دحض وتفنيد أدلة صدق القادياني: [باطلها التاسع والعشرون: استحالة البديل]

دحض وتفنيد أدلة صدق القادياني: [باطلها التاسع والعشرون: استحالة البديل]

باطلها التاسع والعشرون: استحالة البديل.

أبوعبيدة العجاوي

قالت القاديانية: لا يستطيع الآخرون أن يقدِّموا بديلا ممكنا لتفسير مختلف النبوءات القرآنية والحديثية. فمثلا كيف يفسرون أن المسيح ينـزل عند غلبة الصليب وقد مرّ هذا الوقت؟ وكيف يفسرون أن من علامات الساعة التي تحققت ترك القلاص فلا يسعى عليها؟ وكيف يفسرون الدجال وحماره ويأجوج ومأجوج بطريقة معقولة؟ كيف يجمعون بين ختم النبوة وبين نزول المسيح؟ وهناك مئات الأسئلة التي لا يقدرون على تقديم إجابة شافية عليها، لذا فهم مختلفون جدا جدا في هذه القضايا الكبيرة، حتى صار عدد منكريها يزدادون لما رأوا ضحالة و تناقضا في تناولها من قبل الفكر التقليدي. الفكر الأحمدي قوي ومتجذر في كل قضية، والخصوم عاجزون كليًّا أمامه. فليست قضيتنا قوية في جانب وضعيفة في جانب، بل إن الفكر الأحمدي ناصع في كل مجال، والفكر المخالف لا يستطيع أن يقدِّم بديلا في شيء، لا في الفكر السياسي ولا تفسير النبوءات، ولا في تفسير القرآن وقواعده، ولا في مكانة الحديث ولا في غير ذلك.

دحض وتفنيد:

كل ما سبق مجرد مزاعم، والمزاعم سهلة والأدلة عليها صعبة.

فأولا: الجماعة القاديانية لم تصل أصلا لمرحلة البديل، ووجود أتباع لها وأفراد هنا وهناك، لا يعد دليلا، والرافضة أكثر عددا من القاديانية، فضلا أنه يغلب على أتباع القاديانية الجهل وقلة الاطلاع إسلاميا وقاديانيا.

ثانيا: أقوال الفرق المختلفة كالرافضة مثلا، لا يمكن القول أنها بديل. بالتالي: القول أنها على حق. لمجرد أنها بديل. ومقالات الفرق المختلفة موجودة ومدونة منذ عصر الصحابة رضي الله عنهم إلى يومنا هذا، فما تقوله القاديانية لا يعد دلائل صدق، فضلا أن يعد دليلا.

ثالثا: أقوال القاديانية كثير منها مسروق ومقتبس من غيرها كأهل الكتاب وسيد أحمد خان وبعض أهل البدع…ثم جعلتها وحيا.

رابعا: ثم بعض تفسيراتها الفرحة بها ليست شيئا، ولقد أضحكت المسلمين والكفار عليها بكثرة تناقضاتها… :

هل هذه هي تفسيراتكم التي تفرحون بها يا قاديانية:

"وقد أشير في بعض الأحاديث أن المسيح الموعود والدجّال المعهود يظهران في بعض البلاد المشرقية، يعني في ملك الهند، ثم يُسافر المسيح الموعود أو خليفة من خلفائه إلى أرض دمشق، فهذا معنى القول الذي جاء في حديث مسلم أن عيسى ينـزل عند منارة دمشق، فإن النـزيل هو المسافر الوارد من مُلك آخر. وفي الحديث.. يعني لفظ المشرق.. إشارة إلى أنه يسير إلى مدينة دمشق من بعض البلاد المشرقية وهو مُلك الهند. وقد أُلقِيَ في قلبي أن قول: عيسى عند المنارة دمشق، إشارةٌ إلى زمان ظهوره، فإن أعداد حروفه تدل على السنة الهجرية التي بعثني الله فيه. واختار ذكر لفظ المنارة إشارةً إلى أن أرض دمشق تنير وتشرق بدعوات المسيح الموعود بعدما أظلمت بأنواع البدعات، وأنت تعلم أن أرض دمشق كانت منبع فتنن المتنصرين". (حمامة البشرى ٧٢)

"وما يغرنهم ما جاء في أحاديث نبينا صلى الله عليه وسلم لفظ دمشق، فإن له مفهوما عاما، وهو مشتمل على معان كما يعرفها العارفون. فمنها اسم البلدة، ومنها اسم سيد قوم من نسل كنعان، ومنها ناقة وجمل، ومنها رجل سريع العمل باليدين، ومنها معان أخرى". (التبليغ ٥١)

"إن الله تعالى قد كشف لي أن لقرية قاديان مماثلة وعلاقة مع دمشق لأن معظم سكانها ذو طبائع يزيدية ... فقد شبه الله هذه القرية - قاديان - بدمشق من هذا المبدأ ". (فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ١٥١)

"بل من الممكن عندي أن يكون في دمشق بالذات أيضا مثيل المسيح في المستقبل". (فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ١٥١)

هذا في "دمشق" وهي كلمة واحدة.

بل إن أصل دعوة نبي القاديانية وهي "المسيحية" يقول القادياني فيها:

"أولا وقبل كل شيء، يجب أن يكون معلوما أن عقيدة نزول المسيح ليست جزءا من إيماننا، كما إنها ليست ركنا من أركان ديننا، بل هي مجرد نبوءة من بين مئات النبوءات التي لا علاقة لها بجوهر الإسلام وحقيقته". (فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ١٨٤)

وعليه فليس ركنا ولا واجبا علينا أن نؤمن أن الغلام القادياني مسيحا موعودا.

ثم هو القائل في تناقض واضح: 

"والنوع الثاني من الكفر هو ألا يؤمن بالمسيح الموعود مثلا، وأن يكذب رغم إتمام الحجة الذي أكد الله ورسوله على تصديقه، مع ورود التأكيد نفسه في كتب الأنبياء السابقين أيضا. فهو كافر بسبب إنكاره أمر الله وأمر الرسول". (حقيقة الوحي ١٦٤)

ونقول: المسلمون ليس شغلهم الشاغل متى ينزل المسيح عليه السلام ومتى يظهر المهدي، وإن كانوا يرجون ذلك، وزمن النزول والظهور لا تحدده القاديانية بل الخالق المالك سبحانه. 

خامسا: بعض النصوص والتفسيرات الكثير منها الجهل بها لا يضر، وكثير من المسلمين يجهلونها، فليس واجبا معرفتها تفصيليا على كل مسلم، وإن كان المسلم مطالب بطلب العلم الشرعي، لكان هذا حال عامة الناس، بل حتى العلماء يجهلون بعض الأمور التفصيلية.

سادسا: القاديانية الآن في مشكلة وفي ورطة، فقد أخبر الحديث النبوي أنه يبعث مجدد على رأس كل مائة سنة، فالنص يتحدث عن بديل، لا استحالة البديل بما يلزم القاديانية.

ومضى عصر نبي القاديانية، وبعضهم يتساءل من مجدد هذا العصر؟

ونبي القاديانية متناقض في هذا الموضوع كـ العادة:

"ما الحرج في أن يأتي مجدد بعدي". (الملفوظات)

"ومن المتفق عليه عند أهل السنة أن المجدد الأخير في هذه الأمة هو المسيح الموعود الذي سيظهر في الزمن الأخير". (حقيقة الوحي ١٧٩)

ولقد كان المسلمون يقولون للقاديانية: لا نبي جديد بعد محمد صلى الله عليه وسلم بل خلافة!

ثم القاديانية بعد أن استدلت على فتح باب النبوة من أجل تمرير نبوة غلامها، أغلقت باب النبوة، فصار الأمر: لا نبي بعد الغلام القادياني بل خلافة.

فانظر إلى أهل الهوى والضلال أين يوصلهم هواهم وضلالهم.

سادسا: إن إيماننا بيأجوج ومأجوج بنسبة لنا معقول، لأننا نؤمن أن الله يقدر في ملكه ما يشاء، أما أنتم فأنتم أصحاب عقول كبيرة مختلفة، من معجزات نبيكم "مهرودتين" دوار في الأعلى وبول في الأسفل، هل هذه هي التفسيرات التي تفخرون بها ؟؟؟!!! هل هذه هي البديل ؟!

ونحن نعلم و القاديانيون يعلمون والقاديانية تعلم أنها لا تستطيع تطبيق تفاصيل أحاديث المسيح والمهدي عليهما السلام على غلام أحمد القادياني، لذلك هي عندها طلاسم بحاجة للتأويل والتحريف، وعبثا يفعلون، ولله الشكر والحمد.

سابعا: هل أنتم يا قاديانية عندكم فكر سياسي ؟! أنتم مشغولون بمواضيع: مثل موت المسيح، ولا نسخ في القرآن، وأن تنبؤ الغلام القادياني بموت القس دوئي قد تحقق… إلخ

والمسلمون ليس شغلهم الشاغل مسائل متعلقة بيأجوج ومأجوج والمسيح الدجال وظهور المهدي ونزول المسيح وأخبار آخر الزمان… رغم أهميتها وخطورتها، عندهم أهم منها: تربية المسلم على التوحيد والإيمان والأخلاق، تعليم القرآن وتلاوته، وتعليم الصلاة، والمسائل المتعلقة بالأحكام والفقه والضرورت التي لا بد منها…

لكن لما ظهر القادياني زاعما المسيحية والمهدوية، صارت عنده وعند جماعته المسائل المتعلقة بنزول المسيح وظهور المهدي والمسيح الدجال ويأجوج ومأجوج مهمة للغاية وأولويات لأن دين القاديانية صار قائما عليها، فلا يستطيعون دعوة مسلم إليهم إلا من خلال الخوص بمسائل تتعلق بأخبار أخر الزمان وعلامات الساعة.

عبر ١٤٠٠ سنة عاش مسلمون كثر لا يحصيهم إلا الله، كانوا لا يعلمون وجاهلون بتفاصيل ومسائل -هي عند القاديانية جوهرية وأساسية وبالغة الأهمية-، الجهل بها لا يخرج من الملة، وليس مانعا بإذن الله من دخول الجنة.

وعند نزول المسيح وظهور المهدي، هذا المسائل ستبرز بين المسلمين لأن حياتهم ودينهم ودنياهم تتعلق بها:

.أنت تقول أنك المهدي أين  العلامات، ويترقبون اللاحقة.

.عندما يعلم الناس أن هذا هو المسيح الدجال، سيرجون الله نزول المسيح عليه السلام.

.هل حقا هذا هو المسيح عيسى عليه السلام، نعم الدليل كذا وكذا..

.عندما يخرج يأجوج ومأجوج يتوجهون إلى الله.

لذلك لما ظهر غلام أحمد القادياني وزعم ما زعم، توجه المسلمون للنصوص، ثم نظروا في الغلام القادياني وحاله، فلا علامات ولا أحداث ولا ما أخبرت به النصوص، بل ثبت كذبه ودجله، أعرضوا عنه وتوجهوا إلى مشاغلهم و أولوياتهم وهمومهم.

والعياذ بالله هذا الاستدلال كـ استدلال عاهرة وقحة على رجل لا يستطيع الزواج، أو إيجاد بديل عن عهرها، أو امرأة طاهرة مضطرة أن تراها.

ما أوقح هذا الدليل وما قالوا، وما أكذبهم وما اسخفهم

يا هؤلاء: لو كان المقام يسمح أتينا بكل تفسيراتكم لما ذكرتم و أضحكنا القراء عليكم.

وإن كانت هناك فائدة من وراء دعوة غلام أحمد القادياني فهي أنه بسببه تفقه بعض المسلمين بمسائل متعلقة بعقيدة ختم النبوة، ورفع ونزول عيسى عليه السلام، والمعجزات، وغير ذلك… وهذا من فضل الله أنه ينصر نفسه ودينه حتى بالكافر والظالم والفاجر، فما أهونهم على الله والعياذ بالله، والحمد لله رب العالمين

✵✵✵✵✵✵