بولس والأحمدية

بولس والأحمدية

بولس والأحمدية

نكمل ضمن سلسلتنا بعنوان مالم تقرأه من قبل في كشف بطلان الأحمدية القاديانية لنعرج في هذا المنشور إلى تلبيس جديد يلبس به الاحمدي على غيره قائلا كيف تنتشر تعاليم باطلة وتنتشر جماعة باطلة واننا لا نجد في التاريخ جماعة باطلة ادعى صاحبها انه رسول واستمرت جماعته بعده ! لذلك كان ضروريا ان نرد هذا التلبيس الاحمدي ونعطي مثالا اوضح يشهد عليه العالم اجمع .

بولس الطرسوسي ، او بولس الرسول ، او كما يسموه " رسول الأمم ، شاؤول ، او كما في الكتابات العبرية " بولص " ليس مهما الإسم بقد ما يهم ما فعله هذا الرجل وأثره في النصرانية ، فالرجل المتحول فجأة من الكفر إلى الايمان اصبح بمجرد رؤيا او كشف او دعنا نسميه حلم يقظة اصبح قديسا بل رسولا مقدسا يكتب للمسيحية دينها وتعاليمها !!!

ولا شك أن هذا الرجل كان يصانع الناس ، ويتعامل مع كل ملة بما تعتقد وتحب فيقول مثلا في رسالته الأولى لكرونثوس [ 9 : 20 وما بعدها ] َصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ

وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ.

" وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيه

وبالفعل أصبح شريكا في الإنجيل بل لا تصلح عقيدة النصارى دون تعاليم بولس ولعل هذا يذكرنا بما حاول فعله مرزا غلام احمد القادياني مؤسس الاحمدية فهو ايضا كان يتعامل مع كل ملة بما تعتقد كما يبدو بل وسع الدائرة ليدعي أنه زرداشت وكريشنا وبوذا وإيليا والمسيح وابراهيم ومحمد فالمرزا هو كل هؤلاء هكذا كان يعرض نفسه تماما كما عرض نفسه مجددا ومحدثا ومهديا ومسيحا ونبيا مجازيا ونبيا حقيقيا فرسول فهو كل هؤلاء كما يعرض نفسه .

وتماما كما كان يعرض نفسه اسرائيليا وصينيا ومغوليا وفارسيا وفاطميا فالمرزا صاحب كل هؤلاء كما يعرض نفسه . !!!

ومن أهم التحريفات التي دعى إليها بولس قوله أن المسيح ابن الله وان المسيحية دين عالمي ليس خاصاً ببني إسرائيل ، وهذا خلاف ما جاء على لسان المسيح عليه السلام أنه مرسل لخراف بني إسرائيل الضالة وأن يسوع صلب تكفيراً لخطايا البشر وأنه قد تمت قيامة يسوع من الأموات وأنه صعد وجلس عن يمين الرب كما قال أن جميع أحكام التوراة باتت منسوخة لأنها كانت لعنة خلصنا منها وقال انً " شريعة موسى كالمؤدب ، تعد الناس لمجيء السيد المسيح ، كان بالناس حاجة إليها لتورطهم بالخطيئة ، أما وقد جاء المسيح فلا حاجة إلى المؤدب ولذلك بطلت الشريعة وزالت " مع أن يسوع نفسه يقول : " لا تظنوا أني جئت لأبطل الشريعة أو الأنبياء ما جئت لأبطل بل لأكمل "

وبفضل تعاليم بولس قامت النصرانية الحالية والتي نسميها مسيحية بولس الوثنية في هذا يقول ديورانت : " إن المسيحية كانت أخر شيء عظيم ابتدعه العالم الوثني القديم ، وأن المسيحية لم تقض على الوثنية بل تبنتها"

هذه التعاليم البولسية هي قوام النصرانية التي انتشرت في كل العالم ولا زالت تنتشر ولو حذفنا تعاليم بولس هذه لهدمت النصرانية من أساسها مما يعني ويؤكد أن النصرانية الحالية لا علاقة لها بالسيد المسيح عليه السلام وتعاليمه الربانية بل هي جماعة البولس الوثنية والتي انتشرت ولا تزال تنتشر في العالم .

جاء في رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس " وإن لم يكن المسيح قد قام، فباطلة كرازتنا وباطل أيضا إيمانكم "

فبولس يؤكد ان صحة الايمان والكرازة في النصرانية باطلة ان لم يكن المسيح قد قام بعد موته على الصليب ذلك أن تعاليم بولس تقوم على وجوب صلب المسيح لتخليص الناس من اللعنة والخطية المتوارثة ثم قيامته بعد الموت ثم صعوده الى السماء على يمين الرب .

لهذا نقول النصرانية الحالية هي تعاليم بولس لا تعاليم السيد المسيح وانتشارها هو انتشار لتعاليم بولس وليس انتشار لتعاليم المسيح اذا هي ببساطة وبداهة جماعة بولس التنصيرية وليست جماعة المسيح الربانية .

فهل بعد كل هذا يأتي أحمدي ليقول لنا اذا كيف بقيت الاحمدية وانتشرت في العالم وهي باطلة !!!!!!

أولا يرى هذا المتسائل كيف بقيت جماعة بولس وتعاليمه الباطلة الى اليوم ولا تزال جماعته تنتشر بل صنفت على انها اول دين منتشرا في العالم !!!!

هل كان بولس صادقا وتعاليمه صادقة أيها الاحمدي !!!بل انتشار فرقتكم لا يساوي عشر من مائة عشر من جزء واحد من نسبة انتشار جماعة بولس وتعاليمه !!!!!

واذا قلتم بل انتشار تعاليم بولس وجماعته انما لان اصل تعاليمه الحقيقية هي من المسيح عليه السلام نقول لكم بنفس المنطق أن ما ترونه انتشارا لفرقتكم ما هو في الحقيقة الا لان تعاليم فرقتكم المحرفة اصلها الحقيقي من الاسلام ، لكنكم وقعتم في مثل التحريف الذي اوقع فيه بولس النصارى .

والدارس الذي يتتبع الدعوة التي دعا اليها المرزا صاحب يجدها تنطلق من نفس او مثل المنطلقات التي دعى اليها بولس مع فروقات في بعض المحاور ، لكن في العموم كلاهما واحد .

فكلا الرجلين اعتمد على الاصل ليمرر ما جاء به من تعاليم وكلاهما يدعي تقديره للاصل وانه انما خادم مطيع لأصله .

بقلم/ أبو عماد الجزائري

بتاريخ : 27 سبتمبر، 2016 ·