ثلاث كذبات في سطرين.. نبوءة ابن عربي
ثلاث كذبات في سطرين.. نبوءة ابن عربي
يقول ابن عربي:
"وعلى قدم شيث يكون آخر مولود يولد من هذا النوع الإنساني وهو حامل أسراره. وليس بعده ولد في هذا النوع فهو خاتَم الأولاد. وتولَد معَه أخْتٌ لَه فتخرج قبلَه ويخرج بعدها، يكون رأسه عند رجليها. ويكون مولده بالصين، ولغته لغة بلده. ويسري العقم في الرجال والنساء فيكثر النكاح من غير ولادة. ويدعوهم إلى الله فلا يجاب". (فصوص الحكم، ص 67، طبعة دار الكتاب العربي)
بعد أن نقل الميرزا فقرةَ ابن عربي هذه قال:
"هذه النبوءة التي أنبأ بها الشيخ قد تكون مبنية على كشف له، ولكن إمعان النظر في القرآن الكريم يبرهن على صحتها. ولما كان هذا الكتاب هو آخر الكتب للشيخ فلم يَقْبَل فيه أن خاتَم الخلفاء هو عيسى الذي سينزل مِن السماء، بل أقرّ بولادته توأمًا. ويتبين من تفسير الشيخ للقرآن الكريم أيضا أنه لا يعتقد بنزول عيسى عليه السلام من السماء". (ترياق القلوب)
الكذبة الأولى:
قوله: " إمعان النظر في القرآن الكريم يبرهن على صحة قول ابن عربي"!!
أقول:
1: فهل نجد في القرآن: "على قدم شيث يكون آخر مولود يولد من هذا النوع الإنساني وهو حامل أسراره" مهما تَمَعَّنّا؟
2: هل نجد في القرآن: "وليس بعده ولد في هذا النوع فهو خاتَم الأولاد"؟
3: هل نجد في القرآن: "وتولَد معه أخت له فتخرج قبله ويخرج بعدها، يكون رأسه عند رجليها"؟
4: هل نجد في القرآن: "ويكون مولده بالصين، ولغته لغة بلده"؟
5: هل نجد في القرآن: "ويسري العقم في الرجال والنساء فيكثر النكاح من غير ولادة. ويدعوهم إلى الله فلا يجاب"؟
فليس في القرآن أدنى رائحة من هذا. إنما الميرزا يستسهل الكذب، وإلا كان عليه أن يشرح لنا كيف أنّ التمعُّن في القرآن يبرهن على صحة ما قاله ابن عربي.
الكذبة الثانية:
قوله: "ويتبين من تفسير الشيخ للقرآن الكريم أيضا أنه لا يعتقد بنزول عيسى عليه السلام من السماء"!!
أقول:
كيف يتبين من تفسيره ذلك؟ وأين أشار في تفسيره إلى عدم نزول عيسى من السماء؟ نتحدى الأحمديين أن يعثروا على تفسير ابن عربي للقرآن الذي يذكر فيه أنه لا يعتقد بنزول عيسى عليه السلام من السماء.
الكذبة الثالثة:
قوله: " لم يقبل ابن عربي أن يكون خاتَم الخلفاء هو عيسى الذي سينزل من السماء، بل أقرّ بولادته توأما".
أقول:
ابن عربي يتحدث عن آخر الناس، لا عن عيسى عليه السلام. ولو فرضنا أنه يتحدث عن آخر الأولياء، فلا علاقة لذلك بعيسى عليه السلام. ولو فرضنا أنه يقصد المهدي نفسه، فإنّ هذه الفرضية لا تنفي إيمانه بنزول المسيح عليه السلام في الوقت نفسه، كما ظلّ عامة المسلمين يؤمنون من دون أن يروا في ذلك أيّ إشكال. ولو كان ابن عربي يرى غيرَ ذلك لذَكَره، فسكوتُه يعني رضاه بالفكرة السائدة، فكيف وقد أيّدها بوضوح في مواضع سابقة اعترف بها الميرزا نفسه في الفقرة نفسها؟ وكيف لو أضفنا لها قول ابن عربي في الفتوحات المكية: "ينزل عليه عيسى ابن مريم بالمنارة البيضاء بشرقي دمشق بين مهرودتين متكئا على ملَكَين مَلَك عن يمينه ومَلَك عن يساره، يقطر رأسه ماء مثل الجمان يتحدر كأنما خرج من ديماس، والناس في صلاة العصر فيتنحى له الإمام [أي المهدي] من مقامه فيتقدم فيصلي بالناس"؟ (الفتوحات المكية)، فهذه الحقائق كلها لا تخفى على الميرزا حتى نقول إنه أخطأ، بل تعمَّد الكذب، كعادته التي تلازمه.
#هاني_طاهر 26 فبراير 2019
ملحوظة: هذه الكذبات تحمل الأرقام 163، 164، 165 في ملف كذبات الميرزا