تعريف الجن عند القاديانية والرد عليها

تعريف الجن عند القاديانية والرد عليها

تعريف الجن عند القاديانية والرد عليها

أبو عبيدة العجاوي

تعريفه عندها: هو كل ما استتر أو خفي أو نأى فهو جن… وأيضا كل ما أخفى أو سبر أو غطى أو غلب على غيره فهو جن. [الجن بين الحقيقة والخرافة ٢٦]

بمعنى آخر: هو كل شيء مستتر متخفي لا يرى.

وهم يعتمدون على المعنى اللغوي في الاستتار دون المعنى الإصطلاحي.

جاء في [لسان العرب] تحدت مادة (جنن):

« جَنَّ الشيءَ يَجُنُّه جَنّاً: سَتَره وكلُّ شيء سُتر عنك فق جُنَّ عنك وجَنَّه الليلُ يَجُنُّه جَنّاً وجُنوناً وجَنَّ عليه يَجُنُّ بالضم، جُنوناً وأَجَنَّه: سَتَره… وفي الحديث: جَنَّ عليه الليلُ أَي ستَره، وبه سمي الجِنُّ لاسْتِتارِه واخْتِفائهم عن الأبصار، ومنه سمي الجَنينُ لاسْتِتارِه في بطنِ أُمِّه وجِنُّ الليل وجُنونُه وجَنانُه: شدَّةُ ظُلْمتِه وادْلِهْمامُه، وقيل اختلاطُ ظلامِه لأَن ذلك كلَّه ساترٌ… ويقال لكل ما سَتر: جنَّ وأَجنَّ ويقال جنَّه الليلُ، والاختيارُ جَنَّ عليه الليلُ وأَجَنَّه الليل: قال ذلك أَب اسحق واسْتَجَنَّ فلانٌ إذا استَتَر بشيء وجَنَّ المَيّتَ جَنّا وأَجَنَّه: ستَره… » 

بناء على تعريف القاديانية ما هو الجن في فهم القاديانية ؟

(١) ليس شيئا محددا.

(٢) الحكام والقادة وعلية القوم من البشر، لأنهم مستترون عادة عن الناس فهم جن.

(٣) الإنسان الذي يعمل في الخفاء أو في الظلام جني.

(٤) البكتيريا و الجراثيم والكائنات الدقيقة التي لا يراها الإنسان هي جن.

(٥) الإنسان إذا كان مستتر فهو جني، بينما إن لم يكن مستتر فليس بجني. 

(٦) كل شيء مخفي هو جن.

(٧) أي شيء لا يرى جن. انظر [كتاب الجن بين الحقيقة والخرافة، محمد حلمي محمد الشافعي]

وهكذا فرت القاديانية من "شبحية" إلى "شبحية أخرى" وهي: أن الجن كل شيء مستتر. و سبحان الله والعياذ بالله وشتان شتان بين الحق وبين الباطل والضلال.

رد وإبطال تعريف القاديانية للجن:

أولا: كما قلنا: فرت القاديانية من شبحية إلى شبحية أخرى، لكن الأولى حق وشبحيتها باطلة.

ثانيا: إن العرب لم تطلق على كل ما استتر وخفي جنا! بل اشتقت من ما جن أو ما استتر كلامها، فلم تسم من في بطن أمه جنا بل سمته جنينا. ولم تسم من استتر جنا بل قالت: استجن.

ثالثا: لو استخدم الناس في كلامهم مصطلح "الجن" على كل ما خفي أو استتر حسب فهم القاديانية الباطل لما عرف مرادهم. فمثلا: لو قال أحدهم رأيت جنا! فالاحتمالات هنا كثيرة: حاكما، جنينا، أفعى، فايروسات، إنسان متخفي…إلخ

رابعا: لا يعرف عن البشر أنهم قسموا البشر إلى قسمين: جني بمعنى إنسان مستتر، وانسي بمعنى إنسان غير مستتر، حتى يخاطبنا الله -الخالق الخلاق البارئ المصور- : ﴿یَـٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ إِنِ ٱسۡتَطَعۡتُمۡ أَن تَنفُذُوا۟ مِنۡ أَقۡطَارِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ فَٱنفُذُوا۟ۚ…﴾ [الرحمن ٣٣] أي حسب فهم القاديانية الباطل وعياذا به سبحانه: يا مستتر ويا غير مستتر. ومعاذ الله سبحانه وتعالى رب العالمين.

خامسا: الحكام والقادة وعلية القوم من البشر، ليس كلهم مستترون عن الناس، ولذلك استخدمت القاديانية كلمة "عادة". وحتى لو كان بعض الحكام والقادة وعلية القوم مستترون عادة، فهذا الاستتار شيء نسبي أو جزئي وليس كليا، لأنه من المحال أن يستتروا عن كل الناس، وبعض الحكام مثلا يعرف عنهم أنهم يحاولون الإطلاع على الرعية وأحوالهم والسماع منهم، وتفقد شؤون الدولة وما شابه ذلك. واليوم في عصر التلفزيون والتصوير قل استتارهم، أشكالهم معروفة وكذلك أصواتهم، ويخاطبون جمهور الناس وينقل التلفاز أخبارهم وهم معروفون، بينما في الماضي ربما لم يكن جميع الناس يعرفون شكل من يحكمهم، لذا نقول: حتى تطور هذا العصر يبطل باطل القاديانية، هذا على فرض أن تفسيرها يصلح قديما.

سادسا: تفسير القاديانية "للجن" سخف وحماقة وقلة عقل، ويتضح من خلال الخوض في التفاصيل: فمثلا حاكم من الحاكم كان مستترا عن الناس لسنوات، فحسب حمق القاديانية هو جن، فإذا قرر الحاكم خلاف عادته وبدأ يخالط الناس لسنوات، أو ترك الحكم وأصبح من العامة، لم يعد جنا بل إنسانا غير مستتر. وفلان كان مستترا فهو جني، ولما لم يعد مستترا فليس بجني. وما سبق ثرثرة و سخف وحماقة لا فائدة منها.

سابعا: هذا التعريف "للجن" محاولة فاشلة للقاديانية بسبب كثرة ذكر الجن في الكتاب والسنة، فحاولت الخروج منه بشتى التفسيرات الغبية، و معذرة -أيها القادياني- لا يصدق القاديانية إلا غبي أو جاهل، أما المنتفع فهو يعلم الحق والباطل. 

ثامنا: يمكن للساخر أن يسخر من القاديانية والقاديانيين فيقول: النساء من البشر جنيات، لأنهن عادة مستترات في البيوت، والجن من النساء أكثر من الرجال لأنهن عادة مستترات في بيوتهن، وفلانة كانت جنية لأنها كانت مستترة، وحديثا تركت الاستتار.

تاسعا: لتوضيح الأمر من ناحية لغوية، القاديانية أخذت ما جن واستتر ثم عممته على كل ما خفي أو متخفي أو استتر أو لا يرى أو غطى… فجعلت المدلول اللغوي اصطلاحا للجن، ولو نظرت إلى معاجم اللغة العربية يتبين لك فساد هذا القول، لأن العرب يشتقون من المعنى اللغوي كلامهم ومصطلحاتهم:

-فمثلا الإنسان من الأنس والألفة ضد الوحشة، والأنس والألفة شيء موجود في الحيوانات والدواب والطيور والمخلوقات… فلا يقال: هذا الكلب إنسان، لأنه ألف كلبا أو إنسانا!

ما سبق هو المعنى اللغوي، أما المعنى الاصطلاحي فيمكن أن يقال الإنسان: هو مخلوق خلقه الله من تراب، بدأ بآدم عليه السلام وجعل منه ذكرا وانثى يتناسلون من ماء مهين… إلخ 

-الملائكة عليها السلام من الألوكة والرسالة، فلا يقال عن كل رسول أنه ملك، فالإنسان قد يكون رسولا أو يحمل رسالة، والحمام الزاجل قد يحمل رسالة.

ما سبق هو المعنى اللغوي، أما المعنى الإصلاحي فيمكن تعريف الملائكة: الملائكة في الإسلام هم خلقٌ خلقهم الله من نور، عباد مُكرمون، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يُؤمرون، لا يوصفون بالذكورة ولا بالأنوثة، لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناكحون، لا يملّون ولا يتعبون، لا يعلم عددهم إلا الله… إلخ

فما فعلته القاديانية أنها أخذت المعنى اللغوي للجن، ثم عممته على كل ما خفي واستتر، وهذا واضح البطلان.

عاشرا: إن الرب سبحانه وتبارك وتعالى وتقدس وتنزه خاطبنا في كثير من الآيات وميز الجن عن الإنس، ولو كان الجن عبارة عن بشر مستترين، شملهم لفظ الناس والإنس وشمل الذكر والأنثى أيضا، هذا مع العلم أن الله في كتابه يخاطب الجن والإنس والمؤمن والكافر والذكر والأنثى. فعندما يقال: يا أيها الناس هذا يشمل المستتر وغير المستتر والذكر والأنثى، ولا حاجة للقول: يا أيها المستترون وغير المستترين. أو يا أيها الجن والإنس -حسب فهم القاديانية الباطل- لأن اللفظ يشمل.

حادي عشر: إن الله الملك الحق ذكر جالوت وهامان وقارون وغيرهم.. وذكر فرعون بكثرة، ولم يصفهم بأنهم جن لأنهم مستترون عادة، هذا مع العلم أن فرعون لم يكن مستترا، بل كان يخاطب قومه ويجتمع بهم:

﴿قَالَ ٱلۡمَلَأُ مِن قَوۡمِ فِرۡعَوۡنَ إِنَّ هَـٰذَا لَسَـٰحِرٌ عَلِیمࣱ﴾ [الأعراف ١٠٩]

﴿وَجَاۤءَ ٱلسَّحَرَةُ فِرۡعَوۡنَ قَالُوۤا۟ إِنَّ لَنَا لَأَجۡرًا إِن كُنَّا نَحۡنُ ٱلۡغَـٰلِبِینَ﴾ [الأعراف ١١٣]

﴿فَٱسۡتَخَفَّ قَوۡمَهُۥ فَأَطَاعُوهُۚ إِنَّهُمۡ كَانُوا۟ قَوۡمࣰا فَـٰسِقِینَ﴾ [الزخرف ٥٤]

﴿وَنَادَىٰ فِرۡعَوۡنُ فِی قَوۡمِهِۦ قَالَ یَـٰقَوۡمِ أَلَیۡسَ لِی مُلۡكُ مِصۡرَ وَهَـٰذِهِ ٱلۡأَنۡهَـٰرُ تَجۡرِی مِن تَحۡتِیۤۚ أَفَلَا تُبۡصِرُونَ﴾ [الزخرف ٥١]

﴿وَلَقَدۡ أَرَیۡنَـٰهُ ءَایَـٰتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَىٰ ۝٥٦ قَالَ أَجِئۡتَنَا لِتُخۡرِجَنَا مِنۡ أَرۡضِنَا بِسِحۡرِكَ یَـٰمُوسَىٰ ۝٥٧ فَلَنَأۡتِیَنَّكَ بِسِحۡرࣲ مِّثۡلِهِۦ فَٱجۡعَلۡ بَیۡنَنَا وَبَیۡنَكَ مَوۡعِدࣰا لَّا نُخۡلِفُهُۥ نَحۡنُ وَلَاۤ أَنتَ مَكَانࣰا سُوࣰى ۝٥٨ قَالَ مَوۡعِدُكُمۡ یَوۡمُ ٱلزِّینَةِ وَأَن یُحۡشَرَ ٱلنَّاسُ ضُحࣰى ۝٥٩﴾ [طه ٥٦-٥٩]

ولندع غلام أحمد القادياني يرد على جماعته القاديانية:

"طرح سؤال عن وجود الجن وجلب الأشياء وأكلها بواسطتها فقال -القادياني-: نؤمن بوجودها، وإن كنا لا نعرف حقيقتها، وما حاجتنا إلى الجن أصلا في عبادتنا وحياتنا الاجتماعية و تمدننا وسياستنا وغيرها؟". [الملفوظات ج٣ ص٣٩٦]

"أربعة أمور واضحة ومهمة في الدنيا تجدر بالقبول وهي: الملائكة، روح الإنسان وبقائها بعد الممات، ووجود الجن ووجود الله سبحانه وتعالى. لقد أنكر الناس الجن أولا ثم أنكروا الملائكة، فقد أنكروا اثنين وآمنوا بوجود الله سبحانه وتعالى وروح الإنسان، أي يأخذون بعضا ويتركون بعضا، ﴿أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَـٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضࣲۚ﴾ ثم تقدم الملحدون أكثر وأنكروا كل شيء". [الملفوظات ج٦ ص٢٤٨]

ونكتفي بهذا القدر فكلامهم يظهر منه البطلان وأنه مجرد ثرثرة، وبإمكان أي مسلم أن يستخرج أدلة أخرى على أن تعريفهم مجرد ثرثرة وكلام تافه.


✹✹✹✹✹✹