دحض وتفنيد أدلة صدق القادياني: [باطلها الثاني: نبوءات القرآن والحديث والكتاب المقدس]
باطلها الثاني: نبوءات القرآن والحديث والكتاب المقدس.
أبوعبيدة العجاوي
قالت القاديانية: هناك نبوءات قرآنية تحدِّد ظروف خروج المسيح الموعود وعِرقيته كما في أوائل سورة الجمعة والحديث الذي يفسرها في البخاري، ونبواءت تتحدث عن خروج يَأْجُوج وَمَأْجُوج الذي تحقَّق في الاستعمار الذي عاصر المسيح الموعود، وهناك نبوءات تبين تفاصيل ظروف بعثة المسيح المهدي، كما يظهر ذلك من عديد من سور جزء عمّ، خصوصا سورة التكوير.
ومن نبوءات النبي صلى الله عليه وسلم نبوءات متعلقة بـ نـزول المسيح والإمام المهدي وبظروف بعثته، مثل كسر الصليب، وقتل الخنزير، ووضع الجزية، والخسوف والكسوف في رمضان، وولادة ابن مميز له، وغير ذلك الكثير الكثير.
دحض وتفنيد:
أولا: أما قولها: "هناك نبوءات قرآنية تحدِّد ظروف خروج المسيح الموعود وعِرقيته كما في أوائل سورة الجمعة".
فهي تقصد قول الحق سبحانه وتعالى:
«(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ • وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)» (الجمعة ٢- ٣)
وقولها: والحديث الذي يفسرها في البخاري.
تقصد الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه :
«كُنّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأُنْزِلَتْ عليه سُورَةُ الجُمُعَةِ: {وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمّا يَلْحَقُوا بِهِمْ}، قالَ: قُلتُ: مَن هُمْ يا رَسولَ اللَّهِ؟ فَلَمْ يُراجِعْهُ حتّى سَأَلَ ثَلاثًا، وفينا سَلْمانُ الفارِسِيُّ، وضَعَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ على سَلْمانَ، ثُمَّ قالَ: لو كانَ الإيمانُ عِنْدَ الثُّرَيّا، لَنالَهُ رِجالٌ -أوْ رَجُلٌ- مِن هَؤُلاءِ». (صحيح البخاري)
هي تقصد أن الآيات القرآنية السابقة والحديث السابق يشير إلى بعثة غلام أحمد القادياني "الفارسي" نبيا و مسيحا و مهديا والعياذ بالله رب العالمين.
نرد ونبطل قولها في نقاط:
(١) لم يستدل أحد من المسلمين من المفسرين والمحدثين وغيرهم… بهذه الآيات وهذا الحديث على مجيء فارسي نبيا و مسيحا و مهديا مجددا، وإنما هذا من خرابيط القاديانية وتحريفها لمعاني النصوص بطريقة يشمئز منها المسلم! فلا نقول إلا: ربنا نعوذ بك من شياطين الإنس والجن…
(٢) بالعودة إلى كتب التفسير ستجد أن المقصود "بالأميين" هم العرب، وأن "آخرين منهم" فسرها النبي صلى الله عليه وسلم والمفسرون بالفرس، وأنه نبي العرب والعجم، والمعنى باختصار: أن الله بعث محمدا للعرب والعجم، ثم اللاحقين يزكي قلوبهم، أو يطهرهم من الشرك والكفر والذنوب، ويعلمهم دين الله وما أوحى الله وشرع لأمته، صلوات ربي وسلامه عليه.
(٣) إن الحديث السابق قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «لو كان الإيمان» ولم يقل: لو كانت "النبوة" أو "المسيحية" أو "المهدوية"! نسأل الله تحقيق الإيمان، وأن يزيدنا في إيمانا.
(٤) جاء في الآية "وآخرين" وهي تدل على الجمع لا المفرد، وجاء في الحديث: «لَنالَهُ رِجالٌ -أوْ رَجُلٌ- مِن هَؤُلاءِ» فالسياق يدل على جماعة لا فردا بمعنى أنه شخص فارسي نبي ومهدي ومسيح والعياذ بالله.
(٥) فإن كان المقصود بالجماعة من الآخرين الفرس، أو الأعاجم عموما، فلقد تحقق ذلك في التابعين وأتباع التابعين ومن بعدهم من العلماء والفقهاء عربا وفرسا و عجما، وصدق الله العظيم ثم صدق رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام.
(٦) ومن المضحكات أن نبي القاديانية في كتابه (حمامة البشرى ٩٨) فسر هذه الآية غير تفسير القاديانية، بنفس معنى تفسيرنا السابق : " وإلى هذا أشار الله عز وجل في قوله: (وَءَاخَرِینَ مِنۡهُمۡ لَمَّا یَلۡحَقُوا۟ بِهِمۡ) يعني يُزكي النبي الكريم آخرين من أمته بتوجهاته الباطنية كما كان يُزكّي صحابته، فتفكر في هذه الآية".
هذا مع العلم أننا عندما نستدل بأقوال القادياني نستدل من باب الإلزام بما في كتب القوم، وإلا فهو يقول أقوالا متضاربة ومتناقضة ويخالف بعضها بعضا… فتجد له في الشيء الواحد قولين وثلاثة وأكثر… يفسد بعضها بعضا، ويبطل بعضها البعض الآخر، و تناقضها واضح.
فستجده يقول في (إزالة خطأ ١٥) : "أما مجيء نبي ورسول بروزي فهو ثابت من القرآن الكريم كما يتضح من آية (وَءَاخَرِینَ مِنۡهُمۡ)".
فتعجب إن لم تكن بعد من المتعجبين!!!
يقصد الغلام القادياني بالبروز والظلية أنه نبي محمدي تابع لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والعياذ بالله من الكذب والكذابين.
ونزيدك تعجبا بالتالي:
(٧) ما هو أصل القادياني؟ هل هو فارسي أم مغولي أم صيني! إسرائيلي أو ليس إسرائيليا! فاطمي أم ليس فاطميا!
"المراد من ذلك أنه سيكون في أسرته دم تركي، وتنطبق هذه النبوءة على أسرتنا التي اشتهرت بأنها أسرة مغولية، غير أن ما قال الله تعالى هو الأصح وهو أن هذه الأسرة فارسية الأصل. ولكن من المتيقن والمشهود والملحوظ تماما أن الأغلبية من أمهاتنا وجداتنا ينحدرن من أسرة مغولية وهن صينيات الأصل، أي كن من سكان الصين". (حقيقة الوحي ١٨٧)
"وما كنت من جرثومة العلماء الأجلة، ولا من قبيلة بني الفاطمة". (مواهب الرحمن ٧٢)
"ومع أن الله شرفني بأنني إسرائيلي وفاطمي أيضا وإن لي نصيبا من كلا العرقين". (إزالة خطأ ١٦)
"والحاصل أن الله سلب من اليهود بعد عيسى نعمة النبوة، فلا ترجع إليهم أبدا في زمان خير البرية. وكون عيسى من غير أب وبلا ولد دليل على ما مر بالأدلة القاطعة، وإشارة إلى قطع تلك السلسلة الإسرائيلية. فلا يجيء نبي من اليهود لا قديم ولا حديث في دور النبوة المحمدية، وعد من الله ذي العزة. وكما نزع النبوة منهم كذلك نزع منهم ملكهم". (مواهب الرحمن ٦٠)
و القادياني والقاديانية ينكرون نزول المسيح عليه السلام من السماء في آخر الزمان ويقولون أنه قد مات، ويستنكرون على المسلمين إيمانهم بنزول نبي "إسرائيلي" هو عيسى، وهذا غلام القاديانية يزعم أنه إسرائيلي.
وإذا كنت تريد الإطلاع على العجب العجاب !!! فعليك بما جمعنا له مما يسر الله لنا في هذه الصفحات: [تناقضات مدعي النبوة غلام أحمد القادياني]
ثانيا: أما قولها: "ونبواءت تتحدث عن خروج يَأْجُوج وَمَأْجُوج الذي تحقَّق في الاستعمار الذي عاصر المسيح الموعود".
فقد تحدثت بتوسع عن هذا الموضوع في كتابي: [المعجزات والبينات ردا على القاديانية]
وأرد هنا بنقاط مختصرة لبيان شيء من فساد قولهم:
(١) إن يأجوج ومأجوج أمة قبل الإسلام وقبل النصرانية، كما جاء في قصة ذي القرنين عليه السلام، فبالتالي: لا علاقة للاستعمار بقوم يأجوج ومأجوج.
«(قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا)» (الكهف ٩٤)
(٢) إن الآية السابقة ذكرت أن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض، بينهما نجد القادياني يمدح الاستعمار الإنجليزي للهند، ويصف الدولة البريطانية بـ أنها محسنة وعادلة:
"بل الدولة البريطانية محسنة إلى المسلمين، والملكة المكرمة التي نحن رعايا لها يرجح الإسلام في باطنها على ملل أخرى". (حمامة البشرى ٧٨)
وهو متناقض كعادته فقد قال في نفس الكتاب السابق قبل ثلاث صفحات: (حمامة البشرى ٧٥) :
"نعم إنا نرى أن القرآن قد ذكر صريحا فئة مفسدة في الدين، وذكر أن في آخر الزمان يكون قوما مكارين مفسدين، ينسلون من كل حدب، ويهيجون الفتن في الأرض كأمواج البحار، فتلك هي الفئة التي سميت في الأحاديث دجالا". (حمامة البشرى ٧٥)
ووصفهم بأنهم "دجال" أيضا كما سبق، ويناقض نفسه أيضا فيقول:
"فاعلم أننا لا نسمي الدولة البريطانية دجالا معهودا". (نور الحق ٣٤)
(٣) إن القادياني يعتبر الإنجليز والروس هم يأجوج ومأجوج:
"أما يأجوج ومأجوج، فقد ثبت أنهما قومان حازا على التقدم والازدهار في الدنيا، أحدهما الإنجليز والآخر الروس". (فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٣٩٤)
إلا أن القادياني مع الإنجليز وضد الروس:
"اللهم بارك لنا وجودها وجودها، واحفظ مُلكها من مكائد الروس ومما يصنعون". (مرآة كمالات الإسلام ٢٩٧)
"فاشكروا لها أيها المسلمون، وادعوا الله أن يديم عز هذه المليكة الكريمة، وينصرها على الروس المنحوس". (مرآة كمالات الإسلام ٣٠٠)
وهذا يعني أن القادياني مع يأجوج وضد مأجوج!
(٤) النص يدل على أن يأجوج ومأجوج أعداء المسيح النازل آخر الزمان، ويهلكون بدعائه، بينما القادياني هو مع يأجوج و ضد مأجوج كما ذكرنا!
فحسب الحديث الطويل في [صحيح مسلم]: "إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ ، وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ، فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ ، فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ ، فَيَقُولُونَ : لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ ، وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى ، وَأَصْحَابُهُ حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لِأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لِأَحَدِكُمُ الْيَوْمَ فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّه عِيسَى وَأَصْحَابُهُ فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ ، فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ".
القادياني يسلم بأن يأجوج ومأجوج يموتون بدعاء المسيح بدود في رقابهم: "ويقولون إن المسيح لا يحاربهم بل يدعو عليهم، فيموتون كلهم بدعائه بدود تتولد في رقابهم، وهذا أيضا حق وليس عندنا إلا التسليم". (حمامة البشرى ٣٦)
إلا أنه يبين مسألة دقيقة قد تخفى على الناظرين فيضيف: "ولكنهم أخطأوا فيما قالوا إن يأجوج ومأجوج يموتون في زمن عيسى كلهم، فإن يأجوج ومأجوج هم النصارى من الروس والأقوام البريطانية، وقد أخبر الله تعالى عن وجود النصارى واليهود إلى يوم القيامة". (المصدر السابق)
ومع ذلك لم يهلك بعض من يأجوج ومأجوج بدعاء القادياني ! وهو عياذا بالله مجاب الدعاء وعلى يديه الشفاء واختصاص بداء… !
(٥) تقول القاديانية إن تفسير: «فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ»: أي أن معارضي الغلام القادياني يهلكون بالدمامل في رقابهم، وقد تحقق ذلك بمرض الطاعون الذي تفشى في زمن الغلام القادياني.
والجواب: إن الطاعون الذي وقع في البنجاب أصاب المسلمين وأصحاب الملل الأخرى وهلك به بعض القاديانيين، ولم يهلك بسبب هذا الطاعون يأجوج ومأجوج، وهم البريطانيون والروس والأمم الأوروبية عند القاديانية.
لا بأس، خرابيط القادياني والقاديانية كثيرة! فتعجب إن لم تكن بعد من المتعجبين!
(٦) إن الاستعمار لم يظهر في زمن القادياني، بل ظهر بعد سقوط الأندلس بإسبانيا والبرتغال ثم تبعتهم الدول الأوروبية الأخرى، أي أن الإستعمار ظهر قبل القادياني بـ ٤٠٠ سنة تقريبا.
فبالتالي: القول أن يأجوج ومأجوج هو الإستعمار مجرد هراء، لكن من ادعى مقاما ليس له، بحث عن جواب سؤال: أين يأجوج ومأجوج؟ ولو لم يكن هناك إستعمار، لقال: إن الهندوس والسيخ هم يأجوج ومأجوج، ولوقف واحتمى بـ طرف ضد آخر.
ثالثا: أما قولها: "وهناك نبوءات تبين تفاصيل ظروف بعثة المسيح المهدي، كما يظهر ذلك من عديد من سور جزء عمّ، خصوصا سورة التكوير".
هل فهمت شيئا ؟ بالطبع لا !
إذا تعال معي نفهم هذه النبوءات العظيمة، التي خفيت على المتدبرين المفتشين المحققين، بعد نعوذ بالله رب العالمين من تحريف الدجالين وباطل الشياطين:
(١) «(إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ)» (التكوير ١)
يقولون: ترمز إلى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الذي وصف بـ سراجا منيرا.
ويقولون: والمعنى الثاني كسوف الشمس في رمضان.
(٢) «(وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ)» (التكوير ٤)
يقولون: يستغني الناس عن الجمال، ويخترعون مواصلات جديدة.
(٣) «(وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ)» (التكوير ٥)
يقولون: أي الحيوانات ستحشر في حدائق الحيوان.
(٤) «(وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ)» (التكوير ٦)
يقولون: أي التقت، وحصل ذلك بشق قناة السويس وقناة بنما.
(٥) «(وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ)» (التكوير ١٠)
يقولون: انتشار الجرائد والمجلات.
هذا أمثلة أخي المسلم: فهل علامات ظهور المسيح والمهدي عليهما السلام، ما سبق أن قلنا من تحريفهم لكلام الله العظيم وكتابه الكريم.
وهم يتعمدون أن يقنعوا الجهال بباطلهم أن العلامات المستقبلية أو النبوءات الغيبية، هي طلاسم تنظر قاديانيا كي يفكها والعياذ بالله رب العالمين، وهم يقولون: "النبوءات لا تؤخذ على ظاهرها". ويقصدون العلامات الواردة في الكتاب والسنة، مع أنهم يأخذون تنبؤات القادياني في ٩٩٪ منها على ظاهرها، فإن لم تتحقق! انتقلوا إلى الطلاسم التي تحتاج من يفكها أو يؤولها تحريفا.
والناظر في العلامات والغيبيات المستقبلية هي غالبا على ظاهرها، إلا إذا احتملت عدة تفسيرات من ناحية اجتهادية، وتأويلها عندما تقع.
فأي مسلم عندما تبلغه علامة أن المسيح عليه السلام ينزل شرقي دمشق عند المنارة البيضاء، يفهم أن المقصود بها المدينة المعلومة المشهورة في بلاد الشام المباركة، شرق المدينة عند منارة بيضاء.
بينما عند القاديانية: المقصود قاديان.
وأي مسلم عندما يبلغه أن المسيح عليه السلام يقتل المسيح الدجال، الذي جاء وصفه: أنه رجل أعور أفحج… فالأمر واضح أن العلامة تتحدث عن رجل.
بينما عند القاديانية: المسيح الدجال، هم جماعة من الناس، وهم قساوسة النصارى.
يحرفون النصوص بتكلف لإنزالها على القادياني مع أن ما نقلناه -الأمثلة الخمسة السابقة- لا علاقة لها بظهور المهدي أو المسيح عليهما السلام، وإنما أردنا بيان ما يقصدون.
وما نقلناه لا يستحق الرد عليه إلا أننا نقول لتوضيح الصورة: لو أننا الآن في عام ٧٠٠ هجرية، لكانت الآيات السابقة -والعياذ بالله سبحانه- عبارة عن كلام مجهول تماما ما المقصود به، ومعاذ الله أن يكون كذلك، فلما ظهر غلام قاديان بينت القاديانية ما المراد من آيات الله السابقة.
اللهم نعوذ بك من الجرأة على كلامك العظيم.
اللهم نسألك تعظيم كتابك و وحيك و كلامك، وسنة نبيك عليه الصلاة والسلام.
اللهم لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا.
اللهم اغفر لنا وارحمنا ونسألك العفو والتجاوز والعافية والمعافاة.
رابعا: ما تذكره من علامات -حسب فهما هي-:
مثل كسر الصليب:
فلا علاقة للقادياني بتراجع النصرانية، بل ما سبق أن ذكرناه: اللادينية والعلمانية والإلحاد والمادية والدعوات الدنيوية والأفكار البشرية البعيدة عن الدين… وهذا حدث قبل القادياني وفي زمانه وبعده…
ومثل قتل الخنزير:
فأحد أقوالها: أن المعنى الطبائع الخنزيرية من عري وفحشاء، فهذا لم يتحقق للقادياني، فبالتالي: لم يقتل خنزيرا.
وأحد أقوالها: أن المعنى هلاك عدو القادياني وهو القس دوئي، فبالله عليك: هل تفهم من قتل الخنزير -بغض النظر عن تفسيره إسلاميا- هلاك شخص اسمه دوئي.
ونرد عليها: أنها تسخر من اعتقاد المسلمين أن المسيح عليه السلام ينزل من السماء من أجل قتل الدجال، -أي رجل- مع أن قتل المسيح الدجال مهمة من مهمات المسيح عليه السلام بعد نزوله، شيء من جملة ما يكون بعد نزوله، هذا ويمكث ٤٠ عاما ولا ندري ما يكون خلال هذه المدة الطويلة، والله تعالى العليم الحكيم لا يخبرنا بكل الغيبيات تفصيليا.
ومثل وضع الجزية:
والمعنى عندها وضع الحرب، أي تنتهي الحروب الدينية، فلاحظ أنها خصت الحروب الدينية دون الحروب الدنيوية والإقتصادية والإستعمارية ونهب الثروات… لأنها تعلم أن الحروب ذات الطابع الدنيوي المادي كثرت وزادت وعظم خطرها وتأثيرها ونتائجها ومصائبها… فنقول: ليت غلام القاديانية المزعوم كان شأنه معكوسا ووضع الحروب الدنيوية بدلا من الحروب الدينية.
ثم نقول للقاديانيين ممن يصدقون هراء الجماعة القاديانية: كيف لرجل طوال ٢٠ سنة لم يستطع تحقيق الزواج ممن يريد، لا بالدعاء ولا بالتوسل والدهاء، ولم يستطع أن يحمي نفسه من أعدائه لولا سيف الدولة البريطانية، كيف لرجل مثل هذا أن يضع حروبا دينية، كيف تصدقون هذا الهراء والدجل يا من تقولون: معقول! وهل يعقل! ولا يعقل هذا!
هذا مع أن الحروب التي تحمل طابعا دينيا لم "يضعها القادياني" في بلاد الهند، وفلسطين، وإيرلندا الشمالية، وسريلانكا وغيرها من بلاد العالم…
كما أنه لا يملك الوسائل المادية لوضع الحروب الدينية! فإن قالوا: بالدعاء والتوجه إلى الله! قلنا: دعاء القادياني غير مستجاب في أمور أبسط من الحروب: الزواج والشفاء والحياة والموت… !
ولو كان الدعاء وحده كافيا لما حمل النبي صلى الله عليه وسلم السيف وقاتل وجاهد.
ثم أين يفيض المال؟
فإن قالت القاديانية: المقصود بالمال هنا "العلم" بواسطة غلامها القادياني.
فنقول: هذه محاولة من محاولاتها واضحة الفشل، لعدم تحقق ذلك للقادياني، وهذا واضح وملاحظ في نصوص كثيرة!
ونقول: أين هي العلوم التي فاض بها الغلام القادياني! فنحن نستحي من نقل كثير من أقواله و جهالاته! بل إن القاديانيين أنفسهم يخجلون منها! وتضيق صدورهم بها!
وسيأتي الحديث عن موضوع الخسوف والكسوف في دليلها العاشر.
أما ولادة ابن مميز له! فيقصد بشير الدين محمود ابن القادياني وخليفته الثاني، فهذه الولادة متعلقة بتنبؤ للغلام القادياني وهي ولادة "المصلح الموعود" وهذا التنبؤ كان المقصود منه حسب فهم القادياني وأقواله ابنه "مبارك" لكنه مات صغيرا، فنسبت الجماعة هذا التنبؤ لـ بشير الدين محمود، وهذه التنبؤ البحث فيه يظهر لك دجل القادياني والقاديانية وتحريفهم للنصوص وكذبهم.
وإنني فيما أكتب عن الفرقة الأحمدية القاديانية أركز على الردود الشرعية والإلزامية، مع الإختصار وعدم التوسع والإطالة، والاكتفاء ببعض الأدلة والنقول والاقتباسات، وإن كنت مهتما أنظر:
كتاب الأستاذ عبد الرحمن محمد كوني (حقيقة نبوءة المصلح الموعود والجماعة الأحمدية القاديانية)
كتاب الدكتور إبراهيم بدوي (حقيقة الطائفة الأحمدية القاديانية)
فقد كتبوا عن هذا الموضوع مطولا بارك الله بهم وجزاهم خير ما يجزي عباده، إنه ذو فضل عظيم كبير مبين، ونحمد الله سبحانه الحميد أن سخر بعضا من عباده للكتابة عن هذا الفرقة كتابات رائعة، فكم كنا بحاجة لمثل هذه الكتابات قبل سنوات.
خامسا: أما قولها: عن نبوءات الكتاب المقدس.
فنذكر بعضها حسب مزاعمها ونرد عليها:
[١] الآتي باسم الرب:
"٣٧ يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا! ٣٨ هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا ٣٩ لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَني مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!". (متى ٢٣: ٣٧-٣٩)
قالت القاديانية: الآتي سيأتي باسم المسيح، وهو المسيح الموعود عليه السلام الذي حمل هذا اللقب، وستظل مملكة إسرائيل خربة من بعثة المسيح الأول حتى بعثة المسيح الثاني، حيث ستنشأ دولتهم من جديد. ونشوء دولتهم من جديد علامة على المجيء الثاني للمسيح، أي علامة على بعثة المسيح الموعود عليه السلام.
والجواب:
أولا: لا علاقة لغلام القاديانية بمدينة القدس لا من قريب ولا من بعيد.
ثانيا: النص السابق لا علاقة للمسلمين به، فضلا أن يقال: أن المقصود به غلام أحمد القادياني، و الآتي باسم الرب عند أهل الكتاب يقصدون به مسيحهم، ولا يمكن من خلال النص السابق الاستدلال بكلمة واحدة أن المعني غلام القاديانية.
ثالثا: استدلال القاديانية بالنص السابق على أن المقصود به بعثة غلام القاديانية، حيث ستنشأ دولتهم من جديد، يبطله أن القادياني لما أراد نفي أن يكون "المسيح الدجال" من اليهود، استدل بأن اليهود كتبت عليهم الذلة، فلا يكون لهم ملك إلى الأبد، فقال :
"إن اليهود يعيشون دائما تحت ملك من الملوك صاغرين مقهورين ولا يكون لهم ملك إلى الأبد، كيف يخرج منهم الدجال ويملك الأرض كلها" (حمامة البشرى ٢٩)
"وكيف يمكن أن يحدث الدجال من قوم اليهود وقد ضربت الذلّة والمسكنة عليهم إلى يوم القيامة، فهم لا يملكون الأمر أبدا ولا يغلبون". (التبليغ ٤٩)
رابعا: إن قيام دولة لليهود في عصرنا كان بعد موت غلام القاديانية بـ ٤٠ سنة، فإن كانت هذه علامة المفروض أن تكون في حياته، ثم هل قال أهل الكتاب للغلام القادياني: "مبارك الآتي باسم الرب".
[٢] الخسوف والكسوف:
"٢٩ وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ، وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ، وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ، وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ ٣٠ وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ". (متى ٢٤: ٢٩-٣٠)
قالت القاديانية: وواضح أن هذا النص يشير الى اجتماع الكسوف والخسوف في رمضان حسب الحديث الذي رواه الدارقطني: "إنَّ لِمَهْدِينَا آيَتَيْنِ لَمْ تَكُونَا مُنْذُ خَلْقٍ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ تَنْكَسِفُ الْقَمَرُ لأَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ وَتَنْكَسِفُ الشَّمْسُ فِي النِّصْفِ مِنْهُ وَلَمْ تَكُونَا مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ".
والجواب:
بل ليس واضحا أن الكلام السابق يعني اجتماع الخسوف والكسوف في رمضان، فضلا أن الاستدلال بالخسوف والكسوف باطل أصلا، كما سيأتي بيانه بمشيئة الله وفضله.
[٣] الرقم ١٢٩٠:
"١ وَفِي ذلِكَ الْوَقْتِ يَقُومُ مِيخَائِيلُ الرَّئِيسُ الْعَظِيمُ الْقَائِمُ لِبَنِي شَعْبِكَ، وَيَكُونُ زَمَانُ ضِيق لَمْ يَكُنْ مُنْذُ كَانَتْ أُمَّةٌ إِلَى ذلِكَ الْوَقْتِ. وَفِي ذلِكَ الْوَقْتِ يُنَجَّى شَعْبُكَ، كُلُّ مَنْ يُوجَدُ مَكْتُوبًا فِي السِّفْرِ. ٢ وَكَثِيرُونَ مِنَ الرَّاقِدِينَ فِي تُرَابِ الأَرْضِ يَسْتَيْقِظُونَ، هؤُلاَءِ إِلَى الْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، وَهؤُلاَءِ إِلَى الْعَارِ لِلازْدِرَاءِ الأَبَدِيِّ. ٣ وَالْفَاهِمُونَ يَضِيئُونَ كَضِيَاءِ الْجَلَدِ، وَالَّذِينَ رَدُّوا كَثِيرِينَ إِلَى الْبِرِّ كَالْكَوَاكِبِ إِلَى أَبَدِ الدُّهُورِ. ٤ أَمَّا أَنْتَ يَا دَانِيآلُ فَأَخْفِ الْكَلاَمَ وَاخْتِمِ السِّفْرَ إِلَى وَقْتِ النِّهَايَةِ. كَثِيرُونَ يَتَصَفَّحُونَهُ وَالْمَعْرِفَةُ تَزْدَاد. ٥ فَنَظَرْتُ أَنَا دَانِيآلَ وَإِذَا بِاثْنَيْنِ آخَرَيْنِ قَدْ وَقَفَا وَاحِدٌ مِنْ هُنَا عَلَى شَاطِئِ النَّهْرِ، وَآخَرُ مِنْ هُنَاكَ عَلَى شَاطِئِ النَّهْرِ. ٦ وَقَالَ لِلرَّجُلِ اللاَّبِسِ الْكَتَّانِ الَّذِي مِنْ فَوْقِ مِيَاهِ النَّهْرِ: «إِلَى مَتَى انْتِهَاءُ الْعَجَائِبِ؟»٧ فَسَمِعْتُ الرَّجُلَ اللاَّبِسَ الْكَتَّانِ الَّذِي مِنْ فَوْقِ مِيَاهِ النَّهْرِ، إِذْ رَفَعَ يُمْنَاهُ وَيُسْرَاهُ نَحْوَ السَّمَاوَاتِ وَحَلَفَ بِالْحَيِّ إِلَى الأَبَدِ: « إِنَّهُ إِلَى زَمَانٍ وَزَمَانَيْنِ وَنِصْفٍ. فَإِذَا تَمَّ تَفْرِيقُ أَيْدِي الشَّعْبِ الْمُقَدَّسِ تَتِمُّ كُلُّ هذِهِ». ٨ وَأَنَا سَمِعْتُ وَمَا فَهِمْتُ. فَقُلْتُ: «يَا سَيِّدِي، مَا هِيَ آخِرُ هذِهِ؟» ٩ فَقَالَ: «اذْهَبْ يَا دَانِيآلُ لأَنَّ الْكَلِمَاتِ مَخْفِيَّةٌ وَمَخْتُومَةٌ إِلَى وَقْتِ النِّهَايَةِ. ١٠ كَثِيرُونَ يَتَطَهَّرُونَ وَيُبَيَّضُونَ وَيُمَحَّصُونَ، أَمَّا الأَشْرَارُ فَيَفْعَلُونَ شَرًّا. وَلاَ يَفْهَمُ أَحَدُ الأَشْرَارِ، لكِنِ الْفَاهِمُونَ يَفْهَمُونَ. ١١ وَمِنْ وَقْتِ إِزَالَةِ الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ وَإِقَامَةِ رِجْسِ الْمُخَرَّبِ أَلْفٌ وَمِئَتَانِ وَتِسْعُونَ يَوْمًا". (دانيال ١٢: ١-١١)
قالت القاديانية: وبعد ١٢٩٠ عاما من فتح مكة، أي في عام ١٣٠٠ هـ الموافق ١٨٨٢ أوحى الله تعالى إلى غلام أحمد عليه السلام أنه مبعوث من عنده.
والجواب:
أولا: النص السابق لم يقل ١٢٩٠ عاما، بل قال [ يوما ].
ثانيا: هناك نص لم تذكره القاديانية بعد النص السابق وهو:
"١٢ طُوبَى لِمَنْ يَنْتَظِرُ وَيَبْلُغُ إِلَى الأَلْفِ وَالثَّلاَثِ مِئَةٍ وَالْخَمْسَةِ وَالثَّلاَثِينَ يَوْمًا. ١٣ أَمَّا أَنْتَ فَاذْهَبْ إِلَى النِّهَايَةِ فتَسْتَرِيحَ، وتَقُومَ لِقُرعَتِكَ فِي نِهَايَةِ الأَيَّامِ". (دانيال ١٢: ١٢-١٣)
فهناك رقم آخر ١٣٣٥[ يوما ] وهذا حال القاديانية مع النصوص: خذ ما تشاء ودع ما تشاء.
وواضح أن النصوص السابقة تتحدث عن [ أيام ] لا سنوات.
والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
[٤] علامة الزلازل والأوبئة:
"٣ وَفِيمَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، تَقَدَّمَ إِلَيْهِ التَّلاَمِيذُ عَلَى انْفِرَادٍ قَائِلِينَ:«قُلْ لَنَا مَتَى يَكُونُ هذَا؟ وَمَا هِيَ عَلاَمَةُ مَجِيئِكَ وَانْقِضَاءِ الدَّهْرِ؟ ٤ فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ:«انْظُرُوا! لاَ يُضِلَّكُمْ أَحَدٌ. ٥ فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: أَنَا هُوَ الْمَسِيحُ! وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ. ٦ وَسَوْفَ تَسْمَعُونَ بِحُرُوبٍ وَأَخْبَارِ حُرُوبٍ. اُنْظُرُوا، لاَ تَرْتَاعُوا. لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ تَكُونَ هذِهِ كُلُّهَا، وَلكِنْ لَيْسَ الْمُنْتَهَى بَعْدُ. ٧ لأَنَّهُ تَقُومُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ وَمَمْلَكَةٌ عَلَى مَمْلَكَةٍ، وَتَكُونُ مَجَاعَاتٌ وَأَوْبِئَةٌ وَزَلاَزِلُ فِي أَمَاكِنَ. ٨ وَلكِنَّ هذِهِ كُلَّهَا مُبْتَدَأُ الأَوْجَاعِ. ٩ حِينَئِذٍ يُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى ضِيق وَيَقْتُلُونَكُمْ، وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنْ جَمِيعِ الأُمَمِ لأَجْلِ اسْمِي. ١٠ وَحِينَئِذٍ يَعْثُرُ كَثِيرُونَ وَيُسَلِّمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَيُبْغِضُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا". (متى ٢٤: ٣-١٠)
قالت القاديانية: وهذه العلامات تحققت مع بعثة غلام أحمد القادياني ولازالت تتحقق، وفي العصر الأخير كانت الزلازل والمجاعات والأوبئة.
والجواب:
أولا: المشكلة أن القاديانية تستدل بأشياء هي نفسها تبطل باطلها، والنص السابق جاء فيه: "فَإِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ بِاسْمِي قَائِلِينَ: أَنَا هُوَ الْمَسِيحُ! وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ". فهذا النص ينطبق على غلام القاديانية الذي ادعى "المسيحية".
ثانيا: جاء بعد النص السابق مباشرة: "وَيَقُومُ أَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ كَثِيرُونَ وَيُضِلُّونَ كَثِيرِينَ". (متى ٢٤: ١١) وهذا ينطبق على غلام القاديانية فهو من ممن يدعون النبوة كذبا.
ثالثا: النص السابق جعلته القاديانية دليلا على غلامها القادياني، بينما نجد أن النص السابق نفسه غلام القاديانية شن عليه هجوما فقال:
"فلم يتنبأ ذلك الإنسان الضعيف سوى أن الزلازل تحدث والقحط يصيب والحروب تندلع... فأتسائل : ألا تحدث الزلازل على الدوام، ألا يصيب القحط دوما، ألا تستمر الحروب في مكان ما من العالم، فلماذا سمى ذلك الإسرائيلي السفيه - العياذ بالله - هذه الأمور العادية نبوءة !". (عاقبة آتهم ١٧٦)
"ما أهمية النبوءات التي تقول بأن الزلازل ستحدث وتكثر الوفيات وتندلع الحروب وتكون المجاعات؟ ومما يؤسف له أكثر هو أنه لم تتحقق من نبوءات المسيح عليه السلام بقدر ما ثبت بطلائها" (إزالة أوهام ١١٩)
أما آخر ما قالته: وغير ذلك الكثير الكثير.
فنقول: وعندنا غير ذلك الكثير الكثير، لكن بشكل معكوس و مقلوب و مضاد ومخالف، وليس كل تفاهة يرد عليها، وحقا وصدقا أنني أحاول قدر الإمكان إختيار ما أمكن من عبارات قد يراها غيري من المسلمين لطيفة، وغير مقبولة في أثناء الحديث عن شخص مثل الغلام القادياني يرونه خائنا لله ودينه والمؤمنين وعدوا لله والإسلام، فالله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي الأعلى العظيم.
نقول باختصار:
١. لقد أخبر القرآن أن محمدا صلى الله عليه وسلم مذكور في كتب أهل الكتاب، فحاولت القاديانية الاستدلال بنفس الدليل، ولم يذكر القرآن أن هناك مثيل وشبيه لابن مريم مذكور في كتب أهل الكتاب.
٢. لقد سعى المسلمون للاستدلال على ما أخبر به القرآن عبر القرون والعصور.
٣. لو كان هناك مثيل أو شبيه لابن مريم لماذا لم يسعى المسلمون عبر تاريخهم للاستدلال عليه من كتب أهل الكتاب! لولا أن هذا الزعم الكاذب لا وجود له.
٤. لقد أثبتنا أن النصوص السابقة من كتب أهل الكتاب لا علاقة لها بغلام أحمد القادياني، بل الأمر بالعكس أن هناك أنبياء كذبة، و مسحاء كذبة، وهذا ما أغضب الغلام القادياني.
✵✵✵✵✵✵