بعض الأحاديث في الجن والتي قالت القاديانية فيها أشياء والرد عليها 

بعض الأحاديث في الجن والتي قالت القاديانية فيها أشياء والرد عليها 

بعض الأحاديث في الجن والتي قالت القاديانية فيها أشياء والرد عليها 

أبو عبيدة العجاوي

من عادة القاديانية والقاديانيين والغلام القادياني، أنهم يقتطعون نصا من حديث ثم يهملون بقية النص، لأن الكثير من استدلالاتهم تبطل باطلهم، أو يتعمدون ذكر الحديث بالمعنى، أو يتعمدون عدم الدقة في لفظ الحديث ليستروا كذبهم، أو بطريقة توحي بسوء الأدب مع وحي الله النبوي المحمدي صلوات ربي وسلامه عليه، وذلك لأن أهل الباطل والضلال يحرفون معنى آيات الله القرآنية لأنهم لا يستطيعون إنكارها، فيكذبهم رب العزة من خلال وحيه النبوي المحمدي ويفضح دجلهم وسبحان الله الذي ينتصر لنفسه شرعا وقدرا… والحمد لله رب العالمين، والقاديانية تتعامل مع كتب الحديث النبوي -ما صح من الحديث وثبت- كما يتعامل المسلمون مع نصوص أهل الكتاب، فهي ترى أنها كتب فيها تحريف وخرافات، لذلك يسيئون الأدب والعياذ بالله رب العالمين رب السماوات والأرض ومن فيهن… انظر : [الجن بين الحقيقة والخرافة] صفحة ١١٥ وما بعدها:

((١)) قالوا: بالنظر إلى ما جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي.. " وذكر منها .. وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة".

قالوا: يقتضي أن تقوم الجن بكل ما كلف به الإنس.. ولا يتأتى هذا إلا إذا كان الفريقان من جنس واحد هو الجنس البشري.. والفرق بينهما هو الوضع الاجتماعي أو الوظيفي، وإلا.. فلماذا لم تخرج الجن المؤمن للقتال والجهاد مع المسلمين؟ وأين كان الجن المؤمن في غزوة أحد حين هزم المسلمون؟ أم أن القتال قد كلف به البشر فقط؟!

والجواب:

أولا: قال من له جنود السماوات والأرض:

﴿وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِیزًا حَكِیمًا﴾ [الفتح ٧]

﴿وَمَا یَعۡلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَۚ﴾ [المدثر ٣١]

 عالم الجن عالم غيبي عن البشر، ولا نعلم عنه إلا ما أخبرنا به كتابا وسنة، كما أن الملائكة عليها السلام عالم غيبي ولا نعلم عن الملائكة إلا ما أخبرنا به، ولولا أن الله أخبر أن الملائكة شاركت في معارك النبي صلى الله عليه وسلم ما علمنا، وكل بحسب عالمه ملائكة وإنس وجن، فإن أصر القاديانيون قلنا لهم: عليكم أن تخبرونا ما تفعل جماعات الملائكة الآن في السماء؟ 

ثم يا قاديانية: كما مر سابقا إن الجن كانوا ضمن جنود سليمان عليه السلام، فحرفتم المراد وجعلتم جن سليمان عبارة عن بشر!

ثم نعكس السؤال عليكم يا قاديانية : أين ذهب وفد جن نصيبين من البشر اليهود، أم أن الجهاد كلف به المهاجرون والأنصار أو العرب فقط؟!

ثانيا: كان الأولى أن تسألوا غلام أحمد القادياني هذه الأسئلة بدلا من طرحها على المسلمين بهدف تشكيكهم في دينهم! إن كان نبيا حقا وصدقا فلماذا لم تطرحوها عليه؟! وإن كان كما يتهمه خصومه بالسحر و العرافة و التنجيم كان عنده الجواب!

ثالثا: الملاحظ: أن هذا الحديث من أعظم الأحاديث التي تبطل باطل القاديانية وجاء بروايات:

عن جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ  أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي : نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا ؛ فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْمَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ، وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً ". [صحيح البخاري]

عَنْ  أَبِي هُرَيْرَةَ  أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ : أُعْطِيتُ  جَوَامِعَ الْكَلِمِ ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ ". [صحيح مسلم]

عَنْ  جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ  قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي : كَانَ كُلُّ نَبِيٍّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى كُلِّ أَحْمَرَ وَأَسْوَدَ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ وَلَمْ تُحَلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي، وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَيِّبَةً طَهُورًا وَمَسْجِدًا ؛ فَأَيُّمَا رَجُلٍ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ صَلَّى حَيْثُ كَانَ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ بَيْنَ يَدَيَّ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ ". [صحيح مسلم]

١- النبي محمد عليه الصلاة والسلام ختم به الأنبياء، والقاديانية فتحت باب النبوة بعده بغلامها المزعوم ثم أغلقت باب النبوة بعد غلامها، والحديث بين أنه فضل عليهم بأنه خاتمهم هكذا المعنى يستقيم، لا أنه فضل عليهم بأنه أفضلهم حسب تفسير القاديانية الباطل لخاتم النبيين.

٢- نبينا صلى الله عليه السلام خص من بين الأنبياء أنه أرسل بشريعة الله الخاتمة إلى الناس كافة، والقاديانية جعلت نبيها -باعتباره ابن مريم النازل آخر الزمان- أرسل للناس كافة. ثم القاديانية تقول: ابن مريم عليه السلام أرسل إلى بني إسرائيل. ويرد عليها: أن عيسى بن مريم عليه السلام أرسل إلى بني إسرائيل وتم الأمر والإرسال قبل نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وصدق الله العظيم. وينزل تابعا لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم. ولم يثبت لنا أن المسيح النازل هو غلامهم بل ثبت كذب ذلك، هذا بالإضافة إلى أن غلامهم القادياني جاء بتشريعات عديدة منها: منع الجهاد، ودفع ٦٪ من دخل القادياني الشهري.

٣- إن القاديانية تحاول خبثا الإستدلال بهذا الحديث على شيء آخر وهو الجن، فقد ورد: ( كَانَ كُلُّ نَبِيٍّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى كُلِّ أَحْمَرَ وَأَسْوَدَ) وسبق أن الله جعلهم مكلفون كما مر سابقا.

وقال النووي رحمة الله تعالى عليه في [شرح مسلم]: "‏قوله صلى الله عليه وسلم: ( وبعثت إلى كل أحمر وأسود )، ‏وفي الرواية الأخرى: " إلى الناس كافة "، قيل: المراد بالأحمر: البيض من العجم وغيرهم، وبالأسود: العرب; لغلبة السمرة فيهم وغيرهم من السودان. وقيل: المراد بالأسود: السودان، وبالأحمر: من عداهم من العرب وغيرهم. وقيل: الأحمر: الإنس، والأسود: الجن، والجميع صحيح؛ فقد بعث إلى جميعهم".

عَنِ  ابْنِ عَبَّاسٍ  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : إِنَّ اللَّهَ فَضَّلَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، وَعَلَى أَهْلِ السَّمَاءِ. فَقَالُوا : يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، بِمَ فَضَّلَهُ عَلَى أَهْلِ السَّمَاءِ ؟ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ قَالَ لِأَهْلِ السَّمَاءِ :  { وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ } . الْآيَةَ. وَقَالَ اللَّهُ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :  { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا }   { لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ } . قَالُوا : فَمَا فَضْلُهُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ ؟ قَالَ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ :  { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ } . الْآيَةَ. وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :  { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ } . فَأَرْسَلَهُ إِلَى الْجِنِّ وَالْإِنْسِ. [سنن الدارمي]

رابعا: نرد على القاديانية بنفس أسلوبها ونفس منطقها، ونطرح أسئلة: الغلام القادياني زعم أن الملائكة تحرسه، فإن كانت تحرسه حقا! فلماذا كان يحتمي بسيف الدولة البريطانية؟! ولماذا لم يذهب للحج أو العمرة إذا كانت تحرسه؟! أم أن الملائكة مكلفة بحراسته في قاديان دون مكة والمدينة؟! الله الواحد القهار كذبه والحمد والشكر لله.

خامسا: يصح أن يطلق على الجن لفظ الناس:

عَنْ  عَبْدِ اللَّهِ ،  { إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ }  قَالَ : كَانَ نَاسٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعْبُدُونَ نَاسًا مِنَ الْجِنِّ، فَأَسْلَمَ الْجِنُّ، وَتَمَسَّكَ هَؤُلَاءِ بِدِينِهِمْ. [صحيح البخاري]

سادسا: ما أكثر دجلكم يا قاديانية: "يقتضي أن تقوم الجن بكل ما كلف به الإنس.. ولا يتأتى هذا إلا إذا كان الفريقان من جنس واحد هو الجنس البشري..".

فهل يقتضي أن تكلف النساء بكل كلف به الرجال والعكس أيضا !

((٢)) قالوا: ثم هناك الحديث الذي أورده البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه:

(إن الشيطان قد عرض لي، فشد علي ليقطع الصلاة علي، فأمكنني، الله تعالى منه. ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوا فتنظروا إليه، فذكرت قول سليمان: ﴿قَالَ رَبِّ ٱغۡفِرۡ لِی وَهَبۡ لِی مُلۡكࣰا لَّا یَنۢبَغِی لِأَحَدࣲ مِّنۢ بَعۡدِیۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡوَهَّابُ﴾، فرده الله خاسئا.

وفي رواية أخرى: (إن عفريتا من الجن جعل يخيل علي البارحة ليقطع على الصلاة فرده الله خاسئا). 

ومع أن هذا الحديث وارد في صحيح البخاري إلا أنه فيما أحسب يثير علامات استفهام محيرة. ولا مناص لصحته من أن يكون الذي تعرض له أحد شياطين البشر الذي لم يتعرف النبي على شخصيته لتخفيه وتنكره، فسماه شيطانا أو عفريتا من الجن. وربما كان الأمر من قبيل الكشف رأه النبي فحكاه لبعض الصحابة. أما أن يكون المعترض كائنا من الكائنات الأسطورية المزعومة فماذا يكون الجواب على ما يلي:

•شيطان الرسول قد أسلم فلا يأمره بشر، فكيف يحاول إفساد صلاته؟

•هل الشياطين والعفاريت تتعرض للبشر هكذا جهرة.. أم تتسلل و توسوس؟

•وهل كانت هذه الكائنات -حسب زعمهم- مما تُغالب بدنيا وتقيد بالحبال وتراها العيون البشرية؟

•وهل دعوة سليمان تمنع النبي صلى الله عليه وسلم له من تأديب العفريت، أم كان هذا وقفا على سليمان وحده؟ وهل من عمل النبي أن يحفظ لسليمان دعوته بنفسه أم أن الله تعالى هو الذي لم يمكنه من فعل ما اعتزمه؟ وألا يجب علينا بناء على ذلك أن تمتنع عن استخدام الريح والطير لأنها تدخل في دعوة سليمان وكانت فعلا مسخرة له؟

ولا بد من استبعاد هذا الفهم السخيف احتراما لمكانة النبي صلى الله عليه وسلم أولا، ثم لأنه يخالف العقل والواقع وسنن الحياة.

الجواب:

قلت: ما أسخفهم وما أسخف تشكيكهم:

أولا: قد ذكرنا سابقا هذا الحديث، وهو من أعظم ما يبطل باطل القاديانية في الجن، فانظر لما قلنا هناك بخصوصه.

ثانيا: إن المنقول عن غلام أحمد القادياني أنه ربه -حسب زعمه- يخبره بأشياء كثيرة جدا يصعب عدها، لدرجة أن الله يخبره بأنه سيأتيه مال محدد القدر وذلك من خلال البريد. فلو كان المقصود إنسان مستتر متخفي يعمل في الخفاء ناري الطبع لم يعرفه النبي صلى الله عليه وسلم. فإذا كان الله أمكنه منه ألا يخبره من هو؟ ولو كان إنسانا كما يثرثرون لسأله النبي عليه الصلاة والسلام: من أنت وما اسمك ومن أي البلاد وحقق معه؟! فنعوذ بالله من تشكيك الشياطين.

ثالثا: إن كان الكشف عند القاديانية عادي جدا وهو من سنن الله، فهو عند غيرها من أعظم الخرافات، ومن ضمنها خرافات القادياني بخصوصه كـ قصة الحبر الأحمر.

رابعا: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذبتم يا قاديانية:

عَنْ  عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ ". قَالُوا : وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " وَإِيَّايَ، إِلَّا أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، فَلَا يَأْمُرُنِي إِلَّا بِخَيْرٍ ". [صحيح مسلم]

وقد أثبت غلامكم ذلك وهو كذاب: «إن تعليم الإسلام يثبت أن الشياطين أيضا يؤمنون، فقد قال سيدنا ومولانا النبي صلى الله عليه وسلم بأن شيطانه قد أسلم. باختصار، إن مع كل إنسان شيطانا، وإن شيطان الإنسان المطهر والمقرب يسلم» [المقارنة بين الأديان ١٤]

ثم يقال للقاديانية: هل قال النبي صلى الله عليه وسلم أن المقصود هو شيطانه أو القرين، أم قال الشيطان أو عفريتا من الجن؟!

خامسا: نعم تتعرض جهرة، وتغالب بدنيا وتقيد بالحبال، وقد تراها العيون، وهذا بمشيئة الله وإذنه: 

قال سبحانه من له أسماء الجلال وصفات العظمة والجلال والكمال: ﴿وَٱلشَّیَـٰطِینَ كُلَّ بَنَّاۤءࣲ وَغَوَّاصࣲ ۝٣٧ وَءَاخَرِینَ مُقَرَّنِینَ فِی ٱلۡأَصۡفَادِ ۝٣٨﴾ [ص ٣٧-٣٨]

عَنْ  عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ  قَالَ : إِنَّ فِي الْبَحْرِ شَيَاطِينَ مَسْجُونَةً أَوْثَقَهَا سُلَيْمَانُ يُوشِكُ أَنْ تَخْرُجَ فَتَقْرَأَ عَلَى النَّاسِ قُرْآنًا. [صحيح مسلم] 

فنحن نصدق الله سبحانه في صفاته، ورسوله عليه الصلاة والسلام ونكذبكم يا قاديانية.

سادسا: أما قوله عليه الصلاة والسلام: "فَذَكَرْتُ دَعْوَةَ أَخِي سُلَيْمَانَ : رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي فَرَدَدْتُهُ خَاسِئًا". 

فإنه صلى الله عليه وسلم والله العليم أعلم لما أمكنه الله منه بقدرة الله، ثم تذكر قوله تعالى، لم يتجاوزه امتثالا لأمره عز وجل، وهذا يشبه ما وقع مع عمر رضي الله عنه:

عن ابْنَ عَبَّاسٍ  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ، فَنَزَلَ عَلَى ابْنِ أَخِيهِ الْحُرِّ بْنِ قَيْسٍ، وَكَانَ مِنَ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ، وَكَانَ الْقُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجَالِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرَتِهِ كُهُولًا كَانُوا، أَوْ شُبَّانًا. فَقَالَ عُيَيْنَةُ لِابْنِ أَخِيهِ : يَا ابْنَ أَخِي، لَكَ  وَجْهٌ  عِنْدَ هَذَا الْأَمِيرِ فَاسْتَأْذِنْ لِي عَلَيْهِ. قَالَ : سَأَسْتَأْذِنُ لَكَ عَلَيْهِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : فَاسْتَأْذَنَ الْحُرُّ لِعُيَيْنَةَ، فَأَذِنَ لَهُ عُمَرُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ : هِي يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، فَوَاللَّهِ مَا تُعْطِينَا الْجَزْلَ، وَلَا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالْعَدْلِ. فَغَضِبَ عُمَرُ حَتَّى هَمَّ بِهِ، فَقَالَ لَهُ الْحُرُّ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :  { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } ، وَإِنَّ هَذَا مِنَ الْجَاهِلِينَ. وَاللَّهِ، مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلَاهَا عَلَيْهِ، وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ. [صحيح البخاري]

وهذا خلق الأنبياء والأولياء وهو خلق لا تعرفونه يا قاديانية لا أنتم ولا غلامكم: "وَاللَّهِ، مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلَاهَا عَلَيْهِ، وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ".

نسأل الله عدم تجاوز وحيه وكلامه.

ونسأل الله العفو الكريم أن يجعلنا وقافين على كتابه العظيم وسنة رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام. 

((٣)) أزعجت القاديانية الأحاديث التالية:

عَنْ  أَبِي هُرَيْرَةَ  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ كَانَ يَحْمِلُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِدَاوَةً لِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَتْبَعُهُ بِهَا، فَقَالَ : " مَنْ هَذَا ؟ " فَقَالَ : أَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ. فَقَالَ : "  ابْغِنِي  أَحْجَارًا  أَسْتَنْفِضْ  بِهَا، وَلَا تَأْتِنِي بِعَظْمٍ، وَلَا بِرَوْثَةٍ ". فَأَتَيْتُهُ بِأَحْجَارٍ أَحْمِلُهَا فِي طَرَفِ ثَوْبِي حَتَّى وَضَعْتُ إِلَى جَنْبِهِ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ مَشَيْتُ، فَقُلْتُ : مَا بَالُ الْعَظْمِ، وَالرَّوْثَةِ ؟ قَالَ : " هُمَا مِنْ طَعَامِ الْجِنِّ، وَإِنَّهُ أَتَانِي وَفْدُ جِنِّ نَصِيبِينَ وَنِعْمَ الْجِنُّ، فَسَأَلُونِي الزَّادَ، فَدَعَوْتُ اللَّهَ لَهُمْ أَنْ لَا يَمُرُّوا بِعَظْمٍ، وَلَا بِرَوْثَةٍ إِلَّا وَجَدُوا عَلَيْهَا طَعَامًا ". [صحيح البخاري]

عَنْ  عَامِرٍ  قَالَ :  سَأَلْتُ  عَلْقَمَةَ  : هَلْ كَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ ؟ قَالَ : فَقَالَ عَلْقَمَةُ : أَنَا سَأَلْتُ  ابْنَ مَسْعُودٍ  فَقُلْتُ : هَلْ شَهِدَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ ؟ قَالَ : لَا، وَلَكِنَّا كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَفَقَدْنَاهُ، فَالْتَمَسْنَاهُ فِي الْأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ فَقُلْنَا :  اسْتُطِيرَ  أَوِ اغْتِيلَ. قَالَ : فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا هُوَ جَاءٍ مِنْ قِبَلِ حِرَاءٍ. قَالَ : فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَدْنَاكَ فَطَلَبْنَاكَ فَلَمْ نَجِدْكَ، فَبِتْنَا بِشَرِّ لَيْلَةٍ بَاتَ بِهَا قَوْمٌ. فَقَالَ : " أَتَانِي دَاعِي الْجِنِّ فَذَهَبْتُ مَعَهُ فَقَرَأْتُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ ". قَالَ : فَانْطَلَقَ بِنَا فَأَرَانَا آثَارَهُمْ وَآثَارَ نِيرَانِهِمْ، وَسَأَلُوهُ الزَّادَ فَقَالَ : " لَكُمْ كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا يَكُونُ لَحْمًا، وَكُلُّ بَعْرَةٍ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ ". فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَلَا تَسْتَنْجُوا بِهِمَا ؛ فَإِنَّهُمَا طَعَامُ إِخْوَانِكُمْ ". [صحيح مسلم]

عن جَابِرً يَقُولُ : نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُتَمَسَّحَ بِعَظْمٍ أَوْ بِبَعْرٍ. [صحيح مسلم]

عَنْ  عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ  قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَسْتَنْجُوا بِالرَّوْثِ وَلَا بِالْعِظَامِ ؛ فَإِنَّهُ زَادُ إِخْوَانِكُمْ مِنَ الْجِنِّ ". [سنن الترمذي]

عَنْ  عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الدَّيْلَمِيِّ ، عَنْ  عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ  قَالَ : قَدِمَ وَفْدُ الْجِنِّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا : يَا مُحَمَّدُ، انْهَ أُمَّتَكَ أَنْ يَسْتَنْجُوا بِعَظْمٍ أَوْ  رَوْثَةٍ  أَوْ حُمَمَةٍ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ لَنَا فِيهَا رِزْقًا. قَالَ : فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ. [سنن أبي داود]

فقالوا كلاما متعلقا بالروث و الفضلات. ومستنين بـ نبيهم وغلامهم كثير ذكر الخراء والبول والإسهال والمراحيض على سبيل الهراء!

وسواء كان المقصود أن ما سبق طعام الجن أو طعام دوابهم، فإن القاديانية لما قالت أن الجن بشر مستترة نارية لا ترى تعمل في الظلام متخفية اصطدموا بأحاديث العظم والروث.

قلت: اليوم البشر المستترة النارية تتحرك بالطائرات والسيارات بالبترول والنفط والبنزين وما شابه، فلما الغضب يا قاديانية!!!   

ثم من حمقهم و سفههم وقلة عقلهم قالوا: أن حديث أبي داود إن صح فيمكن أن يكون كشفا رأى -والعياذ بالله- الميكروبات والفطريات والبكتيريا وهذا إعجاز عظيم!!! 

قبحهم الله… وقبح أقوالهم وما يفترون وما قالوا…

قلت أعوذ بالله: ينكرون معجزات الأنبياء الخارقة ثم يقولون عن ما سبق إعجاز عظيم.

يستنكرون حقيقة منطق الهدهد والنملة في قصة سليمان عليه السلام، ثم جعلوا -والعياذ بالله- الفيروسات والجراثيم والكائنات الدقيقة تكلمه وتخاطبه، فلعنة الله على الكاذبين.

وهم يستنكرون أن يتكلم عيسى عليه السلام طفلا في المهد، ثم يقبلون من دجالهم أن إبنه تكلم معه في بطن أمه، فلعنة الله على الكافرين الظالمين.

نعوذ بالله من شرور النيات والأقوال والأعمال وأمراض القلوب والنفوس والعقول والأبدان.

((٤)) واستدلوا على ما سبق بحديث:

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ الطَّاعُونَ، فَقَالَ : " وَخْزٌ مِنْ أَعْدَائِكُمْ مِنَ الْجِنِّ، وَهِيَ شَهَادَةُ الْمُسْلِمِ ". [مسند الإمام أحمد]

قالوا: ولا شك أننا نعرف اليوم أن الطاعون يصيب الإنسان بوخز من حشرة البرغوث فتنتقل إلى جسمه جراثيم المرض. وكل هذه الكائنات المستترة عن النظر الآدمي. أرأيتم عظمة الخبر النبوي وأنبائه الغيبية الرائعة!

والجواب:

وكأنه والعياذ بالله وكلماته التامة… بيننا وبينكم: هكذا أثبتنا أن الجن يعني الكائنات الدقيقة والبكتيريا والفيروسات.

مع أن غلام قاديان له رأي آخر ! 

"لقد علمت بوسيلة روحانية أن مادة هذا المرض ومادة الجرب واحدة، وظني أن هذا الأمر صحيح غالبا، لأن في مرض الجرب أي الحكة تنفع الأدوية التي فيها شيء من الزئبق أو الكبريت، ويُعتقد أن هذه الأدوية قد تكون ناجعة في هذا المرض أيضا، فما دامت مادة كلا المرضين واحدة فليس من المستبعد أن يخف هذا المرض بظهور مرض الجرب. هذا سر القواعد الروحانية، وقد انتفعت منه، فلو توجه إليه المجربون ونشروا في بلد سكانه مهددون بخطر الطاعون مرض الجرب على سبيل الوقاية، كما يفعل أصحاب التطعيم وقاية من شتى الأمراض، فأرى أن مادة الطاعون ستزول بهذه الطريقة ويُحفظ الناس منه". [التذكرة ٣١٨]

يقول الدكتور إبراهيم بدوي [وهو طبيب استشاري مسالك بولية، وهو باحث متخصص في الفرقة القاديانية الأحمدية، وله كتاب من عدة أجزاء باسم "حقيقة الطائفة الأحمدية القاديانية"] في مقالة له رقم و عنوان على مدونته [مقال ٦٦ الجرب والطاعون] :

سلسلة المخالفات العلمية في وحي و كلام الميرزا المتنبئ يا أتباع الميرزا غلام القادياني: في كتاب التذكرة النسخة العربية ص 318 تجدون نبيكم يقول: إن مادة (يقصد الميكروب المسبب ) مرض الجرب و مرض الطاعون واحدة، و لذلك فالعلاج الوقائي للطاعون، هو الجرب، و يشرح أنه إذا أردنا منع انتشار الطاعون في بلد محتمل ان يصاب بالطاعون؛ فلننشر فيها الجرب اولا ، فلا ينتشر الطاعون به .!!! 

فهناك مشكلتان في كلام الميرزا الاولى رئيسية و الاخرى فرعية.  الاعتراض الرئيسي هو في قوله إن مادة الجرب و الطاعون واحدة، و هذا جهل شديد و مخالفة علمية لأن المسبب للجرب هو حشرة بينما ميكروب الطاعون بكتيريا. 

و الاعتراض الفرعي على كلام الدجال في العلاج الوقائي و هي مسألة غير مثبتة علميا.  

و قد اعترض البعض على كلامي بأني لست طبيبا لأناقش مثل الإدعاء و أن كلام الميرزا كان مجرد فكرة و ليس وحيا، فلمَ نحاسبه؟ 

و أحب أن أقرر التالي:  

أولا: أنا طبيب و إستشاري مسالك بولية. 

ثانيا : كنت مديرا للحجر الصحي و الطب الوقائي و مرض الجرب و الطاعون تحديدا من أخص اعمالي في هذه الفترة.  

ثالثا: الميرزا في أكثر من مناسبة قال أن ما يكتبه و بخاصة العربي والأوردو مصطبغ بصبغة الوحي وأن الله لا يتركه على خطأ طرفة عين و انه لا ينطق بغير الانطاق و لا يفهم بغير الإفهام و قال الميرزا في اول الفقرة الخاصة بهذا الموضوع: "لقد علمت بوسيلة روحانية" انتهى النقل  فما هي الوسيلة الروحانية إن لم تكن الوحي ؟ فالعلم إما بالتعلم و الاكتساب و لا يكون روحانيا. وإما من الله تعالى. وإما من الشيطان. 

رابعا: قال في آخر النص : "لأن هذه الفكرة نشأت في قلبي بقوة لم استطع ان اقاومها". انتهى النقل 

فما القوة التي تستطيع أن تسيطر على نبي و تجعله لا يستطيع المقاومة فيكتب معلومة طبية فاضحة ؟ ان لم تكن من الله فمن أين ؟ أكيد من شيطانه يلاش العاج كما هو يسمي من يوحي إليه ، فان كان الميرزا يقرر كما في كتاب حقيقة الوحي أن الشيطان قد يوحي بالصدق، و أقول للميرزا وأتباعه: لقد أوحى الشيطان للميرزا بالكذب كمثل بقية وحيه له . 

و اليوم 6/9/2019 اضيف نصا من كلام الميرزا في كتابه حقيقة الوحي لسنة 1905 و المنشور في 1907  الصفحة التاسعة يثبت فيه أن للإنسان قوى عقلية و قوى روحانية، و أن القوى الروحانية تعتمد على صفاء و نقاء القلب، فإذا كان قلب نبي يتلقى معلومة روحانية خاطئة فاضحة فهذا لا يعني إلا أن قلب وروح هذا المدعي للنبوءة متصل بالأوهام و الخرافات و لا علاقة له بالله العلي القدير العليم .  و الله اعلى و اعلم د.ابراهيم بدوي  16-3-2016

أقول: نصيحة لوجه الله تعالى لمن ابتلي بالجدال والرد على ضلالات القاديانية: [لا تجادلوهم وتردوا على ضلالاتهم وتحريفاتهم من الكتاب والسنة فقط رغم أهمية ذلك، بل استعينوا بالله وألقوا أيضا أقوال غلامهم القادياني من خلال كتبه في وجوههم، فإنه يبطل أقوالهم وتحريفاتهم، وستجدونهم بإذن الله يفرون فرار الفأر من الأسد]

((٦)) وقالوا : وحديث آخر رواه الترمذي ووهن إسناده وغربه:

عَنْ  عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ، إِذَا دَخَلَ أَحَدُهُمُ الْخَلَاءَ أَنْ يَقُولَ : بِاسْمِ اللَّهِ ". [سنن الترمذي]

قالوا: ومن الممكن تفسير هذا الحديث باعتبار أن ذكر اسم الله تعالى يسبغ على المرء من الحفاظة الالهية ما يقيه من التأثيرات الخفية على مناطق الضعف البشري عندما يذهب إلى الخلاء بعيدا عن الناس. أما إذا كان المراد بأعين الجن ذلك الكائن الخرافي، فلماذا لا تستحي الجن وتغض من أبصارها، وماذا يهمنا لو رأت الجن عوراتنا، وما العيب في ذلك؟

والجواب:

بعد ربنا اصرف عنا شياطين الجن والإنس، هم لما نقلوا الحديث في كتاب [الجن بين الحقيقة والخرافة ١٢٧] وضعوا كلمة (أمتي) بدلا من (بني آدم)، وربما لئلا يلتفت القارئ للفرق بين هؤلاء وهؤلاء. عذت بربي من كل متكبر وكذاب.

أولا: إشكال القاديانية واضح مع الحديث السابق، فالجن بشر مستترون، وعلية القوم، فما شأنهم والمراحيض؟! لذا نقول كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تخالف معتقد القاديانية في الجن والشياطين.

ثانيا: هناك ما يشهد لما سبق: عَنْ  أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ قَالَ : " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ  الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ  ". [صحيح البخاري]

ثالثا: لقد ورد أن التسمية باسم بالله والاستعاذة بالله يحفظ الله بها العبد عموما:

عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ  وَهُوَ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ قَالَ فِي أَوَّلِ يَوْمِهِ - أَوْ فِي أَوَّلِ لَيْلَتِهِ - : بِاسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ - أَوْ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ ". [مسند الإمام أحمد]

عن خَوْلَةَ بِنْتَ حَكِيمٍ السُّلَمِيَّةَ  تَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا، ثُمَّ قَالَ : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ. لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ ". [صحيح مسلم]

وإن الإنسان يستطيع دفع الإنسان إما بالسيف، أو الابتعاد عنه، أو المهادنة، أو اللين، أو الإحسان إليه…إلخ. أما الجن والشياطين فلا حيلة له إلا باللجوء إلى الله. بسم الله وبالله نعوذ و نتحصن وبه نلوذ ونعتصم ونحتمي و نستعين ونستجير وإليه نلجأ، ربنا لك الحمد والشكر إنه على كل شيء قدير.

رابعا: أما كفر القاديانية وما تسميه الكائن الخرافي، فقد ذكرنا أن الجن والشياطين عند القاديانية شيء غير محدد، وهو شيء مطاطي من علية القوم إلى الكائنات الدقيقة، وفرت من شبحية إلى شبحية، ومعتقدها هو الأولى بالشبحية والخرافية. والجن فيهم المسلم والفاسق، وفيهم الكافر والشياطين، فإن لم يغض الجن بصره، ونحن لا نراه، أعطانا ربنا الحل والعلاج بالتسمية والاستعاذة والحمد لله رب العالمين.

خامسا: أما جوابنا الأخير: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ : إِذَا لَمْ تَسْتَحِي فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ ". [صحيح البخاري]

((٧)) قالوا: بعض الأحاديث خلطوا بينها وبين الجن والشياطين:

" إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ، وَإِذَا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بِيَمِينِهِ ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ، وَيَشْرَبُ بِشِمَالِهِ ". [صحيح مسلم]

" إِنَّ الشَّيْطَانَ يَسْتَحِلُّ الطَّعَامَ أَنْ لَا يُذْكَرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ". [صحيح مسلم]

وقالوا: هذه الروايات من توجيهات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لتأديب المسلم، فيعلمه ذكر الله تعالى وشكره عند الطعام، حتى لا تنسيه شهوة البطن (الشيطان) فضل المنعم عز وجل. 

والجواب:

أولا: أين الخلط بين الجن والشيطان؟! الجن واضح عند المسلمين وكذلك الشيطان، وعدم الوضوح والخلط هو عندكم يا قاديانية؟! ذلك أن أقوالكم تخالف النصوص السابقة وغيرها من نصوص!

ثانيا: أعوذ برب الفلق من شر ما خلق، ونعوذ بالله من الدجل وأهله، الحديث الثاني هم اقتطعوا النص من سياقه، ثم حرفوا المعنى بأن المقصود من الشيطان شهوة البطن، فإن الحديث بتمامه:

عَنْ  حُذَيْفَةَ ، قَالَ : كُنَّا إِذَا حَضَرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامًا لَمْ نَضَعْ أَيْدِيَنَا، حَتَّى يَبْدَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَضَعَ يَدَهُ، وَإِنَّا حَضَرْنَا مَعَهُ مَرَّةً طَعَامًا، فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ كَأَنَّهَا تُدْفَعُ، فَذَهَبَتْ لِتَضَعَ يَدَهَا فِي الطَّعَامِ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهَا، ثُمَّ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ كَأَنَّمَا يُدْفَعُ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ الشَّيْطَانَ يَسْتَحِلُّ الطَّعَامَ أَنْ لَا يُذْكَرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَإِنَّهُ جَاءَ بِهَذِهِ الْجَارِيَةِ لِيَسْتَحِلَّ بِهَا، فَأَخَذْتُ بِيَدِهَا، فَجَاءَ بِهَذَا الْأَعْرَابِيِّ لِيَسْتَحِلَّ بِهِ، فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ يَدَهُ فِي يَدِي مَعَ يَدِهَا". [صحيح مسلم]

وفي [مسند الإمام أحمد] : عَنْ  حُذَيْفَةَ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأُتِيَ بِطَعَامٍ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ كَأَنَّمَا يُطْرَدُ، فَذَهَبَ يَتَنَاوَلُ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، وَجَاءَتْ جَارِيَةٌ كَأَنَّهَا تُطْرَدُ، فَأَهْوَتْ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ الشَّيْطَانَ لَمَّا أَعْيَيْتُمُوهُ جَاءَ بِالْأَعْرَابِيِّ وَالْجَارِيَةِ يَسْتَحِلُّ الطَّعَامَ إِذَا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ، بِاسْمِ اللَّهِ كُلُوا ". 

فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بأيديهم حتى لا يأكل الشيطان وأمر بالتسمية وسمى.

ولقد ورد الأكل والمبيت للشياطين في أحاديث أخرى:

عَنْ  جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، وَعِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ : لَا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلَا عَشَاءَ. وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ : أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ. وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ : أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ ". [صحيح مسلم]

عَنْ  جَابِرٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَسَقَطَتْ لُقْمَتُهُ  فَلْيُمِطْ  مَا أَرَابَهُ مِنْهَا، ثُمَّ لِيَطْعَمْهَا، وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ، وَلَا يَمْسَحْ أَحَدُكُمْ يَدَهُ بِالْمِنْدِيلِ حَتَّى يَلْعَقَ يَدَهُ ؛ فَإِنَّ الرَّجُلَ لَا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ يُبَارَكُ لَهُ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَرْصُدُ ابْنَ آدَمَ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ، حَتَّى عِنْدَ طَعَامِهِ ". [مسند الإمام أحمد]

فلا تعريف القاديانية للجن ينطبق ولا تعريفهم للشياطين ينطبق، فالحل الاقتطاع والتحريف والدجل، نعوذ بالله ممن لا يخافون الله.

((٨)) قالوا: " الْغَضَبَ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ مِنَ النَّارِ، وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ، فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ ". (البخاري)

وقالوا: وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالغضب انفعال ناري يخرج المرء من اتزانه، ويوقعه في الخطأ والشطط، ومن ثم فهو شيطان. وكل فعل شيطاني يوقع الإنسان في التهلكة ويذيقه نار الحسرة والندم. وكما يطفئ الماء النار، فإن ماء الوضوء، والمراد هي فكرة الوضوء نفسها، يعيد للمرء اتزانه وهدوء نفسه إجلالا لمن شرع الوضوء، فيطفئ نار الغضب.

والجواب:

أولا: عندما بحثت عن الحديث لم أجده في صحيح البخاري، ووجدته في مصادر أخرى كمسند أحمد وأبي داود رحمهم الله، للوهلة الأولى قلت في نفسي الخطأ جائز، ثم رأيت من يضعف هذا الحديث، ثم لما دققت في النص، وجدتهم حذفوا كلمة (خُلق) وجعلوا النص (وإن الشيطان من النار) ثم لما نظرت في قولهم، علمت أن كل ما سبق مقصود وليس بخطأ. نعوذ بالله من الكذب على الله جل جلاله ونبيه عليه الصلاة والسلام والخلق والناس. أنظر [الجن بين الحقيقة والخرافة ١٢٩]

ثانيا: الحديث لم يقل: الغضب شيطان كما قالوا في تعليقهم على الحديث، بل قال: الغضب من الشيطان.

ثالثا: الحديث عليهم لا لهم فقد جمع بين الضدين الماديين، النار والماء، وهم يقولون عن الجن ناري الطبع لا أنه مخلوق من نار، ثم جعلوا الماء والوضوء مجرد فكرة الوضوء نفسها، فأخرجوا فكرة النار والماء من الموضوع.

أقول للقارئ المسلم: لا تتعجب القاديانية أكثر أتباعها جهال، ويبدو أنهم اطمأنوا أنه لا أحد يفتش خلفهم، لكن ولله الحمد في الفترة الأخير سخر الله من يفتش في كتبهم ويخرج الدجل والخداع والكذب والتدليس وعدم الأمانة… إلخ والشكر لله رب العالمين. 

((٩)) استدلوا بـ الحديثين التاليين:

"يدَ اللَّهِ معَ الجماعَةِ وإنَّ الشَّيطانَ معَ من يخالف الجماعةَ". (متفق عليه)

" إِنَّ الشَّيْطَانَ ذِئْبُ الْإِنْسَانِ، كَذِئْبِ الْغَنَمِ، يَأْخُذُ الشَّاةَ الْقَاصِيَةَ وَالنَّاحِيَةَ، فَإِيَّاكُمْ وَالشِّعَابَ، وَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ، -وَالْعَامَّةِ-، وَالْمَسْجِدِ ". رواه أحمد

وقالوا: الحديثان يوضحان معنى الشيطان ألا وهو كل ما يبعد الإنسان عن النهج المحمدي والصراط المستقيم مع جماعة المسلمين وخلف إمامهم.

والجواب:

هم يريدون أن يقولوا: عليكم بالجماعة القاديانية وسيروا خلف إمامها أي خليفة الجماعة القاديانية، ولا تخالفوا، فإن المخالف للجماعة القاديانية هو مع الشيطان أو الشيطان معه، القاديانية لا تقبل من الأتباع إلا أن يكونوا مثل قطيع الغنم، والطرد والاتهام والطعن لمن يخالف.

أولا: قالوا عن الحديث الأول: (متفق عليه)، ولا وجود لهذا الحديث لا في صحيح مسلم ولا في صحيح البخاري، إذن هو تعمد الكذب.

ثانيا: أما الحديث الثاني: فجاء في [مسند أحمد] بروايتين:

حَدَّثَنَا  رَوْحٌ ، حَدَّثَنَا  سَعِيدٌ ، عَنْ  قَتَادَةَ ، حَدَّثَنَا  الْعَلَاءُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنْ  مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ الشَّيْطَانَ ذِئْبُ الْإِنْسَانِ، كَذِئْبِ الْغَنَمِ، يَأْخُذُ الشَّاةَ الْقَاصِيَةَ وَالنَّاحِيَةَ، فَإِيَّاكُمْ وَالشِّعَابَ، وَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ، وَالْعَامَّةِ، وَالْمَسْجِدِ ". 

حَدَّثَنَا  عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ، حَدَّثَنَا  عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا  قَتَادَةُ ، عَنِ  الْعَلَاءِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ  رَجُلٍ  حَدَّثَهُ يَثِقُ بِهِ، عَنْ  مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ الشَّيْطَانَ ذِئْبُ الْإِنْسَانِ، كَذِئْبِ الْغَنَمِ، يَأْخُذُ الشَّاةَ الْقَاصِيَةَ، وَالنَّاحِيَةَ، وَإِيَّاكُمْ وَالشِّعَابَ، وَعَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَالْعَامَّةِ ". 

وهناك تعمد للكذب والتدليس، ففي كلتا الروايتين ورد لفظ (العامة) وقد حذفوها من النص، وذلك أن لفظ العامة ينطبق على المسلمين وعامة المسلمين. أنظر: [الجن بين الحقيقة والخرافة ١٢٩].

قلت: الحديث يبين من خلال الذئب والغنم، أنه شيء خارجي، ولو كان داخليا والعياذ بالله لقال مثلا: الشياطين في داخلكم، أو شياطين أنفسكم، شيطان غرائزكم.

بلغة أخرى لأن الفهم صعب عند بعض القاديانيين -وهذه حقيقة هدانا الله وإياهم وإياكم-:

الذئب: هو مخلوق ذو كيان مستقل، وهو ذئب على الغنم، والغنم مخلوق ذو كيان مستقل.

الشيطان: هو مخلوق ذو كيان مستقل، وهو ذئب على الإنسان، والإنسان مخلوق ذو كيان مستقل.

((١٠)) استدلوا قائلين: عن السيدة حمنة بنت جحش أنها اشتكت إلى النبي صلى الله عليه وسلم من استحاضة شديدة فقال: (إنما هي ركضة من ركضات الشيطان) الشيخان. وفي رواية أخرى (.. دم عرق انفجر).

وقالوا: ومن هذا الحديث يتبين أن الشيطان ليس بالضرورة روح الشر التي يزعم البعض أنها تجر الإنسان إلى الفساد، ولكن في هذه الحالة هو عرق شذ عن سائر العروق فهو شيطان، وانفجاره ركضة شيطانية.

والجواب: 

أولا: أما اقتباسها في الرواية الأولى فلم ترد لا في صحيح البخاري ولا مسلم.

ثانيا: الرواية الأولى قصة حمنة بنت جحش وردت في سنن أبي داود والترمذي وغيرهما… أما الرواية الثانية المتعلقة بالعرق فقد وردت عند الشيخين في قصة فاطمة بنت أبي حبيش رضي الله عنهن، وما يهمنا إبطال تفسير القاديانية:

جاء في [عون المعبود شرح سنن أبي داود] : " (إنما هذه ركضة من ركضات الشيطان): الركضة بفتح الراء وسكون الكاف: ضرب الأرض بالرجل حال العدو كما تركض الدابة وتصاب بالرجل، أراد بها الإضرار والأذى، يعني أن الشيطان قد وجد به طريقا إلى التلبيس عليها في أمر دينها وطهرها وصلاتها حتى أنساها ذلك عادتها وصار في التقدير كأنه ركضة نالتها من ركضاته. قاله الخطابي".

وفي [تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي] : "(ركضة من الشيطان) قال الجزري في النهاية: أصل الركض الضرب بالرجل والإصابة بها كما تركض الدابة وتصاب بالرجل أراد الإضرار بها والإيذاء، المعنى: إن الشيطان قد وجد بذلك طريقا إلى التلبيس عليها في أمر دينها وطهرها وصلاتها حتى أنساها ذلك عادتها وصار في التقدير كأنه ركضة بآلة من ركضاته".

قلت: هم في الوقت الذي يطعنون فيه بصحيحي البخاري ومسلم، ولأنهم يضعون في حسبانهم أن هناك قراء مسلمون، يوهمونهم أن هذه الأحاديث في البخاري ومسلم، وكأن أدلتهم قوية قبحهم الله وقبح صنيعهم وخبثهم.

((١١)) واستدلوا:

عَائِشَةَ  زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَتْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا لَيْلًا، قَالَتْ : فَغِرْتُ عَلَيْهِ، فَجَاءَ فَرَأَى مَا أَصْنَعُ، فَقَالَ : " مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ، أَغِرْتِ ؟ " فَقُلْتُ : وَمَا لِي لَا يَغَارُ مِثْلِي عَلَى مِثْلِكَ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَقَدْ جَاءَكِ شَيْطَانُكِ ؟ " قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَمَعِيَ شَيْطَانٌ ؟ قَالَ : " نَعَمْ ". قُلْتُ : وَمَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ ؟ قَالَ : " نَعَمْ ". قُلْتُ : وَمَعَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " نَعَمْ، وَلَكِنْ رَبِّي أَعَانَنِي عَلَيْهِ حَتَّى أَسْلَمَ ". [صحيح مسلم]

وفي رواية أخرى: (ومع كل إنسان قرينه من الجن وقرينه من الملائكة) وفي رواية (فليس يأمرني إلا بخير) مسلم.

طبعا قد قلنا سابقا: هم يتعمدون عدم الدقة في ألفاظ الأحاديث -فنحن نتحدث عن شياطين-، وربما إن نوقشوا كان لهم حجة شياطين إنما الرواية بالمعنى أو مقتطعة، إضافة للتستر على الحق في عرض باطلهم، إضافة إلى أنهم يوحون بصنعهم للقارئ: هذه كتب فيها حق وفيها خرافات وأمور غير معقولة والعياذ بالله من شر ما خلق، مع العلم أنهم لا يصنعون ذلك مع غلامهم إلا أذا أرادوا إخفاء شيء كـ وضعهم نقاط ثلاث… أو تحريف نص للغلام أو حذفه لأنه يبطل باطلهم، أو يحرجهم، وما شابه ذلك.

قالوا بعد أن ذكروا الأحاديث السابقة: 

"وهذا القول النبوي الكريم يشرح معنى الشيطان شرحا جميلا، ويبين فضل الهداية الإلهية في التغلب على الشيطان، بل وتطويعه حتى يسلم فلا يأمر إلا بحق وخير. إن الغيرة النسائية من النزعات الفطرية التي جبل عليها الإنسان رجالا ونساء، وهي نزعة بناءة تحفز المرء إلى المحافظة على كل غال لديه. ولكن إذا استسلم المرء لها حتى خرج عن الجادة، فأساء الظن دون ما مبرر.. كانت الغيرة شيطانا يقود المرء إلى سوء التصرف والرسول صلى الله عليه وسلم يقول إن الاستسلام للميول والغرائز والنرعات دون سيطرة العقل عليها يحولها إلى شيطان مخرب، وإن كل امرئ عرضة لهذا الشيطان ولا يسلم منه وينجو من شروره إلا من استمسك بمنهج الله تعالى واستعان بهديه، والرسول صلى الله عليه وسلم هو الأسوة الحسنة، ولقد اصطبغت ميوله وغرائزه وملكاته جميعا بصبغة الله تعالى، فما يمكن لها أن توجهه إلا إلى خير أو حق. نعم، لقد أسلمت كل طبائعه الله تعالى فلم تعد تتحرك أو تنشط أو تدفعه إلا نحو الهدي الإلهي. لقد كان خلقه القرآن، فلم يعد ما يُولد تأثيرا شيطانيا عند غيره ينفعل إلا التأثيرات الملائكة عنده.. إنه المثل الأعلى للإنسان الرباني.. صلوات الله وسلامه عليه.

أما قوله ( قرينه من الجن..) فيحمل على أن التأثيرات الشيطانية التي تلازم كل إنسان إنما هي مستترة في باطنه. إن الغرائز من فطرة الإنسان التي تفعل فعلها فيه دون أن يتنبه لها عادة وتفعل فعلها من داخله".

والجواب:

للمسلم الحق في القول: إن تحريفهم وباطنيتهم من الشيطان لا شك في ذلك.

أولا: هم يخلطون بين أمراض القلوب والنفوس التي توجد عند البشر: إتباع الشهوات، والطمع، والحسد، الغل، قسوة القلب، انعدام الرحمة، الرياء، حب المال ولو بالحرام، وغيرها والعياذ بالله وعفوه ومعافاته و عافياته… والتي قد يستغلها الشيطان في كيده لإبن آدم، فيجعلون هذه الأمور في باطن الإنسان أو قلبه هي الشيطان، بينما الحقيقة أن شياطين الجن أو الإنس تأتي إبن آدم من أمراض القلوب والنفوس ومواطن ضعفه، وللفائدة حول هذا الموضوع عليك بكتاب [وقاية الإنسان من الجن والشيطان]. 

وهذه الأمراض يشفي الله الهادي منها بأمره وإذنه ومشيئته: بالإعتقاد والإيمان السني الصحيح وترك البدع، -وهو الشافي والمعافي- وبالاستعاذة بالله منها، وسؤال الله -القريب المجيب- ونصوص الحفظ -والله الحافظ الحفيظ-، والدعاء والأذكار خاصة الصباح والمساء، والتسبيح والإستغفار، وتلاوة القرآن وذكر الله عموما، والنوافل عموما، والصدقة القليلة الدائمة، و إتيان الواجبات وترك المحرمات وإعادة الحقوق لأصحابها… بإختصار وبشكل عام قصد الله عز وجل والنية لله والإخلاص وابتغاء وجهه العظيم الكريم، وهو خير من قصد، له المنة والشكر ذو الجلال والكمال، أسأل الله لي ولكم النية الخالصة لله والصدق في ابتغاء وجهه، وبالله نعوذ من الرياء والسمعة والشرك، وأسأل الله لي ولكم الإيمان الإسلامي الصحيح واتباع الكتاب والسنة، والسلامة والنجاة من البدع في الاعتقاد والعبادة، باسم الله أسأل الله لي ولكم شفاء القلوب والنفوس والأبدان، ونعوذ بالله من كل الأمراض والأسقام وكل داء وضر، ونسأل الله السلامة والصحة، إنه هو المعافي والشافي الحفيظ له حمدنا وشكرنا… ثم إعلم أن الله واهب كل شيء: ﴿وَمَا بِكُم مِّن نِّعۡمَةࣲ فَمِنَ ٱللَّهِۖ﴾ [النحل ٥٣] وأيضا: ﴿وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَىِٕن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِیدَنَّكُمۡۖ﴾ [إبراهيم ٧]

قال الله العليم علام الغيوب: 

﴿فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضࣰاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمُۢ بِمَا كَانُوا۟ یَكۡذِبُونَ﴾ [البقرة ١٠]

﴿وَأَمَّا ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ فَزَادَتۡهُمۡ رِجۡسًا إِلَىٰ رِجۡسِهِمۡ وَمَاتُوا۟ وَهُمۡ كَـٰفِرُونَ﴾ [التوبة ١٢٥]

﴿وَإِذۡ یَقُولُ ٱلۡمُنَـٰفِقُونَ وَٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۤ إِلَّا غُرُورࣰا﴾ [الأحزاب ١٢]

ونذكر هنا بعض الأمثلة:

الخوف: ﴿إِنَّمَا ذَ ٰ⁠لِكُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ یُخَوِّفُ أَوۡلِیَاۤءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ﴾ [آل عمران ١٧٥]

الرياء: ﴿وَٱلَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمۡوَ ٰ⁠لَهُمۡ رِئَاۤءَ ٱلنَّاسِ وَلَا یُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَا بِٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِۗ وَمَن یَكُنِ ٱلشَّیۡطَـٰنُ لَهُۥ قَرِینࣰا فَسَاۤءَ قَرِینࣰا﴾ [النساء ٣٨]

الكبر: ﴿قَالَ فَٱهۡبِطۡ مِنۡهَا فَمَا یَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِیهَا فَٱخۡرُجۡ إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّـٰغِرِینَ﴾ [الأعراف ١٣]

باسم الله وبالله ونعوذ من أمراض القلوب والنفوس. وباسم الله ونعوذ بالله من أمراض البشر. وباسم الله وبالله نعوذ من جميع الأمراض البشرية. اللهم آمين والحمد والشكر لله رب العالمين.

ثانيا: إن الأحاديث تقول مع كل إنسان شيطان، أما تفسير القاديانية فهو يعني: في داخله شيطان كالغيرة والجوع والشهوة.

ثالثا: هم استدلوا:  (ومع كل إنسان قرينه من الجن وقرينه من الملائكة) وفسروا الجن بشكل باطني بينما الملائكة عليها السلام جعلوها على حقيقتها، وهذا حال أصحاب الأهواء.

رابعا: تفسير المسلمين معروف، مع كل إنسان قرينه من الجن وقرينه من الملائكة وأن شيطان النبي أسلم فلا يأمره إلا بخير، وهذا ما قاله غلام القاديانية ونبيها المزعوم:

«إن تعليم الإسلام يثبت أن الشياطين أيضا يؤمنون، فقد قال سيدنا ومولانا النبي صلى الله عليه وسلم بأن شيطانه قد أسلم. باختصار، إن مع كل إنسان شيطانا، وإن شيطان الإنسان المطهر والمقرب يسلم» [المقارنة بين الأديان ١٤]

«ونقل حديث آخر عن عثمان عفان يتلخص في أن عشرين ملاكا يلازمون الإنسان لأداء مهمات مختلفة، وأن إبليس يترصد للإضرار في النهار ويترصد أبناؤه للغرض نفسه ليلا. وقد أورد الإمام أحمد رحمة الله عليه الحديث الثاني: "حدثنا أسود بن عامر حدثنا سفيان حدثني منصور عن سالم بن أبي الجعد عن أبيه عن ابن مسعود: قال رسُول الله صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة. قالوا وإياك يا رسول الله؟ قال وإياي لكن والله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير". انفرد بإخراجه مسلم. فمن هذا الحديث يتبين بكل وضوح أنه كما وكل بالإنسان الداعي إلى الشر الذي يرافقه دائما، كذلك قد وكل الداعي إلى الخير أيضا بكل بشر لا يهجره في حال من الأحوال، بل هو قرينه ورفيقه دائما. ولو وكل الله تعالى بالإنسان داعيا إلى الشر فقط دون توكيل الداعي إلى الخير لوصم ذلك عدل الله ورحمه بأنه عز وجل وكل الشيطان قرينًا ورفيقا دائما لفتنة الإنسان الضعيف الذي ترافقه النفس الأمارة سلفا بحيث يجري منه مجرى الدم ويدخل في قلبه ليترك فيه نجاسة الظلمة ويثير الشر ويخلق الوساوس، ولم يوكل به أي رفيق لدعوته إلى الحسنة حتى يدخل هو الآخر قلبه ويجري في الدم لكي تتساوى كلتا الكفتين. ولكن لما ثبت من آيات القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة أنه كما وكل الله تعالى الشيطان قرينا دائما ليدعو إلى الشر كذلك وكل ذلك الرحيم والكريم من ناحية ثانية روح القدس بالإنسان قرينا للأبد لدعوته إلى الحسنات».  [مرآة كمالات الإسلام ٧٢]

((١٢)) استدلوا: (إذا كان جنح الليل وأمسيتم فكفوا صبيانكم.. فإن الشيطان ينتشر حينئذ فأغلقوا الأبواب، واذكروا اسم الله تعالى، وخمروا آنيتكم، واذكروا اسم الله عز وجل، وأطفئوا مصابيحكم..).

ثم قالوا مغلفين تفسيرهم الباطل بكلام من الجمال والرقي يزينون كـ تزيين الشياطين: 

باقة من الآداب المحمدية.. ترتقي بالإنسان وتجعل منه كائنا نظيفا معافى سالما من الأخطار. إنها آخر ما عرفته الحضارة من قواعد الصحة العامة والخاصة والتربية والأمن. الرسول يريد من المسلم أن ينام نظيفا مغتسلا من أثر الطعام حتى يبيت ويصبح سالما. إن الطعام في الفم واليد تفسد رائحة الفم وتضر بالإنسان واللثة، وتجذب الحشرات والهوام الضارة. ولقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم كل تلك الحشرات والجراثيم شيطانا. ثم إن الليل مسرح الهوام والوحوش والمجرمين.. إنه مسرح الشيطان. فكف الصبية وحجزهم داخل البيوت يحميهم من كل تلك الشياطين. يحميهم من لدغات الحشرات، ويحميهم من عدوان الأشرار، ويحميهم مما تسول لهم به أنفسهم تحت ستار الظلام. وغلق الأبواب يرد العيون المتلصصة، ويكف أذى من يهم بالاذى. وتغطية الآنية يحمي ما فيها من التلوث ووصول الهوام اليها. وذكر اسم الله تعالى دعاء لصفتي (الحفيظ والقيوم) فتكمل للمسلم كل أسباب الوقاية بفضل الله تعالى بعد الأخذ بالأسباب وسد الذرائع.

والجواب:

أولا: في كلامهم السابق وكأنهم يقدمون الإسلام الحق لليهود والنصارى الذين هم أصلا يؤمنون بالجن الشبحي في اصطلاح القاديانية، والحمد لله هم يدخلون في الإسلام ولا يدخلون في القاديانية التي خرجت منه.

ثانيا: هم في تفسيرهم الحديث السابق، جمعوا بين الجن: بمعنى الجراثيم، والجن: بمعنى الإنسان المستتر، والجن: بمعنى شياطين الجن، والحديث قالوا فيه كلاما طويلا مزينا ولم يذكروا حتى مصدره وليس فيه شيء مما يقولون ونصه:

عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا كَانَ  جُنْحُ اللَّيْلِ ، أَوْ أَمْسَيْتُمْ، فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ ؛ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ، وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا ". [صحيح البخاري]

ثم هم حذفوا:  (فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا) وهو لا يوافق ما قالوا، فإن الجن: بمعنى البشر المستترة، وشياطين الجن من البشر، تستطيع فتح الباب المغلق.

فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي الأعلى العظيم. ولا إله إلا الله محمد رسول الله.

واكتفي بهذا القدر، فهراء القاديانية كثير، وما ذكرنا فيما تقدم يبين للقارئ أقوال القاديانية الباطلة ودجلها و كذبها وتدليسها وتحريفها و بطانيتها وسخافتها.

✹✹✹✹✹✹