دحض وتفنيد أدلة صدق القادياني: [باطلها السابع والعشرون: توسمُ أهلِ الله الخيرَ والصلاحَ]

دحض وتفنيد أدلة صدق القادياني: [باطلها السابع والعشرون: توسمُ أهلِ الله الخيرَ والصلاحَ]

باطلها السابع والعشرون: توسمُ أهلِ الله الخيرَ والصلاحَ فيه عليه السلام قبل بعثته.

أبوعبيدة العجاوي

قالت القاديانية: يتضح من آيات عديدة في القرآن الكريم أن كل مَن يُبعث مِن الله تعالى في أي عصر يكون محطّ الأنظار دائمًا حتى قبل دعواه، ويعترف الجميع أنه الوحيد الذي يمكن أن ينقذ القوم. فقد قال قوم صالح عليه السلام على سبيل المثال (يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا)... وهناك أمثلة عديدة لأولياء معروفين –مثل عبد الله الغزنوي و الصوفي أحمد جان اللدهيانوي والحكيم نور الدين البهيروي- الذين عقدوا آمالا على مرزا غلام أحمد قبل بعثته عليه السلام وتوسموا فيه خيرا ورأوا أن له شأنا وأنه مرجو القوم.

دحض وتفنيد:

بعد لا حول ولا قوة إلا بالله… نقول: 

هل هناك عاقل يستدل بهكذا دليل؟! وعلى نبوة بعد محمد عليه الصلاة والسلام! وعلى من على الغلام القادياني! ولو قبل هذا التوسم من الناس في فلان أنه من أهل الخير والصلاح أو أن له شأن فهو شيء يصيب ويخيب! والغلام القادياني فاقد للخير والصلاح وفاقد للشأن الممدوح عند المسلمين! 

والعياذ بالله كم توسم الناس في فلان خيرا وخاب ظنهم!

وإن كان شيخ توسم في الغلام خيرا فقد خاب ظنه كما حصل مع البتالوي! ثم أصبح شديد الإنكار عليه والطعن على ما يصدر من الغلام!

يزعمون إنقاذ الناس! وقد كان أهل الهند يعانون من الإستعمار البريطاني فلم ينقذهم منه؟! بل دعاهم للخضوع لظلمه وجوره واستغلاله!

هل ملئ الدنيا قسطا وعدلا كما أخبر الحديث عن المهدي؟!

هل حل مشاكل المسلمين في العالم؟!

ثم توسم الخير بإنسان لا يثبت تجديدا ولا نبوة ولا مسيحية ولا مهدوية! 

ولقد ثبت العكس.

ثم القادياني لم يكن محط أنظار الناس وغير معروف لديهم، وهو نفسه يعترف أنه كان في زاوية الخمول.

فبعد أن ذكر عمالة والده وأخيه للإنجليز، وموالتهم وقتالهم معهم، وخيانتهم للإسلام والمسلمين قال: "أما أنا فكنت في زاوية الخمول بعد وفاة والدي وأخي". (البراءة ٦)

أما الآية الكريمة فلا تدل على مراد القاديانية، بل الأمر معكوس:

«(قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَٰذَا ۖ أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ)» (هود ٦٢)

قال أبو جعفر الطبري:

"﴿يا صالح قد كنت فينا مرجوًّا﴾ ، أي كنا نرجُو أن تكون فينا سيدًا قبل هذا القول الذي قلته لنا".

وقال ابن كثير:

"﴿قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا﴾ أَيْ: كُنَّا نَرْجُوكَ فِي عَقْلِكَ قَبْلَ أَنْ تَقُولَ مَا قُلْتَ!".

أما عبد الله الغزنوي فقد مات قبل ظهور أمر الغلام القادياني والأمر عبارة عن منام اخترعه القادياني ولفقه على الرجل:

كان هناك أحد أولياء الله... اسمه الكريم هو عبد الله الغزنوي، فرأيت هذا الوليّ الصفيّ بعد وفاته في الرؤيا ذات مرة واقفًا في شموخ وقوة على صورة الجنود متسلّحًا كالبواسل الأبطال فسردتُ له بعض إلهاماتي وقلت: لقد رأيت رؤيا فأرجو أن تفسرها لي. رأيت أن في يدي سيفًا قبضَتُه في يدي ونصله في السماء، وأضرب به يمينا ويسارا. فحين أضرب به يمينا يقتل ألوف من المعارضين، وحين أضرب به يسارا يقتل كذلك ألوف من المعارضين. فسرّ المرحوم عبد الله رضي الله عنه بسماع رؤياي كثيرا، وعلت وجهه أمارات البشاشة والانبساط وانشراح الصدر، وقال: تفسيرها أن الله تعالى سيوفقك لإنجاز أعمال عظيمة. وأما ما رأيت من أنك تضرب بالسيف يمينا ويُقتل المعارضون، فالمراد من ذلك إتمام الحجة الذي سيتم روحانيا بالبركات والأنوار. وأما ما رأيت من قتل آلاف الأعداء بضرب السيف يسارا، فالمراد منه أن الله تعالى سيفحم الخصم ويسكته بواسطتك، ويتم حجته على الدنيا من كِلتا الناحيتينِ. ثم قال: حين كنت في الدنيا كنت أتوقع أن الله سيبعث مثل هذا الشخص يقينًا. ثم أخذني المرحوم عبد الله إلى دار واسعة فيه جماعة من الصادقين الكمّل، وكان الجميع مدجّجين بالأسلحة كالجنود، وكانوا على أتم الاستعداد والنشاط كأنهم ينتظرون لأداء مهمّة حربية أمرًا وشيك الإصدار... 

هذه الرؤيا الصالحة، وهي نوع من الكشف في الحقيقة، تدل على سبيل الاستعارة على ما ذكرته آنفًا من علامات المسيح، أي أن قَتْلَ المسيحِ الخنـزيرَ وقَتْلَه الكفّارَ بوجه عام يعني أنه سيتم عليهم حجة الله، ويقتلهم بسيف البيّنات، والله أعلم بالصواب. (إزالة الأوهام، الخزائن الروحانية، مجلد 3، ص 143-147، الحاشية) (التذكرة ٣٥)

أما نور الدين البهيروي فلم يكن من أهل الخير والصلاح وكان في جماعة الدهريين الملحدين ثم انضم للغلام القادياني، ويعتقد أنه أحد المشرفين على دعوة القادياني بل الرقم الأول في الإشراف وكان يسوق الغلام القادياني لما يريد وهو من يؤلف الكتب المنسوبة إليه مع آخرين، ثم بعد هلاك الغلام صار الخليفة الأول للجماعة.

✵✵✵✵✵✵