تناقضات الميرزا غلام أحمد القادياني

تناقضات الميرزا غلام أحمد القادياني

تناقضات الميرزا غلام أحمد القادياني

التناقض هو من صفات الكذّابين والمنافقين أو عديمي العقل، فإن كان هناك رجل يزعم أنّه مبعوث من الله وفي كلامه تناقض، فهو كذّاب فلا يمكن أن يكون هناك نبيّ مبعوث من الله ويكون في كلامه تناقض واضح لا يحتمل التأويل، وقد أخبر الله تعالى في كتابه العزيز أنّ الدليل على أنّ الكلام الذي ليس من عنده هو وجود التناقض فيه فقال تعالى:{وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}.[1]

  والقاديانيّ يقول في موضوع التناقض ما ترجمته: "لا يمكن أن يكون في حديث العاقل وصافي القلب أيّ تناقض أو إختلاف. ولكنّ المجنون والمنافق يكون في حديثه إختلاف وتناقض".[2]

ويقول أيضا ما ترجمته:"لابدّ أن يكون في كلام الكاذب إختلاف وتضاد".[3]

  فالقاديانيّ حكم على المتناقض بأنّه إمّا غير عاقل غير صافي القلب أو مجنون أو منافق أو كذّاب، ونحن سنحاكم القاديانيّ من خلال كلامه، فتعال بنا أخي القارئ لنعرض نصوصا للقاديانيّ والتي تحمل تناقضا واضحا:

يقول القاديانيّ: فاعلم أنّنا لا نسمّي الدولة البريطانية دجّالا معهودا".[4]

  لكنّه في موضع آخر حدّد الدجّال بأنّهم الرّوس والبريطانيّون: "وقت خروج الدجّال، وخروج يأجوج ومأجوج،... وهم قوم الرّوس وقوم البراطنة وإخوانهم".[5]

جاء في كتاب التذكرة[6] أنّ القاديانيّ دعا ذات مرّة أن يشفيه الله من مرضين، وهما الدّوار في أعلى البدن، وكثرة التبوّل في أسفله، لكنّ الله لم يستجب دعائه لأنّ هذين المرضين ــ كما يزعم ــ من علامات المسيح الموعود فيقول:"دعوت ذات مرّة للشفاء من هذين المرضين تماما، فجاء الجواب: هذا لن يكون. فألقي في روعي من عند الله تعالى أنّ هذا أيضا من علامات المسيح الموعود. إذ ورد أنّه سينزل بين مهرودتين، فهذانالمرضان هما الرداءان الأصفران، أحدهما في أعلى البدن، والآخر في أسفله".[7]

  لكنّه ناقض نفسه فيقول أنّ الله شفاه من كثرة التبوّل، والملاحظ أنّ النصّين في نفس العام وهو عام 1903م، فيقول القاديانيّ: "لقد جرّبت ورأيت أنّ بعض الأمراض أن الله قد تفضّل عليّ بمجرّد الدعاء وزال المرض. فقبل بضعة أيام ساءت حالتي بسبب كثرة البول والإسهال فقمت بالدعاء فتلقيت الإلهام:"دعاؤك مستجاب" فوجدت أنّي قد تماثلت للشفاء بعدها فورا. إنّ الله أفضل الوصفات كلّها وهي جديرة بالإخفاء، ولكنّي أفكّر أنّ هذا بخل، فأضطر لكشفه للناس".[8]

  زعم القاديانيّ أنّ الله أوحى إليه وحيا طويلا جاء فيه:"إنّ في كلامك شيء لا دخل فيه للشعراء".[9]

  ولكن في نفس الوحي والإلهام السابق، وفي الصفحة السابقة مباشرة، جاء في الوحي والإلهام النازل عليه:"عفت الديار محلّها ومقامها".[10] وهو شعر للبيد بن ربيعه هذا عدا عن قول القاديانيّ للشعر فله قصائد عديدة وطويله.

  ويعتبر القاديانيّ أكل لحوم الحمُر حراما فيقول:"ما تقول يا سيّدي في لحوم الحمر الإنسية؟ حرام وإن طبخ فاكسروا قِدرها واهرِقوها ".[11]

لكنّه في موضع آخر اعتبر الحمُر من الحيوانات الطيّبة، فقال:"أفلا توجد في الدنيا دوابّ طيّبة مثل الغزلان والحمُر الأهليّة والأرانب".[12]

  ونرى القاديانيّ يردّ على من رفض دعوته بالمهدويّة بسبب أنّه غير فاطميّ من أهل بيت النبوّة فيجيبه القاديانيّ أنّه ما جاء في النصوص أنّ المهديّ فاطميّ فيقول:"سمعت بعض الجهّال يقولون أنّ المهديّ من بني فاطمة، فكيف يقول هذا الرجل إنّي أنا المهديّ المعهود وأنّه ليس منهم؟ فالجواب: أنّ الله يعلم حقيقة الأحوال وحقيقة النسب والآل، ومع ذلك إنّي أنا المهديّ الذي هو المسيح المنتظر الموعود، وما جاء فيه أنّه من بني الفاطمة فاتقوا الله والساعة الحاطمة".[13]

  لكنّ القاديانيّ ناقض نفسه في موضع آخر فأثبت أنّ المهديّ فاطميّ من أهل بيت النبوّة فقال:"لو رفضتموني بعد كما هذا فاعلموا أنّ المهديّ المعهود سيشابه صلى الله عليه وسلم ، في خلقه وخلقه فاسمه سيواطئ اسمه صلى الله عليه وسلم ، أي أنّ اسمه أيضا سيكون محمّد وأحمد، وسيكون من أهل بيته صلى الله عليه وسلم ".[14]

  ونرى القاديانيّ مرّة يقول أنّه ليس فاطميّا:"وما كنت من جرثومة العلماء الأجلّة ولا من قبيلة بني الفاطمة".[15]

  ونراه مرّة يزعم أنّه فاطميّ فيقول:"ومع أنّ الله شرّفني بأنّي إسرائيليّ[16] وفاطميّ أيضا وإنّ لي نصيبا من كلا العرقين".[17]

  ومن تناقضات القاديانيّ أنّه يعتبر أنّ أنبياء بني إسرائيل لم تكن نبوّتهم نتيجة لاتّباعهم موسى عليه السلام ، فيقول:"ومع أنّ بني إسرائيل كان فيهم أنبياء كثيرون، إلّا أنّ نبوّتهم لم تكن نتيجة اتّباعهم لموسى عليه السلام".[18]

  لكنّه عاد وقال أنّ المسيح عليه السلام ، كان تابعا لموسى عليه السلام ، وخادما لدينه فقال:"إنّ المسيح كان تابعا لنبيّ كامل وعظيم أعني موسى عليه السلام، وكان خادما لدينه".[19]

ومن تناقضات القاديانيّ أنّه اعتبر المحدّث مطّلعا على أمور غيبيّة فيقول:"فإنّني دون أدنى شك جئت من الله تعالى، محدّثا في هذه الأمة، والمحدّث أيضا يكون نبيّا من وجه، ومع أنّ نبوّته ليست تامّة، لكن فيه جزء من النبوّة، لأنّه يحظى بشرف مكالمة الله تعالى، وتكشف عليه أمور غيبيّة"[20]

  لكنّه أنكر في نصّ آخر أن يكون المحدّث مطّلعا على الغيب فقال:"فلو قلتم يجب أن يسمّى محدّثا لقلت: لم يرد في أيّ قاموس أنّ التحديث يعني الإظهار على الغيب".[21]

  ونرى القاديانيّ في موضع ينكر أن يأتي بعده مسيح آخر فيقول:"وإنّا إذا ودّعنا الدنيا فلا مسيح بعدنا إلى يوم القيامة".[22]

  ولكنّه في موضع ذكر أنّه من الممكن عنده أن يأتي بعده في المستقبل عشرة آلاف مسيح فقال: "وكذلك ما ادّعيت أنّ فكرة المماثلة قد انقطعت من بعدي، بل أنّه من الممكن عندي أن يأتي في المستقبل حتى عشرة آلاف من أمثال المسيح مثلي".[23]

  ويتناقض القاديانيّ في أوّل مخاطبة إلهية له فيقول:"كما قلت قبل قليل إنّي قد تشرّفت بالمكالمة والمخاطبة الإلهيّة قبل ذلك بسبع سنين، أي في عام 1290هـ".[24]

  أي حوالي عام 1873م أو 1874م، لكن في كتاب التذكرة تحت عام 1865م جاء الوحي التالي للقاديانيّ:"ثمانين حولا، أو قريبا من ذلك أو تزيد عليه سنينا، وترى نسلا بعيدا".[25] فمن كان يوحي للقاديانيّ في ذلك التاريخ؟!

ويتناقض القاديانيّ في تحديد المقصود بدابّة الأرض، فيقول في موضع أنّها ليست حيوانا، بل طائفة من الناس، فيقول:"وأمّا دابّة الأرض، فليس المراد منها حيوان لا يعقل، بل هي الإنسان بحسب قول سيدنا علي رضي الله عنه ، والمراد من دابّة الأرض هنا طائفة من الناس الذين ليس فيهم روح سماوية".[26]

  لكنّه في موضع آخر يقول أنّ دابّة الأرض دودة تدمر الدنيا:"إنّ المراد من دابّة الأرض، هي تلك الدودة أيضا، التي كان مقدّرا لها أن تخرج من الأرض في زمن المسيح الموعود، وتدمّر الدنيا بسبب سوء أعمال أهلها".[27]

  ويقول القاديانيّ ما ترجمته:"أنّه من غير المعقول أبدا ومن السفاهة حقّا أن يتلقّى الإنسان وحيا، وهو ليس بلغته أو لا يفهمه، لأنّ فيه تكليف مالا يطاق، وما فائدة الوحي الذي هو فوق فهم الإنسان".[28]

  لكنّه ناقض نفسه  فقال ما ترجمته:"بعض الوحي الذي اتلقّاه يكون بلغات لا أعرفها إطلاقا مثل الإنجليزي والسنسكرتي والعربي وغيرها:".[29]

  ونرى القاديانيّ يُكفّر من لا يؤمن به باعتباره المسيح الموعود فيقول:"والنوع الثاني من الكفر هو أن لا يؤمن بالمسيح الموعود مثلا، أو يكذب - رغم إتمام الحجة - الذي أكّد الله ورسوله على تصديقه، مع ورود التأكيد نفسه في كتب الأنبياء السابقين أيضا، فإنّه كافر بسبب إنكاره أمر الله وأمر الرسول".[30]

  ولكنّه يناقض نفسه في موضع آخر فيقول ما ترجمته:"مذهبي من البداية بأنّ من ينكر دعوتي ليس بكافر أو دجال"[31]

  ينكر القاديانيّ أنّه نبيّ صاحب شريعة بل هو نبي تابع لشريعة محمّد صلى الله عليه وسلم ، فيقول: "فما دمت رسولا من الله ،ولكن دون شريعة جديدة، ودون ادّعاء جديد وبغير اسم جديد، بل جئت حاملا اسم النبيّ الأكرم خاتم الأنبياء"[32]

  ولكنّه يناقض نفسه ويقول أنّه صاحب شريعة وأمر ونهي فيقول ما ترجمته:"فلتفهم ما هي الشريعة؟ كلّ من بين الأوامر والنواهي بناء على وحيه، وأسّس قانونا لأمّته صار صاحب الشريعة، فبناء على هذا التعريف يلزم المخالفين أن يقرّوا بأنّي صاحب شريعة، لأنّ وحيي يشمل الأمر والنهي"[33]

  نكتفي بهذا القدر من التناقضات؛ فتناقضات القاديانيّ كثيرة وانّما أردنا ضرب الأمثلة، فقد مرّ معنا تناقضات القاديانيّ في موضوع الأخلاق وفي موضوع الكذب، وسيأتى أيضا موضوع تناقض القاديانيّ في ادّعاء النبوّة وعدد المعجزات.

كتبه : أبو عبيدة العجاوي.

ــــــــــــــــــــــــــــ

[1]النساء 82

[2]الخزائن الروحانية ج10 ص 142

[3]المصدر السابق جزء 10 ص 275

[4]نور الحق للغلام القادياني ص 34

[5]التبليغ للغلام القادياني ص 56

[6]كتاب التذكرة : هو كتاب ألف بعد هلاك القاديانيّ جمع القاديانيون فيه جميع الوحي المزعوم النازل على القاديانيّ ومناماته وكشوفه.

[7]التذكرة ص 478

[8]المصدر السابق ص 483

[9]الإستفتاء للغلام القادياني ص 112

[10]المصدر السابق ص 111

[11]عربي بول جال للغلام القادياني ص 4

[12]فتح الإسلام – ازالة الأوهام للغلام القادياني ص 137

[13]الخطبة الإلهامية للغلام القادياني ص 64

[14]إزالة خطأ  للغلام القادياني ص 10

[15]مواهب الرحمن للغلام القادياني ص72

[16]القاديانيّ متناقض في نسبه فمرة يزعم أنّه مغولي ومرة أنّه فارسي ومرة أنّه إسرائيلي ومرة أنّه فاطمي

[17]إزالة خطأ للغلام القادياني ص 16

[18]التذكرة ص 699

[19]المصدر السابق ص 765

[20]توضيح المرام للغلام القادياني – فتح الإسلام ص 68

[21]النبوّة والخلافة ص 76

[22]إعجاز المسيح للغلام القادياني ص 38

[23]إزالة الأوهام – فتح الإسلام للغلام القادياني ص 211

[24]حقيقة الوحي للغلام القادياني ص 186

[25]التذكرة ص 5

[26]إزالة الأوهام – فتح الإسلام ص 395

[27]نزول المسيح للغلام القادياني ص 39

[28]الخزائن الروحانية جزء 23 ص 218

[29]المصدر السابق جزء 18 ص 435

[30]حقيقة الوحي للغلام القادياني ص 164

[31]الخزائن الروحانية جزء 15 ص 164

[32]نزول المسيح للغلام القادياني ص 2

[33]الخزان الروحانية جزء 17 ص 435