إنه لا بأس بهذه الحيلة لتعلقها بزكاة غير متفق على وجوبها!! فالردّ أنّ هذه الفتوى تمثّل منهجاً، ويقاس عليها كل حيلة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الثامن والأربعون: السبت 29 يونيو 2019
خلق انعدام المروءة
يتألم لفقد راتب أبيه، لا لوفاته
يقول الميرزا:
"حين قرب موعد وفاة أبي المرحوم ميرزا غلام مرتضى ولم تبق إلا سويعات، أخبرني الله بوفاته معزّيا بكلمات: "والسماء والطارق"، أي أُشهد السماء والحادثَ الذي سيقع بعد غروب الشمس. ولما كانت وسائل دخلنا كلها مرتبطة بحياته؛ خطر ببالي بمقتضى البشرية أن وفاته سوف تجلب لنا مصائب جمةً لمصادرة مبلغٍ كبير من الدخل الذي كان مرتبطاً بحياته، فتلقيت على إثر هذا الهاجس إلهاماً نصه: "أليس الله بكاف عبده"، فغاب ذلك الهاجس كما يغيب الظلام بسطوع النور. ثم توفِّي والدي بعد الغروب في اليوم نفسه كما جاء في الإلهام". (ترياق القلوب، ص 73)
ويقول:
"حين تلقّيت الوحي... عن وفاة والدي المرحوم، خطر ببالي بمقتضى البشرية أن بعض موارد الدخل ترتبط بحياة والدي، ولا نعرف لأية ابتلاءات سنتعرّض بعد وفاته". (كتاب البراءة، ص 180)
كان لديه زوجة مهجورة، وابنان في حدود 15 سنة، ومع ذلك يفكّر كيف يدبّر نفسه وقد انقطع راتب والده التقاعدي!! مع أنه كان لوالده أراضٍ شاسعة، وكان يمكنه أن يعمل فيها أو أن يأتي لها بالعمال، بل كان أخوه يمكنه أن يفعل ذلك، وقد فعل.
أي أنّ الميرزا حين أراد أن يفبرك أول وحي لم يجد إلا أن يخترع قصة تدلّ على كسله وتواكله واعتماده على راتب أبيه وسيطرة حبّ المال عليه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق التاسع والأربعون: الثلاثاء 2 يوليو 2019
خلق الخوف من الناس على حساب المبدأ
جاء في مجلد الإعلانات الأول:
"تجري مناظرة في لاهور بين الشيخ عبد الحكيم والسيد الميرزا غلام أحمد القادياني منذ بضعة أيام بموضوع إعلان النبوة الوارد في كتب الميرزا صاحب، وكان المولوي عبد الحكيم صاحب يكتب اليوم بيانه الثالث ردّاً على بيانات الميرزا صاحب السابقة. وفي أثناء الكتابة حُكم في الموضوع بناء على بيان الميرزا صاحب التالي:
أما بعد فأقول لجميع المسلمين بأن كل الكلمات التي وردت في كتبي مثل: المحدَّثُ أو نبي من وجه أو أن المحدَّثية نبوة جزئية أو المحدَّثية نبوة ناقصة، كل هذه الكلمات ليس محمولة على معناها الحقيقي، بل ذُكرت من حيث معانيها اللغوية بكل بساطة. وإلا حاشا لله، فأنا لا أدّعي النبوة الحقيقية قط. ... إن الله جلّ شأنه أعلم بنيتي منذ البداية بأنني لم أقصد من كلمة "نبي" نبوة حقيقية قط بل المراد هو المحدَّثية فقط. وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم معناها بالمكلَّم. فقال عن المحدَّثين: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لَقَدْ كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رِجَالٌ يُكَلَّمُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ فَإِنْ يَكُنْ مِنْ أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَعُمَرُ (صحيح البخاري، كتاب المناقب، مناقب عمر بن الخطاب)، فلا مانع عندي من بيان هذه الكلمة بأسلوب آخر مراعاة لقلوب إخوتي المسلمين. والأسلوب الآخر هو أن يستبدلوا بكلمة "نبي" كلمة "المحدَّث" في كل مكان، وأن يعتبروا كلمة "نبي" مشطوبة. إنني عازم على تأليف كتيب منفصل قريبا وسأشرح فيه بالتفصيل كل هذه الشبهات التي تنشأ في قلوب الذين يقرأون كتبي ويعتبرون بعض عباراتي منافية لمعتقدات أهل السنة والجماعة. فسأؤلّف قريبا كتيبا بإذن الله لأشرح بالتفصيل بأنها تطابق معتقدات أهل السنة والجماعة وسأزيل الشبهات كلها". (إعلان 3/2/1892، الإعلانات، ج1)
فلماذا يخوض في مناظرة عن نبوته ثم يتراجع عنها؟ كان يمكنه ألا يناظر أصلاً.
علما أنّ نصّ المناظرة مفقود.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الخمسون: السبت 6 يوليو 2019
خلق أكل أموال الناس
معلوم أن الميرزا طلب من الناس أن يدفعوا ثمن البراهين الأحمدية مسبقا، ذاكراً لهم أنها 300 جزء. وقد طلب منهم 10 روبيات، وأحياناً 15، وأحياناً 25، وذكر أن هذه الأسعار للعامة، أما الأغنياء فلا بد أن يغطّوا الخسارة، فكأن هذه المبالغ لن تكفي!!!
ومعلوم أنه لم يطبع إلا أربعة أجزاء، وظل الناس يلاحقونه، فكتب في رسالة للبتالوي يقول مبرراً:
"إن كثيراً من المال كان يُنفق على الضيافة وعلى الضروريات الشخصية وما زال يُنفق، ولكن الظن بأن معظم هذه النفقات يأتي من المال الذي قبضناه لنشر الكتاب لهو ظنّ ضعيف لا يطابق الحقيقة. والواقع أن الله عز وجل تفضّل علينا وأكرمنا بالمال كلما ازدادت نفقاتنا، وأقول في هذا الصدد إننا أنفقنا قليلاً من المال الذي قبضناه لقيمة الكتب أيضاً عند الضرورة والباقي أنفقناه في أعمال منوطة بالكتب، وليفهم ما يريده المنتقدون والمعترضون وليفكروا كما يريدون، وأنا على يقين كامل أن الله عز وجل لن يتوفاني قبل أن يُزيلَ الاعتراضات المسيئة". (رسالة إلى البتالوي في 16/9/1887م، مكتوبات أحمدية)
المهم أنّ الميرزا أقرّ هنا بإنفاق قليل من المال المخصّص للكتب على أموره الخاصة. لكنه في رسالة كتبها بعد 12 يوماً سيعترف بمزيد من الحقيقة، فيقول رداً على انتقاد البتالوي بشأن المال والنفقات:
"أقول لك بكل أدب مرة ثانية يمكنك الاستمرار بالتفكير في خفض النفقات، ولكن ما حدث في الماضي حدث ولا يمكنني تداركه، وأعترف بتقصيري أني أنفقت كل ما في صندوق قيمة الكتاب، والله يعلم فيم أنفقته وحقيقته عند الله عز وجل، وهي غير ما يعتبرها المنتقدون". (رسالة للبتالوي في 28/9/1887، مكتوبات أحمدية)
إنه يعترف بتقصيره أنه أنفق كل ما في صندوق قيمة الكتاب، وكان المبلغ الذي جمعه 10 آلاف روبية، فأين أنفقه؟ هذا المبلغ الهائل والذي قد يساوي مليون دولار بلغة اليوم كان قد جمعه ليطبع الـ 300 جزء من البراهين، فلَم يطبع إلا أربعة أجزاء، ثم ها هو يقول إنه أنفق المال كله! فأين أنفقه؟
وظلّ الناس يلاحقونه سنوات طويلة، وفيما يلي ردّه على رسالة أخرى للبتالوي في عام 1892، حيث كتب:
"ورأيُك أن هذا العاجز أخذ من الناس عشرة آلاف روبية لبيع كتاب "البراهين الأحمدية" وأكلها؛ علّمك هذا الدرس الشيطانُ الذي يصاحبك دائماً، كيف علِمْتَ أنني لا أنوي نشر "البراهين الأحمدية"، ألن تتحسرَ ندماً في اليوم الذي يُنشر فيه كتاب "البراهين الأحمدية"؟... إنّ خلْق الله كانوا بحاجة ماسة إلى القرآن الكريم وكان موجودا في اللوح المحفوظ منذ الأزل، ولكنه نزل في ثلاث وعشرين سنة، ويعترض أمثالك الذين يسيئون الظن: "لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً". (مرآة كمالات الإسلام، المجلد 5 ص 304 _310)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الواحد والخمسون: الثلاثاء 9 يوليو 2019
خلق احتقار المرأة
كتب الميرزا أنه تلقى الوحي التالي:
"الابن الذي لا يحزن على موت أبيه كهذا ليتَه وُلد أنثى". (التذكرة، ص 437)
ويخاطب خصماً له فيقول:
"أنت دوما وفي كل حين وآن تتكلم عن الكفارة، فلست رجلاً بل أقلّ شأناً حتى مِن المرأة". (ضياء الحق، ج9، ص 255)
ويتحدث باحتقار عن إنجاب الأنثى فيتحدث عن خصمه عبد الحقّ قائلاً:
"أما ولادة الولد عند عبد الحقّ فإلى الآن لم ينشر أي إعلان بذلك، ربما قد ضاع الولد داخل البطن أو قد وُلدت أنثى فظلّ وجهه مسْوَدّا بحسب الآية القرآنية. إذ قد بشَّرنا الله عز وجلّ مقابل هراء عبد الحق بأنه سيرزقنا ولدا". (ضياء الحقّ، ج9، ص 323)
وشبّه الشيطان بالأنثى، وشبّه صوته بصوت المرأة، فقال:
"يتميز الوحي الحقُّ بشوكة وقوة ورفعة، ويصيب القلب بصدمة قوية. إنه ينـزل على القلب بقوة وبصوت مهيب. أما وحي الكاذبين فيكون بصوت خافت مثل صوت اللصوص والمخنثين والنسوان، لأن الشيطان سارق ومخنث وأنثى". (ضرورة الإمام، ص 29)
وفسر الآية {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} بقوله:
"أعوذ من شر ذوي سيرة الأنثى الذين ينفثون في العُقد.... وهذه عادات الأنثى إذ لا يواجهون المبعوث من الله ومرسَله، فأعوذ بالله من شر هؤلاء القوم". (فقه الميرزا نقلاً عن الحَكَم، مجلد6، رقم8، الصفحة 3-6، عدد: 28/2/1902م)
ويستصغر عقل المرأة، فيجمعها مع الصبيان، فيقول:
"من إعجازات القرآن أن مُحرِّف آياته لا يستطيع أن يُحرّف ويُبدّل ترتيبَه المحكم المرصّع الأبلغ، فينكشف كذبُه على النساء والصبيان فضلاً عن العلماء الراسخين، فسبحان مَن أنزل القرآن بإعجاز مبين". (حمامة البشرى، ص 29)
ويجمعها مع الأطفال في عباراته التالية التي ينسبها كذباً للرسول صلى الله عليه وسلم:
"أما زمن المسيح الموعود فيمتاز بميزة أكبر؛ فقد ورد في كتب الأنبياء السابقين وفي الأحاديث النبوية أنه بسبب انتشار النورانية عند ظهور المسيح الموعود تتلقى النساء إلهامات ويتحدث الأطفال بكلام النبوة". (ضرورة الإمام، ص 7)
ويقول:
"لقد تباهى يسوع بلسانه كثيراً ولكن لم يستأصل من العالم الشجرة السامة للفساد العملي. ولو افترضنا جدلاً أنه انتحر مثل النساء ناقصات العقل والأطفال قليلي الفطنة لكان ذلك مثار أسف أكثر على حالته بأنه إذا خطر بباله سبيل المواساة كان ناتجا عن حمق". (إعلان في 14/1/1897، الإعلانات، ج2)
ويخاطب خصماً في شعر بالأردية فيقول:
"إنك كالأنثى ورأيك ناقص مثل رأي النساء، فإنك ناقص وأبوك وجدك أيضاً ناقصان". (البراهين، ص 599)
ويخاطب خصماً بقوله:
"لا يحق لك إنكاري، وما دمتَ لستَ رجلاً، فاجلس مع النساء إن كنتَ ذا حياء". (ترياق القلوب، ص 6)
ويخاطب ثناء الله الأمرتسري بقوله:
"ألا لائمي عارَ النساء "أبا الوفا" ... وما كان شِرْكُ الناس شيئاً يُغَيَّرُ". (نزول المسيح، ص 297)
ويجعل المرأة نقيضاً للفضائل، فيقول:
"الأسلوب الحكيم للتضحية بالنفس في سبيل القوم إنما هو أن يتحمل الإنسان العناء لمصلحتهم.... لا أن يشج رأسه بحجر، أو أن يبتلع سماً ويرحل عن الدنيا متأثراً مما يرى فيه قومَه من بلاء شديد وضلال كبير وموقف خطير، ثم يحسب أنه قد أنقذ قومه بفعلته غير اللائقة هذه. ذلك ليس من شأن الرجال.. بل هو من صفات النساء". (فلسفة تعاليم الإسلام، ص 197)
ويرى أنّ من مبررات تعدد الزوجات إنجابَ المرأةِ البناتِ فقط، فيقول:
"إذا كانت زوجة ما لا تقدر على الإنجاب أو إذا أنجبت يموت الأولاد بسبب مرض، أو لا تنجب إلا الإناث؛ ففي مثل هذه الحالات يحتاج الرجل إلى زوجة ثانية". (ينبوع المعرفة، الخزائن الروحانية، المجلد23، ص 244)
علما أنّ الحيوان المنوي هو المسؤول عن تحديد جنس المولود لا بويضة المرأة.
ويجعل من النساء نقيضاً للأبطال، فيقول:
"لذا فإن مواساة الإسلام تكمن بأن يُحكَم في هذه الإلهامات المتباينة. وإني موقن بأن الله تعالى سيفتح مجالاً للحكم فيها وسيخلّص المؤمنين من هذه الطامة. ولكن لا يمكن الحكم فيها إلا إذا لم يسلك الملهَمون مسلك النساء، بل ينشروا كالأبطال إلهاماتهم كلها بأمانة أيا كان نوعها ولا يخفوا أيّ إلهام مكذِّباً كان أم مصدّقاً، عندها فقط يُتوقّع الحكم من السماء". (إعلان في 16/6/1898، الإعلانات، ج2)
ويجعل سيرة النساء على النقيض من سيرة الرجال، فيقول:
"يريد الله تعالى ألا تكونوا مثل النساء سيرةً، بل كونوا رجالاً. فما أكبر منن الله علينا إذ فتح علينا كنوز الحقائق والمعارف ولم يجعلنا نخجل أمام أحد". (الحكم، مجلد 6، رقم 14، صفحة 3، 31/3/1903)
ومع أنه حثّ على معاملة النساء معاملة حسنة في النصّ التالي، لكنّ فيه نزعة ذكورية استعلائية، فيقول:
"إننا نرى أنه لمما يتنافى مع المروءة كليّاً أن نتشاجر مع النساء ونحن رجال. لقد جعلنا الله تعالى رجالاً، الأمرُ الذي هو في الحقيقة من إتمام النعمة علينا، والشكرُ عليها أن نعامل النساء بلطف ونرفق بهن". (الحكم مجلد 6، رقم 16، صفحة 4، 31/10/1902)
ويستخفّ الميرزا بشهادة المرأة ويجمعها مع شهادة الأطفال، فيقول:
"عندما يُقبَض على السارق فهو لا يعترف بالسرقة في البداية ولكن عندما يكتمل تحقيق الشرطة يُعثر على زملائه أيضاً، وتكفي شهادة النساء والأطفال أيضاً". (الحَكَم، مجلد 6، رقم 16، صفحة 5-6، 30/4/1902)
ولم يكن يحسب بناته حين يتحدث عما رزقه الله من ذرية، فيقول:
"الحمد لله الذي وهَب لي على الكِبَر أربعةً من البنين، وأنجزَ وعده من الإحسان، وبشّرني بخامس في حين من الأحيان" (مواهب الرحمن، ص 111). مع أنه كان لديه ابنتان حين قال قوله هذا.
ويتحدث عن إصلاح النساء فيقول:
"إن في النساء عِرق الوثنية، لأن طبيعتهن تميل إلى حب الزينة، لذا فقد بدأت الوثنية منهن. ويكثر فيهن الجبن أيضاً، فإذا واجهن شدة، مهما كانت بسيطة، يخضعن أمام مخلوق ضعيف مثلهن. لذا فإن الذين يتبعون زوجاتهم أكثر من المفروض، تتسرب هذه العادات إليهم أيضاً رويداً رويداً. لذا من الضروري جدا أن تتنبهوا إلى إصلاح النساء. يقول الله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ}، لذلك أُعطي الرجال قوى أكثر من النساء. أستغرب من عقول الناس المعاصرين من التنوير الحديث الذين يؤكدون على المساواة ويقولون بأن حقوق الرجل والمرأة سواسية. فليكوِّنوا جيشاً من النساء ويرسلوهن إلى جبهة القتال ثم لينظروا هل تكون النتيجة نفسها أو مختلفة". (البدر، جلد3، رقم34، صفحة 3-8، عدد: 8/9/1904م، وجريدة الحكم، رقم35، صفحة 1-2، عدد16/9/1904)
ويتساءل مستنكراً على القائلين بانقطاع الوحي فيقول:
"أيّ خير في أمة دنيّة وحقيرة هي أحطّ من نساء بني إسرائيل؟!" (البراهين الأحمدية، ج5، ص341)
ويقول:
"والمعلوم أنه ما دام الله تعالى يكلِّم عباده منذ القِدم لدرجة أنْ نالت النساء من بني إسرائيل شرف مكالمته ومخاطبته مثل أم موسى ومريم الصديقة، فما أشقى هذه الأمة إذاً وما أشدها حرماناً؛ إذ لا يعادل رجالها حتى نساء بني إسرائيل!" (البراهين الأحمدية، ج5، ص 341)
وقال:
"كيف لا يجوز مكالماتُ الله ببعض رجال هذه الأمة التي هي خير الأمم وقد كلّم اللهُ نساءَ قوم خلوا من قبلكم، وقد أتاكم مثل الأولين؟" (حمامة البشرى، ص 166)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الثانى والخمسون: السبت 13 يوليو 2019
خلق الاستخفاف بالله وكتابه
قال الميرزا:
"ورد عن عيسى عليه السلام أنه تكلّم في المهد. ولكن هذا لا يعني أنه بدأ بالكلام من يوم ولادته أو حين كان بالغاً من العمر شهرين أو ما يقارب ذلك، بل المراد هو أنه بدأ الكلام حين بلغ عامين أو ما شابهه، لأن هذا هو وقت لعب الأطفال في المهد. والكلام لطفل بالغ هذا العمر ليس غريبا. إن ابنتي أمة الحفيظ أيضاً تتكلم كثيراً". (الحكم، في 31/3/1907م).
أمَةُ الحفيظ هذه وُلدت في 25/6/1904، فكان عمرها سنتين و8 أشهر.
الآيات التي يستخفّ الميرزا بها هي:
{إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ} (آل عمران 45-46)
{إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً... وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي} (المائدة 110)
معناهما عند الميرزا: إن الله يبشرك يا مريم بولد يتكلم كثيراً مثل أمة الحفيظ. وكذلك الآية التالية:
{فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً} (مريم 29-31)
معناها عند الميرزا: أنّ مريم أشارتْ إلى المسيح، فبدأ المسيح يتكلم مثل أمة الحفيظ! ونسي الميرزا أو تناسى أنه يقول: إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً!
وفي رسالةٍ بعث بها نور الدين للميرزا قال له فيها أن يسلِّم على الرضيع بشير، الذي كان عمره ثلاثة أشهر [وقد توفي بعد سنة]، فكتب له الميرزا:
"لقد بلّغتُ سلامك إلى بشير أحمد. في البداية خطر ببالي "كيف نكلّم من كان في المهد صبياً". ولكنه حينئذ كان في مزاجٍ جيد وكان يبتسم مرة بعد أخرى، ولما سلمت عليه فابتسم مراراً ووضع السبابة على وجهه". (رسالة في 25/12/1887، مكتوبات أحمدية)
وقد بلغ استخفافه بالآية ذروته حين قال عن ابنه مبارك: "اللافت في الموضوع أن المسيح عليه السلام تكلّم في المهد، أما هذا الولد فقد تكلم مرتين في بطن أمه". (ترياق القلوب، ص 94)
ويقول الميرزا:
"إنّ خَلْق إنسانٍ مِن غير أب داخلٌ في عادة الله القدير الحكيم، ولا نسلِّم أنه خارج من العادة... فإن الإنسان قد يتولّد من نطفة المرأة وحدها ولو على سبيل الندرة، وليس هو بخارج مِن قانون القدرة، بل له نظائر وقصص في كل قوم وقد ذكرها الأطبّاء من أهل التجربة". (الخطبة الإلهامية، ص 28)
ومن المحقَّق أنه ليس هنالك طبيبٌ يقول مثل هذا. ويتابع قائلا:
"نقبل أن هذه الواقعة قليلة نسبةً إلى ما خالفها من قانون التوليد، وكذلك كان خَلْقي من الله الوحيد، وكان كمِثله في الندرة، وكفى هذا القدر للسعيد، فإني وُلِدتُ تَوءَماً وكانت صبيّةٌ تولّدتْ معي في هذه القرية، فماتت وبقيتُ حيّاً من أمر الله ذي العزة". (الخطبة الإلهامية، ص 28)
فالولادة العذرية من دون حيوان منوي تتشابه مع ولادة التوائم عند الميرزا!!! علما أن نسبة التوائم في العالم تصل نحو 2%. وما من شارع ولا حيّ ولا قرية مهما صغُرت تخلو من توائم.
ويقول:
"أُرسلتُ في المهزودتين وأعيش في المرضَين.. مرض في الشق الأسفل ومرض في الأعلى، فحياتي أعجبُ مِن تولُّد المسيح وإعجاز لمن يرى". (الخطبة الإلهامية، ص 29)
مرضُه بمرضين أعجب من الولادة العذرية!
وهذا من عجائبه ومماحكاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الثالث والخمسون: الثلاثاء 16 يوليو 2019
خلق الخضوع للقانون المخالف لشريعته وعقيدته ويخاف الدولة أكثر من خشيته ربه
التنبؤ بهلاك الكافرين أقوى دليل على الحقّ عند الميرزا، وأقوى من الحجج المتواصلة 15 يوماً، ولكنه ينصاع لقرار محكمة، ويتعهّد بالتوقف عن إبراز هذه الآية السماوية!!
كتب الميرزا في 5/6/1893 وعند انتهاء المناظرة الممتدة 15 يوماً مع عبد الله آتهم:
"كُشف عليّ هذه الليلة ما يلي: عندما دعوت الله تعالى بكل تضرع وابتهال، وسألته أن يحكم في هذا الأمر، وقلت إننا لسنا سوى بشر ضعفاء، وبدون حكمك لا نستطيع أن نحقق شيئاً، أعطاني ربي هذه الآية بشارة منه، مؤدّاها أن الفريق الذي يتبع الباطل عمداً في هذا النقاش من بين الفريقين ويترك الإله الحق ويؤله الإنسان العاجز، فإن مصيره أن يُلقى في الهاوية خلال خمسة عشر شهراً، شهر بكل يوم من أيام المناظرة، وأنه سيلقى ذلاً وهواناً كبيرين شريطة ألا يرجع إلى الحق. أما الذي على الحق، ويؤمن بالله الحق، فإنه بذلك سوف ينال الإكرام. وحين تتحقق هذه النبوءة سوف يبصر بعض العميان، وسيمشي بها بعض العرج وسيسمع بعض الصم بحسبما أراد الله تعالى. فالحمد لله والمنة على أنه لو لم تظهر هذه النبوءة من الله تعالى لذهبت أيامنا الخمسة عشر هذه هدراً". (إعلان في 5/6/1893، الإعلانات، ج1)
بعد ستة أعوام كتب الميرزا إعلاناً بعد قرار محكمة جاء فيه:
"لقد رفع عليّ الشيخ أبو سعيد محمد حسين البتالوي قضية، وقد حُكم فيها يوم الجمعة بتاريخ 24/2/1899م بحيث طُلب من الفريقين أن يوقّعا على ملاحظاتها ألا يتنبأ أيٌّ من الفريقين ضد الآخر بنبوءة الموت أو بما يؤذي قلبه". (إعلان في 26/2/1899، الإعلانات، ج2)
وقد وقّع الميرزا على هذا التعهّد المخالف للعقيدة، وتخلّى عن دليل هام من أدلته. كان عليه أن يقول للمحكمة: هذه نبوءات من الله وليست مني، وما كان لي أن أعصي الله. أو كان عليه أن يقول: إنّ أحد أقاربي طلب توقيعي فاستأذنتُ الله فأمرني أن أخطب ابنته محمدي بيغم، فما بالكم بأمر خطير مثل أمركم هذا؟ [!] لا بد أن أستأذن الله في الأمر. لكنه لم يفعل وسارع في توقيع التعهّد. لقد خاف المحكمة أكثر من خوفه ربَّه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الرابع والخمسون: السبت 20 يوليو 2019
كذب ميرزائي وسوء خلق.. قَبِلَ به الأولياء جميعا ولم يرفضه إلا الخبيثون!
كتب له الصوفي مظهر حسين:
"لم يقبل دعواك أحد، بينما قَبِل جميع الأولياء دعوى السيد غوث الثقلين" [يقصد عبد القادر الجيلاني].
فردَّ عليه الميرزا:
"لقد قبلني جميعُ أولياء الله في الأرض، ولكنك لا تدري. نعم، لم يقبلني الخبيثون والملحدون، (وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ) وقد أخبرني الله جل جلاله "يصلّون عليك صلحاء العرب وأبدال الشام وتصلي عليك الأرض والسماء ويحمدك الله عن عرشه". وقد ظهَر عليَّ مراراً غوثُ وقطب الوقت والذين آمنوا بعظمةِ مرتبتي وسيؤمنون أيضاً". (رسالة إلى مظهر حسين في عام 1888)
كان على الميرزا أن يقول له: ما زالت دعوتي في البداية، وستنتشر شيئا فشيئا. لكنه ردّ بالكذب وبسوء الخلق. أما الكذب فقوله:
" لقد قبلني جميع أولياء الله في الأرض"!!
فكيف عرف الميرزا أنّ أولياء الله جميعا في الكرة الأرضية كلها قد آمنوا به وقبلوا دعواه أنه المجدد، وهو الذي صار معروفا على مستوى القارة الهندية أنه محتال بعد أن افتضح أمره بشأن كذبة البراهين التجارية التي وعد أنْ يكتب فيها 300 دليل عقلي وأخذ أموال الناس من دون أن يكتب شيئا؟!
أما سوء خَلُقه فهو قوله: " لم يقبلني الخبيثون والملحدون"!! فكلّ مَن لم يقبل الميرزا خبيث وملحد! مع أنّ عامة الناس لا يؤمنون أنّ الله يبعث مجددا على رأس كل قرن وأنه يجب الإيمان به، بل يؤمنون أنّ الوحي قد انقطع، وأنّ الله لن يأمر بالإيمان بأحد، فهل هم خبثاء إذا آمنوا بذلك ورفضوا النظر في ادعاءات الميرزا؟ فكيف لو عرفوا أنه كان قد طلب يدَ طفلة مستغلا حاجة أبيها؟! وكيف لو عرفوا أنها رفَضَتْه وأنه ظلَّ يصرّ على طلب يدها 4 سنوات أخرى؟ وكيف لو عرفوا أنه ظلّ يتنبأ بوفاة زوجها ليتزوج منها فيُنجب ابنَه الموعود؟! أليست هذه السيرة مقززة؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الخامس والخمسون: الثلاثاء 23 يوليو 2019
قسوة الميرزا في ضرب الأطفال
تقول زوجته:
"صدر من مبارك أحمد في صغره وبدون قصد منه تصرُّفٌ غير لائق بحرمة القرآن الكريم، فلما رأى الميرزا ذلك احمرَّ وجهه غضبًا، فلطَمَه مغاضِبًا لطمةً على كتفِه تركَتْ على جسمه آثار أصابع اليد. وقال في هذه الحالة من الغضب: اصرفوه مِن أمام عينَيَّ". (سيرة المهدي، رواية 325)
توفي مبارك وعمره 8 سنوات وثلاثة أشهر. ولا بدّ أن يكون هذا التصرُّف غير المقصود قبل ذلك بزمن طويل، لأنّ هذا الولد ظلّ مريضا جدا شهورًا.. وإنها لَجريمةٌ أنْ يُلطَمَ طفلٌ بهذا العمر لطمةً قوية تترك آثارا على الجسد.
كان واجب الميرزا أن يقول له: يا بنيّ، هذه الفِعلة خطيئة كبرى، والمصحفُ يجب احترامه، فهو كتابنا المقدّس الذي نزل على آخر الأنبياء، وإني أثِقُ أنك لن تكرر ذلك، وأنك فعلتَ هذا دون قصد، لأني أعرفك مطيعا ومحبّا لله ولكتابه، وكلّي يقين أنّ تصرُّفك غير المقصود هذا لن يتكرر، وستَتَنَبّه أكثر.
تشجيعُ الولد ومعاملته بالحسنى هو الحلّ، وليس إظهار الغيرة المغشوشة أمام الناس رياءً!
كان على الحاضرين أن يرفعوا شكوى ضد الميرزا، ليتعلّم خطورة ضرب الأطفال.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق السادس والخمسون: السبت 27 يوليو 2019
خلق الانحطاط
المحترم حين يتقدّم لطلب يد فتاة فترفضه ويرفضه أهلها فلن يغريهم بمهرٍ كبير، فالفتاة ليست سلعة للبيع أولا، والمحترم يحافظ على مكانته ثانيا، ولا يُلِحُّ على من رفضه عريسا.
أما الميرزا فقد أغرى قريبه بإعطاء طفلتِه ثلثَ ما يملك على أن يقبلوا به عريسا . فيقول: " أني أعطي بنتك ثُلْثًا من أرضي ومن كل ما ملكته يدي" (التبليغ). فالمحترمون لا يتحدّثون عن المهر قبل أن يكون هناك موافَقَة مبدئية على الزواج. والمحترمون لا يسْعَون لإغراء الناس بأموالهم حتى يقبلوا بتزويجهم. هذا لا يفعله أحطُّ الناس.
بل يعرض أكثر من ذلك، فيقول: "ولا تسألني خُطة إلا أعطيك إياها... ولن تجد مثلي في رعاية الصلة ومودة الأقارب وحقوق الوُصلة، وتجدني ناصر نوائبك، وحامل أثقالك". (التبليغ)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق السابع والخمسون: الثلاثاء 30 يوليو 2019
قذف المحصنات وتشويه الناس حقدا وحذف الوحي لؤما
أولا: قذف المحصنات
يقول الميرزا: رأيتُ في صباح يوم الاثنين أن زوجة إمام الدين العاهرة قد وقَعَتْ. (التذكرة، الطبعة الثالثة بالأردو، بتاريخ 15 يناير 1906، نقلا عن دفتر إلهامات الميرزا ص 62)
كوارث الميرزا والأحمدية في هذه الحكاية:
قذف الميرزا المحصنات، والذي حكمه 80 جلدة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الثامن والخمسون: السبت 3 أغسطس 2019
قذف المحصنات وتشويه الناس حقدا وحذف الوحي لؤما
يقول الميرزا: رأيتُ في صباح يوم الاثنين أن زوجة إمام الدين العاهرة قد وقَعَتْ. (التذكرة، الطبعة الثالثة بالأردو، بتاريخ 15 يناير 1906، نقلا عن دفتر إلهامات الميرزا ص 62)
كوارث الميرزا والأحمدية في هذه الحكاية:
بالإضافة إلى قذف المحصنات، والذي حكمه 80 جلدة.
2: حقد الميرزا على ابن عمه وابنه سلطان، لأنّ ابنه سلطان تزوَّج من ابنة هذه "العاهرة"، والميرزا كان قد تبرأ من ابنه هذا بسبب مشاركته في عرس محمدي بيغم، فطعن بسبب الحقد بوالدة زوجة ابنه. وهذا خلق فاسد ثانٍ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق التاسع والخمسون: الثلاثاء 6 أغسطس 2019
قذف المحصنات وتشويه الناس حقدا وحذف الوحي لؤما
يقول الميرزا: رأيتُ في صباح يوم الاثنين أن زوجة إمام الدين العاهرة قد وقَعَتْ. (التذكرة، الطبعة الثالثة بالأردو، بتاريخ 15 يناير 1906، نقلا عن دفتر إلهامات الميرزا ص 62)
كوارث الميرزا والأحمدية في هذه الحكاية:
1: قذف الميرزا المحصنات، والذي حكمه 80 جلدة.
2- حقد الميرزا على ابن عمه وابنه سلطان، لأنّ ابنه سلطان تزوَّج من ابنة هذه "العاهرة"، والميرزا كان قد تبرأ من ابنه هذا بسبب مشاركته في عرس محمدي بيغم، فطعن بسبب الحقد بوالدة زوجة ابنه. وهذا خلق فاسد ثانٍ.
3- الأحمديون حذفوا هذا الكلام المخزي في الطبعة الرابعة وما بعدها، لأنّ حفيدة هذه "العاهرة" صارت زوجة للخليفة الرابع، وهو الذي جُهّزت الطبعة الرابعة من التذكرة في زمنه، وإنْ نُشرت بعيد وفاته.
يقول الميرزا: وإن إخفاء الإلهام معصية عندي ومن سير اللئام. (الاستفتاء)، ويقول: ولا يُخفي حقًّا إلا الذي ختم عليه الشقاء. (الاستفتاء). فهذه شهادة على جماعته أنها لئيمة وشقية إذ حذفَتْ وحيَه! كما أنه يشهد على نفسه أنه كذلك حين حذف وحي انحطاط بريطانيا، وهذا خلق فاسد ثالث.
وهذا المثال خير دليل على أن الخليفة يحذف ما يشاء من وحي الميرزا. وهذه وحدها تُسقط الأحمدية عن آخرها، وتجتثُّ وتين الميرزا المقطّع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الستون: السبت 10 أغسطس 2019
خلق الاستهتار بالعقائد والدين
أصدر الميرزا قرارا واضحا كالشمس في عام 1898 أنّ عدم الإيمان به ليس كفرا مخرجا من الملة، ولكنه بعد 8 سنوات أرسل برسالة إلى د. عبد الحكيم تفيد عكس ذلك من دون أن يُطلِع عليها أحدا، ومن دون أن يعلن للناس أنّه غيّر قوله السابق، وأنّه نسخَ عقيدة عدم التكفير، وأنّ الحال قد تغيّر، وأنّ الكفر به صار يُخرج من الملة كلها.
فمن يفعل ذلك فهو مستهتر بالدين وبالعقيدة وبالناس.
يقول الميرزا عام 1898:
"أعتقد منذ البداية أنه لا يصبح أحد كافرا أو دجالا نتيجة إنكار دعوتي، غير أنه يكون ضالا ومنحرفا عن جادة الصواب حتما، ولكني لا أعتبره عديم الإيمان... الأنبياء الذين يأتون بشريعة وأوامر جديدة من الله هم الذين يحق لهم وحدهم أن يعتبروا منكريهم كفارًا. وباستثناء النبي صاحب الشريعة إنْ أنكر أحدٌ ما أحدا من الملهَمين أو المحدَّثين حتى وإن كانوا يحتلّون مرتبة عظيمة عند الله وكانوا مشرَّفين بمكالمة الله فلا يصبح منكرهم كافرا." (ترياق القلوب، الخزائن الروحانية مجلد 15 ص432)
ولكنه قال عام 1906 في رسالة لعبد الحكيم:
"لقد كشف الله عليّ أن كلّ من بلغتْه دعوتي ولم يصدّقني فليس بمسلم، وهو مؤاخَذ عند الله تعالى" (التذكرة ص 662).
إذا كان الله قد كشَف عليك، فلماذا لم تعلن هذا الكشف؟ لماذا أهملته إلى أن استفزَّك عبد الحكيم؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الواحد والستون: الثلاثاء 13 أغسطس 2019
الاستهتار والعناد وعدم التراجع وعدم الاعتذار عن الأخطاء وعدم تصحيحها
يقول الميرزا:
"أما القول بأنه قد ورد في الحديث: "الْخِلَافَةُ فِي أُمَّتِي ثَلَاثُونَ سَنَةً" فهو فهمٌ غريب.... يجب العمل أولا بالأحاديث التي تفوق هذا الحديث كثيراً صحةً وثقةً. منها مثلا أحاديث في صحيح البخاري أُنبئ فيها عن بعض الخلفاء في الزمن الأخير، ولا سيما الخليفة الذي ورد عنه في صحيح البخاري أنه سيأتي من أجله صوت من السماء: "هذا خليفة الله المهدي. فكّروا الآن في مدى صحة هذا الحديث ومرتبته الذي ورد في أصح الكتب بعد كتاب الله". (شهادة القرآن، ج6، ص 337)
لا أثر لمثل هذا كله في البخاري البتة، مع أنه أو قريب منه أو جزء منه موجود في غيره.
سنفترض أنّ الميرزا سها في ذلك، لكنه عاش 15 سنة بعد قوله هذا من دون أن يصحّح هذا السهو. وهذا يدل على استهتاره وعناده وعدم رجوعه إلى الحقّ. هذا على فرض أنه سها، لا أنه تعمّد الافتراء على البخاري كما نجزم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الثانى والستون: السبت 17 أغسطس 2019
خلق الاستهتار بالعقيدة والدين والناس
يقول الميرزا:
"وإن قلتم إن النبي المشرّع فقط يَهلك ولا يهلك كلُّ مفتر، فهذا القول لا يدعمه الدليل لأن الله عز وجلّ لم يذكر هذا الشرط ولم يخصص الآية بالنبي المشرِّع كما يُزعم. يجب أن تعرفوا ما هي الشريعة؛ فمَنْ بيَّن بعض الأوامر ونهى عن بعض الأمور بتلقي الوحي من الله وسنَّ لأمته قانونا فهو صاحب الشريعة، فبهذا التعريف أيضا تمّت الحجة على معارضينا، لأن الوحي النازل عليَّ يتضمّن الأوامر والنواهي أيضا. فمثلا الإلهامُ: "قل للمؤمنين يغضّوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم". يضمُّ الأمر والنهي معا، وهو مسجَّل في كتاب "البراهين الأحمدية" وقد مضت على نزوله مدةُ 23 عاما أيضا، وكذلك يتضمّن الوحيُ النازل عليَّ إلى الآن الأوامرَ والنواهي... لما كان تعليمي يضم الأمر والنهي أيضا وتجديدا للأوامر المهمة للشريعة فلهذا قد سمّى الله تعليمي والوحيَ النازل علي بالفُلك.. أي السفينة". (الأربعين ج14 ص 435)
الحقيقةُ أنّ الميرزا ظلّ طوال حياته يعلن أنه ليس نبيا تشريعيا، وأنه لم يأتِ بأي حكم، وأنّ أحكام القرآن والسنة لا يمكن أن يغيّرها أحد. فما كان يليق به أن يزعم هنا أنه صاحب شريعة لمجرد تلقي وحي فيه أمر ونهي، فهذا لا يجعل المتلقي صاحب شريعة، لا عند الميرزا ولا عند خصومه. فعبارته هذه استهتار بالدين وبالناس. وإنما قالها ليفنّد ما نسبه إلى خصومه أنّ الله يُهلك المتقوّل إذا ادعى أنه نبي تشريعي، لا مجرد نبي ظلي. فكان عليه أن يكتفي بالنقطة الأولى أنّ هذه الآيات عامة في كلّ متقوّل: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ} (الحاقة 44-46). لكنه في سبيل الدفاع عن نفسه لا يتورّع عن هدم كل شيء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلق الثالث والستون: الثلاثاء 20 أغسطس 2019
اتهام الله بالقسوة والزعم أنه أحكم من الله
ذكر الميرزا أنه تلقى وحيا قاسيا جدا عن الشيخ البتالوي باللغة العربية، ولكنه أخفى هذا الوحي، واكتفى بأنْ تَرجمَه بكلمات ليّنة!!
معنى ذلك أنّ كلمات الله غير صالحة، وأن الله ليس حكيما، وأنه متسرّع أحيانا، بل قد يقول قولا غيرَ ليّن، وغيرَ حسَن، وأنّ الناس لا يقبلون بسماع كلماته غير المتحضّرة، فاختار الميرزا أن يخفّف مِن حدّته! فما الحكمةُ من ذلك غير زرع عدم الثقة بالله؟ وما الخلُق في ذلك غير التكبُّر على الله والزعم أنه أحكم من الله وأعلم؟
فقد ذكر الميرزا الوحي التالي بالأردية، وهذه ترجمته للعربية:
فُرقة في المعارضين.... ذلّة شخص منافس وإهانته وملامة الخلْق له. (كتاب البراءة، الخزائن 13 صفحة الغلاف)
ثم كتب في الحاشية: "الكلمات الأصلية للوحي عن البتالوي قاسية جدًا وترجمناها بكلمات لينة، فلا يخطرن ببال أحد أبناء جماعتنا لماذا لم تُسجَّل الكلمات الإلهامية الأصلية". (المرجع السابق)
أي أنه يحذّر الأحمديين سلفا من السؤال عن عدم تسجيل كلام الله وعن تعمّد إخفاء وحيه! فكلمات الوحي قاسية غير صالحة!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخلاصة: السبت 24 أغسطس 2019
سيرة الميرزا فقيرة في الأخلاق.
إذا تجرّأ المرء على التقوّل على الله، فقد بات الكذب قوتَ يومه، ولا بدّ أن ينعكس ذلك على تعامله، فنراه لا يعرف الصبر، ويشتم الناس، ودائم الغضب، ويردّ الصاع صاعين. ونرى تركيزه على قضاياه لا على قضايا الأمة وهمومها. ونراه يُكثِر من الحديث عن صراعه مع من يراهم منافسيه من رجال الدين، فكيف للأخلاق أنْ تحتلّ أي حيز في حياته؟
فمن أهمّ مزايا سيرة الميرزا افتقارها للأخلاق والدعوة إليها والتأصيل لها والتركيز عليها. ويظهر ذلك في ثنايا قصص حياته. ولنأخذ قصة عائلة تشترط أن يكون عريس ابنتهم حنفيّ المذهب (فقه المسيح، ص74)، فلا يقبلون شافعياً ولا غيره. فبعد أن علم الميرزا بذلك اهتمّ كيف يورّي وكيف ينقذ صاحبه من هذه الورطة، فالمهم عنده أن يتزوجها صاحبه نور الدين. مع أنه كان يمكنه أن يلقي خطبة يقول فيها: إنّ هذا الشرط:
1: تعصّبٌ محض، والواجب ألا يكون هناك أي تعصّب بين المذاهب ولا غير المذاهب. وهنا يمكنه أن يؤكد على أن العبرة بالتقوى.
2: فيه إساءة لكل المذاهب الإسلامية الأخرى.
3: يزيد من تفسُّخ المجتمع.
4: يتنافى مع وجوب تيسير الزواج لا تعقيده، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا وَبَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا. (البخاري، كتاب العلم، باب الْمَوْعِظَةِ وَالْعِلْمِ)
5: يتنافى مع المودة والسلام اللذين دعا إليهما الإسلام.
كان يمكن للميرزا أن يصنع خطبة من كل نقطة، ويقول: إنما المؤمنون إخوة، فلا فرق بين حنفي وشافعي إلا بالتقوى، وإنّ أئمة المذاهب اجتهدوا بحسن نية، ولم يريدوا أن يختلف الناس من بعدهم ويتعصبوا...
لكن الميرزا لا يعنيه إلا أن يدبّر العروس كيفما اتُّفق. فلجأ إلى التورية فقال لهم إنه حنفي، ويقصد به حنيفاً مسلماً، لا حنفيّ المذهب.
فالناظر في كتب الميرزا يجدها فاشلة أخلاقياً، بل نجده يجيز الرشوة، والتورية، والتحايل، ورأيناه يملأ الدنيا لعنات، ويعير الخصم بفقر أبيه، أو يتهمه بما ليس فيه، ويحترف الفظاظة والشخصنة. ولا نكاد نجد أي حثّ على الأمانة والعدالة والوفاء. بل لم يكن همُّه سوى إثبات صدق أوهامه وازدراء الأديان والمنافسين. وهكذا جماعته التي ورثته في ذلك.
فهل يختار الله مثله ليبعثه لإصلاح خلقه؟
#هاني_طاهر
https://www.facebook.com/groups/2627240443983030/?ref=share&mibextid=NSMWBT