جماعة العجائب وحديث: "نبيّ الله" في صحيح مسلم

جماعة العجائب وحديث: "نبيّ الله" في صحيح مسلم

جماعة العجائب وحديث: "نبيّ الله" في صحيح مسلم

ورد في صحيح مسلم حديث عن نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان، حيث وصفه بالنبي أربع مرات: "وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللـه عِيسَى وَأَصْحَابـه حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لِأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لِأَحَدِكُمُ الْيَوْمَ فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللـه عِيسَى وَأَصْحَابـه ... ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللـه عِيسَى ... فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللـه عِيسَى... (مسلم)

الميرزا غلام أحمد نظرَ إلى الحديث من باب أنه شبهة وإشكال يجب الردّ عليه، لأنّه يرى أنه هو المسيح النازل وأنه ليس نبيًّا، بينما هذا الحديث يصف المسيح النازل بالنبيّ، فلا بدّ من حلّ لهذا الإشكال.

الميرزا محمود ومن بعده نظروا إلى هذا الحديث على أنه مِن أهم أدلة نبوة غلام أحمد.

تأملوا في أقوال كل منهما، وحَولقوا!!

يقول الميرزا: اسم "نبي الله" الوارد في صحيح مسلم في حق المسيح الموعود القادم على اللسان المبارك للنبي صلى الله عليه وسلم، إنما هو من منطلق المجاز المسلَّم به في كتُب الصوفية الكرام، وهو تعبير معروف في المكالمات الإلهية، وإلا لا يمكن أن يأتي نبيٌّ بعد خاتَم الأنبياء". (عاقبة آتهم، الخزائن الروحانية، مجلد11، صفحة 26-28)

ويقول الميرزا:

إن طُرح هنا اعتراض: أنه يجب أن يكون مثيل المسيح الناصري أيضا نبيا؛ لأن المسيح كان نبيا. فالجواب الأول على هذا الاعتراض هو أن سيدنا ومولانا صلى الله عليه وسلم لم يشترِط نبوة المسيح الآتي، بل قال صراحة إنه سيكون مسلما وملتزما بشريعة القرآن الكريم مثل بقية المسلمين، ولن يفعل شيئا أكثر من ذلك لإظهار إسلامه وكونه إمامَ المسلمين. (إزالة الأوهام)

أما محمود فيقول:

لقد سُمِّي في هذا الحديث عيسى المقبل نبي الله بكل صراحة، ولم يُطلق عليه نبي الله فقط بل عُدّ شريكًا في جماعة الأنبياء كلهَم. فمَن له أن ينكر نبوة المسيح الموعود مع وجود شهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ (حقيقة النبوة)

وجاء في كتاب القول الصريح:

إذا كان من المستحيل مجيء نبي بعده صلى الله عليه وسلم فلِمَ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه". (القول الصريح)

فإذا كان الابن قد عارض أباه 180 درجة في أخطر القضايا فعلى جماعة العجب السلام.

هاني طاهر 23/12/2016