دحض وتفنيد أدلة صدق القادياني: [باطلها الخامس: ثقة صحابته المطلقة بصدقه]

دحض وتفنيد أدلة صدق القادياني: [باطلها الخامس: ثقة صحابته المطلقة بصدقه]

باطلها الخامس: ثقة صحابته المطلقة بصدقه.

أبوعبيدة العجاوي

قالت القاديانية: يبدأ النبي دعوته وليس بيده مال ولا زعامة ولا سلطة ولا منفعة دنيوية. وليس هذا فحسب، بل يتعرض المؤمنون به للسخرية والاضطهاد والقتل وضياع المال والمناصب والمكانة الاجتماعية؛ أي أنه لا فائدة دنيوية تُرجى من أتباعه، بل لا بد من التعرض للمخاطر. لذا فلا يمكن القول إنّ أتْباعه قد آمنوا به طمعًا في مغانم دنيوية. وهذا يُعدّ شهادة من المعاصرين للنبي على صدقه وعلى وحيه، وشهادتهم هذه تُنقل بالتواتر إلى مَن بعدهم، وهكذا. وقد استشهد بعض صحابة المسيح الموعود عليه السلام وهم ثابتون على إيمانهم، وبعضهم تخلّى عن ممتلكاته كلها وهاجر الى قاديان، وكثير منهم تبرعوا بجزء كبير من أموالهم لنشر الإسلام، وتعرضوا للاستهزاء والطرد ومختلف أنواع الاضطهاد بصبر عزّ نظيره.

دحض وتفنيد:

أقول: القاديانية تزين وتجمل الكثير من الأمور، وبواطن الأمور وحقائقها شيء مختلف.

أولا: كان والد الغلام القادياني صاحب أملاك وكان راتبه التقاعدي كبيرا، وكان الغلام القادياني يأخذ مصروفه منه بسبب خموله وكسله و بلاهته ومرضه، ثم فتح القادياني دكانا وتجارة دينية وبدأ القادياني دعوته بجمع المال من المسلمين لكتابة كتاب (البراهين الأحمدية) في الرد على شبهات الكفار، فسرق المال، ولم يكتب من البراهين سوى خمسة كتب ليس فيها إلا الهراء، ثم صار يأتي المال من أتباعه، فكذبت القاديانية عندما قالت يبدأ ليس بيده مال، بل بدأ مع المال وسرقته، وهناك شيء أطلق عليه البعض وحي المال أو الوحي المالي:

1-

١٨٨٠ تقريبًا

أرِيت في الكشف ذات مرة أربعًا وأربعين أو أربعين روبية، ثم أوحي إلي ما يلي:

"ماجھے خان کا بیٹا اورشمس الدین پٹواری ضلع لاہور بھیجنے والے ہیں۔" (أردية)

أي: سيُرسِلها ابن ماجھےخان، وشمسُ الدين مسجِّلُ الأراضي في القرى بمحافظة لاهور. 

ثم وصلتْ بطاقةٌ مكتوب فيها أن أربعين روبية هي من قِبل ابن "ماجھےخان"، وأربعَ روبيات أو ستًّا هي من قِبل شمس الدين. ثم جاءت النقود بحسب هذا التفصيل تماما. (نزول المسيح، الخزائن الروحانية، ج ١٨، ص ٥٨٠) (التذكرة ٣٥)

2-

١٨٨٢

قبْل فترة من الزمن احتجتُ إلى المال بشدة، وكان الآريون الساكنون هنا مطّلعين جيدًا على حاجتي هذه... فهاجت في قلبي رغبة عارمة في الدعاء في حضرة الله لكي تُحَلّ مشكلتي باستجابته، ولتظهَر للمعارضين آيةٌ على تأييد الله تعالى، حتى يكونوا شاهدين على صدقها. فدعوتُ الله تعالى في اليوم نفسه وسألتُه أن يُطْلِعني على النصرة المالية آيةً منه، فتلقيت الإلهام التالي:

"دس دن کے بعد میں موج  دکھاتا ہوں۔"  (أردية)

أي: سأُري القدرة بعد عشرة أيام.

 "ألا إن نصر الله قريب، في شائلٍ مقياسٍ."

"Then will you go to Amritsar."  (إنجليزية)

 أي: ثم تسافر إلى أمرِتسر.

بمعنى: ستأتيك النقود بعد عشرة أيام، ألا إن نصرة الله قريبة. وكما أن الناقة ترفع ذنبها عندما تريد أن تضع وليدها إشارةً إلى أن الوضع وشيك، كذلك فإن نصر الله قريب. ثم أخبرني الله تعالى بجملة إنجليزية بأنك ستسافر إلى أمرِتسر بعد أن تأتيك النقود بعد عشرة أيام.

فحدث بالضبط كما ورد في هذه النبوءة على مرأى من الهندوس، أي الآريين المذكورين، إذ لم يأت إلى عشرة أيام ولا مليم واحد، وبعد عشرة أيام أيْ في اليوم الحادي عشر أرسلَ السيد "محمد أفضل خان" المسؤول عن الجبايات وتحديد الأراضي في محافظة "راولبندي" مئةً وعشر روبيات، ووصلتْ عشرون روبية من شخص آخر. ثم بدأت النقود ترد عليّ تترى من حيث لم أحتسب. وفي اليوم الذي وصلتْني النقود من السيد "محمد أفضل خان" وغيره، أيْ بعد مرور عشرة أيام، اضطررتُ للسفر إلى "أمرتسر" إذ جاءني في اليوم نفسه استدعاء من المحكمة الابتدائية في "أمرتسر" للإدلاء بشهادة. (البراهين الأحمدية، الجزء الرابع، الخزائن الروحانية، مجلد أول، ص ٥٥٩-٥٦١، الحاشية في الحاشية عدد ٣) (التذكرة ٥١)

3-

١٨٨٢

تلقيتُ ذات مرة عند الفجر الوحي التالي:

"آج حاجی ارباب محمد لشکر خان کے قرابتی کا روپیہ آتا ہے۔" (أردية)

أي: سيأتيك اليوم المال مِن قبل أحد أقارب الحاج "أرباب محمد لشكر خان".

فسردتُ هذه النبوءة أيضا في الحال لبعض الآريين كالمعتاد، وتقرّر أن يذهب أحدهم إلى مكتب البريد عند موعد وصول البريد. فذهب المدعو "ملاوامل" إلى مكتب البريد في الموعد المحدد، وجاء وأخبر بوصول عشر روبيات من قرية "هوتي" في منطقة "مردان"، وأحضر رسالة ورد فيها أن السيد "أرباب سرور خان" قد أرسل هذه الروبيات العشرة. ولما كانت كلمة "أرباب" توحي إلى أن الشخصين من قبيلة واحدة، فقلتُ للآريين إن ورود  كلمة "أرباب" في اسميهما يكفي دليلاً على صدق النبوءة، ولكن بعضًا منهم لم يقبلوا هذه الحجة وقالوا إن كونهما من قبيلة واحدة شيء والقرابة شيء آخر، وأصرّوا على الإنكار بشدّة. فاضطرّنا إصرارهم إلى إرسال رسالة بهذا الخصوص، وبعد عدة أيام جاء الجواب من "هوتي" في منطقة "مردان" مِن قبل أحد إخواننا وهو منشي إلهي بخش الذي كان يعمل محاسبا في "مردان"، وقال إن السيد "أرباب سرور خان" يكون ابن السيد "أرباب لشكر خان". ولما وصل هذا الجواب بُهِتَ المعارضون كلهم ولم يطيقوا جوابا. فالحمد لله على ذلك.  (البراهين الأحمدية، الجزء الرابع، الخزائن الروحانية، مجلد ١، ص ٥٦٥-٥٦٦، الحاشية في الحاشية ٣) (التذكرة ٥٤)

4-

١٨٨٣

روى مرزا دين محمد القاطن في "لنغروال" بمحافظة "غورداسبور": 

"أيقظَني سيدنا المسيح الموعود عليه السلام ذات مرة قريبًا من الفجر وقال: 

"... لقد رأيتُ أن ألواح الملح موضوعة حول صُفّتي... 

ثم قال عليه السلام: يبدو أنه سيأتينا مال كثير من مكان ما. ثم مكثتُ هنا أربعة أيام، فوصلتْ أمام أم عيني حوالةٌ بريدية قيمتها أكثر من ألف روبية. (سيرة المهدي، لحضرة مرزا بشير أحمد، الجزء ثالث، الطبعة الثانية، رواية رقم ٦٣٦، ص ١٠١، و"الفضل"، مجلد ٢٩، عدد ٢٧٩، يوم ٢/١٢/١٩٤١، ص ٤) (التذكرة ٨١٧)

5-

٦/٩/١٨٨٢

في ٦/٩/١٨٨٢ يوم الخميس وعند حاجة ملحّة، بشّرني الله تعالى بكلامه المبارك ليُطَمْئنني وقال:

"بِست ویک روپیہ آنے والے ہیں۔" (أردية)

أي: ستأتيك عما قريب إحدى وعشرون روبيةً.

واللافت في هذه البشارة بأني أُخبرتُ بعدد الروبيات الآتية، والإعلام بعدد محدد إنما هو من اختصاص عالم الغيب وحده دون غيره. والأغرب من ذلك أن هذا العدد كان على وجه غير معهود، إذ لم يكن له علاقة بالسعر المحدد للكتاب، وبسبب هذه الأمور الغريبة أطلعتُ بعضَ الآريين على هذا الوحي قبْل تحقُّقه. (البراهين الأحمدية، الجزء الرابع، الخزائن الروحانية، مجلد ١، ص ٦٢٤، الحاشية في الحاشية ٣) (التذكرة ١٠٥)

6-

١٠/٩/١٨٨٣

ثم في ١٠/٩/١٨٨٣ نزل الإلهام للمرة الثالثة تأكيدًا للأمر كالآتي:

"بِست ویک روپیہ آئے ہیں۔" (أردية)

أي: "لقد أتت إحدى وعشرون روبية".

وفهمتُ من ذلك أن هذه النبوءة ستتحقق اليوم. فلم يمض على الإلهام إلا ثلاث دقائق وأكثر قليلاً حتى جاء شخص اسمه "وزير سنغ" وأعطاني فور حضوره روبية واحدة لأقوم بعلاج أحد أقاربه المريض. ومع أن المعالجة والمداواة ليست مهنتي، بل كلما أتاني مريض وعرفتُ دواءه وصفتُه له لوجه الله من أجل الثواب، إلا أنني أخذتُ من هذا الشخص تلك الروبية إذ خطر ببالي فورًا أنها جزء من النبوءة. ثم أرسلتُ شخصًا موثوقًا به إلى مكتب البريد لعل الجزء الثاني من النبوءة سيتحقق بواسطة البريد. فأجاب مدير المكتب الهندوسي أنه قد وصلتْه حوالة بريدية واحدة قدرها خمس روبيات فقط مصحوبة ببطاقة من مدينة "ديره غازي خان"، ولكن لم تصل النقود بعد، ولسوف أعطيك إياها بعد وصولها. فأخذتني حيرة كبيرة بسماع هذا الخبر وقلقتُ قلقًا لا يوصف. وبينما أنا في هذه الحيرة من أمري وأقول في نفسي لو جمعتُ هذه الروبية مع الخمس روبيات لصارت ست روبيات فقط، وكيف سيكون المبلغ 21 روبية، فما هذا يا ربي؟! تلقيت فجأة وأنا مستغرق في هذا التفكير هذا الوحي:

"بست ویک آئے ہیں،اِس میں شک نہیں۔" (أردية)

أي: لقد جاءت إحدى وعشرون، لا شك في ذلك. 

ثم لم يمض على هذا الإلهام إلا سويعات حتى ذهب إلى مكتب البريد وفي اليوم نفسه هندوسيٌّ آريٌّ كان قد سمع ما قاله مدير المكتب من قبل، فقال له المدير: الواقع أن عشرين روبية كانت قد وصلتْ ولكني قلت من قبل بدون تفكير أنه لم تصل إلا خمس روبيات فقط. فرجع الهندوسي الآري نفسه بعشرين روبية مع بطاقة مرسلة من قبل المحاسب منشي إلهي بخش. ثم تبين أن البطاقة لم تكنْ ذات صلة بالحوالة البريدية، وأن النقود كانت قد وصلتْ سلفًا. كما تبينَ من العبارة التي كتبها منشي إلهي بخش على البطاقة التي كانت وصلاً من مكتب البريد أن الحوالة البريدية كانت قد وصلتْ قاديان بتاريخ ٦/٩/١٨٨٣، أي في اليوم الذي تلقيتُ فيه ذلك الوحي. فكان كلام مدير مكتب البريد خاطئا كله، وثبت صدقُ كلام عالم الغيب. فاشتريت الحلوى بروبية واحدة تذكارًا لذلك اليوم المبارك ووزّعتُها على بعض الهندوس الآريين أيضًا. فالحمد لله على آلائه ونعمائه ظاهرها وباطنها. (البراهين الأحمدية، الجزء الرابع، الخزائن الروحانية، مجلد ١، ص ٦٢٤-٦٢٦، الحاشية في الحاشية ٣) (التذكرة ١٠٦)

7-

١٨٨٣ أو ما قبله

رأيت في الرؤيا قبل فترة أن رسالة جاءت من نواب إقبال الدولة من ولاية حيدر آباد، وعَد فيها بإرسال مبلغ من المال... ثم بعد بضعة أيام جاءت الرسالة من حيدر آباد، وأرسلَ مئة روبية. (البراهين الأحمدية، الجزء الرابع، الخزائن الروحانية، مجلد ١، ص ٥٦٨-٥٦٩، الحاشية في الحاشية ٣) (التذكرة ٦٢)

8-

٢٤/٥/١٨٩٥ 

(ب): رأيت عندها في عالم الكشف أن روبية نزلتْ من السماء ووقعتْ في يدي ومكتوب عليها: "معمَّر الله." ("بدر"، مجلد ٦، عددان ١ و ٢، يوم ١٠/١/١٩٠٧، ص ٣) (التذكرة ٢٧٢)

9-

١/١٠/١٨٩٦

وصلتني بالبريد أمسِ مئةُ روبية بعثتَها لي. ومن عجائب قدرة الله تعالى أنه أخبرني بهذا المبلغ قبل وصوله إليّ بسبع ساعات تقريبًا. فيكفيك أجرًا على هذه الخدمة أن الله تعالى راضٍ عنك؛ وبعد رضاه سبحانه وتعالى لو صار العالم كله هباءً منثورا فلا ضير. لقد رأيت هذا الكشف وتلقيت هذا الوحي بحقك أنت مرتين. فالحمد لله، الحمد لله. (رسالة يوم ٢/١٠/١٨٩٦ المرسلة إلى سيتهـ عبد الرحمن المدراسي، رسائل أحمدية، الجزء الخامس، مجلد ١، ص ٥) (التذكرة ٢٨٦)

10-

٤/١١/١٨٩٨

أُريتُ اليوم ٤/١١/١٨٩٨ في المنام أن شخصًا يرسل إليَّ مالاً، فغمرتني الفرحة وأيقنت أنه ستأتيني اليوم خمسون روبية. فوصلتْني منك خمسون روبية اليوم ٤/١١/١٨٩٨. فالحمد لله، وجزاكم الله. يبدو أن إرسالك هذا المالَ قد صار مقبولاً عند الله تعالى. (رسالة ٤/١١/١٨٩٨، يوم الجمعة، المرسلة إلى الدكتور خليفة رشيد الدين) (التذكرة ٣٢٧)

فطبيعة هكذا وحي تدلك على طبيعة الرجل! وانظر كيف كانت المبالغ المالية تأتيه من البريد! وهذا منذ بداية دعوة الغلام القادياني كما هو واضح من خلال التواريخ.

فضلا عن الكذب، إذ من الجائز والأكيد أن يعلم الغلام القادياني أنه سيصله مبالغ مالي، ثم يفبرك وحيا، ثم يخبر بعض الناس بذلك، هل هذه معجزات نبيكم يا قاديانية وأدلة على صدقه وصدق وحيه!

وما سبق مجرد أمثلة.

ثانيا: لقد أدخل الإنجليز القاديانيين في الوظائف الحكومية، بل ودخلوا في الجيش البريطاني، وقاتلوا مع بريطانيا في الحرب العالمية الأولى وفي احتلال العراق، ووصل أحد القاديانيين إلى منصب وزير خارجية باكستان، ولا شك أن هذا منصب كبير وخطير.

ثالثا: لقد تغلغل القاديانيون في المناصب الحكومية وقامت اضطرابات في باكستان بسبب ذلك، وقد تحدث عن ذلك المودودي رحمه الله في كتابه (كشف القناع عن وجهه القاديانية ومخططاتها) 

رابعا: كنت اسمع قديما، أن القاديانيين نشيطون في الدعوة لباطلهم، أما اليوم: فأنا أعلم أن هناك شيء من المبالغة، أيضا من خبرتنا ومعرفتنا أن المال والمناصب تدفع المنتفعين منهم للنشاط، أما الداخلون الجدد في هذه الجماعة، في البداية يدفعهم الحماس للنشاط ودعوة الناس ومجادلتهم وإلقاء الشبهات، ثم شيئا فشيئا يضعف الحماس عندهم ويصيبهم الفتور، وبعضهم يترك هذه الجماعة.

خامسا: أما التبرع بالمال، الجماعة تفرضه فرضا واجبا على أتباعها من دخلهم الشهري، ومن لا يدفع يتهم بالنفاق ويتم طرده، وترك الكثيرون الجماعة بسبب ذلك. 

سادسا: قتلى هذه الجماعة أفراد معدودون، بينما شهداء المسلمين في بلاد الإسلام على يد الكفار والاستعمار في العصر الأخير بالملايين ظلما وعدوانا: في الهند وأفغانستان وأركان وتركستان والجزائر والعراق وسوريا وفلسطين والشيشان وأفريقيا… ماذا نحصي من بشر، وماذا نعد من بلاد، فنسأل الله أن ينصر ملته وأمته، وأن يعز الإسلام والمسلمين… اللهم آمين آمين آمين والحمد لله رب العالمين.

وللأسف: نحن الضحية ونحن المتهمون.

وهذا من دجل هذا العصر الآخير، يقولون جميل الكلام، ويأتون بالجرائم وشرور الأعمال. 

لقد كانت بريطانيا تحاول احتلال أفغانستان وهزمت في هذه البلاد ثلاث مرات هزائم منكرة، وفي زمن القادياني ألقي القبض على إثنين وتم إعدامهما بتهمة العمالة للدولة الاستعمارية البريطانية فهؤلاء من شهداء الجماعة القاديانية.

سابعا: نحن نملك الأدلة على عدم ثقة صحابة نبي القاديانية بصدقه:

|١| ما أن مات نبي القاديانية حتى اختلف صحابته بعد موته بسنوات قليلة. وانقسموا إلى قسمين: 

قاديانية: وهؤلاء يثبتون نبوته. 

ولاهورية: وهؤلاء لا يعتبرونه نبيا على الحقيقة.

فتخيل أن القاديانية تتحدث عن ثقة صحابته المطلقة به و بوحيه، وقد اختلفوا في مسألة أساسية وجوهرية، والمفروض ألا يكون فيها خلاف، إلا أن غلام أحمد القادياني، له نصوص كثيرة في نفي ادعاء النبوة، ونصوص كثيرة في إثبات نبوته، ونصوص يجعل فيها نبوته مجازية أو ناقصة أو غير حقيقية.

|٢| مخالفة صحابته له في مسائل كثيرة كـ: النسخ في القرآن، والجن الشبحي، والمعجزات، ومسائل الفقه… إلخ. بل تجد أن نبي القاديانية يقول شي، وهم يقولون شيئا آخر، مع العلم أنه الحكم العدل عند القاديانية.

|٣| ألف ابن القادياني وخليفته بشير الدين محمود "المصلح الموعود" المزعوم كتابه التفسير الكبير وغير ذلك من الكتب… وخالف والده في الكثير الكثير من العقائد والمسائل والتفسيرات… فوقع التناقض بين الأب والإبن الذي يتلقى وحيا أيضا، فحصل التناقض بين الوحيين، وهذا من أدلة الكذب الملموسة، بل القاديانية تتبع أقوال الابن في كثير من المسائل والعقائد والتفسيرات، وتلقي بأقوال النبي الأب خلف ظهرها.

|٤| تكذيب بعض أتباعه له وخروجهم من جماعته، مثل مير عباس الذي جاء فيه وحيا قاديانيا فكذبه الله الحكيم العزيز فيه:

"حبي في الله میر عباس علي اللدهيانوي المحترم: هو صديقي الأول الذي ألقى الله تعالى حبي في قلبه قبل غيره وهو الرجل الصالح الذي جاء قبل غيره إلى قاديان للقائي لوجه الله فقط، وذلك بعد تحمل عناء السفر على سنة الأبرار الأخيار وبنزاهة تامة لا أستطيع أن أنسى أبدا أنه أظهر الوفاء بحماس صادق، وتحمل من أجلي معاناة كثيرة، وسمع من القوم الكثير من سيء الكلام. إن مير عباس المحترم ذو سيرة طيبة وعلى علاقة روحانية بي. ويكفي لإثبات مرتبته في الإخلاص أنني تلقيت مرة بحقه إلهاما:  "أصله ثابت وفرعه في السماء". يعيش في هذه الدنيا الفانية عيش المتوكل". (فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٥٦٥)

ثم قال عنه بعدما كذبه وفارقه:

"إنه ذلك الشخص الذي ذكرته بالخير في الصفحة ٧٩٠ من كتاب "إزالة أوهام" ضمن جماعة المبايعين، قد تعثر، مع الأسف، بسبب وسوسة بعض الموسوسين، بل دخل في جماعة الأعداء.

لعل البعض يتعجب أن هناك بحقه إلهاما من الله تعالى: "أصلها ثابت وفرعها في السماء"، فجوابه أن معنى الإلهام هو أن أصله ثابت وفرعه في السماء، ولكن لا يوجد فيه تصريح عن الشيء الذي هو ثابت عليه من حيث طبيعته، لا شك أن كل إنسان يتحلى بميزة من الميزات الفطرية يثبت عليها على الدوام، وإذا انتقل كافر من الكفر إلى الإسلام فإنه ينتقل مع هذه الميزة الفطرية التي يتحلى بها، والعكس صحيح، لأنه لا تبديل لفطرة الله ولا تغيير لخلق الله. إن الناس معادن مختلفة كمعادن الذهب والفضة والبرونز، فلا عجب أن يتضمن الإلهام خبرًا عما يتحلى به السيد مير من ميزة فطرية لا تتبدل، ولا اعتراض على مثل هذه الأمور بل هو أمر متفق عليه عند الجميع أن الكفار أيضا يتحلون ببعض الميزات الفطرية دع عنك المسلمين، فإنهم أيضا يتصفون ببعض الأخلاق فطريًّا، لم يخلق الله تعالى أحدًا في الظلمة المتجسدة والظلام المطبق، ولكن الحق أنه لا يمكن لأية ميزة فطرية أن تكون سببا للنجاة دون الاهتداء إلى الصراط المستقيم الذي هو الإسلام بتعبير آخر، لأن الإيمان والعرفان الإلهي والصراط المستقيم وخشية الله لهي من أعظم المزايا والميزات فإن لم يتحل بها أحد فلا قيمة لمزاياه الأخرى. وإضافة إلى ذلك يعود تاريخ هذا الإلهام إلى زمن كان السيد مير يتحلى بالثبات والصمود وكان مفعمًا بقوة الإخلاص العظيم، وكان يعتقد في قرارة قلبه أنه سيظل ثابتًا. فلقد أخبر الله تعالى عن حالته تلك التي كان عليها في ذلك الوقت، وهذا معروف ومتعارف عليه في وحي الله تعالى أنه يخبر عن حالة أحدٍ الموجودة آنذاك إذ يسمي أحدًا بالكافر حينما يكون كافرًا ويصفه بالمؤمن وثابت القدمين عندما يكون مؤمنًا مخلصًا وثابت القدمين. هناك نماذج كثيرة من ذلك في كلام الله. ومما لا شك فيه أن السيد مير ظل طول عشرة أعوام ضمن المخلصين لي بكل إخلاص وحب وثبات، وقد دفعه الإخلاص والحماس عند البيعة ألا يقتصر على بيعته هو بل أدخل في هذه الجماعة أعزاءه وأقاربه ورفقاءه وأصدقاءه وذويه أيضا. ولقد بعث إلي خلال هذه السنين العشرة رسائل تفيض بالإخلاص والتقدير لدرجة يصعب علي بيانه الآن، إلا أن قرابة مئتي رسالة له لا تزال بحوزتي أظهر فيها منتهى تواضعه وإخلاصه وتقديره بل ذكر في بعضها رؤاه التي صدَّقت له روحانيا أنني من الله وأن معارضيَّ على الباطل. وقد بين بناء على رؤاه معيته لي الأبدية أي أنه سيكون معي في الدارين. كذلك قد أشاع رؤاه هذه في كثير من الناس وأخبر بها تلامذته ومخلصيه. فلو أخبر إلهام الله تعالى عمن أظهر إخلاصه بهذا الحماس المفرط أنه ثابت غير متردد الآن فهل يعتبر ذلك الإلهام خلافًا للواقع؟ إن كثيرا من الإلهامات الإلهية تعبر عن الحالة الراهنة فحسب ولا علاقة لها بعاقبة الأمور، وهناك أمر آخر معروف أنه لا يمكن الحكم على سوء عاقبة أحد ما دام على قيد الحياة، لأن قلب الإنسان بيد الله جلّ شأنه فإذا شاء فهو قادر على توجيه قاسي القلب ومختوم الفؤاد إلى الحق في لمح البصر. على أية حال، يدل هذا الإلهام على الحال وليس على المآل بالضرورة، وخاصة أن المآل لم يظهر". (مجموعة الإعلانات)

|٥| ومن الأمثلة على بعض صحابة نبي القاديانية وبذلهم للمال وتضحياتهم المالية: 

"لقد جرّبت هذا الأمر بشدة أثناء طباعة هذا الكتاب، مع أنني كنت قد أعلنت على نطاق واسع أنه من الأنسب أن يُثبَّت ثمنه بمئة روبية نتيجة ضخامة حجمه، وعلى الأثرياء أن يراعوا هذا الأمر لأن الكتاب نفسه نبيعه للفقراء بعشرة روبيات فقط. فمن واجب الأغنياء أن يعوّضوا هذا النقص، إلا أن الجميع قد سارعوا ودخلوا في عداد الفقراء ما عدا سبعة أو ثمانية أشخاص فقط. فما أحسن تعويضهم لهذا النقص! كلما فحصنا حوالةً بريديةً لنعلم من أرسل خمس روبيات أو عشرة روبيات ثمنًا للكتاب علمنا في معظم الأحيان أنها جاءت من "نواب" فلاني أو الزعيم الأعلى الفلاني. غير أن النواب إقبال الدولة المحترم من حيدر آباد، وزعيمٌ آخر من محافظة "بُلَند شهر" الذي رفضَ ذكر اسمه، قد أرسل كل واحد منهما مئة روبية ثمنا لنسخة واحدة من الكتاب. كما أرسل موظف آخر اسمه محمد أفضل خانْ مئة وعشر روبيات، وأرسل النواب المحترم من مالير كوتله مئة روبية ثمنا لثلاث نسخ. كذلك أرسل الزعيم الهندوسي "سردار عطر سنغ" - الزعيم الأعلى في لدهيانه، ولعلوّ همته وكمال سخائه، خمس عشرة روبية لدعم الكتاب". (مجموعة الإعلانات)

والرجل كان يطلب التبرعات من المسلمين والناس كثيرا، ثم فرض على أتباعه فرضا واجبا بدفع نسبة من دخلهم الشهري، وكانت تأتيه الأموال من بعض المسؤولين وبعض الأغنياء، حتى حصل على مبالغ مالية كبيرة جدا في زمانه، فصارت كثرة الأموال وما يأتيه منها معجزة من معجزاته ودليل من أدلة صدقه، ولندعه يتحدث عن معجزاته المالية - مع العلم أن ١٠ روبيات كانت كافية في ذلك الزمان للموظف شهريا - :

"أليس الله بكاف عبده، لقد تلقيت هذا الإلهام في أيام كان معاشنا وأسباب راحتنا كلها تعتمد على دخل والدي الزهيد. ولم يكن أحد من الناس يعرفني، وكنت خامل الذكر منزويا في زاوية الخمول في قرية غير عامرة هي قاديان. ثم وجه الله تعالى إلي عالما حسب نبوءته وأعاني بالمال بفتوحات متتالية لا أجد الكلمات لذكرها. ما كنت أتوقع نظرا إلى حالتي أني سأجد حتى عشر روبيات شهريا، ولكن الله الذي يرفع الفقراء من التراب ويجعل المتكبرين ترابا قد أخذ بيدي، فأستطيع أن أقول باليقين إنه قد جاءني إلى الآن ثلاثة مئة ألف روبية أو أكثر. ويقدر متوسط ما يُنفق على دار الضيافة بألف وخمس مئة روبية شهريا منذ عدة أعوام. وزد إلى ذلك أقساماً أخرى تقتضي نفقات أخرى مثل المدرسة وطباعة الكتب. فانظروا كيف تحققت نبوءة "أليس الله بكاف عبده" بعظمة وجلاء تام! هل هذا عمل مفتر أو وساوس شيطان؟". (حقيقة الوحي ١٩٨)

"مع أنه قد جاءني ألوف من الروبيات عن طريق الحوالات البريدية، غير أن ما قدم لي الإخوة المخلصون بأنفسهم يزيد على ذلك بكثير، وذلك بالإضافة إلى ما جاء ضمن الظروف بالبريد. وكذلك أرسل الإخوة المخلصون قطعاً نقدية وذهبية ولم يظهروا حتى أسماءهم، فلا أعرف إلى الآن عن أسمائهم شيئا".  (حقيقة الوحي ١٩٨)

"وكنت سابقا أواجه صعوبة مالية، فما كنت أتلقى حتى عشرين روبية شهريا فكنت أضطر للاقتراض. أما الآن فقد وصل الدخل من كافة فروع الجماعة إلى ثلاثة آلاف روبية شهريا تقريبا". (حقيقة الوحي ٢٢٨)

"وقد بشرني الله تعالى بشارات متتالية وقال مخاطبا إياي ما مفاده سأرزقك إكراما عظيما في الدنيا، وسأجعل منك جماعة كبيرة، وساري لك آيات عظمية، وسأفتح عليك باب البركات كلها. ونتيجة لهذه النبوءات دخل في جماعتي مئات الآلاف من الناس وهم جاهزون للتضحية بنفوسهم في هذا السبيل، وقد جاءني أكثر من مئتي ألف روبية منذ ذلك الحين كما جاءت الهدايا من كل جانب بحيث لو جمعت لامتلأت بها غُرف عديدة". (حقيقة الوحي ٢٢٩)

"قبل ثلاثين عاما رأيت في الرؤيا مصطبة مرتفعة تشبه محلا ربما كانت مسقفة يجلس عليها طفل وسيم يبلغ من العمر نحو سبع سنوات، وخطر ببالي أنه ملاك فدعاني أو ذهبت إليه، لا أذكر بالضبط ولكن عندما وقفت قرب المصطبة أعطاني خبزا لامعا وناعما كان في يده وكان كبيرا جدا يعادل أربع خبزات تقريبا. فأعطاني الخبز وقال: إنه لك وللدراويش معك. فتحققت هذه الرؤيا بعد عشر سنوات. فلو جاء أحد إلى قاديان ومكث فيها بصفاء القلب لعلم أن الخبز الذي أعطاني الملاك نُعطاه من الغيب صباح مساء، إذ يأكل عندنا كثير من الفقراء مرتين كل يوم كذلك إن عديدا من العميان والعُرْج والمساكين يأخذون الطعام من دار الضيافة مرتين يوميا، ويأتينا الضيوف من كل حدب وصوب، ويبلغ أحيانًا متوسط عدد الذين يأكلون من دار الضيافة كل يوم مئتي ضيف أو ثلاث مئة أو يزيد. وذلك بالإضافة إلى مصاريف الضيافة الأخرى. وتبلغ النفقات الشهرية ١٥٠٠ روبية رغم الحرص والاقتصاد. وإلى جانب ذلك هناك نفقات أخرى كثيرة. وإنني أرى هذه المعجزة الإلهية منذ عشرين عاما؛ إذ نتلقى الطعام من الغيب ولا نعرف من أين سياتي غدا ولكنه يأتي على أية حال". (حقيقة الوحي ٢٦٢)

"ويمكن أن يُعلم بالتحقيق في سجلات مكتب البريد أنه قد أتاني مئات الألوف من الأموال فتوحات مالية، إضافة إلى النقود التي يقدمها الناس نقدا أو يرسل بعضهم أوراقا نقدية في الظروف. تبلغ نفقات مشاريع الجماعة ثلاثة آلاف روبية شهريا على وجه التقريب، الأمر الذي يبين أن الدخل الشهري أيضا يقارب هذا القدر. بينما لم يكن أحد يدفع مليما واحدا ولو مرة واحدة في السنة في الوقت الذي نُشرت فيه النبوءة عن الفتوحات المالية في البراهين الأحمدية. كما لم يكن هناك أي أمل في ذلك وقد مضى ٣٠ أو ٣٢ عاما على هذه النبوءة التي تعود إلى زمن ما كان يأتيني فيه مليم واحد من أي جهة و لم يكن في جماعتي أحد، بل كنت كبذرة مستورة في الأرض". (حقيقة الوحي ٤١٧)

وهكذا كان الغلام القادياني يعيش من أموال والده، ثم من الأغنياء والصدقات والتبرعات وما يوجبه على أتباعه ويأكل أموال الناس بالباطل وفتح دكانا لجلب المال.

أما محمد صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَنْبَغِي لِآلِ مُحَمَّدٍ، إِنَّمَا هِيَ أَوْسَاخُ النَّاسِ». (صحيح مسلم)

قال النووي رحمة الله عليه في (شرح مسلم):

"قوله صلى الله عليه وسلم : ( إنما هي أوساخ الناس ) ‏تنبيه على العلة في تحريمها على بني هاشم وبني المطلب ، وأنها لكرامتهم وتنزيههم عن الأوساخ ، ومعنى ( أوساخ الناس ) أنها تطهير لأموالهم ونفوسهم كما قال تعالى : { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها } فهي كغسالة الأوساخ" . ‏

وكان يقبل الهدية ويعطي بدلا عليها:

عَنْ  عَائِشَةَ  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَيُثِيبُ عَلَيْهَا. (صحيح البخاري)

ردود على دليل القاديانية:

★ قالت: يبدأ النبي دعوته وليس بيده مال ولا زعامة ولا سلطة ولا منفعة دنيوية.

والجواب: لقد كان بيد نبينا صلى الله عليه وسلم مال رغم زهده، وعمل في التجارة، بل ورعى الغنم:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : «مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا رَعَى الْغَنَمَ ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ : وَأَنْتَ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لِأَهْلِ مَكَّةَ». (صحيح البخاري)

ولا يوجد أي إثبات أن الغلام القادياني رعى الغنم سوى المزاعم، كان إنسانا خاملا كسولا بإعترافه، يعتمد على مصروفه من والده، والحديث النبوي السابق دليل على كذب نبوته.

الأمر الآخر لقد حاز النبي على السلطة فأقام مجتمعا في المدينة، ثم امتد إلى الجزيرة العربية، وكان يأمر فيطاع، وكان يقضي بين الناس، وكان يقود الجيوش… أما القادياني مجرد زعيم فرقة دينية صغيرة، شيخ له مريدين، أو مثل الباب والبهاء الذين ظهروا في إيران. 

★ قالت: بل يتعرض المؤمنون به للسخرية والاضطهاد والقتل وضياع المال والمناصب والمكانة الاجتماعية.

والجواب: ما سبق ليس دليلا على الصدق والحق، كل أتباع الأديان يتعرضون لما سبق، لقد تعرض اليهود في روسيا وأوروبا للاضطهاد، ومع ذلك هم على باطل، وهم اليوم يمارسون الاضطهاد على غيرهم، وفي العصر الآخير فسادهم عم العالم.

★ قالت: وكثير منهم تبرعوا بجزء كبير من أموالهم لنشر الإسلام.

والجواب:

هم يتبرعون لنشر باطل القاديانية، وهذا ليس دليلا على صدق الغلام القادياني وأن دعوته حق، المسلمون منذ ١٤٠٠ سنة يزكون ويتصدقون ويضحون ويتبرعون ويبذلون… وأتباع الديانات المختلفة يقدمون المال وهم على باطل.

★ قالت:  لذا فلا يمكن القول إنّ أتْباعه قد آمنوا به طمعًا في مغانم دنيوية.

والجواب:

-كانت بلاد الهند فيها الكثير من الفقراء، وكانت بريطانيا تستعمرها وتنهب ثرواتها، فلا يستبعد أن منهم من انضموا للجماعة لسبب مالي أو مغنم دنيوي أو حاجة.

-شيوخ القاديانية هم موظفون في الجماعة ويأخذون مقابل، المال والمنفعة، بينما هناك فئات من المسلمين تدعو إلى الله بلا وظيفة يتقاضون عليها مالا.

-نحن نعلم أن كثيرا من المنتفعين الذين يتلقون مالا، يعلمون باطل القاديانية، والمسألة عندهم أكل عيش.

لقد حدثني أحد المسلمين أنه يعرف مسلما دخل إلى الجماعة القاديانية في احدى البلاد، بسبب الفقر الشديد، وأنه يعلم أن القاديانية على باطل، وأنه سيتركهم عندما يتدبر أمر عيشه.

والمال أمر لا بد منه والناس بحاجة و مفتقرة إليه، ومنهم من يأخذ مال الله ورزقه بالحق ومنهم بالباطل، وهذا حال القادياني والقاديانية، ومجرد التبرع بالمال ليس دليلا أن فلانا صادق، وأن الجماعة الفلانية على حق، فكثير من الجماعات تأتيها التبرعات المالية.

 والقاديانية هي منظمة عالمية قائمة على المال، فإن ذهب المال ذهبت الجماعة، وهي تشدد على موضوع وجوب التبرع المالي كما يشدد الرافضة على موضوع الخمس، ونشرت الجماعة كتابا بعنوان (أهمية التبرعات والتضحيات المالية) وجاء في خاتمة الكتاب:

التبرعات وأقسامها

 فيما يلى نبذة عن أنواع التبرعات التي يقدمها أبناء الجماعة:

صندوق الجلسة السنوية: 

من فتحه سيدنا المسيح الموعود عليه السلام، وقد ألزم كل مسلم أحمدي بدفع ١٪ من دخله الشهري لينفق على الجلسة السنوية. 

التبرع العام: 

يتبرع المسلم الأحمدي بـ ستة وربع بالمائة من دخله الشهري على الأقل. وهذه النسبة حددها الخليفة الثاني رضي الله عنه له على ضوء شتى أقوال المسيح الموعود عليه السلام وهو تبرع إلزامي.

صندوق الوصية:

يتبرع المسلم الأحمدي المنخرط في نظام الوصية بعشر دخله على الأقل و بثلثه على الأكثر بدل التبرع العام، كما يوصي بدفع عُشر ممتلكاته وعقاراته عند وفاته للجماعة. وهذه النسبة حددها المسيح الموعود عليه السلام. وهو تبرع إلزامي.

صندوق التحريك الجديد:

في عام ١٩٣٤، أعلن أعداء الجماعة الإسلامية الأحمدية من "حزب الأحرار" أنهم سيدمرون قاديان ويدكونها دكا، وأنهم سيمحون اسم الجماعة الإسلامية الأحمدية من الهند بل من ذاكرة التاريخ. فأعلن الخليفة الثاني رضي الله عنه: إن هؤلاء يريدون القضاء علينا في الهند، فهلم ننشر دعوة المسيح الموعود عليه السلام في كل بقاع العالم، ونفتح خارج شبه القارة الهندية المراكز الجديدة، ونشيد المساجد، فقدم رضي الله عنه لأفراد الجماعة "التحريك الجديد"، وطالبهم بالالتزام بـ ١٩ أمرا، ثم أضاف إليها فيما بعد ٨ أخرى تسمى متطلبات التحريك الجديد، ومنها: اتخاذ الحياة البسيطة، تجنب النفقات الزائدة، نذر الأولاد لخدمة الدين، وقف الحياة لخدمة الدين، وتقديم التبرعات إلى برنامجا يسمى صندوق البرنامج. وكل هذه المراكز المنتشرة في جميع القارات اليوم والمساجد المشيدة، وترجمات القرآن والحديث إلى لغات العالم، والكتب العلمية المختلفة، والقناة الفضائية الإسلامية الأحمدية وشبكة الدعاة، إنما هي ثمار طيبة لهذا المشروع.

صندوق الوقف الجديد:

أسس سيدنا الخليفة الثاني رضي الله عنه مشروع الوقف الجديد في عام ١٩٥٧ في الجلسة السنوية. كان الهدف منه إنشاء شبكة دعاة ينتشرون في قرى باكستان ليؤدوا واجب الدعوة والتربية. لقد طلب أبناء الجماعة أن يهبوا حياتهم لهذا المشروع، وأن يساهم في صندوق هذا المشروع كل أحمدي بتقديم ست روبيات في السنة كما يجب على أصحاب العقارات والأراضي أن يهبوا قطعة من الأرض في هذا السبيل. وكان مجال أعماله في البداية مقتصرا على باكستان، ثم وسعه سيدنا الخليفة الرابع رحمه الله في ديسمبر/ كانون الأول ١٩٨٥م ليشمل الهند وأفريقيا.

صندوق سيدنا بلال:

مشروع مالي قدمه سيدنا الخليفة الرابع رحمه الله لينفق منه على عائلات شهداء الأحمدية الذين قتلوا لمجرد أنهم أحمديون.

صندوق بناء المساجد:

صندوق ترجمة القرآن الكريم:

صندوق المنشورات:

صندوق (MTA):

صندوق مريم:

آخر صندوق فتحه الخليفة الرابع، وهو لمساعدة الفتيات الفقيرات جدا في الجماعة في المستلزمات الأساسية للزواج، علما أن حضرته سماه باسم أمه "مريم بيغم".

ثم هناك تبرعات للتنظيمات الفرعية في الجماعة وهي: مجلس أنصار الله لمن هم فوق الأربعين، ومجلس خدام الأحمدية للشباب دون الأربعين، ومجلس أطفال الأحمدية للصغار، ولجنة إماء الله للنساء، وناصرات الأحمدية للبنات.

يتبرع كل أحمدي بـ  ١٪ من دخله السنوي للصندوق الخاص بتنظيمه الفرعي.

ملحوظة: التبرعات الإلزامية هي التبرع العام والوصية وتبرع الجلسة السنوية وتبرع اللجنة الفرعية. وما تبقى فهو اختياري. ويشجع صغار الجماعة أن يتبرع كل منهم في صندوق الوقف الجديد ليعتاد على ذلك منذ الصغر. انتهى.

قلت: كثرة الطلب من الأتباع بالتبرعات المالية، دفعهم لإظهار أثر لهذه التبرعات:

.الإعلان عن أعداد وهمية لملايين المبايعين الجدد.

.الإعلان عن بناء معابد كثير منها شبه فارغة.

.تصوير بعض النشاطات في البلاد المختلفة.

.إظهار أن الأتباع متحمسون لدفع المال عندما يخاطبون الناس.

هذا مع العلم أن القادياني وخلفاء القادياني يعيشون حياة الترف والبذخ والنعيم، في الوقت الذي يطالبون الأتباع بالمال والتضحيات المالية.

وهناك أدلة على أن الغلام القادياني طالب زعامة وطالب مال:

٭ في البداية كان الغلام القادياني يكتب في إعلاناته : الكاتب ميرزا غلام أحمد زعيم قاديان. (مجموعة الإعلانات)

٭ الإعلانات المالية، أنظر (مجموعة الإعلانات)

٭كثرة حديثه عن المال في كتبه ووحيه.

٭ جمع المال من المسلمين لتأليف كتاب " البراهين الأحمدية " في ٣٠٠ جزء، ثم كتبه في أربعة أجزاء، ثم كتب الجزء الخامس بعد ٢٠ سنة، ثم قال كنت سأكتبه في ٥٠ جزءا ولا فرق بين ٥ و ٥٠ سوى النقطة لذا تم الوعد، فاتهمه الناس بالسرقة وأكل الأموال بالباطل، هذا فضلا أن الكتاب تافه ومليء بالهراء، وبه أقوال تراجع هو نفسه عنها، وبه أقوال تخالف عقائد القاديانية.

٭ أوجب وفرض على أتباعه دفع نسبة ٦٪ من دخلهم الشهري:

 "سوف ننتظر الجواب من كل مبايع إلى ثلاثة شهور بعد نشر هذا الإعلان .هل يرضى بدفع شيء من التبرعات شهريا لمساعدة الجماعة أم لا ؟وإن لم يأت رده إلى ثلاثة شهور سوف يشطب إسمه من قائمة المبايعين ويشاع هذا الأمر .ولو تهاون أحد في دفع التبرع إلى ثلاثة شهور بعد وعده بذلك فسوف يشطب إسمه أيضا.ثم لن يبقى في الجماعة كل من كان متكبرا ومتهاونا وليس من الأنصار". (مجموعة الإعلانات) .

٭ أعلن عن "الترياق الإلهي" بمبلغ ضخم لمن يريد الشراء لعلاج الطاعون ٢٥٠٠ روبية:

" دواء للطاعون لقد كتبت من قبل أن هناك دواء للطاعون قد أعد يبذل الفين وخمس مئة روبية، وإضافة إلى ذلك قد ركب مرهم عيسى أيضا للتطبيق على الجسم خارجيًّا أي المرهم الذي كان قد رُكب العلاج جروح عيسى حين علقه اليهود الخبثاء على الصليب. فقد طبق هذا المرهم المبارك أربعين يوما متتالية على جروع عيسى الناتجة عن عملية الصلب. وبسببه شفاه الله تعالى وكأنه حيي من جديد. هذا المرهم مفيد للغاية في الطاعون أيضا بل يفيد في كافة أنواعه، لذا من المناسب أن يبدأ الناس باستخدام هذا المرهم فورا على إثر ظهور بوادر المرض فإنه يدفع المواد السمية وينضج البثور والنفطات ويمزقها ولا تتوجه سمومها إلى القلب ولا تنتشر في الجسم. وطريقة استخدام الدواء الذي اسميته "الترياق الإلهي".... (مجموعة الإعلانات)

٭ مقبرة الجنة -صكوك غفران- واستثنى نفسه وعائلته:

"والشرط الثاني هو : ألا يُدفن في هذه المقبرة من الجماعة كلها إلا من يوصي بأن يُنفق عشر تركته بعد موته من أجل نشر الإسلام وتبليغ أحكام القرآن حسب توجيهات هذه الجماعة، ولكل صادق كامل الإيمان الخيار في أن يوصي بأكثر من ذلك، ولكن لا يحق لأحد أن يوصي بأقل منه". (الوصية ٢٤)

"ولقد استثنائي الله تعالى أنا وأهلي وعيالي من دون الناس والواجب على كل واحد غيرنا أن يتقيد بجميع هذه الشروط، رجلا كان أم امرأة، ومن اعترض كان منافقا". (الوصية ٣٦)

لاحظ :أن مجرد الاعتراض يعد نفاقا، من لا يدفع المال يتهم بالنفاق.

فائدة: قد يقوم الفرد من الفرقة القاديانية بدعوة الناس إلى الجماعة والحديث عن بعض عقائدها وأفكارها وشبهاتها وإعطاء الكتب والمجلات… لكن المهمة الدينية والدعوية العلنية والإعلامية والترويجية لا يقوم بها إلا شيوخ الجماعة، وكل ما يصدر بإشراف الجماعة… لأن الأتباع أكثرهم مجرد قطيع من الجهال والمضللين، وهؤلاء إن ترك الأمر لهم أتوا بالعجب العجاب على اختلافه وتنوعه بشكل يضرها… والجماعة تريد مجرد قطيع مطيع يدفع المال، وهنا فرق بين القاديانية التي هي أشبه بتنظيم ديني قائم على المال، وبين المسلمين الذي هم عبارة عن شعوب ومجتمعات كثيرة يعيشون في بقعة جغرافية واسعة وكثير منهم يتبعون دينهم بشكل فردي عائلي… وقسم منهم يدعو إلى الله باجتهاد منه دون أن تقوده وتوجهه جماعة كـ حال القاديانية.   

صورة أحد الصكوك:

✵✵✵✵✵✵