تأويل القاديانيّة لأحاديث ختم النبوّة والردّ على تأويلاتها

تأويل القاديانيّة لأحاديث ختم النبوّة والردّ على تأويلاتها

تأويل القاديانيّة لأحاديث ختم النبوّة والردّ على تأويلاتها

أمام الحقائق الساطعة لأحاديث النبيّ-صلى الله عليه وسلم-، التي تؤكّد أنّه خاتم الأنبياء لا نبيّ بعده، لم تجد القاديانيّة حيلة سوى تأويل بعض الأحاديث وردّ البعض الآخر منها:

أوّلا: حديث (لا نبيّ بعدي).

 قالت القاديانيّة: أنّ هذا الحديث يعني أنّه لا نبيّ بعد محمّد-صلى الله عليه وسلم-،من غير أمّته، و"غلام أحمد القاديانيّ" من أمّة محمّد-صلى الله عليه وسلم-،وزعمتْ أنّ المقصود بالنبيّ  هو صاحب الشريعة، "وغلام أحمد القاديانيّ" لم يأتِ بشريعة، بل هو تابع للنبيّ-صلى الله عليه وسلم-،ولشريعته.

والردّ عليها:

أوّلا: أنّ الحديث لم يفرّق بين نبيّ من أمّته ونبيّ من غير أمّته-صلى الله عليه وسلم-،،ولم يفرّق بين نبيّ مشرّع ونبي غير مشرّع، بل نفى مجئ جنس الأنبياء بعده ،وإنّ لا النافية للجنس إذا دخلت على النكرة أفادت العموم، فأفادت نفي مجئ جنس الأنبياء بعده-صلى الله عليه وسلم- ،سواء نبيّ من أمّته أو من غيرها، وسواء مشرّع أو غير مشرع.

ثانيا: إنّ قول القاديانيّة أنّ القاديانيّ لم يأتِ بشريعة فهذا الكلام مردود،حيث أنّ القاديانيّ جاء بتشريعات منها: نسخ الجهاد، وعدم صلاة القاديانيّ خلف المسلم، وعدم زواج القاديانيّة من غير القاديانيّ، وقد اعترف القاديانيّ أنّه صاحب شريعة فقال: "فلتفهم ما هي الشريعة؟ كل من بين الأوامر والنواهي بناء على وحيه وأسس قانونا لأمته صار صاحب شريعة، فبناء على هذا التعريف يلزم المخالفين أن يقرّوا بأنّي صاحب شريعة لأنّ وحيي يشمل الأمر والنهي".١

ثانيا: حديث (وأنا العاقب، والعاقب الذي ليس بعده نبيّ).

قالت القاديانيّة: تفسير العاقب ليس من النبيّ-صلى الله عليه وسلم-، بل من الصحابي.

والردّ عليها:

روى هذا الحديث الترمذيّ بتفسير النبيّ-صلى الله عليه وسلم-،،للعاقب فقال-صلى الله عليه وسلم-،: "وأنا العاقب الذي ليس بعدي نبيّ".٢   

ثالثا: حديث (أنا اللّبنة وأنا خاتم النبيّين).

 قالت القاديانيّة: أنّ النبيّ-صلى الله عليه وسلم- ،قيّد الأنبياء بلفظ (من قبلي)، وفيه إشارة صريحة بأنّه يمكن مجيء الأنبياء بعده، وهؤلاء الأنبياء لا يكونون مستقلين بل يدخلون في لبنته ويقتبسون من نوره، وقالت: الرسول-صلى الله عليه وسلم-، ليس اللبنة في البناء لأنّ هذا المعنى ينال من مقام الرسول-صلى الله عليه وسلم-.

والردّ عليها:

أوّلا: إنّ الرسول-صلى الله عليه وسلم-، شبّه الأنبياء بالبناء، ونَقَصَ هذا البناء موضع لبنة،فكان هو اللبنة التي أكملت صرح النبوّة، فكيف يأتي أنبياء والبناء قد اكتمل بنبوّته-صلى الله عليه وسلم-،.

ثانيا: قولها: أنّه فيه إشارة إلى مجيء الأنبياء بعده لأنّه قيّده بلفظ (من قبلي)، فالجواب: أنّ النبيّ-صلى الله عليه وسلم-،قال في أحاديث أخرى:(لا نبيّ بعدي).

ثالثا: إنّ محاولة القاديانيّة الظهور بمظهر المدافع عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-.،باتّهامها للمسلمين أنّهم ينالون من مقام النبوّة بتشبيهه-صلى الله عليه وسلم- باللبنة، لهي محاوله سخيفة منها! حيث أنّ النبيّ-صلى الله عليه وسلم- نفسُه شبّه نفسَه باللبنه عندما قال: (فأنا اللبنة)،وإنّ نبيّها المزعوم غلام أحمد القاديانيّ شبّه نفسه باللبنة! فهل كان ينال من مقام نفسه عندما قال:"فكان خاليا موضع لبنة أعني المنعم عليه من هذه العمارة، فأراد الله أن يتّم البناء باللبنة الأخيرة، فأنا تلك اللبنة أيّها الناظرون". ٣؟!

 كما أنّ القاديانيّ شبّه عيسى-عليه السلام-، بأنّه اللبنة الأخيرة في عمارة أنبياء بني إسرائيل! فهل كان نبيّ القاديانيّة ينال من مقام عيسى-عليه السلام-؟! حيث قال: "كان عيسى آخر لبن هذه العمارة وعلما لساعة زوالها وعبرة لمن يخشى".٤

رابعا: حديث (إنّي آخر الأنبياء، وأنّ مسجدي آخر المساجد).

 قالت القاديانيّة مشكّكة بمتن الحديث: هل يفهم من هذا الحديث أنّه لم يبن في الإسلام مسجد بعد مسجد النبيّ-صلى الله عليه وسلم-؟! لأنّه بنيت مساجد كثيرة.

والرد عليها:

  إنّ المقصود بقوله-صلى الله عليه وسلم- : (وإنّ مسجدي آخر المساجد) أي آخر مساجد الأنبياء، وقد جاء حديث آخر وضّح ذلك، وهو قوله-صلى الله عليه وسلم-: "أنا خاتم الأنبياء، ومسجدي خاتم مساجد الأنبياء".٥


كتبه: أبوعبيدة العجاوي.

ــــــــــــــــــ

(١)الخزائن الروحانية ج 17 ص 435

(٢)الترمذي رقم 2840 وصححه الألباني

(٣)الخطبة الإلهامية للغلام القادياني ص 49

(٤)المصدر السابق ص 26

(٥)كنز العمال للمتقي الهندي  رقم 34999 وقال الألباني : صحيح لغيره.