دحض وتفنيد أدلة صدق القادياني: [باطلها الحادي والعشرون:  الاضطهاد الكبير لمجرد الإيمان]

دحض وتفنيد أدلة صدق القادياني: [باطلها الحادي والعشرون:  الاضطهاد الكبير لمجرد الإيمان]

باطلها الحادي والعشرون:  الاضطهاد الكبير لمجرد الإيمان الذي تعرض له المسيح الموعود عليه السلام وتعرضت له جماعته في زمنه ومن بعده ولا تزال.

أبوعبيدة العجاوي

قالت القاديانية: يقول الله تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا} فمن مظاهر معاداة المسيح الموعود عليه السلام محاولات القتل بالاغتيال والتحريض على الاغتيال، ورفع القضايا المزوَّرة العديدة في المحاكم بقصد سجنة أو قتله، وفتاوى التكفير المحرضة على القتل والعداء والمقاطعة والكراهية، والتشويه عبر الكذب الفاضح، وتعاون المشايخ مع النصارى والهندوس ضده وجماعته في الماضي والحاضر... ولكن الله عز وجل يقول: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}.

دحض وتفنيد:

‹١› مجرد الإضطهاد ليس دليلا على صدق مدعي النبوة والمهدوية وما شابه، وليس دليلا على الحق وأن المضطهدون ليسوا على باطل، وإلا اعتبر مسيلمة الكذاب والأسود العنسي والمختار الثقفي والبابيون والبهائيون وغيرهم.. مُضطهدين.

‹٢› بل قد يكون الفريقين على باطل وهذا مُضطِهد وهذا مضطَهد، واضطهد كثير من اليهود والنصارى بعضهم عبر التاريخ وهم على باطل.

‹٣› لقد خان اليهود عهدهم مع النبي صلى الله عليه وسلم وألبوا العرب عليه فحاربهم وأخرجهم من المدينة المنورة، واليهود يعتبرون ذلك اضطهادا مع أنهم على باطل وهم من تسببوا بذلك.

‹٤› الإغتيال والقتل أو محاولة ذلك ليس دليلا على الصدق والحق، لقد قتل كثير من الزعماء الدينيين وهم على باطل مثل بولس و الغلام القادياني يشنع على بولس كثيرا.

‹٥› القاديانية تمارس سياسة الراعي والقطيع ومن يخالف يتم طرده ومقاطعته والطعن فيه، ولقد حدث بعض من خرجوا من القاديانية الاضطهاد الذي تعرضوا له، والجماعة القاديانية تمارس المقاطعة على الذين خرجوا من الجماعة ممن تسميهم بالمرتدين.

‹٦› أي اضطهاد ممكن أن تزعمه القاديانية، لا شيء أمام ما تعرض له المسلمون في القرون الثلاث الأخيرة: في روسيا والقوقاز والصين وأفريقيا والهند وأفغانستان والعراق والجزائر وبلاد الشام وفلسطين… إلخ والضحايا بالملايين والعياذ بالله رب العالمين.

‹٧› أما النصارى فـ القاديانية صنيعة الإنجليز ووصفة تبشيرية عوضا عن التنصير، وأما الهندوس فـ القاديانية عندهم مفضلة على المسلمين، وإننا نسمع عن اضطهاد المسلمين ولا نسمع عن اضطهاد الهندوس للقاديانية وإن وقع فهو مقارنة بالمسلمين فلا شيء.

‹٨› أما القضايا والمحاكمات فـ القادياني هو من كان يجلب ذلك لنفسه، يسب هذا… ويصدر تنبؤه بموت فلان…

‹٩› أما التكفير فـ القاديانية تكفر المسلمين مع إنكارها لذلك سياسة وخبثا:

يقول الغلام القادياني: "لقد كشف الله علي أن كل من بلغته دعوتي ولم يصدقني فليس بمسلم، وهو مؤاخذ عند الله تعالى". (التذكرة ٦٦٢)

"والنوع الثاني من الكفر هو ألا يؤمن بالمسيح الموعود مثلا، وأن يكذب رغم إتمام الحجة الذي أكد الله ورسوله على تصديقه، مع ورود التأكيد نفسه في كتب الأنبياء السابقين أيضا. فهو كافر بسبب إنكاره أمر الله وأمر الرسول". (حقيقة الوحي ١٦٤)

ويقول الخليفة الأول نور الدين: من الخطأ القول بأن الخلاف بيننا وبين غير الأحمديين فرعي، وأننا نؤدي الصلاة كما يؤدونها، وأنه ليس هناك أي فروق فيما يتعلق بالزكاة والحج والصيام. بل أرى أن هناك اختلافا أصوليا بيننا، وهو أن الدين يتطلب الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشره واليوم الآخر. ويزعم معارضوننا أنهم يؤمنون أيضا بكل هذه الأمور، ولكن النقطة نفسها منطلق خلافنا معهم. فلا يُعتبر أحد من المؤمنين ما لم يؤمن برسل الله تعالى، أي بجميع الرسل دون أي تفرقة بينهم سواء كانوا قبل النبي صلى الله عليه وسلم أم بعده، في الهند كانوا أم في بلد آخر. فإن رفض المبعوث من لدن الله تعالى يصم الإنسان بالكفر. ومعارضونا يرفضون قبول دعوى حضرة المرزا المحترم بأنه مبعوث من الله تعالى، وهذا أمر لا يُعتبر من الفروع، إذ يقول القرآن المجيد: ﴿لَا نُفَرِّقُ بَیۡنَ أَحَدࣲ مِّن رُّسُلِهِ﴾.

إن رفض الإيمان بالمسيح الموعود يُعتبر تفريقا بين الرسل. ونحن نؤمن بأن الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، ونؤمن أن كل من لا يعتبره كذلك فإنه لا يكون من المؤمنين. وبغض النظر عن تفسيره الذي نقوم به أو التفسير الذي يقوم به معارضونا، فإن هذا الخلاف لا علاقة له بقوله: ﴿لَا نُفَرِّقُ بَیۡنَ أَحَدࣲ مِّن رُّسُلِهِ﴾. بل هو موضوع مختلف ومنفصل تماما، وعلى هذا فإني أعتبر أن بيننا وبين غير الأحمديين خلافا في الأساس والأصول، وليس في التفاصيل والفروع". (حياة نور ٥٤٩)

وبعض أتباع القاديانية ينكرون تكفيرهم للمسلمين، وهم قسمين: إما جهال، أو يتعمدون الإنكار، لأنك لو وجهت إليهم أسئلة بسيطة، يتضح الأمر:

-ما حكم من ينكر نبيا من الأنبياء؟ الجواب: كافر. وهذا ينطبق على الغلام القادياني.

-ما حكم من يكفر القادياني و القاديانيين؟ الجواب: من يكفرنا يكفر. واتفق المسلمون على كفرهم.

‹١٠› ثم عندما تخاطب القاديانية عوام المسلمين تحاول الاستعطاف والتمسكن مستدلة قائلة إن المشايخ يكفروننا وقد قال حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: 

« مَنْ صَلَّى صَلَاتَنَا، وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا، فَذَلِكَ الْمُسْلِمُ الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ، وَذِمَّةُ رَسُولِهِ، فَلَا تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي ذِمَّتِهِ ». (صحيح البخاري)

والحقيقة أن القاديانية لا تصلي صلاتنا جاء في (فقه المسيح ٩٤) :

(1) "ورد في كتابات المسيح الموعود عليه السلام أنه لا تصح صلاة أحمدي وراء إمام غير أحمدي بصراحة ووضوح، كما كانت فتاوى الخليفة الأول تذكر الأمر نفسه، إضافة إلى ذلك شرحت هذه القضية مرارا وتكرارا في جرائد الجماعة ومحلاتها. فبما أن الخواجة كمال الدين قد أبدى ضعفه في هذه القضية لذلك فقد أعلن منسقو الجلسة السنوية عن كلمة الخواجة حول هذا الموضوع. غير أنه تسوف وتملص. فكتب مدير جريدة "بدر": 

تناهى إلى أسماعنا أن جاهلا من الناس قد أصدر فتوى من عنده ثم نسبها إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية ومفادها أنه لا حرج في أن يصلي الأحمديون خلف غير الأحمديين. إنه محض افتراء، فلم يُفتِ حضرة خليفة المسيح بمثل هذه الفتوى. فيستحيل أن يكون شخص غير أحمدي إماما لنا في صلواتنا. لقد أعلن الخواجة صاحب أنه سوف يلقي كلمة حول عدم جواز الأحمدي أن يجعل غير الأحمدي إماما له، غير أننا لا نعرف الأسباب التي أدت إلى إلغائها. وبهذه المناسبة نلفت انتباه حضرة الخواجة إلى أن يكتب مقالا حول هذا الموضوع لينشر في جريدة "بدر" وذلك لأنه إذا حصل لدى بعض الناس سوء فهم بالموضوع فيتم تداركه". [حياة نور 555]

(2) يقول الصاحبزاده مرزا بشير أحمد : حدثني الحافظ محمد إبراهيم وقال: لعل تاريخ هذا الحادث يعود إلى عام ۱۹۰٤م أن شخصا سأل المسيح الموعود عليه السلام في المسجد المبارك: إذا كان غير الأحمديين يصلون جماعة فكيف يجب أن نصلي نحن؟ قال عليه السلام: صلوا منفصلين. قال السائل الصلاة منفصلة لا تجوز يا سيدي عندما كانت الصلاة قائمة جماعة قال : لو كانت صلاتهم شيئا يُذكر عند الله لما أمرتُ جماعتي أصلا بالصلاة منفصلين عنهم لا حقيقة لصلاتهم وجماعتهم عند الله، لذا عليكم أن تصلوا منفصلين عنهم، ويمكنكم أن تصلوا متى ما تشاؤون في حدود المواقيت المحددة.

أقول: هذا لا يعني أنه إذا كان الآخرون يصلون جماعة في مسجد فيجب أن يصلي الأحمديون أيضا في الوقت نفسه لأن ذلك قد يحدث فتنة، بل المراد هو أن يصلي الأحمديون منفصلين عنهم على أية حال ولا يصلوا خلف غير الأحمديين. (سيرة المهدي، المجلد ١، ص ٥٢٦-٥٢٧).

السبب وراء عدم جواز الصلاة خلف غير الأحمديين

طرح أحد سؤالا: لماذا تمنع مريديك من الصلاة وراء الذين ليسوا من مريديك؟ قال عليه السلام: الذين رفضوا جماعة أقامها الله تعالى لسوء ظنهم مستعجلين، وغير حافلين بالعدد الهائل من الآيات، ولم يكترثوا بالمصائب التي تصب على الإسلام، إنهم لا يتقون الله، والله تعالى يقول في كتابه المقدس: (إنما يتقبل الله من الْمُتَّقِينَ). أي أن الله يقبل صلاة المتقين فقط، لذلك قلنا: لا تصلوا وراء شخص لا تبلغ صلاته درجة القبول. (الحكم، العدد: ١٩٠١/٣/١٧م، من الصفحة : ٨)

بايع شخصان وسأل أحدهما هل تجوز الصلاة وراء غير أحمدي أم لا؟ فقال المسيح الموعود: إنهم يكفروننا، وإن لم نكن كافرين فيعود الكفر عليهم. الذي يكفر مسلما يكون هو الكافر بنفسه. لذا لا تصلح الصلاة وراءهم. أما الذين يلزمون الصمت من بينهم فإنهم أيضا منهم، ولا تصلح الصلاة خلفهم أيضا، لأنهم يكنون في قلوبكم مذهبا معارضا لنا فلا ينضمون إلينا علنا، (البدر، العدد ١٩٠٥/١٢/١٥م، الصفحة : ٢).

 كان الحديث جاريا حول عدم أداء صلاة أفراد الجماعة وراء الآخرين فقال عليه السلام: اصبروا ولا تصلوا وراء من ليس من جماعتنا، ففي ذلك خير وبر، وفي ذلك نصرتكم وفتحكم العظيم، وهذا هو سبب تقدم هذه الجماعة. ترون أن الذين يتباغضون ويتساخطون فيما بينهم في الدنيا لا يتصالحون مع عدوهم إلى بضعة أيام، بينما سخطكم وبغضكم فهو لله تعالى. فإذا بقيتم مختلطين معهم فلن يكون نظر الله الخاص عليكم كما هو الآن. عندما تنفصل الجماعة الطاهرة عن الآخرين تقدم (جريدة "الحكم"، العدد: ۱۹۰۱/۸/۱۰م، ص ۳).

الصلاة في مساجد غير الأحمديين

بایع شخص بعد صلاة المغرب ثم قال: لقد ورد في جريدة "الحكم": لا تصلوا وراء غير الأحمديين، فقال عليه السلام: "هذا صحيح، إذا كان المسجد لغير الأحمديين فصلوا في البيت وحدكم ولا ضير في ذلك الأمر لا يقتضي إلا قليلا من الصبر." (البدرة العدد: ۱۹۰۲/۱۲/۲۸م، الصفحة: (٣٦). انتهى النقل.

لقد ارتاح السنة والشيعة من البهائية عندما صارت دينا آخر مخالفا لهم، أما القاديانية فهي تريد أن تلتصق بالإسلام والمسلمين، مع أنها تعتبر نفسها دين آخر وشيء آخر مخالف تماما ولا تريد أن تفعل ما فعلته البهائية ! 

فحال القاديانية مع المسلمين: نريد أتباعا نريد أتباعا…   

وملاحظ: من خلال نقلنا لأدلة القاديانية وباطلها أنها تتمسكن وتحاول جلب التعاطف لعل ذلك يجلب أتباعا، وهي تلعب على عامل جهل عموم الناس بكتبها ومقالاتها. 

والقاديانية لا تطيق خلافا لشيء تتبناه، ومصير المخالف من الأتباع الطرد والمقاطعة والإتهام والاضطهاد، فتخيل لو أن هذه الفرقة أصبح عدد أتباعها كثيرون جدا، بحيث حكمت دولاً من دول المسلمين ماذا ستكون النتائج! عافانا الله والمسلمين من كيد الكائدين و مكرهم وشرهم، فكم عانى المسلمون ممن ينتهج نهج: تمسكن حتى تتمكن، والله المستعان.

ولا تتعجب مما أقول لقد كانت بداية البهائيين بالبابيين فحملوا السلاح في إيران وقاموا بأعمال الفساد والاضطراب إلى أن قام شاه إيران القاجاري بإنهاء فتنتهم ثم صاروا اليوم شيئا آخر.

ولقد خرج الغلام القادياني من أسرة عميلة للإنجليز وتدعمه عسكريا ضد المسلمين، ثم استخدمت بريطانيا بعض القاديانيين كجواسيس، ثم استعانت بريطانيا بجنود قاديانيين في الحرب العالمية الأولى واحتلال العراق.

وكان الغلام القادياني داعما لبريطانيا في استعمار العالم الإسلامي ويدعو المسلمين لـ طاعة الإنجليز، وأيد الغلام غزو بريطانيا دولة تقع في جنوب أفريقيا تسمى "ترانسفال" وكان يدعو للتبرع لبريطانيا بالمال لأجل جنود بريطانيا، بل كانت يعتبر استعمار بريطانيا للعالم الإسلامي نصرا له ويمهد الطريق للدعوة لنفسه وجماعته.

 ثم عندما استقلت دولة باكستان الإسلامية تنبه المسلمون إلى أن القاديانية متغلغلة في وظائف الدولة، فقامت مشاكل واضطرابات إلى أن تخلص المسلمون من ذلك، فالحمد لله رب العالمين.

كان الغلام القادياني يتخيل ثم الخلفاء من بعده أن الأتباع يكثرون ويكثرون حتى يصبح لهم ملك وسلطان، لكن خيبهم الله وخيب سعيهم وذاقوا مرارات الفشل تلو الفشل.

أنا أعلم أن بعض العرب القاديانيين ربما يقول أنت تبالغ في قولك هذا، لكن هذه هي الحقيقة، مع علمي أن الكثير من أتباع القاديانية العرب وغير العرب ظاهرهم مسالمون ولقنتهم القاديانية طابع المسالمة، لكنهم في النهاية قطيع، وهناك فئة منهم ليست كذلك، فإذا كانت هذه الجماعة تستخدم السياسة الميكافيلية والدجل في دعوتها الدينية، فماذا سيكون الحال عند الحكم والسلطان والسياسة، والقاديانية منظمة عالمية لا تتحرك إلا بقيادة.

✵✵✵✵✵✵