دحض وتفنيد أدلة صدق القادياني: [باطلها الرابع: ثقته المطلقة بصدق الوحي النازل عليه]

دحض وتفنيد أدلة صدق القادياني: [باطلها الرابع: ثقته المطلقة بصدق الوحي النازل عليه]

باطلها الرابع: ثقته المطلقة بصدق الوحي النازل عليه.

أبوعبيدة العجاوي

قالت القاديانية: وقد تجلّى ذلك في قوله عليه السلام بقضايا كبيرة خالف فيها ما كان عليه شبه إجماع، مثل انقطاع الوحي، وحياة المسيح في السماء، والمهدي الدموي، والدجال الرجل. كما أنه عليه السلام تنبأ بنبوءات قصيرة الأجل جدا. وغير ذلك.

دحض وتفنيد:

نقول في مختلف القضايا:

القضية الأولى: بل المخالفة دليل كذب ودجل، من أدلة كذبه مخالفته للكتاب والسنة وللمسلمين، وما هي إلا أباطيل وضلالات وبدع، حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم: 

«فإنَّ خَيْرَ الحَديثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرُ الهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بدْعَةٍ ضَلَالَةٌ». (صحيح مسلم)

«مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ  رَدٌّ» (صحيح البخاري)

«يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، يَأْتُونَكُمْ مِنَ الْأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ، لَا يُضِلُّونَكُمْ وَلَا يَفْتِنُونَكُمْ». (صحيح مسلم)

القضية الثانية: أما وحي نبي القاديانية فهو كوحي مسيلمة الكذاب، بل أسوء وأكثر كذبا:

قال الباقلاني رحمه الله في (إعجاز القرآن) : "فأما كلام " مسيلمة " الكذاب، وما زعم أنه قرآن، فهو أخس من أن نشتغل به، وأسخف من أن نفكر فيه. وإنما نقلنا منه طرفاً ليتعجب القارئ، وليتبصر الناظر، فإنه على سخافته قد أضل، وعلى ركاكته قد أزل، وميدان الجهل واسع! ومن نظر فيما نقلناه عنه، وفهم موضع جهله، كان جديراً أن يحمد الله على ما رزقه من فهم، وآتاه من علم".

ثم ذكر رحمه الله مزاعم مسيلمة الكذاب :

فما كان يزعم أنه نزل عليه من السماء: " والليل الأضخم، والذئب الأدلم، والجذع الأزلم، ما انتهكت أسيد من محرم "! وذلك قد ذكر في خلاف وقع بين قوم أتوه من أصحابه!

وقال أيضاً: " والليل الدامس، والذئب الهامس، ما قطعت أسيد من رطب ولا يابس "!

وكان يقول: " والشاء وألوانها، وأعجبها السود، وألبانها، والشاة السوداء، واللبن الأبيض، إنه لعجب محض، وقد حرم المذق، فما لكم لا تجتمعون "!

وكان يقول: " ضفدع بنت ضفدعين، نقي ما تنقين، أعلاك في الماء وأسفلك في الطين، لا الشارب تمنعين، ولا الماء تكدرين، لنا نصف الارض ولقريش نصفها، ولكن قريش قوم يعتدون "!

وكان يقول: " و المبديات زرعاً، والحاصدات حصداً، والذاريات قمحاً، والطاحنات طحناً، والخابزات خبزاً، والثاردات ثرداً، واللاقمات لقماً، إهالة وسمناً، لقد فضلتم على أهل الوبر، وما سبقكم أهل المدر، ريفكم فامنعوه، والمعتر فآووه، والباغي فناوئوه"!

وقالت سجاج بنت الحارث بن عقبان - وكانت تتنبأ، فاجتمع مسيلمة معها - فقالت له: ما أوحي إليك؟ فقال: " ألم تر كيف فعل ربك بالحبلى، أخرج منها نسمة تسعى ، ما بين صفاق وحشا "! وقالت: فما بعد ذلك؟ قال: أوحي إلي: " إن الله خلق النساء أفواجاً، وجعل الرجال لهن أزواجاً، فنولج فيهن قعساً إيلاجاً، ثم نخرجها إذا شئنا إخراجاً، فينتجن لنا سخالاً نتاجاً "! فقالت: أشهد أنك نبى ! ! ولم ننقل كل ما ذكر من سخفه، كراهية التثقيل.

وقال رحمه الله: " ومن كان له عقل لم يشتبه عليه سخف هذا الكلام". انتهى.

قلت: كان الناس يتندرون بمزاعم مسيلمة الكذاب ووحيه، فكيف لو قرأ الباقلاني والسابقون وحي الغلام القادياني وما نزل عليه:

صلاة العرش إلى الفرش (التذكرة ٥٩٠)

ها قد سرحت خراف حضرتك العلية  (أيضا ٦١٤)

يريدون أن يروا طمثك (أيضا ٤٠٥)

فأجاءه المخاض إلى جذع النخلة (أيضا ٧٠)

أنا النعناع في خدمتكم (أيضا ٥٥٧)

الفارق و ما أدراك ما الفارق (أيضا ٥٥٢)

يا قمر، يا شمس، أنت مني وأنا منك (أيضا ٦٣٧)

زيدته الروائح (أيضا ٢٦٥)

يا مسيح الخلق عدوانا (أيضا ٤٣٤)

أنت مني بمنزلة سمعي (أيضا ٨٠٦)

عاد الربيع، وجاءت أيام الثلج وكثرة المطر (أيضا ٦٦٩)

بشير الدولة عالم كباب (أيضا ٦٨٠)

غزلان الموت (أيضا ٦١٤)

قرت قرت قرت (أيضا ٨١٥)

هو شعنا، نعسا (أيضا ٩٦)

دعني أقتل من آذاك (أيضا ٧٤٠)

كل العقل في لبس النظيف وأكل اللطيف (أيضا ٨٤٤)

نعيت من سابع مارج إلى آخره (أيضا ٧٥٠)

"غَاسق الله " يعني أنه قمر سيخسف (أيضا ٤٧٠)

کشاب مسلوخة عند وعظ معطل ( أيضا ٨٤٨)

عادت السماء بحجم الكف (أيضا ٨٠٧)

إن العذاب مربع ومدور (أيضا ٧٤٠)

قلت بعد أعوذ بالله : إن أمثال هذه الافتراءات على الله جل جلاله لا تمر على الأطفال، ومع ذلك مرت على بعض جهال القاديانية، والقاديانية في كثير من هذا الهراء تفسره تفسيرات باطنية لا تقل هراء، وما نقلناه مجرد أمثلة ونماذج، فالحمد لله رب العالمين على نعمة العقل والدين والصحة.

وكيف لو قرأ الباقلاني والسابقون وحي القادياني المسروق:

عفت الديار محلها ومقامها (أيضا ٥٤٣)

إن المنايا لا تطيش سهامها (أيضا ٨٥٨)

وهو شعر لبيد بن ربيعة.

كذلك: طلع البدر علينا من ثنية الوداع (أيضا ٦١٢)

وهذا الوحي المسروق من معاجم اللغة العربية: غثم غثم غثم له: دفع إليه من ماله دفعة (أيضا ٣٢٤)

وهذا الوحي المقتبس عن أهل الكتاب: إيلي إيلي لما سبقتاني (أيضا ٦٤٩)

قلت: يبدو أن القادياني وبعض اتباعه كانوا يفتشون في معاجم اللغة العربية، وكتب الأدب والشعر والكتاب المقدس وغير ذلك… و يخربشون وحيا، أو هي اقتباسات منهم على عجالة، والشيطان يدلي بدلوه، أما الوحي المقتبس من "مقامات الحريري" فهو من عجائب الوحي القادياني، بل يكاد القادياني يحول "مقامات الحريري" إلى كتاب وحي مقدس من كثرة الاقتباسات منه، نعوذ بالله من الافتراء على الله.

وإليكم أيضا بعض النماذج على وحي الغلام القادياني:

<١> لا يعرف ما يوحى إليه:

"تحفة الملوك".

لم ينكشف علي معناه بعد، غير أن له علاقة ما بالملوك. (أيضا ٧٤٥)

"موت، تيراں ماہ حال کو" (أردية)

أي: الموت في الثالث عشر من هذا الشهر.

المراد من الثالث عشر من هذا الشهر هو ١٣ من شعبان على الأغلب. والله أعلم. لا أدري ما إذا كان المراد هو ١٣ من شهر شعبان الجاري أم ١٣ من شعبان آخر. ولا أعلم جزمًا من يخص هذا الإلهامُ، لذا فإني حزين. (أيضا ٧١٩)

لم ينكشف عليّ معنى: "ربُّنا عاجٍ" (أيضا ٩٦)

العيد ليس غدا، بل بعد الغد.

لا أعلم ما المراد من الغد أو بعد الغد. (أيضا ٢٠٤)

<٢> الوحي السريع:

"أُوحيتْ إليّ في هذا الأسبوع كلماتٌ باللغة الإنجليزية وغيرِها ... وهي:

"پريشن، عمر، براطوس أو پلاطوس."

لعلّها "براطوس أو پلاطوس"، إذ لم تتّضح لي لسرعة الوحي". (أيضا ١١٢)

"الجملة الأخيرة من هذا الوحي، أعني: "إيلي آوس" ، ظلت غير واضحة لي لسرعة نزول الوحي، ولم ينكشف علي معناها". (أيضا ٨٧)

"ثم أوحيت إلي جملتان بالإنجليزية، ولا أعلم مدى صحة كلماتها لسرعة الوحي وهما: 

(I love you .I shall give you a large party of islam )". (أيضا ٩٧)

قلنا سبحان الله: والعلم عند الله هي سرعة شيطان، ثم أنظر كيف سبب له الوحي السريع من إنعدام: 

*وضوح.

*وضبط للنطق.

*علم بالصحة.

*معرفة للمعنى.

<٣> نسيان الوحي:

"تلقيت إلهاما ولكني لا أحفظ منه إلا جزءه الأخير ونسيت كلماته الأخرى. والكلمات التي حفظتها هي: فيه خير وبركة". (أيضا ٤٨٩)

"تلقيت هذه الكلمات وحيًا ... ولكني لا أعلم إلى مَن تشير:

"بلانازل يا حادث يا - - -" (أردية)

أي: بلاء نازل أو حادث أو ...

لا أتذكر ماذا كان بعد لفظ أو". (أيضا ٤٩٣)

" الذين اعتدوا منكم في السبت"

هذه إشارة إلى القوم المعارضين. كانت هناك جملة أخرى معها، ولكني نسيتها". (أيضا ٧٦٢)

نقول والعياذ بالله العفو المعافي: هذا على فرض أن الغلام القادياني يستطيع حفظ شيء، فقد كان ضعيف الدماغ والذاكرة! وإنما ننقل من كتب القوم.

<٤> الوحي المتناقض:

فتلقيت الوحي التالي: "إن المنايا لا تطيش سهامها".

…قلت: رب إنك على كل شيء قدير. 

فتلقيت الوحي التالي: إن المنايا قد تطيش سهامها". (أيضا ٧٢٣)

وهكذا ضرب الغلام القادياني شعر لبيد بن ربيعة في الخلاط، مع قليل من التناقض، وشيء من البداء، ورشة أفيون على البطاطس والبصل والباذنجان، فكانت الهلوسات، وما هو إلا وحي شيطان، نعوذ بالله من أن ينسب هذا لله عز شأنه.

نزل على الغلام القادياني الوحي التالي: في ١٨٨٣م:

"شَاتَانِ تُذْبَحَانِ وَكُلُّ مَنْ عَلَيهَا فَانٍ".

" شاتان تذبحان وكل من عليها فان. أي كل نفس عرضة للقضاء والقدر، ولا مناص لأحد من الموت. سيغادر أحد هذه الدنيا بضعة أيام قبل غيره وسيلحق به الآخر بعد ذلك". (البراهين الأحمدية الأجزاء الأربعة ٥٨٤)

ثم صار المقصود موت أحمد بك وصهره كما قال في ١٨٩٦م:

"شاتان تذبحان. فإحداهما ميرزا أحمد بيك الهوشياربوري، أما المراد من الشاة الثانية فصهره". (عاقبة آتهم ٢٤١)

بعد أكثر عشرين عاما صار معنى:  "شَاتَانِ تُذْبَحَانِ وَكُلُّ مَنْ عَلَيهَا فَانٍ" تتعلق بمقتل المتهمين بالعمالة للإنجليز في أفغانستان عبد اللطيف وميان عبد الرحمن:

"وهذه النبوءة تتعلق بعبد اللطيف وتلميذه عبد الرحمن التي تحققت بعد ٢٣ عاما بالضبط من تدوينها في كتابي البراهين الأحمدية". (تذكرة الشهادتين ١٠٩)

هل هذا هو الوحي الذي تريد القاديانية من المسلمين اعتقاد صدقه !

هل هذا هو الوحي الذي يستدلون "بالكتاب والسنة" على أنه حق !

نعوذ بالله رب العالمين.

هذه نماذج من عجائب وحي الغلام القادياني وإلا الأمثلة كثيرة، والعجيب أن القوم جمعوا كل هذه العجائب في كتاب أطلقوا عليه (التذكرة) على أساس أنه وحي مقدس، ولو كانوا يعقلون طمسوا كل هذا الهراء الذي يستحى منه، نسأل الله دوام العقل والصحة والعافية والنعمة، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.

التعليق على كل ما سبق:

١. لقد قرأنا ما نقلنا من وحي سبق للغلام القادياني، والذي يخلو من أي فائدة، بخلاف وحي الله الحق من كتاب وسنة ولا نستطيع الإحاطة به من كثرة ما يتضمنه من علم وفوائد.

٢. لقد جاء وحي الله الحق ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم وقدم للعرب في الجاهلية ما عجزوا أمامه من بلاغة وإعجاز وعلوم وغيبيات …، وقدم لأهل الكتاب ما فقدوا وشيئا حقا مختلفا فدخلوا في دين الله أفواجا، وقدم للبشرية من عرب وعجم إلى يومنا هذا ما يجعل حياتهم نورا وهداية يحمدون الله على ما علمهم وأنعم عليهم فلله الحمد والشكر، فماذا قدم وحي القادياني والقاديانية للبشرية ؟!

٣. يلاحظ على وحي القادياني المفترى تعلقه بشخصه وزمانه، بخلاف وحي محمد صلى الله عليه وسلم والذي إن تعلق بشخصه أشياء كثيرة، وهو المصطفى والقدوة والأسوة عليه الصلاة والسلام، إلا أننا نجده يعلمنا أمورا متعلقة بنا كأفراد وبشر والأمثلة على هذا كثيرة ومعلومة: التوحيد، الأحكام الشرعية، وقصص الأنبياء والأمم الماضية، وما بعد الموت… إلخ.

٤. يلاحظ على وحي الغلام القادياني الذي يفتري على الإسلام أنه "نبي محمدي" -ومعاذ الله أن يكون ذلك- أنه وحي يختلف عن وحي محمد صلى الله عليه وسلم من كتاب وسنة.

ونقول: يحاول القاديانيون إخافة بعض الناس بوحي مفترى للغلام القادياني: " إني مهين من أراد إهانتك". حتى يكفوا عن الحديث عن القادياني وما أتى به… :

-نقول إن القادياني هو يهين نفسه بنفسه، وهذا يعلمه من قرأ سيرته وكتبه وما نقل عنه.

-بل والعلم عند الله أن الغلام القادياني أهان نفسه أكثر من فرعون وأبي لهب وأبي جهل، مع العلم أن من سبق ذكرهم لم يدعوا الوحي والنبوة، وأهانه الله من خلال أقواله و سيرته وكتبه، وقدره وقهره ومشيئته.

-وإن خليفة القاديانية ومشايخها يترفعون عن الوقوع فيما وقع به الغلام القادياني من إهانة للنفس.

نعوذ بالله رب العالمين من الخزي والخذلان وسوء المصير.

مع أنني أرى -والله أعلم- أن الغلام القادياني مجرد جاهل دجال سفيه أبله ادعى النبوة والوحي، وكان مجرد واجهة - كنبي مزعوم -، ثم قام أتباعه بكتابة ونسبة كثير من الكتب والأقوال له، يؤيد هذا الرأي كثرة التناقضات والاختلافات، والأقوال التي يكذب بعضها بعضا و يفسد بعضها بعضا، والجهل والأخطاء، والأمور المحيرة العجيبة . 

عقيدة القاديانية في الوحي الإلهي: لا تعتقد القاديانية بالوحي فقط لنبيها غلام أحمد القادياني، بل تزعم أن باب الوحي مفتوح إلى يومنا هذا لغير الأنبياء عليهم السلام، وخلفاء القادياني يزعمون تلقيهم الوحي، وبعض عوام القاديانية يزعمون تلقيهم للوحي كذلك.

والمهم عند القاديانية أن لا يزعم أحد أتباعها النبوة بعد غلام أحمد القادياني، لأن القاديانية فتحت باب النبوة بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأغلقته بعد غلام أحمد القادياني، أما أن يتلقى أحد القاديانيين الوحي دون ادعاء النبوة فشيء جميل عندهم والعياذ بالله.

ولقد خرجت الجماعة القاديانية بعض الأفراد هنا وهناك ممن زعموا النبوة أو المسيحية أو تلقي الوحي المخالف… فتم فصلهم من الجماعة وتم اتهامهم: بالنفاق والجنون والأوهام والوحي الشيطاني.. وهي اتهامات تصلح أيضا أن يتهم بها نبيها غلام أحمد القادياني. 

ويسخر البعض من القاديانية في أنه يوحى لنبيها أو بعض أفرادها، فيقولون: صدقوا فإن هذا الوحي موجود ولم ينقطع:

«(وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ)» (الأنعام ١١٢)

«(وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ۖ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ)» (الأنعام ١٢١)

ولقد فرح الغلام القادياني بأن أحد أتباعه -يزعم- تلقيه الوحي، فلما طلب هذا التابع من الغلام القادياني أن يبايعه: " لماذا أبايعك؟ بل ينبغي عليك أن تبايعني ".

فأدرك القادياني بفراسته - عظيم الفراسة - أن الأمر جد خطير، فشمر عن ساعديه وساقيه وألف سفرا قل نظيره بين الأسفار، من صفحات قليلة لكنه تعب عليه وشمر له، وهو (ضرورة الإمام) وبنظره لا بد من بيعته ومن مات بغير إمام مات ميتة جاهلية - هذا مع وجود السلطان عبد الحميد رحمه الله والسلطنة العثمانية -، إلا أن سلاطين بني عثمان لم يكونوا قرشيين ولا يوحى إليهم، بينما القادياني نبي يوحى إليه، فهو أعلى مقاما ثم اكتشف بعد نفي القرشية عن نفسه، أنه قرشي صيني فارسي إسرائيلي مهدي وكله - بحسب الوحي - النازل عليه.

ووضع شروطا لإمام الزمان - أي هو - (ولا ينطبق أي شرط عليه) : كقوة الأخلاق وهو الفاحش البذيء، وقوة الإمامة فهو مندفع للبر والإحسان والروحانيات التي يجني منها الفوائد و الأموال والأرباح، والبسطة في العلم وهو الذي يتصف بالبساطة فيه، وكذلك قوة العزيمة وهو الجهول الكسول، وأيضا قوة الإقبال على الله وهو بين كسل و نوم وتدليك وبين بول وإسهال ومكث في المراحيض ساعات طوال، نعوذ بالله الواحد القهار العلي الأعلى المتعال، ولا ننسى كثرة الكشوف والمنامات والمعجزات التي لا تعد ولا تحصى وكانت ألوفا ثم زادت على المليون، بل وتنقص فالرجل أو الكاتب لا يعي ما يقول.

ثم أخذ يتحدث عن علامات الوحي الحق الصادق - وكفى بمطلع مقالنا علامات وأمثلة - ثم بعد أن قال وقال وقال… وبعد المزاعم الطوال الثقال.. أعلنها صريحة مدوية : "إنني إمام الزمان". 

قلت: من ينظر لحال الأنبياء عليهم السلام وهم من هم المعصومون، وضمنوا النجاة بإذن الله وفي الآخرة نفسي نفسي، ثم يرى أمثال القادياني فينكسر ويشعر أنه مهدود الحيل ولا حول له ولا قوة إلا بالله في هذه الدنيا وقلبه يردد: يا مقلب القلوب ويا مصرف القلوب ثبتنا على دينك وطاعتك…

وفي هذا السفر القادياني السابق ذكره، أثبت القادياني الوحي الشيطاني، ثم ميز القادياني وحيه عن الوحي الشيطاني، فالرجل صاحب خبرة وتجربة:

" فليتضح في هذا المقام، أن الإلهام الشيطاني أيضا حقيقة، ويتلقاه بعض السالكين الناقصين". (ضرورة الإمام ٢٠)

أقول: هذا الرجل الذي ميز وحيه عن الوحي الشيطاني يتهم الأنبياء عليهم السلام بتلقي الوحي الشيطاني و العياذ بالله:

"ولقد ورد في الكتاب المقدس أنه في إحدى المرات تلقى أربع مئة نبي وحيا شيطانيا، فقد تنبأوا بانتصار ملك من الملوك بواسطة هذا الوحي بينما لم يكن ذلك إلا شعوذة الجن الأبيض، ولكن هذا الملك قتل في الحرب قتلة موغلة في الذل وتلقى هزيمة نكراء. فلم تتحقق نبوءة أربع مئة نبي، ولكن نبيا منهم تلقى إلهاما بواسطة جبريل فتنباً أن الملك سيقتل وستأكل الكلاب من لحمه وسيتلقى هزيمة نكراء، فتحققت نبوءته.

هنا ينشأ سوال بطبيعة الحال أنه إذا كان الوحي الشيطان ينزل على الناس بهذه الكثرة، فلا اعتبار للوحي والإلهام، لأنه لم يعد هناك وحي يعتمد عليه، بل يُحتمل أن يكون إلهاما شيطانيا ولا سيما إذا كان أحد أولي العزم من الرسل - مثل المسيح - قد تعرض لمثل هذا الموقف، الأمر الذي يسبب الإحباط والقلق للملهمين. فهل الإلهام بلاء إذا ؟". (ضرورة الإمام ٢٧)

وهكذا أثبت القادياني لأتباعه أن هناك وحيا شيطانيا، وقال القول الفصل، وحسم الأمر، فعليكم بالبيعة  فهو الإمام، وهو صاحب معرفة وخبرة وتجربة عميقة في هذا الموضوع.

نعوذ بالله العظيم ووجهه الكريم وكلماته التامات من شياطين الإنس والجن…

الرد على أكاذيب القادياني والقاديانية في استمرار الوحي:

وهنا تبدأ أدلة القاديانية الشرعية الإسلامية على استمرار الوحي، وهل يستدل على الهراء و الترهات والسخافات بكلام ربنا العظيم ورسوله الكريم !!! نعوذ بالله من المتاجرة بدين الله نعوذ بالله ثم نعوذ بالله ثم نعوذ بالله.

⟨١⟩ قال الغلام القادياني: "كان عمر رضي الله عنه يتلقى وحيا". (ضرورة الإمام ٥)

وهذا كذب!

عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُتْبَةَ قَالَ : سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ : "إِنَّ أُنَاسًا كَانُوا يُؤْخَذُونَ بِالْوَحْيِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنَّ الْوَحْيَ قَدِ انْقَطَعَ، وَإِنَّمَا نَأْخُذُكُمُ الْآنَ بِمَا ظَهَرَ لَنَا مِنْ أَعْمَالِكُمْ، فَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا خَيْرًا أَمِنَّاهُ وَقَرَّبْنَاهُ، وَلَيْسَ إِلَيْنَا مِنْ سَرِيرَتِهِ شَيْءٌ، اللَّهُ يُحَاسِبُهُ فِي سَرِيرَتِهِ، وَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا سُوءًا لَمْ نَأْمَنْهُ وَلَمْ نُصَدِّقْهُ، وَإِنْ قَالَ : إِنَّ سَرِيرَتَهُ حَسَنَةٌ". (صحيح البخاري)

عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ : "انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا، كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزُورُهَا. فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيْهَا بَكَتْ، فَقَالَا لَهَا : مَا يُبْكِيكِ ؟ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَتْ : مَا أَبْكِي أَنْ لَا أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنْ أَبْكِي أَنَّ الْوَحْيَ قَدِ انْقَطَعَ مِنَ السَّمَاءِ. فَهَيَّجَتْهُمَا عَلَى الْبُكَاءِ، فَجَعَلَا يَبْكِيَانِ مَعَهَا". (صحيح مسلم)

وفي هذا الحديث إقرار من من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما على صواب ما قالته.

⟨٢⟩ قال نبي القاديانية  الغلام القادياني أيضا: "وكان أويس القرني هو الآخر يتلقى وحيا". (ضرورة الإمام ٥)

وهذا كذب!

فالذي جاء في فضائل أويس القرني:

عَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ ، أَنَّ أَهْلَ الْكُوفَةِ وَفَدُوا إِلَى عُمَرَ وَفِيهِمْ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ يَسْخَرُ بِأُوَيْسٍ، فَقَالَ عُمَرُ : هَلْ هَاهُنَا أَحَدٌ مِنَ الْقَرَنِيِّينَ ؟ فَجَاءَ ذَلِكَ الرَّجُلُ، فَقَالَ عُمَرُ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَالَ : " إِنَّ رَجُلًا يَأْتِيكُمْ مِنَ الْيَمَنِ، يُقَالُ لَهُ : أُوَيْسٌ، لَا يَدَعُ بِالْيَمَنِ غَيْرَ أُمٍّ لَهُ، قَدْ كَانَ بِهِ بَيَاضٌ، فَدَعَا اللَّهَ فَأَذْهَبَهُ عَنْهُ، إِلَّا مَوْضِعَ الدِّينَارِ أَوِ الدِّرْهَمِ، فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمْ ". (صحيح مسلم)

فما ثبت عن أويس القرني كما جاء في الحديث: أنه تابعي ولي مجاب الدعاء بار بأمه، نسأل الله أن يجعلنا من أوليائه الصالحين البارين وأن يغفر لنا ويرحمنا ويتوب علينا.

⟨٣⟩ استدلت القاديانية بقوله صلى الله عليه وسلم:

«إِنَّهُ قَدْ كَانَ فِيمَا مَضَى قَبْلَكُمْ مِنَ الْأُمَمِ  مُحَدَّثُونَ ، وَإِنَّهُ إِنْ كَانَ فِي أُمَّتِي هَذِهِ مِنْهُمْ فَإِنَّهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ» (صحيح البخاري)

«لَقَدْ كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رِجَالٌ يُكَلَّمُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ، فَإِنْ يَكُنْ مِنْ أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَعُمَرُ». (صحيح البخاري)

ويرد عليها في نقاط:

أولا: إن عمر رضي الله عنه كما مر سابقا قال بانقطاع الوحي بعد محمد صلى الله عليه وسلم.

ثانيا: بالتالي: هذا "التحديث" مسمى آخر، وشيء آخر غير الوحي، وهو غير متفق على تحديده، وقد يكون أنواعا وأشكالا:

"قوله محدثون بفتح الدال جمع محدث، واختلف في تأويله فقيل: ملهم قاله الأكثر. قالوا: المحدث بالفتح هو الرجل الصادق الظن وهو من ألقي في روعه شيء من قبل الملأ الأعلى، فيكون كالذي حدثه غيره به، وبهذا جزم أبو أحمد العسكري. وقيل: من يجري الصواب على لسانه من غير قصد. وقيل مكلم أي تكلمه الملائكة بغير نبوة، وهذا ورد من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا ولفظه قيل يا رسول الله وكيف يحدث؟ قال : تتكلم الملائكة على لسانه رويناه في فوائد الجوهري وحكاه القابسي وآخرون، ويؤيده ما ثبت في الرواية المعلقة ويحتمل رده إلى المعنى الأوّل أي تكلمه في نفسه وإن لم ير مكلما في الحقيقة فيرجع إلى الإلهام وفسره بن التين بالتفرس، ووقع في مسند الحميدي عقب حديث عائشة المحدث الملهم بالصواب الذي يلقى على فيه، وعند مسلم من رواية بن وهب ملهمون وهي الإصابة بغير نبوة، وفي رواية الترمذي عن بعض أصحاب بن عيينة محدثون: يعني مفهمون، وفي رواية الإسماعيلي قال إبراهيم يعني بن سعد راويه قوله محدث أي يلقى في روعه انتهى ويؤيده حديث إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه أخرجه الترمذي من حديث بن عمر، وأحمد من حديث أبي هريرة، والطبراني من حديث بلال، وأخرجه في الأوسط من حديث معاوية، وفي حديث أبي ذر عند أحمد وأبي داود يقول به بدل قوله وقلبه وصححه الحاكم، وكذا أخرجه الطبراني في الأوسط من حديث عمر نفسه قوله زاد زكريا بن أبي زائدة عن سعد هو بن إبراهيم المذكور وفي روايته زيادتان إحداهما بيان كونهم من بني إسرائيل والثانية تفسير المراد بالمحدث في رواية غيره فإنه قال بدلها يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء. قوله منهم أحد في رواية الكشميهني من أحد ورواية زكريا وصلها الإسماعيلي وأبو نعيم في مستخرجيهما. وقوله وإن يك في أمتي قيل لم يورد هذا القول مورد الترديد فإن أمته أفضل الأمم. وإذا ثبت أن ذلك وجد في غيرهم فإمكان وجوده فيهم أولى وإنما أورده مورد التأكيد كما يقول الرجل إن يكن لي صديق فإنه فلان يريد اختصاصه بكمال الصداقة لا نفي الأصدقاء ونحوه قول الأجير إن كنت عملت لك فوقني حقي وكلاهما عالم بالعمل لكن مراد القائل أن تأخيرك حقي عمل من عنده شك في كوني عملت، وقيل الحكمة فيه أن وجودهم في بني إسرائيل كان قد تحقق وقوعه، وسبب ذلك احتياجهم حيث لا يكون حينئذ فيهم نبي، واحتمل عنده صلى الله عليه وسلم أن لا تحتاج هذه الأمة إلى ذلك لاستغنائها بالقرآن عن حدوث نبي". (فتح الباري لإبن حجر)

ثالثا: أن هذا "التحديث" نبي القاديانية متناقض فيه، كـ عادته في كثرة التناقضات والاختلافات، فمرة عنده لا يعني الإظهار على الغيب، ومرة تكشف عليه أمور غيبية:

"إذا كان الذي يتلقى أخبار الغيب من الله تعالى لا يسمى نبيا فبالله أخبروني بأي اسم يجب أن يُدعى؟ لو قلتم يجب أن يسمى "محدثا"، لقلت لم يرد في أي قاموس أن التحديث يعني الإظهار على الغيب". (إزالة خطأ ٦)

"فإنني دون أدنى شك  قد جئت من الله تعالى، محدثا في هذه الأمة، والمحدث أيضا يكون نبيا من وجه. ومع أن نبوته ليست تامة، لكن فيه جزء من النبوة لأنه يحظى بشرف مكالمة الله تعالى. وتُكشف عليه أمور غيبية". (فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٦٨)

رابعا: بالعودة إلى فضائل ومناقب عمر رضي الله عنه نجد التالي وغيره:

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «إِيهًا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا  فَجًّا  قَطُّ إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ». (صحيح البخاري)

«قَالَ  عُمَرُ  وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلَاثٍ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوِ اتَّخَذْنَا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى، فَنَزَلَتْ :  { وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى } . وَآيَةُ الْحِجَابِ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوْ أَمَرْتَ نِسَاءَكَ أَنْ يَحْتَجِبْنَ ؛ فَإِنَّهُ يُكَلِّمُهُنَّ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، فَنَزَلَتْ آيَةُ الْحِجَابِ. وَاجْتَمَعَ نِسَاءُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْغَيْرَةِ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُنَّ :  عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبَدِّلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ . فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ». (صحيح البخاري)

قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : «لَوْ كَانَ مِنْ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ». (مسند الإمام أحمد)

قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِقَدَحِ لَبَنٍ، فَشَرِبْتُ حَتَّى أَنِّي لَأَرَى الرِّيَّ يَخْرُجُ فِي أَظْفَارِي، ثُمَّ أَعْطَيْتُ فَضْلِي عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ". قَالُوا : فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " الْعِلْمَ». (صحيح البخاري)

قَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ». (مسند الإمام أحمد)

فهذه النصوص وغيرها، لا تثبت وحيا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولا تثبت اطلاعا على الغيب بوحي يوحى عياذا بالله.

وإنما ملخصها والعلم عند الله:

-حفظ الله له من الشيطان.

-علم ينتفع منه أو ينفع الناس به.

-هداية الله وتوفيقه للحق.

-فراسته ورأيه الصائب.

-كرامات له.

وما شابه ذلك والله العليم أعلم.

ومع ذلك، هذا ليس على إطلاقه، بل نجد أن أبا بكر رضي الله عنه متقدم عليه، فمثلا:

عن سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ  فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّهِمُوا أَنْفُسَكُمْ، فَإِنَّا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَلَوْ نَرَى قِتَالًا لَقَاتَلْنَا، فَجَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَسْنَا عَلَى الْحَقِّ وَهُمْ عَلَى الْبَاطِلِ ؟ فَقَالَ : " بَلَى ". فَقَالَ : أَلَيْسَ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ ؟ قَالَ : " بَلَى ". قَالَ : فَعَلَامَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا ؟ أَنَرْجِعُ وَلَمَّا يَحْكُمِ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ ؟ فَقَالَ : " يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ وَلَنْ يُضَيِّعَنِي اللَّهُ أَبَدًا ". فَانْطَلَقَ عُمَرُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ : إِنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، وَلَنْ يُضَيِّعَهُ اللَّهُ أَبَدًا. فَنَزَلَتْ سُورَةُ الْفَتْحِ، فَقَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عُمَرَ إِلَى آخِرِهَا، فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَفَتْحٌ هُوَ ؟ قَالَ : " نَعَمْ ". (صحيح البخاري)

عَنْ  عَائِشَةَ  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،  أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاتَ وَأَبُو بَكْرٍ بِالسُّنْحِ - قَالَ إِسْمَاعِيلُ : يَعْنِي بِالْعَالِيَةِ - فَقَامَ عُمَرُ يَقُولُ : وَاللَّهِ مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ : وَقَالَ عُمَرُ : وَاللَّهِ مَا كَانَ يَقَعُ فِي نَفْسِي إِلَّا ذَاكَ، وَلَيَبْعَثَنَّهُ اللَّهُ فَلَيَقْطَعَنَّ أَيْدِيَ رِجَالٍ وَأَرْجُلَهُمْ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ، فَكَشَفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَبَّلَهُ، قَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ؛ لَا يُذِيقُكَ اللَّهُ الْمَوْتَتَيْنِ أَبَدًا، ثُمَّ خَرَجَ، فَقَالَ : أَيُّهَا الْحَالِفُ ؛ عَلَى رِسْلِكَ، فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ جَلَسَ عُمَرُ. فَحَمِدَ اللَّهَ أَبُو بَكْرٍ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ : أَلَا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، وَقَالَ :  { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ } ، وَقَالَ :  { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ } . قَالَ :  فَنَشَجَ  النَّاسُ يَبْكُونَ. (صحيح البخاري)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَهُ وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ الْعَرَبِ ، قَالَ عُمَرُ لِأَبِي بَكْرٍ : كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، فَمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ ، وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالًا كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهِ " ، فَقَالَ عُمَرُ : فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُ اللَّهَ قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ. (صحيح البخاري)

فهذا التحديث إن وجد، فهو شيء ينفع صاحبه كالعلم مثلا، أو الهداية، أو التوفيق للحق، أو الكرامات… لا أن يخرج رجل يزعم التحديث، والوحي، والاطلاع على الغيب، والتجديد، والمسيحية، والمهدوية، والنبوة، وأن كتبه من الله، والمزاعم الكثيرة… ثم يدعو لنفسه ويأتي بالعجائب والمنكرات ويخالف الكتاب والسنة ويوالي الكفار… إلخ.

فلم يخرج أحد من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين ومن بعدهم من أولياء الله الصالحين خلال ١٣٠٠ سنة يزعمون المزاعم كحال القادياني والدعوة لأنفسهم.

وقد مر أن عمر رضي الله عنه قال بانقطاع الوحي، ونفى النبي عليه الصلاة والسلام النبوة بعده، وأنه لو كان بعده نبي لكان عمر.

⟨٤⟩ استدلت القاديانية بـ جزء من حديث طويل في (صحيح مسلم) عن النبي صلى الله عليه وسلم : "إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى : إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي، لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ".

نقول ولله الحمد:

١- هذا الحديث حديث طويل جاء فيه أحداث ووقائع وتفاصيل لا تنطبق على حال وواقع القادياني:

عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ ، قَالَ : ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ ، فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ ، فَلَمَّا رُحْنَا إِلَيْهِ عَرَفَ ذَلِكَ فِينَا ، فَقَالَ : " مَا شَأْنُكُمْ ؟ " ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ غَدَاةً ، فَخَفَّضْتَ فِيهِ وَرَفَّعْتَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ ، فَقَالَ : " غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَيْكُمْ إِنْ يَخْرُجْ ، وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ ، فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ عَيْنُهُ طَافِئَةٌ كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ ، فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ إِنَّهُ خَارِجٌ خَلَّةً بَيْنَ الشَّأْمِ وَالْعِرَاقِ ، فَعَاثَ يَمِينًا وَعَاثَ شِمَالًا ، يَا عِبَادَ اللَّهِ فَاثْبُتُوا " قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا لَبْثُهُ فِي الْأَرْضِ ؟ ، قَالَ : " أَرْبَعُونَ يَوْمًا يَوْمٌ كَسَنَةٍ ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ " ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلَاةُ يَوْمٍ ؟ ، قَالَ : لَا اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ " ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الْأَرْضِ ؟ ، قَالَ : " كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ ، فَيَأْتِي عَلَى الْقَوْمِ ، فَيَدْعُوهُمْ فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ ، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ ، وَالْأَرْضَ فَتُنْبِتُ ، فَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ أَطْوَلَ مَا كَانَتْ ذُرًا وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا ، وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ ، فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ ، فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَيَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ ، فَيَقُولُ : لَهَا أَخْرِجِي كُنُوزَكِ ، فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ ثُمَّ يَدْعُو رَجُلًا مُمْتَلِئًا شَبَابًا ، فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ رَمْيَةَ الْغَرَضِ ثُمَّ يَدْعُوهُ ، فَيُقْبِلُ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَكُ فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ ، فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ ، فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يَأْتِي عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قَدْ عَصَمَهُمُ اللَّهُ مِنْهُ ، فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ ، وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ، فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ ، فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ ، فَيَقُولُونَ : لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ ، وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى ، وَأَصْحَابُهُ حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لِأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لِأَحَدِكُمُ الْيَوْمَ فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّه عِيسَى وَأَصْحَابُهُ فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ ، فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ، ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى الْأَرْضِ ، فَلَا يَجِدُونَ فِي الْأَرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلَّا مَلَأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ ، فَيُرْسِلُ اللَّهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ ، فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا لَا يَكُنُّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ ، وَلَا وَبَرٍ فَيَغْسِلُ الْأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ ، ثُمَّ يُقَالُ لِلْأَرْضِ : أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ وَرُدِّي بَرَكَتَكِ ، فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ الْعِصَابَةُ مِنَ الرُّمَّانَةِ وَيَسْتَظِلُّونَ بِقِحْفِهَا ، وَيُبَارَكُ فِي الرِّسْلِ حَتَّى أَنَّ اللِّقْحَةَ مِنَ الْإِبِلِ لَتَكْفِي الْفِئَامَ مِنَ النَّاسِ ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْبَقَرِ لَتَكْفِي الْقَبِيلَةَ مِنَ النَّاسِ ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْغَنَمِ لَتَكْفِي الْفَخِذَ مِنَ النَّاسِ ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبَةً ، فَتَأْخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ ، فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الْحُمُرِ ، فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ ".

من هذه التفاصيل في "المسيح الدجال" تخالف مقالات القاديانية وعقائدها:

-إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ عَيْنُهُ طَافِئَةٌ كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ.

- فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ ، فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ.

-إِنَّهُ خَارِجٌ خَلَّةً بَيْنَ الشَّأْمِ وَالْعِرَاقِ.

-وَمَا لَبْثُهُ فِي الْأَرْضِ ؟ قَالَ : " أَرْبَعُونَ يَوْمًا يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ ".

-وَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الْأَرْضِ ؟ قَالَ : " كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ.

-فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ ، وَالْأَرْضَ فَتُنْبِتُ.

-فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ.

-ثُمَّ يَدْعُو رَجُلًا مُمْتَلِئًا شَبَابًا ، فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ رَمْيَةَ الْغَرَضِ ثُمَّ يَدْعُوهُ ، فَيُقْبِلُ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَكُ.

-فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ، فَيَقْتُلُهُ.

ومن التفاصيل في عيسى عليه السلام:

-إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ.

-وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ.

-إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ.

-فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ.

-إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ.

ومن التفاصيل التفاصيل في يأجوج ومأجوج:

-وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ، فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ ، فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ ، فَيَقُولُونَ : لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ.

-فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّه عِيسَى وَأَصْحَابُهُ فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ ، فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ.

-فَلَا يَجِدُونَ فِي الْأَرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلَّا مَلَأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ.

- فَيُرْسِلُ اللَّهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ ، فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ.

إلى غير ذلك من تفاصيل…

فهذه الأحداث لا يمكن تطبيقها على الغلام القادياني لا إسلاميا ولا قاديانيا، حتى أن تفسيراتهم لها فيها إشكالات وتناقضات، وهي تفسيرات باطنية.

لذا نقول: "إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى : إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي". لا تعني غلام أحمد القادياني.

٢- الحديث ذكر عيسى عليه السلام ولم يذكر الغلام القادياني، ولم يقل النبي عليه الصلاة والسلام "غلام أحمد القادياني". بل إنه قصد  ابن مريم عيسى عليه السلام.

٣- الزعم أن القصد من عيسى مثيل عيسى وهو غلام أحمد القادياني تبطله الأحاديث الصحيحة المتواترة في نزول عيسى بن مريم عليه السلام وتفاصيل الأحاديث فيها لا تنطبق على القادياني، بالإضافة للآيات القرآنية في رفعه ونزوله.

٤- الزعم أن المقصود مثيل عيسى بحاجة لدليل واضح، ولا دليل عليه، بل الأدلة تبطله.

وهذه مجرد نقاط مختصرة وإلا ففي هذا الموضوع يقال الكثير ولا نريد الإطالة، مع العلم أن القاديانية تفسر هذه النصوص وغيرها  تفسيرات باطنية -تحريفا- فرارا من ظاهر النص. 

أما بخصوص مسألة الوحي في الحديث نقول بعد الله أعلم:

أولا: الوحي أنواع وأشكال فقد يكون الوحي إلهاما أو مناما.

ثانيا: قال العلماء أن عيسى عليه السلام ينزل تابعا لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يأتي بشرع جديد.

فهذه النصوص:

 "إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى : إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي، لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ".

"ثُمَّ يَأْتِي عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قَدْ عَصَمَهُمُ اللَّهُ مِنْهُ، فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ".

والتي -والله العليم أعلم- يفهم منها تلقيه "الوحي".  فهذا الوحي "وحي غير تشريعي"، كما أنه نبي، ونبي قبل محمد صلى الله عليه وسلم، وأخبر بنزوله.

تقول القاديانية: إن وحي غلام أحمد القادياني وحي غير تشريعي وهو تابع لوحي وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم.

ويفسد قول القاديانية هذا عدة أمور منها:

•أن القادياني مرة نفى عن نفسه التشريع، ومرة أثبته لنفسه، ومعلوم أن هذا الرجل كثير التناقض.

•نسخ القادياني للجهاد -وإن نفت القاديانية ذلك كذبا وزورا-، مع ثبوت أن المسيح النازل عليه السلام في آخر الزمان يقاتل ويجاهد حسب النصوص.

•أن القادياني جاء بتشريعات: منع زواج القاديانية من غير القادياني، ومنع صلاة القاديانيين خلف المسلمين، وجوب دفع ٦٪ من الدخل الشهري، وصك الغفران بـ الدفن بمقبرة الجنة.

⟨٥⟩ تقول القاديانية: يزعم البعض أن الوحي قد انقطع وأن الله لا يكلم أحدا، ولكن هذا باطل بالبداهة، لأن الوحي هو الشيء الوحيد الذي يزيل الشك والارتياب ومعرفة الإله الحق من الآلهة الباطلة.

 وتفتري على المسلمين أن الله لا يتكلم الآن والعياذ بالله.

والجواب: 

أولا: إزالة الشك والارتياب ومعرفة الإله الحق أمر متحقق في "الكتاب والسنة"، ويعبر بعض الناس بقولهم: من أراد أن يكلمه الله فليقرأ كتاب الله فإنه كلامه ووحيه، أو إقرأ كتاب الله وكأنه عليك أنزل.

ثانيا: نقول: هل من السهل على أي إنسان عادي أن يوحي الله إليه؟ وهل غير المعصوم مؤهل لذلك ؟ لذلك انظروا إلى  حال الملائكة والأنبياء عليهم السلام وسأضرب لكم أمثلة لتقريب الصورة:

الملائكة عليها السلام:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالْوَحْيِ سَمِعَ أَهْلُ السَّمَاءِ لِلسَّمَاءِ صَلْصَلَةً كَجَرِّ السِّلْسِلَةِ عَلَى الصَّفَا، فَيَصْعَقُونَ، فَلَا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ جِبْرِيلُ، حَتَّى إِذَا جَاءَهُمْ جِبْرِيلُ فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ ". قَالَ : " فَيَقُولُونَ : يَا جِبْرِيلُ، مَاذَا قَالَ رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : الْحَقَّ. فَيَقُولُونَ : الْحَقَّ الْحَقَّ ". (سنن أبي داود)

نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: 

عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ، وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ، فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ، وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِيَ الْمَلَكُ رَجُلًا فَيُكَلِّمُنِي، فَأَعِي مَا يَقُولُ ". قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيَفْصِمُ عَنْهُ، وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا. (صحيح البخاري)

هذا والله أعلم، هذا حال من لا يعصون الله المؤهلين لإستقبال وحي - الرب العظيم -، وإنما أردت أن أبين لكم هراء القادياني الذي يقول: أن الله -والعياذ بالله- يعامله معاملة الأصدقاء.

والقادياني غير معصوم وقال الأقاويل وفعل الأفاعيل عياذا بالله.

نسأل الله الثبات على الدين والإيمان والتوحيد والطاعة.

سؤال بسيط: هل الإنسان العادي البسيط الجاهل - غير المعصوم - يستطيع أن يختار كلاما لائقا أمام الله - جل جلاله سبحانه في عزته وعظمته وجلاله وكبريائه - وقد قال تبارك تعالى: 

«(يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَقَالَ صَوَابًا)» (النبأ ٣٨)

لا يتكلمون إلا بإذنه، إن تكلموا تكلموا صوابا بإذنه.

خوف وخشية أمام عظمة الله الخالق العظيم.

سبحان الله هم بطبيعة خلقهم مؤهلين لذلك.

ثم لاحظ خطاب الله لنوح عليه السلام:

«(وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ • قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ۖ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۖ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ • قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ ۖ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ )» (هود ٤٥-٤٧)

ثم انظر للخوف والإنكسار والذل لنبي الله نوح عليه السلام.

تعظيم لذات الله ونحن العبيد.

تعظيم علم الله ونحن الجهال ولا علم لنا إلا ما علمنا. 

انظر دعاء نبي الله نوح عليه السلام خوفا وخشية.

أما نحن عامة الناس - غير المعصومين - نحن ندعو الله ولا نعي معنى دعائنا جيدا، أو ندعو ونحن غافلون، كثير منا لا يجيد الصمت ولا يجيد الكلام، وكما يقال: لغويا إن تكلمنا أتيانا بالعجائب ولا نعي دقة ما نقوله. بل وبعض المسلمين لا يعون أنهم في الصلاة يتذللون تعظيما لله.

وذاك الغلام يقول لك معاملة الأصدقاء، فما أهون أمثاله على الله يقضون ما قدر لهم من عمر إلى أن يأتي أجلهم، يصدر منهم ما صدر..، وملك من ملوك الدنيا لو رأى من إنسان ما يغضبه، الله العليم بما يكون.

سبحان الله في حلمه ورحمته.

[تذكر في البداية ما نسبه القادياني للرب سبحانه تبارك وتعالى] 

وكثير منا معجب بقوله وعمله وكأنه فريد بين البشر.. والعياذ بالله ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول: " لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الْجَنَّةَ ". قَالُوا : وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " لَا، وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَلَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ ؛ إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَزْدَادَ خَيْرًا، وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِبَ ". (صحيح البخاري)

نسأل الله عفوه وصفحه وتجاوزه.

ونسأله المعافاة و العافيات.

ونسأله السلامة والنجاة. 

ثالثا: أما افتراء القاديانية! فالمسلمون يؤمنون أن الله متصف بصفة الكلام ولم يزل متصفا بصفة الكلام - سبحانه في صفاته - ولا يشغله شأن عن شأن، وليس معنى خلو الأرض من بشر يوحى إليه أن الله لا يتكلم عياذا بالله:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً يَطُوفُونَ فِي الطُّرُقِ، يَلْتَمِسُونَ أَهْلَ الذِّكْرِ، فَإِذَا وَجَدُوا قَوْمًا يَذْكُرُونَ اللَّهَ، تَنَادَوْا : هَلُمُّوا إِلَى حَاجَتِكُمْ ". قَالَ : " فَيَحُفُّونَهُمْ بِأَجْنِحَتِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ". قَالَ : " فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ - وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ - مَا يَقُولُ عِبَادِي ؟ قَالُوا : يَقُولُونَ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ ". قَالَ : " فَيَقُولُ : هَلْ رَأَوْنِي ؟ ". قَالَ : " فَيَقُولُونَ : لَا وَاللَّهِ، مَا رَأَوْكَ ". قَالَ : " فَيَقُولُ : وَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي ؟ ". قَالَ : " يَقُولُونَ : لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا ". قَالَ : " يَقُولُ : فَمَا يَسْأَلُونِي ؟ ". قَالَ : " يَسْأَلُونَكَ الْجَنَّةَ ". قَالَ : " يَقُولُ : وَهَلْ رَأَوْهَا ؟ ". قَالَ : " يَقُولُونَ : لَا وَاللَّهِ يَا رَبِّ مَا رَأَوْهَا ". قَالَ : " يَقُولُ : فَكَيْفَ لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا ؟ ". قَالَ : " يَقُولُونَ : لَوْ أَنَّهُمْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ عَلَيْهَا حِرْصًا وَأَشَدَّ لَهَا طَلَبًا وَأَعْظَمَ فِيهَا رَغْبَةً ". قَالَ : " فَمِمَّ يَتَعَوَّذُونَ ؟ ". قَالَ : " يَقُولُونَ : مِنَ النَّارِ ". قَالَ : " يَقُولُ : وَهَلْ رَأَوْهَا ؟ ". قَالَ : " يَقُولُونَ : لَا وَاللَّهِ مَا رَأَوْهَا ". قَالَ : " يَقُولُ : فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْهَا ؟ ". قَالَ : " يَقُولُونَ : لَوْ رَأَوْهَا كَانُوا أَشَدَّ مِنْهَا فِرَارًا وَأَشَدَّ لَهَا مَخَافَةً ". قَالَ : " فَيَقُولُ : فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ ". قَالَ : " يَقُولُ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ : فِيهِمْ فُلَانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ، إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ. قَالَ : هُمُ الْجُلَسَاءُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ ". (صحيح البخاري)

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالْوَحْيِ سَمِعَ أَهْلُ السَّمَاءِ لِلسَّمَاءِ صَلْصَلَةً كَجَرِّ السِّلْسِلَةِ عَلَى الصَّفَا، فَيَصْعَقُونَ، فَلَا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ جِبْرِيلُ، حَتَّى إِذَا جَاءَهُمْ جِبْرِيلُ فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ ". قَالَ : " فَيَقُولُونَ : يَا جِبْرِيلُ، مَاذَا قَالَ رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ : الْحَقَّ. فَيَقُولُونَ : الْحَقَّ الْحَقَّ ". (سنن أبي داود)

رابعا: نبي القاديانية يناقض نفسه كعادته:

 "قد تطل هنا وسوسة برأسها في قلب أحدهم بأن المسلمين أيضا يعتقدون بأن الوحي بدأ من آدم الله عليه السلام وانتهى عند النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا الاعتقاد أيضا يستلزم انقطاع الوحي إلى الأبد بعد زمن سيدنا خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم. فليكن معلوما في الجواب أننا لا نعتقد مطلقا مثل الهندوس أنه ليس عند الله من الكلام إلا ما قد أنفذه سابقا، بل إن كلام الله وعلمه وحكمته غير محدودة كذاته بحسب معتقد الإسلام. فقد قال تعالى في ذلك:﴿قُل لَّوۡ كَانَ ٱلۡبَحۡرُ مِدَادࣰا لِّكَلِمَـٰتِ رَبِّی لَنَفِدَ ٱلۡبَحۡرُ قَبۡلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَـٰتُ رَبِّی وَلَوۡ جِئۡنَا بِمِثۡلِهِۦ مَدَدࣰا﴾. أما اعتقادنا بانقطاع الوحي بعد النبي صلى الله عليه وسلم فالحق في ذلك أنه مع أن كلام الله غير محدود في حد ذاته، وحيث كانت المفاسد التي ينزل كلام الله لإصلاحها أو الحاجات التي يسدها الوحي الإلهي محدودة، لذا فإن كلام الله تعالى نزل أيضا بقدر حاجة بني آدم إليه". (البراهين الأحمدية الأجزاء الأربعة ٧٥)

ثم قال:

"ووالله، إن فتشت لرأيت الإسلام كنز الآيات ومدينتها، وتجد فيه نورا يهب لكل نفس سكينتها. فيا حسرة على قوم يكفرون بدفائنه، ولا يتوجهون إلى خزائنه، ويحسبون الإسلام كالعظام الرميمة، لا مملواً من النعم العظيمة. أولئك قوم لا يؤمنون بأن يكلم الله أحدا بعد سيدنا المصطفى، ويقولون قد ختم على المكالمة بعد خير الورى. فكأن الله فقد في هذا الزمان صفة الكلام". (الاستفتاء ٧١)

⟨٦⟩ استدلت القاديانية بقوله تعالى: «(وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ)» (الشورى ٥١)

وهي تريد أن تثبت أن البشر غير الأنبياء عليهم السلام يتلقون وحيا في أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهي لا تصلح للاستدلال بذلك.

فهذه الآية ذكرت مقامات الوحي بالنسبة إلى جناب الله (انظر تفسير ابن كثير و الطبري):

١- الوحي بواسطة جبريل عليه السلام يقذفه في قلب النبي.

٢- أو من وراء حجاب مثل تكليم موسى عليه السلام دون الرؤية.

٣- أو يرسل جبريل عليه السلام أو وغيره من الملائكة عليهم السلام.

والدليل على المقام الأول: 

"إنَّ رُوحَ القُدُسِ نفثَ في رُوعِي، أنَّ نفسًا لَن تموتَ حتّى تستكمِلَ أجلَها، وتستوعِبَ رزقَها، فاتَّقوا اللهَ، وأجمِلُوا في الطَّلَبِ، ولا يَحمِلَنَّ أحدَكم استبطاءُ الرِّزقِ أن يطلُبَه بمَعصيةِ اللهِ، فإنَّ اللهَ تعالى لا يُنالُ ما عندَه إلّا بِطاعَتِهِ". (صحيح الجامع)

والدليل على المقام الثاني وهو معلوم عن كليم الله وبلا رؤية:

«(وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ)» (الأعراف ١٤٣)

والدليل على المقام الثالث:

" أَتَانِي جِبْرِيلُ، فَبَشَّرَنِي أَنَّهُ مَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ ". قُلْتُ : وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى ؟ قَالَ : " وَإِنْ سَرَقَ وَإِنْ زَنَى ". (صحيح البخاري)

ودليل القاديانية أن الله ذكر في الآية كلمة ( بشر ) ولم يذكر كلمة ( نبي ) .

والجواب: على فرض أن المقصود بالبشر أيضا -غير الأنبياء- والله أعلم، فهذا في الأمم السابقة قبل البعثة المحمدية عليه الصلاة والسلام.

ثم كلام الله متحقق في "القرآن" المحفوظ لمن يريد أن يقرأ أو يسمع وحي الله وكلامه.

واستدلت القاديانية بقوله سبحانه وتعالى: «(إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ)» (آل عمران ٤٥)

والجواب:

لا ننكر وحي الله لبشر من الأمم السابقة -غير الأنبياء- مثل مريم عليها السلام، والخضر عليه السلام على قول من يقول أنه ليس نبيا…

وإنما الخلاف أن يكون الوحي في بشر -غير الأنبياء- في الأمة المحمدية.

وها هم الصحابة والتابعين وأتباع التابعين يصفهم النبي صلى الله عليه وسلم:

«خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ». (البخاري)

ولم يزعم أحد منهم لا وحيا، ولا نبوة، ولا كتبا موحى بها، وهم خير الناس.

فإن أصروا وقالوا: كيف يوحى للأمم السابقة من الأنبياء عليهم السلام وغير الأنبياء، ثم هذا الوحي محرومة منه أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

فيقال لهم: هل هذا الأمر "الوحي" خاضع لرأيكم و مشيئتكم، أم هو بأمر الله ومشيئته ذو الجلال والإكرام.

القضية الثالثة: أما حياة المسيح عليه السلام في السماء، فقد قامت على رفعه إلى السماء ونزوله الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، أنظر (الصواعق العجاوية في رفع المسيح ورد شبه القاديانية)

لكن نقول باختصار ما يبطل هذه الثقة المزعومة: 

١- إن قول الغلام القادياني بموت المسيح، ليست المسألة ثقته بوحيه، بل لأنه ادعى أنه هو المسيح النازل في آخر الزمان.

٢- أن الرجل ظل سنوات مؤمن بعقيدة حياة المسيح في السماء ونزوله آخر الزمان، وسجل ذلك في كتابه (البراهين الأحمدية) الموحى به حسب زعمه، مع أنه زعم أنه معصوم ولا يتركه الله على خطأ طرفة عين، فمن كتبه وحي كيف جاء فيها عقيدة شركية باطلة حسب زعمه؟! ومن هو معصوم ولا يترك على خطأ طرفة عين، كيف وقع بذلك الخطأ في كتاب موحى به حسب زعمه؟!

٣- تناقضات الغلام القادياني في مسائل متعلقة بالمسيح النازل آخر الزمان، تبين أن المسألة ليست مسألة ثقة بوحيه.

وإن كانت عقولكم يا قاديانية لا تقبل أن عيسى عليه السلام رفع إلى السماء:

١. كيف قبلت عقولكم ولادة عيسى من أم دون أب؟

٢. كيف قبلت عقولكم تعلم غلامكم القادياني اللغة العربية في ليلة؟

القضية الرابعة: أما وصف المهدي "بالدموي" والعياذ بالله فنقول: 

أولا: هذا الوصف في سلة القمامة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم وصفه: «يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا». (سنن أبي داود)

ثانيا: يقال للقاديانية: لماذا انتم وغلامكم ونبيكم تصفون المهدي بالدموي، بينما بريطانيا -الحبيبة- محسنة وعادلة ! ولا تصفون ما فعلته مع المسلمين عام ١٨٥٧م من جرائم بـ "الدموية" بل في الهند عموما، بل في العالم كله.

القضية الخامسة: أما المسيح الدجال، النصوص واضحة للعاقلين أنه "رجل": 

قال عليه الصلاة والسلام:

 « إِنِّي قَدْ حَدَّثْتُكُمْ عَنِ الدَّجَّالِ حَتَّى خَشِيتُ أَلَّا تَعْقِلُوا، إِنَّ مَسِيحَ الدَّجَّالِ رَجُلٌ قَصِيرٌ،  أَفْحَجُ ،  جَعْدٌ ، أَعْوَرُ، مَطْمُوسُ الْعَيْنِ لَيْسَ بِنَاتِئَةٍ وَلَا  جَحْرَاءَ ، فَإِنْ أُلْبِسَ عَلَيْكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ». (سنن أبي داود)

« غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَيْكُمْ إِنْ يَخْرُجْ ، وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ ، فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ عَيْنُهُ طَافِئَةٌ كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ ». (صحيح مسلم)

«إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ أَلَا إِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ وَأَرَانِي اللَّيْلَةَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ فِي الْمَنَامِ فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ كَأَحْسَنِ مَا يُرَى مِنْ أُدْمِ الرِّجَالِ تَضْرِبُ لِمَّتُهُ بَيْنَ مَنْكِبَيْهِ رَجِلُ الشَّعَرِ يَقْطُرُ رَأْسُهُ مَاءً وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَيْ رَجُلَيْنِ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ، فَقَالُوا : هَذَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ثُمَّ رَأَيْتُ رَجُلًا وَرَاءَهُ جَعْدًا قَطِطًا أَعْوَرَ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَشْبَهِ مَنْ رَأَيْتُ بِابْنِ قَطَنٍ وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَيْ رَجُلٍ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ، قَالُوا : الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ». (صحيح البخاري)

أما حال القاديانية في مسألة المسيح الدجال: أنه جماعة لا رجل وهم قساوسة النصارى، فهو حال من يريد أن يثبت: أن العنزة تطير، أو أن الديك أرنب، أو أن الأسد حشرة من الحشرات.

ومن تناقضات نبي القاديانية في موضوع الدجال أنه قال:

"وقد ثبت مما ورد في صحيح البخاري، وصحيح مسلم بوجه خاص، أن ابن صياد هو الدجال المعهود، بل كان الصحابة يقولون حالفين بالله إنه هو الدجال المعهود، فأي شك بقي في كونه الدجال المعهود؟".  (فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٢٢٤)

ثم قال:

"نعم إنا نرى أن القرآن قد ذكر صريحا فئة مفسدة في الدين، وذكر أن في آخر الزمان يكون قوما مكارين مفسدين، ينسلون من كل حدب، ويهيجون الفتن في الأرض كأمواج البحار، فتلك هي الفئة التي سميت في الأحاديث دجالا". (حمامة البشرى ٧٥)

"وقت خروج الدجال، وخروج يأجوج… وهم قوم الروس وقوم البراطنة وإخوانهم". (التبليغ ٥٣)

"فاعلم أننا لا نسمي الدولة البريطانية دجالا معهودا". (نور الحق ٣٤)

إن "باطلها الرابع: ثقته المطلقة بصدق الوحي النازل عليه" كعنوان قالت: تحته أشياء لا تعد دليلا على هذه "الثقة" اللهم إلا التنبؤات التي لم تتحقق أصلا، وهي كذبا تزعم تحققها وهذا معلوم مشهور مثل عدم تحقق الزواج من محمدي بيغم وغير ذلك…

وشيء عجيب غريب أن يأتي أحد بأقوال عجيبة غريبة، لتجعلها الفرقة القاديانية أدلة على ثقته المطلقة بصدق الوحي النازل عليه، بل هي دليل على الثقة المطلقة بكذبه لمخالفته الكتاب والسنة، كمن يقول: إن الديك أرنب، وهذا من ثقتي بوحيي لأني خالفت الناس.



✵✵✵✵✵✵