حرفة التزييف يرثها الأحمديون عن الميرزا
حرفة التزييف يرثها الأحمديون عن الميرزا ح1
(ملحوظة: يفضَّل تجهيز ورقة وقلم لأن هناك أرقاما كثيرة تحتاج حسابا لاستيعابها بسرعة)
أتباعُ مَن احترف التزييف لا بدّ أن ينالوا نصيبا من خُلُقه. سأذكر مثالا عن ذلك، وهو تعمُّدهم التحريف في تاريخ ولادة الميرزا، ليحاولوا بذلك إثبات تحقق نبوءة الثمانين عاما.
لقد أكّد الميرزا على تاريخ ولادته بوضوح، وذكرها في سياق الحديث عن سيرته وأحواله، وربطها بأمور لا تُنسى، فقال:
"أما سوانحي الشخصية فهي أني وُلدت في أواخر أيام السيخ في 1839 أو 1840 وكنت في عام 1857 في السادسة عشرة أو السابعة عشرة من عمري، ولم تكن قد نبتت اللحية والشوارب. (كتاب البرية 1898)
إذا كان في عام 1857 من دون شوارب ولا لحية فلا يمكن أن يكون قد وُلد في عام 1835 كما يزعمون، لأن هذا يعني أنه كان بلا شوارب ولا لحية حتى وهو في الثانية والعشرين من عمره. وهذا مستبعد جدا. ثم إنه يذكر أنه كان في الـ 16 أو الـ 17 من عمره.. أي أنه يتذكر عام 1857 ويتذكر عمره فيها، وهذا يعني أنه وُلد في عام 1840 على الأرجح.
1: الكذبة الأولى:
كيف أشار الأحمديون إلى هذا النص الواضح؟ قالوا: "لكنّ المعارضين المغرضين يقدِّمون بعض كتابات الإمام المهدي التي أخبر فيها عن عمره بالتخمين، ويخفون عباراته الأخرى كتمانًا للحق وتحقيقًا لمآربهم السيئة!!". (شبهات وردود)
إذن، صارت عبارته السابقة الواضحة عندهم مجرد تخمين!! ولم ينقلوها قطّ في ردودهم ولم يعلّقوا عليها، وكأنه لا وجود لها.
الكذبة الثانية:
السؤال: أين عباراته الأخرى التي يذكر فيها عمره بدقة والتي أخفاها المعارضون حسب زعم الأحمديين؟
النص الأول: "أَرُوني أين صار آتهم؟ لقد كان عمره يقارب عمري؛ أي 64 عامًا تقريبا." (شبهات نقلا عن إعجاز أحمدي).. ويتابع: "بلغ (الميرزا) 64 عاما في سنة 1896م، وتوفي في 1908م، فهذا يعني أنه عاش 12 سنة أخرى. وعليه فقد صار عمره: 64+ 12= 76 عاما.
وهذا من أقبح أنواع التدليس، فحتى لو قال الميرزا ذلك فهو ليس أكثر من هراء، وإلا هل كان الميرزا يرى أنه وُلد في عام 1832 وهو الذي أكّد أنه ولد عام 1839 أو 1840؟
ثانيا: هذه العبارة ذكرها الميرزا في 8/11/1902، ويقصد أنه في هذا اليوم كان عمره 64 تقريبا، وليس في عام 1893 حين تنبأ بموت آتهم، ولا في عام 1896 حين توفي آتهم. وإلا هل هو مجنون حتى يرى أنه وُلد في عام 1829 أو في عام 1832؟
الكذبة الثالثة:
تعرّض الأحمدي إلى قول العقلاء أنّ الميرزا يشير إلى عمره في عام 1902 لا قبله، وعلّق بقوله: "هذا خطأ، وسرعان ما يزول لدى قراءة العبارة التالية مما كتبه (الميرزا) مخاطبًا آتهم في حياته، وتعريبُه: "إذا كان عمرك 64 أو 68 عاما... فإنني أيضًا أقارب الستين." (إعلان بتاريخ27-10-1894).
فاستدلّ الأحمدي بهذا النصّ الذي ينقض قوله قبل سطرين الذي استدلّ به على أنّ عمر الميرزا يساوي عمر آتهم. فإذا به بعد سطرين يصبح أقل منه بأربع سنوات أو بثمانٍ.
وأراد هذا الأحمدي أن يوهم أنّ الميرزا كان في الستين من عمره في عام 1894، مع أن الميرزا يقول إنه يقارب الستين، وقالها في سياق أنه أيضًا كبير في السنّ وليس آتهم وحده كبير السنّ، فيمكن جدّا أنْ يزيد من عمره قليلا ليقرّبه إلى أقرب عَشْرِيّة.. فقد كان في الـ 55، فذكر أنه يقارب الستين. وليس لصادق يعلم قول الميرزا الدقيق لعمره أن يعتمد على قوله التقريبي الذي قاله في سياق خاص. وإذا كان الميرزا في الستين من عمره في عام 1894 فهذا يعني أنه وُلد في عام 1834، أي أنّ عمره في عام 1857 لم يكن 16 بل كان 23 سنة!! فهل يمكن أن يكون أمردَ في ذلك الوقت؟
الكذبة الرابعة:
استدلوا بأقوال لثناء الله الأمرتسري، الذي كان مجرد شابّ. فكيف تؤخذ أقوال شاب في الثلاثين لتحديد عمر رجل في الستين أو السبعين من بلدة أخرى؟ هذا على فرض أنه قال ذلك. والذي أراه أنّ ثناء الله كان يردّ على الأحمديين إلزاما، فيقول كما نقلوا عنه: " إن الميرزا عُمّر، بحسب قوله، 75 عاما".. فهو يحاجّهم بقولهم، وهذا واضح من قوله هذا.
الكذبة الخامسة:
قالوا: كتب المولوي محمد حسين البطالوي غاضبًا في مجلته إشاعة السنة عام 1893م ما تعريبه: "إنه (أي الميرزا) قد بلغ الآن 63 عاما من العمر." (شبهات)
وهذا يعني أن الميرزا ولد في عام 1830!! فهل يُعتمد على ذلك حتى لو قاله البطالوي؟!
والأهمّ أنهم لم يذكروا تاريخ نشر مجلة البطالوي ولا العدد. وهم يعلمون أنّ هذا كذب مجرّد، فالميرزا كان وقتها في الـ 53 من عمره، فلو كتبها البطالوي 63 فهو ليس أكثر من خطأ مطبعي، ذلك أنهم يقرّون أن البطالوي والميرزا ولدا في نفس العام تقريبا. ولما كان تاريخ ولادة البطالوي معروفا، وهو 17/1/1256هـ الموافق عام 21/3/1840م، فلا بدّ أن يكون الميرزا قد وُلد في عام 1840 تقريبا، كما ذكر، فيكون عمره 53 في سنة 1893 لا 63. ولو قال البطالوي 63 جدلا، فهل يُستدلّ به؟ لو كان وُلد عام 1830 لكان عمره 27 في عام 1857، فهل كان أمرد حينها؟ لو صحّ ذلك لصار يلقَّب بالأمرد، أو لاشتُهر عنه ذلك. لكننا لا نجد مثل ذلك البتة.
لنقرأ ما قالوا: والجدير بالذكر أن هذه الشهادة التي قدمها المولوي محمد حسين البطالوي عن عمر المسيح الموعود والإمام المهدي لهي أوثق شهادة أدلى بها المعارضون. وذلك لأنه كان صديق حضرته في صباه، وزميله في الدراسة الابتدائية" (شبهات). فما أشد تدليسهم وقاحةً! كيف صار القول الذي يتضمن أنّ الميرزا وُلد في عام 1830 " أوثق شهادة أدلى بها المعارضون"؟
ليس هذا المقال لإثبات أن نبوءة الثمانين عاما لم تتحقّق، فقد قلتُ من اليوم الأول: ليس هنالك نبوءة من نبوءات الميرزا تحققت يقينا حتى لو قضوا العمر كله في البحث عنها. بل المقال لإظهار تزييف الأتباع واحترافهم التدليس؛ فلم أعرف في حياتي أحدا يزيّف مثل هذا التزييف أو أشدّ منه سوى الميرزا. فهنيئا لأتباع الميرزا أنهم سيقضون حياتهم في شهادة الزور وفي احتراف التزييف دفاعا عما يستحيل الدفاع عنه من دون هذه الحرفة!
#هاني_طاهر 27 نوفمبر 2016
حرفة التزييف يرثها الأحمديون عن الميرزا ح2
أتباعُ مَن احترف التزييف لا بدّ أن ينالوا نصيبا من خُلُقه. سأذكر مثالا عن ذلك، وهو تعمُّدهم التحريف في تاريخ ولادة الميرزا لإثبات تحقق نبوءة الثمانين عاما.
وقد ذكرتُ في الحلقة الأولى من هذا المقال خمس كذبات كبيرة، وقد بعث لي أكثرُ مِن معترض أنه بقيت أدلة أخرى على أن الميرزا ولد في عام 1835، فبحثتُ فيها، فوجدتُ أن حرفة الكذب ممتدة أكثر مما ذكرتُ. فأضفتُ هذه الكذبات من السادسة حتى الثامنة مع تعليقي عليها.
لقد أكّد الميرزا على تاريخ ولادته بوضوح، وذكرها في سياق الحديث عن سيرته وأحواله، وربطها بأمور لا تُنسى، فقال:
"أما سوانحي الشخصية فهي أني وُلدت في أواخر أيام السيخ في 1839 أو 1840 وكنت في عام 1857 في السادسة عشرة أو السابعة عشرة من عمري، ولم تكن قد نبتت اللحية والشوارب. (كتاب البرية 1898)
إذا كان في عام 1857 من دون شوارب ولا لحية فلا يمكن أن يكون قد وُلد في عام 1835 كما يزعمون، لأن هذا يعني أنه كان بلا شوارب ولا لحية حتى وهو في الثانية والعشرين من عمره. وهذا مستبعد جدا. ثم إنه يذكر أنه كان في الـ 16 أو الـ 17 من عمره.. أي أنه يتذكر عام 1857 ويتذكر عمره فيها، وهذا يعني أنه وُلد في عام 1840 على الأرجح.
الكذبة السادسة:
قالوا: تبنت الجماعة يوم 13/2/1835 كتاريخ ميلاد الإمام المهدي بناء على ما ورد في بعض كتاباته، ومنها "لقد تشرفت بالمكالمة والمخاطبة الإلهية في1290هـ بالضبط." (حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية؛ ج 22، ص 207). أي أن الوحي بدأ ينـزل على الإمام المهدي في السنة 1290هـ. وبالنسبة لعمره لمّا بدأ ينـزل عليه الوحي، يقول ما تعريبه: "ولما بلغ عمري الأربعين عامًا، شرفني الله تعالى بإلهامه وكلامه." (ترياق القلوب، الخزائن الروحانية؛ ج 15، ص 283). فإذا كان عمر حضرته 40 عامًا - في السنة التي تشرّف فيها بالوحي الإلهي- سنة 1290 الهجرية، فهذا يعني أنه ولد في سنة 1250هـ. حيث إن: (1290- 40 = 1250) (كتاب الشبهات والردود)
أقول: هذا تزييف فوق تزييف، ذلك أنّ قول الميرزا أنه تلقى الوحي عام 1290 ليس أكثر من كذب قاله في عام 1907 في كتابه حقيقة الوحي عندما أُطلِع على نص توراتي، فحرَّف في تاريخ بداية تلقيه الوحي ليوافق هذه النبوءة التوراتية، حيث يقول: "ذُكر في سفر النبي دانيال عن ظهور المسيح الموعود، الزمنُ نفسُه الذي بعثني الله تعالى فيه. فقد ورد فيه: "كَثِيرُونَ يَتَطَهَّرُونَ وَيُبَيَّضُونَ وَيُمَحَّصُونَ، أَمَّا الأَشْرَارُ فَيَفْعَلُونَ شَرًّا. وَلاَ يَفْهَمُ أَحَدُ الأَشْرَارِ، لكِنِ الْفَاهِمُونَ يَفْهَمُونَ وَمِنْ وَقْتِ إِزَالَةِ الْمُحْرَقَةِ الدَّائِمَةِ وَإِقَامَةِ رِجْسِ الْمُخَرَّبِ أَلْفٌ وَمِئَتَانِ وَتِسْعُونَ يَوْمًا طُوبَى لِمَنْ يَنْتَظِرُ وَيَبْلُغُ إِلَى الأَلْفِ وَالثَّلاَثِ مِئَةٍ وَالْخَمْسَةِ وَالثَّلاَثِينَ يَوْمًا." ففي هذه النبوءة أُنبئ عن المسيح الموعود الذي كان سيظهر في الزمن الأخير. فقد ذكر النبي دانيال علامته أن اليهود سيتركون القرابين المحرقة في ذلك الزمن وسيظهر المسيح الموعود بعد مضي 1290 عاما. فهذا الوقت كان وقت ظهور هذا العبد المتواضع، لأن كتابي "البراهين الأحمدية" نُشر بعد بعثتي ببضع سنوات فقط. والغريب في الأمر -وأنا أعتبره آية من الله- أنني نلتُ شرف المكالمة والمخاطبة الإلهية في عام 1290 (1873) من الهجرة بالضبط. (حقيقة الوحي)
فالميرزا لم يَصْدُق حين زعم أنه نال شرف المكالمة والمخاطبة الإلهية في عام 1290هـ بالضبط، وذلك للأدلة التالية:
1: يقول ابنه الميرزا محمود: "كان (الميرزا) بالغا من العمر أربعين عاما تقريبا حين توفِّي والده. وكان ذلك أول يوم حين فُتحت عليه أبواب السماء وكلّمه رب السماوات والأرضين. (تحفة أمير ويلز)
ومعلوم أن والده توفي في 3/6/1876 (التذكرة)، وهذا يصادف عام 1293 وليس 1290.
2: إذا لم نصدّق القول السابق، فالميرزا نفسه يقول في عام 1883: " تلقيت في عام 1868م أو 1869م إلهامًا عجيبًا.... لقد رضي ربّك بفعلك هذا، وسيباركك بركاتٍ كثيرةً حتى إن الملوك سيتبركون بثيابك. (البراهين الرابع)
وهذا يصادف عام 1285هـ وعام 1286هـ، وليس عام 1290.
3: يزعم الميرزا أنه تلقى وحيَ: "ثمانين حولا" قبل 35 عاما من عام 1900 (كتاب الأربعين) أي في عام 1865، الموافق: 1282هـ. ومع أنّ هذا الرقم تقريبي، ولا يُحتجّ به، لكنه من باب الإلزام فقط، وإلا فنحن لا نصدّق الرجل في شيء مما قاله.
لكن الأحمدي الذي احتجّ بعبارة الميرزا هذه قد فاق الميرزا في الكذب، لأنّ الميرزا نفسه كتب بعد صفحة من ذلك: "وعمري يقارب 68 عاما في الوقت الحالي". (حقيقة الوحي)
فما دام الرجل ذكر أنّ عمره 68 عاما تقريبا، وهذا يعني أنه ولد في عام 1839، فلماذا يُغفل عن ذلك، ويؤتى بحكاية الـ 1290هـ؟
ويتابع الميرزا محتجًّا بنبوءة دانيال: "ثم يذكر النبي دانيال الفترة الأخيرة لظهور المسيح الموعود أي عام 1335. وهذا يماثل إلهاما من الله أُلهِمته عن عمري. (حقيقة الوحي)
ويبدو أن الميرزا يشير إلى أنّه سيموت في عام 1335هـ، كما في نبوءة الثمانين حولا، ولكن هذا لم يتحقق، فقد مات بعد عام تقريبا من كتابته هذا النص.. وذلك في عام 1326هـ، أي قبل تسع سنوات من الرقم الذي يذكره دانيال. فبطُلت نبوءة دانيال من جذورها. فإن ماحك ماجستير مماحكة وقال: لعلّ عام 1335 يتحدث عن بيعة الميرزا محمود، قلنا له: إنه يصادف 1917م، وليس 1914 عندما بويع محمود.
الكذبة السابعة:
يقول الميرزا: " نشرتُ ضد "دوئي" إعلانًا باللغة الإنجليزية في 23 أغسطس 1903م، تضمَّن جملة: أبلغ من العمر قرابة سبعين عاما، أما "دوئي" فهو شاب في الخمسين" (حقيقة الوحي)
قالوا: إذا كان عمره 70 في عام 1903، فهذا يعني أنه مات عن عمر 75 عاما.
أقول: أيها الأشقياء، ألا ترون كلمة تقريبا؟ ثم ألا ترون أنه يقول هذه العبارة في سياق المبالغة؟ ثم ألا تعلمون أن الرجل يبالغ جدا حين يحتاج إلى ذلك؟ ثم ألا تقرأون أنه كتب في نفس الكتاب، أي "حقيقة الوحي" عام 1907، أن عمره يقارب الـ 68، فهل ينقص المرء سنتين من عمره بعد مرور خمس سنوات؟
الكذبة الثامنة:
"إن عمري الحقيقي يعلمه الله تعالى وحده، أما ما أعرفه فهو أنني الآن - في سنة 1323 الهجرية- أقارب السبعين من العمر، والله أعلم بالصواب." (ضميمة ج5 من براهين أحمدية، الخزائن الروحانية؛ ج 21، ص 365)
أقول: ما دام قد استخدم كلمة "أُقارِب" فهو لا يتحدث بدقّة، فلا تؤخذ منه هذه الكلمة. ففي مطلع عام 1906 حين ذكر هذا الكلام كان عمره 66 عاما، فلم يرَ بأسا في أن يقول: إنه يقارب السبعين، ولا إشكال في ذلك. لكن الإشكال أن يُستدلّ بمثل هذه العبارة المسبوقة بكلمة "أُقارِب". فالذي يستدلّ بأي عبارة فيها هذه الكلمة غافلا عن العبارات الواضحة فإنما هو كاذب.
ليس هذا المقال لإثبات أن نبوءة الثمانين عاما لم تتحقّق، فقد قلتُ من اليوم الأول: ليس هنالك نبوءة من نبوءات الميرزا تحققت يقينا حتى لو قضوا العمر كله في البحث عنها. بل المقال لإظهار تزييف الأتباع واحترافهم التدليس؛ فلم أعرف في حياتي أحدا يزيّف مثل هذا التزييف أو أشدّ منه سوى الميرزا. فهنيئا لأتباع الميرزا أنهم سيقضون حياتهم في شهادة الزور وفي احتراف التزييف دفاعا عما يستحيل الدفاع عنه من دون هذه الحرفة!
هاني طاهر 21/12/2016