دحض وتفنيد أدلة صدق القادياني: [باطلها الثالث عشر: معجزة الشفاء]
باطلها الثالث عشر: معجزة الشفاء.
أبوعبيدة العجاوي
قالت القاديانية: هناك العديد من قصص شفاء المرضى التي حدثت على يد المسيح الموعود عليه السلام وبفضل أدعيته الحارة لله تعالى، وفي عدد من هذه الحالات كانت أشبه بإحياء الموتى، ونكتفي هنا بمثالين: 1: قصة عبد الكريم الذي عضّه كلب مسعور وكتب الأطباء أنه لا أمل في نجاته، 2: قصة ميان عبد الرحيم خان الذي تلقى فيه المسيح الموعود عليه السلام وحي: "إنك أنت المُجاز".
دحض وتفنيد:
أولا: قصص الشفاء من استجابة دعاء أو طبابة، لا ثبت نبوة لا لغلام القاديانية ولا لغيره ممن يدعون النبوة كذبا، والله يشفي المؤمن والكافر بفضله ورحمته وبلا دعاء.
ثانيا: نعوذ بالله وعافيته ونسأله المعافاة والعافيات، إن مما يكذب هذا "الباطل الثالث عشر" أن القادياني مصاب بأمراض كثيرة زائدة عن الطبيعي المألوف، فلو كان مجاب الدعاء لدعى لنفسه بالشفاء أولا، فهل يصدق عاقل أن رجلا أمراضه كثيرة، هو يدعو للناس فيكون الشفاء، ثم هو لا يشفى من أمراضه الكثيرة!
ثالثا: قصص الشفاء المزعومة [ لنفسه ] مثلا هي قصص عادية، ويمكن لأي كذاب أن يدعيها، وليست إعجازية كما يصورها، خذ مثلا:
-١-
"رأيتُ أني كلما مرضتُ مرضًا شديدا، شفاني الله الكريم من عنده. فذات مرة أصابني إسهال شديد مع نزيف دم... فشفاني الله تعالى في هذا الوضع الخطير شفاءً معجزا... وكذلك لما أشرفت على الموت في هذا المرض الأخير تلقيت من الله تعالى الوحي التالي: "الإبراء".
فأنا على يقين أن الله الكريم سيشفيني من هذا المرض أيضًا". (التذكرة ٢٠٠)
قلت: ما هو الإعجاز في هذه القصة.
الحقيقة: لقد عاش مسهولاً ومات مسهولاً.
-٢-
"كنتُ خائفا جدًّا على عيني بسبب مرض السكري، لأن شدة هذا المرض يؤدي إلى ضعف البصر وإصابة العين بالزَرَق، فدعوت الله تعالى بسبب هذه المخاوف، فتلقيت الوحي التالي: "نزلت الرحمةُ على ثلاث: العين وعلى الأُخْرَيين."
... لقد صرّح هنا بالعين، ولم يصرّح بالعضوين الآخرين، ولكن الناس يقولون عادة: متعة الحياة في سلامة ثلاث: العين والأذن والقوة. وما أدلَّ على تحقُّق هذا الوحي مِن أني مصاب منذ نحو 18 عاما بهذا المرض الذي يعلم الأطباء جيدا مدى خطورته على العينين، ومع ذلك فأيّة قوة أخبرتْني بأن هذا القانون سيُخرَق من أجلي، ثم فعلتْ كما قالت تماما". (التذكرة ٢٧٣)
التعليق: لو فرضنا جدلا أن هذه القصة حقيقية، لماذا لم يدعو الله بالشفاء من مرض السكري الذي عجز الطب عنه إلى يومنا، حتى نستطيع أن نقول أن الرجل دعا فاستجيب له إعجازيا.
-٣-
"ذات مرة عانيت كثيرًا بسبب السكّري، حتى كنت أبول مئة مرة في اليوم الواحد أحيانا، وظهرتْ بين الكتفين آثار خيفَ بسببها من السرطان. عندها بدأتُ بالدعاء، فأوحيَ إلي: "والموتِ إذا عَسْعَسَ."
أي: أُقسِمُ بالموت حين يُدفَع. وقد تحقق هذا الوحي بحيث صارت كل ثانية من حياتنا منذ ذلك الوقت آية." (التذكرة ٣٩٢)
ماذا أقول: لا تعليق.
-٤-
"أصابني البارحة ألمٌ في بنان أصبع لي، وكان شديدا حتى فكّرت كيف أقضي هذه الليلة، فأصابتني غفوة في الأخير وتلقيت هذا الوحي: "كوني بردًا وسلاما."
وما إنْ انتهت كلمة "سلاما"حتى زال الألم كأنه لم يكن قط. (التذكرة ٤٠٩)
قلت: لا حول ولا قوة إلا بالله.
-٥-
"أصيب المسيح الموعود ذات مرة بالحمى، فتلقى الوحي التالي:"السلام عليكم." فشُفي بعده عاجلاً". (التذكرة ٤١٥)
قلت: نسأل الله السلامة والسلام.
فهذه بعض قصص شفائه وهي عادية لا إعجاز فيها، ولا تثبت نبوة، فضلا أننا لا نصدقه في كثير من قصصه.
رابعا: بعض قصص الشفاء لغيره، كذبها وباطلها من داخلها لما فيها من "بداء" ينزه الله سبحانه عنه، فالقادياني يزعم أن الله غير مشيئته من أجله، وغير إرادته، وما شابه ذلك… وهو من جهله يحاول من خلال العبارات "البدائية" إظهار هذه القصص وكأنها معجزات له، فسبحان الله الذي كذبه:
-١-
"رأيتُ أن أجل أحد الناس قريب، ولكن لم أعرف من هو، فدعوتُ في هذه الحالة الكشفية، فتلقيت الوحي التالي:
"إنّ المنايا لا تطيش سهامُها."
ثم دعوت في هذه الحالة الكشفية ثانية وقلتُ: رَبِّ إنك على كل شيء قدير. فتلقيت الوحي التالي:
"إنّ المنايا قد تطيش سهامُها."
ثم بعد ذلك تلقيت الإلهام التالي:
"رسيدہ بود بلائے ،ولے بخیر گذشت۔" (أردية)
أي: حلّت البليّة، ولكن الله سلّمَ.
لا أدري بأيٍّ منا يتعلق هذا الإلهام. والله أعلم بالصواب". ("بدر"، مجلد 2، عدد 42، يوم 18/10/1906، ص 3، و"الحكم"، مجلد 10، عدد 36، يوم 17/10/1906، ص 1) (التذكرة ٧٢٣)
-٢-
"عندما كنا مقيمين في البستان في فصل الربيع عام 1905 تلقيت عن أحد أبناء جماعتي المقيمين هناك الوحي التالي:
"خدا کا ارادہ ہی نہ تھا کہ اُس کو اچھا کرے، مگر فضل سے اپنے ارادہ کو بدل دیا۔" (أردية)
أي: لم يُرد الله أن يشفيه، ولكنه تعالى غيَّر إرادته فضلاً منه.
ثم حدَث بعد هذا الوحي أن زوجة "سيّد مهدي حسن" -وهو واحد من جماعتنا وكان معنا في البستان- مرضتْ مرضًا شديدا. والحق أنها كانت مريضةً ونحيفةً سلفًا بسبب الحمّى والوَرم في فمها وقدميها بل في جسدها كله، وكانت حاملا. وبعد وضع الحمل تدهورتْ صحّتها جدًّا حتى بدت آثار اليأس، ولكني ظللتُ أدعو لها، حتى نالت الحياة من جديد بفضل الله تعالى... وفي اليوم التالي جرى على لسان زوجة "سيد مهدي حسن" الوحي التالي من الله: ما كنتِ لتُشفَينِ، ولكن ستُشفين الآن بدعائه عليه السلام". (حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية، مجلد 22، ص 378-379) (التذكرة ٥٨١)
-٣-
"تلقيت في هذا البستان عن واحد من أربعة من أبناء جماعتنا الذين مرضوا مرضًا شديدا الإلهام التالي:
"خدا نے اس کو اچھا کرنا ہی نہیں تھا۔بے نیازی کے کام ہیں۔اعجاز المسیح۔" (أردية)
أي: ما كان الله ليشفيه. إنها أعمال الغِنى. إعجاز المسيح.
بمعنى أن موته كان مثل القدر المبرَم، وكأنه المبرَم فعلاً، ولكن الله شفاه كإعجاز للمسيح الموعود. ذلك أن القدر المبرم غير قابل للتبدل، ولكن من الأقدار ما يشبه القدر المبرم جدًا ويبدو مبرمًا في النظر الكشفي، ومثل هذا القدر يمكن أن يلغى نتيجة العناية الكاملة والإقبال على الله من قِبل أحد المبارَكين من أهل الله". ("بدر"، مجلد 1، عدد 11، يوم 15/6/1905، ص 2، و"الحكم"، مجلد 9، عدد 22، يوم 24/6/1905، ص 2) (التذكرة ٥٩٥)
-٤-
"مرِض عبد الرحيم خان، الابنُ الأصغر لأخينا نواب محمد علي خانْ، مرضًا شديدًا، ولازمتْه الحمى الشديدة أربعة عشر يومًا على التوالي، واختلَّت حواسّه وفقَد الوعي، حتى أصيب بالتيفوئيد. وكان حضرة خليفة الله عليه السلام يُذكَّر يوميًا بالدعاء له، وكان يدعو له. وفي 25/10 قالوا له بمنتهى القلق أنْ لا أملَ في حياة عبد الرحيم بحسب العلامات. وبينما كان عليه السلام ، وهو رؤوف رحيم، يدعو له في صلاة التهجد إذ أوحى الله إليه:
"تقدیر مبرم ہے اور ہلاکت مقدر۔" (أردية)
أي أن القدر مُبرَم والهلاك مقدّر.
... قال عليه السلام : عندما تلقيت من الله تعالى هذا الوحي القهري خيّم عليّ حزن عميق، وخرج من لساني تلقائيًا: إلهي، إذا لم يكن هذا وقت الدعاء، فهناك وقت الشفاعة، وها إني أشفع له عندك. فنـزل عليّ الوحي فورًا:
"يُسبّح له مَن في السماوات ومن في الأرض. مَن ذا الذي يشفع
عنده إلا بإذنه."
فارتجف جسدي بهذا الوحيّ الجلالي، وسيطرَ عليّ الخوف والهول إذ شفعتُ بدون إذن الله تعالى. ثم بعد دقيقتين نـزل عليّ الوحي:
"إنك أنت المجازُ."
أي قد أَذِنّا لك.
ثم بدأت صحّته تتحسن باستمرار، وكل من كان يرآه بعدها ويعرفه كان قلبه يمتلئ شكرًا لله تعالى، وكان يعترف أن ميتًا عاد إلى الحياة بلا ريب". ("بدر"، مجلد 2، عدد 41-42، يوم 29 إلى18/10/1903، ص 321 بقلم حضرة مولانا عبد الكريم السيالكوتي 29/10/1903) (التذكرة ٥١٧)
-٥-
"كانت زوجتي حاملا، فساءت حالتُها جدا عند بداية آلام المخاض في 14 حزيران، حيث بردَ جسمُها، وأصابها ضعفٌ شديد، وظهرتْ آثار الإغماء، فظننت أن هذه المسكينة على وشك أن تغادر هذه الدار الفانية. كان أولادي في كرب شديد، وكانت النسوة في البيت ووالدة زوجتي كلهن منهارات وكالأموات، لظهور أعراض رديئة جدا في زوجتي. فتوجهتُ إلى الدعاء لها بالشفاء ظنًّا مني أنها موشكة على الرحيل، وإيمانًا مني بأن قدرة الله تُري العجائب، فتحسنتْ حالتها فجأة، وتلقيتُ الوحي:
"تحويل الموت."
أي: قد أجَّلْنا الموت لوقت آخر. فدبّت الحرارة في جسمها ثانية، واستعادت حواسَّها، فولدتْ ابنًا سمّيناه "مبارك أحمد". (رسائل أحمدية، مجلد 5، جزء 1، ص 26، رسالة إلى سيتهـ عبد الرحمن المدراسي، ومجلة "تشحيذ الأذهان"، مجلد 3، عدد 2 و3، ص 116، لشهري شباط وآذار 1908) (التذكرة ٣٤١)
المشكلة أن القاديانية ومن هم على شاكلتها يقولون: نتبع القرآن أولا ونقدمه على كل قول.
وقد قال من بيده كل شيء سبحانه: «﴿وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)» (المنافقون ١١)
سبحان الله ومعاذ الله أن ينسب شيء مما سبق لله.
وقال القادياني: "أنى للضرير أن يهدي الضرير طريقا، و أنى لمجذوم أن يشفي الآخرين". (فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ١٠)
وصدق وهو كذوب. وناقض نفسه كـ العادة.
خامسا: هو أيضا يناقض نفسه، فهو يزعم الشفاء المادي كما سبق، وفي نصوص أخرى له، كان يسأل: إن كان مماثلا للمسيح عليه السلام فأين شفاء المرضى؟ فكان يجيبهم أن المماثلة ليست بالضرورة إحياء الموتى وشفاء المرضى. وكان يجيب أن تخصصه شفاء الأمراض الروحانية:
"إنني لأعرف جيدا أنه كما حالفت نصرة الله المسيح عليه السلام، فلن أحرم أنا أيضا من تلك النصرة. ولكن ليس ضروريا أن تظهر تلك النصرة بإبراء المرضى الماديين، بل الحق أن الله تعالى قد كشف على بالإلهام أن تلك النصرة سوف تشفي خلق الله من الأمراض الروحانية وتزيل الشكوك والشبهات التي تراودهم.. وكما قلت من قبل، فأرى أيضا أن تأثيرا طيبا يقع على قلوب مستعدة، وتزول أسقامها المزمنة وأن نصرة الله تعمل عملها في الخفاء، ولقد قال الله تعالى في كلامه الخاص مشيرا إلي بأنه لو بحث في أمري على غرار سيرة النبي الناصري، لتبين بجلاء تام أن هذا العبد الضعيف يُبرئ الأمراض الروحانية أكثر مما أبرئت الأمراض الجسدية في زمن من الأزمان". (فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٤٢٥)
والأمر واضح في كتبه في هذا الموضوع وغيره…، يثبت وينفي ويتناقض، وهناك بعض الجهال يصدقون، والأمر واضح في هذا الموضوع: لأنه لو طلب منه شفاء ماديا سيعجز لذا تخصصي شفاء روحاني، وفي الوقت نفسه يثبت الشفاء المادي لعل جاهلا يصدق.
ولو كان الاستنتاج السابق مستبعدا، تبقى حقيقة أن الرجل متناقض بغض النظر عن السبب والاستنتاجات.
سادسا: من كذب نبي القاديانية أنه يزعم الشفاء الخارق، من خلال التركيز والطاقة الحيوية والتنويم المغناطيسي، مما جعل البعض يتهمه بالسحر والشعوذة:
"وليكن معلوما أيضا في هذا المقام أن الإبراء من الأمراض أو إلقاء الطاقة الحيوية على الجمادات فروع لعمل الترب. لقد كان في كل زمن أناس، ولا يزالون في العصر الحاضر أيضا، يُبرئون من الأمراض بهذا العمل الروحاني، وظل المفلوجون والمبروصون والمسلولون يشفون نتيجة تركيزهم وتوجههم". (فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٢٦٩)
قلت: يبدو أن القادياني لم يكن يركز جيدا.
سابعا: الرجل لم يكن يشفي الناس لا روحيا-هل من يتبع القادياني شفي روحيا!- ولا ماديا، وليس مستجاب الدعاء لا في الشفاء ولا في غيره، وقدر الله يكذبه، والأدلة المادية تكذبه، وقصة دعائه لإبنه مبارك وعبد الكريم السيالكوتي وغيرهما.. قصص معروفة، دعا لهم بالشفاء، ثم قال أن دعائه فيهم قد استجيب، ثم بعد فترة قصيرة ماتوا ثم زعم أن الله أخبره بذلك، فالواقع والحقيقة في واد، والقادياني والقاديانية في واد آخر.
فهو يحتال ويماكر الله ويخادعه قدريا، والقدر قدر الله، والله لا يماكر ولا يخادع ولا يحتال عليه: «(وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)» (الأنفال ٣٠)
لو كانت القاديانية تعقل لما جعلت الشفاء دليلا، فـ الدجل فيه مكشوف واضح.
ثم من يقرأ لها، يظن أنها تتحدث عن حقائق فإذا بالواحة سراب.
فإذا لم تكن هذه وقاحة الكذب فما هي إذا ؟!
فنسأل الله أن يقبضنا على الدين سالمين معافين غانمين اللهم آمين
✵✵✵✵✵✵