حين يجتمع الكذب والهوَس
حين يجتمع الكذب والهوَس
روى سراج النعماني عن الميرزا أنه قال:
"أخبرني الله تعالى أنه ستكون في جماعتي أيضًا فُرقة كبيرة، وأن أصحاب الفتنة وأهل الهوى سينفصلون عنها، ثم يمحو الله هذه الفُرقة... ويقع في الدنيا حشر، ويكون أول الحشر، وكلُّ الملوك سيتحاربون فيما بينهم، ويكون قتل وسفك دماء حتى تمتلئ الأرض دمًا، كما أن رعايا كل ملك ستتحارب فيما بينها حروبًا مروعة، وسيقع دمار عالمي، وتكون بلاد الشام مركز هذه الأحداث كلها. يا سراج النعماني، سيكون عندها ابني الموعود، إذ قدر الله هذه الأحداث معه، وبعدها سيُكتب لجماعتنا الازدهار، وسيدخل فيها السلاطين، فاعرفْ ذلك الموعود. (التذكرة نقلا عن تذكرة المهدي، لسراج)
لقد فبرك سراج النعاني هذه الرواية على لسان الميرزا خلال الحرب العالمية الأولى ليقنع الأحمديين أن الفرقة القاديانية بزعامة محمود هي التي على الحقّ، وأنّ الفرقة اللاهورية بزعامة محمد علي هي التي على الباطل.
ولكن سؤالنا للأحمديين: كيف تحقَّقَت هذه النبوءة المكذوبة في محمود؟ هل دخل السلاطين في الأحمدية بعد الحرب الأولى؟ وهل عرف الناس هذا الولَد الموعود بعدها؟ ولماذا أخَّر محمودٌ إعلانَ أنه الموعود حتى عام 1944؟
ثم بُعيد اندلاع المعارك في سورية قبل ستّ سنوات بدأ الهوَس الأحمدي يتصاعد، حتى قالوا إن الابن الموعود هو الخليفة الخامس، بدليل أنّ الأحمدية تنتشر في عهده بين العرب كالنار في الهشيم.
ثم طلَع علينا أحد الأحمديين من سورية وقال إنه هو الابن الموعود، وهو اليسع الشامي، وزعم أمورا لم أجد فرصةً للاطلاع عليها، لأنّ أمثاله من المهووسين في الأحمدية أكثر من أن يُحاط بهم.
وبعد انتهاء شدة المعارك في سوريا، وبعد انتهاء آمال الأحمديين باندلاع حرب عالمية من سوريا، فإننا نعيد السؤال على الأحمدية: كيف تحقَّقت هذه النبوءة؟ سواء في محمود أم في مسرور؟ أم أنها لم ولن تتحقَّق إلا عكسيا كالعادة؟
#هاني_طاهر 3 نوفمبر 2017