ستةٌ وعشرون دليلا على بطلان دعوى الميرزا أنه المسيح
ستةٌ وعشرون دليلا على بطلان دعوى الميرزا أنه المسيح
هاني طاهر
2021
وفيما يلي الأدلة:
1: أنه كان معروفا بالكذب منذ بدايات حياته
2: أنّ هذا الوقت ليس وقت بعثة مسيح يكسر الصليب، فأيّ دعوى مثل ذلك ساقطة من دون البحث فيها.
3: أنه لم يحقق المهمة التي يُبعث من أجلها المسيح، وهي كسر الصليب وقتل الخنزير ووضع الجزية وإفاضة المال، وأنّ النبوءات السابقة لم تتحقق فيه، فلا قتل دجالا ولا أباد يأجوج ومأجوج، بل تملّق لهم، ولا حجّ ولا اعتمر.
4: أنّ نبوءاته لم تتحقق
5: أنّ أخلاقه فاسدة
6: أنّه جاهل وخرافي
7: عدم تفوقه على الجميع في علوم القرآن، والتي هي شرط للولاية عنده
8: انعدام خوارقه، والتي هي شرط للولاية عنده
9: إلهامه خالٍ مِن الحقائق والمعارف، والتي هي شرط للولاية عنده
10: أنه على سنة أبي جهل.. التطابق في النهاية
11: أنه لم تتحقق ظروف بعثة الأنبياء فيه، ومنها: نزول العذاب الحتمي عند بعثة النبيّ
12: أنه قُطع وتينه بموته بالكوليرا المخزية حسب قوله
13: أنّ الله لم يجده نافعا فأماته سريعا
14: انعدام ثقته بوحيه أو بوعود الله
15: أنّه أنشأ جماعةً تفوّقت على جميع الناس بالكذب
16: بتأثير أخلاقه فسَدَ مَن كان صالحا عند الانضمام إلى جماعته
17: خيبةُ تفسيراته لعلامات الساعة وأهمها الدجال ويأجوج ومأجوج لأنها أساس دعواه
18: "وشهد شاهد من أهله"، بل وشهد أهله جميعا
19: تحالف أقاربه جميعا مع الهندوس ضدّه مع أنه يعلن أنه يدافع عن الإسلام ويُبطل الهندوسية وغيرها
20: ثبوت كذبه بلسانه وحسب معياره ومِن فمه يُدان
21: ثبوت كذبه في زعمه أنه الحكم العدل، فلا جماعته تأخذ بأقواله، بل إنّ أتباعه ما زالوا يسألونني عن البديل منذ 4 سنوات ونصف.
22: أنّ بعض المجرمين لم يكونوا عدوّا له، بل كانوا لجماعته محبّين
23: سيرته في الدعوة وإظهار الآيات على العكس من سيرة الأنبياء
24: جهلُ إلهه بالواقع المرتبط بدعواه ارتباطا قويا
25: القضايا التي استدلّ بها على صدقه وتبجّح بها كثيرا بَطُل تحقُّقُها فيه
26: جهله وجهل إلهه بأهمّ علامة فلكية حدثت على الإطلاق خلال مئات السنين
.............................................................................
وفيما يلي التفصيل:
الدليل الأول: أن الميرزا كان معروفا بالكذب منذ بدايات حياته
كان الميرزا معروفا بالمكر والتزييف من أول يوم
قال بشير أحمد ابن الميرزا:
"حدثتني والدتي قالت: عندما كان المسيح الموعود شاباً ذهب لاستلام الراتب التقاعدي لجدك وذهب خلفه ميرزا إمام الدين. وعندما استلم الراتبَ أخذه إمامُ الدين بخداعه والتحايل عليه في مشوار خارج قاديان بدل أن يأتي به إلى قاديان، وظلّ يتنقّل به من مكان إلى مكان حتى بدّد كل النقود، ثم تركه وذهب إلى مكان آخر. فشعر المسيح الموعود بالخجل ولم يرجع إلى البيت. وحيث إن جدّك كان يرغب دوماً في توظيفه فقد توجه إلى بلدة سيالكوت [عام 1864] وعمل موظفاً في مكتب نائب المفوض براتب ضئيل. فظل يعمل هناك مدة ... قال الميرزا: عندما تركني ميرزا إمام الدين صار يتجول هنا وهناك، وأخيرا هاجم قافلةً مُحمّلةً بالشاي لينهبها، وقُبض عليه، ثم أُطلق سراحه في المحكمة". (سيرة المهدي، رواية 49)
كان عمر الميرزا عند هذه الحادثة نحو 24 سنة؛ فأنْ يُخدَع شاب في هذا العمر فيضيّع ابنُ عمّه الراتبَ التقاعدي كلَّه لَدَليل على أنه أشدُّ الناس سذاجة وحماقة واستهتاراً. لكنّ الناظر في حياة الميرزا لا يجده سفيها إلى هذا الحدّ، لذا لا بدّ أن يكون قد ساهم بتبديد هذا الراتب، أو أنه سرقه كله وفبرك هذه الحكاية. خصوصا أنه ذهب إلى سيالكوت ولم يعُد إلى البيت.
ثم إنّ أصدقاء الميرزا رفاق سوء، بدليل أنّ ابن عمه هاجم قافلةً مُحمّلةً بالشاي لينهبها، وهذا يعني أنه قاطع طريق، لا مجرد سارق. فإذا كان ابن عمّ الميرزا، ولا بدّ أنْ يكون صديقه أيضاً، قاطع طريق، فلماذا يُستغرب عن الميرزا حيلته في كتاب البراهين حيث جمع 10 آلاف روبية، أو حيله الأخرى عبر حياته؟
وقد كان الميرزا معروفا بمكره عند عائلته وأقاربه، حتى النساء منهم، وذلك قبل دعواه بفترة، يقول الميرزا: "عائلتي وأقاربي رجالا ونساء يزعمون منذ فترة أني مكار ومزيف في إعلاناتي المبنية على الإلهامات (إعلان في 15/7/1888، الإعلانات، ج1). علما أنه لم يؤمن به من عائلته أحد. وكان له ابنان من صلبه، حيث لم يؤمنا به، ومات أحدهما في حياته. فإجماع أبنائه وزوجته وعائلته على رفض دعواه وعلى وصفه بالمكار له دلالة واضحة؛ فالعائلة لا تُجمع على حكم يُدين أحد أبنائها زورا، بل تسعى العائلات للدفاع عن أبنائها حتى لو كانوا أشرارا، أما أن يلفّقوا لهم تهمة كاذبة، فغير وارد. لا نتحدّث عن عدم الإيمان به، فهذا له أسبابه الأخرى، إنما نتحدث عن إجماعهم أنه مكّار، لا مريض مثلا، ولا يُهيّأ له.
ثم إنّ كذبات الميرزا كثيرة جدّاً، وواضحة جدّاً، وتغطي مختلف جوانب حياته، فقد كذب في إحالته على القرآن والحديث ومصادر أخرى عديدة، كما كذب في الإحالة إلى كتبه، وكذب في وعوده، وكان يتحدث بكل ما سمع، وكذب في نبوءاته، حيث كان بعد أن يحصل شيء يدّعي أنه تنبأ به مسبقاً. وقد أحصيتُ له 460 كذبة حتى الآن. وهي على هذا الرابط
.................................................
الدليل الثاني من أدلة بطلان دعوى المرزا: أنّ هذا الوقت ليس وقت بعثة مسيح يكسر الصليب، فأيّ دعوى مثل ذلك ساقطة من دون البحث فيها.
لأنّ الصليب كان في أقصى أيام ضعفه في أواخر القرن التاسع عشر وما بعده.. حيث كان الكتاب المقدّس يتلقى ضربات العلم الساحقة. وحيث إنّ المسيح ينزل لكسر الصليب، فلا يمكن أن ينزل حين يكون الصليب ضعيفا، بل سينزل حين يكون في أوج قوّته.
وإنْ قيل إنّ المقصود بغلبة الصليب هو تنصُّر المسلمين حتى لو كان الصليب ضعيفا، قلتُ: إنّ الميرزا يبيّن أنّ المسلمين لا ينتصَّرون في ذلك الوقت، فقد استدلّ الميرزا بالقول التالي في عام 1882:
" ولقد كتب حاكم بومباي الأسبق "السير ريتشارد تيمبل" مقالا عن المسلمين مدفوعا بحماس الإخلاص -وقد نُشر في الجريدة البريطانية "Standard Evening" ثم نُقل في الجرائد الأردية أيضا- قال فيه بأنه "من المؤسف أن المسلمين لا يتنصَّرون، والسبب في ذلك أن دينهم ليس مليئا بأمور غير واقعية تزخر بها الهندوسية. يمكن لإقناع الهندوس والبوذيين أن تقدَّم لهم أدلة عادية على سبيل المزاح ويُزاحوا عن دينهم، أما الإسلام فيواجه العقل بكل سهولة ونجاح ولا يمكن هزيمته بالأدلة فقط. يمكن للمسيحيين أن يُظهروا على أصحاب الأديان الأخرى أمورا مستحيلة في أديانهم ويبعدوهم بذلك عن أديانهم، أما القيام بذلك مع المسلمين فصعب جدا.". (البراهين الأحمدية، الجزء الثالث، ص 116)
فالميرزا يستدلّ بقوله هذا ويراه صوابا.. ولكنه فيما بعد بدأ ينقل أقوالا مخالفة كاذبة. لكنّ هذا القول هو الحقيقة، فما الذي سيُقنع المسلمين بالمسيحية؟ أهو الثالوث؟ أهو قيامة المسيح من الأموات؟ بل نرى أنه إذا ارتدّ عن الإسلام ألفٌ، فقد لا يتنصّر منهم واحد. حتى الأحمدية التي يتركها آلاف الناس لم نسمع عن تنصُّر إلا واحد منهم قبل عشرين سنة، وإلا عن تنصّر اثنين في عام 1893 بعد مناظرة الميرزا مع عبد الله آتهم.
.................................................
الدليل الثالث: أنه لم يحقق المهمة التي يُبعث من أجلها المسيح، وهي كسر الصليب وقتل الخنزير ووضع الجزية وإفاضة المال
ورد في الحديث: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ". (البخاري)
كسرُ الصليب يعني عند الأحمديين كسر عقيدة الثالوث المسيحية، مما يؤدي إلى إضعاف التنصير ودخول الناس في الأحمدية أفواجًا.
سنتتبع أعداد المتنصّرين من المسلمين في الهند من كتب الميرزا تاريخا:
1882 تقريبا:
قال القسيس إن عدد المتنصرين في الهند كلها قبل خمسين عاما كان سبعة وعشرين ألفا فقط، أما في الخمسين عاما الماضية فقد ازداد هذا العدد من سبعة وعشرين ألفا إلى خمس مئة ألف متنصر. (البراهين 1880-1884)
في عام 1903 ارتفع العدد إلى مليونين و600 ألف
يقول الميرزا: ارتد وتنصّر مليونان وستمائة ألفٍ منهم في بلاد الهند وحدها. (تذكرة الشهادتين)
في عام 1903 صار العدد ثلاثة ملايين
يقول الميرزا: وإذا كان بؤس الإسلام قد بلغ خلال خمسين سنة بحيث ارتدَّ ثلاثة ملايين مسلم. (ملفوظات 5 عام 1903)
أي أنّ الصليب تضخّم ست مرات منذ بداية دعوة الميرزا حتى عام 1903.
وفي مناظرة الميرزا مع المتنصّر عبد الله آتهم تنصّر عدد من الأحمديين، ولم يعترف الميرزا سوى بتنصّر اثنين. ولم يدخل الأحمدية بسبب هذه المناظرة أيّ من النصارى، ولو دخل واحد لملأوا الدنيا ضجيجا. ولم يحدث أي مناظرة مع المسيحيين بعد هذه المناظرة، وقد كان حقًّا على كاسر الصليب أن يقوم بمناظرة كل شهر مع أهل الصليب.
يقول الميرزا:
"إن نبيّ الله المقدّس صلى الله عليه وسلم كان قد أنبأ بأن الدين الصليبي لن يتقلّص ولن يفتر رُقيُّه إلا بعد ظهور المسيح الموعود في الدنيا؛ وعلى يده سيَتِمُّ كسرُ الصليب". (المسيح الناصري في الهند، ص 69-70)
أقول تعليقا على هذه الفقرة:
1: الدين الصليبي بدأ يتقلّص ويفتر رُقيُّه قبل ولادة الميرزا بقرون، وذلك على يد الفلاسفة والعلماء الغربيين، الذين كان لهم دور هائل على الديانة المسيحية ما يزال مستمرا حتى اليوم.
2: لم يتم كسر أي صليب على يد الميرزا، وذلك لضعفه الفكري والمادي، فهو أولا: لم يأتِ بأي حجة جديدة أقنعت الناس بخصوص الصليب، فالقول بإغمائه على الصليب أخذها من سيد أحمد دخان، وأما هجرته إلى كشمير فهي غير مقنعة لأحد، وأدلتها إلى الهراء أقرب. وكيف يكون لها أثر ولم يقتنع بها أحد؟ وأما حالة الميرزا وأتباعه فقد ظلوا صفرا على الشمال من ناحية التأثير المادي، وأما الجعجعة من غير طِحن، فلا تغير من الحقيقة.
أما قتل الخنزير، بمعنى العادات الخنزيرية من زنا وغيره، فقد تضاعف ألف ضعف من زمن الميرزا حتى اليوم. فإن قيل إن المقصود بقتله هو قتله عند المؤمنين، قلنا: هذه ليست علامة، فالخنزير هذا مقتول عند المؤمن من دون بعثة أحد.
وللميرزا تفسيرات أخرى لقتل الخنزير، فيقول: "قتل الخنـزير لا يعني قتل الخنازير ولا الناس، بل المراد به القضاء على العادات الخنـزيرية كالإصرار على الكذب وعَرضِه على الناس بالتكرار". (المسيح الناصري في الهند، ص 95)
فما دور الميرزا في القضاء على الكذب وهو الذي احترف التزييف؟
فإذا كانت أولى النبوءات لم تتحقّق فلا معنى للبحث فيما بعدها. لكننا نقول إنهم يفسرون إفاضة المال بإفاضة العلم، وقد تحقق ذلك عكسيا، حيث إنهم لا يأخذون بأقوال الميرزا في أهم القضايا، إلا التي أخذها الميرزا نفسه عن سيد خان. كما أنّ وحيه فارغ المضمون كما بيّنا مرارا.
(ملحوظة: أعداد المتنصرين هذه لا أراها صحيحة البتة، لكننا من فمه ندينه ونلزمه)
.......................................................................................................
الدليل الرابع: أنّ نبوءاته لم تتحقق
وقد أحصيتُ له مائة نبوءة لم تتحقق إلا عكسيا. وهي على هذا الرابط.
https://tinyurl.com/mirzanabooat100
وقد تحديتُ الأحمديين قبل نحو 4 سنوات أن يثبتوا تحقق نبوءة واحدة يقينيا، فعجزوا. وقد كتبتُ كتابا فيه 30 حيلة ميرزائية في النبوءات. فرغم حِيَله الكثيرة، لكنّ نبوءاته ظلّت تتحقق عكسيا. وبهذا قطع الله وتينه.
وهذا رابط كتاب حيل الميرزا في نبوءاته
https://tinyurl.com/mirzahiyal40
.......................................................................................................
الدليل الخامس: أنّ أخلاقه فاسدة
وقد أحصيتُ له 60 خلقا فاسدا، وبينتُ أنّه كان تجسيدا للشتم والقسوة والكراهية والازداء والشخصنة والكذب والانتهازية والاستغلال والحقد وتمني الأوبئة وقذف المحصنات والحديث عن حتمية الزواج من متزوجة بلا أدنى حياء. وهي على هذا الرابط.
https://tinyurl.com/mirzafasad60
.......................................................................................................
الدليل السادس: أنّه جاهل وخرافي، حيث أحصيتُ له ستين خرافة، منها إيمانه أنّ هناك حيوانات على الشمس، وأنّ المشتري له أثره على الأنبياء على عكس أثر المريخ. وهي على هذا الرابط
https://tinyurl.com/mirzakhorafa60
.......................................................................................................
الدليل السابع: عدم تفوقه على الجميع في علوم القرآن، والتي هي شرط للولاية عنده
يقول الميرزا:
"فالإمام الذي تطلُبُه في هذا الزمان قلوبُ الطالبين... فاق الكلَّ في العلوم الإلهية... فإمام هذا العصر أعرف مِن غيره بكتاب الله الفرقان". ( حقيقة المهدي، ص 182)
فهل كان الميرزا أعرَف من غيره بالقرآن؟ وهل فاقَ الكلّ في العلوم الإلهية؟
لو كان كذلك لما كانت جماعته عالةً على سيد أحمد خان في معظم قضاياها. إنّ مسألة إغماء المسيح قد أخذها الميرزا عن سيد أحمد خان. وفيما يلي رابط كتاب فيه عشرات التناقضات حيث يتّضح منه أنّ جماعته مستهترة بأقواله نافرة منها مستخفّة بها.
https://tinyurl.com/mirzafasad60
ثم إنّ خرافاته الكثيرة دليل آخر على انعدام علومه القرآنية.
.......................................................................................................
الدليل الثامن: انعدام خوارقه، والتي هي شرط للولاية عنده
يطرح الميرزا على نفسه سؤالا مفاده:
هل يمكن أن يصِل أحدٌ مرحلةَ أنْ يكونَ مِن أولياء الله مِن دون أن تحصلَ على يديه خوارق.. أي معجزات؟
فيجيب بقوله:
اتفق أكثر الأولياء أنّ الخوارق ليست شرطا للولاية. أما عند هذا العاجز فهي شرط للولاية التامة الكاملة. إن حقيقة الولاية قرب ومعرفة إلهية، فمن يؤمن بالله سبحانه نقلاً وعقلاً فقط، ولم يحظَ بكشوفٍ عالية ولم يحظَ بخَرْقِ الحُجُب التي يجتازُ بها إيمانُه من التقليد إلى التحقيق فكيف نقول إنه حظي بالولاية التامة؟!
لقد كتب بعض الأخيار: "إن معجزات النبوة تكفي لليقين". أما أنا فأقول: لا تكفي. لأن هذه المعجزات تُعَدُّ منقولة للمرء الذي ولد بعد قرون. والفرقُ بين السمع والبصر واضح..... فسؤال حضرة إبراهيم عليه السلام في القرآن الشريف: (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى) موجود، فكيف يمكن أن نقول إن الولاية ممكن أن تُنال دون خوارق؟ [هاني: يقصد الميرزا أنّ إبراهيم عليه السلام أراد أن يرى أمرا خارقا للعادة، مثل إحياء الأموات، والذي مِن دون رؤيته لم يكن قد وصل مرحلة وليّ].
ويتابع الميرزا:
"فلا شك أن قوة اليقين والمعرفة تزداد بزيادة مشاهدة الخوارق. ويقول الله تعالى في نبيه الكريم ما مفاده: لقد أخذناه إلى المسجد الأقصى والسموات وأطلعناه على آياتنا الخاصة [هاني: يشير إلى آية سبحان الذي أسرى بعبده]. نعم! مَن لم يُعطَ مِن الأولياء منصبَ الإرشاد والهداية فخوارقه ليست ضرورية لتظهر على الآخرين، لأنه لا علاقة له ولا واسطة له بالناس ولكن من الضروري أن تظهر عليه لأن وصول قدمه إلى حقيقة الولاية متعلق بها". (رسالة إلى مير عباس في 13 سبتمبر 1883)
الخوارق التي في ذهن الميرزا هي من قبيل إحياء عصافير مقطّعة، وإسراء جسدي. وأنه يستحيل أن يصل أحدٌ مرحلةَ كونه وليا من دون خارق من هذا القبيل.
وحيث إنه ثبت أنّ ليس لدى الميرزا مثل هذه الخوارق، إلا خارقة الحبر الأحمر التي ثبت كذبها، قلنا: ثبت من كلامه أنه ليس وليا، حتى قبل أن نثبت أنه كان يكذب كثيرا.
.......................................................................................................
الدليل التاسع: إلهامه خالٍ مِن الحقائق والمعارف، والتي هي شرط للولاية عنده، وخالٍ من تفسير غوامض القرآن
كتب الميرزا لأحد المهووسين من جماعته الذي زعَم أنه يتلقى الوحي:
"لاحظت عند سماعي لإلهاماتك المكتوبة بعض الأخطاء الصرفية والنحوية". (ضرورة الإمام)
ثم قال الميرزا: لقد خجلتُ عند سماعي للأخطاء المذكورة في إلهاماته ودعوت الله تعالى أن لا يُسمِعها لأحد المشايخ المتشبثين بالقشور والظاهر، لأنه لا بد أن يستهزئ به ويضحك عليه. لا يمكن أن يفيد أحدًا هذا الإلهامُ الخالي مِن الحقائق والمعارف والمليء بالأخطاء، ولا سيما في عصرنا الحاضر، بل ثمة خطر أن يضرّ أكثر. (ضرورة الإمام)
فالميرزا يرى أنه ما دام هناك أخطاء نحوية وصرفية في وحي هذا الأخ، وما دام وحيه خاليا من المعارف فهو باطل.
ونحن نرى أن وحيَ الميرزا فيه من الأخطاء النحوية ما فيه، وأنه خالٍ من المعارف، بل مليء بالخزي غير المسبوق، حيث زعم أن الله زوّجه امرأة متزوجة، فأوحى إليه: "إنا زوجناكها لا تبديل لكلمات الله". وهذا لم يُقْدِم عليه أخَسُّ الناس، حيث ظلّ يزعم تلقي هذا الوحي سنوات طويلة بعد الزواج. ونتحدى جماعته أن تأتينا بهذه المعارف في وحيه.
ويقول:
علّم الله عباده دعاء (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ...)، ومعلوم أن من أنواع الهداية كشفٌ وإلهام ورؤيا صالحة ومكالمات ومخاطبات وتحديث لينكشف بها غوامض القرآن ويزداد اليقين، بل لا معنى للإنعام من غير هذه الفيوض السماوية، فإنها أصل المقاصد للسالكين الذين يريدون أن تنكشف عليهم دقائق المعرفة، ويعرفوا ربهم في هذه الدنيا. (حمامة البشرى، ص 168)
ما دامت غاية الوحي هي انكشاف غوامض القرآن، وما دام المرزا لم يتلقَّ أيّ وحي عن غوامض القرآن، بل ظلّ يقول بالتفسيرات التي تراها الأحمدية باطلة، مثل الرجم وقتل المرتد والنسخ وقصص الأنبياء بتفسيرها المعروف، فهذا يعني أن وحي المرزا لم يحقق غايته، فلم تنكشف على المرزا دقائق المعرفة، وما عرف ربه.
وهذا دليل كافٍ على كذبه.
ويمكن لمن شاء الاطلاع على وحي المرزا في كتاب التذكرة ليتحقق من ذلك.
.......................................................................................................
الدليل العاشر: أنه على سنة أبي جهل.. التطابق في النهاية
يقول الميرزا:
هكذا باهل أبو جهل النبيَّ صلى الله عليه وسلم يومَ بدر؛ فقال: اللهمّ أَهلِك اليوم المفسدَ منا وقاطعَ الرحم. فأهلك اللهُ أبا جهل في اليوم نفسه، فأُجيب دعاؤه على نفسه. (الملفوظات نقلا عن الحكم، مجلد11، رقم9، صفحة 10-11)
سأنقل فيما يلي نصّ الميرزا، ثم أعيد صياغة الفقرة الأولى بإسقاطها على الميرزا.
يقول الميرزا:
وأدعو الله تعالى أن يا ربي المالك البصير والقدير والخبير الذي يعلم ما في قلبي أنه إذا كان ادّعائي بأني المسيح الموعود افتراء محضًا من نفسي وكنتُ مفسدا وكذّابا في نظرك وكان الافتراء هو شغلي الشاغل ليل نهار فأدعو في حضرتك يا مالكي وحبيبي بكل تواضع أن أهلِكني في حياة الشيخ ثناء الله، وأفرِحه وجماعته بموتي. (إعلان في 15/4/1907)
إعادة صياغة فقرة الميرزا الأولى:
هكذا باهل الميرزا الشيخَ ثناءَ الله. فقال: اللهمّ أهلِك الكاذبَ منا أولا، فأهلك اللهُ الميرزا بعد سنة وشهر؛ فأُجيب دعاؤه على نفسه. (الملفوظات نقلا عن الحكم، مجلد11، رقم9، صفحة 10-11، مع تغيير في الأسماء وبعض التعديل)
وكما كانت هذه آخر عبارات أبي جهل، فقد كانت هذه آخر عبارات الميرزا. ونتحدى الأحمديين أن يُظهروا لنا عبارة واحدة بعد 15 ابريل 1907 عن ثناء الله تختلف عن ذلك.
وكان الميرزا قد أقسم مثل ذلك قبل سنوات، ففي عام 1902 فبرك رؤيا زاعما أنه رآها قبل ربع قرن، ملخصها أنّ عبد الله الغزنوي سيموت قريبا، وأنّ المجدَ سيكون مِن نصيب الميرزا.
ثم قال:
"وأقول حلفا بالله، الذي لا يحلف به كذبًا إلا الملعونون؛ إن المولوي عبد الله الغزنوي، صدّق دعوايَ في رؤيايَ. [أي أنه آمن بأنّ الميرزا هو المجدّد أو ما شابه]. وأدعو الله تعالى إنْ كان هذا الحلف كذبًا: أن أهلِكني يا ربّ بعذاب شديد في حياة أولادِ المولويّ عبد الله ومريديه وتلاميذه، وإلا فاجعلْني غالبا، واجعلْهم يندمون أو يهتدون". (نزول المسيح)
وقد مات الميرزا بعذاب الكوليرا الشديد في حياة أبناء المولوي عبد الله الغزنوي ومريديه، وأخصّ منهم عبد الحقّ الغزنوي الذي باهل الميرزا مباهلة عامةً في مايو 1893.
.......................................................................................................
الدليل الحادي عشر: أنه لم تتحقق ظروف بعثة الأنبياء فيه، ومنها: نزول العذاب الحتمي عند بعثة النبيّ
يقول الميرزا في مارس 1906:
"لا يمكن أنْ ينزل العذاب الشديد قبل أن يُبعث نبيٌ كما قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: {وَما كُنّا مُعَذِّبين حَتّى نَبْعَثَ رَسُولاً}. فما السبب إذن وراء تفشي الطاعون هذا الذي يلتهم البلد من ناحية وعدم انقطاع الزلازل المهيبة من جهة ثانية؟ أيها الغافلون، انهضوا فتحسَّسوا لعلّ نبيًّا قد بُعِث فيكم وأنتم تكذّبونه؟" (التجليات الإلهية)
ويقول في آخر العام نفسه:
"الذين هلكوا بالزلزال وغيره من الآفات مِن سكان سان فرانسسكو وأماكن أخرى كانت الزلازل القاضية عليهم آية على صدقي... واعلموا أنه حيثما كُذّب رسول من الله في الدنيا بُطِش بسببه بالمجرمين الآخرين أيضا الذين كانوا يسكنون في بلاد أخرى ولا يعلمون عن هذا الرسول شيئا، كما حدث في زمن نوح أنَّ العذاب نزل بالناس بما كذَّبَ به قومٌ معين، ولم تسلم منه حتى الدوابّ والطيور". (حقيقة الوحي)
أقول:
يعرف الناس ما تنعم به أمريكا وأوروبا من رغد العيش، خصوصا إذا قارنّا حالها بالحال الذي كانوا عليه في القرن السادس عشر الذي يحدّثنا عنه ديورانت، فيقول:
"إن قرى أوربا في تلك الحقبة، كان لا بد لها ليلاً ونهاراً أن تحذر وتحترس مِن الذئاب والخنازير البرية، أو أي خطر يتهدد قطعانهم... وكان لزاماً على الإنسان أن يقتل أو يُقتل... وكانت آلاف الحشرات ووحوش الغابة وطيور السماء تنافس الفلاح في ثمار غرسه وكده ونصبه. وكانت الأمراض الخفية تهلك القسم الأكبر من ماشيته. وربما أصبحت الأمطار سيولاً جارفة أو فيضانات غامرة، وربما انقطعت حتى تذبل الحياة كلها. وكان الجوع دائماً يتربص بالناس، ولم يفارق الخوف من الحريق مخيلتهم قطّ. وكثيراً ما انتابتهم الأمراض، والأطباء على مسافات بعيدة منهم. وفي كل عشر سنين تقريباً ربما اختطف الطاعون من الأسرة فرداً عزيزاً أو له قيمته عند تعرض الأرض للخطر. وكان يموت في سن الطفولة طفلان من بين كل خمسة أطفال، ويموت ثالث قبل بلوغ، ومرة واحدة على الأقل في كل جيل كان ضابط التجنيد يأخذ أحد الأبناء للجيش، وكانت الجيوش تحرق القرى وتنهب الحقول، وكان عُشر المحصول بعد الحصاد يذهب إلى مالك الأرض، وعشر ثانٍ إلى الكنيسة. وكانت الحياة على الأرض تصبح جحيماً لا يحتمله الجسم أو الروح". (قصة الحضارة، ج26 ص 180)
هذه عيشتهم القاسية جدا، حيث تقتل الأمراض 60% من الأبناء، وتقتل الحروب معظم مَن تبقّى، مع أنه لم يبعث الله أحدا في ذلك العصر!! أما الآن، فلا أمراض ولا حروب، رغم بعثة الميرزا!!! وبهذا حكَمَ الميرزا نفسه أنّ هذا الزمن لم يُبعث فيه نبيّ، وإذا كان هناك نبيّ قد بُعث فليبحثوا في القرن السادس عشر!!
.......................................................................................................
الدليل الثاني عشر: أنه قُطع وتينه بموته بالكوليرا المخزية حسب قوله.
كتب مير ناصر نواب والد زوجة الميرزا عن آخر ليلة حتى الوفاة:
خاطبني (الميرزا) قائلاً: " مير صاحب، لقد أُصِبْتُ بوباء الكوليرا"، (مير صاحب، مجہی وبائی ہیضہ ہوگیا ہے). و بعد ذلك لا أظنّ أنه نطق بأية كلمة واضحة، وظل هكذا حتى مات بعد الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي". (حياة ناصر، مير ناصر نواب ص 14)
وفيما يلي أقوال للميرزا:
1: يرى الميرزا أن الكوليرا عقوبة فيقول بعد سرده رؤيا:
"أوّلت هذه الرؤيا أن وباءً فتّاكًا سيتفشّى ويهلك به خلقٌ كثير عقابًا على سيئاتهم. (ترياق القلوب، الخزائن الروحانية، المجلد15، ص 263-264)
2: في أيلول 1907 زعم الميرزا أنه تلقى الوحي التالي:
إنّ تفشّي مرض الكوليرا وشيك. إني مُهينٌ مَن أراد إهانتَك. (التذكرة نقلا عن "الحكم"، مجلد 11، عدد 27، يوم 31/7/1907، ص 3)
وهذا يعني أن الكوليرا إهانة للمصاب بها، وأنه ستفتك بمن يهين الميرزا، ولكنها فتكت به.
وكان الميرزا قد ذكر هذه الفكرة في حقيقة الوحي، فقال:
لم يلاحَظ هذا النوع من الكوليرا في كابول في الأزمنة الغابرة إلا نادرا. وهنا أيضا تحقق إلهام نصه: "إني مهينٌ من أراد إهانتك. (حقيقة الوحي)
3: ويقول:
ما دام الشيخ ثناء الله على أتم الاستعداد لهذا التحدي - كما كتب - فلا مانع عندنا من أن يقدم هذا التحدي، بل أسمح له بذلك لأن تحديه وحده يكفي للحكم في الأمر. ولكن بشرط ألا يكون الموت بالقتل بل بسبب المرض؛ مثل الطاعون أو الكوليرا ... وأن يموت الكاذب بالمرض. ويجب أن يختار الفريق الآخر أيضا المسلك نفسه. (نزول المسيح 1902)
أي أن الدعاء يتضمن أن يموت الميرزا أو ثناء الله بالطاعون أو بالكوليرا. وقد تحقق.
4: يقول الميرزا:
حين سافرت إلى دلهي من قبل جاء عبد المجيد الدهلوي إلى بيتي وقال: إنها إلهامات شيطانية، وشبَّهني بمسيلمة الكذاب. وقال: إن لم تتب فستذوق نتيجة التقوّل والافتراء. قلتُ: لو كنت مفتريا لنلتُ جزاء الافتراء، وإلا فإن الذي يعدّني مفتريا لن يسلم من مؤاخذة الله. وفي الأخير مات عبد المجيد في حياتي بعد إطالة لسانه بالمباهلة بالكوليرا في شباط/فبراير 1907م. (حقيقة الوحي)
سأكرر عبارة الميرزا على لسان ثناء الله: " وفي الأخير مات الميرزا في حياتي بعد إطالة لسانه بالمباهلة بالكوليرا في مايو 1908م."
5: ويقول الميرزا:
أما إن لم أكن كذابا ومفتريا وكنت أحظى بمكالمة الله ومخاطبته وكنت المسيح الموعود فإني آمل من فضل الله أنك لن تسلم من عقوبة المكذِّبين بحسب سنة الله. فإن لم تحلَّ بك في حياتي عقوبة لا تكون بيد الإنسان، بل بيد الله تعالى مثل الطاعون، أو الكوليرا أو ما شابههما فلست من الله تعالى. (إعلان 15/4/1907)
أقول: حلّت الكوليرا بالميرزا، فثبت أنه ليس من الله.
6: يقول الميرزا:
"صفات الغضب تظهر في معظم الأحيان على جناح السرعة، أما صفات اللطف فببطء وتأخير... فيكفي الإنسان إسهال واحد من الهيضة لموته أو يرحل إلى عالَم البقاء بعد أن يلفظ قليلا من الماء متقيئا. والجسد الذي اكتمل ظاهريا وباطنيا في سنوات طويلة يخذله في لمح البصر. (مرآة كمالات الإسلام)
أقول: كأن الميرزا يصف غضب الله عليه حين أماته بنفس الطريقة التي يتحدث عنها.
وإذا شكّك أحدهم بموته بالكوليرا رغم أنّ كلام حميه قد نشرتْه الأحمديةُ نفسها، أتيناه بأقوال زوجة الميرزا عن أعراض الكوليرا، حيث تحدّثت عن إسهال شديد متواصل وعن تقيؤ. وأتيناهم بأدلة من مصادر موثقة عن انتشار الكوليرا في لاهور حين مات فيها الميرزا.
ومن مظاهر قطع وتينه أنه مات بعد أن تنبأ بأنّ عمره سيطول مقابل ثناء الله ومقابل عبد الحكيم، فعاش كلاهما طويلا، ومات الميرزا بالكوليرا سريعا.
................................................................................................
الدليل الثالث عشر: أنّ الله لم يجده نافعا فأماته سريعا
يقول الميرزا في عام 1902
فمن يجده اللهُ نافعا للناس يطيل عمره. (الملفوظات نقلا عن الحكم مجلد6، رقم 29، صفحة 6-12، عدد 17/8/1902م.)
فمات بعد أقل من ستّ سنوات.. أي أنّ الله لم يجده نافعا للناس فلم يُطِل عمره.. فكان موته دليلا على أنه لا خير فيه.
.......................................................................................................
الدليل الرابع عشر: : انعدام ثقته بوحيه أو بوعود الله
يقول الميرزا:
"لما نزلت الآية {واللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} (المائدة 67).. أي أن الله تعالى يحميك من الناس، فقد صَرَف حضرته صلى الله عليه وسلم [الحراسَ] جميعا، وقال: لم أعُد بحاجة لحمايتكم منذ اللحظة". (رسالة إلى مير عباس في 1883)
أما الميرزا فقد تلقّى الوحي التالي:
إني حافظك. (البراهين الرابع، عام 1883)
عنايةُ الله حافظُك. (رسالة في 12 يونيو 1883)
"إني أحافظ كلَّ مَن في الدار. (مواهب الرحمن، آخر عام 1902)
" إني أحافظ كل من في الدار... وأحافظك خاصة". (تذكرة الشهادتين، عام 1903)
ومع ذلك كله يقول الميرزا:
حين وقع الزلزال بتاريخ 4 أبريل 1905م، انتقلت مع الأهل والأولاد وعدد كبير من أفراد جماعتي إلى الحديقة حذرًا وحيطةً. (حقيقة الوحي)
كان عمر الميرزا حينها 64 سنة، وكان وحيه قد أخبره أنه سيعيش نحو 80 عاما.. فكان عليه أن يوقن أنه يستحيل أن يؤثر فيه زلزال ما دام قد بقي في عمره نحو 16 عاما!! لكنه على عكس الناس هرب من بيته إلى الحديقة ذعرًا نحو شهرين أو أكثر.
...................................................................................................
الدليل الخامس عشر: مِن ثمارهم تعرفونهم
الميرزا أنشأ جماعةً تعلن على الملأ الأكاذيب المذهلة في كلّ عام من دون أدنى حياء، حيث يتحدثون عن وجود نحو 15 ألف مسجد تحولت إلى الأحمدية من دون أن نعثر على مسجد واحد. بل في هذا العام (2019) أعلنوا عن تحول 216 مسجدا، ولم يستطع أي أحمدي من أي قارة أن يخبرنا بعنوان واحد منها، رغم أننا سألنا عددا منهم من إفريقيا وغيرها. ويعلنون عن بيعات بمئات الآلاف مما ليس له أيّ أثر. بل كانوا قد أعلنوا عن 81 مليون بيعة في سنة واحدة. فمثل هذا الكذب لا يُقدِم عليه إلا أتباع دجال.
................................................................................
الدليل السادس عشر: بتأثير أخلاقه فسَدَ مَن كان صالحا عند الانضمام إلى جماعته
أنشأ الميرزا جماعة تُجمع على الافتراء وسوء الخُلُق، فقد زعموا أنني أنزع النصوص من سياقها، وتحديتهم أن يأتوا بمثال ففروا مذعورين. ولم يناقشني أحمديّ إلا واتّهمني بهذه التهمة، وإلا تحدّيته بهذا التحدّي، وإلا فرّ مذعورا.
ثم إنّه صار معروفا عن جماعته في الحوار أنها شتّامة مشتّتة مشخصنة، وهذه ثماره.. ومن ثماره عرفناه.
والحقيقةُ أنّ عددا منهم كانوا محترمين عند انضمامهم إلى الأحمدية، وإنما فسادهم لا بدّ أن يكون بتأثير الميرزا وأخلاقه.
.........................................................................
الدليل السابع عشر: خيبةُ تفسيراته لعلامات الساعة وأهمها الدجال ويأجوج ومأجوج لأنها أساس دعواه
فقد قال في يأجوج ومأجوج أنهم "النصارى من الروس والأقوام البرطانية". (حمامة البشرى)
وهذا هراء محض، لأنّه يعني أنّ نصارى فرنسا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا والولايات المتحدة ليسوا يأجوجا ولا مأجوجا، ومثلهم نصارى اليونان وما حولها.
ويعني أنّ الملاحدة من بريطانيا وروسيا ليسوا يأجوجا ولا مأجوجا.
ثم إذا كان نصارى بريطانيا هم يأجوج، فملكتهم فيكتوريا هي رأس يأجوج، فما بال المرزا يخاطبها بقوله:
"لقد أرسلني الله تعالى بسبب نياتك الحسنة". (نجم القيصرة، ص 8)
فالمسيح يرسَل ليدعو على يأجوج ومأجوج حتى يُقضى عليهم، فما بال المرزا يدعو ليأجوج، ويرى أنّ الله أرسله بسبب نياته الحسنة؟
فتفسير المرزا موغل في البطلان. وبهذا بطلت دعواه من جذورها، ومن دون البحث في صدقه الشخصي.. فحتى لو كان صادقا ولم يكذب في حياته البتة، فدعواه باطلة.
وكان المرزا قبل ذلك قد قال عن يأجوج ومأجوج:
"هم قوم الروس وقوم البراطنة وإخوانهم". (التبليغ)
فهنا لم يحصرهم بالمسيحيين من الروس والبريطانيين، بل الروس جميعا، والبريطانيون جميعا، وإخوانهم، هم يأجوج. ولا نعرف من يقصد بإخوانهم!!
ثم تابع يقول:
"والدجال فيهم فَيجُ قسيسين ودعاةُ الإنجيل الذين يخلطون الباطل بالحق ويدجلون". (التبليغ)
وهذا يعني أن القسيسين ظلوا صادقين طوال حياتهم، ثم إنهم بدأوا الكذب وبدأوا بخلط الحق بالباطل في زمن المرزا فقط، فصاروا هم الدجال بفِعلتهم هذه.
وهذا محضُ هراء، فالقسيسون زمن المرزا لا يختلفون عن القسيسين الذين عاشوا قبله بقرن أو بعشرة قرون، فالعقيدة هي هي، والعبادات هي هي، وقوانين الإيمان هي هي، وإيمانهم أنّ أيّ رسالة سماوية بعد المسيح فهي مجرد كذب لم يتغيّر أيضا.
الدجال يخرج خروجا.. أما هؤلاء فموجودون فكيف خرجوا إلينا وهم بيننا منذ قرون ونراهم ونرى عقيدتهم وأخلاقهم؟! فبطُل تفسيره من الجذور. وبهذا بطلت دعواه.
أما التفسير الحقيقي لهذه العلامات، فالواجب تفويض أمرها إلى الله، وعدم الخوض فيها.. والمرزا نفسه امتدح مَن فعل ذلك مِن السابقين.
.........................................................................
الدليل الثامن عشر: "وشهد شاهد من أهله"، بل وشهد أهله جميعا
"وشهد شاهد من أهلها" هو تعبير تأكيدي وإثباتي في اللغة العربية مقتبس من القرآن الكريم، يُستعمل لإضفاء الشرعية والتأكيد على حقّ ما في صراع تتداخل فيه مصالح أطراف مختلفة. نظرا إلى أنّ كل طرف يدفع بمبرراته لكسب أكبر قدر مِن الشرعية، فإن استعمال شهاداتِ الدَّعم ممّن له صلة بالخصم يقوي نظريةَ أحدِ الأطراف المتخاصمة على حساب الطرف الآخر". (ويكيبيديا)
الخلاصة أنّ شهادة الأهل والأقارب ضدّ الشخص تُعدّ دليلا قاطعا يُحتجّ به. لماذا؟
لأنّ العائلة لا تُجمع على حكْم يُدين أحد أبنائها زورا، بل تسعى العائلات للدفاع عن أبنائها حتى لو كانوا أشرارا. أمّا أنْ يلفّقوا لابنهم تهمة كاذبة، فغير وارد. إجماعهم على أنه محترم لا يؤخذ به، لأنّ الناس ينحازون لابنهم، أما إجماعهم على أنه مكار فيؤخذ به، لأنّ الناس لا يُجمعون على الافتراء على ابنهم.
في قريتي مثلا لن تعثر على شخص يتهمه أقاربه بأنه مكار، بل ما من أحد إلا ويدافع أقاربه عنه، وقد يكون دفاعهم صحيحا، وقد يكون كاذبا، لكنّك لن تعثر على أقارب يشهدون بمكر ابنهم وهو غير مكار. هذا من المستحيلات.
أما الميرزا فقد كان معروفا بمكره عند عائلته وأقاربه، حتى النساء منهم، وذلك قبل دعواه بفترة، يقول الميرزا: "عائلتي وأقاربي رجالا ونساء يزعمون منذ فترة أني مكار ومزيف في إعلاناتي المبنية على الإلهامات (إعلان في 15/7/1888، الإعلانات، ج1). علما أنه لم يؤمن به من عائلته أحد. وكان له ابنان من صلبه، حيث لم يؤمنا به، ومات أحدهما في حياته. فإجماع أبنائه وزوجته وعائلته على رفض دعواه وعلى وصفه بالمكار يُعَدُّ دليلا قاطعا على كذبه، لأنه يستحيل أن تُجمع عائلة زورا وبهتانا على اتهام أحد أبنائها.
فهذا الدليل كافٍ للجزم بكذب المرزا من دون بحث في كذباته المئوية ولا أخلاقه الهابطة ولا نبوءاته العكسية.
...................................................................................
الدليل التاسع عشر: تحالف أقاربه جميعا مع الهندوس ضدّه مع أنه يعلن أنه يدافع عن الإسلام ويُبطل الهندوسية وغيرها
إذا ظهر شاعرٌ في قبيلة أقامت الدنيا ولم تُقعِدها احتفالاتٍ ومهرجانات. وإذا حاز عالم جائزة نوبل، فإنّ الدولة كلها تحتفل به، حتى لو كان فاجرا، وسيتغاضون عن سيئاته. وإذا ظهر عالم دين بارز يقدّم 300 دليل عقلي على صحة دينه، فإنّ أقاربه سيفخرون به أمام العالم، مهما كانوا بعيدين عن الدين، لأنّ عامة الناس ستمجّد هذا العالم، فتستفيد عائلته من هذا التمجيد، وسيقول كلّ منهم: إنّ العالم الفلاني ابن خالي. كما هو حال عدد مِن الإخوة المصريين في الأردن في ثمانينات القرن العشرين حين كان الواحد منهم يقول: أم كلثوم بنت خالتي!!
بعد أن كتب المرزا 300 دليل عقلي على صدق الإسلام، ونقَضَ الأديان عن آخرها، وجعلها كومة من القشّ، لم تفرح عائلته بذلك، ولم يرقص أقاربه لإنجازه، بل تحالفوا عن بكرة أبيهم مع الهندوس ضدّه، ووصفوه بالمكار، لا بالمهووس أو الموهوم!! فلماذا؟!
يقول تميم المأجور:
"لقد وقف أقارب المرزا ضده عندما تحدى الأديان الأخرى وأعلن صدق الإسلام، فاستهزأوا به وقالوا إنه لو كنت صادقا ولو كان الإسلام على حق، فأظهر لنا آية تكون فينا..." (مقاله في 28 ديسمبر2020)
فأقارب المرزا لم يكونوا يعادونه من قبل، لكنه عندما تحدى الأديان الأخرى وأعلن صدق الإسلام بدأوا يعادونه. أي منذ عام 1879.
أي أنهم كانوا مسلمين قبل ذلك.. ولكنهم لما رأوا المرزا يعلن صدق الإسلام ويتحدى الأديان، تحالفوا مع الهندوس ضده.
فلماذا؟ لماذا يتحالف مسلمون ضدّ مسلم؟ لماذا تتحالف العائلة ضد ابنها؟
لنفرض أنهم ملاحدة لا يؤمنون بالله ولا برسله، ففي هذه الحالة سيقولون له:
يا مرزا، إننا نُشفق على حالك، حيث تبذل قصارى جهدك في سبيل الدين، مع أنه باطل. أنت يا مرزا نشأتَ محترما صادقا، فلا داعي أن تضيع وقتك في نشر دين باطل!!
لكنهم لم يقولوا شيئا من ذلك، بل أجمعوا أنه مكار.
لم يُجمعوا أنه وحيه وحي هلوسة، أو أوهام.. كلا، بل أجمعوا أنه كذاب يفبرك الوحي ليقتات من ورائه.
هذا الإجماع يستحيل حدوثه إلا إذا كان المرزا كما وصفوه. فليُعرَض إجماعُهم على أيّ عاقل في العالم، وسيجزم به أنّ المرزا كان كما شهد أهله عليه.
هذا الدليل إلزامي، أي حسب زعم الأحمدية.. أما نحن فنصدّق زوجة المرزا التي قالت إنّ عائلة المرزا بدأت بمعاداته بعد أن أصرَّ على الزواج من محمدي بيغم رغم رفضه. وليس لذلك أدنى علاقة بالإسلام. (سيرة المهدي، رواية 37)، ليس لأنها صادقة، بل لأنه ليس هنالك أي مبرر لأن تكذب هذه الكذبة.
هاني طاهر 1 يناير 2021
...................................................................................
الدليل العشرون: ثبوت كذبه بلسانه وحسب معياره ومِن فمه يُدان
يقول:
ولكن الله تعالى أهلك عبد الله آتهم سريعا لكيلا يخدع القسسُ الناسَ البسطاء، ولئلا يتخِّذوا حياته دليلا على صدق دينهم. (التحفة الغزنوية)
قلتُ:
1: هل أهلك الله ثناء الله الأمرتسري –الذي دعا المرزا لموته بالكوليرا- سريعا حتى لا يخدع المشايخُ الناس البسطاء ويتخذوا من حياته دليلا على صدق مذهبهم وتكذيبهم المرزا؟
كلا، بل عاش 40 سنة بعد موت المرزا بالكوليرا مذؤوما مدحورا.
2: هل أهلك الله د. عبد الحكيم –الذي تنبأ المرزا بموته أولا- سريعا حتى لا يخدع المشايخُ الناس البسطاء ويتخذوا من حياته دليلا على صدق مذهبهم وتكذيبهم المرزا؟
كلا، بل عاش زمنا بعد المرزا.
3: هل أهلك الله عبد الحقّ الغزنوي –الذي باهل المرزا- سريعا حتى لا يخدع المشايخُ الناس البسطاء ويتخذوا من حياته دليلا على صدق مذهبهم وتكذيبهم المرزا؟
كلا، بل عاش زمنا بعد المرزا.
4: هل أهلك الله بيغوت دجال لندن –الذي تنبأ المرزا بموته في حياته- سريعا حتى لا يخدع القساوسة الناس البسطاء ويتخذوا من حياته دليلا على صدق دينهم؟
كلا، بل عاش 18 عاما بعد المرزا.
5: هل أهلك الله إلياس ستار –الذي باهله خليفتهم الرابع- سريعا حتى لا يخدع المشايخُ الناس البسطاء ويتخذوا من حياته دليلا على صدق مذهبهم وتكذيبهم المرزا؟
كلا، بل ما زال حيا، وما زال صديقا لنا على الفيسبوك.
6: هل أهلك الله أحدا ممن باهل الأحمديةَ خلال السنوات السابقة حين أقسموا أنّ نبوءة آتهم لم تتحقق؟
كلا، بل ما زالوا جميعا أحياء رغم انتهاء المدة التي حدّدها المرزا بسنة واحدة، وما زالوا يُثبتون كذب المرزا وخِزيه صباح مساء.
هاني طاهر 5 فبراير 2021
الدليل الحادي والعشرون: ثبوت كذبه في زعمه أنه الحكم العدل، فحتى جماعته لا تأخذ بأقواله
جماعته خالفته في معظم ما قال وأخذت بأقوال سيد أحمد خان. بل إنّ أتباعه ما زالوا يسألونني عن البديل منذ 4 سنوات ونصف، فلو كانت لديهم ثقة بما يقول ما سألوا عن بديل.
الدليل الثاني والعشرين من أدلة بطلان دعوى المرزا
جاء في مقدمة الناشر لكتاب ينبوع المعرفة:
وكان السبب وراء تأليفه أن حركة "آريا سماج" المعادية للإسلام عقدت جلسة دينية في لاهور في يناير عام 1907. ووجّه المشرفون عليها دعوة إلى المرزا وأتباعه بوجه خاص أن يشتركوا فيها وأن يقرأوا على الحضور مقالا يُثبت أفضلية الإسلام وصدقه. ووعد الآريون أنَّهُم لن يتصرفوا في هذا الاجتماع بما يجرح مشاعر أتباع أيّ دين بل سيبيّن فيه المحاضرون محاسن دينهم فقط بالأدب واللباقة. (مقدمة ينبوع المعرفة، ص 5)
قلتُ: يحتجّ الأحمديون كثيرا على صدق المرزا بالآية: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ} (الفرقان 31)، حيث يرَون المشايخَ قد جمعوا بين معادة المرزا والإجرام.
واستدلالُهم باطل، لأنّ الآية لا تقول: وسنجعل مِن كل مجرم عدوا للنبيّ، بل "لكلّ نبيّ عدوا من المجرمين".
أما الاستدلال الصحيح فهو أنه إذا عثرنا على مجرم ووجدناه صديقا لأتباع المرزا، جزمنا –بناء على تفسيرهم- ببطلان دعواه، لأنّ الواقع صار يقول: وكذلك جعلنا من أحد المجرمين صديقا للمرزا ووليّا. وهذا يعاكس الآية.
وقد وجدنا الآريين هنا يدعون المرزا لشرح ما يؤمن به، ولإقناعهم بعظمة نبوءة الزواج من محمدي بيغم، حيث سيوفرون له كل ما يطلبه من ماء وطعام وراحة في هذا الاجتماع. وهذا يتناقض كليا مع الإجرام.
الدليل الثالث والعشرون: سيرته في الدعوة وإظهار الآيات على العكس من سيرة الأنبياء
فالأنبياء لا يعرِضون المعجزات على الناس كما يعرض التاجر بضاعته، بل يقولون: {إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ} (الأنعام 109)، حتى لو أقسمَ الناس بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا. وحتى لو {قَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ} (العنكبوت 50-51)، لأنّ عليه أن يقول لهم: إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (العنكبوت 50-51)
بل يؤكدون أنّ الآيات ليست بمقدرتهم، فهم مجرد بشر.. {قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا} (الإسراء 93)
أما المرزا فقد ظلّ يعرِضُ على الناس معجزاته، جازما أنهم بمجرد البقاء عنده فترة ما سيرَونها حتما. ولشدّة إلحاحه ولكثرة أكاذيبه بهذا الخصوص اضطرُّ كبار الهندوس في قريته أن يكتبوا له الرسالة التالية:
السيد الميرزا غلام أحمد المحترم سلّمه
نقول بعد ما وجب، بكل أدب بأنك ما دمتَ بعثت بالرسائل إلى لندن وأميركا وفيها أنه لو كان أحد طالبا صادقا ومكث عندنا في قاديان إلى عام كامل لأراه الله تعالى حتما لإثبات حقية الإسلام آيات تفوق قدرة البشر. فنحن مواطنوك وجيرانك أحق بذلك من أهل لندن وأميركا. ونقول لك حلفا بالله بأننا طالبون صادقون وليس في قلوبنا شر أو عناد قط يكون في قلوب الأشرار بدافع الأنانية أو المغايرة الدينية. ولا نطلب منك كبعض المعارضين غير العادلين أننا لن نقبل الآيات إلا إذا سقطت النجوم والشمس والقمر على الأرض متمزقة إربا إربا، أو أن تكون هناك شمسان مكان شمس واحدة أو قمران بدلا من قمر واحد، أو أن تصبح الأرض كسفا وتلتصق بالسماء. لا شك أن هذه الأمور ناتجة عن العناد والتعنت ولا تهدف إلى البحث عن الحق. بل سنكتفي بآيات لا حاجة فيها لقلب الأرض والسماء رأسا على عقب ولا حاجة لنقض النواميس الطبيعية. ولكن يجب أن تكون الآيات حتما مما تفوق قدرة البشر ليُعلم أن ذلك الإله الحق والقدوس يجيب أدعيتك حبا لك ولطفا منه بسبب صدقك الديني، ويخبرك بإجابة أدعيتك قبل تحققها، أو يُطلعك على بعض أسراره الخفية على سبيل النبوءات، أو ينصرك ويؤيدك بأساليب خارقة كما ظل ينصر ويؤيد عباده الخواص من الأصفياء والمقربين والصالحين. فلتعلم أنه ليس في طلبنا هذا أيّ تعنت ولا عناد. وهناك أمر آخر جدير بالبيان في هذا المقام وهو أنك اشترطتَ أنه يجب على الذي يري الآية أن يُسلم، فنحن نقبل أن التمسك بالكذب بعد انكشاف الحق ليس من الدين في شيء وهذا لا يليق بشخص طيب النفس وسليم الطوية. ولكنك تعرف جيدا أيها الميرزا المحترم بأن نيل الهداية ليس بوسع أحد ما لم يحالفه التوفيق من الله. إن شرح الصدر للهداية في يد الله فقط. فأنّى لنا نحن المصفَّدين في مئات الأصفاد القومية والكرامة العائلية وشرفها أن نقول بأننا سنكسر تلك السلاسل بقوتنا الشخصية ونليِّن قلوبنا القاسية ونفتح على نفوسنا باب الهداية بأنفسنا وننجز بأنفسنا ما هو خاص بالله القادر على كل شيء؟ بل الحق أن هذا يتوقف على السعادة الأزلية. والذي قُدِّرت تلك السعادة في نصيبه فلا حاجة لوضع الشروط له أصلا، بل سيجذبه التوفيق على أقدام الشوق إلى ينبوع الهداية تلقائيا لدرجة لا تستطيع أنت أيضا أن تصده. لذا نرجوك أن ترفع عنا هذه الشروط. لو رأينا منك آية وحالفَنا توفيق من الله لقبول الهداية فنعدك ونقول حالفين بالله أننا سننشر على الأقل في بضع جرائد - كشهود عيان - الآيات التي نشاهدها بأم أعيننا، وسنظل ندين ونُفحم معارضيك، وسننشر حقيقة صدقك أيضا في قومنا قدر الإمكان. ومما لا شك فيه أننا سنحضر منـزلك إلى عام كامل عند الضرورة وسنوقّع على كل نبوءة بذكر التاريخ واليوم ولن ننقض العهد أو لن يصدر منا ما يتنافى مع العدل والإنصاف. ونكتب هذا الإقرار بصدق وحق مستشهدين إلـهَنا ومنه نطلب التوفيق لاستقرار حسن نيتنا. والسنة المحدَّدة لإراءة الآيات سوف تُحسَب من بداية أيلول 1885م وستنتهي بنهاية أيلول 1886م.
العباد المتواضعون (مع التواقيع). سنعمل بحسب ما كتبناه في هذه الرسالة.
لجهمن رام، البانديت بهارا مل، بشنداس بن رعدا التاجر، منشي تارا شند كهتري، البانديت نهال شند، سنت رام، فتح شند، البانديت هركرن، البانديت بيج ناتهـ شودهري من سوق قاديان، بشنداس بن هيرانند البراهمن.
فكتب الميرزا ردًّا على رسالة زعماء قاديان الهندوس قال فيها:
السادة الكرام، فلان وفلان.... وغيرهم من مقدّمي الطلب لرؤية الخوارق.
وصلتني رسالتكم الكريمة التي طلبتم فيها رؤية الآيات السماوية. ولأن الرسالة مبنية على العدل وتحرّي الحق تماما وكَتَبَتْها جماعةُ الباحثين عن الحق وهم عشرة كاملة، لذا أقبل مضمونها بالشكر والتقدير وأعاهدكم أنكم لو تمسكتم بالعهد الذي قطعتموه في رسالتكم لأُريتم حتمًا إلى عام، بتأييد الله القادر على كل شيء جلّ شأنه، آيةً تفوق قدرة البشر..... (المجلد الأول للإعلانات إعلان رقم 32)
وقد وقَّع على هذه الاتفاقية عدد من الهندوس وعدد من أتباع الميرزا.
ومضت السنة ولم يرَ أحدٌ شيئا، وخابت استعراضية الميرزا، كما ظلّت تخيب. ولكنّ الميرزا لا تؤثر فيه خيبة ولا ألف خيبة، وأنى للمحتال أن يتأثر؟
فهذه السيرة العكسية تدلّ بوضوح على أنّه ليس على خطى الصالحين، بل المحتالين.
هاني طاهر 2 سبتمبر 2021
.........................................................................................
الدليل الرابع والعشرون: جهلُ إلهه بالواقع المرتبط بدعواه ارتباطا قويا
إله المرزا لا يعلم الغيب ولا الحاضر
فقد ظلّ إله المرزا يوحي إليه نبوءات تتحقق عكسيا، لكنّ اللافت أنّه لم يكن جاهلا بالمستقبل فقط، بل بالحاضر، فقد ظلّ يوحي للمرزا أنّ البراكين والزلازل علامات على صدقه، حتى لو حدثت في أمريكا، ثم تبيّن أنه لم يعلم بأهمّ بركان حدث في زمن المرزا، وهو بركان بيلي الذي أدى انفجاره في 8 مايو 1902 إلى تدمير عاصمة جزيرة مارتينيك الفرنسية وعدد من القرى المحيطة، حيث أباد 29 ألفا من سكانها في دقائق.
فلو كان الله هو الذي يوحي إلى المرزا لعلِم بذلك، ولأخبر المرزا بذلك في وقت حدوثه، أو قبل حدوثه.. ولجَعَلَه معجزة عظيمة للمرزا، حيث يعلم بالحدث فوْرَ حدوثِه وقَبْل أنْ ينتشر بالجرائد. وليس أيّ حدث، بل الحدث الذي ظلّ المرزا يدندن حوله ويؤكد أنه دليل على صدقه.
هاني طاهر 18 سبتمبر 2021
...............................................................................................
الدليل الخامس والعشرون: القضايا التي استدلّ بها على صدقه وتبجّح بها كثيرا بَطُل تحقُّقُها فيه
ومثال ذلك استدلاله بحديث كرعة الذي حرّفه إلى كدعة ثم حرّف كدعة إلى قاديان.
يقول المرزا تحت عنوان: "تحقق نبوءة أخرى":
لمّا ورد في الحديث الصحيح أن المهدي سيكون عنده كتاب مطبوع يضم أسماء 313 صحابيا له، فلا بد من البيان أن هذه النبوءة تحققت اليوم؛ فالجليّ البيّن أنه حتى الآن لم يولد في الأمة رجلٌ ادّعى المهدوية وكان في عصره مطبعة ليكون معه كتابٌ يضم أسماء 313 صحابيا له. وواضح أنه لو كان الإنسان يقدر على ذلك لكان قد ظهر عددٌ ممّن ادّعى أن هذه النبوءة قد تحققت له. لكن الحقيقة أن النبوءات الإلهية التي تتضمن شروطا خارقة للعادة لا يقدر أي كاذب على استغلالها، ولا تهيأ له الأسباب التي توهب للصادق. (عاقبة آتهم)
وتابع المرزا قائلا:
.......... قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : يخرج المهدي مِن قرية يقال لها كدعه، ويصدّقه الله تعالى ويجمع أصحابه من أقصى البلاد على عدة أهل بدر بثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا ومعه صحيفة مختومة (أي مطبوعة) فيها عدد أصحابه بأسمائهم وبلادهم وخلالهم. (عاقبة آتهم)
ثم يقول:
والآن أكتب أسماء الـ 313 مرة أخرى إتماما للحجة، ليدرك كل منصف أن هذه النبوءة تحققت لي فقط، وبموجب مدلول الحديث من الضروري سلفا الإفصاحُ أن جميع هؤلاء الأصحاب يتمتعون بالصدق والنقاء، وبعضهم سبقوا البعض في الحب والانقطاع إلى الله والنشاط الديني.
ثبّت الله الجميع على دروب رضاه، وها هي أسماؤهم. (عاقبة آتهم)
ثم كتب المرزا أسماء 313.
وفيما يلي بعض هذه الأسماء مع أرقامها، وتعليقي في السطر التالي والذي يليه ملخّصا من كتاب "أصحاب صدق ووفا" على الموقع الأحمدي بالأردو:
38. المولوي مبارك علي صاحب؛ إمام سيالكوت
صار لاهوريا.. واللاهوري يكفّر الأحمدي القادياني، أو يكاد، وبينهما تباغض شديد.
قال عنه المرزا:
"ابن أستاذي. إن أباه السيد المولوي فضل أحمد صاحب كان رجلا صالحا ملتزما وعالما عاملا، وكنت أحبه كثيرا، لأنه بالإضافة إلى كونه أستاذا لي، كان رجلا من رجال الله، وطيب الباطن وذو قلب رحيب وتقيا وورعا جدا.... إن المولوي مبارك علي صاحب هو الخلف الرشيد للمرحوم ونجله الأكبر، ويشبه أباه صاحب كثيرا سيرة وصورة. وهو صديق مخلص ومتحمس جدا. ويتحمل كل نوع من الابتلاء في هذا السبيل. (إزالة الأوهام)
40. مرزا يعقوب بيك صاحب الكلانوري.
صار لاهوريا.
42. مرزا خدا بخش صاحب من جهنك.
صار لاهوريا.
64. خواجة كمال الدين صاحب مع أهل بيته.
صار زعيم اللاهوريين بعد محمد علي، أو الزعيم الفعلي. وصنّف الكتب ضد الأحمدية القاديانية التي صنّفت الكتب ردّا عليه.
72. الشيخ رحمة الله صاحب؛ التاجر من لاهور
صار لاهوريا.
83. ميان عبد الله خان صاحب؛ أخو نواب خان صاحب
صار لاهوريا. ولا أعرف إنْ كان أخوه نواب خان هو الذي -حين كان في الأربعين- عقد قرانه على مباركة بنت المرزا وهي في الحادية عشرة من عمرها! أم مجرد تشابه أسماء.
89. الحافظ فضل أحمد صاحب من لاهور
صار لاهوريا.
112. خليفة رجب دين صاحب؛ التاجر من لاهور
صار لاهوريا.
116. محمد إسماعيل غلام كبريا صاحب ابن المولوي محمد أحسن الأمروهي
صار لاهوريا.
117. أحمد حسن صاحب ابن المولوي محمد أحسن الأمروهي
صار لاهوريا.
150. المولوي محمد فضل صاحب، تشنجا من غوجرخان
ترك الأحمدية كليا، وأعلن عن ذلك في جريدة أخبار أهل الحديث في عام 1937.
159. الدكتور عبد الحكيم خان صاحب، بتياله
من أهمّ الرجال الذين كفروا بالمرزا في حياته، وقد تنبأ بموت المرزا في 14 شهرا، فتنبأ المرزا أنّ عمره سيطول، فمات بعد سبعة أشهر.
162. غلام محيي الدين خان صاحب ابن الدكتور بوري خان صاحب
صار لاهوريا.
218. عالم شاه صاحب من كهاريان/ محافظة غجرات
ترك الأحمدية كليا.
238. المنشي زين الدين محمد إبراهيم؛ المهندس من بومباي
صار لاهوريا.
يتابع المرزا قائلا:
انظروا الآن؛ إن إدراج أسماء هؤلاء الـ 313 مخلصا في هذا الكتاب تحقيقٌ لنفس النبوءة الواردة في أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . والملاحظ أن كلمة "كدعه" الواردة في النبوءة تنبئ بصراحة عن اسم قاديان. فمضمون الحديث ينحصر في أن المهدي الموعود سيولد في قاديان، وسيكون عنده كتابٌ مطبوع يضم أسماء 313 صاحبا له. (عاقبة آتهم)
فهؤلاء الـ 15 الذين يمثّلون 5% من الـ 313 ليسوا وحدهم مَن كفر بالمرزا، أو كفر بنبوّته أو بخلافته، بل لا بدّ أن يكون كثيرون غيرهم ممن لم يجرؤ على الإعلان، كما نشاهد الآن عشرات الأحمديين الذين لا يجدون الشجاعة على مثل هذا الإعلان. ولو فرضنا جدلا أنّ هؤلاء وحدهم مَن كفر بالمرزا، أو كفر بنبوّته، فهذه النسبة كافية في إبطال استدلاله بهذا الحديث الضعيف أو الموضوع إبطالا عمليا.
هاني طاهر 11 أكتوبر 2021
...............................................................................................
الدليل السادس والعشرون: جهله وجهل إلهه بأهمّ علامة فلكية حدثت على الإطلاق خلال مئات السنين
لقد ثرثر المرزا كثيرا بخصوص الخسوف والكسوف الذي حدث في رمضان في زمنه، مع أنه يحدث كثيرا، وثرثر كثيرا بخصوص المذنّب الذي طلع في زمنه مرتين أو ثلاث مرات، وتحدّث عن سقوط النجوم، ويقصد بها الشُّهب، لكنه لم ينبس ببنت شفة عن أهمّ حدث كوني حدث عندما كان في الثامنة عشرة من عمره، وهو حدث كارينغتون الذي قد لا يتكرر مرتين كل ألف سنة.
"ففي الأول من سبتمبر/أيلول 1859، كان كارينغتون الإنجليزي يحدّق في الشمس بتلسكوب مزوّد بمرشحات واقية داكنة. وفجأة، رأى وميضا من الضوء الأبيض من بقعة شمسية.
وفي غضون يوم واحد، بدأت تحدث أشياء غريبة في جميع أنحاء العالم. أضاءت سماء الليل فجأة بألوان زاهية وظهرت أضواء راقصة في نصف الكرة الشمالي حتى الجنوب مثل بنما في أميركا الوسطى.
كانت الأضواء مشرقة جدا لدرجة أن الناس كانوا قادرين على قراءة الصحف على ضوء الشفق وحده، وفقا لما ذكرته الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، وقد جُمِعت ونُشِرت عدد من تقارير شهود العيان في دراسة قادها جيمس غرين كبير علماء "ناسا" (NASA) في عام 2006، بعنوان تقارير شاهد عيان عن العاصفة الشفقية العظيمة لعام 1859.
ووفقا لتقرير أميركي لصحيفة "" (RockyMountain Gold Reporter) في الثالث من سبتمبر/أيلول من ذلك العام، بدأ الضوء في حوالي الساعة 11 مساء.
وتابع شاهد العيان "حوالي الساعة الـ11 والنصف بدأ الليل يأخذ مظهر بداية الفجر، وفي غضون ساعة كان نور النهار تقريبا، وأصبحت النجوم، التي كانت قبل ذلك ساطعة، غير مرئية".
"وفي الساعة الواحدة بدأ الضوء يتلاشى، وفي غضون ساعة اتخذت السماوات مظهرها المعتاد وتألقت النجوم أكثر من أي وقت مضى".
ويقول نص من صحيفة "" (Washington Daily National Intelligencer) في اليوم نفسه "لا شك في أنه كان من الممكن قراءة الطباعة الكبيرة بسهولة، لأننا نستطيع أن نشهد أن ساعات اليد كانت مقروءة بسهولة". (موقع الجزيرة، https://tinyurl.com/rnycpk7u)
وهذا نصّ آخر عن الخبر:
"صبيحة أول أيام أيلول/سبتمبر 1859، اتجه الفلكي الإنجليزي، ريتشارد كارينغتون، نحو مرصده الخاص الموجود على مقربة من العاصمة لندن لمتابعة الأحداث الكونية والفلكية، اعتماداً على التليسكوب.
وعقب فتحه قبة المرصد لمشاهدة السماء الزرقاء الصافية، وجّه كارينغتون التليسكوب نحو الشمس قبل أن يبدأ برسم مخطط تقريبي لعدد من البقع السوداء المتناثرة على سطحها.
ولاحظ الفلكي وجود بقعتين متوهجتين بشكل واضح على سطح الشمس، برزت منهما كرات نارية هائلة أثارت الرعب في قلب كارينغتون. وفي الساعات التالية، امتد تأثير هذه الأحداث على سطح الشمس ليصل إلى الأرض متسبباً في نتائج كارثية.
وذهل كثيرون على وقع الأحداث التي مر بها العالم، بالتزامن مع حلول الثاني من أيلول/سبتمبر 1859، حيث عجز الجميع عن تفسير ما حصل.
وبفضل ملاحظاته خلال اليوم السابق، تمكن الفلكي الإنجليزي من فهم هذه الحادثة، التي عرفت لاحقاً بحادثة كارينغتون. وبناءً على تقديرات العلماء المعاصرين، أدى توهج شمسي في الواحد من أيلول/سبتمبر 1859 قدرت طاقته بما يعادل طاقة 10 مليارات قنبلة ذرية إلى إرسال غاز مكهرب وجسيمات دون ذرية نحو الغلاف الجوي للأرض، متسبباً بعاصفة جيومغناطيسية اعتبرت الأعنف في تاريخ البشرية.
وما بين يومي الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من آب/أغسطس 1859، شهدت الأرض عاصفة شمسية خفيفة عقب ظهور عدد من البقع على سطح الشمس. وقد تسببت هذه الظاهرة بتعطيل أجزاء من خطوط التلغراف، الذي اعتبر حينها أبرز وسيلة اتصال حديثة، كما سجلت مناطق عديدة من شمال الكرة الأرضية ظهور ما يعرف بالشفق القطبي.
وفي الثاني من أيلول/سبتمبر 1859، كانت الفوضى المغناطيسية التي سببتها العاصفة الشمسية الثانية، أكبر حدة، حيث تعطلت جميع أجهزة التلغراف بكل من شمال القارة الأميركية وأوروبا لساعات عديدة. إلى ذلك، انتشرت الحرائق بمناطق عديدة من الولايات المتحدة عقب انفجار آلات التلغراف بسبب التقلبات المغناطيسية، فاتجه أغلب العاملين على هذه الآلات إلى فصل البطاريات لتجنب الكارثة.
وأعاق تعطيل أجهزة التلغراف لساعات طويلة عمل العديد من البورصات التي اعتمدت على هذه التكنولوجيا لنقل المعلومات.
من جانبها، نقلت الصحف العالمية في اليوم التالي مقالات حول ظاهرة فريدة من نوعها. فأثناء العاصفة الشمسية الثانية التي حلت بالأرض، تلونت سماء العديد من المناطق بمختلف الألوان بسبب ظاهرة الشفق القطبي.
وفي الولايات المتحدة والكاريبي، تحول الليل إلى نهار، حيث تغير لون السماء إلى الأحمر، مضيئاً بذلك المنطقة بأسرها. وبحسب ما نقلته الصحف الأميركية، استيقظ أهالي كارولينا الجنوبية مبكراً ليذهبوا إلى أعمالهم إيماناً منهم بقدوم الصباح، وبدأت العصافير بالتحليق والزقزقة في حدود الساعة الواحدة صباحاً. كما أثارت ظاهرة السماء المضيئة خلال ساعات الليل الرعب في نفوس الكثيرين، حيث آمنت نسبة هامة من الأميركيين باقتراب نهاية العالم بناءً على نصوص دينية، لتعيش المدن الأميركية على وقع حالة هستيرية انتهت خلال ساعات الصباح.
ومن خلال العاصفة الشمسية مطلع أيلول/سبتمبر 1859، تمكن كارينغتون من إثبات وجود التوهج الشمسي، الذي يعد أحد أبرز مكونات الطقس الفضائي.
وبناءً على عدد من التقارير المعاصرة، من المحتمل أن تعيش الأرض على وقع كارثة تكنولوجية حقيقية، في حال تكررت ظاهرة العاصفة الشمسية لسنة 1859، حيث سيتسبب ذلك في تعطيل جميع الأقمار الصناعية وخطوط الهاتف والإنترنت. (https://tinyurl.com/9pammnpa)
وهذا رابط بالإنجليزية:
https://en.wikipedia.org/wiki/Carrington_Event
هاني طاهر 18 أكتوبر 2021