دحض وتفنيد أدلة صدق القادياني: [باطلها التاسع: معجزة تعلم اللغة العربية]

دحض وتفنيد أدلة صدق القادياني: [باطلها التاسع: معجزة تعلم اللغة العربية]

باطلها التاسع: معجزة تعلم اللغة العربية.

أبوعبيدة العجاوي

قالت القاديانية: هذه المعجزة قد تحققت عمليًّا؛ أي من خلال كتاباته عليه السلام المعروفة ببلاغتها وبرِفعة مضمونها، كما تحققت من خلال التحدي وهزيمة الخصوم في قبوله.

لم يكن المسيح الموعود عليه السلام يعرف من العربية إلا ما يتعلمه أي مسلم عادي؛ من قراءة للقرآن ومن قراءة عادية لا تُنتج كاتبا. لقد كان عليه السلام من قرية نائية، ولم يكن قريبا من المدن الكبيرة ذات المعاهد والمدارس الدينية. ومع هذا كتب أكثر من عشرين كتابا ضمّنها أكثر من ٣٠٠٠ بيت شعر عمودي مما يحمل مضامين عظيمة ببلاغة وصلت الذروة.

دحض وتفنيد:

عَنْ  عَلِيٍّ  قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « الْمَهْدِيُّ مِنَّا - أَهْلَ الْبَيْتِ - يُصْلِحُهُ اللَّهُ فِي لَيْلَةٍ ». (سنن ابن ماجة)

وهذه الجملة: "يصلحه الله في ليلة" جملة غيبية عامة تحتمل عدة تفسيرات، وتأويلها الحق عندما تقع.

فجاءت القاديانية وقالت: أن معناها أن الله علم الغلام القادياني اللغة العربية وأربعين ألف من جذور اللغة العربية ومصادرها في ليلة واحدة، كمعجزة من المعجزات.

أولا: تقول القاديانية: إن معنى « يصلحه الله في ليلة » أي علمه اللغة العربية في ليلة، كـ معجزة من المعجزات.

مع أن القادياني يقول في (التذكرة ٢٩) في عام ١٨٧٨م تقريبا:

١٨٧٨ (تقريبًا)

" قبْل نحو ٢٥ عامًا رأيتُ في الرؤيا وأنا في "غورداسبور" أني جالس على سرير، والمولوي عبد الله الغزنوي جالس على يسار السرير نفسه، فخطر ببالي أن أُنزِله عن السرير، فبدأت أدفعه شيئا فشيئا حتى نزل وجلس على الأرض. وفيما أنا في ذلك ظهر من السماء ثلاثة ملائكة أحدهم اسمه "خَيْرائتي"، وجلس الثلاثة على الأرض مثل المولوي عبد الله، أما أنا فظللت جالسًا على السرير. عندها قلت لهم جميعا: سأقوم بالدعاء فقولوا: آمين. ثم دعوتُ: "رَبِّ أَذْهِبْ عني الرجس، وطهِّرْني تطهيرًا".

فأمّن الملائكة الثلاثة والمولوي عبد الله، ثم طار الملائكة والمولوي عبد الله إلى السماء، ثم استيقظت.

وبمجرد أن استيقظت أيقنت أن وفاة المولوي عبد الله قريبة، وأنه قد أرِيد لي في السماء فضل خاص. ثم ظللت أشعر على  الدوام أن جذبًا سماويا خاصا يعمل بداخلي، إلى أن بدأ نزول الوحي الإلهي عليّ. إنها هي تلك الليلة التي أصلحني الله تعالى فيها بالتمام والكمال، وحدث في نفسي انقلاب يستحيل أن يحدث بيد الإنسان أو إرادته".

المستفاد من النص السابق:

- زعم في تلك الليلة أن الله أصلحه.

- كان ذلك في عام ١٨٧٨م، وهذا قبل ادعائه المسيحية والمهدوية والنبوة بسنوات.

- لم يذكر أن معنى ذلك أن الله علمه اللغة العربية في تلك الليلة.

- أنه قال أصلحه "بالتمام و الكمال".

وهذا النص يبطل قول القاديانية في تفسيرها لـ معنى:  « يصلحه الله في ليلة ».

ثانيا: القادياني رجل مريض وضعيف الدماغ وضعيف الذاكرة، وقد عبر عن ذلك كثيرا، ومن المستحيل أن يتعلم اللغة العربية في ليلة ويحفظ هذا الكم الهائل من الجذور.

ثالثا: تعلم شخص لغة غير لغته، -وخاصة اللغة العربية التي توصف بالصعوبة لمن يريد تعلمها، وبكثرة الألفاظ والمعاني والكلمات…- أمر خارق للعادة، والقاديانية تنكر المعجزات الخارقة للعادة، وتعتبرها خرافية والعياذ بالله سبحانه، وهذا الزعم أنه تعلم اللغة العربية في ليلة ادعاء خرافي، ويبطل عقيدة القاديانية في آيات الله الخارقة للعادة.

رابعا: من يلقي نظرة على كتاب واحد للغلام القادياني كـ حمامة البشرى الذي ألفه باللغة العربية يلاحظ الأخطاء الكثيرة.

خامسا: هذه الكتب كتبوا في الحواشي أخطاء ونسبوها للنساخ، ومع ذلك هناك أخطاء كثيرة لم يشيروا إليها.

سادسا: من يقرأ بعض الكتب التي ألفها بالعربية وبعض نصوص وحيه، يلاحظ جمل تدل على رجل أعجمي يتكلم العربية ويقع في الأخطاء، كما هو معلوم عن الأفراد الذين يتعلمون لغة غير لغتهم ثم يبدأون يتحدثون فيأتون بعجائب الكلمات والجمل والتعبيرات.

سابعا: أن أهل زمان القادياني ثم الباحثون، قالوا: أن هذا الرجل لم يؤلف هذه الكتب المنسوبة إليه العربية وغير العربية، هذا رغم ما في هذه الكتب من أخطاء وجهالات وضلالات وتناقضات وفساد.

ثامنا: اتهم مخالفوا الغلام القادياني في زمانه أنه اقتبس وسرق كثيرا جدا من "مقامات الحريري" وجعلها في كتبه، فصار ذلك وحيا… والعياذ بالله، وهناك بحث لـ عكرمة نجمي وهو أحد الذين تركوا القاديانية بعنوان: (أمسيح… موعود أم سارق مشهود؟) في إثبات سرقة الغلام القادياني من مقامات الحريري، وهناك مقال (يلاش الغشاش لـ فؤاد العطار) ومقال في هذا الموضوع للدكتور إبراهيم بدوي.

تاسعا: هناك بحث بعنوان: (حقيقة لغة الميرزا العربية) لأحد من تركوا القاديانية وكان من شيوخها البارزين وهو المهندس هاني طاهر، فارجع إليه لتعرف زيف مزاعم هذه الجماعة، وهذا البحث وحيد في موضعه، لحد الآن لا يوجد غيره حسب ما أعلم.

عاشرا: أقول باختصار: مضى على كتب الغلام القادياني، أكثر من قرن، ولم نسمع من علماء اللغة العربية أن نبي القاديانية كان فصيحا بليغا…، فلو كان الأمر كما تزعم القاديانية لقالوا ذلك، وعرف عنهم واشتهر، فإن أرجعت القاديانية أن سبب ذلك تكذيبه بسبب دعوته! فنقول: هذا شيء وهذا شيء آخر، والاعتراف بفصاحته وبلاغته لا يعني تصديقه بدعواه النبوة والمسيحية والمهدوية والتجديد، وهذا "المتنبي" هناك من يذمه كـ شخص، مع اعترافه بفصاحته وبلاغته ويحب شعره، وغيره من شعراء الإسلام والجاهلية.  

✵✵✵✵✵✵