دحض وتفنيد أدلة صدق القادياني: [باطلها الثاني عشر: الزلازل]

دحض وتفنيد أدلة صدق القادياني: [باطلها الثاني عشر: الزلازل]

باطلها الثاني عشر: الزلازل.

أبوعبيدة العجاوي

قالت القاديانية: من علامات الزمن الأخير الذي يظهر فيه المسيح الموعود عليه السلام كثرة الزلازل وشدتها، فقد قال الله تعالى {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ... (البخاري). وكان المسيح الموعود عليه السلام قد تنبأ بكثرة الزلازل في حياته وبعد وفاته. وإن نظرةً سريعة على خرائط الزلازل ترينا أنه منذ القرن التاسع عشر أخذت الزلازل تكثر جدًّا؛ ففي حين لم يكن يحدث إلا زلزال واحد خلال مائة سنة أو خمسين في القرون السالفة، صارت الزلازل المدمرة تحدث كل سنة أو كل عدد من السنوات بعد ذلك.

دحض وتفنيد:

سبحان الله والعياذ بالله أدلة الكذب يجعلونها أدلة صدق.

أولا: هذه السورة العظيمة من كلام الله العظيم:

«(إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا • وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا • وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا • يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا • بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا • يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ • فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ • وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)» (الزلزلة ١-٨)

تتحدث عن يوم بعث الناس للحساب كما هو واضح. أما ما قالت القاديانية فهو من خرابيطها و تحريفاتها عياذا بالله سبحانه.

ثانيا: أما الحديث النبوي فهو حق أرادت القاديانية به باطل، فلا علاقة لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بـ الغلام القادياني، إذ لا نبي بعد محمد عليه الصلاة والسلام، و الغلام القادياني ليس هو عيسى بن مريم النازل آخر الزمان عليه السلام، وما هو بمسيح وما هو بمهدي.

ثالثا: أما بخصوص القادياني فلم يكن يتحدث عن الزلازل حتى وقع زلزال كانكرة في عام ١٩٠٥م، وما هي إلا أيام حتى صار يعلن عن زلزال آخر آت، فلم يقع ومات دون وقوعه، فكذبه قدر الله سبحانه وبه نعوذ.

رابعا: من يلقي نظرة على (مجموعة الإعلانات) يجد أنه بعد وقوع الزلزال، بدأت الإعلانات تأتي عن زلزال قادم، ومن ينظر إلى كتاب (التذكرة) فبعد تاريخ ٤/٤/١٩٠٥م، بدأ وحي القادياني يكثر عن الزلازل، ثم عندما لم يقع الزلزال، بدأ الوحي يتناقض، مرة أرني الزلزال، ومرة لا ترني الزلزال، ثم مات القادياني عام ١٩٠٨م ولم يقع الزلزال.

خامسا:  يسخر البعض من الغلام القادياني ويقول والعياذ بالله: أنه نبي الموت والكوارث والمصائب والأوبئة والأمراض والزلازل والعذاب وما شابه… عياذ بالله، من كثرة ذلك في كلامه ووحيه و مزاعمه و مبالغاته، واستغلاله لمثل هذه الأمور في الدعوة لنفسه.

كان الغلام القادياني مشغولا بقضايا مثل: أنه نبي ومسيح ومهدي ومجدد، وأن عيسى مات، وفلان قد مات، وفلان سيموت، وفلانة ستلد، وفلانة سأتزوجها، وعبد الله آتهم تحقق التنبؤ فيه، وهلك ليكهرام، ويهطل المطر…

ثم وقع زلزال كانكرة في الهند بتاريخ ٤ نيسان ١٩٠٥م، وكان شديدا والعياذ بالله فمات الكثير من الناس وهدمت البيوت وما الله به عليم.

فما هو حال الغلام القادياني وهو يزعم الوحي وأن الله يطلعه على الغيب، ولم يتحدث عن مثل هكذا حدث في هذا الشأن !!!

فما أن وقع الزلزال حتى خرجت الإعلانات:

(265)

بسم الله الرحمن الرحيم      نحمده ونصلي على رسوله الكريم

"جاء نذير في الدنيا، فأنكروه أهلها وما قبلوه، ولكن الله يقبله، ويُظهر صدقه بصولٍ قويٍّ شديدٍ صول بعد صولٍ."

الدعوة

"السماء تنـزِّل الآيات وتنادي الأرض: الوقتَ الوقتَ، وتحققت وعود الأنبياء والمرسلين

إلامَ تحاربون الله وتستخدمون السيوف والسهام، فيا أسود الباطن خف غضب رب العالمين" (ترجمة بيتين فارسيين)

ما دامت مهمتي هي الدعوة والتبليغ لذا أبين مرة أخرى وأقول حلفا بالله الأحد جلّ شأنه أن الله تعالى كشف لي بوحيه أن غضبه ثائر في الدنيا لأن معظم الناس في هذا العصر غارقون في المعصية وعبادة الدنيا لدرجة لم يعودوا يؤمنون بالله تعالى. والذي أُرسل إليهم من الله فقد استُهزئ به وقد تجاوز الاستهزاء واللعن والطعن الحدودَ فيقول الله تعالى بأني سأحاربهم وسأشن عليهم صولات لن تكون في حسبانهم لأنهم صادقوا الكذب لدرجة أرادوا أن يدوسوا الحق تحت الأقدام. فيقول الله بأنه أراد أن ينقذ فئة الفقراء من هجمات الوحوش وأن يُظهر آيات كثيرة في تأييد الحق ويقول أيضا: "جاء نذير في الدنيا، فأنكروه أهلها وما قبلوه، ولكن الله يقبله، ويُظهر صدقه بصولٍ قويٍّ شديدٍ صول بعد صولٍ". فتأملوا بأنفسكم ما هذه الأيام التي ترونها؟ قولوا صدقا وحقا، هل سمع آباؤكم وأجدادكم أن طاعون تفشى بهذه الشدة من قبل كما يحصد هذا البلد الآن حصدا. وكما وقع زلزال مؤخرا بتاريخ 4/4/1905م وهز قلوبكم وأحدث دمارا شاملا وترك الناس مذهولين، فهل رأيتم أو آباؤهم مثله في هذا البلد؟ واعلموا أن هذه الأحداث كلها ما عُدَّت نبوءات تكلُّفا وتصنُّعا فقط بل أُخبر عنها في البراهين الأحمدية قبل حدوثها بعدة أعوام، كذلك نُشرت هذه الأخبار في كتبي الأخرى أيضا. هذه أمور قديمة ويمكن أن يكون كثير من الناس قد نسوها لأنه إذا اجتمعت الغفلة والعداوة وسوء الظن في مكان واحد لا يمكن أن تبقى الذاكرة على ما يرام. إن وعود الله أيضا تُذكر نتيجة الإيمان فقط. وإلا من كان قلبه خاليا من الإيمان ينبذ من القلب آلاف الآيات بعد رؤيتها بالعيون كما تُكسر القشة وتُرمى بعيدا. 

فلا أكتفي الآن بالنبوءات القديمة فقط بل أقدم نبوءات مضى على نشرها شهر تقريبا. فاقرأوا إعلاني بعنوان الوصية الذي نشرته بتاريخ 2/2/1905م، وقد نُشر الإعلان نفسه في جريدة الحكم رقم7، مجلد9، ص11، بتاريخ 28/2/1905م ثم أعيد نشره في جريدة الحكم عدد24/4/1905م الصفحة 2، العمود 2. فمن تلك النبوءات خبرٌ كلماته أني رأيت ليلة 26/2/1905م الذي صباحها يوم 27/2/1905م كشفًا أن هناك ضجة القيامة العجيبة بسبب ميتات أليمة وجرى على لساني إلهام: "الميتات منتشرة في كل حدب وصوب"، وأُريت أن البلد يكاد ينمحي بسبب عذاب الله وليس مكان السكن دائم هو المأمن ولا مكان السكن المؤقت. وسيحل الدمار بالديار والمقامات. ثم كشف الله علي بوحيه المقدس في شهر مارس/آذار أن المكذبين سيُرُون آية. وقد نُشر هذا النبأ في جريدة الحكم نفسها في 24 مارس/آذار.

فيا أيها الأحبة تفكروا أليس الزلزال الذي وقع صبيحة 4/4/1905م بالآية التي أنبأ بها الله تعالى من قبل؟ لقد ورد في الكتب أن الكسوف والخسوف في شهر رمضان سيحدث في زمن المهدي الموعود. وقد ورد في إنجيل المسيحيين عن المسيح الموعود بأن الموت أي الطاعون سينتشر في وقت المسيح وسيغزو ملك ملكا آخر وستحدث زلازل شديدة، فقد رأيتم هذه العلامات بأم أعينكم. فلما ظهرت الآيات كلها وأنا أدّعي كِلا هذين المنصبينِ وموجود بين ظهرانيكم منذ 25 عاما، فمن الذي تنتظرونه بعدي؟ إن مصداق هذه العلامات هو الذي موجود عند ظهور هذه الآيات وليس الذي لا يوجد له أدنى أثر في العالم إلى الآن. هذه قسوة قلب غريبة لا أفهمها. ما دامت قد تحققت جميع الآيات المنوطة بدعواي وتمت المحاولات ضدي وخابت وخسرت كلها ومع ذلك يُنتظَر لغيري!! غير أنه صحيح تماما أنني لم أنزل من السماء بالجسد ولم آت إلى الدنيا لشن الحرب وسفك الدماء بل جئت للصلح ولكني من الله وأُنبئ بأنه لن يأتي مهدي بعدي إلى يوم القيامة ولن يأتي مسيح ينـزل من السماء في وقت من الأوقات. فانبذوا هذه الفكرة من أذهانكم، فهذه حسرات يأخذها الناس جميعا إلى القبور. لن ينـزل مسيح ولن يأتي مهدي سفاك بل قد جاء من كان قادما، 

وهو أنا فقط

الذي بواسطته تحقق وعد الله. والذي لا يقبلني هو يحارب الله على فعل ذلك مع أن الأخطاء من هذا القبيل ظلت تصدر من اليهود أيضا وتعثّر علماؤهم في فهم النبوءات إذ فهموا شيئا وظهر شيء آخر.

أيها الأحبة، استحيوا فقد جاءت أيام الله وتريكم السماء معجزات لم يعرفها آباؤكم وأجدادكم. مبارك من لا يتعثر بشأني. والسلام على من اتبع الهدى. 

المعلن: العبد المتواضع، مرزا غلام أحمد في 4/4/1905م

(لقد نُشر هذا الإلهام في الصفحة 130، من مجلة "مقارنة الأديان" عدد مارس/آذار 1905م أيضا)


(259)

لقد أمر حضرته  أمر مؤكدا أنه حيثما وصل هذا الإعلان يجب على الإخوة أن يسعوا لطباعته ونشره في العالم قدر الإمكان. (عبد الكريم)

"جاء نذير في الدنيا، فأنكروه أهلها وما قبلوه، ولكن الله يقبله، ويُظهر صدقه بصولٍ قويٍّ شديدٍ صول بعد صولٍ."

الإنذار

(اقرأوا بإمعان فإنه وحي الله تعالى)

لقد نزل عليّ الليلة قرابة الساعة الثالثة وحي الله المقدس وأكتبه فيما يلي: 

آية جديدة، هزة آية جديدة، زلزلة الساعة، قوا أنفسكم، إن الله مع الأبرار. دنا منك الفضل، جاء الحق وزهق الباطل.

الترجمة مع الشرح: أي سيُري الله آية جديدة، تصيب الخلق هزة نتيجة هذه الآية. وستكون زلزلة القيامة. (لم أُخبَر هل المراد من الزلزلة هو الزلزال أو مصيبة شديدة أخرى تحل بالعالم يمكن اعتبارها قيامة. ولم أُخبَر أيضا متى سيحدث حادث مثله، ولا أعلم أن هل سيقع إلى بضعة أيام أو بضعة أسابيع أو سيُظهر الله تعالى بعد بضعة أشهر أو أعوام. على أية حال سواء أكان ذلك الحادث زلزالا أو غيره، وسواء أكان قريبا أم بعيدًا إنما هو أخطر بكثير مما سبقه، هو خطير جدا ولو لم تُكرهني مواساة الخلق لما ذكرتها. النبوءة التي نشرتها في البلاد بواسطة جريدتَي الحكم والبدر قبل الحادث بخمسة أشهر وأخبرتُ أنه سيحدث في البلد دمار شامل وستحدث ضجة القيامة وتنتشر الميتات دفعة واحدة، انظروا كيف تحققت تلك الآية. وكما قلت آنفا بأن هذه النبوءة نُشرت في جريدة الحكم والبدر قبل ذلك الزلزال بخمسة أشهر تقريبا وتلك النبوءة المذكورة هي: "عفت الديار محلها ومقامها." أي سيحل دمار يهلك خلقا كثيرا وتنمحي آثار المنازل ولن تُعلم آثارها أين كانت. انظروا كيف تحقق كلام الله بجلاء تام. إن كنتم لا تعرفون العربية فاسألوا علماء العربية ما معنى الوحي: "عفت الديار محلها ومقامها"؟ يا أيها الأعزة، إنه يعني أنه لن يبقى للمحل ولا للمقام أدنى أثر. الطاعون يحصد صاحب الدار ولكن الحادث الذي أُخبر عنه في هذا الوحي الإلهي معناه أنه لن تسلم الدار ولا صاحبها. كيف تحقق قول الله تعالى بكل جلاء ووضوح تعرفونه جميعا. وقد أُخبر عنه في إعلان بعنوان: الوصية، وقد مضى ما مضى. ولكن الحادث المقبل أخطر من سابقه بكثير، رحم الله الناسَ ولينتبهوا إلى التقوى والأعمال الصالحة. 

بقية ترجمة الوحي العربي هي أن الله تعالى يقول أن أنقذوا أنفسكم بكسب الحسنات قبل أن يحل يوم مهول يهلك في لمح البصر. ويقول تعالى بأنه مع الذين يكسبون الحسنات ويجتنبون السيئات. ثم قال مخاطبا إيايَ: دنا منك فضلي أي قد جاء الوقت حين ستُعرف كاملا، جاء الحق وزهق الباطل. 

ملخص الكلام أنه قد ظهرت آية وستظهر أيضا، والغرض من ذلك أن يرتدع الناس من السيئة ويعرفوا مرسَلا من الله الذي بين ظهرانيهم. فيا أيها الأعزة اجتنبوا كل سيئة سريعا فإن يوم البطش قريب. كل مَن لا يترك الشر سيُبطش، كل من كان خائضا في الفسق والفجور سيؤخذ، كل من تجاوز الحدود في عبادة الدنيا وغارق في همومها سيُبطش. كل من ينكر وجود الله سيؤخذ وكل من يذكر أنبياء الله ورسله ومرسَليه بسوء الكلام ولا يكف سيُبطش. اسمعوا فقد أخبرت اليوم، الأرض تسمع والسماء أيضا أن الذي يترك الصدق ويخوض الشرور وكل من ينجس الأرض بسيئاته سيؤخذ. يقول الله تعالى: قرُب أن ينـزل غضبي على الأرض لأنها ملئت ذنبا وخطيئة. فانهضوا وانتبهوا أن الوقت الأخير الذي أخبر به الأنبياء السابقون قريب. والله الذي أرسلني فكل هذه الأمور هي منه وليست مني. ليتهم يروا هذه الأمور بحسن الظن، ليتني لم أُعتبَر كاذبا في نظرهم ليجتنب العالم الهلاك. إن كلامي هذا ليس عاديا بل يحتوي على هتافات مليئة بمواساة قلبية. فإن أحدثتم في أنفسكم تغيّرا وأنقذتم أنفسكم من كل سيئة لوقيتم لأن الله حليم أيضا كما هو قهار. فإذا انصلح جزء منكم رُحمتم وإلا سيأتي يوم يجعل الناس مجانين. سيقول الجهال الأشقياء بأنه كلام كاذب. وا أسفًا كيف ينام إلى هذا الحد؟ الشمس على وشك الطلوع. عندما أنهى الله تعالى إنزال كلمات هذا الوحي علي تناهى إلى أذني صوت روح سيئة سمعتها تقول: لقد سقطت في جنهم في أثناء النوم. ما الضير على الإنسان إن ترك الفسق والفجور، ماذا يخسر إن لم يعبد الخلق. النار ناشبة فاطفئوها بدموعكم. من كان يُذنب من بين بني إسرائيل كان يؤمَر بأن يقتل نفسه. صحيح أنكم لستم مأمورون بذلك ولكن لا بد أن تستغفروا الله على الأقل وكأنكم تموتون في هذا السبيل ليرحمكم الله الحليم، آمين. والسلام على من اتبع الهدى. 

الراقم: العبد المتواضع: مرزا غلام أحمد القادياني، في 8/4/1905م

ملحوظة:لقد أخبرتُ بهذا الزلزال في البراهين الأحمدية أيضا وقد مضى على نشره قرابة 25 عاما كما في الوحي نفسه هناك خبرٌ: "واصنع الفلك بأعيننا ووحينا، ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون". وهناك وحي آخر من الله قد نُشر في الجرائد عن ذلك الزلزال المهول وهو خبر مخيف جدا. منه.


(267)

بسم الله الرحمن الرحيم  نحمده ونصلي على رسوله الكريم 

النداء من وحي السماء، 

أي نبأ عن زلزال عظيم مرة ثانية بوحي من الله

"أيها الراقدون استيقظوا سريعا فإن هذا ليس وقت النوم، والقلب مضطرب مما أخبر به وحي الله الحق.

أرى الأرض مقلوبة رأسا على عقب بسبب الزلزال، الوقت قريب والسيل موشك

أن مولاي الكريم موجود على سبل الأبرار، ولاخوف ولا حزن على البار وإن كانت الزوبعة شديدة

لا يسع سفينة أن تنقذ من هذا السيل، فقد انقرضت الحيل كلها ولم يبق إلى سند الله التواب." (ترجمة أبيات أردية)

لقد أنبأني الله تعالى في 9/4/1905م مرة أخرى بزلزال شديد يكون نموذجا للقيامة ومذهلا. فلما أطلعني ذلك العليم المطلق مرتين على حادث سيحدث في المستقبل لذلك إنني متأكد من أن هذا الحادث العظيم الذي سيُذكّر يوم الحشر ليس ببعيد. لقد قال لي الله أيضا بأن هذين الزلزالين آيتان لإظهار صدقك مثل الآيات التي أظهرها موسى أمام فرعون ومثل الآية التي أراها نوح قومَه. وليكن معلوما أن الآيات لن تنقطع على هاتين الآيتين بل ستظل الآيات تظهر واحدة تلو الأخرى حتى تفتح عين الإنسان ويقول مذهولا ما الذي سيحدث؟ كل يوم سيأتي أقسى وأسوأ من سابقه. يقول الله تعالى سأُري أمورا محيِّرة ولن أتوقف ما لم يصلح الناس أنفسهم. وكما حدث في زمن النبي يوسف عليه السلام حين وقعت مجاعة شديدة لدرجة لم تبق أوراق الأشجار أيضا للأكل كذلك تصيب آفة، وكما أنقذ يوسف حياة الناس بالغلال المدّخرة كذلك جعلني الله الآن مسؤولا عن الغذاء الروحاني. والذي سيأكل هذا الغذاء بصدق القلب وبالقدر المطلوب إنني واثق بأنه سيُرحم حتما. يقول بعض الجهلة: لماذا مات إذا بالطاعون بعض الناس من الجماعة؟ فليكن معلوما أنه لم يمت من جماعتنا بالطاعون أو الزلزالإلى الآن ولو شخص واحد جمع حالته العملية بالحب الكامل وقوة الإيمان وآثر الدين على الدنيا بالصدق والصفاء الكامل، ومن عرفته بتلك العلامات أو أُخبِرتُ بمرتبته. ولكن ما دام مئات ألوف الناس قد انضموا إلى هذه الجماعة وكثير منهم ضعفاء كطفل ومنهم من لا يقدرون على أن يثبتوا عند الابتلاء، وهناك من مستعد للارتداد نتيجة ابتلاء خفيف ومنهم من يكذبون بعد الإقرار بأنهم آثروا الدين على الدنيا مع أنهم مازالوا في قذارة الدنيا ولم يؤثروا الدين على الدنيا قط، وهم غارقون في الدنيا الميتة ومأخوذون في همها وغمّها وتشهد حالتهم العملية بأنهم لم يقدّموا الدين على الدنيا قط، ولكنني آمل أنهم سيحرزون تقدما عظيما رويدا رويدا. فليس ممكنا قط أن يسلك أحد طريقا أردت أن يسلكه الناس بعد البيعة ويتمسكوا بها ثم يكون أحدهم محل عذاب الله. غير أن الموت بالطاعون في حالة الضعف شهادة تنـزههم من الذنوب وتوصلهم إلى الجنة. وهذا ما أخبرني الله به وأشعته بوجه عام ولكن الناس حرفوا هذا الإلهام كعادتهم وأشاعوا من عند أنفسهم وكأني أدّعي أنه لن يموت أحد من مريديّ بالطاعون أية كانت حالته العملية أو الإيمانية. إنني لأستغرب مما وصلت إليه حالة معارضينا للافتراء. الإلهام الذي استنتجت منه أن كل من كان كامل الإيمان والعمل من جماعتنا سينقذهالله تعالى من موت الطاعون هو كما يلي: "إن الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون." أي الذي قبلوني ولم يخلطوا إيمانهم بظلم وقصور أو بأي نوع من ظلمة العمل والإيمان أو النقص سيأمنون من صول الطاعون. من أين يثبت من هذا الوحي أن الذين فيهم شيء من النقص والظلم أو ضعف إيماني هم أيضا يدخلون في هذا الوعد الإلهي، نعوذ بالله من سوء الفهم وإفراط الوهم. إنني أعلم بعض الناس أيضا الذين انضموا إلى هذه الجماعة ثم ارتدوا، فلو ماتوا وهم في هذه الجماعة لقال المتسرعون وغير الملمين بأن هؤلاء كانوا من هذه الجماعة وماتوا بالطاعون مع أنه كانت فيهم مادة خبيثة كان الله يعلمها ولم يعلمها الناس، وكانوا كبثرة فيها تلمع من الخارج وليس بداخلها إلا القيح. لقد أخبرني الله تعالى أن الطاعون سيزيد في عدد هذه الجماعة ويقلل من عدد المسلمين الآخرين، فيجب الترقب في نهاية المطاف هل كانت هذه النبوءة صادقة أم كاذبة؟ 

الحق والحق أقول: لقد ارتُكب ظلم وسخر الناس واستهزئوا برؤية آية الطاعون فظهرتآية زلزال آخر نُشر خبره قبل عام تقريبا في جريدة الحكم والبدر. أما ما قيل في الإعلان الأول بأني تلقيت قبل الزلزال بخمسة أشهر إلهاما: "عفت الديار محلها ومقامها" فقد كُتب خطأ بل الحق أنه قد نُشر الخبر عن ذلك الزلزال المخيف في كلتي الجريدتين في أيار/مايو عام 1904م وذكر إلى جانب ذلك إلهام: "هزة الزلزال"، وقد نُشر عن الزلزال الشديد في الجرائد في هذه الأيام قبل الزلزال بمدة طويلة إلهام: "خبر منذر مفاجئ" وعن الزلزال نفسه هناك وحي من الله منشور في البراهين الأحمدية والإعلان الأخضر أي: "واصنع الفلك بأعيننا ووحينا، ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون". كان مفهوم الإلهام العربي المذكور آنفا أن الديار المستخدمة كالخان أو التي تُستخدم كسكنى دائما ستدمَّر كلها نتيجة حادث الزلزال ولن تبقى لها أدنى أثر. ثم نُشر قبل الزلزال في إعلان "الوصية" أيضا أن حادث انتشار الميتات بكثرة قريب وبسببه ستكون هناك ضجة القيامة. 

باختصار، لقد رأيتم بأم أعينكم أيها القراء الكرام كيف تحققت بكل قوة وشدة النبوءة عن الزلزال التي كنت قد نشرتها في جريدة الحكم والبدر قبل عام من تاريخ اليوم. ولا حاجة للخوض هنا في تفاصيل الزلازل الشديدة التي وقعت في كانغره وبهاغسو وبالم بورن وسوجان بور تيره وغيرها من الأماكن مثل كلّوا ورهلو. كان ينبغي أن تترك هذه النبوءة تأثيرا عظيما في القلوب ولكني سمعت أنه كانت النتيجة أن استُهزئ بها كثيرا في لاهور وأمرتسر أيضا ولا سيما أخذ محرر الجريدة "بيسه أخبار" نصيبا كبيرا من الاستهزاء وكتب في الرد أن الزلازل من هذا القبيل تحدث كالعادة كما تحدث الزلازل في اليابان بكثرة. الحق أن هذا الشخص أراد أن يقتل الحق عمدا. صحيح أن حدوث الزلازل في العالم ليس بأمر جديد، إذ قد سبق مثال طوفان نوح أيضا من قبل ولكن عندما ينبئ الله تعالى بحادث شديد قبل الأوان يحسبه أهل ذلك البلد حادثا غير عادي وخارق للعادة ولم ير آباؤهم وأجدادهم نظيره في بلادهم ولم يخطر ببالهم أن يحدث ذلك في بلادهم فإن اعتباره أمرا عاديا ليس إلا تعنت بحت. ولكنني أعلم أن المتعنتين من هذا القبيل وكاتمي الحق عمدا قليلون في العالم ولعل محرر جريدة "بيسه أخبار" هو الوحيد في سيرته هذه أو قد يكون بعض من أشياعه الآخرين الذين يُعَدَّون على الأصابع. 

عندما لم تعامَل النبوءة الأولى بقلوب واجفة واعتُبرتُ -بحسب زعم بيسه أخبار- تاجرا ومرتكب أعمال الافتراء أراد الله أن يُري آية أخرى ليُرحم المؤمنون وليتوب التائبون، ولينتقل إلى أماكن أخرى أولئك الذين ينامون تحت سقوف بيوت ذات طوابق عديدة. ماذا عسى أن يكون علاجه الآن سوى التوبة إذ لم يُكتشف إلى الآن للحادث الوشيك مصلٌ أيضا يمكن أن تطمئن لها القلوب. فأنشر هذا الإعلان لمحض نصح الخلق بقلب ملؤه المواساة أنه يجب إصلاح النفوس قدر الإمكان ويجب الكفّ عن الظلم والاعتداء والفسق والفجور والسخرية والاستهزاء على الأقل. ولو أخرج كل شخص صدقةً عن نفسه وقدّم التضحية أيضا لكان أفضل، وخير له أن يبتعد عن مجالس الاستهزاء. اعلموا أنه إذا كان مذهب أحد أو معتقده غير صحيح ولكنه لا يجلس في مجالس الاستهزاء ولا ينعم بنعم الذين يستخدمون لسانا بذيئا ويبتعد عن الفسق والفجور والظلم الاعتداء وكل نوع من الخبث وشهادة الزور وسفك الدم بغير حق والسرقة ويعيش بالفقر والمسكنة والنباهة سيرحمه الله الرحيم الكريم في الدنيا -وإن كان جديرا بالمؤاخذة يوم القيامة-بشرط ألا تكون له علاقة ولا صلة مع العصابات الشريرة.

تذكّروا جيدا أن الأمم التي ابتلاها الله بالعذابات من قبل مثل قوم نوح وقوم فرعون وقوم لوط لم تُهلَك بسبب الخلافات الدينية بينهم بل هلكت نتيجة تجاسرهم وخبثهم. إن قوم نوح لم يحسبوا نوحا مفتريا فقط بل اتخذوا من السخرية والاستهزاء ليل نهار مهنة لهم. أما فرعون وقومه فقد ازدادوا ظلما على بني إسرائيل أكثر من قبل، وأما قوم لوط فوصلوا إلى الجبر في الفسق والفجور، وعندما نُصحوا قالوا لرفقائهم عن لوط وأصحابه كما هو مذكور في القرآن الكريم: ]أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ[... ويقولون للناس كلامًا ضدنا. فهاج غضب الله على تلك الأمم وأُبيدوا من وجه الأرض. فهل أنتم أشد منهم؟ أو عندكم ما يؤهلكم لمبارزة الله ولم يكن عندهم؟ أو جُعلتم براء من العذاب أو لم يعد في الله قدرة على العذاب كما كانت من قبل. 

الحق والحق أقول: إن الذي يقبلني بعد الآية المقبلة فإن إيمانه ليس جديرا بالتقدير، فليسمع من كانت له أذنان. يقول الله تعالى: إن غضبي ثائر في الأرض لأن أهلها أعرضوا عني. فما دامت سلطنة الناس تسخط نتيجة عصيان الأمر ويعاقب بعقوبة هائلة فكيف عسى أن يكون غضب الله؟ فتوبوا فإن الأيام قريبة. والوحي الإلهي الذي نزل علي بهذا الشأن أنقله فيما يلي مع الترجمة وبذلك أنهي هذا الإعلان وهو: 

"كُلْ ما أُطعمك. لك درجة في السماء وفي الذين هم يبصرون. نزلت لك. لك نُري آيات ونهدم ما يعمرون. قل عندي شهادة من الله فهل أنتم مؤمنون. كففت عن بني إسرائيل. إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين. إني مع الأفواج آتيك بغتة.".... سأنزل لك على الأرض، نري لك آية الزلزال، ونهدم ما يعمره الغافلون وما سيعمرونه في المستقبل. يتضح من ذلك أنه لن يقع زلزال واحد بل ستقع زلازل عديدة وتهدم بنايات يشيدونها بين فينة وفينة. ثم قال: سأنجّي أفراد جماعتك المخلصين الذين هم في حكم الأبناء. ففي هذا الوحي اعتبرني الله تعالى إسرائيل واعتبر المخلصين من جماعتي أولادي، وبذلك صاروا بني إسرائيل. ثم قال بأني سأكشف في نهاية المطاف أن فرعون أي الذين هم على شاكلة فرعون، وهامان أي الذين هم على شاكلة هامان ومن معهم الذين هم جنودهما كلهم كانوا خاطئين. ثم قال: سآتيك بغتة مع الأفواج أي مع الملائكة لأُري الآيات أي أن أكثر الناس لن يوقنوا ذلك ويسخرون ويستهزئون ويكونون غافلين تماما عن عملي، عندها سأُظهر تلك الآية التي تهتز لها الأرض. وسيكون ذلك اليوم يوم مأتم للعالم. فمباركون هم الذين يخافون ويرضون الله بالتوبة قبل أن يأتي يوم غضبه لأنه حليم كريم وغفور وتواب كما هو شديد العقاب. 

يجب التذكر أن ذكر هذين الزلزالين موجود في كتابي البراهين الأحمدية الذي نُشر في معظم البلاد قبل 25 عاما. مع أنه لم يذهب وهلي عندئذ إلى هذا الأمر الخارق للعادة ولكن يبدو بالبداهة بالنظر إلى تلك النبوءات أنها كانت عن الزلازل المقبلة ولكنها ظلت مخفية عن النظر حينذاك. 

فالنبوءة الأولى منها مذكورة في الصفحة 516 من البراهين الأحمدية ونصها:

"فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها، أليس الله بكاف عبده، فلما تجلى ربه للجبل جعله دكًّا، والله موهن كيد الكافرين."

أي سيبرِّئ الله ساحة عبده من التهم والبهانات التي ستُلصق به، وهو يكفي عبده. وعندما يتجلى الله للجبل ينسفه نسفا، وسيبطل كل مكر المعارضين الذين يحاولون أن يورِّطورك في تهم باطلة وزائفة. ولما تجاوز المعارضون جميع الحدود في إلصاق التهم الباطلة في هذه الأيام وقد أخبرني الله تعالى بزلزال شديد في هذا الزمان قبل سنة من حدوثها فحدث بحسب النبأ آفة الزلزال الشديدة على الجبال. فتبين بجلاء أن المراد دكّ الجبال كان هو الزلزال الذي أُنبئ عنه في جريدة الحكم قبل سنة. والنبأ الثاني عن الزلزال في البراهين الأحمدية هو كالتالي:

إني سأري بريقي، وأرفعك من قدرتي. جاء نذير في الدنيا، فأنكروه أهلها وما قبلوه، ولكن الله يقبله، ويُظهر صدقه بصولٍ قويٍّ شديدٍ صول بعد صولٍ. الفتنة هاهنا فاصبر كما صبر أولو العزم، فلما تجلّى ربه للجبل جعله دكّا، قوة الرحمن لعبيد الله الصمد." أي يقول الله تعالى: ستَحدُث فتنة ضدك في هذه الأيام وسيُري الله تعالى آية تبرئ ساحتك، وهي بتجليه على الجبال فيجعلها دكّا، وسيحدث ذلك بقدرة الله ليُري آية لعبده. انظروا البراهين الأحمدية ص557، وكتيب "آمين" الذي طُبع في مطبعة ضياء الإسلام قاديان ونشر في عام1901م، وقد أُعطي الخبر نفسه في القصيدة الأردية في الأبيات التالية التي ترجمتها: 

"توبوا لتنـزل الرحمة، وأبدُوا الصدق والإنابة سريعا.

تحلّق على رؤوسكمساعة تتسبب في القيامة.

هذا ما أخبرني ربي، فسبحان الذي أخزى الأعادي."

فاسمعوا أيها الأحبة، لقد أديت حق التبليغ اليوم، فاستهزِئوا كما تشاؤون، واشتموا وألصقوا تهما وسموني مفتريا واقبلوا إن شئتم فأنا نبّهتكم قبل الأوان على أية حال. فيا أيها الأشقياء لا تستطيعون أن تفروا من عذاب وشيك. والله حق ووعوده حق. والسلام على من اتبع الهدى.

الراقم: العبد المتواضع مرزا غلام أحمد القادياني، في 18/4/1905م


(268)

"جاء نذير في الدنيا، فأنكروه أهلها وما قبلوه، ولكن الله يقبله، ويُظهر صدقه بصولٍ قويٍّ شديدٍ صول بعد صولٍ."

بسم الله الرحمن الرحيم نحمده        ونصلي على رسوله الكريم

النبأ عن الزلزال للمرة الثالثة

لقد أخبرني الله تعالى اليوم بتاريخ 29/4/1905م مرة ثانية عن زلزال شديد، فأُطلع العالم إطلاعا عاما لمواساة الخلق حيث قد تقرر في السماء بأن آفة شديدة ومدمرة دمارا شاملا ستحل بالعالم التي سماها الله تعالى الزلزال مرارا. ولكن لا أدري هل قريبة هي أم سيُجلّيها الله تعالى بعد بضعة أيام ولكن يُفهم من الإخبار مرارا وتكرارا أنها ليست ببعيدة. هذا وحي الله ونبأه الذي هو عالم الأسرار. والذين ينشرون مقابل ذلك بأنه لن يقع زلزال شديد فلو كانوا منجمين أو يخرسون بطريقة أخرى فكلهم كاذبون وخادعون. والحق والحق الصراح في الحقيقة هو أن زلزالا سيقع في البلاد لم تره عين ولم تسمع عنه أذن ولم تخطر ببال بشر، ولا علاج له سوى التوبة وطهارة القلب. هل من أحد يؤمن بقولي؟ وهل من أحد يسمع هذا الكلام بالإصغاء؟ ومن سوء هذا البلد أيضا أنهم يسمعون كلام الله بالاستهزاء وينظرون إليه بنظر الاستخفاف ولا تخشى قلوبهم. يقول الله تعالى: سآتي مستترا، سآتي مع الأفواج بغتة من حيث لا يشعرون أن حادثا مثله سيحدث. لعله سيكون وقت الصبح أو في هزيع من الليل أو وقت قريب من ذلك. 

فيا أيها الأعزة الذين تؤمنون بوحي الله انتبهوا وطهِّروا ثوب توبتكم ونظفوه جيدا فإن غضب الله هائج في السماء، فهو يريد أن يُري العالم وجهه. لا ملاذ سوى التوبة. لقد هلك الذين شغلهم الاستهزاء والسخرية ولا يكادون يرتدعون عن المعصية، ومجالسهم مليئة بالخبث والغفلة وألسنتهم أسوأ من الميت. إنهم يثيرون غضب الله بالتجاسر المتكرر، إنهم عميان القلوب. يقول الله تعالى: سأرحم ذلك اليوم أولئك الذين تخافني قلوبهم وتخشاني، لا يرتكبون السوء ولا يجلسون في مجالس السوء. وقال تعالى أيضا: يومذاك سيظهر لك فتح مبين لأن الله تعالى سيُري في ذلك اليوم كل ما قيل للعالم. فسعيد من يفهم الآن أيضا.

اعلموا أن غيب الله عميق بل أعمق ولا يُكشف إلا على المرسَلين من الله الذين هم المصطفون عنده ولا يُطلَع أحد على هذا الغيب الخالص. فقد أخبرني الله تعالى ليعلم الذين لا يعرفونني ولا يعرفون الله. وأقول أيضا على سبيل المواساة فقط بأن اجتنبوا المكث في منازل شاهقة ذات طابقين أو ثلاثة طوابق وذلك مراعاة للأسباب الظاهرية وإلا فالخيار في يدهم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المعلن: ميرزا غلام أحمد القادياني، في 29/4/1905م يوم السبت.

وبالنظر إلى كتاب "التذكرة" بدأ الحديث عن الزلزال والزلازل بعد ٤/٤/١٩٠٥ وهذه بعض النماذج بخصوص الوحي النازل والمتتالي عليه، وكثرة ذكر الزلازل في كلامه:

14/4/1905

رأيت في الرؤيا أنني في سوق قاديان راكبًا على عربة مثل القطار، ورأيت أمامي بيتًا، ووقع عندها زلزال، ولكن لم يصبنا بضرر. ("بدر" الجديدة، مجلد 1، عدد 3، يوم 20/4/1905، ص 1، و"الحكم"، مجلد 9، عدد 13، يوم 17/4/1905، ص 12)

15/4/1905

(أ): رأيت الليلة في المنام أن زلزالاً عنيفًا قد وقع، ويبدو أشدَّ عنفًا من الزلزال السابق. ("بدر"، مجلد 1، عدد 3، يوم 20/4/1905، ص 1)

(ب) : بعد بضعة أيام من اليوم (أي 15/4/1905) ستظهر آية ترتجف بها القرى والمدن والمروج، 

وسيحدث انقلاب على الخَلق بسبب قهر الله حتى يتعذر على الشخص العاري لبس إزاره

ستأخذ البشرَ والشجر والحجر والبحر هزّةٌ عنيفة دفعةً واحدة نتيجةَ زلزال 

سيُجعَل في لمح البصر عالي الأرض سافلَها، وستجري قنوات الدماء كما يجري ماء النهر

واللابسون بالليل حُلَلاً بلون الياسمين، سيحوِّل الصباحُ حُللَهم حمراء كلون شجرة الحَوْر

سيفقد الناس والطيور صوابهم، وستنسى الحمائمُ والبلابل تغريدها

ستكون تلك الساعة شديدة على كل المسافرين، فسيضلّون طريقهم كأنهم سكارى فقدوا الصواب

 ستصبح المياه الجارية في وديان الجبال محمرّةً احمرارَ مشروبِ "أنجبار" بكثرة دماء الموتى

سيضمحلّ الجنّ والإنس كلهم خوفًا، وإذا بقي "زار" (القيصر الروسي) في تلك الساعة لكان في حالة يُرثى لها 

ستكون تلك الآية الربّانية نموذجًا لقهر الله تعالى، وستصول السماء مصلِتةً سيفها

فلا تستعجلْ في الإنكار أيها السفيه الجاهل، لأن صدقي كله متوقف على تلك الآية

إنّ هذا الأمر مبني على وحي الله تعالى، وسيتحقق حتمًا، فاصبرْ بضعة أيام متحليًا بالتقوى والحِلم.

(البراهين الأحمدية، الجزء الخامس، الخزائن الروحانية، مجلد 21، ص 151-152)

(ملحوظة): لقد وردت كلمة "الزلزال" في وحي الله مرارا، وقد قال الله تعالى إن ذلك الزلزال سيكون نموذج القيامة، بل يجب أن يسمَّى زلزلة القيامة، كما تشير إليها سورةُ إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا، ولكني لا أستطيع حتى الآن حملَ لفظِ الزلزال على ظاهره قطعًا ويقينًا، فقد لا يكون هذا زلزالاً معروفًا، بل كارثة شديدة أخرى تُري نموذجَ القيامة، ولم يشهد هذا العصرُ نظيرَها، وتسفر عن دمار شديد بالنفوس والمنازل. ولكن لو لم تظهر آية خارقة للعادة، ولم يصلح الناس أنفسهم بصورة واضحة، لكنتُ كاذبًا في هذه الحالة. (البراهين الأحمدية الجزء الخامس، الخزائن الروحانية، مجلد 21، ص 151)

18/4/1905

(أ): رأيت أنني أقول بقوة: الله أكبر، الله أكبر، وأرفع الأذان كله. وهناك شخص جالس على شجرة عالية وهو أيضًا يردد هذه الكلمات. ثم بدأت أصلّي على النبي بصوت عال، وبعدها نزل ذلك الشخص من الشجرة وقال لقد جاء السيد سيّد محمد علي شاه. 

ثم رأيت أن زلزالا عنيفًا وقع، وأخذت الأرض ترتجف كأنها تطير كالعهن المنفوش. ثم نزل الوحي التالي: 

"ہے سرِ راہ  پر تمہارے وہ  جو  ہے مولا کریم۔" (أردية)

أي: أن ذلك الذي هو المولى الكريم واقفٌ على طريقك. ("بدر"، مجلد 1، عدد 3، يوم 20/4/1905، ص 1، و"الحكم"، مجلد 9، عدد 14، يوم 24/4/1905، ص 1) 

(ب): أيها النيام، استيقظوا بسرعة، فالوقت ليس وقت النوم. إن قلبي مضطرب جدًا بسبب الخبر الذي أطلعَني عليه وحيُ الحق.

أرى عاليَ الأرض سافلَها نتيجة زلزال. الوقت قريب والطوفان على الأبواب

إن ذلك المولى الكريم واقف على طريق الأبرار، فلا خوف على البارّ وإنْ كانت هناك دوامة هائلة 

لن تقدر أي سفينة على الإنقاذ من هذا السيل، لقد نفدتْ الحيل كلها، ولم يبق إلا الربّ التواب. (إعلان النداء من وحي السماء، ومجموعة الإعلانات، مجلد 3، ص 525، و"الحكم"، مجلد 1، عدد 5، يوم 4/5/1905، ص 5)

(ج) أيها الغافلون هناك ضيافة كبيرة بعد أيام، يخبرنا عنها الرحمن في الفرقان مرة بعد أخرى

إن تلك الساعة عصيبة على الفاسقين والفاجرين، حيث تُحوّلهم لحمًا مفرومًا، فينظرون إلى قَلْيِه.

سوف يتبيّن للناس جليًّا مَن الذي دينُه هو دين الحق، وما إذا كانت الكعبة المشرفة هي المعبد المطهِّر أم "هَرْدَوار"

إنه زلزال بظاهر كلمات الوحي الإلهي، ولكنه قد يكون دمارًا من نوع آخر تماما

سيحلّ على المدن والقرى دمار لم يسبق له مثيل حتى اليوم

ستتحول بيوت الأفراح إلى مآتم في لمح البصر، سيندب الذين يحتفلون حزنًا وأسى

ستخرّ المباني العالية والقصور الشاهقة وتسوَّى بالأرض حتى تصبح كالمغارة

ستصبح البيوت برجفة واحدة أنقاضًا من تراب، وتزهق النفوس بما لا يحدّه حساب ولا إحصاء

متى يقع هذا، اللهُ أعلم بذلك، غير أنه تعالى أخبرني أن تلك الأيام ستكون أيام الربيع

لقد عاد الربيع مرة أخرى وتحقّقَ ما قال الله تعالى ثانية، هذا وحي الله تعالى ففكِّروا يا أهل الفطنة. (مقتبس من مذكّرة للمسيح الموعود ، نقلاً عن "در ثمين"، الناشر محمد يامين المرحوم)

23/4/1905

"بھونچال آیا اور بڑی شدّت سے آیا۔" (أردية)

أي: تقع زلزلة فتشتدّ كلّ الشدّة. ("بدر"، مجلد 1، عدد 4، يوم 27/4/1905، ص 1، و"الحكم"، مجلد 9، عدد 14، يوم 24/4/1905، ص 1)

29/4/1905

لقد أخبرني الله تعالى اليوم 29/4/1905 مرة أخرى عن وقوع زلزال شديد، لذا فإني أُطْلع العالم كله، مواساةً لخَلْق الله فقط، أنه قد تقرّرَ في السماء أن تحلّ بالدنيا كارثة هائلة مدمّرة جدًّا سماها الله تعالى زلزلةً مرة بعد أخرى. لا أدري أقريبة هي أم بعيدة، أم أن الله تعالى سيُظهرها بعد أيام قلائل، إلا أنّ إخباره بها مرة بعد أخرى يدلّ على أنها ليست ببعيدة. هذا من نبأ اللهِ عالِمِ الأسرار ووحيِه الخاص... 

يقول الله تعالى:

"ميں چھپ كر آؤں گا۔میں اپنی فوجوں كے ساتھ اس وقت آؤں گا كہ كسی كو گمان بھی نہ ہوگا كہ ایسا حادثہ ہونے والا ہے۔"

 أي: أني سآتي بغتة. سآتي بالأفواج من حيث لا يحتسب أحد وقوعَ حادثة كهذه.

 لعله وقت الصباح أو في جزء من الليل أو قريبًا من ذلك... 

وقال الله تعالى سأرحم يومئذ الذين قلوبهم وجلة وواجفة مني، ولا يعملون السيئة، ولا يجلسون في مجالس السوء. وقال الله تعالى أيضًا يومئذ يظهر لك فتح مبين لأنه سيُري يومئذ كلَّ ما قُرئ على مسامع الدنيا من قبل. فطوبي لمن يتذكر الآن أيضًا...

 لقد أنبأني الله تعالى بذلك لكي يعلم الذين لا يعرفون الله تعالى ولا يعرفونني. وأقول أيضًا مندفعًا بعاطفة الشفقة فقط أن على الناس أن يتجنبوا العيش في بيوت كبيرة ذات طابقين أو ثلاثة أخذًا بظاهر الأسباب، ولهم الخيار. (البلاغ، إعلان يوم 29/4/1905 يوم السبت المنشور في "الحكم"، مجلد 9، عدد 15، يوم 30/4/1905، ص 9)

1/5/1905

رؤيا: رأيتُ أن الزلزال قد وقَع. ("بدر"، مجلد 1، عدد 4، يوم 27/4/1905، ص 1، و"الحكم"، مجلد 9، عدد 16، يوم 10/5/1905، ص 1)

24/5/1905

رأيت في الرؤيا أن معي طفلة خادمة اسمها "زينب"، وذهبتُ نحو البئر الموجودة في الجهة الجنوبية الغربية من البستان، وأقول يجب الابتعاد عن أمثال هذه البئر، لأنها تكون خطيرة وقت الزلزال، مخافة أن تسوخ في الأرض. كأن هناك خطر تهدُّم البئر بتأثير الزلزال. ("الحكم"، مجلد 9، عدد 18، يوم 24/5/1905، ص 1، و"بدر"، مجلد 1، عدد 7، يوم 18/5/1905، ص 1)

28/5/1905

رؤيا: رأيت أن عندي ساعة لشيخ رحمت الله وشيء آخر مثل الميزان الذي له كفّتان، مثل محفّة الحمّالين، وأني جالس فيها، ثم إن شخصًا أجلسَ فيها ميان شريف أحمد وأخذ يدوّرها، وفي أثناء ذلك سقطت الساعة قريبًا من هناك، فقلتُ ابحثوا عنها مخافةَ أن يرفع محمد حسين القضية. 

قال المسيح الموعود: أفكّر لعلّ المراد من الساعة ساعة الزلزال التي هي غير معلومة، والله أعلم. وهي ساعة رحمة، أعني أن تلك الساعة ستكون مدعاة رحمة لنا. ("بدر"، مجلد 1، عدد 8، يوم 25/5/1905، ص 2، و"الحكم"، مجلد 9، عدد 19، يوم 31/5/1905، ص 1)

كانون الأول 1905

قال الله تعالى: "زلزلة الساعة"، أي أن تلك الزلزلة ستكون نموذجًا للقيامة. 

ثم قال تعالى: "لك نُري آياتٍ، ونَهدِم ما يعمرون."...

ثم قال تعالى: "بھونچال آیا اور شدّت سے آیا۔ زمین تہ و بالاکردی۔" (أردية)

أي: تقع زلزلة فتشتدّ كلّ الشدّة، وتجعل عالي الأرض سافلها. (الوصية، الخزائن الروحانية، مجلد 20، ص 314-315)

1906

ثم أنبأني الله تعالى أن زلزالاً آخر غير عادي سيقع في فصل الربيع، وسيقع بعد 25/2/1906. وبالفعل وقَع بعد انقضاء نهار اليوم 27/2/1906، في الساعة الواحدة ليلاً ذلك الزلزال الذي دمر بيوتًا كثيرة وأزهق أرواحًا كثيرة. (إعلان 29/4/1906 المنشور في "الحكم"، مجلد 10، عدد 15، يوم 30/4/1906، ص 10)

1/3/1906

(أ): "زلزلہ آنے کو ہے۔" (أردية)

أي: الزالزل وشيك.

قال المسيح الموعود: معنى هذا الوحي: لا تحسبوا الزلزال الذي قد وقع الزلزالَ الموعود، بل سيقع زلزال آخر عنيف. ("بدر"، مجلد 2، عدد 9، يوم 2/3/1906، ص 2، و"الحكم"، مجلد 10، عدد 8، يوم 10/3/1906، ص 1)

(ب): لقد أُلقِيَ في رُوعي أن الزلزال الذي سيكون نموذجًا للقيامة لم يقع بعد، بل هو آت، أما الزلزال الذي وقع فكان وفقًا للنبوءة وتمهيدا للزلزال المذكور. (إعلان النبوءة عن الزلزال، 2/3/1906، المنشور في "الحكم"، مجلد 10، عدد 8، يوم 10/3/1906، ص 5)

8/3/1906

دعوتُ عن الزلزلة وسألتُ عن موعدها، فتلقيت الوحي التالي: 

"على أُصولِه القديمِ." (دفتر إلهامات سيدنا المسيح الموعود ، ص 58)

9/3/1906

(1): "زلزلہ آنے کو ہے۔ ہمارے لئے عید کا دن۔" (أردية)

أي: أن الزلزال وشيك. لنا يوم العيد.

(2) "رَبِّ لا تُرِني زلزلةَ الساعة. رَبِّ لا تُرِني موتَ أحدٍ منهم."

27/3/1906

قال المسيح الموعود: بينما كنت اليوم أركّز على الدعاء لمعرفة موعد الزلزلة، تراءت لي كيفيتها، ثم تلقيت الوحي التالي:

"رَبِّ أَخِّرْ وقتَ هذا."

بمعنى: ربّ أَجِّلْ قليلاً هذه الزلزلة المترائية أمام عيني.

بحسب القواعد العربية يجب أن تكون هنا "هذه" بدلاً من "هذا"، ولكن المراد هو "هذا العذاب"، ذلك أن الهدف هنا هو العذاب وإلا فإن الزلزلة قد وقعت من قبل أيضًا.

ثم بعدها تلقيت الوحي التالي:

"رَبِّ سلِّطْني على النار."

 بمعنى أن تكون نار العذاب خاضعةً لحكمي، فمَن أردتُ تعذيبه يحلّ به العذاب، ومن أردت العفو عنه يبقى محفوظًا من العذاب. ("بدر"، مجلد 2، عدد 13، يوم 29/3/1906، ص 1، و"الحكم"، مجلد 10، عدد 11، يوم 31/3/1906، ص 1)

28/3/1906

"أخَّره الله إلى وقتٍ مسمًّى."

قال المسيح الموعود: إن الزلازل تقع عادة، والزلزلة العنيفة القادمة قد أُجِّلتْ، ولكنا لا نستطيع القول إلى متى. ("بدر"، مجلد 2، عدد 14، يوم 5/4/1906، ص 2، و"بدر"، مجلد 2، عدد 15، يوم 12/4/1906، ص 2، و"الحكم"، مجلد 10، عدد 11، يوم 31/3/1906، ص 1)

8/4/1906

(1) "رَبِّ أَرِني زلزلةَ الساعة."

(2) "يُريكم الله زلزلةَ الساعة."

...بمعنى أنها ستسفر عن خسائر كثيرة في الأرواح. وليس المراد أن القيامة ستقوم فعلاً، بل المعنى أنها ستصيب الناس بصدمة كبيرة، وتُزهق نفوسًا كثيرة. "بدر"، مجلد 2، عدد 15، يوم 12/4/1906، ص 2، و"الحكم"، مجلد 10، عدد 12، يوم 10/4/1906، ص 1)

9/4/1906

إن بعض هذه الإلهامات قد تكرر، أعني أنني قد تلقيتها من قبل وقد تلقيتها اليوم أيضًا:

(1) "رَبِّ أَرِني زلزلةَ الساعة". (2) "يُريكم الله زلزلةَ الساعة." (3) "أُريك زلزلة الساعة." (4) "يسألونك أحقٌّ هو؟ قُلْ إِي وربّي إنه لحقٌّ، ولا يُرَدُّ عن قومٍ يُعرِضون." (5) "نصرٌ من الله وفتحٌ مبينٌ." (6) "أراد الله أن يبعثك مقامًا محمودًا." (7) "هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودينِ الحق ليُظهِره على الدين كلِّه." (8) "الأمراض تُشاع، والنفوس تُضاع."

قال المسيح الموعود: هذا الوحي (الأخير) قد تلقيتُه من قبل، وتلقيته اليوم أيضًا، وإني قلقٌ بشأنه، فلا أدري أهو متعلق بقاديان أم بالبنجاب. ("بدر"، مجلد 2، عدد 15، يوم 12/4/1906، ص 2، و"الحكم"، مجلد 10، عدد 12 يوم 10/4/1906، ص 1، ودفتر إلهامات سيدنا المسيح الموعود ، ص 64)

28/2/1907

"سخت زلزلہ آیا اور آج بارش بھی ہوگی۔" (أردية)

أي: جاء زلزال شديد، واليومَ سينـزل المطر أيضًا. ("بدر"، مجلد 6، عدد 10، يوم 7/3/1907، ص 1، و"الحكم"، مجلد 11، عدد 8، يوم 10/3/1907، ص 1)

19/3/1907

(2) "أردتُ زمان الزلزلة."

هذا ليس إشارة إلى زلزلة عادية، بل يتضح من هذا الوحي أنها من الزلازل الكبرى التي أرادها الله تعالى، وقد اقترب موعدها على ما يبدو. ("بدر"، مجلد 6، عدد 12، يوم 21/3/1907، ص 3، وعدد 13، يوم 28/3/1907، ص 3، و"الحكم"، مجلد 11، عدد 10، يوم 24/3/1907، ص 1، وعدد 11، يوم 31/3/1907، ص 1)

وبقي الغلام القادياني يتحدث عن زلزال شديد سيقع إلى أن هلك عام ١٩٠٨م ولم يقع، والحمد لله رب العالمين، والعياذ بالله رب العالمين.

قد يقول قائل كل هذه الأدلة على كذب القادياني في تنبؤاته في الزلزال وغيره.. فما هو قول القاديانيين:

والجواب -والله إننا في شتى المواضيع نذكر أمثلة ولا نسعى لإحصاء الهراء الكثير-:

-١- كثير من عوام القاديانية جهلة ولا يبحثون ولا يفتشون ولا يقرأون.

-٢- من شاء الله الهادي لهم الهداية بحثوا وفتشوا واكتشفوا الكذب والزور والدجل.

-٣- كثير من كتب القادياني غير مترجمة للغات المختلفة، ومنذ سنوات قليلة ترجموا الكثير إلى اللغة العربية، والبعض لازال غير مترجم، لذلك الأتباع ملقنون بلا وعي بما في كتب القوم.

-٤- أن القاديانية تكذب على أتباعها فيصدقون.

-٥- أن القاديانية تحاول الإستدلال بالكتاب والسنة على باطلها تأويلاً وتحريفاً والأتباع يصدقون.

-٦- من يدخله الشك بـ القادياني وتنبؤاته… يقولون له: لن يضرك شيء إن آمنت بنبي كاذب.

-٧- القاديانية في باب التنبؤات (بَدائية) والعياذ بالله سبحانه.

والبداء: هو بدو الشيء بعد الخفاء، ونشأة رأي لم يكن موجودا سابقا، ويلزم منه الجهل.

بمعنى -عياذا به سبحانه عما يقولون علوا كبيرا- : أن الرب عندهم قد يغير مشيئته، أو لم يكن في مشيئته كذا وكذا…

وعند القاديانية الرب قد يوحي بشيء ولا يقع كما أخبر، وإن تم الإحتجاج عليهم بأن التنبؤ لم يقع كما جاء في نص الوحي المزعوم، يردون: أنتم "حرفيون".

وهم يبررون ذلك والعياذ بالله: برحمة الله، وظروف من نزل الوحي فيهم مثل أنهم خافوا أو تابوا، أو نسخ التنبؤ بتنبؤ آخر…

ومن جهلهم أنهم ينكرون النسخ في القرآن في الأحكام ويعدونه قولا عظيما… 

♦ ويثبتون النسخ في التنبؤات.

♦  والدعاء والشفاء.

♦ ونزول العذاب.

♦ وأقوال الغلام القادياني.

والحقيقة: ما سبق بداء لا نسخ، والعياذ بالله سبحانه المنزه.

وما سبق من خلال أقوالهم وكتبهم وإن لم ينتبه جهالهم لذلك، فالقوم لا عقل ولا نقل.

فبالله نعوذ و نتحصن ونعتصم ونلوذ…

ومع أنهم يزعمون "العقلانية" إلا أنهم من أجهل الناس ويتصفون بـ الفهم الأعوج.

أما كهنة القوم والأحبار والشيوخ والمنتفعون، فيعلمون الباطل والكذب، بل يعلمون أكثر منا وما خفي علينا.

فالله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم العلي الأعلى.

الرد على القاديانية في موضوع الزلازل:

أولا: كثرة الزلازل نبوءة مستقبلية لنبينا محمد صلوات ربي وسلامه عليه، وصدق الله العظيم ثم صدق رسوله الكريم، ومع ذلك نسأل الله العفو المعافي العفو والمعافاة و العافية والعافيات والسلامة والحفظ من الزلازل والمصائب والكوارث إنه لطيف رحيم، لكن الله شاء وقدر وأخبر بذلك في ملكه وسلطانه والعياذ بالله رب العالمين.

وما محاولة القاديانية بخصوص الزلازل إلا محاولة فاشلة من محاولتها في إلصاق ترهات القادياني وهراءه بالإسلام ونبي الإسلام عليه الصلاة والسلام.

ثانيا: نقول: لماذا لم يتحدث الغلام القادياني عن زلزال كانكرة قبل وقوعه، وجاء حديثه عن الزلازل بعد هذه الواقعة ؟!

فإن أصروا وقالوا: بلى لقد أخبره الله بذلك.

فنقول: كان الواجب أن يصدر الإعلانات العامة في الجرائد والإعلام ويخبر الحكومة الإنجليزية المحسنة العادلة قبل حدوث "زلزال كانكرة"، ويحذر الناس في محاولة لتجنب الكارثة وتقليل الإضرار وإنقاذ الكثير من الأرواح… ولم يحصل ذلك.

إلا إن كان السر هو:

"ذات يوم عزمت على الدعاء نظرا إلى حر شديد واضطراب الناس فخطر ببالي فجأة أن ما يفعله الله تعالى إنما هو لتأييدنا فلو زال الطاعون اليوم وسلم الناس من الزلازل ونضجت الزروع جيدا سيبدأ الناس مرة أخرى بكيل الشتائم والسباب لي يقول الله تعالى: سأظهر صدقك صولات قوية. هذه هي صولاته، فلماذا أدعو لإيقافها؟ إن راحتنا لا تكمن في راحة العالم، فكل ما يحدث إنما هو لصالحنا. إن سنة الله جارية منذ القدم على هذا النحو. ما دام الله كافل أمورنا كلها فلماذا نحزن نحن. ما سيظهر ستكون آية لنا". (الملفوظات)

" لقد دعوت الله اليوم للمطر، وخطر ببالي فورا إلى جانب الدعاء أن موجة الحر الجارية وشح المطر يطابق قضاء الله وقدره والتدخل فيه ليس مناسبا. لقد قال الله تعالى ما تعريبه: جاء نذير في الدنيا، فأنكروه أهلها وما قبلوه، ولكن الله يقبله، ويُظهر صدقه بصولٍ قويٍّ شديدٍ، صولٍ بعد صولٍ.

فكل هذه المصائب والشدائد تندرج تحت صولاته القوية، وكلها نبوءات من نوع واحد، وكل ما يحدث هو مفيد لنا على أية حال. ليس غريبا أن يكون صولٌ وشيك الظهور بصورة القحط أيضا ". (الملفوظات)

وإن كان الأمر كذلك! فهو يتناقض مع شعار القاديانية المزعوم: المحبة للجميع ولا كراهية لأحد! ولقد كان محمد عليه الصلاة والسلام يدعو لنزول الغيث ويصلي صلاة الاستسقاء!:

عَنْ  أَنَسٍ ، قَالَ : بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَحَطَ الْمَطَرُ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَسْقِيَنَا. فَدَعَا فَمُطِرْنَا، فَمَا كِدْنَا أَنْ نَصِلَ إِلَى مَنَازِلِنَا، فَمَا زِلْنَا نُمْطَرُ إِلَى الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ، قَالَ : فَقَامَ ذَلِكَ الرَّجُلُ - أَوْ غَيْرُهُ - فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَصْرِفَهُ عَنَّا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا ". قَالَ : فَلَقَدْ رَأَيْتُ السَّحَابَ يَتَقَطَّعُ يَمِينًا وَشِمَالًا، يُمْطَرُونَ وَلَا يُمْطَرُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ. (صحيح البخاري)

وكان صلى الله عليه وسلم يخشى على أمته من المصائب والكوارث ويدعو الله عز وجل: «سَأَلْتُ رَبِّي ثَلَاثًا، فَأَعْطَانِي ثِنْتَيْنِ، وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً، سَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي  بِالسَّنَةِ ، فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالْغَرَقِ، فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لَا يَجْعَلَ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ، فَمَنَعَنِيهَا». (صحيح مسلم)

ثالثا:  لقد ذكرنا سابقا هجومه على المسيح عليه السلام حسب ما ورد في كتب أهل الكتاب، وهذا من تناقضاته:

"فلم يتنبأ ذلك الإنسان الضعيف سوى أن الزلازل تحدث والقحط يصيب والحروب تندلع... فأتسائل : ألا تحدث الزلازل على الدوام، ألا يصيب القحط دوما، ألا تستمر الحروب في مكان ما من العالم، فلماذا سمى ذلك الإسرائيلي السفيه - العياذ بالله - هذه الأمور العادية نبوءة !". (عاقبة آتهم ١٧٦)

"ما أهمية النبوءات التي تقول بأن الزلازل ستحدث وتكثر الوفيات وتتدلع الحروب وتكون المجاعات؟ ومما يؤسف له أكثر هو أنه لم تتحقق من نبوءات المسيح عليه السلام بقدر ما ثبت بطلائها" (إزالة أوهام ١١٩)

رابعا: إن الغلام القادياني حكم على نفسه في تنبؤه بالزلازل أنه إخبار منجم، عندما قال:

إن هذه الأخبار كلها تحالفها قدرة الله تعالى وعظمته، و ليست من قبيل إخبار المنجمين بحدوث الزلازل والمجاعة، وغزو قوم قوما آخرين، وانتشار الأوبئة وكثرة الأموات وما إلى ذلك ". (البراهين الأجزاء الأربعة ٢٨٩)

خامسا: الزلازل بغض النظر عنها كثرت أو قلت، هي أمر معتاد، وقد قال الغلام القادياني:

"فما معنى النبوءة عن أمر معتاد". (البراهين الأحمدية الجزء الخامس ١٥٩)

سادسا: إن تنبؤ القادياني بالزلازل ينطبق عليه قوله:

"لا يعرف كثير من الجهلاء أن بعض الإلهامات تأتي من الشيطان أيضا، وإن جميع أكابر الأمة متفقون على هذا الإعتقاد الإلهام الذي ليست فيه إلا كلمات فقط ليس فيها ما يفوق العادة، لا يمكن أن يكون من الله تعالى، ولا يكون الإلهام جديرا بالاعتداد به أبدا ما لم تصحبه الشوكة الإلهية والمراد من الشوكة الإلهية أن يكون ذلك الإلهام أو غيره، الذي تفوه به الملهم محتويا على نبوءات عظيمة تفوق العادة وزاخرة بقدرة الله وعلمه ". [ترياق القلوب ٦٦]

-فهو من الشيطان.

-و مجرد كلمات.

-وليس فيه ما يفوق العادة.

-وليس فيه شوكة كما زعم.

لو صدق تنبؤ لـ القادياني فهو شيطاني، فهو يثبت أن يصدق الإلهام ويكون شيطانيا.

فبالتالي: حكم على إلهامه وتنبؤه ما قال سابقا: "لا يمكن أن يكون من الله تعالى".

سابعا: من أساليب الغلام القادياني في الدجل والكذب، أنه بعد وقوع الشيء، يعود إلى نصوص له قبل سنوات، أو نصوص فيما كتب في كتابه البراهين الأحمدية، وهي نصوص "عامة" أو " لا معنى محدد لها" يمكن أن تفسر بأي تفسير، فيصبح الأمر: ( لقد تنبأت به سابقا قبل سنوات طويلة ) وهذا ينطبق على موضوع الزلازل كما ينطبق على غيره… 

فبعد وقوع زلزال كانكرة، جعل الغلام القادياني في إعلاناته إلهاما قديما مزعوما له : 

"جاء نذير في الدنيا، فأنكروه أهلها وما قبلوه، ولكن الله يقبله، ويُظهر صدقه بصولٍ قويٍّ شديدٍ صول بعد صولٍ."

ثم صار هذا النص دليلا على أن الغلام القادياني تنبأ بالزلازل في البراهين الأحمدية قبل ٢٥ سنة، فكتب في (حقيقة الوحي ١٧٧) :

"ستقع في الدنيا زلازل شديدة حتى يقع زلزال يكون نموذجا للقيامة، فيكون مأتم الناس منه واحدا لأنهم لم يدركوا الوقت. وهذا هو معنى الإلهام القائل: "جاء نذير في الدنيا، فأنكروه أهلها وما قبلوه، ولكن الله يقبله ويُظهر صدقه بصول قوي شديد صول بعد صول" تلقيت هذا الإلهام قبل ٢٥ عاما وسجل في "البراهين الأحمدية" وقد تحقق في هذه الأيام، فليسمع من كانت له أذنان تسمعان". 

كما قلنا سابقا : نصوص عامة أو لا معنى محدد لها، ويمكن أن تفسر بأي تفسير، وهذا ما فعله القادياني فقد جاء في (الملفوظات) :

" لقد دعوت الله اليوم للمطر، وخطر ببالي فورا إلى جانب الدعاء أن موجة الحر الجارية وشح المطر يطابق قضاء الله وقدره والتدخل فيه ليس مناسبا. لقد قال الله تعالى ما تعريبه: جاء نذير في الدنيا، فأنكروه أهلها وما قبلوه، ولكن الله يقبله، ويُظهر صدقه بصولٍ قويٍّ شديدٍ، صولٍ بعد صولٍ. فكل هذه المصائب والشدائد تندرج تحت صولاته القوية، وكلها نبوءات من نوع واحد، وكل ما يحدث هو مفيد لنا على أية حال. ليس غريبا أن يكون صولٌ وشيك الظهور بصورة القحط أيضا ". (الملفوظات)

مع أنه في (التذكرة ١٩٠) فسره تفسيرا آخر قائلا: 

"جاء نذير في الدنيا، فأنكروه أهلها، وما قبلوه ولكن الله يقبله، ويظهر صدقه بصول قوي شديد، صول بعد صول. سيعطى مُلكًا عظيما، (أي سيوضع له القبول وتصرف إليه قلوب خلق كثير ...) وتفتح على يده الخزائن (أي تكشف عليه كنوز المعارف والحقائق، لأن الأموال السماوية التي يُعطاها عباد الله الخواص ويوزعونها على الدنيا، ليست من قبيل دراهم الدنيا ودنانيرها، بل هي والمعرفة كما قال الله تعالى مشيراً إلى هذا: (یُؤۡتِی ٱلۡحِكۡمَةَ مَن یَشَاۤءُۚ وَمَن یُؤۡتَ ٱلۡحِكۡمَةَ فَقَدۡ أُوتِیَ خَیۡرࣰا كَثِیرࣰا) والخير يقال للمال، فالمال الطيب إنما هو الحكمة كما يشير إليه أيضا الحديث النبوي: "إنما أنا قاسم والله هو المعطي".  وهذا هو المال الذي هو علامة من علامات المسيح الموعود)".

ومن الأمثلة على ما نقول في غير موضوع الزلازل المثال التالي:

"شاتان تذبحان".

" شاتان تذبحان وكل من عليها فان. أي كل نفس عرضة للقضاء والقدر، ولا مناص لأحد من الموت. سيغادر أحد هذه الدنيا بضعة أيام قبل غيره وسيلحق به الآخر بعد ذلك". (البراهين الأحمدية الأجزاء الأربعة ٥٨٤)

"شاتان تذبحان. فإحداهما ميرزا أحمد بيك الهوشياربوري، أما المراد من الشاة الثانية فصهره". (عاقبة آتهم ٢٤١)

"وهذه النبوءة تتعلق بعبد اللطيف وتلميذه عبد الرحمن التي تحققت بعد ٢٣ عاما بالضبط من تدوينها في كتابي البراهين الأحمدية". (تذكرة الشهادتين ١٠٩)

وهذا يفسر لقارئ كتاب الوحي القادياني "التذكرة"  لماذا كثير من وحي القادياني نصوص عجيبة لا معنى لها، وشرحها وتفسيرها أعجب أيضا، ونص الوحي المزعوم في واد وشرحه وتفسيره في واد آخر، ذلك أنه يسهل التلاعب بها. 

ثامنا: بعد أن نزل وحي كثير للغلام القادياني أن هناك زلزالا سيقع، ولم يقع زلزال في البنجاب إلى هلاكه عام ١٩٠٨م، أخذ يتحدث عن زلازل وقعت في بلاد أخرى، فهو مبعوث للناس كافة وليس لقومه خاصة والعياذ بالله، قال:

"لعل الجهلاء يقولون: كيف يُعد ذلك آية ولم تقع الزلازل في البنجاب؟ إنهم لا يعرفون أن الله تعالى إله العالم كله وليس إله البنجاب فقط. وقد أنبأ بهذه الأنباء عن العالم كله وليس عن البنجاب فقط. فمن الشقاوة الإعراض عن النبوءات الإلهية دون وجه حق، وعدم دراسة كلام الله بإمعان، والسعي لكتمان الحق بشكل من الأشكال. ولكن الحق لا يُكتم هذا النوع من التكذيب". (حقيقة الوحي ٢٤٢)

قلت: الأمر عند القاديانية والقاديانيين غير متوقف على الزلازل والطاعون، فكل المصائب والكوارث والحروب… إلى يومنا هذا بسبب عدم إيمان أهل الأرض بـ غلام أحمد القادياني نبيا ومسيحا ومهديا، مع أنها أحداث معتادة تحدث في كل عصر وزمان.

ويرد عليهم: إن الزلازل والأوبئة والكوارث والحروب وكثرة الأموات… كانت قبل القادياني هي هي، وهي هي في زمنه، وكذلك بعد هلاكه.

فإن استدلوا بقوله تعالى: 

«(وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا)» (الإسراء ١٥)

هذا إن كان رسولا حقا! ولم يحدث مع محمد عليه الصلاة والسلام ما حدث مع السابقين.

والدليل الآخر على باطل القاديانية والقاديانيين -وأن الأمر عندهم معكوس ومقلوب- أنه بعد نزول المسيح الحق عليه السلام عيسى بن مريم وقتله الدجال، وإهلاك الله ليأجوج ومأجوج، يكون من الأمن والخير والبركة ما الله به عليم :

عَنْ  أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ  لِعَلَّاتٍ ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ، وَإِنِّي أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ نَازِلٌ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ، فَاعْرِفُوهُ : رَجُلٌ مَرْبُوعٌ إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ، عَلَيْهِ ثَوْبَانِ  مُمَصَّرَانِ ، كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ، وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ، فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ، فَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا، إِلَّا الْإِسْلَامَ، وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، ثُمَّ تَقَعُ  الْأَمَنَةُ  عَلَى الْأَرْضِ، حَتَّى تَرْتَعَ الْأُسُودُ مَعَ الْإِبِلِ، وَالنِّمَارُ مَعَ الْبَقَرِ، وَالذِّئَابُ مَعَ الْغَنَمِ، وَيَلْعَبَ الصِّبْيَانُ بِالْحَيَّاتِ، لَا تَضُرُّهُمْ، فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ يُتَوَفَّى، وَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ ". (مسند الإمام أحمد)

وجاء في (صحيح مسلم) قول النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه:

"فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ، فَيُرْسِلُ اللَّهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ، فَتَحْمِلُهُمْ، فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا لَا يَكُنُّ مِنْهُ بَيْتُ  مَدَرٍ  وَلَا وَبَرٍ، فَيَغْسِلُ الْأَرْضَ، حَتَّى يَتْرُكَهَا  كَالزَّلَفَةِ ، ثُمَّ يُقَالُ لِلْأَرْضِ : أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ، وَرُدِّي بَرَكَتَكِ. فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ الْعِصَابَةُ مِنَ الرُّمَّانَةِ، وَيَسْتَظِلُّونَ  بِقِحْفِهَا ، وَيُبَارَكُ فِي  الرِّسْلِ ، حَتَّى إِنَّ  اللِّقْحَةَ  مِنَ الْإِبِلِ لَتَكْفِي  الْفِئَامَ  مِنَ النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْبَقَرِ لَتَكْفِي الْقَبِيلَةَ مِنَ النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْغَنَمِ لَتَكْفِي الْفَخِذَ مِنَ النَّاسِ".

ربنا نسألك الأمن والأمان، والخير والخيرات، والبركة والبركات، آمين آمين آمين، والشكر لله رب العالمين.

الأمر مقلوب ومعكوس عند القاديانية والقاديانيين فـ غلام أحمد القادياني نبي الموت و الطاعون والأمراض والأوبئة والمصائب والكوارث والزلازل… والأمر مستمر عندهم حتى يؤمن الناس بنبيهم وغلامهم.

ونعوذ بالله من قوم يزعمون العقل والتعقل و العقلانية.

ونعوذ بالله من كل ذي فهم أعوج.

ونعوذ بالله من الضلال والضالين.

اللهم أنت الشافي والمعافي شافنا وعافنا واعف عنا.

أنت العظيم الكريم اللهم آمين.

والحمد لله رب العالمين.

تاسعا: "قاديان" عند الغلام القادياني هي "دار الأمان" لأنها مدينة نبي من الأنبياء - أي القادياني والعياذ بالله - وبيت القادياني أمان أيضا، ومع ذلك:

"في أيام الزلزال الذي وقع في 4/4/1905 انتقلنا مع الأهل والأولاد إلى البستان، واخترنا للمبيت ساحة من أرضنا تسع نحو خمسة آلاف شخص، ونصبْنا فيها خيمتينِ وأحطناهما بسور مراعاةً للحجاب. ومع ذلك كان هناك خطر من اللصوص، لأننا كنا في البرية، وكان في بعض القرى القريبة سارقون شهيرون نالوا العقاب مرارًا.

فرأيت في المنام ذات ليلة أني أتمشى لحراسة المكان، وحين تقدمت بضع خطوات قابلني شخص وقال: الملائكة تحرس وراء هذا المقام، أي لا حاجة بك للحراسة لأن الملائكة يحرسون حول إقامتك. ثم تلقيت بعد ذلك الوحي التالي:

"امن است درمقامِ محبّت سرائے ما۔" (فارسية)

أي: "أمنٌ في دارنا التي هي دار المحبّة".". (التذكرة ٥٦٧)

يا الله كيف يكذبه الله:

-هرب من بيته بسبب زلزال كانكرة.

-دخل الطاعون قاديان، ودخل بيته، ومات بعض من فيه.

-وهذا هو حال من يقول: ولولا خوف سيف الدولة البريطانية لقتلوني.

-وهذا هو حال من لا تقدر عليه النار والأسود.

-وعندما انفصلت باكستان عن الهند اقتحامها السيخ والكفار، وفر القاديانيون منها فرار من لا يؤمن بالجهاد الدفاعي.

فهذه هي قاديان دار الأمان، وهذا هو بيت القادياني الآمن.

ثم بعد كل ما سبق الرجل تحرسه الملائكة، ولو كانت الملائكة عليها السلام تحرسه، لذهب للحج أو العمرة، لكي يحقق ما جاء في الحديث:

" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُهِلَّنَّ ابْنُ مَرْيَمَ بِفَجِّ الرَّوْحَاءِ حَاجًّا، أَوْ مُعْتَمِرًا، أَوْ لَيَثْنِيَنَّهُمَا ". (صحيح مسلم)

فكيف يذهب إلى مكة والمدينة ولا سيف للدولة البريطانية هناك.

نعوذ بالله من الكذب والكذابين.

ومن الافتراء و المفترين.

ومن الدجل والدجالين.

عاشرا: كتب المهندس هاني طاهر في (حيل الميرزا في نبوءاته ) صفحة ٨:

الحيلة 3

3 الإحالة إلى نبوءة مختلفة عما حدث والزعم أنها نبوءة عما حدث.

وهذا كثير أيضا، وهو يدخل في باب الكذب، ومنها:

المثال 1: كذبة التنبؤ بزلزال 1905/4/4

يقول الميرزا:

ثم أنبأني الله أن زلزالاً شديداً سيحدث، وستحدث الخسارة في الأرواح والأبنية. ونشرت هذا الخبر أيضاً في جريدتي الحكم والبدر قبل الأوان، فوقع الزلزال بتاريخ 1905/4/4م (إعلان في 1906/4/29، الإعلانات، ج 2)

وهذا كذب، إذ إن الخبر الذي يشير إليه ليس فيه زلزال قط، بل يقول:

"رأيت في الكشف أن ضجة هائلة كضجة يوم القيامة بسبب وقوع الموت المؤلم بكثرة. فاستيقظت والوحي التالي جار على لساني: الموت منتشر في كل مكان . (البدر، مجلد 4 عدد 7. يوم 1905/3/5، ص 3، والحكم. مجلد 9 عدد 10 يوم 1905/3/24، ص (2)

فأين الزلزال في هذه العبارة ؟

ثانيا: إن زلزال 1905/4/4 ليس ضجة كضجة يوم القيامة قط، بل هو مجرد مقتل 20 ألفا في كل مناطق الزلزال. فهو لا شيء إذا قورن بعبارة: ضجة القيامة. ثم أين الموت المؤلم بكثرة حسب الإلهام؟ هل عشرون الفا؟ وماذا عن الزلازل التي تقتل مئات الآلاف؟ فهل يقال عن عشرين ألفاً أنهم موت منتشر في كل مكان؟!. كلا، بل هو موت جزئي في منطقة محدودة، والأهم أنها ليست نبوءة عن زلزال. ولكن الميرزا كعادته يعلن أنه تلقى وحياً بخصوص الشيء بعد حدوثه، لا قبله.

ولعل الميرزا يشير إلى هذا الوحي:

عفت الديار محلها ومقامها " ("الحكم"، 1904/5/31، ص 9 و "بدر"، 1904/5/24، ص 15)

وهذا ليس فيه زلزال. ثم إنه يعني أن الديار ستمحى أما زلزال 4 أبريل 1905 فليس شيئا مقارنة بهذا النص؟

وكتب في (حيل الميرزا في نبوءاته ) صفحة ٢٥:

الحيلة 16:

تلاعب الأتباع من بعده بالنبوءة حتى يجعلوها نبوية قد تحققت وهذا كثير، 

ومثاله: نبوءة الزلزال الرهيب في حياة الميرزا.

فقد ذكر الميرزا مرارا أن هناك زلزال  سيحدث في حياته، فقال:

ولكن لو لم تظهر آفة شديدة الوطأة تهز العالم هزاً، وتكون بصورة الزلزال بحسب ظاهر كلمات الوحي، بل ظهر أمر عادي يشهده العالم دائما وهو ليس خارق للعادة وليس نموذجا للقيامة في الحقيقة، بل هو أمر معتاد، أو لم يظهر هذا الحادث في حياتي، فلكم أن تكذبوني على دقات الطبول وتعدوني مفتريا. الهدف من هذا الحادث العظيم هو أنه سيكون نموذجا للقيامة وسيدمر العالم في لمح البصر، ويدخل آلاف الناس في جماعتي. (البراهين الخامس)

ورد على من يعترض على عدم تحديد وقت للنبوءة، فقال:

وإذا قلت: ما أهمية النبوءة بدون تحديد الوقت، إذ تحدث الحوادث في العالم بين حين وآخر على جاري العادة؟ فجوابه أنه يكفي بغية التحديد قول الله تعالى بأن هذا الحادث سيحدث في حياتي لتصديقي، وسيشهده الملايين من الناس الأحياء عندئذ، ويكون من النوع الذي لم يسبق له نظير في هذا البلد في غابر الأزمان. فيكفي من أجل الحديد أن زلزال القيامة هذا سيقع في حياتي وفي حياة معظم المعارضين، واعلم أن المعارضين في مكة أيضا طلبوا تحديد الوقت قائلين: متى هذا الوعد، ولكنهم لم يُخبروا بالوقت المحدد. (البراهين الخامس)

ورد على من يعترض على أن النبوءة مبهمة، فقال:

كيف صارت النبوءة مبهمة ما دام ذكر الزلزال مذكورا فيها صراحة تامة ؟! وذُكر أيضا أن جزءا من البلاد سيدمر نتيجته، وأنه سيقع في حياتي. وإلى جانب ذلك هناك نبوءة أن الزلزال سيكون نموذجا للقيامة للذين يحل بهم. فإذا كانت هذه النبوءة مهمة فأية نبوءة يمكن أن تسقى واضحة وبينة ؟! (البراهين الخامس)

وقال:

ولكن لو حدث غير ذي بال. أولم يظهر في حياتي، لما كنت من الله. (البراهين الخامس)

ثم قال:

إذا أجل الله تعالى نزول هذه الكارثة الهائلة، فستتأخر 16 سنة على أكثر تقدير ، لأنه من المحتوم أن يقع هذا الحادث في حياتي، ولن تتجاوز 16 سنة، بل من الممكن أن تتحقق بعد عام أو عامين (البراهين الخامس)

فماذا فعلت الأحمدية ؟

لقد حذفوا عبارة: " لأنه من المحتوم أن يقع هذا الحادث في حياتي ، ووضعوا 3 نقاط، قصارت كما يلي:

إذا أجل الله تعالى نزول هذه الكارثة الهائلة، فستتأخر 16 سنة على أكثر تقدير... ولن تتجاوز 16 سنة. (التذكرة، ص 574 نقلا عن ملحق البراهين الأحمدية، الجزء الخامس مجلد 21، ص 258-259)

ثم قالوا: إنها تتحدث عن الحرب العالمية الأولى التي حدثت خلال 16 سنة !!! 

وهم بهذا قد كذبوا ما يلي من كذبات:

1: ألغوا أهم قضية في النص، وهو حصول الزلزال في حياة الميرزا.

2: ألغوا عناصر النبوءة الأساسية الأخرى، مثل الواردة في قوله : " أن الهدف من هذا الحادث العظيم هو أنه سيكون نموذجا للقيامة وسيدمر العالم في لمح البصر، وتدخل آلاف الناس في جماعتي".

فالحرب العالمية لم يكن لها أي دور في ذلك.

:3 ألغوا شروط النبوءة الأخرى، مثل الواردة في قول الميرزا:

وإذا كان الأمر عاديا يوجد له مئات النظائر قبله وبعده ولا يكون خارقا للعادة ولا يُظهر آثار القيامة، فأقر بنفسي بألا تحسبه نبوءة، بل اعتبره سخرية بحسب قولك". (البراهين الخامس)

والحرب العالمية لها نظائر من قبلها ومن بعدها، وليست خارقة للعادة، ولا تُظهر آثار القيامة.

انتهى كلامه.

أخيرا: نقول للقاديانية والقاديانيين: قبل أن تستدلوا بالقرآن والسنة في الزلازل وغيرها…، عليكم الاستدلال بأقوال الغلام القادياني، فماذا نقول والحال: أن غلامكم يخبر بالشيء ويقع عكسه، ويناقض نفسه، وكلامه يفسد بعضه بعضا ! فـ تستدلون بما تشائون من أقواله، وتدعون ما تشائون لعلمكم بالباطل والكذب والزيف والتناقض وفساد الأقوال.

✵✵✵✵✵✵