دحض وتفنيد أدلة صدق القادياني: [باطلها الثامن عشر: له مثال سابق بالأنبياء، ومعارضوه لهم مثال سابق]
باطلها الثامن عشر: المسيح الموعود له مثال سابق بالأنبياء، ومعارضوه لهم مثال سابق بمعارضي الأنبياء.
أبوعبيدة العجاوي
قالت القاديانية: يؤمن خصومنا بما ليس له مثال سابق، أما نحن فإن إيماننا كلّه له أمثلة سابقة، وهو وفق سنن الله. فخصومنا يؤمنون بالدجال الذي لم يسبق له مثيل، وبيأجوج ومأجوج الذي لم يسبق لهم مثيل، وبكثير من علامات الساعة التي لم يسبق لها مثيل. ينتظرون شخصا ينزل من السماء وما لذلك من نظير خلا، ونحن نؤمن بنزول يشابه نزول يحيى باسم إيليا، وهم يريدون موعودا بصفات اشترطوها وفهموها خطأً فماثلوا مسلك اليهود مع مسيحهم. يقول المسيح الموعود عليه السلام: "خصمان تخالفا في رأيهما، فأحدهما متمسك بنظير مثله، والآخر لا نظير عنده أصلا؛ فأي الخصيمَين أقرب إلى الصدق؟ انظروا بأعين المنصفين".
دحض وتفنيد:
أولا: أما المثال السابق، فهذا زعم كاذب، أين المثال السابق في الأمثلة التالية:
[١] لقد زعم القادياني أنه نبي محمدي، فنريد مثالا سابقا على نبي محمدي قبل القادياني.
[٢] زعم القادياني الوحي ولا مثال سابق له إلا مسيلمة الكذاب والأسود العنسي وغيرهما.
[٣] زعم القادياني أن له مليون آية ومعجزة، عجز عن عدها واحصائها، نريد مثالا سابقا.
[٤] نريد صحابيا واحدا أو تابعيا واحدا ألف كتبا ثم قال للناس كتبي هذه موحى بها من الله.
[٥] زعمتم أن معنى يصلحه الله في ليلة، أي تعلم اللغة العربية في ليلة، اين المثال؟ ثم هل من سنن الله تعلم الأعجمي اللغة العربية في ليلة!
هذه أمثلة فقط، المزاعم سهلة، ثم عندما نخوض في التفاصيل حججهم عكسيا عليهم.
ثانيا: المثال السابق حجة من حجج القادياني: وهي: "ما واقع إلا خلا له نظير". وليست حجة من حجج أهل الإسلام ولا تلزمنا، فنحن لا نعلم كل شيء عن أنبياء الله عليهم السلام.
ثالثا: يأجوج ومأجوج مثيلهم و مثالهم المسيح الدجال، والعكس أيضا.
رابعا: لقد عرج بـ النبي محمد عليه الصلاة والسلام إلى السماء، ثم نزل منها، وهذه نظير لنزول المسيح عليه السلام.
خامسا: أي دعوة -سوء كانت على حق أو على باطل-، لها مخالفون وخصوم ومعارضون.
سادسا: هل من سنن الله لا جهاد ولا قتال، أم من سنن الله:
«(وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ)» (البقرة ٢٥١)
مهدي المسلمين و مسيحهم النازل بعده دموي وسفاك والعياذ بالله، ولو قبل ذلك منكم لكن داود وسليمان وذو القرنين وغيرهم… عليهم السلام كذلك والعياذ بالله.
سابعا: هذه الحجة "ما من واقع إلا خلا له نظير". عند النظر فيها باطلة إذا أخذت على إطلاقها، نحن نؤمن أن الله خلق الكون والعالم أرض وفوقها سبع سماوات، فأين المثال السابق! هل خلق الله كونا وعالما قبل هذا الكون والعالم ؟!
فإن قالت القاديانية: ليست مطلقة. بطلت الحجة، والحمد لله رب العالمين.
وإن قالت: بلى. والعياذ بالله قلنا: هاتوا دليلكم.
فإن قالوا: لا نعلم، أو لم يجدوا. قلنا أنتم جهلة ! كيف عرفتم أنه ما من واقع إلا له نظير!
ثامنا: أما قول القاديانية: "وبكثير من علامات الساعة التي لم يسبق لها مثيل". فهذا الكلام غير دقيق وغير صحيح، فمثلا طلوع الشمس من مغربها لها مثال سابق، وهو حبس الشمس ليوشع بن نون عليه السلام:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فَقَالَ لِقَوْمِهِ : لَا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا، وَلَمَّا يَبْنِ بِهَا، وَلَا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا وَلَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا، وَلَا أَحَدٌ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ وَهُوَ يَنْتَظِرُ وِلَادَهَا. فَغَزَا فَدَنَا مِنَ الْقَرْيَةِ صَلَاةَ الْعَصْرِ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لِلشَّمْسِ : إِنَّكِ مَأْمُورَةٌ وَأَنَا مَأْمُورٌ، اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا. فَحُبِسَتْ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَجَمَعَ الْغَنَائِمَ، فَجَاءَتْ - يَعْنِي النَّارَ - لِتَأْكُلَهَا فَلَمْ تَطْعَمْهَا، فَقَالَ : إِنَّ فِيكُمْ غُلُولًا ، فَلْيُبَايِعْنِي مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ. فَلَزِقَتْ يَدُ رَجُلٍ بِيَدِهِ، فَقَالَ : فِيكُمُ الْغُلُولُ، فَلْيُبَايِعْنِي قَبِيلَتُكَ. فَلَزِقَتْ يَدُ رَجُلَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ بِيَدِهِ، فَقَالَ : فِيكُمُ الْغُلُولُ. فَجَاءُوا بِرَأْسٍ مِثْلِ رَأْسِ بَقَرَةٍ مِنَ الذَّهَبِ فَوَضَعُوهَا، فَجَاءَتِ النَّارُ فَأَكَلَتْهَا. ثُمَّ أَحَلَّ اللَّهُ لَنَا الْغَنَائِمَ ؛ رَأَى ضَعْفَنَا وَعَجْزَنَا فَأَحَلَّهَا لَنَا ". (صحيح البخاري)
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ الشَّمْسَ لَمْ تُحْبَسْ عَلَى بَشَرٍ إِلَّا لِيُوشَعَ لَيَالِيَ سَارَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ ". (مسند الإمام أحمد)
وما سبق هو مثال سابق على المسيح الدجال: «قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا لَبْثُهُ فِي الْأَرْضِ ؟ قَالَ : " أَرْبَعُونَ يَوْمًا، يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ ". قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ، أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلَاةُ يَوْمٍ ؟ قَالَ : " لَا، اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ "». (صحيح مسلم)
ولقد لفت نظري عندما كتبت كتابي (المعجزات والبينات ردا على القاديانية) ولله الحمد، أن نصوص المعجزات والخوارق وما يفوق قدرة البشر، لها أمثلة سابقة، أو مثيلة، أو شبيهة، أو قريبة… مما يجعلها تؤيد بعضها بعضا، ويصدق بعضها بعضا، وسأضرب لكم أمثلة تدل على تناقض القاديانية:
-من ينكر حياة عيسى إلى يومنا هذا، ماذا سيقول في حياة إبليس الذي لا يزال يعيش في هذه الدنيا! لذلك تجد أن القاديانية يختفي عندها أبليس بعد قصة آدم عليه السلام، والشيطان شيء آخر غير إبليس عندها.
-من ينكر الجن -الشبحي- كحال القاديانية، هي تؤمن بالملائكة -الشبحية- لكن القاديانية تتلاعب بالتفسيرات.
-من جزم أن لا معجزات وآيات خارقة للعادة، كيف قال: ربما هناك شيء يجعل النار لا تحرق والماء لا يغرق وأن القمر قد يحدث به خلل وزلازل وما سبق لم يتم اكتشافه بعد أو لا نعلمه.. فانظر كيف فروا من المعجزات الخارقة والتي قامت عليها الأدلة إلى : ربما.. وقد.. وفي نفس الوقت هم القائلون بالتولد الذاتي عند المرأة! ففروا من المعجزات الحق، بحجة الخرافة والعياذ بالله، إلى خرافات وقصص خرافية خاصة بهم.
أما مزاعم القاديانية أن ما سبق خرافات والعياذ بالله سبحانه، فالخرافات أمر غير منضبط عند أهل الهوى والضلال، فمثلا: لو قال قادياني لملحد إن الملائكة عليها السلام تنزل من السماء وتصعد ولا نراها وتتمثل في صورة البشر، لعد الملحد هذا الأمر خرافة من الخرافات والعياذ بالله، وحتى الملحدين عندهم نظريات وتفسيرات خرافية، مثل أن أصل الإنسان والعياذ بالله قرد أو سمكة، ولا نرى قرودا ولا أسماكا تطورت إلى بشر، فإن أرجعوا ذلك إلى آلاف وملايين السنين! قلنا: لهم أنتم تزعمون الإيمان بالمحسوس والملموس والمعقول والعلم.. فما جاز قبل آلاف وملايين السنين حسب زعمكم ووقع، لماذا لا يجوز اليوم ولا يقع! لولا أن المسألة خرافة إلحادية! أو أن القرود والأسماك في الماضي كانت تملك من العلوم والتكنولوجيا والتقدم والحضارة ما يجعل الملحدين في عصرنا أمامها متأخرون متخلفون بدائيون جهلة.
والخلاصة:
١- المسلمون ولله الحمد يملكون أمثلة سابقة.
٢- ولله الشكر القاديانية لا تملك أمثلة سابقة.
٣- أمثلة القاديانية وأقوالها عند الدخول في التفاصيل يتضح بطلانها.
✵✵✵✵✵✵