الواقع يكذّب دعوى الميرزا مِن جذورها.. زمن خروج الدجال

الواقع يكذّب دعوى الميرزا مِن جذورها.. زمن خروج الدجال

الواقع يكذّب دعوى الميرزا مِن جذورها.. زمن خروج الدجال

لو فرضنا أنّ الميرزا صادق، وأنّ أخلاقه سامية، ولو فرضنا أنّ النبوة مستمرة، فإننا نجزم ببطلان دعواه، لأنه ربَطَها بعلامات لم تتحقّق إلا زورا. وخصوصا زمن خروج الدجال وأعماله.

فما دام المسيح سينزل لقتل الدجال، وما دام الميرزا يحدّد هذا الدجال، ويحدد وقت خروجه، وما دام الواقع يكذّب تحديده، فقد سقطت دعواه من جذورها.

يقول الميرزا:

"أخذ الله ميثاق المسلمين في هذه السورة [الفاتحة]، وما حذّرهم إلا مِن اليهود والنصارى إلى يوم القيامة. فأين ذكر الدجّال؟... ويعلم الراسخون في العلم أن اسم الدجّال ما جاء في الفرقان، والقرآن مملوٌّ مِن ذكر فتنة أهل الصلبان، وهي الفتنة العظيمة عند الله وكاد أن يتفطرنَ منها السماوات... فتولّدَ هذا الجنين بعد تسع مِئِين.. أعني بعد القرون الثلاثة". (الهدى والتبصرة، ص 75)

أي أنّ الدجال هم المسيحيون. وقد وُلد هذا الدجال في عام 1300 هـ الموافق 1883م. وكان قبل ذلك جنينا في بطن أمه.

هل كان هذا الجنين يكتب شيئا ضد الإسلام؟

يجيب على ذلك الميرزا بقوله:

"وقد مضى عليه 900 كتسعة أشهر وهو في الرحم كالجنين، وما سُمع منه ركزٌ ولا فحيحٌ ولا صوتٌ كالطنين، ولا أثر من الردّ على الإسلام والتأليف والتدوين. فتلك التسع هي أيام حمل الدجّال". (الهدى والتبصرة، ص 76)

أي أنّ المسيحيين لم ينبسوا ببنت شفة ضد الإسلام، ولم يؤلفوا أي كتاب قبل 1300هـ الموافق عام 1883.. أما بعد ذلك العام فقد بدأوا يهاجمون الإسلام!!!

ويتابع قائلا:

"ثم تولّدَ الدجّال على رأس المائة العاشرة، أعني على رأس المائة التي هي عاشرة بعد القرون الثلاثة، وكان قبل ذلك كجنين في البطن ما تفوّهَ قطّ بكلمة، وما ردَّ على الملّة الإسلامية بلفظ ولا بفقرة، ثم خرج وصار كسيل يأتي من ماء الجبال، ويتوجّه إلى الغور والوهاد والدِحال، وصار قويًّا بَبًّا، وهيّج فتنًا لا توجد مثلها من آدم إلى آخر الأيام، وقلّب كل التقليب أمورَ الإسلام. (الهدى والتبصرة، ص 76)

لاحظوا قوله أنّ المسيحيين لم يتفوّهوا بكلمة قطّ قبل عام 1883!!!

الحقيقةُ أنّ الغرب المسيحي ملأ الدنيا بمهاجمة الإسلام عسكريا وثقافيا وفكريا خلال القرون كلها، "ففي أثناء فترة النفوذ الإسلامي في إسبانيا بدأت الكنيسة هناك بكتابات تصوّر الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه مسكون بالشيطان، وأنه ضد المسيح. وانتشرت هذه الأفكار في عموم أوروبا، وكان لها دور كبير في اتحاد صفوف القوات الأوروبية أثناء الحملات الصليبية. ومن أبرز من كتبَ كتابات مسيئة إلى شخص الرسول في هذه الفترة هو مارتن لوثر 1483-1564". (ويكيبيديا)

بل قبل ذلك بكثير كتب يوحنا الدمشقي في القرن الثامن الكثير ضد الإسلام، "وتعتبر أعماله هي الأساس الذي اعتمد عليه اللاهوتيون الغرب في انتقاد الإسلام". (ويكيبيديا)

والحقيقةُ أنّ حماس الغرب ضد الإسلام فتَر في زمن الميرزا، وقبيل زمنه، لأنّ حماسهم للمسيحية قد بدأ يفتر، حيث إنّ القول ببطلانها أخذ ينتشر بين الناس، لما في الكتاب المقدّس من تعارض مع العقل والعلم والأخلاق.

فثبت من ذلك كله أنّ هذا الدجال الذي يتحدث عنه الميرزا لم يولد في زمنه.. بل كان مولودا في بداية الإسلام، وظلّ نشيطا، وإنْ بدأ يضعف قبيل زمن الميرزا من باب التحقق العكسي لتفسيراته.

وبهذا سقط مبرر بعثة الميرزا، وبات البحث عن تفسير آخر للدجال هو واجب الأحمدي. فإذا كان الميرزا صادقا، وإذا كان لا بدّ أن يقتل الدجال، فلا بدّ من البحث عن شيء لم يكن له أي أثر قبل الميرزا، ولم يظهر إلا في زمن الميرزا، ثم قتَلَه الميرزا!! ودون ذلك خرط القتاد.

[#هاني_طاهر](https://www.facebook.com/hashtag/%D9%87%D8%A7%D9%86%D9%8A_%D8%B7%D8%A7%D9%87%D8%B1?__eep__=6&__cft__[0]=AZW8IOa5i0LRyUbEN1WForpPosXjKPJjFJG0RAXZuKyGLa4dqXEVJ3KxTPXj9jnl-LQRefPSynnjREKf6CfhFtyvH388yMoiMVppe2BnGWknNRYwCdU5C8J1EIq4Cp5Vi2qgLjoekYcjkR0vE1JmO-Dj&__tn__=*NK-R) 5 يناير 2019