تهافت دعوى إمامة القادياني
تهافت دعوى إمامة القادياني
الكاتب: أبو عبيدة العجاوي
بسم الله العظيم الذي لا يضر مع اسمه شيء، العفو الشافي الباري المعافي الحفيظ، وأعوذ بالله مما يتعوذ منه، ومما يستعاذ به منه، وأسأله الخير والخيرات والبركة والبركات والهبات والأعطيات، والحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده:
تعتقد القاديانية بإمامة إمامها غلام أحمد القادياني بصفته نبيا ومسيحا ومهديا.
يقول غلام أحمد القادياني:."بقي سؤال أخير: من هو إمام هذا الزمان الذي فرض من الله تعالى اتباعه على جميع المسلمين عامة، وعلى الزهاد وأصحاب الرؤى والملهمين خاصة؟ فأقول بلا أدنى ارتياب: إنني إمام الزمان بفضل الله تعالى وعنايته، وقد جمع الله تعالى في كل العلامات المذكورة والشروط اللازمة، وبعثني على رأس هذا القرن الذي مضى منه خمسة عشر عاما. ولقد بعثت في وقت كانت المعتقدات الإسلامية مليئة بالتناقضات لدرجة لم يسلم منها معتقد واحد". (ضرورة الإمام 38)
أدلة تهافت دعوى إمامة القادياني:
أولا: وضع الغلام القادياني شروطا لإمام الزمان ومؤهلات أنظر: (ضرورة الإمام ص 12 وما بعدها) وهي شروط ومؤهلات لا تنطبق عليه:
الأولى: قوة الأخلاق: لأنه يضطر لمناقشة الأوغاد والبذيئين؛ فلا بد أن يُؤتى أخلاقا رفيعة جدا حتى لا تتولد فيه ثورة النفس وجيشان الجنون الذي يؤدي إلى حرمان الناس من فيوضه. ومن المعيب جدًّا أن يقع أحد في الأخلاق الرذيلة بعد أن يسميه الله تعالى وليًّا من أوليائه، فلا يقدر على تحمل بعض الكلمات القاسية والجارحة. ومن يدعي بأنه إمام الزمان ثم يتسم بطبع ناقص لدرجة أنه يرغي ويزبد وتحمرّ عيناه من أجل أتفه الأمور؛ فليس بإمام الزمان. لأنه لا بد أن يصدُق عليه مضمون الآية: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِیمࣲ﴾.
الثانية: قوة الإمامة: وبسببها يسمى الإمام إمامًا، وتعني اندفاعه لأعمال البر والحسنى، وازدهاره في حقل المعارف الإلهية ومحبة الله تعالى؛ فلا ترضى روحه بأية خسارة ولا نقصان، وهو يتألم ويتأذى كثيرًا مِن أن يُعرقَل تقدّمُه وازدهارُه. هذه هي القوة الفطرية التي يتحلى بها الإمام؛ فيكون إمامًا من ناحية القوة الفطرية ولو لم يتبع الناس علومَه ومعارفَه ونورَه. باختصار، يجب أن تؤخذ بالاعتبار دوما هذه اللطيفة أن الإمامة قوة تودع في جوهر فطرة ذلك الشخص الذي يتم اختياره لهذه المهمة بحسب الإرادة الإلهية. وإذا ترجمنا كلمة الإمامة فيمكن القول: إنها قوة القيادة. على أية حال، إنها ليست قوة خارجية تلحق بالإنسان من وراء ظهره، بل كما أن هناك قوة للرؤية والسمع والفهم كذلك ثمة قوة للتقدم والتفوق في الأمور الروحانية مودعة فيه، وهذا ما تشير إليه كلمة "الإمامة".
الثالثة: قوة "البسطة في العلم": وهي ضرورية للإمامة، بل هي خاصتها اللازمة. وبما أن مفهوم الإمامة يهدف إلى التقدم في الحقائق والمعارف وفي لوازم المحبة الإلهية والصدق والصفاء لذلك فإن الإمام يسخّر جميع قواه وجهوده من أجل تحقيق هذا الهدف ويداوم على الدعاء: ﴿رَّبِّ زِدۡنِی عِلۡما﴾ وتكون مداركه وحواسه وقواه ملائمـةً ومهيأةً سابقاً لأمور الإمامة، فيُعطى - بفضل الله تعالى - بسطة في العلوم الإلهية؛ فلا يوازيه أحد في عصره في المعارف القرآنية وكمالات الإفاضة وإتمام الحجة. ويصحح رأيُه الصائب معلوماتِ الآخرين، وإذا خالفه أحد الرأيَ في بيان الحقائق الدينية؛ انكشف له أن الحق مع الإمام دومًا، لأن نور الفراسة يساعده في معرفة العلوم الحقة، ولا يعطى لغيره مثل هذا النور الساطع:﴿ذَ ٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ یُؤۡتِیهِ مَن یَشَاۤءُ﴾…
الرابعة: قوة العزيمة التي هي ضرورية لإمام الزمان، وتعني العزيمة عدم التعب أو الكلل وعدم اليأس، وعدم الضعف في الإرادة أو الكسل. إن الأنبياء والمرسلين والمحدَّثين الذين يُبعَثون أئمةً لزمانهم يتعرضون أحيانًا لابتلاءات بحيث يقعون في المصائب والمحن لدرجة يظنّون عندها أن الله تعالى خذلهم ويريد إهلاكهم، وأحيانا ينقطع عنهم الوحي والإلهام تمامًا لمدة، وتسبب لهم نبوءاتُهم ابتلاءً؛ فلا ينكشف صدقها على عامة الناس، وكثيرًا ما يتأخر تحقق مرامهم لبعض الوقت، فيصبحون في الدنيا كالمتروكين والمخذولين والملعونين والمردودين، وكل من يسبّهم ويشتمهم يظن أنه يعمل عملا يُثاب عليه ثوابا كبيرا. ويكرههم الجميع ويزدرونهم ولا يريدون حتى الردّ على سلامهم، وفي مثل هذه المواطن تُختبر عزيمتهم، فإنهم لا يهِنون في مثل هذه الابتلاءات، ولا يتكاسلون في إنجاز مهماتهم حتى يحين موعد نصرة الله تعالى.
الخامسة: قوة الإقبال على الله تعالى: والمراد من ذلك أنهم ينيبون إليه، عند المصائب والابتلاءات وعند مواجهة الأعداء، ويخضعون له عند مطالبتهم بإراءة الآيات، وعند ضرورة نيل الفتح والانتصار، وعند أداء واجب المواساة ينيبون ويخضعون أمام الله تعالى بكل صدق وإخلاص ومحبة ووفاء، وبعزيمة قوية لدرجة أن أدعيتهم تُحدث ضجةً قوية في الملأ الأعلى، وإن تضرعاتهم المتسمة بالتفاني والاستغراق تتصاعد إلى السماوات فتُحدث فيها صراخا أليما يصيب الملائكة بالقلق. وكما أن الغيوم تلوح في السماء وتبشّر بالمطر بعد أن يبلغ الحرّ منتهاه، كذلك فإن حرارة إقبالهم على الله تُحدث شيئا في السماء، فيتغير القدر وتتغير المشيئة حتى تهبّ رياحُ قضاء الله وقدره. وإن الدواء الذي يخرج جرثومة الحمّى من الجسم يعمل بأمر الله تعالى كما أن هذه الجرثومة نفسها مخلوقة من الله تعالى، هكذا يكون تأثير إقبالهم على الله تعالى…
السادسة: كثرة الكشوف والإلهامات: يتلقى إمام الزمان معظم العلوم والحقائق والمعارف بطريق الإلهام من الله تعالى. ولا تُقاس إلهاماته على إلهامات الآخرين، لأنها تكون أعظم منها كيفًا وكمًّا، ولا يمكن للإنسان تصور أفضل منها، وبها تنكشف له العلوم والمعارف القرآنية، وتنحل المعضلات الدينية، وتظهر النبوءات العظيمة لإلقاء الرعب في قلوب الأقوام المعادية. باختصار؛ إن كشوف إمام الزمان وإلهاماته لا تقتصر على ذاته، بل تكون مفيدة ومباركة جدًّا لنصرة الدين وتقوية الإيمان. يكلّمه الله تعالى بكل صفاء ويجيب دعاءه، وفي بعض الأحيان تجري بينه وبين الله تعالى سلسلة الأسئلة والأجوبة بحيث يسأل فيجيب الله تعالى على سؤاله، ثم يسأل فيجيب الله عليه، ثم يسأل فيجيبه الله تعالى بكل صفاء وبكلام لذيذ فصيح وحيًا وكأن صاحب الوحي يرى الله تعالى أمامه. ولا يكون الوحي الذي يتلقاه إمام الزمان كحجر يقذفه المجهول ويغيب فلا يُعثر عليه، بل يتقرب إليه الله تعالى، ويكشف الستار قليلا عن وجهه الطاهر والنيّر، الذي هو نور محض، ولا يحظى الآخرون بهذه الحالة، بل على عكس ذلك فإنهم في بعض الأحيان عندما يتلقون شيئا، يشعرون بأن أحدًا يستهزئ بهم.
هذا وإن النبوءات الإلهامية لإمام الزمان تحظى بمرتبة الإظهار على الغيب، وتستحوذ على جوانب الغيب كلها استحواذ الفارس الماهر على الفرس. ويُعطى لإلهاماته قوة الإظهار على الغيب بشكل خارق حتى لا تشتبه إلهاماته الطاهرة بالإلهامات الشيطانية، وذلك لتكون حجة على الناس.
أما الأخلاق فهذه عينة من أخلاق الغلام القادياني:
"يكلمون الناس من الإست لا من الأفواه". (حمامة البشرى 180)
"سكتوا ألفاً، ونطقوا خلفاً". (مكتوب أحمد 44)
"لا يعلمون إلا الأكل والنيك، ولا يؤثرون إلا الزينة والصيك". (منن الرحمن 63)
"تلك كتب -أي كتبه- ينظر إليها كل مسلم بعين المحبة والمودة وينتفع من معارفها، ويقبلني ويصدق دعوتي، إلا ذرية البغايا الذين ختم الله على قلوبهم فهم لا يقبلون". (التبليغ 100)
"وتراءى بعض الناس كالكلاب، وبعضهم كالذئاب، وبعضهم كالخنازير، وبعضهم كالحمير، وبعضهم كالأفاعي يلدغون. وما من حيوان إلا وظهر كمثله حزب من الناس وهم كمثلها يعملون". (الخطبة الإلهامية 63)
"ورأى الناس آيات الله ولم يقبلوها. فصاروا أسوأ من الديدان التي في القذارة". (حقيقة الوحي 477)
"كمثل رجل كان يأكل البراز من مدة مديدة، ويحسبه من أغذية لطيفة جديدة، ولا يتنبه على أنه رجس وقذر لا من أطعمة الآدميين، فلاقاه رجل لطيف نظيف ومع ذلك زكي وظريف، فرآه يأكل الغائط فأنبه كما يؤنب الحكم المايط، وقال ما تفعل ذلك؟ أتأكل البراز يا براز الخبيثين؟ فتندم وفكر في نفسه كيف يزيح برص هذه الملامة، وكيف ينجو من شناعة الندامة، فنحت جوابا كالذين يرون أجاجهم كماء معين، وقال إني ما أكل البراز، وما كنتُ أن أحتاز فما أبالي الإفزاز، وما أوعزت إلى هذا الأمر الذي هو أكبر المكروهات، وإن هو إلا تهمة مذاع ذي البهتانات وإني من المبرئين. وإن العدو ما عرف الحقيقة ونسي الطريقة، فإني آكل أجزاء غذائية التي تنفصل من الهضم المعدي بإذن خالق الأشياء، وتدفعها الطبيعة إلى بعض الأمعاء، فتخرج من المبرز المعلوم مع قليل من الصفراء، فهذا شيء آخر وليس بيراز كما هو زعم الأعداء، بل هو غذاء أعد لمثلنا الطيبين". (نور الحق 115)
"إن أنجس الحيوانات في العالم وأجدرها بالاشمئزاز والقرف هو الخنزير، لكن الذين يكتمون الحق والشهادة الصادقة من أجل الثوائر النفسانية هم في الحقيقة أنجس منه. فيا أيها المشايخ أكلي الجيف وذوي الأرواح الشريرة، ويحكم لقد أخفيتم شهادة الحق للإسلام بسبب عدائي، وأنى لكم يا ديدان الظلام أن تحجبوا أشعة الصدق البراقة، أفلم يكن من الضروري أن يراعي الله الشرط المذكور في النبوءة؟ فيا أيها الهاربون بعيدا من الإيمان والإسلام، قولوا حقا وصدقا ألم يكن في النبوءة شرط كان يمكن بالوفاء به أن يتأخر موت آتهم؟ فلا تكذبوا ولا تأكلوا النجاسة التي أكلها المسيحيون". (عاقبة آتهم 193)
"ثمّ بعد ذلك نكتب جواب ما أشعت، وظلمت نفسك والوقت أضعت، أمّا ما أنكرت في كتابك بلاغة قصيدتي، و ما أكلت عصيدتي، فلا أعلم سببه إلا جهلك وغباوتك و تعصّبك ودنائتك، أيّها الجهول. قم و تصفّح دواوين الشعراء ليظهر لك منهاج الأدب والأدباء، أتغلّط صحيحاً وتظنّ الحسن قبيحاً، وتأكل النجاسة، و تعاف النفاسة، ليس في جعبتك منزع، فظهر لك في التزري مطمع، و كذلك جرت عادة السفهاء، أنّهم يخفون جهلهم بالازدراء. ويلك ما نظرت إلى غزارة المعاني العالية، و استقريت القذر كالأذبّة. ما فكرت في حسن الكلام، ولا في المنطق و نظامه التام. أيّها الغبي علمت من هذا أنّك ما ذقت شيئاً من اللسان، و لا تعلم ما حسن البيان، و نزوت كالسرحان قبل الفهم و العرفان. أبهذا تبارينا في الميدان، و تبارزنا كالفتيان. أتتكيء على الأصغر الذي كتب معه الجعفر إليك، و كنت قد فررت من هذه القرية مع لعن نزل عليك. فاعلم أنّهم يكذبون و ليسوا رجال المصارعة و لا قبل لأحد في هذه المناضلة. دع تصلفك فإنّك لست من الرجال، و لو كنت شيئاً لما فررت من الاحتيال. ثمّ اعلم أنّي ما رضت صعاب الأدب بالمشقّة و التعب، بل هذه موهبة من ربّي". (مواهب الرحمن 104)
"ولم يعترف بفتحنا فسيفهم منه بوضوح أنه ليس ابن حلال ويتشوق لأن يدعى ولد الحرام. لأنه إذا كان يعتبرني كاذبا والنصارى فاتحين منتصرين فكان واجبا عليه -إن كان ابن حلال-... وإلا فإن من علامة ابن الحرام أنه لا يتخذ الطريق السوي ويحب طرق الظلم والإجحاف… وإلا ماذا نقول غير الخطأ مرة أو مرتين، أما الذي يخطئ مرة ثالثة فهو ولد الحرام". (أنوار الإسلام 50)
"واعلم أن كل من هو من ولد الحلال، وليس من ذرية البغايا ونسل الدجال، فيفعل أمراً من أمرين". (نور الحق 109)
"ومن اللئام أرى رجيلاً فاسقاً…غولاً لعيناً نطفة السفهاء
شكس خبيث مفسد ومزور…نحس يسمى السعد في الجهلاء
ما فارق الكفر الذي هو إرثه…ضاهى أباه وأمه بعماء
اذيتني خبثا فلست بصادق…إن لم تمت بالخزي يا ابن بغاء". (الاستفتاء 130)
والله لست بباسل يوم الوغى… إن لم أشن عليك يا ابن بغاء". (منن الرحمن 57)
"إن العدى صاروا خنازير الفلا…ونسائهم من دونهم الأكلب". (نجم الهدى 20)
يا قرد غزني أين آثم سل عشيرته…هل مات أو تلفيه حيا بين أحباب". (حجة الله 142)
"وما الكلب إلا صورة أنت روحها…فمثلك ينبح كالكلاب ويزعق
أطلت لسانك كالبغايا وقاحة…ظلمتك جهلا يا أخا الغول فاتق
وإن الورى عمي يسبون عجلة…فليس بشيء لعنهم يا ابن أحمق
فدع عنك ذكر اللعن يا صيد لعنة…ألم تر ما لاقيت بعد التلقلق
لعنتم وإن الله يلعن وجهكم…ولا لعن إلا لعن رب ممزق
و ما أرى من نفسك العلم و التقى…تصول كخنزير و كالحمر تشهق
رقصت كرقص بغية في مجالس…وفسقتني مع كونك أفسق". (حجة الله 152)
ويحاول القاديانيون أمام نصوص الغلام القادياني السابقة وغيرها…، التذرع بأنه كان يتعرض للسب والشتم والأوصاف السيئة، ومحاولة الإستدلال بنصوص الكتاب والسنة أو ما جاء عند أهل الكتاب والأديان الأخرى للدفاع عن غلامهم!
فيقال لهم: دعوا الدجل، ولا تستدلوا بما سبق، فالقادياني لم يدع لنفسه مخرجا، أو أي شيء يمكن أن يدافع عنه، أو يقال بهذا الخصوص فـ :
•هو قد وضع شرطا لإمام الزمان -وهو قوة الأخلاق- ولم يلتزم به.
•ثم هو يقول: "إن السب والشتم ليس من شيمة الشرفاء". (أربعين 153)
•ويكذب فيقول: "وقد سبوني بكل سب، فما رددت عليهم جوابهم". (مواهب الرحمن 15)
•ثم يقر ويعترف: "ستجدون بعض الكلمات القاسية في كتبي". (حقيقة الوحي 409)
•ويقول: "ومن الخديعة الكبيرة أن كثيرا من الناس يعتبرون السب وبيان الواقع شيئا واحدا، ولا يفرقون بين الأمرين. بل يعتبرون كل كلام يحتوي على بيان الأمر الواقع ويكون في محله تماما، شتائم، لكونه محتويات على شيء من المرارة التي تستلزم قول الحق. بينما مفهوم السب والشتائم هو ما كان خلاف الواقع، وقد قيل كذبا وللإيذاء المحض". (إزالة الأوهام 123) مع أنه قال خلاف الواقع، وما ليس فيه محله، وما هو كذب وإيذاء محض، عندما قذف الناس!
•ويقول مخاطبا أتباعه: "ليس السبيل إلى انتصاركم وغلبتكم أن تستخدموا منطقكم الجاف أو تقابلوا السخرية بالسخرية، أو تسبوا مقابل السباب، لأنكم لو سلكتم أيضا المسلك نفسه لقست قلوبكم". (إزالة الأوهام 587) فهو ينهى أتباعه عن السخرية والسباب ثم هو يفعل ذلك.
•ويقول: "إن المؤمن ليس لعانا". (إزالة الأوهام 485) مع أن الغلام القادياني ليس لعانا فقط، بل كان يتفنن في اللعن.
•كتب في كتابه (البراهين الأحمدية الأجزاء الأربعة 68) : "أقول لجميع الناس إنني قد ألَّفتُ هذا الكتاب مراعيا مقتضيات التحضر والآداب إلى أقصى الحدود، ولم يرِد فيه لفظ يستلزم الإساءة إلى زعيم أو مرشد أية فِرقة. وإنني شخصيا أرى أنه من الخبث العظيم استخدام الكلمات من هذا القبيل، صراحةً أو كنايةً، وأحسب مستخدمها شرير النفس إلى أقصى درجة. كذلك أوجِّه كل المخاطَبين الأشراف لتكون مساعيهم منصبَّةً على الأمر نفسه بحقنا أيضا، وذلك بأن تكون كتاباتهم -إن كتبوا شيئا أصلا- مبنية على كلام متحضّر وبريئةً تماما من سخف الكلام والهجو والإساءة إلى المقدسين والأنبياء والرسل، كما يليق بالمتحضر. إن تأليف الكتب الدينية مهمةٌ حساسةٌ جدا، ولا يكون عنان الحكم فيها في يد شخص واحد، بل يلاحقه كل من يقدر على التمييز بين الحسن والقُبح وبين المنصف والمتعصب وبين المفسد وصادق القول. ففي كل قوم يوجد نبلاء -قلةً كانوا أم كُثُرا- لا يحبون بطبيعتهم الخطابات المفسدة وغير المتحضِّرة، ويعدُّون ذكر كبار مختلف الفِرق ومرشديها بسوء وبكلمات نابية من أشدّ درجات الخبث والوقاحة". وقد خالف ذلك فيما بعد، وأعظم شيء في هذا بالباب الإساءة إلى نبي الله عيسى عليه السلام.
•لقد هاجم القادياني عيسى عليه السلام، على اعتبار أنه يهاجم يسوع النصارى، وهو بذلك خالف دين الإسلام، ووقع بنفس خطأ النصارى الذين يهاجمون نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو وهم في هذا الباب سواء، إذ أنهم يهاجمون أنبياء حق مبعوثين من الله عليهم الصلاة والسلام، ولا يخفى على مسلم قرأ بعضا من كتب القادياني نيله من عيسى عليه السلام والاستخفاف به وبمعجزاته، واستخدام عبارات لا يقولها مسلم في حقه عليه السلام. ومع ذلك يقول القادياني: "نحن أمرنا من الله أيضا بأن نؤمن بأن عيسى عليه السلام كان نبيا صادقا ومقدسا وصالحا من الله، ونؤمن بأنه كان نبيا فليس في أي كتاب لنا أي كلمة تسيء إلى شأنه الجليل، فمن زعم غير ذلك فهو منخدع وكاذب". (أيام الصلح 2) فكتب هذا الرجل فيها تناقض وكذب ودجل عظيم.
•وضع الغلام القادياني شروطا للبيعة والإنضمام لجماعته وهو: "ألا يؤذي بغير حق، أحدا من خلق الله عموما والمسلمين خصوصا من جراء ثوائر النفس، لا بيده ولا بلسانه ولا بأي طريق آخر". (الجماعة الإسلامية الأحمدية 163) وعلى أساس هذا فمن يلتزم بهذا الشرط من القاديانيين تكون أخلاقه أفضل من أخلاق نبيه وغلامه.
•وجه القادياني خطابا لأتباعه: "من مبادئي أنه لو جاء ضيف وأوصل الأمر إلى السب والشتم لوجب أن تتحملوه لأنه ليس من المريدين. ليس من حقنا أن نطالبه بما نتوقعه من المريدين". (الملفوظات ج4 ص192) وهو يفتقر لما طالب أتباعه به.
•وعاهد ربه: "وأعاهد الله أن لا أخاطبهم من بعد وأحسبهم كالميتين المدفونين، ولا أكلم المكفرين المكذبين، ولا أسب السابين المعتدين". (حجة الله 168) ولم يلتزم بما عاهد عليه، وواصل السباب والشتائم والبذاءة والسيرة البعيدة عن الأخلاق.
•قال القادياني: "اعلموا أن الكذب مثل أكل القذارة". (حقيقة الوحي 193) ولا شك أنه كذاب دجال بما ذكرنا من أدلة.
وأقول للقاديانيين: أنتم تضيقون ذرعا من وصف غلامكم بالكذاب والدجال وما شابه ذلك…، فبالإضافة إلى ثبوت ذلك، فغلامكم وصف غيره بذلك، بل بما هو أشد وأعظم، فمن تؤمنون به نبيا العلة والمشكلة فيه قبل غيره، وأنتم الملامون على إيمانكم بشخص ليس بمستوى إنسان من العقال أو من عامة الناس، ومن يؤمن "بنبي مزعوم" يهاجم عيسى عليه السلام موقفه ضعيف جدا أمام من يهاجم نبيه المزعوم.
أما قوة الأمامة أو ما عبر عنها أيضا بقوة القيادة، فإن الذي يظهر أنه غير متحل بها، وهناك أدلة على ذلك:
"حدثني والدتي قالت: عندما كان المسيح الموعود عليه السلام شاباً ذهب لاستلام الراتب التقاعدي لجدك (والد المسيح الموعود عليه السلام) وذهب خلفه ميرزا إمام الدين. وعندما استلم الراتب أخذه إمام الدين بخداعه والتحايل عليه في مشوار خارج قادیان بدل أن يأتي به إلى قاديان، وظل يتنقل به من مكان إلى مكان حتى بدد إمام الدين كل النقود، ثم تركه وذهب إلى مكان آخر. فشعر المسيح الموعود بالخجل ولم يرجع إلى البيت…". (سيرة المهدي رواية 49)
فمن يتمتع بقوة القيادة كيف يقوده شخص لتبديد راتب والده التقاعدي؟!
"شغلني والدي في الإشراف على شؤون الأراضي الزراعية مع أن ذلك لم يكن يلائم طبعي، مما كان يعرضني دوما لسخط والدي. صحيح أن مواساته لي ولطفه بي كان كبيرا، لكنه كان يريد أن يجعلني مهتما بالدنيا كسائر أهل الدنيا، بينما كان طبعي ينفر من ذلك نفوراً كبيرا. ذات مرة كان المفوض قادمًا إلى قاديان في زيارة، فطلب مني والدي مراراً أن أخرج لاستقباله إلى مسافة ميلين أو ثلاثة أميال إذ ذاك واجب. لكن طبعي كره ذلك جدا، كما كنت مريضًا أيضًا فلم أقدر على الخروج معه، فهذا الأمر أيضا جلب علي سخطه". (البراءة 268)
هذا الرجل الذي يصف نفسه بالمريض، وكثرة الأمراض، والمريض بصفة دائمة… كيف سيتمتع بقوة الإمامة وقوة القيادة، وهو غير قادر على مهمة استقبال مفوض، كيف سيقود جماعة وأتباع ومريدين؟! وإذا تم تبرير ذلك أنه غير مهتم بالدنيا! فهذا التبرير ساقط، لأن أي فرد -مهتم بالأمور الدينية- أو أفراد أو جماعة لابد من أمور دنيوية تتطلبها الحياة عليهم القيام بها قلت أو كثرت!
"كذلك تلقيتُ إلهامًا آخر في ۱۸۹۹/۱۰/٤م، وهو من قبيل المتشابهات وتعريبه: "شكر من قيصر الهند"، فهذه العبارة تحيرني لأني امرؤ خامل الذكر وبعيد عن كل خدمة مرضية، واعتبر نفسي ميتا قبل الموت، فما معنى شكري هنا؟ فهذا النوع من الإلهامات إنما يكون من المتشابهات ما لم يُظهر الله تعالى حقيقتها". (ترياق القلوب 365)
ولا أدري كيف لمن يصف نفسه بأنه: "بعيد عن كل خدمة مرضية". أن يقود جماعة لها مهمات دينية ودنيوية.
"ملخص القول الآن، أني حين تلقيت الوحي المذكور من الله جل شأنه عن وفاة والدي المرحوم، خطر ببالي بمقتضى البشرية أن بعض موارد الدخل ترتبط بحياة والدي، ولا نعرف لأية ابتلاءات سنتعرّض بعد وفاته". (البراءة 272)
"والمعلوم أيضا أني كنت خامل الذكر في زمن والدي، فأذاع الله صيتي بالعزة والشرف بعد وفاته في مئات الآلاف من الناس. ما كنت أملك في زمن والدي أية قدرة مالية ذاتية بخيار وقدرة شخصية". (ترياق القلوب 102)
الرجل كان يعتمد على دخل والده وهو متزوج وعنده أبناء، هل مثل هذا يوصف بقوة الإمامة والقيادة! ولو كانت كتبه من ناحية شرعية إسلامية مفيدة حقا وحقيقة ويحتاجها المسلمون لقبل منه إعتماده على والده! مع العلم أنه قال ذلك قبل أن يفتح دكانه وتجارته باسم الدين!
كان نور الدين الخليفة الأول، هو من يسوق القادياني لما يريد، ويشرف على الدعوة القاديانية، ويؤلف الكتب أو بعضها باسم الغلام القادياني وفي [المكتوبات الأحمدية ج٥ ص٨٤] - وهو غير مترجم للعربية - يقترح نور الدين على الغلام القادياني إن يدعي أنه مثيل المسيح، فيرد عليه الغلام قائلا: "في الحقيقة لا حاجة لهذا العاجز أن يكون مثيل المسيح".
أما البسطة في العلم فإن القادياني أقل من بسيط في مجال العلم، ولنضرب أمثلة تبين أن مزاعم الغلام القادياني الكبيرة في الحقائق والدقائق والعلوم والمعارف الإلهية والدرر والفصاحة والبلاغة… مجرد مزاعم وإدعاءات لا حقيقة لها. فلو زعم أحد أنه ماهر في الحدادة أو النجارة، لقيل له: أرنا شيئا من مهارتك وإنتاجك وصناعتك، فيعرض ذلك عليهم! ولو قيل: فلان عالم. ثم قال له قائل: ما دليلك؟! فقال: كتبه هذه! فالخلاصة أننا نتحدث عن أدلة وإثباتات.
الغلام يزعم المزاعم إني وإني وإنني… ثم لا نجد من هذه المزاعم شيئا، وسأضع هنا أمثلة القاديانيون يعانون منها، ولم يغطيها لهم الغلام القادياني، ولا يمكن الإعتماد عليه فيها بالنسبة للقاديانيين بشكل شامل وشرح واف وعلم جم:
١- تفسير القرآن.
٢- تحقيق الأحاديث النبوية والجرح والتعديل والتصحيح والتضعيف.
٣- شرح الأحاديث النبوية.
٤- مسائل الفقه المختلفة والمتنوعة وتفاصيلها الكثيرة.
٥- مسائل الشبهات والردود عليها.
٦- الأمور المتعلقة باللغة العربية.
أما القرآن، فلم يؤلف نبي القاديانية تفسيرا للقرآن، وكل ما في الأمر أن له أقوالا منثورة في كتبه متعلقة بتفسير القرآن متناقضة وليست بشيء، ثم جاء ابنه بعده وألف تفسيرا وهو "التفسير الكبير". ولم يفسر القرآن كله، وخالف والده في كثير من القضايا والمسائل والتفسيرات والقصص والعقائد، فكان التناقض والإختلاف، هذا وكيف يخالف الابن أباه الذي من المفروض أنه نبي يوحى إليه، بل أكثر من هذا أن القاديانية أخذت بأقوال الابن وتركت أقوال والده النبي المزعوم.
أما ما يتعلق بالحديث، فالقاديانيون يرفضون تراث علماء المسلمين سلفا وخلفا في الجرح والتعديل والتصحيح والتضعيف، نقول: لم يؤلف القادياني شيئا فيما سبق.
فإن قال القاديانيون: الحديث إذا وافق القرآن أخذنا به، وإن خالف القرآن رددناه! فالجواب: لم يؤلف القادياني كتابا يبين فيه الأحاديث الموافقة للقرآن والمخالفة له! ثم إن قولهم السابق منهج غير منضبط فما يراه فلان يخالف يراه علان موافق!
وكذلك شرح الحديث لم يصنف فيه شيئا!
وكذلك الأمر في الفقه ومسائله، لم يؤلف الغلام القادياني فيه شيئا. ولقد قام القاديانيون بجمع فقه الغلام القادياني في كتاب عنوانه (فقه المسيح) وهذا الكتاب عبارة عن 400 صفحة تقريبا، ومن يلقي نظرة على كتب بعض الفقهاء يجدها في مجلدات، وهذا الكتاب ذو الصفحات القليلة ليس بشيء في الفقه ولا مقارنة.
أما الشبهات والردود فحدث ولا حرج، فالغلام في كتبه لم يرد على كل الشبهات أو لنقل أغلبها، بل بالعكس زادت الشبهات بسبب مقالاته، ولأن الرجل في كتبه كذب ودجل وتناقض وتبديل وتغيير… تراكمت الشبهات على جماعته القاديانية سواء ما يتعلق بالكتاب والسنة أو ما يتعلق بالقاديانيات.
أما الأمور المتعلقة بالفصاحة والبلاغة في اللغة العربية، فكل ما في الأمر أن الغلام ألف بعض الكتب باللغة العربية، وله أشعار كذلك. لكن لا يوجد له كتاب في اللغة العربية أو مرجع يرجع إليه الناس في أمور هذه اللغة، هذا مع العلم أن بعض الأعاجم برعوا في مجال اللغة العربية أكثر من العرب أنفسهم وألفوا الكتب في ذلك.
ثم يأتي القاديانيون قائلين: "إن التجديد الذي جاء به عليه السلام والكتب التي ألّفها قد غطّت مختلف جوانب الحياة، ولو نظرنا فيها نظرة فاحصة لتبيّن لنا استحالة أن تكون قد صدرت من متقوِّل، بل لا بد أن تكون قد صدرت من إنسان قد بلغ الذروة في الصدق والحرقة، وهي بالتالي دليل على أنه صادق فيما نسبه إلى الله تعالى". (مقال ثلاثون دليلا على صدق القادياني)
فأين هو العلم، وأين التجديد، وأين هي الكتب التي غطت مختلف جوانب الحياة؟!
ولا تستغرب -أخي المسلم- من قولنا السابق في المجالات المختلفة التفسير الحديث الفقه… فالقادياني عند القاديانيين مجدد، كما أنه الحكم العدل عندهم في كل المسائل والقضايا، فلا هو غطى مختلف مجالات الحياة، ولا القاديانيون يلتزمون بكل أقواله!
ولو أن الأمر مجرد عالم أو فقيه، لكنه لم يؤلف ولم يصنف، لكان الأمر عاديا، أما الغريب والعجيب فهي المزاعم الكبيرة: نبي ومهدي ومسيح ومجدد وحكم عدل ثم نجد الأمر مجرد ثرثرة وثرثرات.
ثم إعلم شيئا، لما كان غلام أحمد القادياني حسب ما قال أفضل من الأنبياء -باستثناء محمد- عليهم الصلاة والسلام، فالعياذ بالله من هم الصحابة رضي الله عنهم، ومن هم أصحاب المذاهب الأربعة رحمهم الله بجانب غلام قاديان!
أما قوة العزيمة، فخذ هذه الأمثلة:
جمع الغلام القادياني المال من المسلمين لتأليف كتاب البراهين الأحمدية في أجزاء كثيرة للرد على شبهات الكفار، ثم كتب ٥ أجزاء فقط، وقال: "كنت أنوي بداية تأليف خمسين جزءا، ثم اكتفيت بخمسة بدلا من خمسين. ولأن الفرق بين العدد خمسين وخمسة هو نقطة واحدة لذا فقد تحقق ذلك الوعد بخمسة أجزاء". (البراهين الأحمدية الجزء الخامس 7)
أما كتاب المسيح الناصري في الهند فقد قام الغلام القادياني بكتابته عام 1899م والمفروض أنه من أهم كتبه، إلا أنه لم يكمله، ونشر بعد هلاكه عام 1908م وجاء في كلمة الناشر: "ومما يجب الإشارة إليه أن سيدنا أحمد كان ينوي أن يتم هذا الكتاب في عشرة أبواب وكلمة ختامية، ويضم إليه بعض البحوث الهامة الأخرى - كما ذكر في المقدمة - ولكن الكتاب الذي بين أيدينا لا يتجاوز أربعة أبواب فقط يبدو أنه لم يتح له استكمال هذه البحوث حتى لقي رفيقه الأعلى، مع العلم أنه قام بتأليف هذا الكتاب في عام ۱۸۹۹م, ولكنه طبع لأول مرة بعد وفاته في ٢٠ نوفمبر ۱۹۰۸م".
فانظر كيف أنه طوال 9 سنوات لم يكمل ذلك الكتاب.
بخصوص كتاب "أربعين لإتمام الحجة على المخالفين" جاء في مقدمة الناشر: "في ۱۹٠٠/٧/٢٣ عقد سيدنا المسيح الموعود العزم على نشر أربعين نشرة لإتمام الحجة على المخالفين، وكتب حضرته النشرة الأولى في أربع صفحات، وهي منشورة باسم أربعين رقم أول، وقال إنه ستصدر نشرة بعد كل خمسة عشر يوما، إذا لم يحدث أي عائق حتى يكتمل عدد الأربعين. لكن اضطر حضرته لإصدار الأربعين رقم ٢، ٣، ٤ في صورة كتيبات، فكتب حضرته في الأربعين رقم ٤ تحت عنوان "الإخطار": كنت قد أعلنت أني سوف أنشر أربعين إعلانا مستقلا، وكنت أنوي أن يكون حجم كل إعلان صفحة أو صفحة ونصف أو على أقصى حد أن يكون إعلان بصفحتين، ولكن تطلب الأمر أحيانا أن يبلغ حجم إعلان ثلاث صفحات أو أربع، غير أن المصادفات حققت عكس ذلك تماما، إذ اتخذ الإعلان الثاني والثالث والرابع صورة كتيبات فتشكل كتاب بحجم سبعين صفحة تقريبا، وفي الحقيقة تحقق ما أردتُ ولهذا توقفت عند الرابع فقط، فلن يصدر أي عدد الآن من هذا القبيل".
أما قوة الإقبال على الله التي تغير القدر، فيكفي لإبطالها أن القادياني لم يحج ولم يعتمر، وكان يبرر ذلك بفتاوى التكفير، أو أنه سيحج ويعتمر في المستقبل، فلا هو يتمتع بالإقبال على الله ولا تغير القدر بسبب إقباله المزعوم، كما أن هناك ما يشغل الرجل عن هذا الإقبال، ويكفي كثرة التبول والإسهال كمثال.
أما كثرة الكشوف والإلهامات، فليست شرطا من شروط العلماء والأئمة، ولم نسمع أن الصحابة رضي الله عنهم والتابعين وأتباع التابعين ومن جاء بعدهم كانوا يتلقون الكشوف والإلهامات بكثرة، ولم يشترطوا ذلك، هذا أولا.
أما ثانيا: هل هذه هي الكشوف والإلهامات والوحي المقدس التي يريد القادياني وجماعته من الأمة الإسلامية الإيمان بها:
"قال المسيح الموعود قبل أن أبدأ الحديث مع إسماعيل، رأيت في الكشف أنه قد تغوط على يدي اليمنى. كما رأيت في الكشف أن إصبعه السبابة مقطوعة. ففهمت من ذلك أنه سيرد على طلبي ردا سيئًا جدا…" (التذكرة 817)
"رأيت أنني في محكمة الله تعالى أنتظر رفع قضيتي، فجاء الجواب: "اصبر سنفرغ يا مرزا". ثم رأيت ذات مرة أنني ذهبت إلى المحكمة وأن الله تعالى جالس على كرسي العدل على صورة قاض، وهناك ملف في يد كاتب المحكمة يعرضه عليه. فقال القاضي برؤية الملف: هل المرزا حاضر؟ فأمعنت النظر فوجدت أن هناك كرسيا فارغا بالقرب من الله تعالى، فأشار تعالى إلي بالجلوس عليه، ثم استيقظت". (التذكرة 128)
"ولقد رأيت أنا أيضا الله تعالى على صورة والدي - كان أبي مهيبا، وكان قد عاش عهد حكم أسرتنا، وكان عالي الهمة قوي العزيمة- باختصار، رأيته جالسًا على سرير عظيم، وألقي في روعي أنه الله تعالى. والسر في ذلك أن الأب هو أكثر شفقة ورحمة وأشد قربا وصلة، فرؤية الله تعالى على صورة الأب دليل على عنايته وقربه وشدة حبه، ومن أجل ذلك ورد في القرآن الكريم أيضا (كذكركم آباءكم)، وقد ورد في إلهاماني أيضا "أنت مني بمنزلة أولادي". ونزل هذا الإلهام أيضًا بمفهوم هذه الآية القرآنية". (التذكرة 429)
ثانيا: -بعد بسم الله وأعوذ بالله الباري والشافي والمعافي والحافظ- الغلام القادياني مصاب بأمراض كثيرة:
"فإني معتل الصحة بصفة دائمة". (أربعين 152)
"وأتيت مرتديا المهرودتين المذكورتين في الحديث أن المسيح سيأتي مرتديهما، وتأويلهما في علم تعبير الرؤى مرضان، أحدهما قد لف الجزء الأعلى من جسمي بحيث يعاودني مرض الدوار والأرق وتشنج القلب. والرداء الثاني الذي لف الجزء الأسفل من بدني هو مرض السكري الذي أصابني منذ زمن بحيث أتبول مئة مرة أحيانا في ليلة واحدة، والأعراض التي تنجم عن كثرة التبول مثل الضعف وغيره تصيبني كلها، وصحتي متدهورة لدرجة أني حين أصعد الدرج للوصول إلى المسجد لأداء الصلاة وأخطو خطوة لا أكون متأكدا من أنني سأعيش حتى أخطو خطوة ثانية". (أربعين 152)
"كنت مصابا بمرضين منذ فترة طويلة، الصداع الشديد الذي كنت أتضايق جدا بسببه وتصيبني منه أعراض خطيرة. لازمني هذا المرض إلى ما يقارب ٢٥ عاما، ورافقه الدوار أيضا، وقال الأطباء أن النتيجة الحتمية لهذه الأعراض هي الصرع. وقد أصيب أخي الأكبر مرزا غلام قادر بالمرض نفسه إلى شهرين تقريبا قبل أن يصاب بالصرع ومات به". (حقيقة الوحي 340)
"هنا يجدر ذكر قصة ممتعة؛ أنه حدث لي ذات مرة أن سافرت إلى مدينة "عليغره"، وما كنت قادرا - بسبب نوبة الضعف الدماغي التي أصبت بها في قاديان قبل مدة - على الحديث الطويل أو الجهد الذهني، وما زال الحال على المنوال نفسه بحيث لا أقدر إلى الآن على إطالة الكلام كثيرا أو على التفكير المجهد. ففي هذه الحالة قابلني شيخ من مشايخ "عليغره" اسمه محمد إسماعيل والتمس بتواضع مفرط أن ألقي كلمة وقال بأن الناس مشتاقون لك منذ مدة طويلة، فمن الأفضل أن يجتمع الجميع في مكان واحد فتخطب فيهم. ولما كنت أعشق دائما وأرغب من الأعماق أن أظهر الحق على الناس فقبلت طلبه بسرور القلب، وأحببت أن أبين حقيقة الإسلام في اجتماع عام لأفضل لهم حقيقة الإسلام وكيف يفهمه الناس في هذه الأيام، وقلت أيضا للشيخ المذكور بأني سأبين حقيقة الإسلام بإذن الله. ولكن حدث بعد ذلك أن منعني الله تعالى من ذلك. وإنني واثق من أن الله تعالى لم يرد أن أبذل جهدا ذهنيا مضنيا فأصاب بمرض جسدي إذ إن صحتي ما كانت على ما برام أصلا لذا منعني الله تعالى من الخطاب. ومرة؛ قد حدث من قبل أيضا أن قابلني في الكشف نبي من الأنبياء السابقين وأنا في حالة الضعف فقال لي مواسيا وناصحا لماذا تقوم يجهد ذهني إلى هذا الحد، قد تمرض بسببه. على أية حال، كان ذلك منع من الله، فاعتذرت للشيخ بسببه. وكان العذر صحيحا فعلا. إن الذين شهدوا نوبات مرضي الشديد هذا وشاهدوا أيضا بأم أعينهم سرعة ثورة هذا المرض بعد كثرة الكلام أو التفكير والتدبر لا بد وأن يستيقنوا أني مصاب بهذا المرض في الواقع". (فتح الإسلام 19)
"بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني مرزا سلطان أحمد عن طريق المولوي رحيم بخش م. أ. وقال: لقد سقط والدي مرة من الباب الصغير للطابق الثاني من البيت فأصيب ذراعه الأيمن فظلت يده اليمنى ضعيفة إلى آخر عمره. أقول: كانت والدتي تقول: أراد حضرته النـزول من الباب الصغير وما أن وضع قدمه على المقعد الصغير حتى انقلب فسقط وكسر عظم اليد اليمنى. وظلت هذه اليد ضعيفة إلى آخر عمره. كان بإمكانه أن يحمل بهذه اليد لقمة إلى الفم أما حمل كأس الماء فكان صعبًا. أقول: كان يضطر لحمل يده اليمنى بيده اليسرى في الصلاة أيضا". (سيرة المهدي الرواية 187)
"بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني الدكتور مير محمد إسماعيل وقال: سمعت المسيح الموعود يقول مرات عديدة: إنني مصاب بالهستيريا، وأحيانًا كان يصفه بالمراق، والحقيقة أنه بسبب جهوده الفكرية وأعماله اليومية الشاقة من أجل تأليف الكتب كان يتعرض لأعراض عصبية توجد عمومًا في مرضى الهستيريا، منها مثلا التعرض للضعف الفجائي أثناء العمل الجهيد، والتعرض للدوار، وبرودة اليدين والقدمين، ونوبة الإرهاق والقلق، أو الشعور بحالة موشكة على الموت، أو التعرض للاضطرابات القلبية في الأماكن الضيقة أو بين الناس وغير ذلك من الأعراض. إنها علامة لحساسية الأعصاب أو الإرهاق، ومريض الهستيريا أيضا يعاني من هذه الأعراض. وبهذا المعنى كان حضرته مصابًا بهذا المرض الهستيري أو المراق". (سيرة المهدي رواية رقم 372)
"يعترض المنشي إلهي بخش ورفقاؤه ويقولون عني أني أستخدم "بيد مشك" و "كيوره" أو الأدوية المماثلة. إنني لأستغرب على اعتراضهم على تناول الحلال والطيبات لو تأملوا وأمعنوا النظر في حالة المولوي عبد الله الغزنوي لخجلوا بمقارنتي معه، كان المولوي عبد الله مشغوفا بالزوجات فكان يأكل البيض والدواجن بكثرة لدرجة أنه كان يريد الزواج في الفترة الأخيرة من عمره أيضا. أما أنا فيمكن العثور على شهادة بحقي تبين متى أكون بحاجة إلى "كيوره" وما شابهه. إني أتناول "كيوره" وما شابهه عندما أشعر بشيء من الصداع أو الضعف في الدماغ أو التشنج في القلب والله يعلم أني لا أحتاج إليها إلا عند التعرض للأمراض المذكورة. وعندما أعمل طويلا جالسا أصاب فجأة بالنوبة أحيانا، وفي بعض الأحيان تقارب حالتي إلى الإغماء، فأتناول هذه الأدوية كعلاج. وللسبب نفسه أخرج للتنزه كل يوم". (الملفوظات ج3 ص86)
"بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني الدكتور مير محمد إسماعيل وقال: كان المسيح الموعود قد مَرِضَ بالإسهال لسنوات قبل وفاته، حتى إنه توفي متأثرا بهذا المرض. وقد لوحظ مرارا أن حــــــضرته كان يشــــــعر بعد قضـــــاء حاجته بضعـــــــف شــــــديد، لذا كان يحتـــــــسي كأسًا من الــــــلبن". (سيرة المهدي الرواية رقم 379)
"كان سواد عينيه ميالا إلى البني الفاتح وكانت عيناه كبيرتين وشبه مغمضتين تلقائيًا لثقل الجفنة العليا، وتظلّان في حالة غض البصر ما لم يفتحهما قصدًا، وكانتا خافضتين حتى أثناء خطابه للناس. وإذا شرّف مجالس الرجال ظل أيضا خافض العينين، وبسبب صفته هذه كثيرًا ما لم يكن يعلم أثناء مكوثه في البيت عن الآخرين الموجودين فيه. والجدير بالذكر هنا أنه لم يستخدم النظارات قط. لم تكن عيناه تكل وتتعب من كثرة العمل. لقد كان الله تعالى وعده بحفظ عينينه وبموجبه بقيت عيناه محميتين من المرض والتعب إلى آخر حياته، إلا أنه كان يقول بأنني لا أستطيع رؤية الهلال في يومه الأول". (سيرة المهدي الرواية رقم 447)
"أما أسنانه المباركة فقد تسوست بعضها في آخر عمره مما كان يسبب له الأذى أحيانا، فمرةً صار رأس أحد أضراسه حادًّا جدًّا بحيث كان يجرح لسانه فطلب تسويته بالمبرد إلا أنه لم يخلع سنّه قط". (سيرة المهدي الرواية رقم 447)
"بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني المولوي شير علي أن حضرته لمَّا أراد أن تُلتَقطَ له صورة مع بعض أصحابه قال له المصوِّر: سيدي، أرجوك أن تظل فاتحًا عينيك قليلا، وإلا لن تكون الصورة جيدة، ففتح حضرته عينيه جاهدًا أكثر من المعتاد ولكنهما سرعان ما عادتا لتكونا شبه مغمضتين كما كانتا من قبل". (سيرة المهدي الرواية رقم 407)
"بسم الله الرحمن الرحيم. حدثتني والدتي أن المسيح الموعود تعرض لنوبة الصداع والهستيريا للمرة الأولى بعد بضعة أيام من وفاة بشير الأول (وهو أخونا الكبير الذي توفي في 1888). كان نائمًا إذ أصيب بحازوقة سببت له وعكة صحية إلا أن هذه النوبة كانت خفيفة. ثم بعد مدة يسيرة خرج للصلاة وأخبرني بأنه يعاني من وعكة صحية خفيفة. تقول والدتي: بعد قليل طرق شيخ حامد علي الباب (وهو كان خادمًا قديمًا للمسيح الموعود ، وقد توفي الآن) وقال: سخّني إبريقًا من الماء. تقول والدتي بأنني أدركت أن صحته ليست على ما يرام، فقلت لإحدى الخادمات أن تسأل عن حاله ، فقال شيخ حامد علي: إنه متوعّك قليلا. فتحجبت وذهبت إلى المسجد فوجدته مضطجعًا، فلما دنوتُ منه قال: كانت قد ساءت حالتي كثيرًا ولكني الآن أشعر بالتحسن. كنت أؤم الصلاة إذ رأيت شيئًا أسود ارتفع من أمامي ووصل إلى السماء، ثم سقطتُ على الأرض صائحًا وتعرضت لحالة تشبه الإغماء. تقول والدتي: ثم أصبح يتعرض لهذه النوبات بصورة مستمرة.سألتُها: كيف كانت هذه النوبة؟ فقالت والدتي: كانت يداه وقدماه تبرد وتتوتر أعصاب بدنه ولا سيما أعصاب الرقبة، وكان يصاب بالدُوار فلم يكن يقوى على القيام في هذه الحالة. كانت هذه النوبات شديدة في البداية ثم بعد ذلك لم تبق فيها الشدة المعهودة كما أن طبعه اعتادها. سألتُها: هل كان يعاني من مرض في الرأس قبل هذا؟ قالت: فيما سبق كانت تأتيه نوبات خفيفة من وجع الرأس. سألتُها: هل كان يصلي بالناس في السابق؟ قالت: نعم، ولكنه بعد هذه النوبات ترك ذلك. أقول: حدث هذا الأمر قبل إعلانه بأنه المسيح الموعود". (سيرة المهدي الرواية رقم 19)
"بسم الله الرحمن الرحيم. حدثتني والدتي أن المسيح الموعود قد تعرض لنوبة شديدة من المرض في أوائل عهده، ولعل أحدًا أخبر مرزا سلطان أحمد ومرزا فضل أحمد أيضا فلما أتيا أصيب بالنوبة في حضورهما أيضا. تقول والدتي: رأيت في ذلك الوقت أن مرزا سلطان أحمد لزم الصمت وظل جالسا بجنب سريره أما مرزا فضل أحمد فكان يتغير لون وجهه وكان يجري هنا وهناك، ويلفّ بعمامته رجلَي المسيح الموعود مرةً ويمسّدهما مرةً أخرى وكانت يداه ترتجفـان من شـدة قلـقه عليه". (سيرة المهدي الرواية رقم 36)
"بسم الله الرحمن الرحيم. حدثتني والدتي وقالت: لما تعرض المسيح الموعود لنوبات المرض لم يصُم رمضان في تلك السنة وأدى الفدية. ثم لما جاء رمضان التالي بدأ يصوم ولكنه تعرض للنوبات نفسها بعد ثمانية أيام أو تسعة، فترك صيام بقية أيام رمضان وأدى الفدية. ثم في رمضان التالي صام لعشرة أيام أو أحد عشر يومًا، ثم عاودتْه النوباتُ نفسها فاضطر لترك الصوم لبقية أيام الشهر وأدى الفدية عنها، ثم في رمضان السنة التالية كان اليوم الثالث عشر من رمضان عندما تعرض للنوبة فأفطر ولم يصُم بقية أيامه وأدى الفدية. ثم بعد ذلك صام كل شهرِ رمضان بأكمله إلى ما قبل وفاتِه بسنتين أو ثلاث إذ لم يستطع أن يصوم بسبب الضعف، فظلّ يؤدي الفدية..سألتُ والدتي: هل قضى حضرته ما تركه من الصوم جراء نوبات مرضه في البداية؟ قالت: لا، بل اكتفى بأداء الفدية. أقول: لما بدأت نوبات الصداع مع برود الأطراف تعاود المسيح الموعود أدى ذلك إلى ضعفِه وتدهورِ حالتِه الصحية، فكان لا يصوم، ولم يكن يرى في نفسه القدرة على الصيام إلى شهر رمضان من السنة التالية. إلا أنه لما كان يحل شهر رمضان كان يبدأ بصيامه شوقًا في العبادة إلا أنه كان يتعرض للنوبات نفسها فكان يفطر ويؤدي الفدية عن بقيته. والله أعلم". (سيرة المهدي الرواية رقم 81)
"بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني مرزا سلطان أحمد بواسطة المولوي رحيم بخش م. أ. وقال: مرض والدي المحترم مرضا شديدًا وأصبحت حالته خطرة جدًّا، وأظهر الأطباء يأسهم تجاه صحته، أوشك النبض على التوقف إلا أنه كان لا يزال يتكلم. فطلب والدي وحلاً ليفرش تحته ويلقى فوقه، وتمّ ما قال، مما أدى إلى تحسن حالته الصحية. أقول: لقد كتب المسيح الموعود بأنه كان يعاني ألم المـعدة المصحوب بالزُحار الشديـد وأن الله تعالى قد ألقى في روعـه أن يمسح جسمه برمل النهر المخـتلط بالماء ففعـل فتحسنـت حالته. ولعل مرزا سلـطان أحمد نسي الـرمل". (سيرة المهدي الرواية رقم 200)
"رأيت أني كلما مرضت مرضًا شديدا، شفاني الله الكريم من عنده. فذات مرة أصابني إسهال شديد مع نزيف دم... فشفاني الله تعالى في هذا الوضع الخطير شفاء معجزا... وكذلك لما أشرفت على الموت في هذا المرض الأخير". (التذكرة 199)
وبعد بسم الله ونعوذ بالله وعزته وقدرته من الأوجاع والأمراض والأدواء والأسقام… الغلام القادياني أصيب بأمراض عديدة، منها ملازمة، ومنها ما يمرض بها ثم يشفى، وهو من ناحية صحية دائم المرض بصفة دائمة ويتصف بالضعف الجسدي الشديد، وما أن يشفى من مرض وحالة صحية سيئة، حتى يدخل بمرض آخر وحالة أخرى، وهو دائم الشكوى من كثرة أمراضه وحالته الصحية!
ما دلالة كثرة أمراض الغلام القاديانية سواء الملازمة وغير الملازمة؟ أن مثل هذا الرجل غير مؤهل من ناحية صحية لا للنبوة ولا للمهدوية ولا للمسيحية ولا للتجديد والإمامة ولا تأليف الكتب!
والقاديانية التي تزعم العقل والعقلانية، في مسألة أمراض القادياني ألقت عقلها وعقلانيتها في سلة القمامة، وصار الأمر إعجازا ربانيا (شبهات وردود 131-132) :
"والإعجاز أنه كان يقوم بواجب الدعوة إلى الإسلام بوسائل مختلفة رغم هذه الأمراض، فكان يتحدى أعداء الإسلام رغم ذلك كله، بل كان يتحدى بالمباهلة عتاة الكفر وهو بهذه الصحة والتي رغم اعتلالها، عاش عمرا طويلا".
"باختصار، إن مرضا المسيح الموعود، كانا تحقيقا لنبوءة الثوبين الأصفرين، ثم هما دليل على تفانيه في خدمة الدين، ثم هما دليل آخر على الإعجاز، إذ كيف المريض أمراضا مزمنة أن يجاهد كل هذا الجهاد لولا توفيق الله تعالى؟".
ثالثا: هناك أدلة تدل على أن الكتب المنسوبة للغلام القادياني لم يكتبها هو، بل كتبها آخرون:
(١) جاء في (سيرة المهدي رواية رقم 104) :
"بسم الله الرحمن الرحيم حدثني المولوي شير على أن المسيح الموعود الله كان يقول: إن كتاباتي كلها مصطبغة بصيغة الوحي لأنها كتبت بتأييد خاص من الله تعالى كان يقول: في بعض الأحيان أكتب بعض الكلمات والجمل ولكني لا أعرف معناها إلا عندما أرجع إلى القواميس بعد كتابتها. كان المولوي المذكور يقول: كان -أي القادياني- يرسل كتبه العربية ومسودالها إلى الخليفة الأول والمولوي محمد أحسن وكان يوصيهما أن يحسنوا إذا كان هناك ما يحتاج إلى التحسين كان الخليفة الأول يقرأ المسودة ويرسلها كما هي ولكن المولوي محمد أحسن كان يبذل جهدا كبيرا فيغير في بعض الأماكن كلمات بقصد التحسين كان المولوي شير على يقول: قال المسيح الموعود في إحدى المرات إن المولوي محمد أحسن يقوم بالإصلاح والتحسين من ناحيته ولكني أرى أن كلمتي التي كتبتها هي المناسبة وفي محلها وهي الأفصح، أما ما كتبه المولوي المحترم فهو ضعيف، ولكني أبقى أحيانا ما كتبه المولوي المحترم حتى لا يصاب بالإحباط بشطبي جميع كلماته المقترحة".
كما أن المستنكر في هذه الرواية أن من يزعم أن كتاباته "وحي إلهي" كيف يطلب من بعض أتباعه الإصلاح والتحسين، ثم يدع ما يحسنه ذلك الجاهل!
(٢) كثرت التناقضات في كتب الغلام القادياني والتي قد يكون أحد أسبابها إختلاف الكتبة والمؤلفين. أنظر : (تناقضات مدعي النبوة غلام أحمد القادياني).
(٣) من الأدلة على أن الكتاب عديدون مختلفون، أن خلفاء القاديانية جهال ومشغولون بدنياهم والشكليات والرسميات وما شابه ذلك، ويتركون مهمة الدعوة لشيوخ القاديانية، فإذا كان هذا في عهد الخلفاء، كان مثله في عهد النبي المزعوم!
رابعا: لننظر إلى الأحاديث التالية:
عن أَبَي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ ؟ ". (صحيح البخاري)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ، فَأَمَّكُمْ مِنْكُمْ ؟ ". (صحيح مسلم)
عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ". قَالَ : " فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ : تَعَالَ صَلِّ لَنَا، فَيَقُولُ : لَا، إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ، تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الْأُمَّةَ ". (صحيح مسلم)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ : " يُوشِكُ مَنْ عَاشَ مِنْكُمْ أَنْ يَلْقَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ إِمَامًا مَهْدِيًّا، وَحَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَتُوضَعُ الْجِزْيَةَ، وَتَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ". (مسند الإمام أحمد)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ - يَعْنِي عِيسَى - وَإِنَّهُ نَازِلٌ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ، رَجُلٌ مَرْبُوعٌ، إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ، بَيْنَ مُمَصَّرَتَيْنِ ، كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ، فَيُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا إِلَّا الْإِسْلَامَ، وَيُهْلِكُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ يُتَوَفَّى فَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ ". (سنن أبي داود)
فالأحاديث السابقة دلت على الإمامة في الصلاة والإمامة السلطانية والإمامة العلمية، والغلام القادياني فاقد لها:
-فلا هو كان يؤم أتباعه في الصلوات والجمع والأعياد!
-ولا هو صاحب علم ينتفع منه!
-ولا هو يملك السلطة الدنيوية، وولي الأمر عنده هي الحكومة البريطانية.
وهذا شيء مما نقل عنه بخصوص الصلاة:
"بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني ميان عبد الله السنوري وقال: كان المسيح الموعود في البداية يرفع الأذان ويؤم الصلاة.
أقول: بعد ذلك عُيّن المولوي عبد الكريم إمامًا للصلاة. وسمعنا أن حضرته عيّن المولوي نور الدين إمامًا للصلاة إلا أنه شفع للمولوي عبد الكريم الذي ظلّ إمام الصلاة إلى أن وافته المنية في عام 1905. كان حضرته يقف إلى يمين المولوي عبد الكريم والمقتدون الآخرون يقفون خلفهما. وكان المولوي نور الدين يؤم الصلاة في غياب المولوي عبد الكريم وبعد وفاته.
أما صلاة الجمعة فكان دأب حضرته في البداية – وفي بعض الأيام التي كانت صحته جيدة من السنوات الأخيرة في حياته أيضا- أنه كان يصلي الجمعة في المسجد الكبير الذي يعرف بالمسجد الأقصى وكان المولوي عبد الكريم يؤم الصلاة. وبعد ذلك لما كان حضرته يعاني وعكة صحيّة عمومًا فكان المولوي عبد الكريم يؤم صلاة الجمعة في المسجد المبارك من أجل حضرته، أما في المسجد الكبير فكان المولوي نور الدين يصلي بالناس صلاة الجمعة. وفي غياب المولوي عبد الكريم كان ينوب عنه المولوي محمد أحسن في المسجد المبارك وعند غيابه كان المولوي محمد سرور شاه يؤم الجمعة. وكان المولوي نور الدين يؤم الصلاة بشكل عام في المسجد الكبير، وظلّ هذا الوضع سائدًا حتى وفاة حضرته . أما صلاة العيد فكان المولوي عبد الكريم يؤم الناس، وبعد وفاته كان المولوي نور الدين يؤم بهم. أما صلاة الجنازة فكان المسيح الموعود يؤمها". (سيرة المهدي الرواية 155)
"بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني الدكتور مير محمد إسماعيل أنه في عهد المسيح الموعود كان المولوي عبد الكريم يصلي بالناس في الصلوات الخمس وصلاة الجمعة، أما صلاة العيدين فكان المولوي نور الدين يؤمها في أغلب الأحيان. أما صلاة الجنازة فكان المسيح الموعود يؤمها عمومًا بنفسه". (سيرة المهدي الرواية 464)
"بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني القاضي أمير حسين أنني حضرت صلاة المغرب في الأيام التي لم يكن فيها المولوي المحترم (الخليفة الأول ) في قاديان، فرأيت أن المسيح الموعود يصلي بالناس إمامًا. لقد قرأ سورتين قصيرتين بكل ألم وحرقة حتى أصبح الناس يبكون بوجد وألم. فلما أنهى الصلاة دنوتُ منه فرآني وقال لي: لقد بحثت عنك كثيرًا ولكني لم أجدك، قاسيت معاناة كثيرة في هذه الصلاة، فصلّ أنتَ بالناس صلاة العشاء. أقول: لعل هذا الأمر يتعلق ببداية عهده". (سيرة المهدي الرواية 28)
أما العلم الذي يدعونه للغلام القادياني فنقول:
1- تخيل أن هذا العلم الكبير العظيم ظل أكثر من قرن لم يترجم إلى اللغة العربية وغير مترجم لكثير من اللغات.
2- تراث الغلام القادياني عبارة عن: كتب، ورسائل، وملفوظات، وإعلانات، وروايات. ولو فرضنا أن شخصا قرأ ودرس هذه الكتب فلن يكون عالما لا بالتفسير ولا بالحديث ولا بالفقه ولا بغيرها من العلوم… وألطف ما يقال بخصوصها -دعك من المخالفات والشركيات والكفريات والتحريفات والتناقضات- أنها عبارة عن ثرثرة وثرثرات.
3- كثير من كتب القادياني عبارة عن صفحات قليلة يثرثر فيها بمختلف الأمور.
4- الأمر المهم واللافت أن تراث القادياني نفسه يبطل بعضه بعضا، ويفسد بعضه بعضا، ويناقض بعضه بعضا، ولقد ذكر الباحثون شيئا من ذلك، وذكرت شيئا منه في كتاباتي.
أقول للقاديانيين: أنتم تفضلون إمامكم القادياني على الصحابة رضي الله عنهم، وتفصلونه على الفقهاء الأربعة وغيرهم رحمهم الله، بل هو عندكم أفضل من كثير من الأنبياء باستثناء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يوجد له شيء ذا قيمة لا في التفسير ولا في الحديث ولا في الفقه ولا في سائر العلوم… وتراث المسلمين أنتم ترفضون الكثير منه ولم يقدم غلامكم لكم البديل!
واليوم بعد أن ترجمت كتب القادياني للعربية إتضحت لبعض القاديانيين العرب أمور:
•أن الكثير مما يؤمنون به، مصدره ليس الغلام القادياني، بل ابنه بشير الدين الخليفة الثاني.
•هناك تناقضات كثيرة بين القادياني وابنه بشير الدين.
•أن القاديانيين العرب كانوا يستنكرون على المسلمين عقائد وتفسيرات، وإذا بالغلام القادياني يقول بها.
•كان يقال لهم أن كتب القادياني مليئة بالعلوم والمعارف والدرر وإذا بها كتب تافهة.
أما الإمامة الدنيوية والسلطانية فلم يتمتع بها لا الغلام القادياني ولا خلفائه.
خامسا: القادياني يقول أنه إمام الزمان، وإن الإمام في زمان الغلام القادياني والذي يعرفه المسلمون هو السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله، -رغم المآخذ والإنتقادات- وقد حكم منذ عام 1876م إلى عام 1909م، أي تولى قبل ظهور القادياني، وإن كانت كثير من البلاد الإسلامية ليست تحت سلطانه، إلا أن كثيرا من المسلمين يعتبرونه خليفتهم وسلطانهم، أو له رمزية دينية.
وإن كان الغلام القادياني لا يعتبر السلطنة العثمانية شرعية: "صحيح تماما أني لا أحسب السلطان العثماني خليفة بحسب الشروط الإسلامية لأنه ليس من قريش بينما من الضروري للخلفاء مثلهم أن يكونوا من قريش، ولكن قولي هذا لا يعارض تعليم الإسلام بل يطابق الحديث: "الأئمة من قريش" تماما". (كشف الغطاء 51)
إلا أنه يمدح السلطان عبد الحميد:
"ذات مرة استشار السلطان المعظم وزراءه في أمر معين وطلب المقترحات، فلما صدرت المقترحات كلها قال السلطان أخيرا: قد صدرت مقترحات كثيرة وقيل فيها الكثير، ولم يذكر أحد الدعاء. فكان سليل المسلمين أخيرا، حيث كان مائلا إلى عبادة الله سبحانه وتعالى نوعا ما، فالسلطان المعظم يحضر المسجد لصلاة الجمعة أيضا وله علاقات بالزهاد أيضا، فهو إنسان جيد". (الملفوظات ج10 ص95)
"كان الحديث يجري عن سلطان تركيا فقال حضرته: في هذا العصر الرديء أيضا لم يترك الملوك المسلمون سبيل ذكر الله، فقد سمع أن السلطان يذهب إلى المسجد لصلاة الجمعة ويقابل الفقراء". (الملفوظات ج10 ص181)
والقادياني متناقض فمرة ينفي عن نفسه القرشية، ومرة يقول أنه من قريش!
ماذا يستفاد مما سبق؟ :
-إذا كان السلطان عبد الحميد جيدا وزاهدا وهو إمام، فهذا يبطل إمامة الغلام القادياني وخلفائه.
-إمام الزمان عند القاديانيين هم خلفاء القادياني، وقد بويع لأول خليفة في زمن السلطان عبد الحميد.
-إن كان القاديانيون يشترطون القرشية، فعليهم إثبات قرشية القادياني وخلفائه.
-وإن كانوا لا يشترطون القرشية، صحت خلافة السلطان العثماني، وبطلت إمامة القادياني وخلفائه.
-فإن قالوا: اليوم لا وجود لسلطاني عثماني ولا خلافة! فيقال لهم: كذلك خلافتكم المزعومة ليست سلطة وخلافة، وإنما رجل له مريدين وأتباع.
-كل ما سبق لا فائدة من الجدال والخوض فيه بالنسبة للقاديانيين، لأن القادياني يدعو لطاعة الإنجليز باعتبارهم أولي الأمر وهم كفار، وإمامه هي الملكة فكتوريا رئيسة الكنيسة الإنجليزية، فهذا من تجب طاعته عند القاديانيين -أي القادياني- كإمام الزمان!.
[ختاما: على المسلم أو الباحث أن يفهم أمر غاية في الأهمية، القاديانيون -كزعماء وشيوخ- ليسوا طلاب حق، المهم عندهم جلب الأتباع بغض النظر عن القول الذي يقنع من يتبعهم، فعندهم استعداد أن يقولوا لهؤلاء شيء، ولأولئك شيء آخر مختلف تماما، وذلك منذ زمن المتنبئ القادياني إلى اليوم، وهذا يوقعم في تناقضات وإشكالات، فإن جمعت مختلف الأدلة الإسلامية والأدلة القاديانية، فاين ما ذهبوا يمينا وشمالا باطلهم يلاحقهم].
فالحمد لله الذي كذب القادياني والقاديانية قدرا وشرعا وإلزاما.
رَّبِّ أَدۡخِلۡنِی مُدۡخَلَ صِدۡق وَأَخۡرِجۡنِی مُخۡرَجَ صِدۡق وَٱجۡعَل لِّی مِن لَّدُنكَ سُلۡطَـٰنا نَّصِیرا…
رَبَّنَاۤ…وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِیّا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِیرًا…
عَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلۡنَاۚ رَبَّنَا ٱفۡتَحۡ بَیۡنَنَا وَبَیۡنَ قَوۡمِنَا بِٱلۡحَقِّ وَأَنتَ خَیۡرُ ٱلۡفَـٰتِحِینَ…
هذا والله العليم أعلم.
اللهم ربنا لك الفضل والحمد والشكر.
وصل اللهم وسلم على عبدك ورسولك محمد خاتم النبيين.
۞۞۞۞۞۞