تبريراتُ الميرزا أخطاءَه اللغوية

تبريراتُ الميرزا أخطاءَه اللغوية

تبريراتُ الميرزا أخطاءَه اللغوية

1: مبررُ أنّ الله لا يتقيدُ بالقواعد النحوية ولا بتعابير الناس.

يقول:

"الله تعالى لا يتقيد أحيانًا بتعابير الناس... ولا يتقيد أحيانًا بقواعد الصرف والنحو التي وضعها الناس. (حقيقة الوحي، مجلد 22، ص 317)

ويقول:

الله تعالى ليس متقيدًا بقواعد الصرف والنحو الذي وضعه الناس". (التذكرة، نقلا عن الحكم 14 ابريل 1908)

2: مبررُ أنّ قواعدَ النحوِ زائفةٌ أو ناقصة، لأنّ اللهجات تعارضها.

فإذا عارَضها الميرزا، فإنما العِوَج منها، والنقص فيها، لا فيه!!

يقول:

"لقد طعن بعض الجهال حتى في القرآن الكريم بالنظر إلى قواعد نحوهم الزائف. والحق أن كل هذه المطاعن جدُّ تافهة وسخيفة. والواقع أن لا أحد سوى الله تعالى يملك علمَ اللغة الواسعَ. وإن اللغة كما تتغير إلى حد ما باختلاف المكان فإنها تتغير كذلك بتغير الزمان. فلو نظرنا إلى اللهجات العربية السائدة اليوم في مصر ومكة والمدينة وبلاد الشام وغيرها لوجدنا أنها تقضي على قواعد الصرف والنحو بأسرها، ومن الممكن أن تكون هذه اللهجات موجودة من قبل أيضًا في زمن من الأزمان". (نزول المسيح، ص 58)

3: مبرر أنّ الله يختار تعابير متروكة، ويوحي بها.

فإذا رأى الناس عبارة خاطئة، فإنما سبب ذلك أنّ الله اختار عبارة من العربية البائدة!!!!

يقول الميرزا:

"الله تعالى لا يتقيد أحيانًا بتعابير الناس، أو يختار أحيانًا تعابير متروكة من زمن خلا". (حقيقة الوحي، 22، ص 317)

4: مبررُ أنّ العربية لا يعلمها إلا نبي.

فإذا أخطأ الميرزا في شيء فالحقيقة أننا نحن الجهَلَة، لا هو، لأنه وحدَه مَن يحيط باللغة، أما نحن فلأننا لسنا بأنبياء، فكيف لنا أن نعرف الخطأ مِن الصواب؟ وكيف لنا أن نحيط باللغة ونحْوِها وصرْفِها!!!

يقول:

والحق أن لسان العرب - الذي هو المفتاح الحقيقي للصرف والنحو - محيط لا شاطئ له، ويصدُقُ عليه تمامًا ما قاله الإمام الشافعي رحمة الله عليه في مقولته الشهيرة: "لا يعلمه إلا نبي".. أي من المستحيل لأي إنسان أن يحيط بتلك اللغة على شتى لهجاتها وأساليبها بشكل كامل إلا نبي. إذن فهذه المقولة أيضًا تؤكّد أنه ليس بوسع كل إنسان أن يمتلك ناصية هذه اللغة من كافة النواحي، بل الإحاطة الكاملة بها إنما هي من معجزات الأنبياء عليهم السلام". (نزول المسيح، ص 59)

5: مبرّر أن الخطأ مجرد سهو بسبب السرعة، وأنّ هذا الخطأ قد كُتب صوابا في عشرات الأماكن الأخرى، وهذا دليل أنه سهو.

يقول الميرزا:

"إن معظم العائبين المستعجلين الذين لا يتصفحون كُتبنا العربية إلا بحثًا عن الأخطاء فيها.. يعُدّون سهوَ الناسخ أيضًا ضمن قائمة الأغلاط. ولكن الحق أنه لا يمكن أن يُعزى إلينا من الأغلاط الصرفية والنحوية إلا ما لم يرِد صحيحُه في موضع آخر من كتبنا، على عكس ما ورد هنالك. أما إذا وردت كلمة أو تعبير في مكان ما خطأً على طريق الصدفة بينما تكون قد وردت في عشرات الأماكن الأخرى بصورتها الصحيحة.. لكان الأجدر بهم أن يعزوه إلى سهو الناسخ بدلا من أن يعتبروه غلطًا منا. ولو أنهم أخذوا بعين الاعتبار العجلة التي ألّفنا فيها هذه الكتب لاعترفوا باقترافهم ظلمًا عظيمًا، ولعدُّوها تأليفاتٍ خارقةً للعادة. (سرّ الخلافة، صفحة الغلاف الداخلية، مجلد 8 ص 316)

6: مبرر سهو الكاتب أو سهو الناسخ.

يقول:

"إن الذي يؤلّف كتبًا ضخمة بالعربية أو الفارسية فليس بمستبعَد أن يصدر عنه - طبقًا للمقولة الشهيرة "قلّما سَلِمَ مِكثارٌ" - خطأٌ ما من الأخطاء الصرفية والنحوية، ثم ينفلت هذا الخطأ من نظره فلا يتم تداركُه. كما يمكن تمامًا أن يرتكب الناسخ خطأً من عنده، فلا ينتبه له المؤلف بسبب الذهول البشري". (كرامات الصادقين، ص 5)

............

التعليق على هذه المبررات في نقاط:

1: أخطاء الميرزا النحوية كثيرة جدا جدا، وهي بالمئات.

2: الإشكالات عند الميرزا ليست مقصورة على الأخطاء النحوية، بل هنالك أخطاء صرفية، وهناك ركاكة، وهناك تأثر بمعاني الكلمات في اللغة الأردية، وغير ذلك.

3: بعض أخطائه تتكرر كثيرا وأكثر مما يصيب في مثلها، وبعضها لم يُصِب فيها البتة.

4: الزعمُ أنّ الله لا يتقيّد بقواعد اللغة فيه إساءة إلى الله تعالى واتهام له أنه لا يخاطب الناس على قدر عقولهم، وأنه يعلّم الفوضى والتمرّد على الحقائق، وأنه يتناقض، فهذه القواعد مؤسَّسة على القرآن، فلماذا لا يوحي الله حسب قواعد اللغة المؤسَّسة على كلامه؟ أي لماذا لا يوحي كما أوحى من قبل؟ لماذا التزم بنصب اسم إنّ المؤخر في القرآن عشرات المرات ولا يريد أن يلتزم في وحي الميرزا بما التزم به سابقا؟

5: الاستدلال بالعربية البائدة أو باللهجات غير معقول وغير مقبول، لأن العرب منذ ما قبيل الإسلام قد اتفقوا على هذه اللغة.. أي لغة القرآن، ولا تُقبل لغةٌ أخرى لا نعرفها. ولهجات الشام والعراق ومصر ليست بحجة على لغة القرآن وعلى اللغة العربية الفصيحة، عدا عن أنه دخلها العديد من ألفاظ اللغات المجاورة. عدا عن أنّ أخطاء الميرزا لا يمكن تخريج أيّ منها من هذا الباب، فمتى قال أحد من هذه الدول: يا داود عامل بالناس رفقا؟!!

6: أما سهو الناسخ و الكاتب فلا يصلح تبريرا إلا لأخطاء قليلة مما أتجاوزُ عنه ولا أذكرُه عادةً. فعبارةُ: "وقالوا مفتري كذاب" لا يمكن أن تكون سهوا، بل واضح أنّ الكاتب والناسخ تعمّدا ألا يحذفا ياء كلمة "مفتري" لجهلهما بوجوب حذفها. أما السهو فلا يضيف الياء. وهكذا في عبارة: "إنّ لكل مقام مقال" فلا يمكن أن يسهو الكاتب فينسى أن ينصبَ اسم إنّ، بل السبب عدم معرفته. أما لو كتب: يعلمون بدلا من يعملون، فهذا سهو بسبب السرعة، أو كتب مسنقيم بدلا من مستقيم، فواضح أنه نسي وضع نقطة ثانية فوق التاء. فليس صعبا تمييز الخطأ النحوي أو الخطأ الصرفي بسبب عدم المعرفة عن السهو.

الخلاصة أنّ الميرزا كذَب في مبرراته، وهي أدلة قائمة بذاتها على كذبه.

#هاني_طاهر 14 فبراير 2018