حكاية ثناء الله الأمرتسري البطل والمرزا المذعور
حكاية ثناء الله الأمرتسري البطل والمرزا المذعور ومراسلاتهما في آخر عام 1902 ومطلع 1903
عُقِدت مناظرة في 29 و30 أكتوبر عام 1902 بين ثناء الله وسَرْوَر شاه الأحمدي، وواضح أنّ ثناء الله انتصر فيها انتصارا باهرا، لأننا لا نعثر على شيء من المناظرة في التراث الأحمدي، لأنه لو كان فيها رائحة انتصار أحمدي لنشروها، لأنهم نشروا مناظرات سخيفة قبلها.
قال المرزا بعد هذه المناظرة:
لقد قال الشيخ ثناء الله أثناء المناظرة في قرية "مُدّ": إن جميع نبواءتي قد ثبت بطلانها. فأنا أدعوه وأناشده بالله أن يحضر قاديان للتحقيق في الأمر وليفحص كافة نبوءاتي، وأنا بدوري أعده حالفا بالله بأني سأعطيه مئة روبية على كل نبوءة ثبت بطلانها على محك معايير صدق الأنبياء. وإلا سيكون طوقُ اللعنة في عنقه. ولسوف ندفع له نفقات السفر أيضا إيابا وذهابا. وعليه أن يتفحص جميع النبوءات حتى لا يبقى هناك نزاع بعد ذلك. وسأدفع له المبالغ حسب هذا الشرط، وسيكون إثبات النبوءات مسؤوليتي أنا.
ليكن واضحا أني سجلت في كتابي "نزول المسيح" 150 نبوءة، وفي حال كونها كاذبة سينال الشيخ ثناء الله 15000 روبية ويتخلص من التسول من باب إلى آخر، بل سنقدم له نبوءات أخرى أيضا مع إثباتاتها وسندفع له مئة روبية على كل نبوءة حسب وعدنا المذكور آنفا. إن عدد جماعتي يربو حاليا على مئة ألف، فلو طلبتُ روبية واحدة من كل مريد ستُجمع عندي مئة ألف روبية، وسأهديها كلها للشيخ ثناء الله. وما دام الشيخ المذكور يتسول مدفوعا على الأبواب لملّيم أو ملّيمينِ وغضب الله نازل عليه، ويعيش على ما يكسبه من أكفان الأموات وإلقاء الخطب، فإن حصوله على مئة ألف روبية إنما هو بمنزلة جنة له. ولكن إن لم يتنبَّه لبياني هذا ولم يحضر إلى قاديان لهذا التحقيق ملتزما بالشروط المذكورة التي منها التصديق في حالة الإثبات وإلا التكذيب؛ فاللعنة على تباهيه الفارغ وكذبه الصارخ الذي لجأ إليه بالوقاحة المتناهية في أثناء مناظرةِ "مدّ". يقول الله تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ، ولكنه كذّبني أمام عامة الناس بغير علم وتحقيق، هل هذا هو مقتضى الإيمان؟ الحق أن الإنسان الذي ينبح دون سبب؛ أسوأ من الكلاب، وملعونة تلك الحياة التي تُقضى بالوقاحة. (إعجاز أحمدي)
ثم قال المرزا:
ليكن واضحا أنه ستظهر لي ثلاث آيات قريبا بواسطة الشيخ ثناء الله:
(1) لن يأتيني قاديان لتمحيص النبوءات، وإنّ تصديق النبوءات الصادقة بقلمه سيكون بمنزلة الموت له.
(2) لو استعد للتحدي أن يموت الكاذب في حياة الصادق، لمات قبلي حتما.
(3) ولكن أولا وقبل كل شيء سيعجز عن المبارزة في المقال بالأردية والقصيدة بالعربية؛ وبذلك سيسودُّ وجهه. (إعجاز أحمدي)
فتحققت نبوءات المرزا عكسيا وجاء ثناء الله في 10 شوال 1320 الموافق 10 يناير 1903. وكان تحدّي المرزا قد وصل ثناءَ الله في رمضان، ولو لم يصله في رمضان لذهب فورا إلى قاديان، لكنه أجّل ذلك حتى انتهى رمضان والعيد، فوصل في العاشر من شوال وكتب للمرزا الرسالة التالية:
"حسب دعوتكم المذكورة في كتاب إعجاز أحمدي، ص 11-13، قد وصل هذا العبد المتواضع إلى قاديان. ولم يؤخرني عن الدعوة إلا رمضان. أقسم بالله أنه ليس عندي تجاهك أي عداوة أو ظلم. وحيث إنّك تقول إنك عُيّنت في منصب رفيع لإرشاد البشرية عامةً وللمخلصين مثلي خاصةً، فأتمنى بشدة ألا تدّخر جهدا في مساعدتي على الفهم. وقد وعدتَ أن تأذن لي للتعبير عن أفكاري حول نبوءاتك أمام الناس. أذكّرك ثانيةً بإخلاصي وبالمشقة التي تحمّلتها للسفر كل هذا الطريق وبحكم منصبك أن تعطيني من فضلك فرصة ". (رسالة للشيخ ثناء الله في 10 يناير 1903 من كتاب تاريخ المرزا ص 65 لثناء الله الأمرتسري، تعريب هاني طاهر بمساعدة جوجل عن ترجمة عزيز خان الإنجليزية عن الأردية)
لنقرأ ردّة فعل المرزا على مسارعة ثناء الله بالوصول إلى قاديان وكسر التحدّي:
كتبوا في جريدة البدر:
بتاريخ 10/1/1903م
مجيئ المولوي ثناء الله إلى قاديان
عند العصر علم صفي الله، المسيح الموعود أن المولوي ثناء الله الأمرتسري موجود في قاديان، فلم يقل بهذا الشأن إلا: يأتي إلى هنا آلاف الناس كعابري سبيل، فلا يهمنا ذلك. [هاني: ذروة الكذب، لأنّ ثناء الله جاء بسبب تحدّي المرزا إياه، ولم يأتِ عابرَ سبيل. الكلب يتحالى باب داره، لكنّ المرزا لا يتحالى حتى باب داره ذعرا]
عندما همّ حضرتُه بالذهاب إلى بيته بعد أداء صلاة المغرب جماعةً قدم شخص إلى حضرته بعض الأوراق حاملا في يده القلم والمحبرة، وكان غرضه من القلم والمحبرة أن يأخذ من حضرته التوقيع على تسليمه الرسالة ولكنه لم ينتبه إليه كثيرا وأخذ الأوراق وانصرف. [هاني: تظاهر المرزا أنه لم يرَ حامل الرسالة حتى لا يؤخذ عليه دليل أنه استلم الرسالة، وهذه كذبة تُحسب عليه.]
ثم عندما جاء لصلاة العشاء قال:
لقد وصلتني من المولوي ثناء الله رسالتنان تحتويان على مضمون واحد، لا أدري ما هدفه من رسالتين. [هاني: هرأ بذلك لتبرير عدم توقيعه، وإلا فهي رسالة واحدة]
عندها تبين لعل الرسالة الثانية كانت لأخذ التوقيع ولكن حامل الرسالة لم يستطع أن يطلب التوقيع. سلِّمت تلك الرسالة إلى سيد سَرْوَرْ شاه المحترم ليقرأها على الحضور. [هاني: كان عليهم أن يذكروا نصّ الرسالة، لكنهم لم يذكروا منه حرفا، وقد نقلناها آنفا من كتاب ثناء الله]
ثم قال:
أنا جاهز، ولكن عليه أن يسمع كلامنا بهدوء لأسبوع أو عشرة أيام. أما إذا كان ينوي المناظرة فهذا خطأه لأننا توقفنا عن المناظرات منذ مدة. فإذا كان طالبا الحقَّ فعليه أن يطلب إزالة خطئه بالرفق والهدوء. إن بابنا مفتوح لطلاب الحق، أما الذي ينتظر دقيقة وينصرف ولا يهتم إلا بالنصر أو الهزيمة والفشل أو النجاح فلا يمكنه أن يستفيد. أرى الكلام أيضا مضيعة للوقت إلا مع الذي يأتي بنية صالحة. إنني أستغرب لماذا نزل عند الخزَّاف، كان عليه أن يأتي كالذين يريدون الاستفادة وينزل في دار الضيافة عندنا. [هاني: محاولات مستميتة لتبرير الهروب من المواجهة الفكرية]
ثم قال : سأرد على رسالته صباح غدٍ.
بعد ذلك همّ المسيح الموعود الذهاب بعد الصلاة إذ برسول المولوي ثناء الله ينادي عليه ويقول: يا صاحبي، ما الجواب على رسالة ثناء الله؟ قال: سأرد عليها صباح غدٍ.
قال الرسول: هل آتي لأخذ الجواب أو ستُرسلونه بالبريد؟ قال: خذه أنت، أو ليأتي ثناء الله ويأخذه بنفسه. ثم سأل حضرتُه الرسولَ اسمَه، فقال: اسمه محمد صديق. (جريدة البدر، مجلد 2، رقم1، عدد 23-30 /1/1903م)
بتاريخ 11/1/1903م، يوم الأحد
الرد على رسالة المولوي ثناء الله
عندما جاء حضرته لصلاة الفجر قرأ على الحضور الجوابَ الذي كتبه ردًّا على رسالة المولوي ثناء الله وهو كالتالي: بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونصلي على رسوله الكريم.
من العائذ بالله الصمد غلام أحمد عافاه الله وأيد
إلى المولوي ثناء الله المحترم
وصلتني رسالتك، إذا كنت ناويا بصدق القلب أن تزول شكوكك وشبهاتك عن النبوءات أو غيرها من الأمور التي تتعلق بادعائي، فهذا يدل على سعادتك. مع أنني نشرتُ قبل عدة سنين في كتابي "عاقبة آتهم" بأني لن أخوض بعد الآن في المناظرات مع حزب المعارضين قط لأنها لا تسفر إلا عن سماع الشتائم القذرة والكلمات النابية ولكنني جاهز دائما لرفع شبهات الباحثين عن الحق. مع أنك ادّعيتَ في رسالتك هذه أنك باحث عن الحق ولكني أشكّ فيما إذا كنت تستطيع أن تثبت على ادعائك هذا لأن من عادتك وأشياعك أنكم تجرون الأمور إلى المناظرات السخيفة، بينما قد وعدتُ الله تعالى ألا أخوض في المناظرات معكم مطلقا. فعليك أن تقرّ لتسوية هذه المرحلة أولا بالطريق الذي هو بعيد عن المناظرات أنك لن تخرج عن منهاج النبوة ولن توجِّه إلي اعتراضا إلا ما لم يوجَّه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أو عيسى أو موسى أو يونس عليهم السلام ولا يقع على نبوءات الحديث والقرآن الكريم.
الشرط الثاني هو أنه لن يُسمح لك بالحديث شفويا بل ستكتب لي سطرا أو سطرين بإيجاز تورد فيه اعتراضك، وسأردّ عليه بالتفصيل في المجلس. لا حاجة لكتابة الاعتراض طويلا بل يكفيه سطر أو سطران. الشرط الثالث هو أن تقدم اعتراضا واحد في يوم لأنك لم تخبرنا قبل مجيئك بل جئتَ كاللصوص ولا أستطيع أن أبذل في هذه الأيام أكثر من ثلاث ساعات لضيق الوقت عندي ومشاغلي المتعلقة بطباعة الكتاب. فليكن معلوما أنه لن يُسمَح قط أن تبدأ النقاش معي كالواعظ أمام العوام كالأنعام، بل يجب أن تلزم السكوت تماما مثل الأصم والأبكم، وذلك كيلا يتحول الحوار إلى المناظرة. وعليك أن تطرح سؤالا عن نبوءة واحدة فقط ويمكنني أن أرد عليه إلى ثلاث ساعات وسيقال لك بعد كل ساعة بأنك إن لم تقتنع فلك أن تقدِّم شيئا آخر خطيا. ولن تكون مهمتك أن تقرأه بصوت عالٍ بل سأقرؤه أنا بنفسي، ولكن يجب ألا تزيد عبارتك على ثلاثة أسطر. هذا الأسلوب لا يُحرجك شيئا لأنك جئت لأزالة الشبهات، وهذا هو الطريق الأمثل لإزالتها. سأقرأ على الناس بصوت عال أن هذه الشبهة تخالج قلب المولوي ثناء الله حول نبوءة كذا وكذا، وهذا هو الجواب عليها. وعلى هذا النحو سوف تُزال شبهاتك كلها. ولكن إذا أردت أن تُعطَى فرصة الكلام بأسلوب المناظرة فهذا لن أسمح به. أنا مقيم هنا إلى 14/1/1903م، وسأسافر بتاريخ 15/1/1903م إلى مدينة جِهْلُم بشأن قضية. مع أنني أعاني من ضيق الوقت ولكن أستطيع أن أبذل إلى ثلاث ساعات إلى 14/1/1903م. لو عملتَ بحسن النية لاستفدتَ من هذا الأسلوب، وإلا فإن قضيتنا معكم مرفوعة في السماء والله تعالى يحكم فيها بنفسه.
والسلام على من اتبع الهدى.
فكّر جيدا، والأفضل أن تقدم خطيا بعد كل ساعة شبهتك التي لا تزيد على سطر أو سطرين وسأزيل تلك الشبهة. يأتي مئات الناس ويطلبون إزالة شبهاتهم على هذا النحو. فلا بد أن يقبل إنسان نبيل وشريف الطبع هذا الطريق لأنه يلتمس إزالة شبهاته وليس إلا، ولكن الذين لا يخشون الله يكِنّون نيات أخرى تماما.
ميرزا غلام أحمد (نقش الخاتم)
ثم قال : هذا طريق أسلم، وإن لم يُعمل به فكان هناك خطر الفساد وسوء النتيجة. ثم قال:
رأيت آنفا، وقت الفجر منامًا بأن في يدي قرطاسًا، وهناك إعلان على أحد طرفيه، وعلى طرفه الثاني شيء كتبته أنا وعنوانه: "بقيّة الطاعون."
بعد ذلك أقيمت صلاة الفجر، ثم طلب حضرته قلما ومحبرة وقال: أريد أن أكتب شيئا آخر على تلك الورقة.
في هذه الأثناء وصل رسول المولوي ثناء الله مرة أخرى وطلب الجواب. فقال المسيح الموعود : أعطيك خطيا حالا. ثم كتب حضرته الجزء المتبقي وسلّمه إلى خدامه وقال: انسخوه وأرسلوه. وذلك الجزء من الورقة المكتوبة هو كما يلي:
وفي الأخير إذا كنت تملك نجابة وإيمانا لهذا الغرض عليك ألا تغادر قاديان دون التسوية في الموضوع.
يُذكر قَسَمان: ما دمتُ قد قطعتُ مع الله تعالى عهدا أني لن أخوض في المناظرات مع هؤلاء الناس لذا أقسم الآن أيضا بحسب ذلك العهد أني لن أسمع منك شيئا شفويا، بل ستُعطى فرصة أن تكتب أولا في سطر أو سطرين أو ثلاثة أسطر على أكثر تقدير اعتراضك الذي تراه الاعتراض الأهم يتخلص في أن نبوءة كذا لم تتحقق ويقع عليها اعتراض من حيث منهاج النبوة، ثم يجب أن تلزم الصمت وسأرد عليه في اجتماع عام كما كتبت مفصلا من قبل. ثم تقدم في اليوم التالي نبوة ثانية خطيا. فهذا قَسم بالله مني على أنني لن أخرج من هذا المبدأ ولن أسمع منك شيئا شفويا ولن يكون من حقك قط أن تتفوه بكلمة واحدة. وأُحلّفك أيضا بالله تعالى أن تلتزم به إن كنتَ جئتَ بصدق القلب ولا تمض عمرك في الفتنة والفساد بغير حق. ومن أعرض منا عن هذين القَسمينِ فعليه لعنة الله وأدعو الله تعالى أن يرى ثمرة اللعنة أيضا في حياته، آمين.
وسأرى هل تحقَّق هذا القَسم بحسب السنة النبوية أم تأخذ هذه اللعنة معك عند خروجك من قاديان. عليك أن تكتب اليوم في سطرين أو ثلاثة أسطر اعتراضا مع العهد المذكور مؤكِّدا إياه بالقَسم، وسيُعقد الاجتماع في المسجد في وقت نحدده ونخبرك به، وستُزال وساوسك الشيطانية في الاجتماع العام.
ثم دخل حضرته بيته بعد تسليم الورقة وأرسل رسالة من داخل البيت أن تُقرأ الرسالة على المولوي ثناء الله في مكانه ثم تُسلَّم إليه.
فأُوصِلت الرسالة إلى المولوي ثناء الله، وبعد بُرهة جاء منه جواب الجواب: [هاني: لم يذكروا حرفا من ذلك، لكننا سننقلها من كتاب ثناء الله]
لقد تألّم حضرته كثيرا بسماعه جوابه غير المعقول والبعيد كل البُعد عن الموضوع الحقيقي، فقال:
لقد أقسمتُ بالله ولكني لا أراه مستفيدا منه بل يريد أن يرجع بلعنة من الله. لقد كتبتُ مرارا وتكرارا أني لن أخوض في المناظرة كما سبق أن نشرتُ في العالم كله عهدي هذا في كتابي "عاقبة آتهم" ولكنه يريدني أن أنقض عهدي مع الله. هذا لن يحدث مطلقا. ثم انظروا إلى مدى افترائه في هذه الرسالة لأنه ما دمت قد سمحتُ له أن يكتب بعد كل ساعة سطرين أو ثلاثة أسطر يذكر فيها شبهاته على بياني، فليس عندي مانع وإن صارت له على هذا النحو ولو ثلاثون سطرا كل يوم. [هاني: إذا كتب سطرين ثم ردّ عليه المرزا 3 ساعات، ثم سطرين، ثم 3 ساعات، ثم سطرين ثم 3 ساعات، لانتهى اليوم، فكيف سيكتب 30 سطرا كل يوم!!]
وإن أراد أن يسمع مني إلى عشرة أيام ويقدّم وساوسه على هذا النحو حول نبوءة واحدة، فله الخيار في ذلك.
وكذبُه الثاني هو قوله: إنك لا تحب الاجتماع. متى كتبتُ أني لا أحب الاجتماع؟ بل أحب جلسة عامة ليحضرها الناس من قاديان وغيرهم أيضا قدر الإمكان لينكشف عليهم خيانة هؤلاء الناس وليعلموا كيف يخدعون عامة الناس. لو كان باحثا عن الحق لما كان عنده عذر في قبول الشروط التي وضعتُها، ولكن يبدو أن هذا الشقي عائد أدراجه.
ثم خاطب حضرتُه المولويَ محمد أحسن وقال: أُكتب الردّ عليه، أما أنا فليس عندي وقت لأني أؤلِّف كتابا.
قال حضرتُه ذلك وذهب، وكتب المولوي محمد أحسن المحترم ردّا على تلك الرسالة، ولم يأت الرد بعد ذلك من المولوي ثناء الله، وغادر قاديان. (جريدة البدر، مجلد 2، رقم1، عدد 23-30 /1/1903م)
أما رسالة ثناء الله الثانية فهذه ترجمتها:
"تلقيت رسالتك الطويلة. واحسرتاه! هذا بالضبط ما كان متوقعا أن يحدث. كان الجميع في هذا البلد يعلمون أن هذا لا بد أن يحدث. السيد المحترم! لقد جئت بسبب دعوتكم المذكورة في "إعجاز أحمدي"، وبكلمات واضحة أشرت إلى نفس الصفحات، فلماذا إذن رسالتك الطويلة هذه؟ إنه لأمر محزن للغاية أنك تدعوني للحضور للمناظرة والبحث وإثبات أن نبوءاتك خاطئة وتقدّم مكافأة قدرُها 100 روبية لكل منها، ثم تقول إنّ عليّ أن أكتب سطرين وأنتَ تتحدث 3 ساعات!
أي نوع من المناقشة هذه أن أكتب سطراً أو سطرين وأنت تلقي خطاباً لمدة ثلاث ساعات؟.... هل دعوتني إلى منزلك لكتابة هذين السطرين فقط؟ كان بإمكاني فعل ذلك وأنا جالس في أمريتسَر! وأنا أفعل ذلك الآن.
لكنني حين أتذكر متاعب رحلتي، لا أريد أن أذهب خالي الوفاض. لذلك قبلتُ ظلمك وسأكتب سطرين أو ثلاثة فقط، ويمكنك التحدث بحرية ثلاث ساعات. ومع ذلك، أود أن أطلب إضافة ثانوية يُسمح لي فيها بقراءة السطرين أو الثلاثة للجمهور، وبعد كل ساعة من حديثك، أود أن أعبر عن أفكاري حول خطابك لمدة خمس دقائق إلى عشر. نظرًا لأنك لا تحب الجمهور العام، فإن التجمّع الـ 68 من كلا الجانبين سيقتصر على 25 شخصًا.
لقد قارنتَ أيضًا زياراتي دون إخبارك بزيارات اللص! هل هذه هي الطريقة التي ترحّب بها بضيوفك؟ لم يكن هناك شرط أن يتم إبلاغك مسبقًا. علاوة على ذلك، أليس لديك اتصال مباشر بالسماء يُعْلمك بمجيئي؟ أيا كان الخطاب الذي ستلقيه، تفضل بإعطائه لي. ستبدأ الإجراءات من اليوم. بعد أن أتلقى ردودكم، سأرسل لك أسئلتي المختصرة. وأما الحديث في اللعن...." (رسالة ثناء الله من كتاب تاريخ المرزا تعريب هاني طاهر عن ترجمة عزيز خان)
ولم يردّ المرزا على هذه الرسالة، بل طلب من الأمروهي ان يكتب الردّ كما قالوا في جريدة البدر، فكتب هذا النصّ الذي أورده ثناء الله في كتابه:
المولوي ثناء الله، لقد قُرئت رسالتك على حضرة الأقدس إمام الزمان المسيح الموعود. وبما أنّها محضُ تعصّب وتحيّز وبعيدة كل البعد عن الحقيقة، فإن حضرة الأقدس يراك لا تريد التحقق من الحقيقة. وقد أقسم حضرته في كتاب عاقبة آتهم ألا يناظر أحدا. أليست الطريقة التي اقترحها حضرته كافية؟ اقتراحك الذي يحتوي على القليل من النقاش غير مقبول البتة... (تاريخ المرزا)
قلتُ: المجد لثناء الله حين قال: قبلتُ ظلمك وسأكتب سطرين أو ثلاثة فقط، ويمكنك التحدث بحرية ثلاث ساعات. ومع ذلك، أود أن أطلب إضافة ثانوية يُسمح لي فيها بقراءة السطرين أو الثلاثة للجمهور، وبعد كل ساعة من حديثك، أود أن أعبر عن أفكاري حول خطابك لمدة خمس دقائق إلى عشر!!
حثالات العالم مَن يحترمون شخصا يتحدّى ثم يهرب ثم يشترط شروط أطفال ثم يهرب بوقاحة ومذلة وعار.
هاني طاهر 14 يناير 2023