دجال قاديان وحديث النزول شرقي دمشق

دجال قاديان وحديث النزول شرقي دمشق

دجال قاديان وحديث النزول شرقي دمشق

كتبه: أبو عبيدة العجاوي

بسم الله وأعوذ بالله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي الأعلى العظيم، والحمد لله، والله أكبر لا إله إلا الله محمد رسول الله اللهم صل وسلم وبارك عليه:

قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: 

"إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ". [صحيح مسلم]

وهذا الحديث قد تخبط فيه المتنبئ القادياني بين الإنكار والتضعيف، والتأويل والتحريف، والعمل بشيء من ظاهره، وفتح باب الإحتمالات:

[١] الطعن والتشكيك في الحديث بكلام واه:

"صحيح أن حديث نزوله عند المنارة شرقي دمشق وارد في "صحيح مسلم"، ولكن ذلك لا يثبت إجماع الأمة، بل يتعذر الإثبات أيضا أن الإمام "مسلم" كان يعتقد في الحقيقة أن المراد من دمشق هو مدينة دمشق المعروفة حقيقة. ولو فرضنا ذلك جدلا لما ثبت منه إلا رأي شخص واحد فقط". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ١٨٥]

"يمكن للقارئ اللبيب أن يدرك أنه لا يثبت إجماع خير القرون مطلقا على أن المسيح سينزل في دمشق حتما، لأن الإمام البخاري - وهو إمام فن الحديث - لم يقبل هذا الحديث. أما ابن ماجه فقد خالف هذا الحديث أيضا وأورد "بيت المقدس" بدلا من دمشق. وهكذا؛ فكل واحد يقول شيئا مختلفا عن غيره، فأين الإجماع ؟". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ١٨٦]

"فزبدة الكلام أن الحديث عن دمشق الذي أورده الإمام مسلم يسقط من مرتبة الثقة على محك الأحاديث الأخرى الواردة في الكتاب نفسه، ويتبين بجلاء تام أن الراوي النواس بن سمعان قد أخطأ في بيانه". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٢٣٣]

[٢] اللجوء إلى التأويل والتحريف وعدم رفض الحديث:

أن قصة نزول المسيح هذه المذكورة في حديث طويل في صحيح مسلم برواية النواس بن سمعان… فلا داعي لرفض الحديث بل هو قابل للتأويل، فلما كانت العقيدة الباطلة التي كان المسيح الموعود  سيأتي لإبطالها قد نشأت في دمشق، أي عقائد التثليث والنجاة الصليبية، لهذا كانت للمسيح علاقةٌ بدمشق في علم الله، وكانت روحانية المسيح متجهة إلى دمشق منذ الأزل… رأى فيه النبي صلى الله عليه وسلم المسيحَ الموعود ينزل عند المنارة شرقي دمشق، فلما كان مبدأ الثالوث وعبادة المخلوق والنجاة الصليبية هو دمشق، فقد أُظهر في الوحي المبارك للنبي  أن المسيح الموعود نزل عند المنارة شرقي دمشق. أضف إلى ذلك أن روحانية المسيح الموعود لما كانت متجهة إلى أن تستأصل عقيدة الثالوث، وفي المثال الظاهر كان أساس الثالوث وُضع من دمشق، لهذا أُريَ النبي صلى الله عليه وسلم في الكشف كأن المسيح الموعود نزل عند المنارة شرقي دمشق… وبخصوص نزول المسيح هناك احتمال آخر وهو أن ذلك الموعود سيظهر في مكان يقع تجاه الشرق من دمشق، وذلك المكان بموجب البحث الجغرافي قاديان. لأنه لو مُدَّ خطٌّ مستقيم من دمشق إلى جهة الشرق لوجدنا أن لاهور- وهي عاصمة البنجاب منذ القدم- تقع تجاه الشرق بالضبط، وإن قاديان هي من ريف لاهور، وهي تقع على بُعد سبعين ميلا من لاهور. [أيام الصلح ٥٥-٥٨]

[٣] فتح المجال للإحتمالات:

"فالجواب على هذه الوسوسة أنني ما ادعيت قط أني أنا المسيح الموعود الوحيد فقط ولن يأتي مسيح في المستقبل، بل أؤمن وأقول مرارا وتكرارا بأنه يمكن أن يأتي أكثر من عشرة آلاف مسيح دع عنك مسيحا واحدا، ومن الممكن أن يأتي بعضهم بشوكة وجلال ظاهري أيضا وممكن أيضا أن ينزل بداية في دمشق". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٢٦٥]

"بل من الممكن عندي أن يكون في دمشق بالذات أيضا مثيل المسيح في المستقبل". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ١٥١]

[٤] العمل بشيء من ظاهره وهو بناء المنارة كما سيأتي لاحقا.

الحديث السابق جزء من حديث طويل للنواس بن سمعان رضي الله عنه من أعظم الأحاديث التي تبطل باطل القاديانية وتنسف عقائدها وتكذبها ولله الحمد والشكر، وسنضيف عليه أباطيل القادياني والقاديانية من كتبهم، ونجعل بفضل الله وهدايته أباطيلهم عليهم، وهذا الحديث الطويل القاديانيون يتعمدون إقتطاع أجزاء منه ثم يحرفون المعنى والمراد، والحديث بمجرد قراءته يعلم العالم والجاهل أنه مخالف لحال القادياني والقاديانية.  

إن من المضحك ومما يثير العجب أننا لا نجد القادياني وجماعته يقولون شيئا، إلا ونجد القادياني إما يكذب نفسه، أو يكذب جماعته، أو الجماعة تكذب نبيها بالضرورة والإلزام، وما سبق كثير جدا يصعب على الباحث إحصائه! ولا نملك إلا ذكره كأمثلة مما يهدينا الله إليه ويقع نظرنا عليه، فكلما دققنا وقرأنا وبحثنا نجد المزيد والمزيد، والبعض يغني عن الكل في بيان باطل القادياني والقاديانية، لأن كل هذا الكذب والتناقض والاختلاف والهراء لو جمع لكان في مجلدات.

ولا نملك إلا أن نقول مؤمنين ومصدقين ومعظمين: صدق الله العظيم القائل: ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُوا۟ فِيهِ ٱخْتِلَٰفًا كَثِيرًا﴾ [النساء ٨٢]

أهل الضلال والهوى من القاديانية والباطنية وجدوا حلا شيطانيا، وهو صرف النص عن ظاهره بلا قرينة، أو التأويلات الباطلة وهي في الحقيقة تحريف لمراد الله سبحانه وتعالى ومراد رسوله عليه الصلاة والسلام، فسبحان الله الذي جعل في كلامهم كما في الآية السابقة (اختلافا كثيرا) فسبحان الله الواحد القهار: ﴿وَیَمۡكُرُونَ وَیَمۡكُرُ ٱللَّهُۖ وَٱللَّهُ خَیۡرُ ٱلۡمَـٰكِرِینَ﴾ [الأنفال ٣٠] ما أحقرهم وما أصغرهم وما أهونهم على الله، يسعون من أجل باطلهم، ثم يجعل الرب العظيم باطلهم عليهم، ثم يقضون أجلهم الذي جعله لهم، ثم يصبحون قصصا وعبرا ودروسا وتاريخا. فنعوذ بالله المثبت على الإسلام، والإيمان، والتوحيد، والسنة، والطاعة، والعبادة، والحمد لله رب العالمين.

يستدل القاديانيون علينا بالقرآن والسنة تحريفا وباطنية ومجازا واستعارات وصرفا للنصوص عن ظواهرها، ويحسبون أنهم على شيء، لكن أقوالهم نفسها عندما يتم عرضها عليهم هي عليهم لا لهم، وهذا من عجائب تدبير الله الذي لا يعلم سره إلا هو، ولا يملك المسلم عند قراءة هذه النصوص إلا أن يشعر أن لله تدبيرا والأمر ليس عبثا: ﴿فَتَعَـٰلَى ٱللَّهُ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡحَقُّۖ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡكَرِیمِ﴾ [المؤمنون ١١٦] فنعوذ بالله من التقول على الله العزيز الحكيم وكتابه العظيم وسنة نبيه الكريم عليه صلوات الله وسلامه.

وهذا هو الذي ينبغي أن يتبعه من يتعرض لدراسة القاديانية أو البحث فيها أو الرد عليها، أن لا يعتمد فقط على الكتاب والسنة وهما الأساس والأصل الأول، بل يضيف إليهما نصوص القادياني والقاديانية، ضمن استراتيجية إلقاء باطل أهل الباطل عليهم، فإن من العجب العجاب أن أي شيء يقوله القاديانيون يتم إبطاله من خلال كتبهم وكتب نبيهم عليهم من الله ما يستحقون. 

وعليك أن لا تقع في خطأ الرد الدفاعي، بل عليك أن تجمع بين الرد الدفاعي والهجوم، فتدافع وتهاجم والعكس، فمثلا إن قالوا لك: إن الوحي مستمر وغلام أحمد هو نبي. فبعد أن تثبت إنقطاع الوحي والنبوة، تتعرض لوحي الغلام القادياني من نواح كثيرة: لغة ومخالفة للكتب والسنة وتناقضا وشركا وسخافة وبداء وعدم تحقق التنبؤات، وتكذيب قدر الله له…الخ ثم تتعرض لما يبطل نبوة القادياني من خلال كتبه: الكذب، والتناقض، والجهل، وموافقته للمسلمين ومخالفته لجماعته في بعض المواضيع… إلخ. ويمكن أن تجد الكثير من المواضيع. وقس على ذلك في شتى المواضيع. وأحيانا عليك أن تكون أنت المهاجم وتدع القاديانيين يدافعون، لأن هناك مسائل قاديانية الهجوم فيها أكثر من الدفاع مثل: أخلاق القادياني، أكاذيب القادياني، بعض من سيرة القادياني، تفاصيل التنبؤات: مثل محمدي بيجوم، وعبد الله آتهم النصراني وغيرها… إلخ. 

وما سبق يمكن إتباعه مع كل أهل الباطل والبدع والأهواء، فإذا جمعت شتات ما في كتبهم كان ذلك عليهم لا لهم، والحمد لله ناصر نفسه ودينه وملته، فأتباعهم يجهلون كثيرا من هذه الأقوال والنصوص، وما أعظم أن تلقى الله عز وجل وقد هدى على يديك بفضله ورحمته من يشاء، نسأل الله الغني الكريم الأكرم نعمه وأفضاله ورحماته وأعطياته وهباته ومننه والحمد لله رب العالمين.

من خبرتنا المتواضعة مع عامة الناس مسلمين وكفار، أنه يعتقد خطأ بشيء ما، فتكلم بحكمة، وأصل للموضوع شرعيا، وادعمه بالأدلة العقلية، وقرب الفهم إليه بالأمثلة، وإزل الشبهات حول الموضوع، وإن كان كافرا فادعم قولك بما في كتبه، ثم بين فساد ما في كتبه، وأثر لدية التفكير بين ما هو حق وباطل، واجعل ذلك بشكل متسلسل علميا حتى يفهم ويدرك.

وتجنب اسلوب المناظرات وجدال الخصوم والمناقشات الحادة، لأن الحال كل يريد الإنتصار، فتكثر الأمور السيئة مما هو معلوم، وحتى لو انتصرت على خصمك فالأمر ليس جميلا، لأنه يحرجه ويولد لديه الكبر وعدم قبول الحق والحقد والعداء والضغينة والإصرار على الباطل عنادا. هذا رايي والله أعلم.

الدروس والمحاضرات والمواد المكتوبة والمرئية والمسموعة مناسبة، بحيث تعرض ما عندك والناس تقرأ أو ترى أو تسمع والله الهادي يهدي من يشاء وهذا يبعد عنهم الاحراج والأمور السلبية… لقد كنا نخالف الناس في مسائل، ثم لما سمعنا البعض أزال الله عنا الغشاوة فصار قولهم قولنا والشكر لله رب العالمين. 

وما سبق لو كان فيه شيء من الحدة، فهو أفضل من الحدة وجها لوجه.

والأهم -نسأل الله ذلك- النية لله والإخلاص له وابتغاء وجهه العظيم وفي سبيل الله وسعيا لله، وحتى لو لم يستفد منك إنسان واحد، فأجرك عند الله لا يضيع فهو أكرم الأكرمين، نعوذ بالله أن نقول ثم نخالف.

بسم الله -أولا وآخرا- نبدأ…

إن نصوص الكتاب والسنة هي على ظاهرها، إلا أن تكون هناك قرينة تصرف النص عن ظاهره إلى معنى آخر.

وهذا أقر به القادياني:

"والعبارة تجدر أن تحمل على ظاهرها قبل وجود قرينة، وإلا عد تحريفا كتحريف اليهود". [التحفة الغولروية ٨٨]

"فمن حق جميع النصوص الحديثية والقرآنية أن تفسر نظرا لظاهر الكلمات ويُحكم عليها بحسب الظاهر إلا أن تنشأ قرينة صارفة، ودون القرينة الصارفة القوية يجب أن لا تفسر خلافا للظاهر". [التحفة الغولروية ٨٨]

"من المسلم به أن النصوص تحمل على ظواهرها". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٤١٧]

لكن القادياني وجماعته خالفوا ما سبق، فبالإضافة للجهل وما يبدو لهم، لا يحكمهم سوى هواهم ودنياهم فيقعون في التناقض والاختلاف، نعوذ بالله من الدنيا والأهواء والجهل.

وهم يحرفون المعنى والمراد بمزاعم كاذبة باطلة: كالاستعارة، والكشوف، والمنامات، وموافقة سنن الله وقوانينه الأرضية، والوحي الشيطاني للقادياني، أو اختراع قصص من عندهم…إلخ.

ينكر القاديانيون نزول عيسى عليه السلام من السماء في آخر الزمان ويقولون أنه قد مات، وأن المقصود من نزول ابن مريم هو مثيله وهو غلام أحمد القادياني.

وأشير: أن النصوص كثيرة في ابطال باطل القاديانية إسلاميا وقاديانيا، وإنما نكتب ما يسر الله العليم لنا، أقوال القادياني والقاديانية كثيرة يخالف بعضها بعضا، وتخالف الكتاب والسنة، وبرأيي بيان بعض الباطل يغني عن الكل، والمسلم يلتفت إلى الأمور المتعلقة بالإسلام أكثر -لأنه دينه- أكثر من القاديانيات التي هو جاهل بها، والباحث يغوص بين شتات الأقوال الكثيرة والأمر فيه جهد، وربما كتابة أو قراءة شيء هنا وشيء هناك يفيد لأنك إن كتبت أو قرأت في موضوع زاد وأضاف على مواضيع أخرى.

لما أراد الغلام القادياني إثبات أنه هو المسيح المقصود، وقع في تناقضات وإشكالات كثيرة. ونقل الغلام القادياني قول المشايخ في [التحفة الغولروية ١٢٨] أن تأويل حديث نزول المسيح سيكون "مهزلة" وبعد قراءة هذا المقال ستعلمون أن قول المشايخ كان "حقا". 

المحور الأول: لفظ النزول.

تخبط القادياني في معنى "النزول":

-النزول بمعنى نزول المسافر: "والنـزول في الحديث بمعنى نزول المسافر من مكان إلى مكان، فإن النَزيل هو المسافر، فلو سلم صحة الحديث فيثبت أن المسيح الموعود أو أحدٌ من خلفائه يسافر من أرض وينـزل بدمشق في وقتٍ من الأوقات، فلم يبكون الناس على لفظ دمشق؟ بل يثبت من لفظ النـزول عند منارة دمشق أن وطن المسيح الموعود الذي يخرج فيه هو مُلكٌ آخر، وإنما ينـزل بدمشق بطريق المسافرين. هذا إذا سلّمنا الحديث بألفاظه، وفيه كلام.. لأن الأحاديث من الظنيات إلا الحصة التي ثبتت من تعامل المؤمنين". [باقة من بستان المهدي ٣٦]

-النزول بمعنى النزول إجلالا وإكراما وهو نزول روحاني ستظهر أنواره إلى المنارة شرقي دمشق: "فلما تثبت وفاته بالنصوص القاطعة كان الأمل في نزوله عند منارة شرقي دمشق في وقت من الأوقات فكرة خاطئة تماما. بل لا بد من الاستنتاج من دمشق في هذه الحالة معنى لا يعارض القرآن الكريم ولا الأحاديث الأخرى، وهو أن نزول المسيح الموعود إجلالا وإكراما وهو نزول روحاني ستظهر أنواره إلى المنارة شرقي دمشق. ولما كانت دمشق منبتا أصليا لشجرة التثليث الخبيثة وهي مولد هذه العقيدة الفاسدة، لذا أشير إلى أن نور المسيح الموعود سينتشر بعد نزوله إلى مسقط رأس التثليث. لكن الأسف كل الأسف أن العلماؤ المعارضين لم يقبلوا هذه المسألة الواضحة الصريحة". [البراءة ٣٨٨]

-النزول بمعنى النزيل إكراما واحتراما للضيف: "تستخدم كلمة النزول والنزيل إكراما واحتراما للضيف. وهذا التعبير مستخدم في اللغات كلها. فيقال بالأردية أيضا: "أين نزلت "؟ هنا قطع الشيخ الكلام مرة أخرى وقال: سينزل المسيح في دمشق، فأين نزلت أنت؟ -القادياني-: ثابت من الحديث أنه سينزل شرقي دمشق، و قاديان تقع في شرقي دمشق تماما. [الملفوظات ج٨ ص٣٢]

-النزول لا يعني البعثة فقط، بل ظهور العز والجلال: "المراد من النزول ظهور العز والجلال، وبهذا المعنى كان نزولي أنا أيضا، وعليه فوجود المنارة قبل النزول أمر تلقائي. والنزول لا يعني البعثة فقط". [الملفوظات ج٢ ص٢٢]

-النزول هو الوارد ولم يرد بحق المسيح الرجوع للعودة، والنزول لا يعني المجيء من السماء: "إن ما ورد بشأن مجيء المسيح هو لفظ النزول، لا الرجوع. فأولا إن اللفظ الذي يستخدم للعودة هو الرجوع، وهو لم يرد بحق المسيح قط، وثانيا: النزول لا يعني المجيء من السماء أبدا. والنزيل يعني المسافر". [الملفوظات ج١ ص٧]

-النزول بمعنى أن دعوته ستصل إلى دمشق في زمن ما: "إن الجملة الواردة في حديث مسلم بأن المسيح سينزل عند المنارة شرقي دمشق لا تدل على أن المسيح الموعود سيقيم فيها، بل يبدو على أقصى تقدير أن دعوته ستصل إلى دمشق في زمن ما، وذلك إذا أريد من كلمة دمشق مدينة دمشق حقيقة، وإذا فهم ذلك فما الحرج في ذلك؟ فالآن تمد السكة الحديدية من دمشق إلى مكة المعظمة، وكل إنسان يمكن أن يصل إلى دمشق خلال عشرين يوما، والتزيل هو المسافر في اللغة العربية، إلا أنه من المحتم أن هذا الحديث يعني حصرا أن المسيح الموعود القادم سيظهر شرقي دمشق. وإن قاديان تقع شرقي دمشق، وإن المراد من الحديث أنه كما سيظهر الدجال في الشرق سيظهر المسيح الموعود كذلك في الشرق حصرا". [التحفة الغولروية ١٣١]

-النزول أيضا بمعنى أنه يمكن أن يأتي مسحاء في دمشق: "فالجواب على هذه الوسوسة أنني ما ادعيت قط أني أنا المسيح الموعود الوحيد فقط ولن يأتي مسيح في المستقبل، بل أؤمن وأقول مرارا وتكرارا بأنه يمكن أن يأتي أكثر من عشرة آلاف مسيح دع عنك مسيحا واحدا، ومن الممكن أن يأتي بعضهم بشوكة وجلال ظاهري أيضا وممكن أيضا أن ينزل بداية في دمشق". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٢٦٥]

"بل من الممكن عندي أن يكون في دمشق بالذات أيضا مثيل المسيح في المستقبل". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ١٥١]

الردود على القادياني والقاديانية:

١- كثرة المعاني التي أوردها القادياني في معنى النزول، واضح أن المراد منها الفرار من ظاهر النص!

٢- لم يسافر الغلام القادياني إلى دمشق، ولم يكن كثير السفر حتى يقال "نزل القادياني"، أما القول المضاف أن خليفة من خلفائه يسافر إلى دمشق فهذا شيء آخر، فالحديث أثبت نزول المسيح لا خليفة يأتي بعده!

٣- لم ينزل القادياني ضيفا مكرما ومحترما، بل قابله أهل الهند بعدم التكريم والاحترام إلى آخر يوم في حياته! وظل هو وجماعته أذلاء إلى يومنا هذا بلا عز وجلال!

٤- أما قول القادياني: أن النزول لا يعني المجيء من السماء فباطل!

فد جاءت نصوص قرآنية كثيرة وكان "النزول" فيها يعني النزول من السماء:

 ﴿إِذۡ قَالَ ٱلۡحَوَارِیُّونَ یَـٰعِیسَى ٱبۡنَ مَرۡیَمَ هَلۡ یَسۡتَطِیعُ رَبُّكَ أَن یُنَزِّلَ عَلَیۡنَا مَاۤىِٕدَة مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِۖ قَالَ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ﴾ [المائدة ١١٢]

﴿یَعۡلَمُ مَا یَلِجُ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَمَا یَخۡرُجُ مِنۡهَا وَمَا یَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ وَمَا یَعۡرُجُ فِیهَاۚ وَهُوَ ٱلرَّحِیمُ ٱلۡغَفُورُ﴾ [سبأ ٢]

﴿هُوَ ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضَ فِی سِتَّةِ أَیَّامࣲ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ یَعۡلَمُ مَا یَلِجُ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَمَا یَخۡرُجُ مِنۡهَا وَمَا یَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ وَمَا یَعۡرُجُ فِیهَاۖ وَهُوَ مَعَكُمۡ أَیۡنَ مَا كُنتُمۡۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِیر﴾ [الحديد ٤]

﴿وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمۡرِ رَبِّكَۖ لَهُۥ مَا بَیۡنَ أَیۡدِینَا وَمَا خَلۡفَنَا وَمَا بَیۡنَ ذَ ٰ⁠لِكَۚ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِیّا﴾ [مريم ٦٤]

﴿تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ وَٱلرُّوحُ فِیهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡر﴾ [القدر ٤]

وجاءت أيضا نصوص عن نبينا عليه الصلاة والسلام:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ : هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ، فَقَالَ : هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَسَلَّمَ وَقَالَ : أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ : فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ ؛ لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ. [صحيح مسلم]

عن عَائِشَةَ ، فَقَالَتْ : يَا أَبَا عَائِشَةَ ثَلَاثٌ مَنْ تَكَلَّمَ بِوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ . قُلْتُ : مَا هُنَّ ؟ قَالَتْ : مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَبَّهُ، فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ. قَالَ : وَكُنْتُ مُتَّكِئًا فَجَلَسْتُ، فَقُلْتُ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَنْظِرِينِي وَلَا تَعْجَلِينِي، أَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : { وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ } ، { وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى } . فَقَالَتْ : أَنَا أَوَّلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ سَأَلَ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ : " إِنَّمَا هُوَ جِبْرِيلُ، لَمْ أَرَهُ عَلَى صُورَتِهِ الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا غَيْرَ هَاتَيْنِ الْمَرَّتَيْنِ، رَأَيْتُهُ مُنْهَبِطًا مِنَ السَّمَاءِ سَادًّا عِظَمُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ". فَقَالَتْ : أَوَلَمْ تَسْمَعْ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ : { لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } ؟ أَوَلَمْ تَسْمَعْ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ : { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ } ؟ قَالَتْ : وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَمَ شَيْئًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ، وَاللَّهُ يَقُولُ : { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ } . قَالَتْ : وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُخْبِرُ بِمَا يَكُونُ فِي غَدٍ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ، وَاللَّهُ يَقُولُ : { قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ } . [صحيح مسلم]

عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ : قَالَ أَبُو جَهْلٍ : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ. فَنَزَلَتْ : { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } { وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ } ، إِلَى آخِرِ الْآيَةِ. [صحيح مسلم]

وغير ذلك من نصوص..

وأيضا الغلام القادياني استعمل لفظ النزول وقصد من "النزول" النزول من السماء:

"ومع ظهور المسيح الموعود سينزل الملائكة من السماء لإلقاء الصدق في قلوب الذين سوف يغيرون الأفكار. ولذلك قد ورد في الحديث أن المسيح الموعود سينزل واضعا كفيه على كتفي ملكين. فإنما المراد منه أن بظهوره ستبدأ تصرفات الملائكة، وأن الناس سيستيقظون من رقاد الغفلة رويدا رويدا". [أيام الصلح ٧١]

"مع أن ليلة القدر ليلة مباركة بحسب معتقد المسلمين الظاهري، إلا أن الحقيقة التي كشفها الله علي هي أن المراد من ليلة القدر - إضافة إلى معناها المسلّم به عند الأمة الإسلامية - زمن تنتشر فيه الظلمة في الدنيا ويسود الظلام كل طرف وصوب، وتقتضي تلك الظلمة طبعا نزول نور من السماء، فيُنزل الله تعالى ملائكة النورانيين وروح القدس إلى الأرض نزولاً يليق بعظمة الملائكة، فيتعلق روح القدس بالمجدد والمصلح الذي يؤمر بالدعوة إلى الحق ويشرف بارتداء خلعة الاجتباء والاصطفاء، أما الملائكة فيتعلقون بجميع الناس الذين هم من أهل السعادة والرشد والاستعداد ويجذبونهم إلى الخير ويوفقونهم للصالحات عندها تتمهد في الدنيا طرق السلام والسعادة بكثرة، وتستمر هذه العملية إلى أن يصل الدين الكمال المقدّر له". (شهادة القرآن، الخزائن الروحانية مجلد ٦، ص ٣١٤-٣١٣) [التذكرة ٢٤٨]

"فيما يلي الإلهام الذي نزل بالعربية: "نازل من السماء، ونزل من السماء". وهو يدل على النزول أو قرب النزول". [التذكرة ١٤٥] 

٥- لحد الآن لم يحدث ما قال القادياني في معاني النزول: "أن دعوته ستصل إلى دمشق في زمن ما". وإن وجد له أتباع فيها لا يزيدون على عدد أصابع اليدين والرجلين فهذا ليس بشيء!

٦- كل تأويلات وتحريفات القادياني السابقة في معنى "النزول" هدمها القادياني وجعلها في سلة المهملات عندما قال بتحقق ظاهر النص: "فالجواب على هذه الوسوسة أنني ما ادعيت قط أني أنا المسيح الموعود الوحيد فقط ولن يأتي مسيح في المستقبل، بل أؤمن وأقول مرارا وتكرارا بأنه يمكن أن يأتي أكثر من عشرة آلاف مسيح دع عنك مسيحا واحدا، ومن الممكن أن يأتي بعضهم بشوكة وجلال ظاهري أيضا وممكن أيضا أن ينزل بداية في دمشق". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٢٦٥]

"بل من الممكن عندي أن يكون في دمشق بالذات أيضا مثيل المسيح في المستقبل". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ١٥١]

المحور الثاني: عند المنارة البيضاء شرقي دمشق.

||١|| أما منارة دمشق فقد تخبط القادياني بخصوصها، وأول وحرف، وتناقض، وكذب نفسه:

"ليس من الضروري أن يكون المكان المراد من "المنارة شرقي دمشق" جزءا من أي منارة شرقي دمشق، فقد ظل يؤمن جميع العلماء بذلك". [التحفة الغولروية ١٣٢]

"وكذلك لفظ المنارة التي جاء في الحديث.. فإنه يعنى به موضع نور، وقد يطلق على علَمٍ يُهتدى به. فهذه إشارة إلى أن المسيح الآتي يُعرَف بأنوار تسبق دعواه، فهي تكون له كعلم به يهتدون. ونظيره في القرآن قوله تعالى: ﴿وَدَاعِیًا إِلَى ٱللَّهِ بِإِذۡنِهِۦ وَسِرَاجࣰا مُّنِیرࣰا﴾ فكما أن السراج يعرف بإنارته كذلك المسيحُ يعرف بمنارته". [التبليغ ٥٢]

"لا تتعجب من ذكر المنارة الشرقية، لأن شمسي ستشرق من الشرق". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ١٩٥]

نزل وحي على الغلام القادياني يقول: "تبختر، فإن وقتك قد أتى، وإن قدم المحمديين وقعت على المنارة العليا".

ثم شرحه الغلام القادياني في حاشية [أربعين ١٠٣] :

"جملة (وإن قدم المحمديين وقعت على المنارة العليا) تعني: كانت هناك نبوءات من قبل جميع الأنبياء عن بعثة مسيح آخر الزمان، وكان اليهود يزعمون أنه سيبعث منهم، وكان النصارى يظنون أنه سيكون منهم، ولكنه ظهر في المسلمين، وهكذا فكانت منارة العزة العليا من نصيب المحمديين. وقد استخدمت هنا كلمة المحمديين للإشارة إلى أن الذين كانوا ينظرون حتى الآن إلى قوة الإسلام الظاهرية وشوكته المادية فقط، والتي مظهرها اسم محمد، سيرون الآن آيات سماوية كثيرة هي من لوازم مظهر اسم أحمد، لأن اسم أحمد يقتضي التواضع والحلم وكمال التفاني التي هي من لوازم الحقيقة الأحمدية والحامدية والعاشقية والمحبية، وإن الحامدية والعاشقية تستلزم ظهور الآيات المؤيدة".

وفي [الملفوظات ج٢ ص٥١٩] قال: ولكن الله تعالى قد أراد الآن أن يسطع نور الإسلام ويعرف العالم أن الدين الصادق والكامل الذي يتكفل نجاة الإنسان هو الإسلام وحده. لذلك خاطبني الله تعالى وقال: "تبختر فإن وقتك قد أتى، وإن قدم المحمديين قد وقعت بثبوت على المنارة العليا". ولكن هؤلاء الأصدقاء الأغبياء والجهلاء لم يقدروا جماعة الله هذه، بل يسعون لكيلا يسطع هذا النور، ولكن يجب أن يتذكروا أن الله قد وعد: ﴿وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَـٰفِرُونَ﴾".

"انظروا كتاب البراهين الأحمدية، الصفحة ٥٢٢. تدبروا جيدا ما هي الغاية المنشودة من آياتي؟ ولقد بينت قبل قليل أن لهذا الهدف كان قد بعث عيسى عليه السلام لكي يُصدِّق بآيات جديدة التوراة التي كذبت، وللهدف نفسه قد أرسلني الله لأثبت للغافلين صدق القرآن الكريم من خلال آيات جديدة، وإلى ذلك أشار الوحي الإلهي "أن قدم المحمديين وقعت على المنارة العليا". [أيام الصلح ٩٨]

"ثم خاطبني الله عز وجل في الوحي المذكور: "تبختر فإن وقتك قد أتى، وإن قدم المحمديين وقَعَتْ على المنارة العليا." المراد من لفظ المحمديين هم المسلمون من جماعتي وإلا فإن الفرق الأخرى الذين يسمون مسلمين يصيبهم الانحطاط يوما إثر يوم بحسب نبأ الله المذكور في البراهين الأحمدية. وكذلك الحال بالنسبة إلى الملل الأخرى خارج الإسلام". [البراهين الأحمدية الجزء الخامس ٨٨]

وفي [التحفة الغولروية ١٩٧] حشر مضمون وحيه المفترة ضمن دعائه: "يا ربنا أني لنا أن نشكرك على مننك؛ فقد أخرجت الإسلام والمسلمين من القبر المظلم والضيق، وأرغمت كل مفاخر النصارى بالتراب وثبت أقدامنا نحن المحمديين على منارة عالية ورفيعة جدا، لقد رأينا آياتك النيرة على الرسالة المحمدية بأم أعيننا، لقد شاهدنا الخسوف والكسوف في رمضان الذي تنبأ به كتابك القرآن ونبيك قبل ثلاثة عشر قرنا، ولقد شاهدنا بأم أعيننا، تحقيقا لنبوءة كتابك ونبيك، اندثار ركوب الجمال بابتكار القطار، وعن قريب ستتعطل هذه المراكب على طريق مكة والمدينة أيضا".

يبدو أن الوحي المفترة النازل على سبيل الاستعارة لم يقنع الغلام القادياني، فسعى للحرفية والأمور الظاهرية فأصدر إعلانا لشحد ونهب التبرعات، أنظر [مجموعة الإعلانات أعلان رقم ٢٢٤] وجعل حاشية طويلة عريضة لذلك الإعلان هي بطول الإعلان نفسه! ثم جعل عنوان إعلانه:  "تبختر، فإن وقتك قد أتى، وإن قدم المحمديين وقعت على المنارة العليا".

ثم وضع حجر أساس المنارة المزعومة المفتراه [الملفوظات ج٤ ص٢٨٥] :

١٩٠٣/٣/١٣

حجر الأساس لمنارة المسيح

"ستتراءى للعالم رفعة إسلامك يا إلهي عندما تبنى هناك منارة مسيح"

التمس الإخوة الحكيم فضل إلهي اللاهوري المحترم ومرزا خدا بخش المحترم والشيخ مولى بخش المحترم والقاضي ضياء الدين المحترم وغيرهم من حجة الله -القادياني- بعد صلاة الجمعة أنه إذا وضع حضرته حجر أساس منارة المسيح بيده المباركة فسيكون رائعا جدا.

فقال -أي القادياني- : لم أتذكر أن حجر أساسها سيوضع اليوم، فأحضِروا اللبنة لأدعو عليها ثم يمكن أن تضعوها حيث أقول لكم. فأحضر الحكيم فضل الهي اللبنة فوضعها حضرته على فخذه ودعا طويلا. الله أعلم بأي حماس عظيم دعا حضرته لظهور عظمة الله وجلاله وانتشار نوره في العالم كله، كان يبدو أن الوقت ساعة القبول، حين كان  -القادياني- بعد صلاة الجمعة يدعو قبيل وضع حجر أساس منارة المسيح بحماس قلبي، وبعد الدعاء نفخ على تلك اللبنة وسلمها للحكيم فضل إلهي ليضعها في الجانب الغربي لمنارة المسيح. باختصار قد وضع حجر أساس هذه المنارة العظيمة بيد حبيب الله ومبعوثه والمسيح والمهدي في ١٣/٣/١٩٠٣".

وإن كنت تتعجب فمن العجب أن القادياني في كتاب [حقيقة الوحي ٣١٤] ذكر الوحي المفترى نفسه -بعد أن وضع حجر الأساس لمنارته قبل أربع سنوات- وبدأ به وجعله دليلا على انتصاراته التي لا تعد ولا تحصى ثم عاد للباطنيات والاستعارات والمطاطيات وختم كلامه بالوحي نفسه فقال: "الآية التاسعة والأربعون بعد المئة: لقد وردت نبوءة في الصفحة 522 من البراهين الأحمدية: تَبَخْتَرْ فإن وقتك قد أتى، وإنّ قدم المحمديّين وَقَعَتْ على المنارة العليا.  قد مضى أكثر من 25 عاما على زمن نشر هذه النبوءة الإلهية في البراهين الأحمدية. وكان المراد منها أن أيام ازدهارك وسعادتك التي ستزيد من عظمة دين محمد وشوكته لآتية. ويعلم الجميع أنني كنت في ذلك الزمن مستورا ومحجوبا في زاوية الخمول ولم يكن معي أحد ولم يخطر ببال أحد أنني سأنال هذه المرتبة. ولم أكن أعرف عن العظمة والشوكة المستقبلية شيئا، بل الحق أني لم أكن شيئا يُذكر قط. فاصطفاني الله بعد ذلك بمحض فضله وليس لميزة في نفسي. كنت خاملا فأذاع صيتي بسرعة هائلة كما يبرق البرق ويظهر لمعانه من ناحية إلى أخرى، كنت جاهلا فوهب لي من لدنه علمًا، ما كانت لي سعة مالٍ فرزقني فتوحاتٍ مالية بمئات الألوف من الروبيات. كنت وحيدا فجعل لي مئات الألوف من الأتباع، وأظهر لي آيات من الأرض والسماء كِليهما. لا أدري لماذا فعل كل ذلك من أجلي لأني لا أجد في نفسي أية ميزة، بل أرى من الأنسب لحالي أن أقرأ في حضرة الله الكريم بيتا -مترجمًا من الفارسية- من شعر الشيخ سعدي عليه الرحمة: "المرضيون عند الله ينالون المراتب، فما الذي أعجبه في هذا العبد الضعيف"

إن ربي نصرني في كلِّ مجال. وكلُّ مَن هبّ لمعاداتي أسقطه الله في الحضيض، وكل مَن جرّني إلى المحاكم لأُعاقَب وهبني ربي الانتصار عليه في القضايا كلها. وكل من دعا عليّ ردّ الله تعالى دعاءه عليه؛ قد نشر عني ليكهرام الشقي معتمدا على فرحته الزائفة أني سأهلك مع جميع أولادي في ثلاثة أعوام، وكانت النتيجة أنه هو الذي مات أبتر حسب نبوءتي ولم يبق له نسل في الدنيا. كذلك نهض عبد الحق الغزنوي فباهلني وأراد استئصالي بأدعيته عليّ، وكانت النتيجة أنّ كلّ ما نلتُه من التقدم والازدهار قد نلته بعد مباهلته، فصار مئات الألوف من الناس من أتباعي، وجاءتني مئات الألوف من النقود. وانتشر اسمي في الدنيا مقرونا بالصيت الطيب حتى انضم إلى جماعتي أناس من بلاد أجنبية أيضا، ورُزقت أكثر من ولد. أما عبد الحق فظل مقطوع النسل وكأنه في حكم الأموات، وما حَظِيَ بأدنى بركة من الله كما لم ينل أي إكرام، بل صار مصداقَ "إن شانئك هو الأبتر". 

ثم هبّ المولوي غلام دستغير القصوري وأراد أن يكسب الشهرة بين القوم بالدعاء عليّ مثل محمد طاهر، وأن يهلكني بدعائه عليَّ -كما دعا محمد طاهر على المسيح والمهدي الزائف فهلك- ولكنه بعد دعائه هلك هو بسرعة لا نظير لها. ولا يجيب أحد من المشايخ ما هو السر الكامن في أن المسيح الزائف قد أُهلك في زمن محمد طاهر بدعائه عليه، وأما غلام دستغير فقد هلك بنفسه نتيجة دعائه على مسيح زمنه. هذه هي نصرة الله الداخلية، أما من الناحية الخارجية فقد رزقني الله تعالى رعبا فلا يسع قسيسا أن يبارزني. كان هناك زمن كانوا يعلنون في الأزقة والأسواق صارخين بأعلى صوتهم: لم تظهر من النبي صلى الله عليه وسلم أية معجزة، ولا توجد في القرآن الكريم أية نبوءة. أما الآن فقد جعلهم الله تعالى مرعوبين، فما عادوا ينبسون ببنت شفة حول هذا الموضوع وكأنهم قد رحلوا من الدنيا. والله الذي نفسي بيده لو توجه إليَّ أحد القساوسة لمبارزتي لأخزاه الله ولَعذَّبه بما لن يوجد له نظير، ولن يقدر على أن يُريَ قدرة إلهه المزعوم ما أُريه أنا. وسيُمطر الله لي الآيات من السماء ومن الأرض. أقول والحقَ أقول إن هذه البركة ما أُعطيَتْها أمم أخرى قط. فهل من قسيس على وجه الأرض من الشرق إلى أقصى الغرب يستطيع أن يُري آيات الله إزائي؟ لقد كسبنا المعركة ولا يسع أحدا أن يبارزنا. وهذا ما أنبأ به الله تعالى قبل 25 عاما حين قال: "تَبَخْتَرْ فإن وقتك قد أتى، وإنّ قدم المحمديّين وَقَعَتْ على المنارة العليا. والله نحن المحمديون الثابتون اليوم على منارة شامخة وراسية وكل واحد تحت أقدامنا". [حقيقة الوحي ٣١٤-٣١٦]

ولا أعرف كيف سيتبختر ووقته قد أتى! لقد ذهب وقته ومات بعد سنة، قبل الانتهاء من بناء المنارة، فتصور أنه جاء وذهب وسبق ظهوره ظهور المنارة ماديا ومطاطيا.

وهكذا أيضا ببناء المنارة كذب القادياني نفسه عندما احتج بحجج تافهة:

"ومن أين نُبوا أن المسيح ينزل بدمشق التي هي قاعدة الشام، وبأي دليل يوقنون؟ أسار معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى دمشق، وأراهم منارة وموضع نزول، أو أراهم صورتها في شقة من قرطاس، فهم يعرفونها ولا ينكرون؟ أو هي مصر أفضل من الحرمين ولها فضيلة على قرى أخرى ويسكن فيها الطيبون؟". [التبليغ ٥١]

"وما ثبت وجود منارة في شرقي دمشق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أوماً إليه إذا لارتاب المبطلون بل هي استعارات مسنونات يعرفها الذين أوتوا العلم، وما يجادل فيها إلا الظالمون". [التبليغ ٥٢]

فما قاله القادياني يلقى عليه وعلى جماعته، وهذه بضاعتكم ردت إليكم!

هل هذا حقا هو الهدف من بناء المنارة:"طرح السؤال: لماذا تبنى المنارة؟ فقال -القادياني- من بركات بناء هذه المنارة أنه بالصعود عليها سيذكر اسم الله ومعلوم أن البركة تنزل حيث يذكر اسم الله، فلذلك قد دعا السيخ أيضا بعض المسلمين إلى بيوتهم ليرفعوا الأذان ويقرأوا القرآن الكريم. بالإضافة إلى ذلك سيوضع فيها مصباح أيضا، ويرى نوره من بعد. يقال أن النور أيضا يدفع مواد الطاعون كما ستركب ساعة عليها". [الملفوظات ج٥ ص١٢٧]

وهكذا اكتشف القادياني ترياقا قاديانية لعلاج الطاعون، لكن هناك سؤالين ينطح بعضهما بعضا:

‹⟨١⟩› ألم يكن القادياني قد ركب ترياقاً لعلاج الطاعون! أين ذهب مرهم عيسى والترياق الإلهي؟!

‹⟨٢⟩› لماذا لم يبني القادياني هذه المنارة قبل تفشي الطاعون في أيام تركيب ذلك الترياق وقبله؟!

-هذا الرجل والذين معه- بخصوص المال كالمنشار يأكل مجيئاً وذهاباً.

أخيرا ببناء المنارة سخر القادياني من نفسه عندما قال: "تساور البعض وسوسة، فيعترض بأن المسيح سينزل من السماء، وتكون بيده حربة، ويقتل الدجال الذي سيمتلك قوى الألوهية كلها والذي تسير معه جبال من الخبز، وينزل المسيح من السماء بنفسه، ولكنه لن يستطيع النزول من منارة دمشق بدون أن يقدم له السلم". [الملفوظات ج٢ ص٢٥٦]

فمات قبل المنارة والسلم، وكذلك المصباح والنور والساعة والبركة!

||٢|| أما شرقي دمشق فأيضا تخبط القادياني بخصوصها، وأول وحرف، وتناقض، وكذب نفسه:

فهذه بعض من خرابيط دجال قاديان:

"ويقولون إن عيسى عليه السلام سينزل من السماء في آخر الزمان مع الملائكة - مع أن العصر الحاضر هو الزمن الآخِر بحسب عمر الدنيا الذي هو سبعة آلاف سنة - وسيكون المشهد مهولا إذ يجتمع حينها مئات الآلاف من الناس مركزين أنظارهم إلى السماء ويقولون ناظرين إليه من بعيد: ها هو نازل، ها هو نازل عن قريب، وسينزل قرب منارة بيضاء في دمشق. ولكن اللافت في الموضوع أنهم ينسبون كرامات عجيبة وغريبة إلى ذلك الإنسان المسكين والضعيف الذي لم يستطع أن يعيد النبي إلياس إلى العالم لإثبات نبوته حتى علق على الصليب. إذا كانت هذه الأمور جديرة بالقبول، فلماذا لا تقبل أيضا كرامة السيد عبد القادر الجيلاني الشائعة بين الناس حيث أنه انتشل من البحر سفينة غرقت قبل ۱۲ عاما مع ركابها الذين كانوا في موكب زواج فأخرجها وكافة ركابها أحياء؟! وكانت الطبول تدق معهم ويُعزف على آلات الموسيقى؟ كذلك تروى له كرامة أخرى أن ملك الموت قبض روح أحد مريديه دون إذنه فطار عبد القادر الجيلاني وراء الملاك وأمسك به في السماء وضرب على ساقه بالعصا وكسر العظم وحرّر جميع الأرواح التي كان قد قبضها في ذلك اليوم فأحييت كلها. ذهب الملاك إلى الله باكيا شاكيا فقال الله له : إن عبد القادر يحتل مقام المحبوبية فلا يجوز التدخل في أي عمل من أعماله، فلو أحيا جميع الأموات السابقين كان له الحق في ذلك، فلما لم تقبل مثل هذه الكرامات المعروفة التي ما كان في قبولها غضاضة". [البراهين الأحمدية الجزء الخامس ٤٧]

"والنـزول في الحديث بمعنى نزول المسافر من مكان إلى مكان، فإن النَزيل هو المسافر، فلو سلم صحة الحديث فيثبت أن المسيح الموعود أو أحدٌ من خلفائه يسافر من أرض وينـزل بدمشق في وقتٍ من الأوقات، فلم يبكون الناس على لفظ دمشق؟ بل يثبت من لفظ النـزول عند منارة دمشق أن وطن المسيح الموعود الذي يخرج فيه هو مُلكٌ آخر، وإنما ينـزل بدمشق بطريق المسافرين. هذا إذا سلّمنا الحديث بألفاظه، وفيه كلام.. لأن الأحاديث من الظنيات إلا الحصة التي ثبتت من تعامل المؤمنين". [باقة من بستان المهدي ٣٦]

"فلما تثبت وفاته بالنصوص القاطعة كان الأمل في نزوله عند منارة شرقي دمشق في وقت من الأوقات فكرة خاطئة تماما. بل لا بد من الاستنتاج من دمشق في هذه الحالة معنى لا يعارض القرآن الكريم ولا الأحاديث الأخرى، وهو أن نزول المسيح الموعود إجلالا وإكراما وهو نزول روحاني ستظهر أنواره إلى المنارة شرقي دمشق. ولما كانت دمشق منبتا أصليا لشجرة التثليث الخبيثة وهي مولد هذه العقيدة الفاسدة، لذا أشير إلى أن نور المسيح الموعود سينتشر بعد نزوله إلى مسقط رأس التثليث. لكن الأسف كل الأسف أن العلماؤ المعارضين لم يقبلوا هذه المسألة الواضحة الصريحة". [البراءة ٣٨٨]

"الحق أن أصل الثالوث هو دمشق. هذا سر جدير بالفهم ولكن معارضينا لا يفقهون. معنى النزول "شرقي دمشق" هو أن النازل سيستأصل الثالوث. الشرق يغلب الغرب دائما". [الملفوظات ج٣ ص٤٢٨]

تستخدم كلمة النزول والنزيل إكراما واحتراما للضيف. وهذا التعبير مستخدم في اللغات كلها. فيقال بالأردية أيضا: "أين نزلت "؟ هنا قطع الشيخ الكلام مرة أخرى وقال: سينزل المسيح في دمشق، فأين نزلت أنت؟ -القادياني-: ثابت من الحديث أنه سينزل شرقي دمشق، و قاديان تقع في شرقي دمشق تماما. [الملفوظات ج٨ ص٣٢]

"وقد أشير في بعض الأحاديث أن المسيح الموعود والدجّال المعهود يظهران في بعض البلاد المشرقية، يعني في ملك الهند، ثم يُسافر المسيح الموعود أو خليفة من خلفائه إلى أرض دمشق، فهذا معنى القول الذي جاء في حديث مسلم أن عيسى ينـزل عند منارة دمشق، فإن النـزيل هو المسافر الوارد من مُلك آخر. وفي الحديث.. يعني لفظ المشرق.. إشارة إلى أنه يسير إلى مدينة دمشق من بعض البلاد المشرقية وهو مُلك الهند. وقد أُلقِيَ في قلبي أن قول: عيسى عند المنارة دمشق، إشارةٌ إلى زمان ظهوره، فإن أعداد حروفه تدل على السنة الهجرية التي بعثني الله فيه. واختار ذكر لفظ المنارة إشارةً إلى أن أرض دمشق تنير وتشرق بدعوات المسيح الموعود بعدما أظلمت بأنواع البدعات، وأنت تعلم أن أرض دمشق كانت منبع فتنن المتنصرين". [حمامة البشرى ٧٢]

"لقد أرسل الله تعالى في المسلمين بحسب مقتضى حالتهم مصلحا مثل المسيح دون السيف والسنان، وأعطاه حربةً سماوية فقط للقضاء على الدجالية. وجاء المسيح الموعود على رأس القرن الرابع عشر كما يُستنبَط العددُ 1400 بحسب حساب الجمّل من العبارة: "عيسى عند منارة دمشق". [شهادة القرآن ٣٨٩]

"وما يغرنهم ما جاء في أحاديث نبينا صلى الله عليه وسلم لفظ دمشق، فإن له مفهوما عاما، وهو مشتمل على معان كما يعرفها العارفون. فمنها اسم البلدة، ومنها اسم سيد قوم من نسل كنعان، ومنها ناقة وجمل، ومنها رجل سريع العمل باليدين، ومنها معان أخرى". [التبليغ ٥١]

"إن الله تعالى قد كشف لي أن لقرية قاديان مماثلة وعلاقة مع دمشق لأن معظم سكانها ذو طبائع يزيدية ... فقد شبه الله هذه القرية - قاديان - بدمشق من هذا المبدأ ". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ١٥١]

"بل من الممكن عندي أن يكون في دمشق بالذات أيضا مثيل المسيح في المستقبل". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ١٥١]

المراد من النزول ظهور العز والجلال، وبهذا المعنى كان نزولي أنا أيضا، وعليه فوجود المنارة قبل النزول أمر تلقائي. والنزول لا يعني البعثة فقط". [الملفوظات ج٢ ص٢٢]

"إن ما ورد بشأن مجيء المسيح هو لفظ النزول، لا الرجوع. فأولا إن اللفظ الذي يستخدم للعودة هو الرجوع، وهو لم يرد بحق المسيح قط، وثانيا: النزول لا يعني المجيء من السماء أبدا. والنزيل يعني المسافر". [الملفوظات ج١ ص٧]

أن قصة نزول المسيح هذه المذكورة في حديث طويل في صحيح مسلم برواية النواس بن سمعان… فلا داعي لرفض الحديث بل هو قابل للتأويل، فلما كانت العقيدة الباطلة التي كان المسيح الموعود  سيأتي لإبطالها قد نشأت في دمشق، أي عقائد التثليث والنجاة الصليبية، لهذا كانت للمسيح علاقةٌ بدمشق في علم الله، وكانت روحانية المسيح متجهة إلى دمشق منذ الأزل… رأى فيه النبي صلى الله عليه وسلم المسيحَ الموعود ينزل عند المنارة شرقي دمشق، فلما كان مبدأ الثالوث وعبادة المخلوق والنجاة الصليبية هو دمشق، فقد أُظهر في الوحي المبارك للنبي  أن المسيح الموعود نزل عند المنارة شرقي دمشق. أضف إلى ذلك أن روحانية المسيح الموعود لما كانت متجهة إلى أن تستأصل عقيدة الثالوث، وفي المثال الظاهر كان أساس الثالوث وُضع من دمشق، لهذا أُريَ النبي صلى الله عليه وسلم في الكشف كأن المسيح الموعود نزل عند المنارة شرقي دمشق… وبخصوص نزول المسيح هناك احتمال آخر وهو أن ذلك الموعود سيظهر في مكان يقع تجاه الشرق من دمشق، وذلك المكان بموجب البحث الجغرافي قاديان. لأنه لو مُدَّ خطٌّ مستقيم من دمشق إلى جهة الشرق لوجدنا أن لاهور- وهي عاصمة البنجاب منذ القدم- تقع تجاه الشرق بالضبط، وإن قاديان هي من ريف لاهور، وهي تقع على بُعد سبعين ميلا من لاهور. [أيام الصلح ٥٥-٥٨]

"إن الجملة الواردة في حديث مسلم بأن المسيح سينزل عند المنارة شرقي دمشق لا تدل على أن المسيح الموعود سيقيم فيها، بل يبدو على أقصى تقدير أن دعوته ستصل إلى دمشق في زمن ما، وذلك إذا أريد من كلمة دمشق مدينة دمشق حقيقة، وإذا فهم ذلك فما الحرج في ذلك؟ فالآن تمد السكة الحديدية من دمشق إلى مكة المعظمة، وكل إنسان يمكن أن يصل إلى دمشق خلال عشرين يوما، والتزيل هو المسافر في اللغة العربية، إلا أنه من المحتم أن هذا الحديث يعني حصرا أن المسيح الموعود القادم سيظهر شرقي دمشق. وإن قاديان تقع شرقي دمشق، وإن المراد من الحديث أنه كما سيظهر الدجال في الشرق سيظهر المسيح الموعود كذلك في الشرق حصرا". [التحفة الغولروية ١٣١]

"ومن أين نُبوا أن المسيح ينزل بدمشق التي هي قاعدة الشام، وبأي دليل يوقنون؟ أسار معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى دمشق، وأراهم منارة وموضع نزول، أو أراهم صورتها في شقة من قرطاس، فهم يعرفونها ولا ينكرون؟ أو هي مصر أفضل من الحرمين ولها فضيلة على قرى أخرى ويسكن فيها الطيبون؟". [التبليغ ٥١]

"وما ثبت وجود منارة في شرقي دمشق على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أوماً إليه إذا لارتاب المبطلون بل هي استعارات مسنونات يعرفها الذين أوتوا العلم، وما يجادل فيها إلا الظالمون". [التبليغ ٥٢]

"وأي سر كان في تخصيص بلدة دمشق ومنارتها؟ فبينوا لنا إن كنتم تتبعون أسرار الله ولا تلحدون". [التبليغ ٥٢]

"يتبين من حديث آخر ورد في مسلم وهو أن المراد من شرقي دمشق ليس جزءا من دمشق. فالحديث يفيد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أومأ إلى الشرق ليدل على الدجال. ونص الحديث "وأومأ إلى المشرق" فمن ذلك ثبت قطعا أن دمشق ليس بحال من الأحوال مكان ظهور المسيح، لأنها لا تقع شرقي مكة والمدينة بل هي شمالهما، وإن مكان ظهور المسيح هو المشرق نفسه الذي يظهر منه الدجال". [التحفة الغولروية ١٣٣]

"أما ما ورد في حديث مسلم بأن المسيح عليه السلام سينزل عند المنارة البيضاء بدمشق... فليتضح أن الله تعالى قد كشف على فيما يتعلق بتعبير كلمة "دمشق" بأن اسم دمشق قد أطلق هنا على قرية يقطنها قوم ذوو طبائع يزيدية، ويتبعون "يزيد" الخبيث في عاداته وأفكاره ... لقد كشف على أنما المراد من لفظ دمشق هنا مكان ذو مواصفات دمشقية. لقد أطلق الله اسم دمشق على المكان الذي ينزل فيه المسيح للإشارة إلى أن المسيح المنتظر ليس ذلك المسيح الحقيقي الذي نزل عليه الإنجيل، بل يراد منه شخص من المسلمين يماثل المسيح والإمام الحسين أيضا في الصفات الروحانية، لأن دمشق كانت عاصمة دولة "يزيد"، وهي المكان الذي كان مركز مؤامرات "اليزيديين" حيث نفذت منها آلاف القرارت الغاشمة... فدمشق التي كانت تصدر منها مثل هذه الأوامر الظالمة، ووجد فيها أمثال هؤلاء ذوي القلوب القاسية والبواطن السوداء، قد ذكرها الله بالتحديد للإشارة إلى أن مدينة شبيهة بدمشق ستجعل الآن مركزا لنشر العدل والإيمان، ذلك أن معظم الأنبياء إنما قد بعثوا في قرى الظالمين، وما زال الله تعالى يحوّل أماكن اللعنة إلى أماكن البركة. إزالة الأوهام، الخزائن الروحانية مجلد ۳، ص ١٣٤-١٣٦ ، الحاشية) [التذكرة ١٨٠]

"صحيح أن حديث نزوله عند المنارة شرقي دمشق وارد في "صحيح مسلم"، ولكن ذلك لا يثبت إجماع الأمة، بل يتعذر الإثبات أيضا أن الإمام "مسلم" كان يعتقد في الحقيقة أن المراد من دمشق هو مدينة دمشق المعروفة حقيقة. ولو فرضنا ذلك جدلا لما ثبت منه إلا رأي شخص واحد فقط". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ١٨٥]

"يمكن للقارئ اللبيب أن يدرك أنه لا يثبت إجماع خير القرون مطلقا على أن المسيح سينزل في دمشق حتما، لأن الإمام البخاري - وهو إمام فن الحديث - لم يقبل هذا الحديث. أما ابن ماجه فقد خالف هذا الحديث أيضا وأورد "بيت المقدس" بدلا من دمشق. وهكذا؛ فكل واحد يقول شيئا مختلفا عن غيره، فأين الإجماع ؟". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ١٨٦]

"فزبدة الكلام أن الحديث عن دمشق الذي أورده الإمام مسلم يسقط من مرتبة الثقة على محك الأحاديث الأخرى الواردة في الكتاب نفسه، ويتبين بجلاء تام أن الراوي النواس بن سمعان قد أخطأ في بيانه". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٢٣٣]

"فالجواب على هذه الوسوسة أنني ما ادعيت قط أني أنا المسيح الموعود الوحيد فقط ولن يأتي مسيح في المستقبل، بل أؤمن وأقول مرارا وتكرارا بأنه يمكن أن يأتي أكثر من عشرة آلاف مسيح دع عنك مسيحا واحدا، ومن الممكن أن يأتي بعضهم بشوكة وجلال ظاهري أيضا وممكن أيضا أن ينزل بداية في دمشق". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٢٦٥]

"وكان السبب وراء تنصر بولس - بعد وفاته عليه السلام - تحقيق أهدافه الشخصية كما ورد في تاريخ اليهود. ولما لم تتحقق تلك الأهداف بواسطة اليهود تنصر لإلحاق الضرر بهم وقال بأن المسيح عليه السلام قابله في الكشف فأمن به. و غرس غرسة الثالوث السيئة في دمشق أولا، فبدأ الثالوث البولسي من دمشق. فقد قيل في الأحاديث النبوية بالإشارة إلى ذلك بأن المسيح المقبل سينزل شرقي دمشق أي بمجيئه سيقضى على الثالوث وستميل قلوب الناس إلى التوحيد رويدا رويدا. وفي نزول المسيح في الشرق إشارة إلى غلبته لأنه عندما يظهر النور يتغلب على الظلام". [ينبوع المسيحية ١٨٩]

"ليس من الضروري أن يكون المكان المراد من "المنارة شرقي دمشق" جزءا من أي منارة شرقي دمشق، فقد ظل يؤمن جميع العلماء بذلك". [التحفة الغولروية ١٣٢]

الردود على القادياني والقاديانية:

أولا: عبارة (عند) إذا أضيفت إلى زمان دلت عليه، كقولك: عند الظهر.

وإذا أضيفت (عند) إلى مكان دلت على مكان، كقوله سبحانه العليم:

﴿وَٱقۡتُلُوهُمۡ حَیۡثُ ثَقِفۡتُمُوهُمۡ وَأَخۡرِجُوهُم مِّنۡ حَیۡثُ أَخۡرَجُوكُمۡۚ وَٱلۡفِتۡنَةُ أَشَدُّ مِنَ ٱلۡقَتۡلِۚ وَلَا تُقَـٰتِلُوهُمۡ عِندَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ حَتَّىٰ یُقَـٰتِلُوكُمۡ فِیهِۖ فَإِن قَـٰتَلُوكُمۡ فَٱقۡتُلُوهُمۡۗ كَذَ ٰ⁠لِكَ جَزَاۤءُ ٱلۡكَـٰفِرِینَ﴾ [البقرة ١٩١]

وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ ٱلْبَيْتِ إِلَّا مُكَآءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا۟ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ﴾ [الأنفال ٣٥]

﴿یَـٰبَنِیۤ ءَادَمَ خُذُوا۟ زِینَتَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِد وَكُلُوا۟ وَٱشۡرَبُوا۟ وَلَا تُسۡرِفُوۤا۟ۚ إِنَّهُۥ لَا یُحِبُّ ٱلۡمُسۡرِفِینَ﴾ [الأعراف ٣١]

﴿رَّبَّنَاۤ إِنِّیۤ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّیَّتِی بِوَادٍ غَیۡرِ ذِی زَرۡعٍ عِندَ بَیۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِیُقِیمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجۡعَلۡ أَفۡـِٔدَة مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهۡوِیۤ إِلَیۡهِمۡ وَٱرۡزُقۡهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَ ٰ⁠تِ لَعَلَّهُمۡ یَشۡكُرُونَ﴾ [إبراهيم ٣٧]

قال صلوات الله وسلامه عليه: "إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ".

فانظر كيف حدد نبي الله المكان (عند المنارة البيضاء) التي تقع (شرقي دمشق).

فلو قلت لفلان: ألتقي أنا وأنت عند المنارة البيضاء. 

ثم سألك أين؟ فأجبته: شرقي دمشق. 

فعلم المكان المحدد.


بالتأكيد عندما يحدد أحدهم شرقي مكان للنزول - حتى العادي - فإنه لا يقصد آلاف من الكيلو مترات ! فمثلا لو سألت عن موضع، وقيل لك : إنه شرقي بغداد فبالتأكيد لا يقصد طهران !!!

وعندما يقول لك شرقي دمشق عند المنارة البيضاء فهو لا يقصد قاديان !

تماما كما لو قيل لك : شرقي بغداد عند المنارتين، فهو لا يقصد طهران ولا قاديان.

هذا فضلا أن القادياني قام ببناء المنارة التي لم تكن موجودة أصلا !

ثم الناس تحدد الأماكن والإتجاهات من خلال تقريب المسافة وتحديدها جيدا! فلو قال إنسان لآخر: أين تقع دولة مصر؟ فالطبيعي أن يقول: جنوب غرب فلسطين، وشرقي ليبيا، وفي شمال السودان.

أما إن أراد أن يجيب على طريقة القادياني والقاديانية فسيقول: تقع مصر في شرق دولة المغرب، وفي غرب الصين، إلى الشمال من دولة جنوب إفريقيا!!! 

وإذا سأل سائل: أين تقع مدينة القدس؟! فربما كان الجواب: شمال مدينة بيت لحم. أو كان الجواب: جنوب مدينة رام الله.

أما على الطريقة القاديانية: فإن القدس تقع جنوب مدينة موسكو الروسية! 

ثانيا: وأمثال هذه النصوص في الكتاب والسنة في تحديد الأماكن لا تقبل أي تأويل يصرف معنى المكان إلى مكان آخر غير مراد، فما بالك بمكان مجهول مثل قاديان! قال الحق سبحانه وتعالى:

﴿وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلۡغَرۡبِیِّ إِذۡ قَضَیۡنَاۤ إِلَىٰ مُوسَى ٱلۡأَمۡرَ وَمَا كُنتَ مِنَ ٱلشَّـٰهِدِینَ﴾ [القصص ٤٤]

قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: "يَعْنِي: يَا مُحَمَّدُ، مَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْجَبَلِ الْغَرْبِيِّ الَّذِي كَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي هِيَ شَرْقِيَّةٌ عَلَى شَاطِئِ الْوَادِي".

عن عَبْدَ اللَّهِ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْزِلُ بِذِي الْحُلَيْفَةِ حِينَ يَعْتَمِرُ، وَفِي حَجَّتِهِ حِينَ حَجَّ تَحْتَ سَمُرَةٍ فِي مَوْضِعِ الْمَسْجِدِ الَّذِي بِذِي الْحُلَيْفَةِ، وَكَانَ إِذَا رَجَعَ مِنْ غَزْوٍ كَانَ فِي تِلْكَ الطَّرِيقِ أَوْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ، هَبَطَ مِنْ بَطْنِ وَادٍ، فَإِذَا ظَهَرَ مِنْ بَطْنِ وَادٍ أَنَاخَ بِالْبَطْحَاءِ، الَّتِي عَلَى شَفِيرِ الْوَادِي الشَّرْقِيَّةِ، فَعَرَّسَ ثَمَّ حَتَّى يُصْبِحَ، لَيْسَ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الَّذِي بِحِجَارَةٍ وَلَا عَلَى الْأَكَمَةِ الَّتِي عَلَيْهَا الْمَسْجِدُ، كَانَ ثَمَّ خَلِيجٌ يُصَلِّي عَبْدُ اللَّهِ عِنْدَهُ فِي بَطْنِهِ كُثُبٌ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَمَّ يُصَلِّي فَدَحَا السَّيْلُ فِيهِ بِالْبَطْحَاءِ، حَتَّى دَفَنَ ذَلِكَ الْمَكَانَ الَّذِي كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُصَلِّي فِيهِ". [صحيح البخاري]

حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ : كُنْتُ أَرَى طِنْفِسَةً لِعَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ تُطْرَحُ إِلَى جِدَارِ الْمَسْجِدِ الْغَرْبِيِّ، فَإِذَا غَشِيَ الطِّنْفِسَةَ كُلَّهَا ظِلُّ الْجِدَارِ خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَصَلَّى الْجُمُعَةَ. [موطأ الإمام مالك]

عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ عُمَرَ فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ. قَالَ يَعْلَى : وَكُنْتُ مِمَّا يَلِي الْبَيْتَ، فَلَمَّا بَلَغْتُ الرُّكْنَ الْغَرْبِيَّ الَّذِي يَلِي الْأَسْوَدَ وَحَدَرْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ ؛ لِأَسْتَلِمَ. فَقَالَ : مَا شَأْنُكَ ؟ قُلْتُ : أَلَا تَسْتَلِمُ هَذَيْنِ ؟ قَالَ : أَلَمْ تَطُفْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقُلْتُ : بَلَى. قَالَ : أَرَأَيْتَهُ يَسْتَلِمُ هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ. يَعْنِي الْغَرْبِيَّيْنِ ؟ قُلْتُ : لَا. قَالَ : أَفَلَيْسَ لَكَ فِيهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ؟ قُلْتُ : بَلَى. قَالَ : فَانْفُذْ عَنْكَ. [مسند الإمام أحمد]

وغير ذلك من نصوص…

ثالثا: العبرة في ذكر الأماكن وتحديدها بقصد القائل، لا بتأويل الناس وتحريفاتهم البعيدة كل البعد عن مراد القائل.

ولنضرب أمثلة من كلام القادياني وكتب القاديانية وهي ملزمة للقاديانيين:

مثال رقم (١): "روت السيدة صالحة بي بي زوجة قاضي عبد الرحيم: خرج -القادياني- ذات مرة للتنزه ماراً بسوق الهندوس -التي تسمى اليوم السوق الكبيرة وكانت صغيرة عندها- وتوجه ناحية الشمال التي يقع فيها اليوم بيت حضرة المولوي شير علي، وكنا نحو عشر نسوة معه أو خمس عشرة. وعند العودة مرّ بالسوق نفسها وتوقف عند البئر في الميدان المتصل بالمسجد الأقصى في ناحية الشمال ولمس الأرض برأس عصاه، وقال: هذه السوق ستسمى السوق الأحمدية عن قريب، وسيكون فيها أحمديون بكثرة". [التذكرة ٨٩٣]

السؤال هنا: هل ما تحته خط يحتمل مكانا آخر في الصين أو الهند مثلا؟

ستقول يا قادياني لا لأنه حدد المكان وقصد: "عند البئر في الميدان المتصل بالمسجد الأقصى في ناحية الشمال"!

والأمر نفسه: "إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ".

مثال رقم (٢): "أخبرني ميان عبد الله السنوري أنه عندما لم يبق إلا يوم واحد للمدة المضروبة لتحقق النبؤة الخاصة بـ"آتهم" طلب -القادياني- مني ومن حامد علي أن نأخذ عددًا محددا من حبات الحمص( لم أعد أذكر عدد الحبات التي حددها حضرته ) وطلب منا أن نقرأ على تلك الحبات سورة معينة لعدد معين ( ولا أذكر عدد المرات التي حددها ) .وقد أخبرني ميان عبد الله قائلاً : لا أذكر إسم السورة لكنني أذكر أنها كانت من قصار السور مثل ( ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل). لقد استغرق إكمال ذلك الوِرد معظم الليل. وبعد إتمامها أخذنا تلك الحبات إلى حضرته حيث أمرنا أن نأتي بتلك الحبات إليه فور إكمال الورد. وبعد ذلك قادنا حضرته إلى خارج قاديان، وأظنه أخذنا باتجاه الشمال، وأمرنا بإلقاء تلك الحبات في بئر مهجورة. ثم قال :"ينبغي أن نعود مسرعين و أن لا نلتفت إلى الخلف بعد أن أرمي تلك الحبات في البئر المهجورة" .وفعلاً قام حضرته بإلقاء تلك الحبات في البئر المهجورة ثم أدار وجهه بسرعة وعاد مسرعًا ,وعدنا  نحن أيضا معه بسرعة دون أن يلتفت أي منا إلا الوراء". [سيرة المهدي رواية رقم ١٦٠]

السؤال: هذا المكان الذي وصف بأنه "خارج قاديان" بإتجاه "الشمال" لماذا لا يكون في الصين أو روسيا؟ إذ الدليل -على طريقة التأويل والتحريف- قوله : (خارج قاديان)!

ستقول لي يا قادياني: هو قصد خارج قاديان أي على حدود قاديان بمقربة منها وليس مكانا بعيدا!

والأمر نفسه: "إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ". أي شرقي دمشق وليس مكانا يبعد آلاف الكيلو مترات في بلاد الهند! 

مثال رقم (٣): "خرج -القادياني- قرب الساعة الثامنة للتنزه وانطلق إلى شرقي قاديان وجرى الحديث حول كتاب: "إعجاز" أحمدي"، وقيل ماذا يمكن أن يرد عليه المعارضون؟ ولعل بعضا سيقول بأننا نستطيع أن نكتب ردا عليه إذا شئنا. عندها ذكر النواب محمد علي خان أن طبيبا قال بأن أحد المشايخ عندما رأى كتاب "إعجاز أحمدي" قال بالضبط نستطيع أن نرد عليه إن أردنا، ولكن لا نريد أن نضيع الوقت". [الملفوظات ج٣ ص٣٨٠]

السؤال: لماذا لا يكون الغلام القادياني انطلق إلى شرقي قاديان أي إلى "شنغهاي" في الصين؟ وشنغهاي شرقي قاديان!

ستقول لي يا قادياني: إنما قُصد أن الغلام القادياني ذهب إلى مكان شرقي قاديان! أي بإتجاه الشرق منها قريب! ثم الغلام القادياني لم يسافر إلى الصين!

والجواب: وكذلك الأمر بالنسبة إلى "شرقي دمشق" قصد النبي صلى الله عليه وسلم مكانا شرقي دمشق عند المنارة البيضاء.

ونستطيع يا قادياني أن نخترع لك تأويلا وتحريفا كما تفعلون فنقول لك: ما أدراك يا جاهل يا "حرفي" أن القادياني لم يذهب إلى الصين؟! ألم يقل القادياني أن الهجرة من سنة الأنبياء؟! أليس القادياني اسمه المسيح الموعود! ألم يقل القادياني: إن من معاني المسيح كثير السياحة! وإن شنغهاي شرق قاديان في خط مستقيم! ثم أليس معقولا أنه سافر في سفينة بريطانية كانت متجهة إلى هونك كونغ  للتجارة، وفي الطريق نزل كالمسافر على شنغهاي ومكث ١٢٠ سنة -عفوا خطأ من النساخ أقصد ١٢٠ يوما-! ثم ألم يقل القادياني أن الصوفي ابن عربي تنبأ به وأنه سيكون صيني! ثم ألم يقل الغلام القادياني أن جداته صينيات الأصل! فلعل القادياني ذهب إلى بلاد الصين يبحث عن بعض أقاربه هناك كما ذهب المسيح الناصري إلى بلاد الهند -حسب زعم القاديانيين- لوجود بعض الإسرائيليين هناك! يا لكم من "حرفيون" يا قاديانية!!!

وهذه أيضا بعض الأقوال الأخرى التي استخدم فيها القادياني والقاديانيون كلمات مثل "شرقي" و "غربي" على ظاهرها بما يشبه الحديث النبوي:

"في يوم العيد بعد صلاة العيد ألقى -القادياني- تحت شجرة تين الهند بالجانب الشرقي بقاديان بمناسبة "الجلسة بشأن الطاعون" الخطاب التالي…". [الملفوظات ج١ ص٢٣٥]

تعليق: لماذا لا يكون المراد "بقاديان" أي دمشق.

"وفي الساعة العاشرة صباحا أمر-القادياني- بالرحيل إلى المحكمة، فما إن سمع خدامه أوامره حتى قاموا، فسار عبد الله المختار هذا في هالة من أربعين شخصا تقريبا إلى المحكمة للإدلاء بشهادته، والناس يجرون في الطريق لزيارته. فلما وصل إلى محكمة المحافظة، مد الحصير في الزواية الكائنة في جنوب شرقي الحوض المبلط أمام المحكمة، فجلس عليه -القادياني-، فأقبل عليه الناس بكثرة، وصار حول الحصير جدار من البشر، وازداد ازدحام الزوار بالتدريج، فكان الواحد يذهب ويأتي الآخر مكانه، لقد جاء -أي القادياني- إلى محكمة غورد اسبور للمرة الثالثة أو الرابعة، وفي المرات السابقة جلس في أطراف أخرى من الساحة، وجلس في هذا المكان لأول مرة، وقال: بقي هذا المكان لأن نجلس فيه". [الملفوظات ج٢ ص١٨٩]

"خرج -القادياني- قرب الساعة السابعة للنزهة. كان هناك بعض الإخوة الذين وفدوا من "كبور تهله" فلقيهم -القادياني- وسألهم عن كيفية الطاعون في منطقتهم. قبل ذلك كان حضرته يذهب إلى شمال قاديان للنزهة ولكنه أمر اليوم بالذهاب إلى الجانب الشرقي، فسعدت اليوم أرض شرقي قاديان إذ وقعت عليها قدماه المباركتان". [الملفوظات ج٣ ص٢٨٢]

"بعد صلاة المغرب جماعة جلس -القادياني- في زاوية في شمال غربي المسجد وكرر حضرته والصحابة الكبار ذكر الرؤيا التي ذكرت بعد صلاة الفجر". [الملفوظات ج٣ ص٣٨٥]

"فقال -أي القادياني- : لم أتذكر أن حجر أساسها سيوضع اليوم، فأحضِروا اللبنة لأدعو عليها ثم يمكن أن تضعوها حيث أقول لكم. فأحضر الحكيم فضل الهي اللبنة فوضعها حضرته على فخذه ودعا طويلا. الله أعلم بأي حماس عظيم دعا حضرته لظهور عظمة الله وجلاله وانتشار نوره في العالم كله، كان يبدو أن الوقت ساعة القبول، حين كان  -القادياني- بعد صلاة الجمعة يدعو قبيل وضع حجر أساس منارة المسيح بحماس قلبي، وبعد الدعاء نفخ على تلك اللبنة وسلمها للحكيم فضل إلهي ليضعها في الجانب الغربي لمنارة المسيح. باختصار قد وضع حجر أساس هذه المنارة العظيمة بيد حبيب الله ومبعوثه والمسيح والمهدي في ١٣/٣/١٩٠٣". [الملفوظات ج٤ ص٢٨٥]

"أما بعد فإن راقم هذه الرسالة الذي اسمه ميرزا غلام أحمد القادياني، ويسكن في قرية صغيرة اسمها قاديان التي تقع في محافظة غورداسبوره على بُعد سبعين ميلا تقريبا شمال شرقي لاهور". [نجم القيصرة ٥]

"والآن فقد تقررت خطة أخرى لإكمال هذا المسجد وهي أن تُبنى في شرقي المسجد كما يتبين من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم منارة عالية جدا لتُستخدَم لثلاثة أمور". [مجموعة الإعلانات الإعلان رقم ٢٢٤]

رابعا: هل هناك منارة شرقي دمشق:

قال النووي رحمه الله: "قوله : ( فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين ) ‏أما " المنارة " فبفتح الميم ، وهذه المنارة موجودة اليوم شرقي دمشق". [شرح صحيح مسلم]

وقال ابن كثير رحمه الله: "والمقصود أن عيسى عليه السلام ينزل والبلد محصن من الدجال ، ويكون نزوله على المنارة الشرقية بدمشق وهي هذه المنارة المبنية في زماننا من أموال النصارى; حيث أحرقوها فجددت من أموالهم ثم يكون نزول عيسى حتفا لهم ، وهلاكا ودمارا عليهم ، ينزل بين ملكين واضعا يديه على مناكبهما ، وعليه مهرودتان وفي رواية : ممصرتان يقطر رأسه ماء ، كأنما خرج من ديماس ، وذلك وقت الفجر ، فينزل من المنارة وقد أقيمت الصلاة وهذا إنما يكون في المسجد الأعظم بدمشق ، وهو هذا الجامع… وليس في البلد منارة تعرف بالشرقية سوى هذه ، وهي بيضاء بنفسها ، ولا يعرف في بلاد الشام منارة أحسن منها ، ولا أبهى ولا أعلى منها ، ولله الحمد والمنة". [البداية والنهاية]

وأيا كانت هذه المنارة البيضاء، فنحن نصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعند نزول عيسى عليه السلام ستكون موجودة بإذن الله وأمره.

خامسا: من أدلة القادياني والقاديانية في أن المقصود بـ "شرقي دمشق" هي قاديان أنك لو وضعت خطا مستقيما على الخارطة تجد أن قاديان شرقي دمشق! ورغم تفاهة وسخافة هذا الدليل فإنك إن وضعت خطا مستقيما تجد أن قاديان شرقي مدينة القدس لا مدينة دمشق!

سادسا: القادياني والقاديانيون يتلاعبون بالكلام والأدلة، فعندما أرادوا الاستدلال على قاديان استدلوا باعتبار مدينة من مدن بلاد الشام، بينما عندما ارادوا الاستدلال على ظهور القادياني والمسيح الدجال في بلاد المشرق -أي الهند بزعمهم- استدلوا معتبرين أن الهند شرق الجزيرة العربية، ولم يستدلوا بإعتبار المدينة المنورة التي كان يعيش فيها النبي صلى الله عليه وسلم ويشير إلى الإتجاهات من خلال حياته فيها وكونه فيها، فالإنسان يحدد الإتجهات بإعتبار موقعه الجغرافي، إلا إذا حدد موقعا آخر بإعتبار آخر مثل نزول المسيح عليه السلام شرقي دمشق!

المحور الثالث: بين مهرودتين.

يفتخر شيوخ القاديانية ويتعالون على المسلمين بتفسيراتهم المختلفة لأخبار آخر الزمان، التي تتميز بالعقلانية والعلمية وانعدام البديل، فتفسيراتهم قوية، والخصوم عاجزون أمامها ومتناقضون، ولا يجدون بديلا! إذ يقول القاديانيون في مقال لهم بعنوان : [ثلاثون دليلا على صدق القادياني] في دليلهم التاسع والعشرون: 

"لا يستطيع الآخرون أن يقدِّموا بديلا ممكنا لتفسير مختلف النبوءات القرآنية والحديثية. فمثلا كيف يفسرون أن المسيح ينـزل عند غلبة الصليب وقد مرّ هذا الوقت؟ وكيف يفسرون أن من علامات الساعة التي تحققت ترك القلاص فلا يسعى عليها؟ وكيف يفسرون الدجال وحماره ويأجوج ومأجوج بطريقة معقولة؟ كيف يجمعون بين ختم النبوة وبين نزول المسيح؟ وهناك مئات الأسئلة التي لا يقدرون على تقديم إجابة شافية عليها، لذا فهم مختلفون جدا جدا في هذه القضايا الكبيرة، حتى صار عدد منكريها يزدادون لما رأوا ضحالة و تناقضا في تناولها من قبل الفكر التقليدي. الفكر الأحمدي قوي ومتجذر في كل قضية، والخصوم عاجزون كليًّا أمامه. فليست قضيتنا قوية في جانب وضعيفة في جانب، بل إن الفكر الأحمدي ناصع في كل مجال، والفكر المخالف لا يستطيع أن يقدِّم بديلا في شيء، لا في الفكر السياسي ولا تفسير النبوءات، ولا في تفسير القرآن وقواعده، ولا في مكانة الحديث ولا في غير ذلك".

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ". [صحيح مسلم]

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ - يَعْنِي عِيسَى - وَإِنَّهُ نَازِلٌ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ، رَجُلٌ مَرْبُوعٌ، إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ، بَيْنَ مُمَصَّرَتَيْنِ ، كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ، فَيُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا إِلَّا الْإِسْلَامَ، وَيُهْلِكُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ يُتَوَفَّى فَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ ". [سنن أبي داود]

وهذه "المهرودتين"من أبرز علامات غلام القاديانية -حسب زعمه- حيث يبين ويشرح معنى المهرودتين: 

"فإني معتل الصحة بصفة دائمة وأتيت مرتديا المهرودتين المذكورتين في الحديث أن المسيح سيأتي مرتديهما، وتأويلهما في علم تعبير الرؤى مرضان، أحدهما قد لف الجزء الأعلى من جسمي بحيث يعاودني مرض الدوار والأرق وتشنج القلب. والرداء الثاني الذي لف الجزء الأسفل من بدني هو مرض السكري الذي أصابني منذ زمن بحيث أتبول مئة مرة أحيانا في ليلة واحدة". [أربعين ١٥٢]

"هناك مرضينِ يلازمانني؛ أحدهما في الجزء العلوي من الجسم والثاني في الجزء السفلي منه. المرض في الجزء العلوي من الجسم هو الدُوار، أما في الجزء السفلي منه فهو كثرة التَبَوُّل. وإن هذين المرضين يرافقانني منذ زمنٍ أعلنت فيه أني مبعوثٌ من الله تعالى. لقد دعوت أيضا للشفاء منهما ولكني تلقيت جوابًا بالنفي، وأُفهمت أن نزول المسيح الموعود بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ قد جُعل آية له منذ البداية. فإن هذين المرضينِ هما المهرودتان اللتان لازَمَتا جسدي. والمراد من المهرودة، باتفاق الأنبياء عليهم السلام هو المرض. والمهرودتان هما المرضان اللذان يصيبان جزأين من الجسد. ولقد كُشف عليّ أيضا من الله أن المراد من المهرودتين هو مرضان. وكان لا بد من أن يتحقق ما قال الله تعالى". 

ثم يضيف: "وكان مقدرا من الأزل أن يُصاب جسم المسيح الموعود بهما علامةً على صدقه". [حقيقة الوحي ٢٨٩-٢٩٠]

وقال أيضا: "كنت مصابا بمرضَين منذ فترة طويلة، الصداع الشديد الذي كنت أتضايق جدًا بسببه وتصيبني منه أعراض خطيرة. لازمني هذا المرض إلى ما يقارب 25 عاما، ورافقه الدُوار أيضا، وقال الأطباء أن النتيجة الحتمية لهذه الأعراض هي الصرع. وقد أصيب أخي الأكبر مرزا غلام قادر بالمرض نفسه إلى شهرين تقريبا قبل أن يصاب بالصرع ومات به. فظللت أدعو الله تعالى أن يحفظني من هذين المرضَين. فرأيت ذات مرة في الكشف أن هناك آفة سوداء، شكلها شكل الدابّة وحجمها حجم الضأن، ولها شعر طويل وبراثن طويلة، وهي تريد مهاجمتي، وأُلقيَ في رُوعي أنها الصرع. فضربتُ صدرها بيدي اليمنى بقوة وقلتُ: اخْسَأي، فليس لك مني نصيب. ويعلم الله أن كل تلك الأعراض الخطيرة زالت بعد ذلك، وزال الصداع تماما ولكن الدُوار يعاود فَيْنَةً بعد فينة حتى لا تختلَّ النبوءة عن المهرودتين". [حقيقة الوحي ٣٤٠]

"ذات مرة دعوت الله تعالى ليزيل هذين المرضين تماما فتلقيت جوابا بأن هذا لن يحدث. عندئذ ألقى الله في قلبي أنهما أيضا من علامات المسيح الموعود، لأنه قد ورد أنه سينزل في مهرودتين. فهما المهرودتان نفسهما إحداهما على الجزء الأعلى من الجسم والثانية على الجزء الأسفل منه، لأن معبري الرؤى كلهم متفقون على أنه إذا رأى أحد المهرودات في عالم الكشف أو الرؤى وهو عالم النبوة - كان المراد منها المرض. فلم يرد الله تعالى أن تنفصل عني علامة المسيح الموعود هذه". [نسيم الدعوة ١٤٦]

"ومرة أخرى دار الحديث حول ما ورد في الأحاديث أن المسيح الموعود سينزل بين مهرودتين مهرودة تغطي الجزء الأعلى من جسمه ومهرودة تغطي الجزء الأسفل منه. فقلت: هذه إشارة إلى أن المسيح الموعود سيبعث وهو مصاب بمرضين، لأن الثوب الأصفر يرمز إلى المرض في علم تعبير الرؤى، وأنا مصاب بمرضين: أحدهما مرض في الرأس والثاني كثرة التبول والإسهال". [تذكرة الشهادتين ٦٥]

وقال: "ورد في حديث في صحيح مسلم أن المسيح سينـزل من السماء بين مهرودتين، فما أعبثها وأسخفها من فكرة لو حُمل ذلك على الظاهر! إذ لا يُعقل السبب وراء لبسه لباسا أصفر بوجه خاص. ولكن لو اعتبرنا الكلام استعارة كشفية وفسرناها حسب مذاق المفسرين وتجاربهم، لكان التفسير المعقول هو أن المسيح سيكون معتل الصحة بعض الشيء عند ظهوره، ولن تكون صحته على ما يُرام، فهذا هو تفسير ارتداء اللباس الأصفر بحسب كتب تعبير الرؤى. ومن الواضح أن هذا التفسير هو الأنسب والأقرب إلى العقل والفهم لعالَـم الكشوف والرؤى، لأنه قد ورد في كتب تعبير الرؤى بوضوحٍ أنه إذا شوهد أحد في المنام أو الكشف مرتديا لباسا أصفر، فيجب تفسير المنام بأنه مريض أو على وشك الإصابة بمرض. ليت المفسرين والمحدثين فسّروا هذه العبارة بذوق علمي ومحقق، وقالوا: "إن المراد منه أنه عندما يظهر المسيح ويعلن كونه المسيح الموعود على الملأ، فلن تكون حالته الصحية على ما يرام، بل ستلازمه عِلّة جسدية وضعف بدني حتما، ويكون ذلك علامة على صدقه وكأنه زيه الرسمي"؛ لكان هذا التفسير جميلا ودقيقا للغاية، ومبنيا على الصدق والحق". [إزالة الأوهام ١٧٠]

ثم قدم حجة غاية في القوة والمتانة: "إذا كان المراد من المهرودتين ما يقوله معارضونا فمن الذي سيفرق بين الرهبان الهندوس والمسيح". [الملفوظات ج٣ ص١٨]

"يستنتج معارضونا أنه سينزل من السماء لابسا رداءين في الحقيقة مثل المتنسكين". [الملفوظات ج٨ ص٢٤٣]

"أما جماعتنا فنحمد الله على أن هذا الأمر لا يمكن أن يسبب لهم ابتلاء، لأن الذين فهموا بفضل الله تعالى حقيقة نزول المسيح عند منارة دمشق واضعا يديه على كتفي ملكين لابسا المهرودتين". [الملفوظات ج٢ ص٤١١]

وقال القاديانيون: "قوله صلى الله عليه وسلم "بين مهرودتين" أي لابسا حلتين مصبوغتين بورس أو زعفران… فلا يجوز أن تحمل هذه الألفاظ على الظاهر، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى الرجال عن لبس الثوب المعصفر كما ورد أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليَّ ثوبين معصفرين فقال: إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها. (صحيح مسلم باب النهي عن لبس الرجل الثوب المعصفر) فإذا كيف ينزل المسيح لابسا هذه الثياب؟ فتأويله الحقيقي أن المسيح الموعود سيلتحق به مرضان". [القول الصريح في نزول المهدي والمسيح ٩٤]

مناقشة أقوال القاديانية:

أولا: المفروض أن المتنبئ القادياني يخاطب المسلمين، ويريد أن يقنعهم أنه نبي وأنه المسيح الموعود، وهو القائل: "وبدون الدليل لا تُقبل أي دعوى، وبدون دليل لا يُقبل حتى الأنبياء". [الملفوظات ج١٠ ص٧]

فأين الدليل أن الأنبياء عليهم السلام متفقون أن المهرودة هو المرض؟! فلا يقبل منه ذلك وهذا دليل على كذبه.

ثانيا: يعتبر هذا المتنبئ أن المهرودتين علامة على صدقه! والنبي صلى الله عليه وسلم حدثنا عن أخبار آخر الزمان كعلامات، والمهرودتين علامة من علامات المسيح النازل، والدوار وكثرة التبول ليستا علامتين يستطيع الناس التحقق منهما! فهو يحس بدوار فكيف للناس أن يتثبتوا من أنه يحس بدوار؟! هل سيجلسون في بيته شهورا وسنوات حتى يروه يترنح من الدوار؟! هل سيقفون على أبواب المراحيض للتأكد من كثرة تبوله؟! فهذا التحريف للمهرودتين سخف وحماقه! 

ثالثا: هل قال النبي صلى الله عليه وسلم أن المسيح يلبس مثل لبس الكفار كالهندوس وغيرهم؟! فهذا كذب أيضا.

رابعا: العدول عن تفسير الكلمة إلى المجاز والاستعارة وتعبير الرؤى كذب ثالث، والأمر مفهوم علامات لا تنطبق على هذا المتنبئ، فالحل تحريف معاني النصوص.

خامسا: أما الكذب الرابع، فهو محاولة الخلط بين المهرودتين والثوب المعصفر. 

جاء في [لسان العرب] : "وثوب مهرود ومهرد : مصبوغ أصفر بالهرد . وفي الحديث : ينزل عيسى بن مريم - عليه السلام - في ثوبين مهرودين . وفي التهذيب : ينزل عيسى - عليه السلام - وعليه ثوبان مهرودان ; قال الفراء : الهرد الشق . وفي رواية أخرى : ينزل عيسى في مهرودتين ، أي في شقتين أو حلتين . قال الأزهري : قرأت بخط شمر لأبي عدنان : أخبرني العالم من أعراب باهلة : أن الثوب المهرود الذي يصبغ بالورس ثم بالزعفران فيجيء لونه مثل لون زهرة الحوذانة ، فذلك الثوب المهرود . ويروى : في ممصرتين ، ومعنى الممصرتين والمهرودتين واحد ، وهي المصبوغة بالصفرة من زعفران أو غيره ; وقال القتيبي : هو عندي خطأ من النقلة ، وأراه مهروتين أي صفراوين . يقال : هريت العمامة إذا لبستها صفراء ، وفعلت منه هروت ; قال : فإن كان محفوظا بالدال ، فهو من الهرد الشق ، وخطئ ابن قتيبة في استدراكه واشتقاقه . قال ابن الأنباري : القول عندنا في الحديث ينزل بين مهرودتين ، يروى بالدال والذال ، أي بين ممصرتين على ما جاء في الحديث ; قال : ولم نسمعه إلا فيه . والممصرة من الثياب : التي فيها صفرة خفيفة…".

أما الثوب المعصفر فلونه أحمر: "عصفر الثوب وغيره صبغه بالعصفر، تعصفر انصبغ بالعصفر، العصفر نبات صيفي من الفصيلة المركبة أنبوبية الزهر يستعمل زهرة تابلا ويستخرج منه صبغ أحمر يصبغ به الحرير ونحوه". [المعجم الوسيط]

سادسا: يا قاديانية إن نبيكم كان يلبس الحرير: "تقول والدتي: كان المسيح الموعود  يستخدم عمومًا إزارًا حريريًّا وذلك لأنه كان يعاني من كثرة البول لذلك كان يستخدم إزارًا حريريًّا حتى يسهل فتحه ولو كانت به عقدة. أما الإزار القطني فكان ينعقد أحيانًا ويسبب له  الأذى". [سيرة المهدي رواية رقم ٦٥]

فإن عللتم وقلتم لبسه بسبب المرض! وقلتم: عن أَنَسً حَدَّثَهُمْ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَالزُّبَيْرِ فِي قَمِيصٍ مِنْ حَرِيرٍ مِنْ حِكَّةٍ كَانَتْ بِهِمَا". [صحيح البخاري]

فنقول نحن أيضا: ربما هناك علة الله أعلم بها لنزول المسيح عليه السلام بلباس فيه صفرة خفيفة.

هذا مع العلم بأن القادياني واقع في كبائر الذنوب: هجر زوجته الأولى، وكان يقذف الناس، ويتعاطى الأفيون… إضافة للأمور المتعلقة بموالات الكفار والكفر والردة والشركيات.

سابعا: قلت: سبحان الله الذي يقدر الأقدار في تكذيب المتنبئ القادياني، كما بنى منارة وسماها منارة المسيح كعلامة، كان بإمكانه أن يلبس ثيابا فيها صفرة خفيفة، بدلا من التأويلات السخيفة المضحكة.

وأخيرا: وهذه نقطة مهمة، الغلام القادياني يعتبر المهرودتين علامة له، وهما مرضان ملازمان له الدوار وكثرة التبول، مع أن الغلام القادياني مصاب بأمراض أخرى ملازمة له أيضا، كما أنه مريض بصفة دائمة، فما أن يخرج من مرض وحالة صحية سيئة حتى يدخل بأخر وحالة أخرى! فهما لا يعتبران علامة لكثرة أمراضه وشكواه منها. 

نعوذ بالله من عمى البصر. ونعوذ بالله من عمى البصيرة. وبسم الله نعوذ بالله من العمى والعميان. نسأل الله النور الجميل الهادي أن ينور وجوهنا وعقولنا وقلوبنا وبصرنا وبصيرتنا، وأن يهدينا ويفتح علينا ولنا وبنا، اللهم عافنا وأعف عنا اللهم آمين. والحمد والشكر لله الغني الكريم الأكرم الحميد الشاكر الشكور.

المحور الرابع: واضعا كفيه على أجنحة ملكين.

يقول المتنبي القادياني:

"(1) إتمام الحجة من خلال العلم الذي يوهب له والمتعلق بالعقل والنقل الذي سيُعطاه بغير كسب منه.(2) النوع الثاني من إتمام الحجة من خلال الآيات التي ستنـزل من الله تعالى دون أي تدخل إنساني. وفي نزوله واضعا يديه على أجنحة مَلكين إشارة إلى أن أسباب تقدمه سوف تُهيَأُ من الغيب وبدعمها سوف تستوي الأمور كلها". [حقيقة الوحي ٢٩٠]

"ستحل بلايا عظيمة في الأيام الأخيرة في زمن المسيح، وتقع زلازل شديدة جدا، ويختفي الأمن من الدنيا كلها. وستحل كل هذه البلايا بدعاء المسيح فقط، ثم ينال الفتحَ والغلبة بعد نزول هذه الآيات. هذا هو المراد من الملكين اللذين قيل على سبيل الاستعارة بأن المسيح سينـزل واضعا يديه على كتفيهما". [حقيقة الوحي ٢٩٣]

"لأن الملكَين النازلَينِ مع المسيح الموعود يعملان ضد عقيدة الصليب، فلا تزال الدنيا تخرج من الظلمات إلى النور، والوقت قريب حين يُبطَل السحر الدجالي كليا لأن أجله قد بلغ نهايته". [حقيقة الوحي ٢٩٤]

"ولقد ورد في حديث آخر في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ابن مريم يطوف واضعا كفيه على رجلين بدلا من الملكين. فمن هذا الحديث يتبين بجلاء أن المراد من الملكين المذكورين في الحديث عن دمشق هما الرجلان المذكوران في حديث آخر، والمراد من وضع اليدين على كتفيهما هو أنهما سيكونان ناصرين ومعينين للمسيح". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٢٢٣]

"ومن جملة علامات نزول المسيح أنه سينزل واضعا كفيه على أجنحة ملكين. وفي ذلك إشارة إلى أن يده اليمنى واليسرى اللتين تمثلان وسيلة الحصول على العلوم العقلية والأنوار الباطنية، تكونان مسندتين على الموكلين من السماء، وسينال العلم اللدني من الله تعالى، وليس من الكتاتيب والكتب والمشايخ، والله تعالى وحده سيتولى ويتكفل حاجاته كلها، كما نشر في "البراهين الأحمدية" قبل عشر سنوات بحقى إلهام نصه: "إنك بأعيننا، سميتك المتوكل، وعلمناه من لدنا علمًا". وليكن معلوما أن المراد من الأجنحة المذكورة في الحديث؛ هو الصفات والقوى الملائكية، كما يقول صاحب "اللمعات" شارح المشكاة في شرح الحديث: عن زيد بن ثابت قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: طوبى للشام. قلنا لأي ذلك يا رسول الله؟ قال: لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها". رواه أحمد والترمذي. لقد ثبت من الأحاديث الكثيرة والقرآن الكريم أن الذي يحرز مرتبة الانقطاع الكامل والتوكل الكامل، تسخر الملائكة لخدمته؛ فيخدمه كل ملاك بما يتلاءم مع منصبه، إذ قال الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ قَالُوا۟ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَـٰمُوا۟ تَتَنَزَّلُ عَلَیۡهِمُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ أَلَّا تَخَافُوا۟ وَلَا تَحۡزَنُوا۟ وَأَبۡشِرُوا۟ بِٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِی كُنتُمۡ تُوعَدُونَ﴾، وقال أيضا: (وَحَمَلۡنَـٰهُمۡ فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ)، فهل يعني ذلك في الحقيقة أن الله تعالى حاملهم في حضنه؟ كلا، كذلك لا يجوز أن يحمل وضع اليدين على أجنحة ملكين أيضا على الحقيقة. فزبدة الكلام أني جئت بالعلامة المذكورة آنفا، وأن يدي على أجنحة الملائكة، وتكشف على العلوم اللدنية بواسطة القوى الغيبية. فلو لم يكن المرء أعمى لراني من خلال هذه العلامة الصريحة، ولما وجد نظيرها في غيري". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٥٠٧]

"بل الحق الذي كشف الله عليّ أمرٌ يقبَله كل مؤمن طالب الحق، ولا يأبى إلا الذي لا يتخذ سبيل المهتدين، وهو أن نزول المسيح عند المنارة البيضاء شرقيَّ دمشق واضعًا كَفَّيْه على أجنحة ملَكينِ إشارةٌ إلى شيوع أمره في بلاد الشام خالصًا من العلل السماوية، منـزّهًا عن دخل الأسباب الأرضية، وعن دخل سلطانها ودولتها وعساكرها وأفواجها ومسّ تدابيرها، بل يعلو أمره بحماية الله وجنده السماوية، كأنه نزل على أجنحة الملائكة". [حمامة البشرى ٣٠]

"ومع ظهور المسيح الموعود سينزل الملائكة من السماء لإلقاء الصدق في قلوب الذين سوف يغيرون الأفكار. ولذلك قد ورد في الحديث أن المسيح الموعود سينزل واضعا كفيه على كتفي ملكين. فإنما المراد منه أن بظهوره ستبدأ تصرفات الملائكة، وأن الناس سيستيقظون من رقاد الغفلة رويدا رويدا". [أيام الصلح ٧١]


إبطال الأباطيل القاديانية:

أولا: من دجل القاديانيين أنهم يطالبون المسلمين بأدلة على نزول المسيح عليه السلام من السماء والأدلة موجودة منها هذا الحديث الذي جاء فيه: "إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ".

ثانيا: لقد ذكر رب العزة أن لملائكة الرحمن عليها السلام أجنحة: ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ جَاعِلِ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ رُسُلًا أُو۟لِیۤ أَجۡنِحَة مَّثۡنَىٰ وَثُلَـٰثَ وَرُبَـٰعَۚ یَزِیدُ فِی ٱلۡخَلۡقِ مَا یَشَاۤءُۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ﴾ [فاطر ١]

وجاءت الأحاديث بذلك أيضا:

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : { لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى } ، قَالَ : رَأَى جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ. [صحيح مسلم]

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو جَهْلٍ : هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ؟ قَالَ : فَقِيلَ : نَعَمْ. فَقَالَ : وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى، لَئِنْ رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ لَأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ، أَوْ لَأُعَفِّرَنَّ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ. قَالَ : فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي، زَعَمَ لِيَطَأَ عَلَى رَقَبَتِهِ، قَالَ : فَمَا فَجِئَهُمْ مِنْهُ إِلَّا وَهُوَ يَنْكُصُ عَلَى عَقِبَيْهِ، وَيَتَّقِي بِيَدَيْهِ، قَالَ : فَقِيلَ لَهُ : مَا لَكَ ؟ فَقَالَ : إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَخَنْدَقًا مِنْ نَارٍ، وَهَوْلًا وَأَجْنِحَةً. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَوْ دَنَا مِنِّي لَاخْتَطَفَتْهُ الْمَلَائِكَةُ عُضْوًا عُضْوًا ". قَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ - لَا نَدْرِي فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ شَيْءٌ بَلَغَهُ - : { كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى } { أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى } { إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى } { أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى } { عَبْدًا إِذَا صَلَّى } { أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى } { أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى } { أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى } - يَعْنِي أَبَا جَهْلٍ - { أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى } { كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ } { نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ } { فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ } { سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ } { كَلَّا لَا تُطِعْهُ } . زَادَ عُبَيْدُ اللَّهِ فِي حَدِيثِهِ : قَالَ : وَأَمَرَهُ بِمَا أَمَرَهُ بِهِ. وَزَادَ ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى : { فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ } . يَعْنِي قَوْمَهُ. [صحيح مسلم]

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِذَا قَضَى اللَّهُ الْأَمْرَ فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتِ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ، كَالسِّلْسِلَةِ عَلَى صَفْوَانٍ - قَالَ عَلِيٌّ، وَقَالَ غَيْرُهُ : صَفْوَانٍ يَنْفُذُهُمْ ذَلِكَ - فَإِذَا { فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ } ؟ قَالُوا : لِلَّذِي قَالَ { الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } . فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُو السَّمْعِ، وَمُسْتَرِقُو السَّمْعِ، هَكَذَا وَاحِدٌ فَوْقَ آخَرَ - وَوَصَفَ سُفْيَانُ بِيَدِهِ، وَفَرَّجَ بَيْنَ أَصَابِعِ يَدِهِ الْيُمْنَى، نَصَبَهَا بَعْضَهَا فَوْقَ بَعْضٍ - فَرُبَّمَا أَدْرَكَ الشِّهَابُ الْمُسْتَمِعَ قَبْلَ أَنْ يَرْمِيَ بِهَا إِلَى صَاحِبِهِ فَيُحْرِقَهُ، وَرُبَّمَا لَمْ يُدْرِكْهُ حَتَّى يَرْمِيَ بِهَا إِلَى الَّذِي يَلِيهِ، إِلَى الَّذِي هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ حَتَّى يُلْقُوهَا إِلَى الْأَرْضِ - وَرُبَّمَا قَالَ سُفْيَانُ : حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى الْأَرْضِ - فَتُلْقَى عَلَى فَمِ السَّاحِرِ فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ، فَيَصْدُقُ، فَيَقُولُونَ : أَلَمْ يُخْبِرْنَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا يَكُونُ كَذَا وَكَذَا ؟ فَوَجَدْنَاهُ حَقًّا لِلْكَلِمَةِ الَّتِي سُمِعَتْ مِنَ السَّمَاءِ ". [صحيح البخاري]

فلا غرابة أن نزول عيسى عليه السلام من السماء يكون واضعا كفيه على أجنحة ملكين.

ثالثا: أما تأويلات القادياني والقاديانية وتحريفاتهم، فيستطيع أي إنسان أن يأتي بمثل هذه التأويلات والتحريفات الباطلة، وتناقضهم في هذه التأويلات والتحريفات دليل كذب ودليل بطلان.

"ما كاد نواب محمد علي يجلس حتى تصاعدت الأصوات من كل حدب وصوب تقول میان صاحب ميان صاحب (أي حضرة مرزا بشير الدين). وفي أثناء ذلك قام السيد محمد أحسن الأمروهي وقال بصوت عال: أنا ذلك الشخص الذي قال المسيح الموعود عنه بأنني أحد الملكين المذكورين في الحديث الذي ورد فيه أن المسيح سينزل على كتفيهما. وأنا أعتبر مرزا بشير الدين محمود أحمد مؤهلا لأن يأخذ البيعة كخليفة، وأرجو من حضرته أن يقبل بيعتنا". [حياة نور ٨٠٤]

فانظر كيف فسر محمد أحسن الأمروهي ذلك النص، معتبرا نفسه أحد الملكين دون أن ينكر عليه أحد، وقد يكون هذا القول صحيحا من ناحية دجلية، فيكون المعنى أن السنديين الغيبيين للمتنبي القادياني هما نور الدين البهيروي ومحمد أحسن الأمروهي، يقومان بالكتابة والتأليف وما شابه ذلك. 

المحور الخامس: إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر..

"وأما القول إن المسيح الموعود سيبدو كأنه خرج للتو من الحمام بعد الغسل، وأن رَأسَهُ يقطُرُ وتتحدّرُ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ فمعنى هذا الكشف أن المسيح الموعود سيظل يجدد علاقته بالله تعالى من خلال توبته وتضرعه أمامه سبحانه وتعالى، وكأنه يغتسل دائما فتقطر من رأسه قطرات طاهرة نتيجة هذا الغسل المقدس. وليس أن فيه أمرا خارقا للعادة وخلافا لفطرة الإنسان، كلا، ثم كلا". [حقيقة الوحي ٢٩١]

"فإن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم المسيح الموعود وكأنه خرج من الغسل لتوه فتقطر من رأسه قطرات الماء مثل اللؤلؤ، فمعناه أنه يكون توابا ومنيبا إلى الله بكثرة وأن علاقته مع الله ستتجدد وتتطور دائما، وكأنه يغتسل باستمرار فتقطر قطرات الإنابة المقدسة من رأسه مثل اللآلئ الطاهرة". [حقيقة الوحي ٢٩١]

"والمراد من هلاك الكفار من نفَسه هو أنهم سيقتلون نتيجة توجهه". [حقيقة الوحي ٢٩١]

"بل الحق أنه قد تقرر مجيء المسيح من عند الله سبحانه وتعالى ليتم حجة صدق الإسلام على الأمم كلها، وتتم حجة الله على أمم العالم كلها. هذا ما أشير إليه حين قيل بأن الكفار يموتون بنفس المسيح، أي أنهم يهلكون بالأدلة البينة والبراهين القاطعة". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ١٤٧]

"لقد بينت من قبل المعنى الحقيقي لموت الناس بنفس المسيح، أي أن المراد من ذلك موتهم بالحجة والبينة، وإلا فبعيد من الأدب القول بأن مادة سمية أو وبائية ستخرج من فم المسيح وتختلط بالهواء وتقتل الكفار الضعفاء فقط، ولن تقدر على قتل الدجال". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٣٠٨]

التعليق على ما سبق:

١- زعم القادياني أن هلاك الكفار يكون بالحجج والبينات والبراهين القاطعة، مع أنه أيضا يزعم هلاك أعدائه ماديا، ففلان هلك بسبب دعاء القادياني… وفلان أصيب بمرض فانتقم الله منه… وفلان بأهل القادياني ثم مات… وفلان تنبأ القادياني بموته… إلخ. وهذا كثير في كلام القادياني والقاديانية.

فمن يزعم المزاعم السابقة كيف له أن ينكر هلاك الكفار بإذن الله بسبب عيسى عليه السلام!

٢- ولا أدري كيف سيجدد القادياني علاقته بالله وتوجهه وتضرعاته… مع أن كثرة التبول والإسهال لا يجعلانه يفارق المرحاض أو الانشغال بأمور أخرى! 

المحور السادس: فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله.

يقول القادياني: "أول بلدة بايعَني الناس فيها اسمها "لُدْهيانه"، وهي أوّل أرض قامت الأشرار فيها للإهانة، فلما كانت بيعة المخلصين حربةً لقتل الدجّال اللعين، بإشاعة الحق المبين، أُشِيرَ في الحديث أن المسيح يقتل الدجّال على باب اللُّدّ بالضربة الواحدة. فاللُّدّ ملخّص من لفظ "لُدْهيانه" كما لا يخفى على ذوي الفطنة". [الهدى والتبصرة لمن يرى ٧٦]

ويقول القاديانيون: "ومن المعروف أن سيدنا مرزا غلام أحمد كان يطلق على التبشير المسيحي في الهند لفظ "الدجال"، لأن القساوسة والمبشرين في ذلك الوقت كانوا يتوسلون بأساليب الكذب والدجل لخداع الناس وإدخالهم في الديانة المسيحية. فشاء الله تعالى أن تولد جماعة المؤمنين في نفس مدينة لدهيانة التي كانت بابا دخل منه الدجال، حتى تتولى هذه الجماعة المباركة القضاء على هذا الدجال، وفي هذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مسيح آخر الزمان في حديث له ذكره ابن ماجه برقم (٤٠٧٧) أنه سوف يقتل الدجال عند باب الله الشرقي". وقد فهم بعض العلماء أن "اللد" هو اسم بلد في فلسطين، ولكن اللد الذي في فلسطين يقع في الشمال بالنسبة للمدينة المنورة وليس في الشرق، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا عن اللد الشرقي وليس الشمالي، وعند التدبر قليلا في تعبير "باب اللد" الذي جاء في الحديث الشريف تجد أن كلمة باب قد تعنى أيضا الطريق أو المنفذ أو المدخل، فإن باب الغرفة مثلا هو طريق الدخول إلى الغرفة، وباب المندب هو الطريق البحري لدخول البحر الأحمر وبذلك يكون "باب اللد" هو "طريق اللد" أي "لدهيانه" كما يعني بالضبط هذا الاسم في اللغة الهندية. ولا يخفى أن لدهيانه تقع في الشرق من المدينة المنورة، وعلى هذا يكون معنى الحديث أن مسيح آخر الزمان سوف يقتل المسيخ الدجال في لدهيانه.. أي في باب اللد الذي في الشرق، ويتم هذا القتل كما أوضحه رسول الله في أحاديث أخرى بواسطة حربة سماوية والحربة السماوية هي جماعة المؤمنين المبتهلين إلى الله التي أنشأها سيدنا مرزا غلام أحمد في لدهيانه التي كانت معقل الدجال لتتولى قتله". [السيرة المطهرة مصطفى ثابت ١١٢]

دحض وتفنيد ورد وإبطال:

كنا قد كتنبنا سابقا عن المسيح الدجال وما يتعلق بذلك من مواضيع وهنا لن نتكلم إلا في جزئية باب اللد أو مدينة اللد.

أولا: حديث النواس بن سمعان يتحدث عن قتل المسيح الدجال، ثم بعد قتله يكون ظهور يأجوج ومأجوج ثم هلاك يأجوج ومأجوج بقدرة الله وأمره، وهناك أماكن ذكرها الحديث تدل على أحداث تقع في حدود بلاد الشام: المنارة البيضاء شرقي دمشق، مدينة اللد، بحيرة طبريا، الطور، خلة بين الشام والعراق.

بينما عند القاديانية الدجال ويأجوج ومأجوج لا زالوا موجودين إلى يومنا هذا، وأيضا يتحدثون عن بلاد الهند ومدينة لدهيانة.

ثانيا: قتل الدجال بالحجج والبراهين والأدلة، يمكن أيضا أن يدعيه غير القاديانية على مستوى فرد أو جماعة، فبالتالي: لم يأتي القادياني والقاديانيون بشيء لم يكن موجودا قبلهم.

ثالثا: أما دجل وكذب مصطفى ثابت والقاديانيين أن اللد في فلسطين هي شمال المدينة المنورة، وإن النبي عليه الصلاة والسلام قصد اللد الشرقي أي "لدهيانة" وليس اللد الشمالي. فجوابه: أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قصد اللد التي في فلسطين:

عن عَائِشَةَ، قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ لِي : " مَا يُبْكِيكِ ؟ ". قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَكَرْتُ الدَّجَّالَ فَبَكَيْتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنْ يَخْرُجِ الدَّجَّالُ وَأَنَا حَيٌّ كَفَيْتُكُمُوهُ، وَإِنْ يَخْرُجِ الدَّجَّالُ بَعْدِي فَإِنَّ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَإِنَّهُ يَخْرُجُ فِي يَهُودِيَّةِ أَصْبَهَانَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَدِينَةَ فَيَنْزِلَ نَاحِيَتَهَا، وَلَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ، عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَكَانِ، حَتَّى الشَّامَ، مَدِينَةً بِفِلَسْطِينَ بِبَابِ لُدٍّ ". وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ مَرَّةً : " حَتَّى يَأْتِيَ فِلَسْطِينَ بَابَ لُدٍّ، فَيَنْزِلَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يَمْكُثَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِمَامًا عَدْلًا، وَحَكَمًا مُقْسِطًا ". [مسند الإمام أحمد]

ثم النبي صلى الله عليه وسلم لم يتحدث عن باب اللد بإعتبار مكانه أنه في المدينة المنورة!

رابعا: أن قتل الدجال هو قتل مادي بدلالة النصوص الصريحة الواضحة:

"إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ". [صحيح مسلم]

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ، أَوْ بِدَابِقٍ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنَ الْمَدِينَةِ، مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ، فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتِ الرُّومُ : خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ. فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ : لَا وَاللَّهِ، لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا. فَيُقَاتِلُونَهُمْ فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا، وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ، وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ لَا يُفْتَنُونَ أَبَدًا، فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ، قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ، إِذْ صَاحَ فِيهِمُ الشَّيْطَانُ : إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ. فَيَخْرُجُونَ، وَذَلِكَ بَاطِلٌ، فَإِذَا جَاءُوا الشَّأْمَ خَرَجَ، فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ، يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ، إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَّهُمْ، فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللَّهِ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ، فَلَوْ تَرَكَهُ لَانْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ، وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بِيَدِهِ، فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ ". [صحيح مسلم]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي خَفْقَةٍ مِنَ الدِّينِ، وَإِدْبَارٍ مِنَ الْعِلْمِ، فَلَهُ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً يَسِيحُهَا فِي الْأَرْضِ، الْيَوْمُ مِنْهَا كَالسَّنَةِ، وَالْيَوْمُ مِنْهَا كَالشَّهْرِ، وَالْيَوْمُ مِنْهَا كَالْجُمُعَةِ، ثُمَّ سَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ هَذِهِ، وَلَهُ حِمَارٌ يَرْكَبُهُ عَرْضُ مَا بَيْنَ أُذُنَيْهِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا، فَيَقُولُ لِلنَّاسِ : أَنَا رَبُّكُمْ. وَهُوَ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ - ك ف ر مُهَجَّاةٌ - يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ، كَاتِبٍ وَغَيْرِ كَاتِبٍ، يَرِدُ كُلَّ مَاءٍ وَمَنْهَلٍ، إِلَّا الْمَدِينَةَ وَمَكَّةَ ؛ حَرَّمَهُمَا اللَّهُ عَلَيْهِ، وَقَامَتِ الْمَلَائِكَةُ بِأَبْوَابِهَا، وَمَعَهُ جِبَالٌ مِنْ خُبْزٍ، وَالنَّاسُ فِي جَهْدٍ، إِلَّا مَنْ تَبِعَهُ، وَمَعَهُ نَهْرَانِ، أَنَا أَعْلَمُ بِهِمَا مِنْهُ ؛ نَهَرٌ يَقُولُ : الْجَنَّةُ، وَنَهَرٌ يَقُولُ : النَّارُ. فَمَنْ أُدْخِلَ الَّذِي يُسَمِّيهِ الْجَنَّةَ فَهُوَ النَّارُ، وَمَنْ أُدْخِلَ الَّذِي يُسَمِّيهِ النَّارَ فَهُوَ الْجَنَّةُ ". قَالَ : " وَيَبْعَثُ اللَّهُ مَعَهُ شَيَاطِينَ تُكَلِّمُ النَّاسَ، وَمَعَهُ فِتْنَةٌ عَظِيمَةٌ، يَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ، فِيمَا يَرَى النَّاسُ، وَيَقْتُلُ نَفْسًا، ثُمَّ يُحْيِيهَا، فِيمَا يَرَى النَّاسُ، لَا يُسَلَّطُ عَلَى غَيْرِهَا مِنَ النَّاسِ، وَيَقُولُ : أَيُّهَا النَّاسُ، هَلْ يَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا إِلَّا الرَّبُّ ؟ " قَالَ : " فَيَفِرُّ الْمُسْلِمُونَ إِلَى جَبَلِ الدُّخَانِ بِالشَّامِ، فَيَأْتِيهِمْ فَيُحَاصِرُهُمْ، فَيَشْتَدُّ حِصَارُهُمْ، وَيُجْهِدُهُمْ جَهْدًا شَدِيدًا، ثُمَّ يَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، فَيُنَادِي مِنَ السَّحَرِ، فَيَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تَخْرُجُوا إِلَى الْكَذَّابِ الْخَبِيثِ ؟ فَيَقُولُونَ : هَذَا رَجُلٌ جِنِّيٌّ. فَيَنْطَلِقُونَ، فَإِذَا هُمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، فَتُقَامُ الصَّلَاةُ، فَيُقَالُ لَهُ : تَقَدَّمْ يَا رُوحَ اللَّهِ. فَيَقُولُ : لِيَتَقَدَّمْ إِمَامُكُمْ فَلْيُصَلِّ بِكُمْ. فَإِذَا صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ خَرَجُوا إِلَيْهِ ". قَالَ : " فَحِينَ يَرَى الْكَذَّابُ يَنْمَاثُ، كَمَا يَنْمَاثُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ، فَيَمْشِي إِلَيْهِ، فَيَقْتُلُهُ، حَتَّى إِنَّ الشَّجَرَةَ وَالْحَجَرَ يُنَادِي : يَا رُوحَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ. فَلَا يَتْرُكُ مِمَّنْ كَانَ يَتْبَعُهُ أَحَدًا إِلَّا قَتَلَهُ ". [مسند الإمام أحمد]

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ - يَعْنِي عِيسَى - وَإِنَّهُ نَازِلٌ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ، رَجُلٌ مَرْبُوعٌ، إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ، بَيْنَ مُمَصَّرَتَيْنِ ، كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ، فَيُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا إِلَّا الْإِسْلَامَ، وَيُهْلِكُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ يُتَوَفَّى فَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ ". [سنن أبي داود]

خامسا: قبل أن يتحدد موقف القادياني من الدجال جيدا كتب: 

"ثم يقول صلى الله عليه وسلم: إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ (وهو قرية من قرى بيت المقدس) فَيَقْتُلُهُ. هذا الحديث أورده الإمام مسلم في صحيحه، ولكن قد تركه رئيس المحدثين الإمام محمد بن إسماعيل البخاري معتبرا إياه ضعيفا". (فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٢٢٣)

لاحظوا أنه كتب بين قوسين: (وهو قرية من قرى بيت المقدس).

وما سبق إلزام أنه أثبت القتل بباب لد في فلسطين.

فإما أن القادياني كذاب دجال، أو متناقض، أو ليس نبيا معصوما يتكلم بوحي! وللقاديانيين أن يختاروا ما يشاؤون.

وهنا نريد الإجابة عن مسألتين مهمتين:

-لماذا دمشق بلاد الشام كما يتسائل المتنبئ القادياني.

-وظهور المسيح الدجال من جهة الشرق.

أما لماذا دمشق وبلاد الشام فإن ما لدينا من أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان فإنها  لا تتحدث عن بلاد الهند، بل تتحدث عن أحداث وأمور تقع في بلاد الشام وهذه بعضها:

"إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ". [صحيح مسلم]

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي خَفْقَةٍ مِنَ الدِّينِ، وَإِدْبَارٍ مِنَ الْعِلْمِ، فَلَهُ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً يَسِيحُهَا فِي الْأَرْضِ، الْيَوْمُ مِنْهَا كَالسَّنَةِ، وَالْيَوْمُ مِنْهَا كَالشَّهْرِ، وَالْيَوْمُ مِنْهَا كَالْجُمُعَةِ، ثُمَّ سَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ هَذِهِ، وَلَهُ حِمَارٌ يَرْكَبُهُ عَرْضُ مَا بَيْنَ أُذُنَيْهِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا، فَيَقُولُ لِلنَّاسِ : أَنَا رَبُّكُمْ. وَهُوَ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ - ك ف ر مُهَجَّاةٌ - يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ، كَاتِبٍ وَغَيْرِ كَاتِبٍ، يَرِدُ كُلَّ مَاءٍ وَمَنْهَلٍ، إِلَّا الْمَدِينَةَ وَمَكَّةَ ؛ حَرَّمَهُمَا اللَّهُ عَلَيْهِ، وَقَامَتِ الْمَلَائِكَةُ بِأَبْوَابِهَا، وَمَعَهُ جِبَالٌ مِنْ خُبْزٍ، وَالنَّاسُ فِي جَهْدٍ، إِلَّا مَنْ تَبِعَهُ، وَمَعَهُ نَهْرَانِ، أَنَا أَعْلَمُ بِهِمَا مِنْهُ ؛ نَهَرٌ يَقُولُ : الْجَنَّةُ، وَنَهَرٌ يَقُولُ : النَّارُ. فَمَنْ أُدْخِلَ الَّذِي يُسَمِّيهِ الْجَنَّةَ فَهُوَ النَّارُ، وَمَنْ أُدْخِلَ الَّذِي يُسَمِّيهِ النَّارَ فَهُوَ الْجَنَّةُ ". قَالَ : " وَيَبْعَثُ اللَّهُ مَعَهُ شَيَاطِينَ تُكَلِّمُ النَّاسَ، وَمَعَهُ فِتْنَةٌ عَظِيمَةٌ، يَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ، فِيمَا يَرَى النَّاسُ، وَيَقْتُلُ نَفْسًا، ثُمَّ يُحْيِيهَا، فِيمَا يَرَى النَّاسُ، لَا يُسَلَّطُ عَلَى غَيْرِهَا مِنَ النَّاسِ، وَيَقُولُ : أَيُّهَا النَّاسُ، هَلْ يَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا إِلَّا الرَّبُّ ؟ " قَالَ : " فَيَفِرُّ الْمُسْلِمُونَ إِلَى جَبَلِ الدُّخَانِ بِالشَّامِ، فَيَأْتِيهِمْ فَيُحَاصِرُهُمْ، فَيَشْتَدُّ حِصَارُهُمْ، وَيُجْهِدُهُمْ جَهْدًا شَدِيدًا، ثُمَّ يَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، فَيُنَادِي مِنَ السَّحَرِ، فَيَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تَخْرُجُوا إِلَى الْكَذَّابِ الْخَبِيثِ ؟ فَيَقُولُونَ : هَذَا رَجُلٌ جِنِّيٌّ. فَيَنْطَلِقُونَ، فَإِذَا هُمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، فَتُقَامُ الصَّلَاةُ، فَيُقَالُ لَهُ : تَقَدَّمْ يَا رُوحَ اللَّهِ. فَيَقُولُ : لِيَتَقَدَّمْ إِمَامُكُمْ فَلْيُصَلِّ بِكُمْ. فَإِذَا صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ خَرَجُوا إِلَيْهِ ". قَالَ : " فَحِينَ يَرَى الْكَذَّابُ يَنْمَاثُ، كَمَا يَنْمَاثُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ، فَيَمْشِي إِلَيْهِ، فَيَقْتُلُهُ، حَتَّى إِنَّ الشَّجَرَةَ وَالْحَجَرَ يُنَادِي : يَا رُوحَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ. فَلَا يَتْرُكُ مِمَّنْ كَانَ يَتْبَعُهُ أَحَدًا إِلَّا قَتَلَهُ ". [مسند الإمام أحمد]

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ، أَوْ بِدَابِقٍ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنَ الْمَدِينَةِ، مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ، فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتِ الرُّومُ : خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ. فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ : لَا وَاللَّهِ، لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا. فَيُقَاتِلُونَهُمْ فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا، وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ، وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ لَا يُفْتَنُونَ أَبَدًا، فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ، قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ، إِذْ صَاحَ فِيهِمُ الشَّيْطَانُ : إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ. فَيَخْرُجُونَ، وَذَلِكَ بَاطِلٌ، فَإِذَا جَاءُوا الشَّأْمَ خَرَجَ، فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ، يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ، إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَّهُمْ، فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللَّهِ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ، فَلَوْ تَرَكَهُ لَانْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ، وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بِيَدِهِ، فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ ". [صحيح مسلم]

عن عَائِشَةَ، قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ لِي : " مَا يُبْكِيكِ ؟ ". قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَكَرْتُ الدَّجَّالَ فَبَكَيْتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنْ يَخْرُجِ الدَّجَّالُ وَأَنَا حَيٌّ كَفَيْتُكُمُوهُ، وَإِنْ يَخْرُجِ الدَّجَّالُ بَعْدِي فَإِنَّ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَإِنَّهُ يَخْرُجُ فِي يَهُودِيَّةِ أَصْبَهَانَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَدِينَةَ فَيَنْزِلَ نَاحِيَتَهَا، وَلَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ، عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَكَانِ، حَتَّى الشَّامَ، مَدِينَةً بِفِلَسْطِينَ بِبَابِ لُدٍّ ". وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ مَرَّةً : " حَتَّى يَأْتِيَ فِلَسْطِينَ بَابَ لُدٍّ، فَيَنْزِلَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يَمْكُثَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِمَامًا عَدْلًا، وَحَكَمًا مُقْسِطًا ". [مسند الإمام أحمد]

عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ : " عَوْفٌ ؟ ". فَقُلْتُ : نَعَمْ. فَقَالَ : " ادْخُلْ ". قَالَ : قُلْتُ : كُلِّي أَوْ بَعْضِي ؟ قَالَ : " بَلْ كُلُّكَ ". قَالَ : " اعْدُدْ يَا عَوْفُ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ، أَوَّلُهُنَّ مَوْتِي ". قَالَ : فَاسْتَبْكَيْتُ حَتَّى جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَكِّتُنِي، قَالَ : قُلْتُ : إِحْدَى. " وَالثَّانِيَةُ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ". قُلْتُ : اثْنَيْنِ. " وَالثَّالِثَةُ مُوتَانٌ يَكُونُ فِي أُمَّتِي، يَأْخُذُهُمْ مِثْلَ قُعَاصِ الْغَنَمِ، قُلْ : ثَلَاثًا، وَالرَّابِعَةُ فِتْنَةٌ تَكُونُ فِي أُمَّتِي - وَعَظَّمَهَا - قُلْ : أَرْبَعًا، وَالْخَامِسَةُ يَفِيضُ الْمَالُ فِيكُمْ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيُعْطَى الْمِائَةَ دِينَارٍ فَيَتَسَخَّطُهَا، قُلْ : خَمْسًا، وَالسَّادِسَةُ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ، فَيَسِيرُونَ إِلَيْكُمْ عَلَى ثَمَانِينَ غَايَةً ". قُلْتُ : وَمَا الْغَايَةُ ؟ قَالَ : " الرَّايَةُ، تَحْتَ كُلِّ رَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا، فُسْطَاطُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ فِي أَرْضٍ يُقَالُ لَهَا : الْغُوطَةُ. فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا : دِمَشْقُ ". [مسند الإمام أحمد]

عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " فُسْطَاطُ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْمَلْحَمَةِ الْغُوطَةُ إِلَى جَانِبِ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا : دِمَشْقُ ". [مسند الإمام أحمد]

عن مُجَمِّعَ بْنَ جَارِيَةَ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " يَقْتُلُ ابْنُ مَرْيَمَ الدَّجَّالَ بِبَابِ لُدٍّ ". [سنن الترمذي]

عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ مُسْرِعًا، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَنُودِيَ فِي النَّاسِ : الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ. وَاجْتَمَعَ النَّاسُ، فَقَالَ : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي لَمْ أَدْعُكُمْ لِرَغْبَةٍ نَزَلَتْ، وَلَا لِرَهْبَةٍ، وَلَكِنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ أَخْبَرَنِي أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ رَكِبُوا الْبَحْرَ، فَقَذَفَتْهُمُ الرِّيحُ إِلَى جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ، فَإِذَا هُمْ بِدَابَّةٍ أَشْعَرَ ، لَا يُدْرَى أَذَكَرٌ، أَمْ أُنْثَى مِنْ كَثْرَةِ شَعْرِهِ، فَقَالُوا : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَتْ : أَنَا الْجَسَّاسَةُ . قَالُوا : فَأَخْبِرِينَا. قَالَتْ : مَا أَنَا بِمُخْبِرَتِكُمْ، وَلَا بِمُسْتَخْبِرَتِكُمْ، وَلَكِنْ فِي هَذَا الدَّيْرِ رَجُلٌ فَقِيرٌ إِلَى أَنْ يُخْبِرَكُمْ وَيَسْتَخْبِرَكُمْ. فَدَخَلُوا الدَّيْرَ، فَإِذَا رَجُلٌ ضَرِيرٌ، وَمُصَفَّدٌ فِي الْحَدِيدِ، فَقَالَ : مَنْ أَنْتُمْ ؟ قُلْنَا : نَحْنُ الْعَرَبُ. قَالَ : هَلْ بُعِثَ فِيكُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ. قَالَ : فَهَلِ اتَّبَعَهُ الْعَرَبُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ. قَالَ : ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ. قَالَ : مَا فَعَلَتْ فَارِسُ ؟ هَلْ ظَهَرَ عَلَيْهَا ؟ قَالُوا : لَمْ يَظْهَرْ عَلَيْهَا بَعْدُ. قَالَ : أَمَا إِنَّهُ سَيَظْهَرُ عَلَيْهَا. ثُمَّ قَالَ : مَا فَعَلَتْ عَيْنُ زُغَرَ ؟ قَالُوا : هِيَ تَدَفَّقُ مَلْأَى. قَالَ : فَمَا فَعَلَتْ بُحَيْرَةُ طَبَرِيَّةَ ؟ قَالُوا : هِيَ تَدَفَّقُ مَلْأَى. قَالَ : فَمَا فَعَلَتْ نَخْلُ بَيْسَانَ ؟ هَلْ أَطْعَمَ بَعْدُ ؟ قَالُوا : قَدْ أَطْعَمَ أَوَائِلُهُ. قَالَ : فَوَثَبَ وَثْبَةً ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُفْلِتُ، فَقُلْنَا : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا الدَّجَّالُ، أَمَا إِنِّي سَأَطَأُ الْأَرْضَ كُلَّهَا غَيْرَ مَكَّةَ، وَطَيْبَةَ ". فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَبْشِرُوا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، فَإِنَّ هَذِهِ طَيْبَةُ، لَا يَدْخُلُهَا الدَّجَّالُ ". [مسند الإمام أحمد]

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " يَأْتِي الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، وَهِمَّتُهُ الْمَدِينَةُ حَتَّى يَنْزِلَ دُبُرَ أُحُدٍ، ثُمَّ تَصْرِفُ الْمَلَائِكَةُ وَجْهَهُ قِبَلَ الشَّامِ، وَهُنَالِكَ يَهْلِكُ ". [مسند الإمام أحمد]

أما ظهور المسيح الدجال من جهة المشرق، فليس المراد منه بلاد الهند، بل بلاد العراق وفارس وهذا دلت عليه النصوص:

كما في حديث النواس بن سمعان: "إِنَّهُ خَارِجٌ خَلَّةً بَيْنَ الشَّأْمِ وَالْعِرَاقِ، فَعَاثَ يَمِينًا وَعَاثَ شِمَالًا، يَا عِبَادَ اللَّهِ، فَاثْبُتُوا". [صحيح مسلم]

عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ سَبْعُونَ أَلْفًا، عَلَيْهِمُ الطَّيَالِسَةُ ". [صحيح مسلم]

عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ قَالَ : حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " الدَّجَّالُ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضٍ بِالْمَشْرِقِ يُقَالُ لَهَا : خُرَاسَانُ. يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ ". [سنن الترمذي]

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " يَأْتِي الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، وَهِمَّتُهُ الْمَدِينَةُ حَتَّى يَنْزِلَ دُبُرَ أُحُدٍ، ثُمَّ تَصْرِفُ الْمَلَائِكَةُ وَجْهَهُ قِبَلَ الشَّامِ، وَهُنَالِكَ يَهْلِكُ ". [مسند الإمام أحمد]

هذا والله تعالى أعلم.

والحمد لله رب العالمين.


۞۞۞۞۞۞