دحض وتفنيد أدلة صدق القادياني: [باطلها الثاني والعشرون: تواتر رؤى الصالحين]
باطلها الثاني والعشرون: تواتر رؤى الصالحين.
أبوعبيدة العجاوي
قالت القاديانية: تواترت الرؤى حتى تكاد لا تُحصى؛ فمنهم من يرى صورة المسيح الموعود عليه السلام مع أنهم لم يروه من قبل قط، ومنهم من يرى خليفة أو خلفاء أو علماء ولم يكونوا قد رأوهم من قبل، أو يُروا خليفة قبل انتخابه ولم يكونوا يعرفون اسمه من قبل، أو يسمعوا صوتا يطالبهم بالبيعة، وما شابه ذلك... وغالبية هذه الرؤى أصحابها من الصالحين. فيستحيل أن يكون مصدر كل ذلك غير الله تعالى.
دحض وتفنيد:
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللَّهِ، وَالْحُلُمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ حُلُمًا يَخَافُهُ فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا، فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ ". (صحيح البخاري)
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " تَسَمَّوْا بِاسْمِي، وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي، وَمَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ فِي صُورَتِي، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ".
(١) بما أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الحلم من الشيطان فهي أحلام شيطانية، خاصة أن الأدلة المادية الثابتة على اختلافها وتنوعها تؤكد كذب الغلام القادياني، بل الغلام القادياني يقول أن الرؤيا قد تكون صادقة وهي من عمل الشيطان.
(٢) الرؤى والأحلام لغير الأنبياء ظنية قد تكون صادقة أو كاذبة ، ولا تعد دليلا لمطالبة الناس التصديق بناء عليها، وإن كانت حق ربما تفيد صاحبها ولا تفيد غيره.
(٣) لم يطلب النبي صلى الله عليه وسلم من الناس أو يدعوهم للإيمان به وتصديقه بناء على رؤى وأحلام كما تفعل القاديانية في دليها هذا الباطل بهذا الشكل.
(٤) نقول للقاديانية والقاديانيين: لو رأى شخص أو أشخاص رؤى وأحلام سيئة وسلبية عن القادياني وجماعته هل تقبلون منهم رؤاهم وأحلامهم.
(٥) صلاح الناس أيضا أمر ظني، فقد يظن الناس صلاح فلان وهو طالح، وبعد نسأل الله أن يختم لنا بالصالحات، خواتيم البشر غير معلومة لنا.
(٦) أيضا بعض الناس يكذبون في مسألة الرؤى والأحلام، لذلك من يدعي رؤيا معينة فكيف لنا أن نتأكد من صدقه! والرؤيا يراها شخص لا نستطيع مشاركته فيها! فبالتالي: التثبت منها صعب أو من المستحيلات لغير الأنبياء عليهم السلام.
(٧) قالت القاديانية: "فيستحيل أن يكون مصدر كل ذلك غير الله تعالى". نقول: كيف جزمتم وقطعتم أنها من الله سبحانه والأمر القطع فيه صعب أو شبه مستحيل.
(٨) الأدلة على كذب الغلام القادياني كثيرة جدا وهي واضحة وضوح الشمس إسلاميا وإلزاميا قاديانيا، فلا يمكن أن ندع الشيء الثابت والمادي ونأخذ بـ الظنيات والمحتملات وما لا يمكن التثبت منه ومن صدقه. كما أن القادياني جعل وحي الأنبياء والرؤى محل شك وعدم اطمئنان، عندما قال تكون شيطانية، نعوذ بالله من ضلال الضلال.
(٩) القاديانية تقول في قصة إبراهيم عليه السلام و الذبيح إسماعيل عليه السلام أن إبراهيم عليهم السلام أخطأ في فهم الرؤيا والعياذ بالله سبحانه، فلعل من رأى القادياني أو خليفة القاديانية في المنام أخطأ في فهم الرؤيا، فلعلها تعني احذر إن هؤلاء دجالون ففهم العكس، فإذا جوزتم ذلك في حالة الأنبياء والعياذ بالله فكيف بمن هو دونهم، خاصة أن كثير من المنامات تكون غير مفهومة و بحاجة للتأويل والتعبير.
(١٠) من الأدلة على كذب الغلام القادياني في باب الرؤى والأحلام هو زعمه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم:
(ب): لقد رأى هذا العبد المتواضع في الرؤيا سيّدنا خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم في عام 1864 أو 1865 الميلادي، أعني قريبًا من تلك الفترة، حين كنت في مقتبلِ عمري ومشغولاً بتحصيل العلم، وكان في يدي كتابٌ دينيٌّ، وبدا لي أنه من مؤلّفاتي، ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم الكتاب سألني بالعربية: بماذا سمّيتَه؟ قلت: سمّيتُه "قطبي". وقد انكشف عليّ تأويل هذا الاسم الآن بعد تأليف هذا الكتاب الذي أعلنتُ فيه أنه كتاب محكم غير متزعزع كالكوكب الذي يسمى "القطب"، ونشرتُه مع إعلانِ جائزة عشرة آلاف روبية نظرًا إلى إحكامه وقوته. فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الكتاب مني، فلما مسّته يده، تحولت ثمرةً رائعة الجمال تشبِه الجوّافة، ولكنها بحجم البطيخ، ولما قطعها النبي صلى الله عليه وسلم شرائح لتوزيعها، خرج منها عسل كثير حتى ابتلّت يده المباركة إلى المرفق. عندها أحيي بمعجزة النبي صلى الله عليه وسلم ميتٌ كان ملقًى خارج الباب وجاء وقام وراء ظهري، وكنتُ واقفًا أمام النبي صلى الله عليه وسلم وقفة المستغيث أمام الحاكم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم جالسًا على كرسي كبطل عظيم في جاه وجلال وعظمة كالملوك.
ملخّص الكلام أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاني قطعةً لأعطيها هذا الشخص الذي أعيد إلى الحياة من جديد، وألقى صلى الله عليه وسلم بقية القِطع في حجري. فأعطيته تلك القطعة، فأكلها في الحال. وعندما فرغ مِن أكلها، رأيت أن كرسي النبي صلى الله عليه وسلم قد رُفع من مكانه كثيرا، وأخذ جبينه المبارك يتلالأ باستمرار تتلألؤ الشمس بأشعّتها، وكان ذلك إشارةً إلى نضارة الإسلام وازدهاره، ثم استيقظت وأنا أشاهد ذلك النور. والحمد لله على ذلك. (البراهين الأحمدية، الجزء الثالث، الخزائن الروحانية، مجلد 1، ص 274-276، الحاشية في الحاشية 1) (التذكرة ٢)
طبعا القادياني يقصد كتابه "البراهين الأحمدية" وأن النبي صلى الله عليه وسلم أظهر رضاه عن الكتاب وفي هذا الكتاب كتب القادياني:
"وإن الغلبة الكاملة التي وعد بها الإسلام ستتحقق بواسطة المسيح، فعندما يأتي المسيح عليه السلام إلى الدنيا ثانية سينتشر الإسلام على يده في جميع الأقطار والأمصار". (البراهين الأحمدية الأجزاء الأربعة ٥٧٣)
والقادياني والقاديانيون يقولون: أن رفع المسيح عليه السلام ونزوله عقيدة باطلة. فإذا كان رأى النبي محمد عليه الصلاة والسلام حقا وصدقا فكيف أقره على باطل؟! والنبي محمد صلى الله عليه وسلم لا يقر الباطل. وللخروج من المأزق يقول القادياني والقاديانية أنه أخطأ. لكن هناك مشكلة وإشكال أن القادياني يقول: "وإن الله لا يتركني على خطأ طرفة عين، و يعصمني من كل مين". (نور الحق ١٩٢)
أخيرا: أيها القادياني التابع ربما أنت صادق رأيت حلما ما، لكن كيف تسير في دينك ودنياك وآخرتك خلف حلم، وبناء على حلم، وقد قدمنا لك في كتابنا هذا وغيره… أدلة على الكذب والباطل والدجل والتناقض وغير ذلك، ولا تقدم الأحلام على الكتاب والسنة.
✵✵✵✵✵✵