دحض وتفنيد أدلة صدق القادياني: [باطلها الثلاثون: نزول الملائكة معه]
باطلها الثلاثون: نزول الملائكة معه.
أبوعبيدة العجاوي
قالت القاديانية: الملائكة يؤثرون تأثيرا كبيرا في النهضة الدينية والدنيوية، فكلما بعث الله نبيا طرأ تحسن على حالة الناس الدينية والدنيوية كذلك، وهذا واقع مشاهد في زمن المسيح الأول عليه السلام والرسول صلى الله عليه وسلم والمسيح الموعود عليه السلام. وقد وضّح المسيح الموعود عليه السلام هذا الدليل فقال: "ما معنى نزول الملائكة؟ فليتضح أنه قد جرت سنة الله أنه كلما نـزل من السماء رسول أو نبي أو محدَّث لإصلاح خلق الله أنـزل معه ملائكةٌ حتما يلقون الهداية في القلوب المتحمسة ويرغِّبونهم في الحسنة ويظلون ينـزلون باستمرار ما لم تنمحِ ظلمة الكفر والضلال وينبلج صبح الإيمان والحق، كما يقول جلّ شأنه: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ} (القدر٤-٥)
دحض وتفنيد:
أولا: لم يطرأ تحسن في دين الناس بسبب نبي القاديانية، حتى يقال -حسب استدلال القاديانية-: أن هذا يعد دليلا على نزول الملائكة معه.
ثانيا: قبل زمن القادياني وفي زمانه وبعده، ساءت حالة الناس الدينية، وانتشرت العلمانية واللاتينية والإلحاد والأفكار البشرية البعيدة على الدين.
ثالثا: التحسن الملحوظ الحاصل في دين المسلمين، كان خلال العقود الأخيرة، -والحمد والشكر لله- ولا علاقة للغلام القادياني به.
رابعا: إن التطبيل والتزمير في زمن القادياني وبعده إلى يومنا هذا في كثرة الأتباع وعدد المنتمين للجماعة مجرد تهويل وكذب، فعدد أتباع القادياني في زمانه أفرد، وفي الأكثر بضع آلاف.
واليوم يقدر أتباع القاديانية بين ٥ ملايين إلى ١٠ ملايين في العالم كله، والبعض يشكك في هذا العدد، ويقدره بـ ٢ مليون أو ٣ ملايين.
والبعض يشكك ويقول: أنهم أقل من ذلك.
وكذبة عدد أتباع القاديانية الـ ٢٠٠ مليون، أصبحت معروفة، من خلال أعداد المبايعات للجماعة، التي أخذت شكل الأعداد المبنية على الأضعاف في كل سنة، والتي لو استمرت سنوات قليلة لصار كل أهل الأرض قاديانيين، ومن جهلهم وقلة عقلهم أن الأعداد التي تأخذ شكل الأضعاف مهما بدت في البداية قليلة، فإنها تتحول إلى أرقام كثيرة خيالية.
والشيعة يقدرون بالملايين ولا يصل عددهم إلى ٢٠٠ مليون، ومع ذلك فوجودهم ملاحظ في كثير من البلدان، ويحكمون دولا مثل إيران والعراق، أما القاديانيين فأفراد هنا وهناك، أو بضع آلاف، هذا في البلد الواحد، فكيف لهؤلاء أن يصل عددهم إلى ٢٠٠ مليون، وهم لا يكاد يسمع بهم أو يلاحظون.
وبعد قرن ونصف، أتباع القاديانية في الهند وباكستان قلة قليلة جدا.
وكان من أوائل البلاد التي دخلتها القاديانية فلسطين المحتلة، وأسست لها مركزا في حيفا، وبعد ما يقرب من ١٠٠ سنة، أتباع القاديانية في فلسطين ألف أو ألفين أو ثلاثة، لا يكاد يسمع بهم الفلسطينيون أو يعرفون شيئا عنهم.
وأنقل لكم مقالا "لعكرمة نجمي" وهو شيخ من شيوخ القاديانية سابقا وترك الجماعة :
خليفة الأحمديين: عدد الجماعة في كل العالم 300 ألف!!!
كنتُ قد قلتُ للخليفة: يمكننا اليوم معرفة العدد الدقيق للأحمدين بسهولة، ذلك أنّ عدد أفراد الجماعة في كل دولة متوفّر لدى أمير جماعتها، فيمكن أن نجمعها ونعرف العدد بدقة وننشره في العالم، أما التخبّط في نشر الأعداد والتناقض فهو يفقد الجماعة مصداقيتها. فقال ردّا على ذلك في إحدى لقاءاتنا الرسمية:
"إن عدد جميع الأحمديين في العالم في عام 2003 كان 300 ألف".
كنتُ أحاول تقديم اقتراح حل للخروج من ورطة شبهة الأعداد في الجماعة، فالجميع يعرف بأن الأعداد التي يُعلن عنها بأنها دخلت الجماعة وانضمت لأفرادها لا يمكن أن تكون صحيحة بحال، وخاصة عدد البيعات التي كانت في زمن الخليفة الرابع خصوصا أنها في سنة واحدة بلغت 81 مليون.
فأردت أن اقترح أن يعلن الخليفة بنفسه عن هذا الخطأ، ويجب تصحيح الأمر أمام العالم، وإلا ستفقد الجماعة مصداقيتها للأبد.
فحاول أن يشرح لي سبب هذه التضاربات في الأعداد وقال لي: " لقد اكتشفتُ أنا نفسي أن أحد مبلغي الجماعة الكبار في إفريقيا كان كاذبا وقدّم أعداد بيعات مهولة وغير صحيحة، ولقد عاقبته وعزلته عن إدارة الجماعة. لم أستطع أن أتفهم ما الذي جعله يكذب ويرفع هذا التقرير المكذوب عن أعداد البيعات في الدولة التي كان مسؤولا فيها".
فقلت له: نحن جماعة منظمة وهناك إحصاء دقيق في كل جماعة محلية، وبالتالي في كل دولة، يمكن من خلال مكتب وكالة المال التوثق من كل الأحمديين. فمن لا يتبرع لا يعتبر أحمدي حسب أقوال مؤسس الجماعة.
فقال لي: " قمت بذلك فعلا، وطلبت من وكالة المال المركزية عمل جرد لسجلات جميع المتبرعين في العالم كله، فكان عدد جميع المتبرعين في العالم كله آنذاك (عام 2003) 300 ألف متبرع ".
(وهذا يشمل طبعا الجميع من أطفال ونساء وليس فقط الرجال).
واستطرد قائلا: "عندما أصبحتُ خليفة، اجتمعت مع أمراء الجماعات وقلت لهم بوضوح، أين هي أعداد البيعات التي تمت في جماعاتكم وكنتم ترفعونها بتقاريركم السنوية للمركز؟ أريد أن تجدوا جميع هذه الأرقام وتتواصلوا معهم مجددا وتربطوهم بالنظام لأني لا أرى تلك الأرقام منطقية!" .
فأكمل الكلام وقال لي: " ولكني منذ أن أصبحت خليفة وبدأت أركز على حث الجماعات على التبرعات وزيادة المشتركين في هذا النظام، وصل هذا العدد اليوم بفضل الله إلى 1.2 مليون. (مليون ومائتين ألف أحمدي) في العالم كله".
كان هذا اللقاء بيننا قبل سنتين، أي في 2016، والله على ما أقول شهيد.
وقال لي معللا أيضا: " لهذا السبب، توقفت في السنوات الأخيرة في خطابي السنوي لإنجازات الجماعة في الجلسات السنوية، عن ذكر عدد المبايعين تفصيلا في كل دولة، واكتفيت بذكر العدد الكلي وذكر عدد مَن أُعيدَ ربطهم في نظام الجماعة".
هذا ومع العلم أنه في السنتين الأخيرتين، أصدر ميرزا مسرور أحمد قرارا للقناة الأحمدية MTA بعدم إعادة بث أي خطاب في الجلسات السنوية المتعلق بأعداد البيعات وإنجازات الجماعة! (هذا الخطاب يكون عادة خطاب اليوم الثاني من كل جلسة سنوية) حتى أن المكتب العربي توقف عن ترجمة هذا الخطاب كاملا ومكتوبا، كما هو حال كل خطابات خليفتهم الأخرى، ولم يُبقوا إلا الترجمة الفورية فقط التي تتم أثناء الجلسة في خطاب الإنجازات هذا، ولا يمكن للمترجم الفوري عندها أن ينقل تفصيلا عدد هذه البيعات بدقة.
فبماذا يُفسّر هذا القرار، لماذا يتم حجب الحقائق عن العالم؟ ألهذا سببٌ غيرُ يقينهم بأنهم يكذبون ويريدون أن يُخفوا آثار الجريمة؟
مع العلم أنه قبل هذا الإجراء، كانت الخطابات تترجم وكنت أسجلُها بصوتي لتبث في القناة، ولكنها مُنعت كلّها بقرار الخليفة بأن لا يتم إعادة بث أي خطاب لأي جلسة سابقة تم تناول أعداد المنضمين للجماعة وانجازاتها فيها، وإن كانت مترجمة كاملا مسبقا وتم تسجيلها صوتيا.
لذا على الأحمديين إن كانوا يريدون الحقيقةَ أن يطالبوا بإعادة بثّ خطاب الإنجاز السنوي، وسيعلمون بكلّ سهولة أنّ حجم الكذب فاق الخيال.
هذا الخطاب هو الخطاب الرئيسي لخليفة الأحمدية في اليوم الثاني من الجلسة السنوية في بريطانيا، وأهيب بالجميع من الآن فصاعدا في أن يتابعوا الترجمة الفورية لهذا الخطاب بالذات ويقوموا بتسجيلها للاطلاع على المبالغات في أعداد المبايعين والتي لا أساس لها.
ويمكنني أن أخبركم من الآن – توقعا - بعدد البيعات الجديدة التي سيتم الإعلان عنها أنهم انضموا للجماعة خلال السنة المنصرمة في خطاب الجلسة السنوية، الأسبوع القادم يوم السبت الموافق 04/08/2018.
حيث سيكون قريبا من 629,000
ويمكن لكل متابع للأرقام أن يتوقع العدد القادم إذا نظر إلى هذا الجدول المنشور رسميا في جرائد الجماعة الرسمية حسب السنوات الفائتة:
عدد المنضمين خلال سنة 2017 للجماعة: 609,000
عدد المنضمين خلال سنة 2016 للجماعة: 584,000
عدد المنضمين خلال سنة 2015 للجماعة: 567,330
عدد المنضمين خلال سنة 2014 للجماعة: 550,235
عدد المنضمين خلال سنة 2013 للجماعة: 540,782
عدد المنضمين خلال سنة 2012 للجماعة: 514,352
عدد المنضمين خلال سنة 2011 للجماعة: 480,822
عدد المنضمين خلال سنة 2010 للجماعة: 458,760
عدد المنضمين خلال سنة 2009 للجماعة: 416,010
عدد المنضمين خلال سنة 2008 للجماعة: 354,638
عدد المنضمين خلال سنة 2007 للجماعة: 264,969
عدد المنضمين خلال سنة 2006 للجماعة: 293,881
عدد المنضمين خلال سنة 2005 للجماعة: 209,799
عدد المنضمين خلال سنة 2004 للجماعة: 304,910
عدد المنضمين خلال سنة 2003 للجماعة: 892,403
عدد المنضمين خلال سنة 2002 للجماعة: 20,654,000
عدد المنضمين خلال سنة 2001 للجماعة: 81,006,721
عدد المنضمين خلال سنة 2000 للجماعة: 41,308,975
عدد المنضمين خلال سنة 1999 للجماعة: 11,820,226
عدد المنضمين خلال سنة 1998 للجماعة: 5,004,591
عدد المنضمين خلال سنة 1997 للجماعة: 3,004,585
عدد المنضمين خلال سنة 1996 للجماعة: 1,602,721
عدد المنضمين خلال سنة 1995 للجماعة: 847,725
عدد المنضمين خلال سنة 1994 للجماعة: 421,753
عدد المنضمين خلال سنة 1993 للجماعة: 204,308
وحسب هذه الإحصائيات الرسمية المنشورة، فإنّ مجموع المبايعين في الجماعة الأحمدية منذ عام 1993 وحتى عام 2017 هو : 172,917,439
(مائة واثنان وسبعون مليونا وتسعمائة وسبعة عشر ألفا وأربعمائة وتسع وثلاثون مبايعا)
تنويه: جميع هذه الإحصاءات تم توثيقها ومطابقتها مع أعداد جريدة الفضل المنشورة.
انتهى كلامه.
خامسا: هذه الجملة بلفظ "الناس" تفيد العموم: "فكلما بعث الله نبيا طرأ تحسن على حالة الناس الدينية والدنيوية كذلك".
وهي غير سليمة وغير دقيقة ومختلفة بإختلاف العصور والأزمان.
ظهر الإسلام في الجزيرة العربية وإلى اليوم تعيش أوروبا ظلمات الكفر رغم التقدم المادي.
قد يكون نبي في بلاد، وفي بلاد أخرى لا نبي والأقوام فيها كافر مشركون.
في بلاد المغرب قد يكون حال المسلمين الديني أفضل بخلاف الحال في المشرق، والعكس.
وهذا الكلام تقوله القاديانية مخاطبة به الجهال ممن لا دراية لهم بالوقائع والتاريخ والجغرافيا والحقائق، وإلا فكلامها هذا : "وهذا واقع مشاهد في زمن المسيح الأول عليه السلام".
ويظهر زيف قولها السابق وتناقضه، مع قول القاديانية: أنه بعد المسيح بن مريم عليه السلام، ارتد الناس وعُبد الإنسان وألهوه، والعياذ بالله سبحانه.
ولقائل أن يقول: " ما علاقة خرابيش الجاج ". -كما يقال في العامية- السابق ذكرها… بنزول الملائكة عليه السلام مع غلام القاديانية.
سادسا: الآية التي استدلت بها لا تدل على مرادها، فهي تخبر بنزول الملائكة عليها السلام في ليلة القدر، قبل القادياني وبعده، وفي وجوده وعدمه، وهي تنزل ليلة القدر ولا علاقة في نزولها بحال الناس دينيا ودنيويا سواء كان حسنا أو سيئا.
والملائكة عليها السلام تنزل وتصعد في عصرنا مع شيوع الكفر والشرك والظلم… إلى الدنيا التي لا تعدل عند الله جناح بعوضة، في السماوات تسبيح وعبادة، وفي الأرض كفر وشرك وظلم وفجور… والعياذ بالله رب العالمين.
الأهم من كل ما سبق… أن القاديانية استدلت على صدق نبيها وغلامها القادياني، بنزول الملائكة عليه السلام معه، وهذا بحاجة إلى إثبات أو نفي.
وهذا الإثبات أو النفي إما يكون
-بالكتاب والسنة إسلاميا.
-وإما يكون قاديانياً من خلال أقوال القادياني وسيرته.
ومن خلال ما سبق سوف نحكم على صدق القادياني والقاديانية:
⟨⟨١⟩⟩ في موضوع الجهاد:
قال الولي المولى النصير:
«(وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ • إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ • بَلَىٰ ۚ إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (آل عمران ١٢٣-١٢٥)
وقال صلى الله عليه وسلم: « هَذَا جِبْرِيلُ آخِذٌ بِرَأْسِ فَرَسِهِ عَلَيْهِ أَدَاةُ الْحَرْبِ ». (صحيح البخاري)
وعن ابْنُ عَبَّاسٍ، قَالَ : بَيْنَمَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ يَشْتَدُّ فِي أَثَرِ رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَمَامَهُ إِذْ سَمِعَ ضَرْبَةً بِالسَّوْطِ فَوْقَهُ، وَصَوْتَ الْفَارِسِ يَقُولُ : أَقْدِمْ حَيْزُومُ . فَنَظَرَ إِلَى الْمُشْرِكِ أَمَامَهُ، فَخَرَّ مُسْتَلْقِيًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ خُطِمَ أَنْفُهُ، وَشُقَّ وَجْهُهُ كَضَرْبَةِ السَّوْطِ فَاخْضَرَّ ذَلِكَ أَجْمَعُ، فَجَاءَ الْأَنْصَارِيُّ، فَحَدَّثَ بِذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ : " صَدَقْتَ، ذَلِكَ مِنْ مَدَدِ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ ". (صحيح مسلم)
بالنسبة للقاديانية والعياذ بالله: ماذا الجهاد! دماء! سفك! مفسدة!
ويغضون الطرف عن مفسدة بريطانيا الدموية السفاكة.
حال غلام أحمد القادياني: دعوتي دعوة بلا قتال وسيف، والجهاد بالحجة والقلم.
مع العلم أنه لا إشكال عند الغلام في قتال والده وأخيه مع الإنجليز ضد المسلمين.
وهذه موالاة للكفار تخرجهم من الإسلام.
والنتيجة: النصوص السابقة تتعارض مع حال القادياني والقاديانية.
⟨⟨٢⟩⟩ روح القدس الأمين جبريل عليه السلام:
عن ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " رَأَيْتُ جِبْرِيلَ عَلَى سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، وَلَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ ". (مسند الإمام أحمد)
عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " قَالَ لِي جِبْرِيلُ : مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِكَ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، أَوْ لَمْ يَدْخُلِ النَّارَ " قَالَ : وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ؟ قَالَ : " وَإِنْ ". (صحيح البخاري)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ. (صحيح البخاري)
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا : " يَا عَائِشَةُ، هَذَا جِبْرِيلُ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ ". فَقَالَتْ : وَعَلَيْهِ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، تَرَى مَا لَا أَرَى. تُرِيدُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (صحيح البخاري)
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
"بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ ، إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ ، بَيَاضِ الثِّيَابِ ، شَدِيدُ ، سَوَادِ الشَّعَرِ ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ ، وَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلَامِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « الإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا " ، قَالَ : صَدَقْتَ ، قَالَ : فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ ، وَيُصَدِّقُهُ ، قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنِ الإِيمَانِ ، قَالَ : " أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ ، وَمَلَائِكَتِهِ ، وَكُتُبِهِ ، وَرُسُلِهِ ، وَالْيَوْمِ الآخِرِ ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ " ، قَالَ : صَدَقْتَ ، قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنِ الإِحْسَانِ ، قَالَ : " أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ ، فَإِنَّهُ يَرَاكَ " ، قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ ، قَالَ : مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ ، قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا ، قَالَ : " أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا ، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ ، يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ " ، قَالَ : ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا ، ثُمَّ قَالَ لِي : يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ ، أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ ». (صحيح مسلم)
قَالَتْ عَائِشَةُ : فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِحَسَّانَ : " إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ لَا يَزَالُ يُؤَيِّدُكَ، مَا نَافَحْتَ عَنِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ". (صحيح مسلم)
وحال النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع جبريل عليه الصلاة والسلام:
•ينزل له بوحي القرآن.
•يخبره عن أمر ما غير القرآن.
•رآه على صورته الحقيقية.
•كان يتمثل له رجلا.
•تمثل للصحابة رضوان الله عليهم.
•يكثر حديث النبي عن جبريل والأحاديث النبوية فيه كثيرة.
•وغير ذلك…
عندما تفكر في دليل القاديانية وباطلها الثلاثون: نزول الملائكة معه.
فهذا يبعث على الضحك والسخرية، لأن المفروض أن يكون بديهيا.
لكن المشكلة في الإستدلال عليه والإثبات.
أما حال الوحي القادياني بخصوص جبريل:
ما سبق من نصوص لم تحدث مع القادياني و أتباع القادياني.
بل أكثر من ذلك: الذي يتتبع نصوص وحي الغلام القادياني المزعومة يجد أنه يتجاهل مخلوق خلقه الله لهذه المهمة، وهي النزول بالوحي، وهو جبريل عليه السلام.
لكن له بعض النصوص رائحة الباطل والبطلان والابتداع تفوح منها بالإضافة للتناقضات:
[١] وحي الآئل:
١٩٠٣/١/٢
"جاءني آئل واختار، وأدار إصبعه وأشار، يعصمك الله من العدا، ويسطر بكل من سطا." آئل جبرائیل ہے، فرشتہ بشارت دینے والا۔ " (أردية)
أي: الآئل هو جبرائيل، الملاك الذي يبشر...
الشرح: أتى عندي ،آئل ،واختار أي اختارك وأدار إصبعه مشيرا إلى أن الله سيعصمك من الأعداء وسيصول على كل من يصول عليك....
وقال عليه السلام: الآئل في الأصل من الأيالة، ويعني المصلح الذي ينقذ من ظلم الظالمين لم يقل الله تعالى هنا جبريل بل قال آئل، والحكمة في ذلك أن هذا الاسم يدل على إنقاذ المظلومين من ظلم الظالمين، فسمى الملاك آئلاً. ثم إنه أدار إصبعه وأشار بها إلى الأعداء في كل طرف وصوب، وقال هذه الإشارة يعصمك الله من العدا وما إلى ذلك.
إن هذا الوحي يشبه الوحي السابق:
إنه كريم تمشى أمامك وعادى كل من عادى...
ولعل لفظ الآئل لا يوجد في القواميس أو هو نادر الاستعمال، ولذلك فسره الوحي بنفسه. ("بدر"، مجلد ۱ عدد ،۱۱، يوم ١٩٠٣/١/١٦، ص ٩٠، وجريدة الحكم، مجلد ۷ عدد ۲، يوم ١٩٠٣/١/١٧، ص ٥-٦) (التذكرة ٤٦٥)
ولاحظوا: أنه ينسب الكلام السابق للرب لا لجبريل والعياذ بالله سبحانه.
ثم كتبوا في الفهرس أنه منام رأى فيه جبريل.
[٢] وحي ليلة القدر:
۱۸۹۳
"مع أن ليلة القدر ليلة مباركة بحسب معتقد المسلمين الظاهري، إلا أن الحقيقة التي كشفها الله علي هي أن المراد من ليلة القدر - إضافة إلى معناها المسلّم به عند الأمة الإسلامية - زمن تنتشر فيه الظلمة في الدنيا ويسود الظلام كل طرف وصوب، وتقتضي تلك الظلمة طبعا نزول نور من السماء، فيُنزل الله تعالى ملائكة النورانيين وروح القدس إلى الأرض نزولاً يليق بعظمة الملائكة، فيتعلق روح القدس بالمجدد والمصلح الذي يؤمر بالدعوة إلى الحق ويشرف بارتداء خلعة الاجتباء والاصطفاء، أما الملائكة فيتعلقون بجميع الناس الذين هم من أهل السعادة والرشد والاستعداد ويجذبونهم إلى الخير ويوفقونهم للصالحات عندها تتمهد في الدنيا طرق السلام والسعادة بكثرة، وتستمر هذه العملية إلى أن يصل الدين الكمال المقدّر له". (شهادة القرآن، الخزائن الروحانية مجلد ٦، ص ٣١٤-٣١٣) (التذكرة ٢٤٨)
ومع بطلان هذا النص إسلاميا، إلا أنه لم يتحقق في زمن القادياني ولا بعده.
[٣] وحي ماء الفشل:
قال المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام: أما قول الله تعالى: "أنت من ماننا وهم من فشل"، فاعلم أن الماء هنا يعني ماء الإيمان وماء الاستقامة وماء التقوى وماء الوفاء وماء الصدق وماء الحب الإلهي الذي ينزل من الله تعالى، وأما الفشل فيعني الجبن الذي يأتي من الشيطان والحق أن أساس كل إلحاد وسيئة الجين والخوف، فعندما يفتقر الإنسان إلى قوة الاستقامة فإنه يميل إلى الذنب. باختصار؛ إن الفشل من الشيطان، أما ماء العقائد الصالحة والأعمال الطيبة فمن عند الله تعالى. حينما تلقى النطفة في الرحم تتربى في ظل روح القدس إذا كان مقدرا للجنين أن يكون سعيدا وباراً في المستقبل، أما إذا كان المقدر أن يكون شقيا وسيئًا فتتربى النطفة في ظل الشيطان، ويقترن به الشيطان ويُسمَّى ذرية الشيطان مجازاً، أما الذين هم لله، فيُنسبون إلى الله تعالى، وقد سُمّوا في الكتب السابقة أبناء الله على سبيل الاستعارة". (عاقية آتهم، الخزائن الروحانية، مجلد ١١، ص ٥٦-٥٧ ، الحاشية) (التذكرة حاشية ٢٧٩)
وهذا النص شُنع عليه فيه… لكن هل فهمتم من الشرح شيئا ؟!
[٤] وحي الكرشنا:
(ج): إن الله الذي هو رب السماء والأرض قد كشف على ليس مرة واحدة بل أخبرني مرارا وتكرارا: ٹو ہندوؤں کے لئے کرشن اور مسلمانوں اور عیسائیوں کے لئے مسیح موجود ہے۔ " (ار دیا)
أي أنك كرشنا الهندوس و"المسيح الموعود المسلمين والمسيحيين.
(محاضرة سيالكوت الخزائن الروحانية مجلد ۲۰، ص ۲۲۸
(د): وليكن واضحا الآن أن راجا "كرشنا" كان في الحقيقة كما كشف علي إنسانا كاملا لا نظير له في أولياء الهندوس وأنبيائهم. كان نبي عصره، وقد نزل عليه روح القدس من عند الله تعالى. كان عند الله من المنصورين والمكرمين، وقد طهر أرض الهند من الآثام. وكان في الواقع نبي عصره، ولكن تعاليمه شوهت فيما بعد من جوانب كثيرة. كان ممتلئا بحب الله تعالى، ومحبا للخير ومعاديًا للشر. وكان الله تعالى قد وعد ببعثة بروز له (أي نبي) في الزمن الأخير؛ وقد تحقق ذلك الوعد ببعثتي (محاضرة سيالكوت، الخزائن الروحانية، مجلد ۲۰، ص ۲۲۸-۲۲۹)
قلت: سبحان الله الغلام القادياني يحدثنا عن نزول جبريل والعياذ بالله على كرشنا ولا يحدثنا عن نزول جبريل عليه، فتدبر كيف يجعل الله الباطل على لسان أهله.
والعياذ بالله سبحانه: كرشنا هو إله الهندوس.
[٥] وحي الكلام:
رأى القادياني رؤيا منامية فقال فيها لهندوسي: " إنا لقوم لا نتكلم إلا بتكليم روح القدس". (التذكرة ٤٧٦)
قلت: هذا في المنام، بينما في اليقظة يزعم أنه يكلم الرب مباشرة ويخبره بما شاء من غيبيات وما شابه…
[٦] وحي الإنطاق:
(ج): "هذا هو الكتاب الذي ألهمت حصةً منه من رب العباد، في يوم عيد من الأعياد. فقرأته على الحاضرين، بإنطاق الروح الأمين، من غير مدد الترقيم والتدوين. فلا شك أنه آية من الآيات وما كان لبشر أن ينطق كمثلي مرتحلا مستحضرا في مثل هذه العبارات... وإنه صنيعة إحسان الحضرة، ومطية تبليغ الناس إلى السعادة، وإنه غيثُ من الله بعدما أمحلت البلاد، وعم الفساد. ولن تحد هذه المعارف في الآثار المنتقاة المدونة الثقات، بل هي حقائق أوحيت إلي من رب الكائنات " (صفحة الغلاف للخطية الإلهامية، الخزائن الروحانية، مجلد ١٦، ص ١) (التذكرة ٣٥٩)
وهنا يزعم في الخطبة الإلهامية كانت بإنطاق جبريل.
وحتى هذه الكذبة فشل فيها، ذلك أنه لا ينقل عن الغلام القادياني خطابات في الناس، لذلك شكك فيه الناس وأنه ليس هو من يكتب الكتب المنسوبة إليه، رغم ما فيها من جهل وأخطاء وتناقضات وفساد…
وهو إنسان جاهل، وضعيف الدماغ، وينسى كثيرا، ولا يحفظ القرآن، ولم يكن يخطب الجمع في أتباعه ولا يصلي بهم… فكان مجرد واجهة، وهناك من يقوم بالمهمات.
فعندما أراد أن يثبت أنه ذو بلاغة وفصاحة، اخترع ما سميت بـ الخطبة الإلهامية، زعموا أنه خطبها أمام عدد محدود من الناس، فيها من الأخطاء والضلالات ما فيها.
الخلاصة والعياذ بالله: لولا الإنطاق.
من تناقضات القادياني في جبريل:
كان يقول قبل إدعاء النبوة:
"إن باب نزول جبريل بوحي النبوة مسدود". (فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٥٤٧)
ثم قال بعد إدعاء النبوة:
"أقول لكم صدقا وحقا إن كل باب يمكن أن يغلق، ولكن باب نزول روح القدس لن يغلق أبدا". (سفينة نوح ٣٥)
ومن أول يوم في دعوة القادياني حتى قبل إدعاء النبوة بسنوات كثيرة جدا، كان يدعي الإلهام والتحديث والمخاطبة الإلهية والكلام الإلهي له.
فالرجل قل ما يذكر جبريل، وكأنه مثل كليم الله موسى عليه السلام.
ولم أجد أن القادياني قال مثلا تمثل لي جبريل يقظة في صورة رجل، أو أوحى إلي جبريل، تدارست أنا وجبريل.
وبعض الجهلة من القاديانيين: يزعمون أن الله يكلمهم ويخاطبهم… وما الأمر إلا وحي شيطان أو وسواس أو مرض أو كذب وما شابه ذلك… والعياذ بالله والله العليم أعلم.
ومن ينظر في النصوص المتعلقة بوحي الله وكلامه لملائكته أو أنبيائه عليهم الصلاة والسلام، يصعقون، يخافون، يصيبهم ما يصيبهم مما الله أعلم به… ثم عندما تنظر في وحي القادياني وبعض أتباعه، وكأن صديق يكلم صديق، بل وبكلام تافه لا معنى له، بل مخالف للكتاب والسنة، بل كلام لا يقوله أطفال.
ثم إن الله إذا أراد من عبد عادي شيئا فهو غني عن أن يكلمه، يأمر فيكون ما أراد، يسوق ما يريد له سوقاً، بل ربما يوجه لما يريد دون أن يعلم كيف أو الكيفية، إن كان له رزق فهو حتما يرزقه إياه حتى لو لم يسعى له.
ثم يا قاديانية بالعقل يا من تزعمون العقلانية: الناظر فيما يدعيه القادياني من وحي، وآيات، ومعجزات، وكشوف، ومنامات… وكأن الرجل فقط يسبح في مثل هذه الأمور، ثم تنسب له كتب وملفوظات وسيرة… هو مشغول عن كل ما سبق أصلا بالمراحيض والبول والإسهال والأمراض والنوم والكسل.
من يريد أن يقرأ كلام الله أو يسمعه هذا كتاب الله.
من يريد أن يطلع على نصوص موحى بها، هذه أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم.
فإن قال القاديانيون: أنتم حرفيون وظاهريون ومخرفون وما شابه ذلك..
فنقول:
-لقد تمثل جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم.
-وتمثل للصحابة رضي الله عنهم.
-بل تمثل لامرأة وهي ليست بنبي وهي مريم عليه السلام.
«(فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا)» (مريم ١٧)
وهذا لم يحدث زمن القادياني لا معه ولا مع أتباعه، وإنما هم يتحدثون عن الملائكة بطريقة غير حسية.
هذا مع العلم في أيامنا هذه، بعض القاديانيين إذا وقعوا في مشكلة أو أحتاجوا مساعدة وما شابه ذلك… ثم ساعدهم أحد الناس، تجدهم مثل المهاويس يقولون: ربما هذا أحد الملائكة المقربين جاء لمساعدتنا.
فانظر إلى باطلهم وانظر إلى تناقضاتهم.
وهذا كتاب تذكرة وهذه كتب الغلام القادياني، فهذا الرجل يزعم الوحي والنبوة، ولا نجد له قصص حقيقية، من وحي جبريل، أو تمثله، أو كلام الملائكة له وما شابه ذلك…
ومع علمنا الباطل فنحن نتحدث إلزاما، كل ما ورد عن جبريل والملائكة، إما هي بطريقة غير حسية، أو كشوف، أو منامات، يا قوم: رجل يزعم النبوة وأن الله يكلمه ويخاطبه، ثم الملائكة لا تكلمه ولا تخاطبه ولا تتمثل له، وسأضرب أمثلة بخصوص الملائكة عموما:
{١} منام خيرائتي:
1878 (تقريبًا)
قبْل نحو 25 عامًا رأيتُ في الرؤيا وأنا في "غورداسبور" أني جالس على سرير، والمولوي عبد الله الغزنوي جالس على يسار السرير نفسه، فخطر ببالي أن أُنزِله عن السرير، فبدأت أدفعه شيئا فشيئا حتى نزل وجلس على الأرض. وفيما أنا في ذلك ظهر من السماء ثلاثة ملائكة أحدهم اسمه "خَيْرائتي"، وجلس الثلاثة على الأرض مثل المولوي عبد الله، أما أنا فظللت جالسًا على السرير. عندها قلت لهم جميعا: سأقوم بالدعاء فقولوا: آمين. ثم دعوتُ:
"رَبِّ أَذْهِبْ عني الرجس، وطهِّرْني تطهيرًا".
فأمّن الملائكة الثلاثة والمولوي عبد الله، ثم طار الملائكة والمولوي عبد الله إلى السماء، ثم استيقظت. (التذكرة ٢٩)
{٢} العملاق المرعب الشكل:
١٨٩٣/٤/٢
في أثناء غفوة خفيفة صباح اليوم، 2/4/1893 الموافق 14 رمضان 1310 الهجري، رأيتني جالسًا في حجرة كبيرة مع بعض صحبي، إذ برجل عملاق مرعب الشكل كأنّ وجهه يقطر دمًا، دخل ووقف أمامي. فلما رفعت إليه بصري، أدركتُ أنه كائن ذو خلقة عجيبة وشمائل غريبة، كأنه ليس إنسانًا، بل هو من الملائكة الغلاظ الشداد، وهيبته مستولية على القلوب. وبينما أنظر إليه قال لي: أين ليكهرام؟ وذكر أيضا اسم شخص آخر وسأل عنه. ففهمتُ أن هذا مأمور لعقاب ليكهرام والشخصِ الآخر. لا أذكر الآن اسم الآخر، غير أني تذكرتُ يقينًا أنه واحد من الذين نشرتُ عنهم إعلانًا. وكان هذا في يوم الأحد الساعةَ الرابعة صباحا. فالحمد لله على ذلك. (بركات الدعاء، صفحة الغلاف، الخزائن الروحانية، مجلد 6، ص 33، الحاشية) (التذكرة ٢٣٧)
{٣} سيف الملائكة المسلول السماوي
في (التذكرة ٦٦٧) نزل وحي على القادياني:
إن سيف الملائكة مسلول أمامك.
ثم فسره: المراد من سيف الملائكة العذاب السماوي الذي سيحل بدون أي تدخل من البشر.
ونعلق تعليقات بسيطة:
.العجيب أن القادياني هو نبي العذاب والمصائب والكوارث… ثم يصف المهدي والمسيح -الذين يؤمن بهما المسلمون- بالدموي و السفاك.
.ما دام الغلام القادياني مؤيدا من الله بالملائكة فلماذا ينبذ الجهاد ويرفضه كليا ! مع أنه مع بريطانيا في غزوها لبلاد العالم.
.وما دامت الملائكة معه فلماذا يحتمي بسيف بريطانيا ! هل سيوف الملائكة غير كافية !
.يا رجل: الملائكة تذهب لقتل عدوك ليكهرام، وأنت تستطيع بها أن تنصر نفسك وجماعتك ودعوتك في بلاد العالم، لولا أنك تزعم المزاعم فقط.
.والقادياني فقط لو دخل لأفغانستان لأصبح في خبر كان، هذا فضلا أن يذهب للحج والعمرة، وهو يزعم أن الملائكة تحرسه وتنصره ومؤيد بها.
ختاما: لا يمكن إثبات أن من أدلة صدق الغلام القادياني نزول الملائكة معه، فلا توجد أدلة محسوسة، ولا حتى نقليه أخبر بها.
ومن يفهم أساليب الدجالين و حيلهم ومكرهم، يدرك لماذا لا يوجد للقادياني نصوص أن جبريل تمثل له، أو جاء ملك من الملائكة على صورة بشر، لأنه إن زعم ذلك سيقال له: نريد أن نرى ملكا متمثلا، ونتأكد مما تزعم، و سيعجز عن ذلك، لإنه إن منع ذلك سيقال له: إن الملائكة تمثلت لغير الأنبياء، ثم إن قال: الأمر يتحقق إلى أن يشاء الله، فسيقال: سننتظر هذه المشيئة إلى أن تقع.
فأسهل شيء ما لا يمكن إثباته، من الأمور غير المحسوسة، مثل أوحي إلي، روحانية، سماوية، رأيت في المنام، رأيت في الكشف…
ثم الاعتماد على المصائب والكوارث والحوادث التي تحدث عادة.
فإن قيل مثلا: تمثل الملائكة للصحابة قصص محصورة العدد نقلا.
أقول: يا أخي لكن أدلة صدق محمد صلى الله عليه وسلم كثيرة جدا، وليس الأمر محصورا في الملائكة، وهي يصعب حصرها هنا، لكن أضرب أمثلة:
*قالوا: هذا القرآن كلام بشر، فقيل لهم: إن كان كلام بشر، فهاتوا مثله فعجزوا.
*كان الله ينزل القرآن فيصدق وحيه لنبيه بمشيئته.
*كان النبي محمد عليه الصلاة والسلام يخبر بالشيء قبل وقوعه فيقع كما أخبر.
*عاش نبينا معهم قبل وبعد البعثة، فعجزوا عن الطعن فيه إلا بالافتراء، فكذبهم الله.
*الوحي المستقبلي الذي كان يتحقق إلى يومنا هذا.
*أخبار آخر الزمان واضحة الدلالة على صدقه.
*بل من كان ينظر في وجه النبي الشريف كان يقول هذا وجه رجل ليس بكاذب.
*من تأخر في شأن النبي حتى يملك العرب كما كان يخبر، أدرك أنه وقع ما كان يخبر، من ملك العرب والعجم.
والنقاط كثيرة، و أدلتها التفصيلية كثيرة.
ثم اليوم: وبيننا وبين حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم أكثر من ١٤٠٠عام، من أعظم الأدلة من ينظر في الأديان المختلفة وكتبها، ويخالط بعض الكفار، يقول: الحمد لله على نعمة الإسلام، التوحيد والتنزيه والتعظيم للخالق، العبادات التي تطمئن بها القلوب والنفوس، الأحكام الشرعية و الفقهية التي فيها الخير للإنسان، العقوبات التي تردع الظالمين، بر الوالدين والاهتمام بموضوع الأبناء والتربية والأسرة، الإحسان مع البشر والحيوانات والدواب والمخلوقات، الخوف من الله والحساب والعقاب الذي يمنع من المحرمات والجرائم والقبائح و المذمومات - التي يدركها البشر بفطرتهم السليمة - لا يراه أحد من الناس، وازع ذاتي يجعل العبد مستقيما، وإن أذنب العبد يجد ربا غفورا رحيما تواب…
وإن كنت تتعجب، فتعجب من أسرى أسرهم المسلمين، ثم أصبحوا عبيدا، والمفروض أنهم أعدائهم، فتجد أنهم أسلموا، وتحرروا، بل كثير منهم أصبحوا علماء يرجع لهم المسلمون سادوا وقادوا، ذلك أنهم وجدوا في الإسلام ما لم يجدوه في أديانهم، ووجدوا في المسلمين ما لم يجدوه في أقوامهم، ثم ما هي إلا سنوات وعقود، حتى صار قادة هذا الدين الإسلام دين الله، العجم من فرس وترك وبربر وغيرهم.
وعند البحث والدراسة والمقارنة يهدي الله لنوره من يشاء، و الإسلام يتحدى وينتصر بالقلوب والحجة وقوة الإيمان والاعتقاد قبل الدفع بالسيف.
ولقد كنت أرى بعض الكفار يركزون على موضوع السيف والجهاد والقتال، ولا شك أن الفطرة السليمة تكره القتل والدماء، لكنه حق ورحمة ربانية لا بد منها، تاريخ البشر صراع وحروب لا تتوقف، والدنيا دار بلاء، والدنيا ليست مكانا لتقام عليها جنة النعيم والخلود، والإسلام دين يواجه الواقع ويعالجه بما يتناسب معه لأنه الدين الحق وهذا شيء سليم، وأرحم الناس وأعدلهم في موضوع القتال هم المسلمون رغم تشويه صورتهم، والجرأة والهجمة على المسلمين اليوم ليست فقط بسبب أن دينهم حق، بل أيضا لأنهم أذلة ضعفاء، والضعيف يتجرأ عليه الظالم والمجرم والفاجر والفاسق، والقوي يهاب ويعمل له حساب، ويخاف الكثيرون من مجرد الحديث عليه، هذا حال الدنيا علم من علم أو جهل من جهل، أحب من أحب أو كره من كره، وهي مليئة بالدجل والكذب من أجل الدنيا، بشر يضيعون ملايين البشر من أجل دنياهم، ثم كل من عليها فإن، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.
﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُوَ یُدۡعَىٰۤ إِلَى ٱلۡإِسۡلَـٰمِۚ وَٱللَّهُ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ٧ یُرِیدُونَ لِیُطۡفِـُٔوا۟ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَ ٰهِهِمۡ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَـٰفِرُونَ ٨ هُوَ ٱلَّذِیۤ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِینِ ٱلۡحَقِّ لِیُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّینِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ ٩﴾ (الصف ٧-٩)
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
✵✵✵✵✵✵