دحض وتفنيد أدلة صدق القادياني: [باطلها الثالث والعشرون: تنبؤ بعض الأكابر]
باطلها الثالث والعشرون: تنبؤ بعض الأكابر بكون مرزا غلام أحمد هو المسيح الموعود بذكر اسمه قبل ولادته أو وصوله سن البلوغ أو بذكر اسم قريته أو زمانه.
أبوعبيدة العجاوي
قالت القاديانية: لقد أنبأ الله بعض الصالحين الذين عاشوا قبل المسيح الموعود عليه السلام عن بعثته فدوّنوا ذلك في كتبهم أو نقلوه وأخبروا به طلابهم وأتباعهم؛ فمنهم من ذكر اسمه واسم قريته صراحة قبل قرابة 30 سنة من بعثته وما سيقوم به من إصلاح وما سيواجهه من عداء ومعاندة، ومنهم من ذكر ظروف ولادته وأصله وسنة بعثته قبل قرون من ولادته.
دحض وتفنيد:
((١)) فمن التنبؤات التي يستدلون بها:
يقول القادياني: " إني مصداق نبوءة جميع الصوفيين، فقد ولدت صباح يوم الجمعة، توأما، والفرق الوحيد هو أن بنتا ولدت قبلي وكان اسمها "جنة" وقد انتقلت إلى الجنة بعد بضعة أيام، ثم ولدت أنا بعدها. ولقد سجل الشيخ محي الدين ابن عربي نبوءة في كتابه "فصوص الحكم" وقال أنه سيكون صيني". (حقيقة الوحي ١٨٧)
وقال في الحاشية من نفس الصفحة محاولا إثبات أنه صيني حتى تنطبق عليه نبوءة ابن عربي:
"ولكن من المتيقن والمشهود والملحوظ تماما أن الأغلبية من أمهاتنا وجداتنا ينحدرن من أسرة مغولية وهن صينيات الأصل أي كن من سكان الصين".
أما الذي جاء في "فصوص الحكم" لابن عربي:
"وعلى قدم آخر مولود يولد من هذا النوع الإنساني، وهو حامل أسراره، وليس بعده ولد في هذا النوع. فهو خاتم الأولاد، وتولد معه أخت له فتخرج قبله ويخرج بعدها يكون رأسه عند رجليها، ويكون مولده بالصين ولغته لغة أهل بلده، ويسري العقم في الرجال والنساء فيكثر النكاح من غير ولادة ويدعوهم إلى الله فلا يجاب، فإذا قبضه الله تعالى وقبض مؤمني زمانه بقي من بقي مثل البهائم لا يحلون حلالا ولا يحرمون حراما، يتصرفون بحكم الطبيعة شهوة مجردة عن العقل والشرع فعليهم تقوم الساعة".
أولا: جاء في النبوءة لابن عربي أنّه شخص يولد في الصين، بينما القادياني ولد في الهند.
ثانيا: جاء في النبوءة أن لغته لغة أهل بلده أي اللغة الصينية، وهي ليست لغة القادياني.
ثالثا: ذكرت النبوءة أن العقم يسري في الرجال والنساء، وهذا لم يحدث زمن "القادياني".
رابعا: ذكرت النبوءة أنه إذا قبض مؤمني زمانه، يبقى البهائم ومن لا يحلون حلالا ولا يحرمون حراما، وهذا لم يحدث أيضا.
((٢)) ومن هذه التنبؤات:
الكذبة 37: التقوّل على الصوفي نعمة الله وليّ
يقول الميرزا:
"حدث ذات مرة أني كنت أقرأ قصيدة ألّفها نعمة الله وليّ التي أنبأ فيها عن بعثتي وذكر اسمي أيضاً وقال إن ذلك المسيح الموعود سيظهر في نهاية القرن الثالث عشر. ونظم بهذا الصدد بيتا فارسيا تعريبه: إن ذلك القادم سيكون مهديّاً وعيسى أيضاً، أي سيكون مصداقاً لكلا الاسمين وسيعلن كلا الإعلانَين..." (حقيقة الوحي، ص 314)
أقول:
القصيدة التي يشير إليها الميرزا هي باللغة الفارسية، وليس لها أي علاقة بالمسيح الموعود، ولا بالقرن الثالث عشر، ولا أنّ القادم سيكون مهديّاً وعيسى، والبيت الذي يشير إليه يقول:
مهديّ زمانه ومسيح وقته، وإني أرى كلا الفارسيْن.
أما ترجمة الميرزا فمحرفة جدا. فالبيت يتحدث عن شخصين اثنين. عدا عن أنّ القصيدة تتحدث عن أنّ مسكنه سيكون الكوفة.
وفيما يلي نصّ هذا البيت مع بيتين بعدَه:
"مهــــدي وقت و عيســـى دوران هر دو را شهســـــوار مي بينــم
ديـن و دنيــا از او شـــود معمور خلق از او، بخت يـــار مي بينم
مسكنش شهر كوفه خواهد بـود دولتـــــــش پايــــدار مي بينم"
(https://ganjoor.net/shahnematollah/ghasidesh/sh21/)
الكذبات في عبارة الميرزا:
1: أنّ القصيدة ألّفها نعمة الله وليّ وأنبأ فيها عن بعثة الميرزا.
2: أنه ذكر اسم الميرزا أيضاً.
3: أنه قال إنّ المسيح الموعود سيظهر في نهاية القرن الثالث عشر.
4: أنه قال إنّ القادم سيكون مهديّاً وعيسى أيضاً، أي سيكون مصداقاً لكلا الاسمين وسيعلن كلا الإعلانَين.
فهذه أربع كذبات. (ألف كذبة مرزائية هاني طاهر)
((٣)) ومنها:
الكذبة 38: التقوّل على جميع أكابر أهل الكشوف.
يقول الميرزا:
"اتفق جميع أكابر أهل الكشوف على أن القرن الرابع عشر هو الزمن الأخير الذي سيظهر فيه المسيح الموعود، وظلت قلوب الآلاف من أهل الله ميالة إلى أن موعد ظهور المسيح الموعود هو القرن الرابع عشر على أقصى تقدير ولن يتجاوز هذا الموعد". (التحفة الغولروية،، مجلد 17، ص 201)
لو قال الميرزا إنّ أحد الأولياء قال ذلك لبحثنا في الأمر، لكنه يزعم أنّ الأولياء جميعاً، وعبر التاريخ، ظلوا مجمعين على أنّ المسيح سيظهر في القرن الرابع عشر، لا أنه سينزل من السماء، بل يجزم أن الأولياء جميعاً قالوا باستحالة أن يؤجَّل ظهور المسيح إلى ما بعد القرن الرابع عشر. وحيث إنهم يؤمنون أن المسيح سينزل قبل يوم القيامة، فلا بد أنهم يجزمون أن القيامة ستقوم في القرن الرابع عشر!! وهذا كذب كبير مركَّب.
بل إنه يذكر عدد أهل الكشوف، فيقول:
"لأن كثيراً من أهل الكشوف من المسلمين الذين يقدَّر عددهم بأكثر من ألْف قد قالوا متفقين في ضوء كشوفهم واستنباطاً من الكلام الإلهي إن زمن ظهور المسيح الموعود لن يتأخر أبداً عن رأس القرن الرابع عشر". (التحفة الغلروية، ص 272)
وقد تحدّينا الأحمديين منذ نحو سنتين أن يُظهروا لنا أقوال أيّ من الأئمة المعروفين يذكرون فيه أنّ المسيح سينزل عام 1300هـ، فعجزوا وخاب سعيُهم كلُّه.(ألف كذبة مرزائية هاني طاهر)
فهذه نماذج من بعض ما زعموه من تنبؤات عن بعثة الغلام القادياني للأكابر والصالحين، ولو ذهبت تبحث وتفتش عما قالوه، ستجد نصوص وتفاصيل وأشياء لا تدل عما زعموه، وحتى لو صحت على سبيلا المثال والجدل:
-فلا تقدم تنبؤات البشر على الكتاب والسنة.
-ولا تقدم نصوص أهل الكتاب على الكتاب والسنة.
-ولا تقدم الأحلام والرؤى على الكتاب والسنة.
✵✵✵✵✵✵