انشقاق القمر عند ميرزا غلام أحمد
انشقاق القمر عند ميرزا غلام أحمد
مسكين الأحمدي؛ فهو يفتخر على الناس بتفسيراته التي يقول المؤسس بما يخالفها. الأحمدي يحتقر تفسيرات الناس، ثم يفاجأ أنه يحتقر تفسير "الحكم العدل".
فيما يلي مثال عن انشقاق القمر الذي ملأ الأحمديون الدنيا سخريةً من القول بأنه حدث مادي.
يقول ميرزا صاحب: فما دام معروفا ومسلَّما به في معجزة انشقاق القمر أن جزءا من القمر ظل على حالته المعهودة وانشق عنه الآخر وذلك أيضًا لدقيقة أو نصفها، أو أقل من ذلك، فأي استبعاد عقلي في ذلك؟ وحتى لو كان هناك استبعاد عقلي على سبيل الافتراض لقلنا: متى كان في وسع العقل الإنساني الناقص أن يتوصل إلى كنه كل عمل رباني. (كحل عيون الآريا 1886)
ويقول ميرزا صاحب: إن الله الحكيم كان قد أودع القمرَ منذ الأزل ميزة خفية هي أنه سينشق في ساعة محددة..... فما أروع الإشارة الحكيمة والفلسفية الذي سجلها الله سبحانه في الآية الكريمة المذكورة آنفا أي أن الساعة المحددة المقدرة لانشقاق القمر قد اقتربت، فانشق القمر كما يقول سبحانه وتعالى في الآية التالية: (كَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ)، أي قد حمل الكفار انشقاقَ القمر محملَ السحر وكذَّبوا، لكنه ليس من السحر في شيء بل هو من الأمور الإلهية، أي القوانين الطبيعية التي تستقر في ساعاتها المحددة.... باختصار إن هذه الشبهات الناجمة عن الإلحاد تنشأ في قلوب الذين يزعمون أن الله تعالى ضعيف وعاجز ومحدود القوة مثلهم. (كحل عيون الآريا)
ويقول ميرزا صاحب: إن البحوث العلمية المعاصرة تشهد على أن انشقاق القمر لم يحدث مرة واحدة فقط بل إن الاتصال والانشقاق جاريان في الشمس والقمر باستمرار. لأن العلوم المعاصرة تبدي رأيها المحكم أن الشمس والقمر عامرتان بالحيوانات والنباتات وغيرهما مثل الأرض. وهذا الأمر يُثبت الانشقاق والاتصال للقمر، لأن من الواضح جدًّا أن الحيوانات والنباتات وغيرها تتخذ جسمها من مادة الكوكب نفسه الذي تكون عليه، وليس صحيحا أن تلك المادة تنقل إليها بالعجلات والمرْكبات من كوكب أخرى. الآن حين لم نجد بدًّا من الإقرار بأنه قدر ما يوجد في القمر من حيوانات التي تسير بإرادتها وهي تتولد بانتظام، فإن مادة جسمها نفس التي كانت تتصل بجَرم القمر. فهذا يستلزم الإقرار بأن جرم القمر يلزمه الانشقاق دومًا. ثم بموت هذه الحيوانات يلزم الاتصال أيضًا. فالواضح من هذا التحقيق أن الانشقاق والاتصال موجودان في القمر كل حين وآن بل في الشمس أيضًا. وإن مثالا عظيما لهذا الانشقاق والاتصال يكمن في حادثة انشقاق القمر المذكور في القرآن الكريم. فما دام العلماء يُقرون بأنفسهم بنموذج أصغر فما الذي يدفعهم إلى إنكار العظيم؟ فالأمر الحقيقي ثابت بحسب طريق العلماء أيضًا أن الانشقاق والاتصال يحدثان بانتظام في جرمَي الشمس والقمر؛ فبناء على ذلك قد سُلِّم بكون هاتين الكرتين عامرتين بالحيوانات.. (كحل عيون الآريا 1886)
ويقول ميرزا صاحب: حيثما نظرت تجد معجزات لا تعد ولا تحصى، وستجد له معجزات من الأقسام الثلاثة المذكورة آنفا، إذ كانت تجمع هذه الأنواع الثلاثة من خوارق ظاهرة مادية، مثل شق القمر وغيره. (ملفوظات 1 نقلا عن تقرير جلسة 1897)
يقول ميرزا صاحب: لو وقعت معجزة شق القمر اليوم لسارع علماء الهيئة والطبيعة والمولعون بهذه العلوم إلى النيل من عظمة هذه المعجزة باعتبارها من قبيل الكسوف والخسوف، أما معجزة شق القمر الماضية فهي مجرد قصة عندهم.. (ملفوظات 1 نقلا عن تقرير جلسة 1897)
ويقول ميرزا صاحب: ومن الفروق العظيمة بين التوراة والقرآن أنه يحتوي على الخوارق المادية والروحانية كلتيهما. إن معجزة شق القمر هو من قبيل المعجزات المادية. يطعن بعض الجاهلين في معجزة شق القمر متذرعين بالنواميس الطبيعية، ولكنهم لا يدرون أن قدرات الله ونواميسه أسمى من الإحاطة والتقدير. (ملفوظات 1 نقلا عن تقرير جلسة 1897)
بعد ذلك ذكر ميرزا غلام أحمد تفسيرا آخر من دون أن يعلن تراجعه عن قوله السابق، بل ظلّ يقول به أيضا. والمعنى الآخر هو الخسوف:
يقول ميرزا صاحب: شاهد الكفار حينها معجزة شق القمر التي كانت نوعا من الخسوف. (نزول المسيح 1902)
ويقول ميرزا صاحب: انشقاق القمر كان معجزة عظيمة للنبي صلى الله عليه وسلم وإن انشقاقه كان نوعا من الخسوف وقد حدث بإشارة من النبي صلى الله عليه وسلم. لقد أرى الله تعالى في هذا العصر أيضا آية الكسوف والخسوف. (ملفوظات نقلا عن الحكم، مجلد7، رقم20، صفحة 1-3، عدد 21/5/1902م.)
ويقول ميرزا صاحب: يقول بعض العلماء بأن معجزة شق القمر أيضا كانت نوعًا من الخسوف. (البراهين الخامس 1905)
يقول ميرزا صاحب: يتبين أن أمرا ما، كان قد ظهر حتما وسمّي "شق القمر". وقال البعض بأنه كان خسوفا من نوع عجيب أنبأ به القرآن الكريم قبل الأوان، وإن هذه الآيات جاءت نبوءة. ففي هذه الحالة ستُؤخَد كلمة "الشق" كاستعارة بحتة، لأن الجزء المستور في الخسوف والكسوف ينشق وينفصل، وهذه استعارة. (ينبوع المعرفة، ديسمبر 1907)
بعد أن ذكر أن الانشقاق خسوف عاد للقول بأنه حقيقة في نفس الكتاب، حيث يقول: "كذلك معجزة شق القمر العظيمة التي تُري يد قدرة الله أيضا مذكورة في القرآن الكريم بأن القمر انشق شقَّين بإشارة إصبع النبي صلى الله عليه وسلم وشاهد الكفار هذه المعجزة. والقول مقابل ذلك بأن حدوث ذلك يتعارض مع علم الأفلاك كلام لغو تماما لأن القرآن الكريم يقول: { اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ }... أي رأى الكفار هذه المعجزة وقالوا بأنه سحر قوي التأثير وقد بلغ تأثيره إلى السماء. تبين من هنا بوضوح أن هذا ليس مجرد ادّعاء، بل بالقرآن الكريم يُشهد عليها الكفارَ الذين كانوا أعداء ألدّاء وماتوا على الكفر. من الواضح أنه لو لم يحدث شق القمر فكيف كان للمعارضين في مكة الذين كانوا عطاشى للدماء أن يجلسوا صامتين واجمين؟ بل كانوا سيثيرون ضجة دون أدنى شك، ولقالوا بأنها تهمة علينا؛ إذ لم نر القمر ينشق شِقّين. ولا يجيز العقل أن يرى هؤلاء الناس تلك المعجزة كذبا وافتراء محضا ثم يلزموا الصمت والوجوم كليا، ولا سيما حين أشهدهم النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك الحادث، فقد كان من واجبهم أن يفندوه بدلا من أن يختموا على صحته بسكوتهم. فيتبين يقينا أن هذا الحادث وقع حتما. والقول مقابله أنه لا ينسجم مع قواعد علم الأفلاك أعذار واهية فقط. والحق أن المعجزات تكون خارقة للعادة دائما وإلا إذا كانت أمرا عاديا أنّى لها أن تسمَّى معجزة؟ وإضافة إلى ذلك من ذا الذي أحاط بجميع قواعد الأفلاك علما؟ بل هناك غرائب سماوية تظهر للعيان في كل يوم جديد لا تُدرك أسرارها وتظهر بصورة خارقة للعادة لدرجةٍ تترك العقل حيران مشدوها في أمرها. (ينبوع المعرفة، ديسمبر 1907)
الخلاصة أن الميرزا غلام أحمد يقول بالانشقاق المادي للقمر.
#هاني_طاهر 8 أكتوبر2016