دحض وتفنيد أدلة صدق القادياني: [باطلها التاسع عشر: ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك]
باطلها التاسع عشر: (ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك)
أبوعبيدة العجاوي
قالت القاديانية: تُهَمُ خصوم المسيح الموعود عليه السلام ضده تماثل تُهم خصوم الأنبياء ضدهم عبر التاريخ؛ ومنها الاتهام بالجنون والسحر وعدم الإتيان بآية والكهانة والتنجيم والعمالة وسوء عاقبة الموت وتوعّده بالهلاك وأنه يسرق العلم من غيره إضافة إلى تطيرهم به ومواجهتهم تحديه بأنهم قادرون على الإتيان بالمثل دون أن يكونوا على ذلك قادرين.
دحض وتفنيد:
أولا: أما الجنون، فمن اليقين الثابت أن الغلام القادياني دعوته و مزاعمه بالإضافة لمخالفتها الأدلة جنون لا يقدم عليه العقال، ومن يخافون الرب سبحانه تبارك وتعالى.
ثم إن القادياني شهد على نفسه بالكذب وبالجنون عندما قال:
"لابد أن يكون في كلام الكاذب اختلاف وتضاد". (الخزائن الروحانية ج١٠ ص٢٧٥)
"لا يمكن أن يكون في حديث العاقل وصافي القلب أي تناقض أو اختلاف، ولكن المجنون والمنافق يكون في حديثه اختلاف وتناقض". (المصدر السابق ج١٠ ص١٤٢)
ولقد ذكرنا الكثير من تناقضاته في كتبنا وكتاباتنا ولله الشكر والحمد، فأرجع إليها.
وكثير من كلامه كلام مجانين.
أما الجنون فنفاه الرب عن الأنبياء عليهم السلام.
ثانيا: أما السحر والكهانة والتنجيم، فالأدلة عليها كثيرة، منها:
كثرة تنبؤات الغلام القادياني التي لا تتحقق، شبيهة بمن سبق ذكرهم: فلان سيموت، وفلان يموت في حياتي، وفلان سيموت خلال مدة كذا… فلانة ستلد ولدا، يولد المصلح الموعود، وولادة عالم الكباب… فلانه سأتزوجها، سيقع زلزال أو وباء أو أمر لا يعرف ما هو…
ثم هو بنفسه شهد على أن ما سبق عرافة وتنجيم، فقال:
" إن هذه الأخبار كلها تحالفها قدرة الله تعالى وعظمته، وليست من قبيل إخبار المنجمين بحدوث الزلازل والمجاعة، وغزو قوم قوما آخرين، وانتشار الأوبئة وكثرة الأموات وما إلى ذلك .". (البراهين الأجزاء الأربعة ٢٨٩).
بل الرجل له نصوص تنجيمية كثيرة، وكتابه (التحفة الغولروية) مليء بها، فمن ذلك قوله:
"السر الدقيق الجدير بالتذكر هو أن التجلي الأعظم الذي هو أكمل وأتم في البعثة الثانية للنبي صلى الله عليه وسلم هو تجلي اسم أحمد فقط، لأن البعثة الثانية مقدرة في أواخر الألفية السادسة. وعلاقة الألفية السادسة هي بكوكب المشتري، وهو السادس من جملة الخنس الكنس. وإن تأثير هذا الكوكب يمنع المبعوثين من سفك الدم، وينمي العقل والذكاء وموهبة الاستدلال، لذا وإن كان صحيحا أن في البعثة الثانية هذه تجلي اسم محمد أيضا، وهو التجلي الجلالي وهو مقترن بالتجلي الجمالي، إلا أن ذلك التجلي الجلالي قد تصبغ بصبغة الجمال روحانيا، لأنه لا يظهر في العصر الراهن تأثير التجلي الجلالي في القهر بالسيف، بل في القهر بالاستدلال وسبب ذلك أن مبعوث هذا العصر بظله كوكب المشتري لا كوكب المريخ. ولذلك قد ورد في هذا الكتاب مرارا أن الألفية السادسة هي المظهر الأتم لاسم أحمد فقط، الذي يقتضي التجلي الجمالي". (التحفة الغولروية ٢٠٩)
فالرجل يقول بتأثير الكواكب على طريقة المنجمين، كما أنه يقول بتأثير الطاقة الحيوية في الشفاء وتحريك الجمادات وما شابه، وما سبق عند القاديانيين يعتبر خرافات وشعوذات.
ثم أنظر إلى قوله التالي:
"ونظيره في القرآن خبر الدخان، فإنه كان سلسلة خيالات متفرقة من شدة الجوع، وسمي بشيء واحد وقيل: (یَوۡمَ تَأۡتِی ٱلسَّمَاۤءُ بِدُخَانࣲ مُّبِینࣲ) وهذا سر لا يعرفها إلا العرافة". (التبليغ ١٠٩)
بل الرجل يعترف أنه تعلم العرافة من والده:
"وكان أبي عرافاً حاذقًا، وكانت له يد طولى في هذا الفن، فعلمني من بعض كتب هذه الصناعة، وأطال القول في الترغيب لكسب الكمال فيها، فقرأت ما شاء الله، ثم لم أجد قلبي إليه من الراغبين". (التبليغ ٩٦)
ثم أنظر إلى هذه القصة والحادثة العجيبة:
"أخبرني ميان عبد الله السنوري أنه عندما لم يبق إلا يوم واحد للمدة المضروبة لتحقق النبوءة الخاصة بـ "آتهم" طلب المسيح الموعود مني ومن ميان حامد علي أن نأخذ عدداً محددا من حبات الحمص (لم أعد أذكر عدد الحبات التي حددها حضرته) وطلب منا أن نقرأ على تلك الحيات سورة معينة لعدد معين (ولا أذكر عدد المرات التي حددها). وقد أخبرني ميان عبد الله قائلاً: "لا أذكر اسم السورة لكني أذكر أنها كانت من قصار السور مثل: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلْ ربُّكَ بأَصْحَاب الفيل). لقد استغرق إكمال ذلك الورد معظم الليل. وبعد إتمامها أخذنا تلك الحبات إلى حضرته حيث أمرنا أن نأتي بتلك الحبات إليه فور إكمال الورد. بعد ذلك قادنا حضرته إلى خارج قاديان، وأظنه أخذنا باتجاه الشمال، وأمرنا بإلقاء تلك الحبات في بئر مهجورة. ثم قال: "ينبغي أن نعود مسرعين دون أن نلتفت إلى الخلف بعد أن أرمي تلك الحبات في البئر المهجورة". وفعلا قام حضرته بالقاء تلك الحبات في البئر المهجورة، ثم أدار وجهه بسرعة وعاد مسرعا، وعدنا نحن أيضاً معه بسرعة دون أن يلتفت أي منا إلى الوراء". (سيرة المهدي الرواية ١٦٠)
وهم يزعمون أن الأمر مجرد تحقيق رؤيا.
ثالثا: أما تحديات نبي القاديانية فليست بتحديات بل سخافات وسفاهات وترهات.
فمثلا: لما أراد القادياني تحدي بعض المشايخ، كتب كتبا عربية، وتحداهم أن يأتوا بمثلها.
وليس مطلوبا من مخالفي القادياني في بلاد الهند، تحديه باللغة العربية، وإنما هو لما رأى من لا يعلم العربية، فمن سفاهته و دجله وجد بذلك شيئا يتحداهم به.
ثم هذه الكتب التي ألفها بالعربية فيها ما فيها من الأخطاء الكثيرة، وسرق كثيرا من مقامات الحريري وغيره.
ومثلا: قالوا كما نقلنا عنهم سابقا في موضوع الطاعون: "لو أعلن شخص أن بلده ستنجو من هذا الطاعون فسيدمرها الله. ولم يجرؤ أحد على أن يباريه في هذا التحدي".
طبيعي أنه لن يجد من المشايخ من يتحداه بذلك، وهو قال ما قال لأنه يعلم أنه لن يتحدوه بمثل سفاهته، وهذه الأمور يقوم بها قله من الدجالين والسفهاء.
فلو قلت لك -أخي المسلم-: لو كنت في زمن الغلام القادياني، هل تتحداه بمثل ما طلب في موضوع الطاعون؟ الجواب: بالطبع لا. لأنه افتراء، وزعم لعلم الغيب الذي لا يكون إلا من قبل الدجالين والكذابين ومدعي الوحي والنبوة كذبا.
مع ذلك تحديه فاشل يدل على كذبه ودجله، فقد دخل الطاعون قاديان بل قد دخل بيته أيضا.
ثم حاله وواقعه فاقد لتحديات الأنبياء عليهم السلام، كـ آيات الله الخارقة للعادة والمعتاد.
وتنبؤاته لا تتحقق و تثبت كذبه، وفاقدة للتحدي، وشبيهة بكلام السحرة والعرافين والمنجمين والدجالين التي لا تتحقق، وفاقدة لأدلة صدق الأنبياء عليهم السلام كـ إخبارهم عن الله ببعض الغيبيات والأمور المستقبلية، التي تتحقق بأمر الله العليم علام الغيوب.
فإتهام أهل زمانه له بما اتهموه به، الأدلة قائمة عليه ومن كتبه وسيرته.
وأذكر قبل سنوات، كان أتباع القاديانية يقال لهم: كتب إمامنا مليئة بالمعارف والعلوم والدرر… ثم لما ترجمت الكتب للعربية، صدم بعض الأتباع وتركوا الجماعة القاديانية ولله الحمد والشكر، ثم لاحظ أنهم قالوا: (سوء عاقبة بالموت)، وهي تهم الغلام لمخالفيه.
✵✵✵✵✵✵