النصرُ في عشرين عاما والترقيعُ والعكسيةُ المزدوجة

النصرُ في عشرين عاما والترقيعُ والعكسيةُ المزدوجة

النصرُ في عشرين عاما والترقيعُ والعكسيةُ المزدوجة

في 4 يناير 1904 فبرك الميرزا الوحي التالي:

"إني سأنصُرك. النصر والفتح والظفر خلال عشرين عامًا". (التذكرة، ص 527)

وحيث إنه لم يحدث أيّ نصر حتى 4 يناير عام 1924 فقد كتب المرقِّع سيد عبد الحي:

"هذا الوحي يشير إلى عام 1924 الذي شُيّد فيه مسجد "الفضل" بلندن. والحق أن الفتوحات العالمية العظيمة التي بدأت الآن هي وثيقة الصلة بهذا المسجد، ومنه بدأ "طلوع الشمس من مغربها"، وبدأت سلسلة الفتح والظفر العالمية الحالية". (التذكرة، ص 527 الحاشية)

قلتُ:

1: الميرزا يتحدث عن النصر على يده في حياته، فبعد شهر وفي 8 فبراير 1904 قال الميرزا أنه أشرفَ على الموت من شدة السعال، ولم يبق أمل في الحياة، فتلقى الوحي التالي:

"إذا جاء نصرُ الله والفتحُ ورأيت الناسَ يدخُلون في دين الله أفواجًا." (التذكرة، ص 530)

ثم قال في شرحه:

"فُهِّمتُ معناه أن ظنّك باقتراب موتك ظن باطل، إنما تموت حين يأتي الفتح والنصر ويدخل الناس في هذه الجماعة فوجًا بعد فوج. (التذكرة، ص 530، نقلا عن "الحكم"، 17/2/1904، ص 6)، فالنصر لا بدّ أن يحدث قبل أن يموت.. فلا داعي أن يخاف من السعال ولا من غيره، فما دام النصر لم يتحقّق فموته مستحيل، ولن يؤثر فيه سعال ولا طاعون ولا كوليرا ولا سرطان.

2: وُضِعَ حجر أساس مسجد "الفضل" في 19 أكتوبر 1924... واكتمل بناؤه في عام 1926. (مجلة التقوى، عدد اليوبيل)، أي أنّ أساسه وُضع بعد عشرة أشهر من انتهاء الفترة التي سيتمّ فيها النصر، وهي 20 سنة. أما بناؤه فقد اكتمل بعد أكثر من سنتين من نهاية هذه الفترة؛ أما وحي الميرزا فيقول: خلال عشرين عاما، وليس بعد مُضِيِّ عشرين عاما.

3: مسجد الفضل بلندن شاهد على هزائم مريرة للأحمدية، وهو الذي سيفتك بها، بل إنّ وجه الانتصار الذي سماه سيد عبد الحي بالفتوحات العالمية العظيمة هو الكارثة الأحمدية العظمى، ذلك أنه يقصد بذلك البيعات المليونية الكاذبة، وهي التي –في الحقيقة- ستظلّ وصمة عار في جبين الأحمدية أبد الدهر، وهي التي تسبّبت في كآبة لخليفتهم الرابع حتى مات مكتئبا، وهي التي أدخَلَت الأحمدية في موسوعة غينيس في باب الكذب.

4: الوجه الثاني للتحقق العكسي لمسجد الفضل هو أنّ عددا مِن ألمع العرب اكتشفوا كذبَ الميرزا وجماعتِه في هذا المسجد، وهم: حسن عودة مدير المكتب العربي، وعكرمة نجمي المسؤول الأول عن أمور هامة عديدة، والمهندسة مها دبوس مديرة الفضائية الأحمدية. وكان لنجاتهم أثر طيّب على الباكستانيين المخدوعين. فهذان مظهران من التحقق العكسي حسب تفسير عبد الحي.

5: أما العكسية حسب تفسير الميرزا، فهي موت مدير جريدة بدر بالطاعون بعد سنة وشهرين. حيث إنّ موته تحقُّق عكسي واضح لنبوءة: "إني أحافظ كل من في الدار"، ثم موت عبد الكريم رغم كثرة الأدعية بشفائه، ثم موت حفيد الميرزا الوحيد، ثم موت ابنه الموعود، وكلاهما يمكن أن يكونا قد ماتا بالطاعون، ثم موت الميرزا نفسه بالكوليرا بعد أن تنبأ بموت ثناء الله بها وبعد أن تنبأ بحتمية موت عبد الحكيم قبله. فبهذا تحققت الهزيمة خلال أول 4 سنوات من العشرين عاما. فاعتبروا يا أولي الأبصار، فمَن احتال على البسطاء وسلَبَ أموالهم، فلا بدّ أن يَسْوَدَّ وجهُه.

#هاني_طاهر 6 فبراير 2019