النسخ في القرآن ردود على القاديانية

النسخ في القرآن ردود على القاديانية

النسخ في القرآن ردود على القاديانية

الكاتب:أبوعبيدة العجاوي

الحمد لله ذو الفضل والمن والكرم والجود والعطاء، العليم الحكيم العظيم الكريم الرحيم الحليم، الملك ملكه والأمر أمره والسلطان سلطانه والخلق خلقه، رب جبريل وميكائيل والملائكة عليهم السلام والخلق أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله الكبير رب العرش الكبير، وأشهد أن محمدا رسول الله المبعوث من الله جل في علاه للناس أجمعين، عليه وعلى أنبياء الله والآل والأصحاب الصلاة والسلام، وبعد: 

فهذه الصفحات عبارة عن مقال طويل، في موضوع النسخ في القرآن وإنكار القاديانية له، وهذه الصفحات ليست مخصصة إلا لعوام القاديانية والقاديانيين، أو من قد يتأثر بشيء من شبهاتهم وأباطيلهم وضلالهم، ولإخواني المسلمين في الرد على القاديانية، والهدف منها البحث باختصار في موضوع النسخ في سياق بيان الحق والصواب، والرد على الفرقة الأحمدية القاديانية أدلتها وشبهاتها. 

لقد جمع القرآن في زمن أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما وأشرف على هذه المهمة الصحابي زيد بن ثابت رضي الله عنه، وموضوع النسخ في القرآن مسألة علمية نظرية لا تؤثر على عقيدة المسلم كما تصور القاديانية، فالمسلمون مجمعون على أن كتاب الله العظيم المبدوء بسورة الفاتحة المختوم بسورة الناس هو كلام الله المنزل على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم.

أما آية الرجم المنسوخ تلاوتها مع بقاء حكمها فإن حد الرجم ثابت في حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام، وثابت في عمله عليه الصلاة والسلام، وكذلك ثابت في عمل الصحابة رضي الله عنهم، ولا يرد حد الرجم مع ثبوته إلا من يرد النص الثابت لهوى في نفسه أو ما الله به عليم.

ومع أن العلماء اختلفوا في عدد الآيات المنسوخة، إلا أن ذلك لا يؤثر، فالمسلمون مجمعون على أن هذا المصحف الذي بين أيدينا من أوله إلى آخره هو كلام الله، والمسألة مسألة دليل، وفيها أخذ ورد وجدل، والبشر تصيب وتخطئ، ومن قال بنسخ آية بلا دليل فقوله مردود.

فإذا كان الأمر كما سبق فإن اتخاذ القاديانية موضوع النسخ في القرآن هو مجرد مسألة للدعوة إلى بدعها و ضلالها و كفرياتها، والمزايدة على أمة الإسلام بظهورها بمظهر المدافع عن القرآن والتنزيه له من الزيادة والنقصان.

فهذا المسلم البسيط الذي لم يتلق علما شرعيا والذي يحب الله ويعظمه والذي يحب كتاب الله ويعظمه ومؤمن بكتاب الله كله تأتي له القاديانية لتقول: إنهم يقولون أن هناك نسخ في القرآن. إنه قول عظيم، وما شابه ذلك، فيشتبه الأمر عليه، وهو ربما لم يسمع بالنسخ أصلا. 

فالمسلمون عندما قالوا بالنسخ قالوا بناء على دليل، والقاديانية قالت بنفيه بناء على هوى ودنيا، ورد الأدلة الثابتة من الكتاب والسنة، ومن يعرف القاديانية يعرف أنها فرقة هوى ودنيا وتغير وتبدل في الأقوال والمعتقدات، فهي تقول بشيء ثم ترجع عنه، وتخالف حتى نبيها غلام أحمد القادياني، بل تجد أنها تستدل بنصوص تبطل أقوالها ومعتقداتها، لكنها تعلم أن المسلم العادي، ليس لديه علم كبير في نصوص الكتاب والسنة، وليس لديه اطلاع على كتب القاديانية، فتحاول تمرير باطلها عليه، ونعوذ بالله من شياطين الإنس والجن. 

أسأل الله أن يرينا الحق حقا وأن يرزقنا إتباعه.

وأسأل الله أن يرينا الباطل باطلا  وأن يرزقنا اجتنابه.

ونسأل الله تبارك وتعالى أتباع كتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام.

آمين آمين والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين.

نبي القاديانية غلام أحمد القادياني كان مقرا بالنسخ في القرآن:

" (1) من اعتراضاتهم أن إله المسلمين متقلب كثيرا إذ يأمر تارة بشيء ويأمر بشيء آخر تارة أخرى. الجواب: هداكم الله ، لم يرد في القرآن الكريم قط أن الله متقلب بل ورد فيه أن الإنسان متغير، لذا يحدث الله تغييرات من أجله وبما يناسبه، عندما يكون الجنين في البطن يتغذى على الدم، وعندما يولد يرضع الحليب فقط إلى مدة معينة ثم يأكل الغلال بعد ذلك. فيخلق الله له أسبابا من ثلاثة أنواع بحسب الضرورة، حين يكون الجنين في البطن يأمر الله ملائكة البطن، وهي الذرات الداخلية أن تصنع من الدم طعاما للجنين. ثم عندما يولد ينسخ ذلك الأمر ويأمر ملائكة الثدي التي هي ذراته لتخلق له الحليب. ثم حين يكتمل نموه بالحليب ينسخ عز وجل هذا الأمر أيضا ويأمر ملائكة الأرض التي هي ذراتها لتخلق له الغلال والماء إلى آخر الأمد. فنعترف أن هذا النوع من التغيرات ملحوظ في أحكام الله تعالى سواء أكانت بواسطة النواميس الطبيعية أو من خلال الشريعة ولكن هل من تغير حدث في الله نتيجة هذه التغيرات؟ الحياء، الحياء، الحياء !!! ".نسيم الدعوة ١٦٨

" ثم قدم المحاضر علامة أخرى للكتاب الموحى به، وهي ألا يكون فيه تعديل أو نسخ وألا تكون هناك حاجة إليهما. ماذا أقول وماذا أكتب في الرد على ذلك؟! إن هذا الشخص يعرض الفيدا للفضيحة بغير حق، إذ لا يعلم إلى الآن أن طبيعة الإنسان عرضة للتغير والتبدل دائما فلا يمكن أن يُعد الكتاب من الله ما لم يهتم بهذه التغيرات الذي يدعى كونه طبيبا ثم يعطى الرضيع دواء بالقوة نفسها التي يجب إعطاؤه شابا فهو غبي وليس بطبيب. كما يضطر الطبيب إلى إنقاص الدواء أو الزيادة فيه نظرا إلى مقتضى الطقس مثلا أو يضطر إلى ترك دواء واختيار دواء آخر يتبع القانون نفسه في الطب الروحاني، أي في شريعة الله أيضا أي عندما يزور المريض الطبيب للعلاج في شريعة الله، وكان الطبيب حاذقا، فلا يعطيه الدواء بالقوة نفسها في جميع مراحل المرض بل يصف في المرحلة الابتدائية دواء، وعندما يتفاقم المرض أكثر من المرحلة الابتدائية ويستشري أكثر، يغير الوصفة بحسبها. وعندما يبلغ المرض منتهى درجة التفاقم أي يبلغ هياجه الذروة يصف الطبيب الحاذق وصفة تنسجم مع شدة المرض نفسها. ثم عندما تأتي مرحلة انحطاط المرض أي يبدأ بالزوال يقلل الطبيب من قوة وصفته وعندما لا تبقى في اليد حيلة سوى العملية الجراحية في حال مرض معين ويكون هناك خطر الموت يكون من واجب الطبيب الحاذق أن يستعد للعملية فورا دون الاهتمام بتألم المريض في بعض الأحيان يضطر الجراح إلى شق بطن المريض أو نزع عظم من عظام الفك أو الرأس إنقاذا لحياته، فلا يُحسب الطبيب ظالما في كل هذه الإجراءات لأنه لا يعزم من خلالها على القتل وإنما ينوي إنقاذ الحياة.

فعلى هذا المنوال لو تعمقتم في الموضوع أكثر لوجدتم أن حياة الإنسان مليئة بالتغيرات من كل جانب، وكما أن الإنسان معرض للتغيرات الجسدية كذلك لا مندوحة له من التغيرات الروحانية أيضا، ترى في بلدنا أننا نضطر إلى بعض التغييرات في لباسنا مع بداية تشرين الأول ثم تترك في كانون الأول كليا لباسا خفيفا كنا نلبسه من قبل، وتلبس بدلا منه لباسا سميكا من الصوف أو غيره بما يكفي المقاومة البرد. وعندما يحل شهر نيسان تيدا بارتداء لباس تحقیق مرة أخرى، وفي شهر حزيران وتموز تحتاج إلى المراوح والماء البارد كثيرا. 

فليكن معلوما أن التغييرات نفسها حادثة في الحياة الروحانية أيضا ". ينبوع المعرفة ورسالة الصلح ٢٠٠

لاحظوا فيما سبق:

١- أن القادياني كان يرد على المعترض بما في الإسلام من نسخ لبعض أحكامه.

٢- أن القادياني استدل على جواز النسخ بالسنن الأرضية الدنيوية.

فلو كان القادياني منكرا للنسخ! لقال كما تقول القاديانية بوضوح: لا نسخ في القرآن.

غلام أحمد القادياني ينسخ الجهاد بالكلية:

في الوقت الذي تقول فيه القاديانية نحن نؤمن بالجهاد الدفاعي فقط، فإن القادياني واضح وصريح في موضوع الجهاد، أنه منسوخ وملغي بالكلية ببعثته نبيا و مهديا ومسيحا:

" وإنَّ تساؤلهم : إذا كان الجهاد مسموحا به في صدر الإسلام، فلماذا صار ممنوعا في هذا الزمن؛ لا يصح في حال من الأحوال، ونرد عليه من وجهين : أولا بأنه قياس مع الفارق، وأن نبينا  لم يرفع السيف على أحد قط إلا على الذين هم رفعوا السيف أولا، وقتلوا بمنتهى القسوة والغلظة الرجالَ الأتقياء والنساء والأولاد، وآذَوهم وقتلوهم بأساليب مؤلمة تسيل العيون دمعا بقراءتها اليوم أيضا. وثانيا : لو فرضنا جدلا أن الإسلام أجاز الجهاد كما يفكر هؤلاء المشايخ، فهذا الحكم نسخ في هذا الزمن ". الحكومة الإنجليزية والجهاد ٧

" اعلموا أني قد أتيتكم بأمر هو أن الجهاد بالسيف قد انقطع منذ الآن، غير أن جهاد تطهير النفوس مستمر، ولم أقل لكم هذا الأمر من تلقاء نفسي، بل هذا ما أراده الله سبحانه وتعالى. تدبروا حديث صحيح البخاري الذي ورد فيه بحق المسيح الموعود أنه "يضع الحرب" أي عندما سيأتي المسيح الموعود سينهي الحروب الدينية ".المصدر السابق ٢٠

" لقد بين سبحانه وتعالى  أنه لا إكراه في الدين، بل الدين يجذب القلوب إلى نفسه كما يجذب الحبيب الجميل الوجه .هذا هو السر الذي بسببه منع االله الجهاد ليزيل من سبيل الدين الغبار الذي علا من قبل ". البراهين الأحمدية الجزء الخامس ١٤٥ 

" لقد خفّف الله شدة الجهاد (أي الحروب الدينية) تدريجا، إذ كان في زمن موسى عليه السلام  شدة متناهية بحيث لم يكن الإيمانُ ينقذ من الهلاك وكان الرضع يقتلون، أما في زمن نبينا صلى الله عليه وسلم  فقد حرم قتلُ الأولاد والشيوخ والنساء كما قُبل من بعض الأمم أن تنجو من المؤاخذة بدفع الجزية دون أن تسلم، ثم في زمن المسيح الموعود قد أوقف الأمر بالجهاد كليا ". أربعين ١٢٢

" تخلَّوا أيها الأحبة عن فكر الجهاد الآن، فالحرب والقتال من أجل الدين حرام الآن. قد جاء المسيح الذي هو إمام الدين، فجميع الحروب الدينية قد انتهت الآن. النور الإلهي يتنزل من السماء الآن، وإن فتوى الحرب والجهاد سخف وعبث. فالذي يخوض الآن في الجهاد هو عدو االله، والذي يتمسك بهذا الاعتقاد ينكر النبي صلى الله عليه وسلم ". التحفة الغولروية ٤٥

" وأُمرت أن أقتل خنازير الإفساد والإلحاد والإضلال، الذين يدوسـون درر الحق تحت النعال، ويهلكون حرث الناس ويخربون زروع الإيمـان والتورع والأعمال. وقتلي هذا بحربة سماوية لا بالسيوف والنبال، كما هـو زعم المحرومين من الحق وصدق المقال، فإنهم ضلّوا وأضـلّوا كـثيرا من الجهال. وإن الحرب حرمت علي، وسبق لي أن أضع الحرب ولا أتوجه للقتال. فلا جهاد.القتال إلا جهاد اللسان والآيات والاستدلال ".التذكرة ٣٦٥

معنى النسخ:

النسخ لغة: يأتي بمعنى: الرفع، والإزالة.

" نسخ: نَسَخَ الشيءَ ينسَخُه نَسْخًا وانتسَخَه واستنسَخَه: اكْتَتَبَهُ عَنْ مَعارِضِهِ. التَّهْذِيبُ: النَّسْخ اكْتِتابُكَ كِتابًا عَنْ كِتابٍ حَرْفًا بِحَرْفٍ، والأصل نُسخةٌ، والمَكْتُوبُ عَنْهُ نُسخة لأنه قامَ مَقامَهُ، والكاتِبُ ناسِخٌ ومُنْتَسِخٌ. والِاسْتِنْساخُ: كَتْبُ كِتابٍ مِن كِتابٍ؛ وفِي التَّنْزِيلِ: إنّا كُنّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ.

أي نَسْتَنْسِخُ ما تَكْتُبُ الحَفَظَةُ فَيَثْبُتُ عِنْدَ اللَّهِ؛ وفِي التَّهْذِيبِ: أي نأْمر بِنَسْخِهِ وإثباته. والنَّسْخ: إبطال الشَّيْءِ وإقامة آخَرَ مَقامَهُ؛ وفِي التَّنْزِيلِ: ما نَنْسَخْ مِن آيَةٍ أوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنها أوْ مِثْلِها.

والآيَةُ الثّانِيَةُ ناسِخَةٌ والأُولى مَنسُوخَةٌ. وقرأ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عامِرٍ: ما نُنسخ، بِضَمِّ النُّونِ، يَعْنِي ما نَنْسَخُكَ مِن آيَةٍ، والقراءَة هِيَ الأُولى. ابْنُ الأعرابي: النَّسْخُ تَبْدِيلُ الشَّيْءِ مِنَ الشَّيْءِ وهُوَ غَيْرُهُ، ونَسْخ الآيَةِ بِالآيَةِ: إزالة مِثْلَ حُكْمِها. والنَّسْخُ: نَقْلُ الشَّيْءِ مِن مَكانٍ إلى مَكانٍ وهُوَ هُوَ؛ قالَ أبو عَمْرٍو: حَضَرْتُ أبا العَبّاسِ يَوْمًا فَجاءَ رَجُلٌ مَعَهُ كِتابُ الصَّلاةِ فِي سَطْرٍ حُرٍّ والسَّطْرُ الآخَرُ بَياضٌ، فَقالَ لِثَعْلَبٍ: إذا حَوَّلْتَ هَذا الكِتابَ إلى الجانِبِ الآخَرِ أيهما كِتابُ الصَّلاةِ؟ فَقالَ ثَعْلَبٌ: كِلاهُما جَمِيعًا كِتابُ الصَّلاةِ، لا هَذا أولى بِهِ مِن هَذا ولا هَذا أولى بِهِ مِن هَذا. الفَرّاءُ وأبو سَعِيدٍ: مَسَخه اللَّهُ قِرْدًا ونَسَخَهُ قِرْدًا بِمَعْنًى واحِدٍ. ونَسَخَ الشَّيْءَ بِالشَّيْءِ ينسَخه وانْتَسَخَهُ: أزاله بِهِ وأداله؛ والشَّيْءُ يَنْسَخُ الشَّيْءَ نَسْخًا أي يُزِيلُهُ ويَكُونُ مَكانَهُ. اللَّيْثُ: النسْخ أن تُزايِلَ أمرًا كانَ مِن قبلُ يُعْمَل بِهِ ثُمَّ تَنْسَخُهُ بِحادِثِ غَيْرِهِ. الفَرّاءُ: النَّسْخُ أن تَعْمَلَ بِالآيَةِ ثُمَّ تَنْزِلَ آيَةٌ أُخرى فَتَعْمَلَ بِها وتَتْرُكَ الأُولى. والأشياء تَناسَخ: تَداوَل فَيَكُونُ بَعْضُها مَكانَ بَعْضٍ كالدوَل والمُلْك؛ وفِي الحَدِيثِ:

لَمْ تَكُنْ نبوّةٌ إلّا تَناسَخَت

أي تَحَوَّلَتْ مِن حالٍ إلى حالٍ؛ يَعْنِي أمر الأُمة وتَغايُرَ أحْوالِها والعَرَبُ تَقُولُ: نسَخَت الشمسُ الظِّلَّ وانْتَسَخَتْهُ أزالته، والمَعْنى أذهبت الظِّلَّ وحَلَّتْ مَحَلَّهُ؛ قالَ العَجّاجُ: إذا الأعادي حَسَبونا، نَخْنَخوا … بالحَدْرِ والقَبْضِ الذي لا يُنْسَخ أي لا يَحُول. ونسَخَت الرِّيحُ آثارَ الدِّيارِ: غَيَّرَتْها. والنُّسخة، بِالضَّمِّ: أصل المُنْتَسَخِ مِنهُ. والتَّناسُخُ فِي الفَرائِضِ والمِيراثِ: أن تَمُوتَ ورَثَةٌ بَعْدَ ورَثَةٍ وأصل المِيراثِ قائِمٌ لَمْ يُقَسَّمْ، وكَذَلِكَ تَناسُخُ الأزمنة والقَرْنِ بَعْدَ القرن ".لسان العرب

النسخ شرعا: هو رفع حكم شرعي سابق بحكم شرعي لاحق.

النسخ ثابت في الوحي الإلهي:

﴿ لِكُلࣲّ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ شِرۡعَةࣰ وَمِنۡهَاجࣰاۚ ﴾المائدة ٤٨

﴿فَبِظُلۡمࣲ مِّنَ ٱلَّذِینَ هَادُوا۟ حَرَّمۡنَا عَلَیۡهِمۡ طَیِّبَـٰتٍ أُحِلَّتۡ لَهُمۡ وَبِصَدِّهِمۡ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِ كَثِیرࣰا﴾ النساء ١٦٠

﴿ وَمُصَدِّقࣰا لِّمَا بَیۡنَ یَدَیَّ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعۡضَ ٱلَّذِی حُرِّمَ عَلَیۡكُمۡۚ وَجِئۡتُكُم بِـَٔایَةࣲ مِّن رَّبِّكُمۡ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِیعُونِ ﴾آل عمران ٥٠

﴿ٱلَّذِینَ یَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِیَّ ٱلۡأُمِّیَّ ٱلَّذِی یَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِی ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِیلِ یَأۡمُرُهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَیَنۡهَىٰهُمۡ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَیُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّیِّبَـٰتِ وَیُحَرِّمُ عَلَیۡهِمُ ٱلۡخَبَـٰۤىِٕثَ وَیَضَعُ عَنۡهُمۡ إِصۡرَهُمۡ وَٱلۡأَغۡلَـٰلَ ٱلَّتِی كَانَتۡ عَلَیۡهِمۡۚ فَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُوا۟ ٱلنُّورَ ٱلَّذِیۤ أُنزِلَ مَعَهُۥۤ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾الأعراف ١٥٧

ففي الآية الأولى أثبت الرب تبارك وتعالى اختلاف شرائع الأمم، ثم ختم الشرع بالشرع الأخير شرع محمد صلى الله عليه وسلم،وقال ابن كثير عليه رحمة الله تعالى في تفسيره: " هَذَا إِخْبَارٌ عَنِ الْأُمَمِ الْمُخْتَلِفَةِ الْأَدْيَانِ، بِاعْتِبَارِ مَا بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رُسُلَهُ الْكِرَامَ مِنَ الشَّرَائِعِ الْمُخْتَلِفَةِ فِي الْأَحْكَامِ، الْمُتَّفِقَةِ فِي التَّوْحِيدِ، كَمَا ثَبَتَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "نَحْنُ مُعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ، دِينُنَا وَاحِدٌ". يَعْنِي بِذَلِكَ التَّوْحِيدَ، الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ بِهِ كُلَّ رَسُولٍ أَرْسَلَهُ، وَضَمَّنَهُ كُلَّ كِتَابٍ أَنْزَلَهُ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾ [الْأَنْبِيَاءِ: ٢٥] وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ الْآيَةَ [النَّحْلِ: ٣٦] ، وَأَمَّا الشَّرَائِعُ فَمُخْتَلِفَةٌ فِي الْأَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي، فَقَدْ يَكُونُ الشَّيْءُ فِي هَذِهِ الشَّرِيعَةِ حَرَامًا ثُمَّ يَحِلُّ فِي الشَّرِيعَةِ الْأُخْرَى، وَبِالْعَكْسِ، وَخَفِيفًا فَيُزَادُ فِي الشِّدَّةِ فِي هَذِهِ دُونَ هَذِهِ. وَذَلِكَ لِمَا لَهُ تَعَالَى فِي ذَلِكَ مِنَ الْحِكْمَةِ الْبَالِغَةِ، وَالْحُجَّةِ الدَّامِغَةِ ".تفسير القرآن العظيم

وفي الآية الثانية حرم الله على اليهود طيبات أحلت لهم بسبب ظلمهم، وهذا عين النسخ: ﴿حَرَّمۡنَا عَلَیۡهِمۡ طَیِّبَـٰتٍ أُحِلَّتۡ لَهُمۡ﴾

وكذلك الأمر في الآية الثالثة فقول الله: ﴿وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعۡضَ ٱلَّذِی حُرِّمَ عَلَیۡكُمۡ ﴾. هو عين النسخ.

وأيضا قوله تعالى: ﴿وَیُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّیِّبَـٰتِ وَیُحَرِّمُ عَلَیۡهِمُ ٱلۡخَبَـٰۤىِٕثَ وَیَضَعُ عَنۡهُمۡ إِصۡرَهُمۡ وَٱلۡأَغۡلَـٰلَ ٱلَّتِی كَانَتۡ عَلَیۡهِمۡ﴾ هو عين النسخ.

النسخ في القرآن ثابت في الكتاب والسنة:

﴿مَا نَنسَخۡ مِنۡ ءَایَةٍ أَوۡ نُنسِهَا نَأۡتِ بِخَیۡرࣲ مِّنۡهَاۤ أَوۡ مِثۡلِهَاۤۗ أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرٌ﴾ .البقرة ١٠٦

﴿وَإِذَا بَدَّلۡنَاۤ ءَایَةࣰ مَّكَانَ ءَایَةࣲ وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا یُنَزِّلُ قَالُوۤا۟ إِنَّمَاۤ أَنتَ مُفۡتَرِۭۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا یَعۡلَمُونَ﴾ .النحل ١٠١

﴿یَمۡحُوا۟ ٱللَّهُ مَا یَشَاۤءُ وَیُثۡبِتُۖ وَعِندَهُۥۤ أُمُّ ٱلۡكِتَـٰبِ﴾.الرعد ٣٩

" عَنِ  ابْنِ عَبَّاسٍ  فِي قَوْلِهِ :  { مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا } ، وَقَالَ :  { وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ }  الْآيَةَ، وَقَالَ :  { يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ }  : فَأَوَّلُ مَا نُسِخَ مِنَ الْقُرْآنِ الْقِبْلَةُ، وَقَالَ :  { وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ }  إِلَى قَوْلِهِ :  { إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا } ، وَذَلِكَ بِأَنَّ الرَّجُلَ كَانَ إِذَا طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَهُوَ أَحَقُّ بِرَجْعَتِهَا وَإِنْ طَلَّقَهَا ثَلَاثًا، فَنَسَخَ ذَلِكَ وَقَالَ :  { الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ } ".سنن النسائي

" حَدَّثَنَا  أَبُو الْعَلَاءِ بْنُ الشِّخِّيرِ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْسَخُ حَدِيثُهُ بَعْضُهُ بَعْضًا، كَمَا يَنْسَخُ الْقُرْآنُ بَعْضُهُ بَعْضًا.".صحيح مسلم

القادياني يستدل بالآيات السابقة على النسخ:

"لقد تلقيت صباح اليوم إلهاما وكنت أنوي أن أسجله ولكن لم أفعل ذلك معتمدا على الذاكرة ثم نسيته تماما ولم أذكره مع أني حاولت كثيرا. والحق أنه: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا}" .(البدر، مجلد2، رقم 7، عدد 6/3/1903م، ص50)    

"إن إلهنا قادر على كل شيء، وله القدرة كلها: {يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَاءُ}. ونحن نؤمن أنه عزّ وجلّ ليس كالمنجّمين. إذا أصدر حكما صباحا فهو قادر على أن يستبدل به غيره مساء، والآية "مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ" تشهد على ذلك".  (بدر، مجلد7، رقم 19-20، عدد 14/5/1908م، ص4)

أنواع النسخ في القرآن:

١. نسخ التلاوة والحكم.

عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّهَا قَالَت : " كَانَ فِيمَا أُنْزِلَ مِنَ الْقُرْآنِ عَشْرُ رَضَعَاتٍ مَعْلُومَاتٍ يُحَرِّمْنَ ، ثُمَّ نُسِخْنَ بِخَمْسٍ مَعْلُومَاتٍ ، فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُنَّ فِيمَا يُقْرَأُ مِنَ الْقُرْآنِ " .صحيح مسلم

٢. نسخ التلاوة دون الحكم. 

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنِّي قَائِلٌ لَكُمْ مَقَالَةً قَدْ قُدِّرَ لِي أَنْ أَقُولَهَا ، لَا أَدْرِي لَعَلَّهَا بَيْنَ يَدَيْ أَجَلِي ، فَمَنْ عَقَلَهَا وَوَعَاهَا فَلْيُحَدِّثْ بِهَا حَيْثُ انْتَهَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ ، وَمَنْ خَشِيَ أَنْ لَا يَعْقِلَهَا فَلَا أُحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَكْذِبَ عَلَيَّ ، إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَقِّ ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ ، فَكَانَ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةُ الرَّجْمِ ، فَقَرَأْنَاهَا وَعَقَلْنَاهَا وَوَعَيْنَاهَا ، رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ ، فَأَخْشَى إِنْ طَالَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ ، أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ : وَاللَّهِ مَا نَجِدُ آيَةَ الرَّجْمِ فِي كِتَابِ اللَّهِ ، فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ ، وَالرَّجْمُ فِي كِتَابِ اللَّهِ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى ، إِذَا أُحْصِنَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ ، إِذَا قَامَتِ الْبَيِّنَةُ ، أَوْ كَانَ الْحَبَلُ ، أَوِ الِاعْتِرَافُ ". صحيح البخاري

٣. نسخ الحكم دون التلاوة .

" عَنِ  ابْنِ عَبَّاسٍ  فِي قَوْلِهِ :  { وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ }  : نُسِخَ ذَلِكَ بِآيَةِ الْمِيرَاثِ ؛ مِمَّا فُرِضَ لَهَا مِنَ الرُّبُعِ وَالثُّمُنِ، وَنَسَخَ أَجَلَ الْحَوْلِ أَنْ جُعِلَ أَجَلُهَا أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ".سنن النسائي

يقول المهندس هاني طاهر وهو قادياني سابقا:

التناقض 13: النسخ في القرآن بين الميرزا وبين جماعته

الخلاصة أنّ الميرزا يقول بأربعة أنواع للنسخ، وهي الثلاثة المعروفة، ثم أضاف إليها نوعا رابعا، بل يمكن أن نقول إنه أضاف إليها نوعين حتى صارت خمسة. 

ولم يكتب الميرزا حرفا واحدا في أي كتاب من كتبه الـ 90، ولا في أي إعلان من إعلاناته الـ 291، ولم يتلفظ بعبارة واحدة مما نُقل عنه في جرائد البدر والحكم ينفي فيها النسخ بأي نوع من أنواعه المعروفة؛ فإذا كان القول بالنسخ جريمة بحقّ القرآن الكريم، فالميرزا أكبر مجرم. فالأحمديون يخوّنونه. وهذه هي النقطة الأبرز في الموضوع كله.

وفيما يلي نصوص الميرزا:

النوع الأول من النسخ: نسخ القرآن تلاوةً.. (أي نسخ الآية لفظا وحكما)

"لقد تلقيت صباح اليوم إلهاما وكنت أنوي أن أسجله ولكن لم أفعل ذلك معتمدا على الذاكرة ثم نسيته تماما ولم أذكره مع أني حاولت كثيرا. والحق أنه: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا}" (البدر، مجلد2، رقم 7، عدد 6/3/1903م، ص50)

"إن إلهنا قادر على كل شيء، وله القدرة كلها: {يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَاءُ}. ونحن نؤمن أنه عزّ وجلّ ليس كالمنجّمين. إذا أصدر حكما صباحا فهو قادر على أن يستبدل به غيره مساء، والآية "مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ" تشهد على ذلك". (بدر، مجلد7، رقم 19-20، عدد 14/5/1908م، ص4)

النوع الثاني من النسخ: نسخ التلاوة مع بقاء الحكم:

الميرزا يؤمن بنسخ التلاوة مع بقاء الحكم، بدليل النص التالي: "أنت إلى الآن تجهل عقيدة المسلمين، ألا تفهم أنه لو كان الإنسان مجبرا مكرها عند القرآن الكريم لما أمر القرآن صراحة بقطع يد السارق ورجم الزاني، ولم يرجم أحد، لقد ذكر القرآن الكريم خيار وحرية الإنسان لا في آية واحدة أو آيتين بل في مئات الآيات". (الحرب المقدسة، ص 170، الخزائن الروحانية المجلد السادس ص 252)

قوله: " لما أمر القرآن صراحة بقطع يد السارق ورجم الزاني" إشارة إلى آية (السارق والسارقة)، وآية (الشيخ والشيخة) المنسوخة لفظا الباقية حكما. وإلا ليس هنالك أي نصّ صريح على الرجم البتة إلا هذا المنسوخ.

النوع الثالث من النسخ: نسخ كلمتين من الآية وإبقاء الآية. 

ومثاله قول الميرزا: "اختصر الله جلّ شأنه القراءة: وما أرسلنا من رسول ولا نبي ولا محدَّث" واكتفى في القراءة الثانية بكلمات: "وما أرسلنا من رسول ولا نبي". (مرآة كمالات الإسلام)

النوع الرابع من النسخ: نسخ آيات القرآن حكمًا.

وقد ذكره الميرزا مرارا في سياقات مختلفة، وفيما يلي بعض أقواله

1: "يقول القرآن الكريم: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا}. فقد قال القرآن في هذه الآية بوضوح تام بأنه لا يمكن نسخ آية إلا بآية فقط. لذا وعد أنه لا بد أن تنـزل آية مكانَ الآية المنسوخة". (الحق لدهيانه، ص 90-91).

2: "فهل يُعقل أن تكون أوامر الله تعالى غير ناضجة وغير ثابتة ومليئة بالتعارضات إلى هذا الحد؛ بحيث يفرض خمسين صلاة أولا......ثم يخلف وعده مرات عديدة ويَنسخ آيات القرآن الكريم مرة بعد أخرى، وذلك دون أن تنـزل آية ناسخة بحسب منطوق الآية: {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا}". (إزالة الأوهام)

3: بل الحق أن بحثي يحيط بوجه خاص بالأمور التي لا علاقة لها بالنسخ والنقص أو الإضافة، ومثالها الأخبار، والأحداث والقصص. (مناظرة لدهيانة)

4: كل عاقل يستطيع أن يفهم أن النسخ لا يؤثر قط في الأحداث التاريخية والأخبار وما شابهها، وإلا هذا يستلزم كذب الله (وهذا يتضمن أن الأحكام يجري عليها النسخ).. (مناظرة لدهيانة)

5: إضافة إلى ذلك هناك طامة أخرى نواجهها عند التسليم بحدوث المعراج عدة مرات، وهي أننا نضطر للاعتراف، عبثا ودون مبرر، بنسخ بعض أوامر الله تعالى ذات الصبغة الدائمة وغير القابلة للتبدّل، (إذن، هناك نسخ في أوامر الله ذات الصبغة غير الدائمة، والقابلة للتبدل) وكذلك نضطر للاعتقاد أيضا أن الله الحكيم المطلق قد ارتكب نسخا عبثيا لا مبرر له، (إذن، هناك نسخ غير عبثي، بل له مبرر)...... هل يُعقل أن يخفض الله تعالى عدد الصلوات مرة ثم يزيدها من خمس إلى خمسين، ثم يخفضها من خمسين إلى خمس وينسخ آيات القرآن الكريم مرارا دون أن تنـزل آية ناسخة بحسب منطوق الآية: {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا}" (مناظرة لدهيانة)

قلتُ: إذن، منطوق الآية {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} عند الميرزا أنه إذا نُسخت آية جاء بدلا منها آية أخرى حتما.

6: كيف يُعَدّانِ (المسيح والمهدي) مِن حماة الإسلام مع أنهما لا يلبثان إلاّ وينسخان حتى تلك الآيات القرآنية التي لم تُـنْسخ أيامَ النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا؟ أبَعْدَ هذا الانقلاب العظيم كله لن يحدث أيّ خلل في "ختم النبوّة"؟! (سفينة نوح)

قلتُ: هذا نص يفيد أن هناك آيات نُسخت زمن الرسول صلى الله عليه وسلم؟

7: والعجب من قومنا أنهم كانوا يقرأون في البخاري وغيره من الصحاح أن المسيح من هذه الأمة وإمامهم منهم، ولا يجيء نبي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خاتم النبيين، وما كان لأحد أن ينسخ القرآن بعد تكميله، ثم نسوا كل ما علموا وعرفوا واعتقدوا وضلّوا وأضلّوا كثيرا من الجاهلين. (حمامة البشرى)

قلتُ: هذا يتضمن أنه كان يمكن نسخ آيات القرآن قبل اكتمال نزوله كله.

8: النصّ التالي يفيد القول بنسخ التلاوة أو نسخ الحكم أو كليهما.

يقول الميرزا مناقشا محاضرا هندوسيا يرى أنّ كتابه المقدّس هو الحقّ وحده: 

"ثم قدّم المحاضر علامة أخرى للكتاب الموحى به، وهي ألا يكون فيه تعديل أو نسخ وألا تكون هناك حاجة إليهما". (ينبوع المعرفة)

قلتُ:  لم يقُل الميرزا في هذا السياق إن القرآن مُنَزَّه عن النسخ كله، ولو كان يقول بذلك لبدأ بهذه العبارة، لكنه تابع يقول إنّ عدم النسخ هو العيب والفضيحة، فقال: 

"ماذا أقول وماذا أكتب في الرد على ذلك! إن هذا الشخص يعرّض الفيدا للفضيحة بغير حق، إذ لا يعلم إلى الآن أن طبيعة الإنسان عُرضَة للتغير والتبدّل دائما. فلا يمكن أن يُعَدّ الكتاب مِن الله ما لم يهتمّ بهذه التغيرات. الذي يدّعي أنه طبيب ثم يعطي الرضيع دواء بالقوة نفسها التي يجب إعطاؤه الشاب فليس بطبيب بل مجنون". (ينبوع المعرفة)

حتى لو قصد الميرزا التوراة وحدها، أو لو قصد تغيّر الشرائع من شريعة إلى أخرى، وليس التغيير والتعديل في القرآن نفسه، فلو قصد ذلك لبيّن وشرح واستثمر الفرصة والاعتراض ليقول إن القرآن منزّه عن النسخ كله، فسكوته في هذا السياق يؤكد قوله بالنسخ بطريقة لا تختلف عما هو معروف، وتؤكد أنه ليس لديه أي اعتراض على ما هو معروف في كتب التفسير وكتب الحديث عن بكرة أبيها.

النوع الخامس من النسخ: 

يمكن القول أيضا أن الميرزا يؤمن ضمنيا بنوع خامس من النسخ، وهو نسخ القرآن بالحديث لمدة ثلاثة أيام.

والدليل قوله: 

"المتعة كانت قد أجيزت في صدر الإسلام لثلاثة أيام فقط يومَ كان عدد المسلمين قليلا، وثابت من أحاديث صحيحة أن ذلك الجواز كان مِن نوع جوازِ تناوُلِ الميتة للجائع لثلاثة أيام في الاضطرار الشديد، ثم حُرِّمت المتعة كلحْم الخنزير والخمر". (آرية دهرم)

أي أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم نسخ حكما قرآنيا واضحا، وهو الزنا، حيث يرى الميرزا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أباح اتفاقية الزنا بين طرفين، وسماها الزواج المؤقت!!! والأحمديون أنفسهم يرون هذا زنا. ويرى الميرزا أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم أباحة ثلاثة أيام فقط، ثم عاد حرامًا كما كان.

فهذا النوع الخامس نقول به بناء على ما يعتقده الأحمديون.

يقول الأحمديون إنّه قد نُشر في آخر عام 1907 في مجلة مراجعة الأديان مقالات تنفي النسخ، مما يدلّ على أنّ الميرزا يقول بذلك. 

فأقول: 

1: الميرزا لم يعلن تراجعه عن أي عبارة مما سبق. مما يدل على أنه لم يتراجع، ولو تراجع من دون إعلان فهي جريمة فادحة.

2: إن الأصل في الأقوال والأشياء بقاء ما كان على ما هو عليه، إلا إذا جاء دليل ينقضه. وحيث إن الميرزا لم ينقض كلامه، فهو باقٍ على قوله.

3: نور الدين ومحمد علي وغيرهم كانوا يجاهرون بعقيدة نفي النسخ، كما كانوا يجاهرون بعقيدة أن عيسى بلا أب في حياة الميرزا، فمجاهرتهم بعقيدة لا يعني أن الميرزا يقول بها، وإلا هل يقول بأن المسيح له أب؟ صحيح أنهم نسبوا لنور الدين أنه تراجع عام 1903عن فكرة أن المسيح بلا أب، ولو فرضنا ذلك جدلا، فهو لا يتعارض مع استدلالي، حيث يؤكد أنه ظلَّ يقول به حتى عام 1903.. أي أكثر من عشر سنوات وهو في قاديان. فمجاهرة الآخرين بعقيدة لا يعني أن الميرزا يقول بها.

4: حدثني حفيد محمد علي اللاهوري أن الميرزا سمع من جدّه فكرة أن المسيح له أب شرعي، وهو يوسف النجار، فقال: أدلتك على ذلك معقولة، وإنْ كنتُ لا أرى ذلك.

وأظنه صادقا في روايته هذه التي تؤكد أنهم لم يكونوا يهتمّون بأقوال الميرزا ولا يرونه حَكَما ولا عَدْلا، وهناك مرويات عديدة ذكرتها في مقالات سابقة.

لذا فإنَّ نشْر محمد علي اللاهوري مقالات في آخر عام 1907 في مجلة مراجعة الأديان التي كان مديرها، ينفي فيها النسخ لا يعني أن الميرزا يؤيده في ذلك.

فالخلاصة أنه إذا كان الميرزا قد تراجع عن قوله بالنسخ من دون أن يذكر ذلك، فهذه خيانة عظمى.

النسخ عند الميرزا محمود:

يقول الميرزا محمود: عقيدة النسخ في القرآن الكريم عقيدة جدُّ سيئة ومخالفة للإسلام تمامًا، إذ يستحيل بعد ذلك أن يثق الإنسان بأي آية من القرآن الكريم. فلو سلّمنا بوجود آيات منسوخة في القرآن الكريم من ناحية ومن ناحية أخرى لم يخبرنا الله تعالى أي الآيات منسوخة في القرآن الكريم وأيها صالحة للعمل، فإن المرء يظل في ريبة وشكٍّ، حيث يقول في نفسه لعل الآية التي أعمل بها منسوخة، وهكذا سيفقد ثقته بالكتاب كلية. فمن الخطأ تماما أن نعتبر هذه الآية منسوخة. (تفسير سورة النور)

أسئلة للأحمديين في ضوء هذه الفقرة:

السؤال 1: لماذا لم يجد الميرزا مبررا لكتابة سطر ينفي فيه النسخ؟

السؤال 2: هل كان الأئمة السابقون عن بكرة أبيهم في ريبة وشك من القرآن بسبب عقيدة النسخ التي أجمعوا عليها؟

السؤال 3: هل فقدوا الثقة بالكتاب كليةً؟

السؤال 4: إذا كانت عقيدة النسخ كارثية حتى هذا الحدّ، أفليس خائنا من لم يكتب فيها سطرا يتراجع عن أقواله السابقة بوضوح، بينما كتَب ألف سطر عن محمدي بيغم؟

هذا الذي على الأحمديين أن يتأملوا فيه، بدل أن يقولوا إن الميرزا كان ينفي النسخ. لو كان ينفي النسخ لكانت جريمته أكبر، حيث ينفيه ولا يحضّ على نفيه، ولا يجرّم القول به، مع علمه أنه يؤدي إلى " فقد الثقة بالكتاب كليةً"؟!!

هل هنالك عبارات للميرزا يمكن أن يُفهم منها أنه ينفي النسخ

الجواب: ورد في الخزائن الدفينة عبارتان:

1" قوله: "إن رَقبتي هي تحت نِير القرآن الكريم، وليس لأحد أن ينسخ حتى نقطة أو حركة من القرآن الكريم". 

وهذه العبارة لا تعني إلا أنه تابع للقرآن، ولا ينسخ منه شيئا، لا هو ولا غيره من البشر.. أي أنّ القرآن باقٍ إلى يوم القيامة.

وهذا يقوله أيّ مسلم من الذين يؤمنون بالنسخ في القرآن.

2: العبارة الثانية هي من فبركات محمود، ولا تساوي قرشا، حيث نسب لأبيه كذبا أنه ينفي النسخ. ودليل كذبه أقوال الميرزا في كتبه. ستون تناقضا ميرزائيا هاني طاهر

أدلة القاديانية في نفي النسخ في القرآن:

﴿لَا تُحَرِّكۡ بِهِۦ لِسَانَكَ لِتَعۡجَلَ بِهِۦۤ * إِنَّ عَلَیۡنَا جَمۡعَهُۥ وَقُرۡءَانَهُۥ﴾ .  القيامة ١٦-١٧

قالت القاديانية: لقد تعهد الله تعالى في هذه الآية بحفظ كتابه من خلال تعهده بجمعه وقراءته. وقوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). في هذه الآية يؤكد الله تعالى أنه سيحفظ هذا القرآن الكريم من خلال عدد من أدوات التوكيد، وهي: إن، ولام التوكيد.

الرد على هذا الاستدلال:

واضح أن القاديانية من خلال هذا الاستدلال توحي أن القائلين بالنسخ في القرآن يلزم من قولهم أن القرآن غير محفوظ والعياذ بالله، في محاولة للمزايدة على المسلمين، بينما سبب نزول الآيات يفسر ها:

" قَالَ  ابْنُ عَبَّاسٍ  : كَانَ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ :  { لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ }  : يَخْشَى أَنْ يَنْفَلِتَ مِنْهُ،  { إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ }  : أَنْ نَجْمَعَهُ فِي صَدْرِكَ، وَقُرْآنَهُ : أَنْ تَقْرَأَهُ،  { فَإِذَا قَرَأْنَاهُ }  يَقُولُ : أُنْزِلَ عَلَيْهِ،  { فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ }   { ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ }  : أَنْ نُبَيِّنَهُ عَلَى لِسَانِكَ ".صحيح البخاري

" وعَنِ  ابْنِ عَبَّاسٍ  فِي قَوْلِهِ :  { لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ }  قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ جِبْرِيلُ بِالْوَحْيِ، وَكَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ بِهِ لِسَانَهُ وَشَفَتَيْهِ فَيَشْتَدُّ عَلَيْهِ، وَكَانَ يُعْرَفُ مِنْهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ الْآيَةَ الَّتِي فِي لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ :  { لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ }   { إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ }  قَالَ : عَلَيْنَا أَنْ نَجْمَعَهُ فِي صَدْرِكَ، وَقُرْآنَهُ،  { فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ }  : فَإِذَا أَنْزَلْنَاهُ فَاسْتَمِعْ،  { ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ }  : عَلَيْنَا أَنْ نُبَيِّنَهُ بِلِسَانِكَ. قَالَ : فَكَانَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ  أَطْرَقَ ، فَإِذَا ذَهَبَ قَرَأَهُ كَمَا وَعَدَهُ اللَّهُ،  { أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى }  : تَوَعُّدٌ ".صحيح البخاري

فخلاصة معنى الآية: النهي عن التعجل في أخذ القرآن عن جبريل عليه السلام، وتكفل الله بجمعه في صدر النبي صلى الله عليه وسلم.

قال الطبري عليه رحمة الله: " يقول تعالى ذكره لنبيه محمد ﷺ: لا تحرّك يا محمد بالقرآن لسانك لتعجل به…  وقوله: ﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ﴾ يقول تعالى ذكره: إن علينا جمع هذا القرآن في صدرك يا محمد حتى نثبته فيه ﴿وُقرآنَهُ﴾ يقول: وقرآنه حتى تقرأه بعد أن جمعناه في صدرك ". جامع البيان عن تأويل آي القرآن

قال ابن كثير عليه رحمة الله: " هَذَا تَعْلِيمٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِرَسُولِهِ ﷺ فِي كَيْفِيَّةِ تَلَقِّيهِ الْوَحْيِ مِنَ الْمَلَكِ، فَإِنَّهُ كَانَ يُبَادِرُ إِلَى أَخْذِهِ، وَيُسَابِقُ الْمَلَكَ فِي قِرَاءَتِهِ، فَأَمَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا جَاءَهُ الْمَلَكُ بِالْوَحْيِ أَنْ يَسْتَمِعَ لَهُ، وَتَكَفَّلَ لَهُ أَنْ يَجْمَعَهُ فِي صَدْرِهِ، وَأَنْ يُيَسِّرَهُ لِأَدَائِهِ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي أَلْقَاهُ إِلَيْهِ، وَأَنْ يُبَيِّنَهُ لَهُ وَيُفَسِّرَهُ وَيُوَضِّحَهُ. فَالْحَالَةُ(١) الْأُولَى جَمْعُهُ فِي صَدْرِهِ، وَالثَّانِيَةُ تِلَاوَتُهُ، وَالثَّالِثَةُ تَفْسِيرُهُ وَإِيضَاحُ مَعْنَاهُ؛ وَلِهَذَا قَالَ: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ﴾ أَيْ: بِالْقُرْآنِ، كَمَا قَالَ: ﴿وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ [طه: ١١٤] .

ثُمَّ قَالَ: ﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ﴾ أَيْ: فِي صَدْرِكَ، ﴿وَقُرْآنَهُ﴾ أَيْ: أَنْ تَقْرَأَهُ، ﴿فَإِذَا قَرَأْنَاهُ﴾ أَيْ: إِذَا تَلَاهُ عَلَيْكَ الْمَلَكُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ﴿فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴾ أَيْ: فَاسْتَمَعْ لَهُ، ثُمَّ اقْرَأْهُ كَمَا أَقْرَأَكَ، ﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ أَيْ: بَعْدَ حِفْظِهِ وَتِلَاوَتِهِ نُبَيِّنُهُ لَكَ وَنُوَضِّحُهُ، وَنُلْهِمُكَ مَعْنَاهُ عَلَى مَا أَرَدْنَا وَشَرَعْنَا ".تفسير القرآن العظيم

﴿الۤرۚ كِتَـٰبٌ أُحۡكِمَتۡ ءَایَـٰتُهُۥ ثُمَّ فُصِّلَتۡ مِن لَّدُنۡ حَكِیمٍ خَبِیرٍ﴾.هود ١

قالت القاديانية: معنى الآية: أن آيات القرآن الكريم قد أحكمها الله تعالى كلها، ولا ريب أن إلغاء بعض الأحكام يتنافى مع الإحكام.

الرد على هذا الاستدلال:

قال ابن كثير عليه رحمة الله: " وَأَمَّا قَوْلُهُ: ﴿أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ﴾ أَيْ: هِيَ مُحْكَمَةٌ فِي لَفْظِهَا، مُفَصَّلَةٌ فِي مَعْنَاهَا، فَهُوَ كَامِلٌ صُورَةً وَمَعْنًى. هَذَا مَعْنَى مَا رُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ، وَقَتَادَةَ، وَاخْتَارَهُ ابْنُ جَرِيرٍ ".تفسير القرآن العظيم

نقول: إن النسخ في القرآن لا يتنافى مع "الإحكام" كما أن "المتشابهات" لا تتنافى مع "الإحكام" كما قال الحق تبارك وتعالى:  ﴿هُوَ ٱلَّذِیۤ أَنزَلَ عَلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ مِنۡهُ ءَایَـٰتࣱ مُّحۡكَمَـٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَـٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَـٰبِهَـٰتࣱۖ فَأَمَّا ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمۡ زَیۡغࣱ فَیَتَّبِعُونَ مَا تَشَـٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَاۤءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَاۤءَ تَأۡوِیلِهِۦۖ وَمَا یَعۡلَمُ تَأۡوِیلَهُۥۤ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّ ٰ⁠سِخُونَ فِی ٱلۡعِلۡمِ یَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلࣱّ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ وَمَا یَذَّكَّرُ إِلَّاۤ أُو۟لُوا۟ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ﴾.آل عمران ٧

فالله سبحانه الذي أثبت الإحكام أثبت النسخ والمتشابهات.

﴿لَّا یَأۡتِیهِ ٱلۡبَـٰطِلُ مِنۢ بَیۡنِ یَدَیۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ تَنزِیلࣱ مِّنۡ حَكِیمٍ حَمِیدࣲ﴾.فصلت ٤٢

قالت القاديانية: النسخ الذي يقولون به يعني إبطال الحكم، والآية الكريمة تنفي أن يكون القرآن يأتيه أي باطل. ولا شك أن إبطال حكم الآية يجعل الباطل يأتيها؛ لأن القائلين بنسخ الحكم يقولون: لا يجوز أن يُتبع الحكم المنسوخ، بل من البطلان اتباعه. أي أنهم يقولون بأن القرآن يأتيه الباطل، وهذا بخلاف الآية.

الرد على هذا الاستدلال: 

هذا القول من القاديانية محاولة للخلط والتلبيس على الناس بين الباطل الذي عكس الحق، وبين الإبطال الذي يعني عدم العمل بحكم منسوخ، فهناك فرق بين الاثنين.

﴿أَفَلَا یَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَۚ وَلَوۡ كَانَ مِنۡ عِندِ غَیۡرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُوا۟ فِیهِ ٱخۡتِلَـٰفࣰا كَثِیرࣰا﴾.النساء ٨٢

قالت القاديانية: عند القائلين بالنسخ، فإن الآية الناسخة تلغي الآية المنسوخة لأن هناك اختلافا وتناقضا بين حكميْهما. وهذه الآية الكريمة تؤكد أن هذا غير موجود في كتاب الله، بل هو في كتب البشر. وهذا المنطق تحتج به الآية على صدق القرآن الكريم، وكأن القائلين بالنسخ يكفرون بهذه الحجة!

الرد على هذا الاستدلال: 

١. المسلمون مؤمنون بالنسخ ومع ذلك مؤمنون بتلك الآية العظيمة، والأمر ليس فيه تناقض.

٢. هذه الآية هي دليل على القاديانية وضدها، فالقاديانية كثيرة التناقض والاختلاف، وكتب المهندس هاني طاهر  (ستون تناقضا ميرزائيا) ننصح بقراءته، يبين فيه الكاتب التناقضات بين القاديانية وبين نبيها القادياني.

٣- ولله الفضل والنعمة والمنة والرحمة فقد كتبت صفحات بعنوان (تناقضات مدعي النبوة غلام أحمد القادياني) جمعت فيه ٨٠ تناقضاً لنبي القاديانية المزعوم.

٤. والعكس هو الصحيح، فبعض الآيات القرآنية من كلام الله العظيم لو لم نقل بنسخها بالدليل، لقال بعض الجهال: هناك تناقض.

استدلت القاديانية بآيتين دون تعليق:

﴿وَٱتۡلُ مَاۤ أُوحِیَ إِلَیۡكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَـٰتِهِۦ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِۦ مُلۡتَحَدࣰا﴾.الكهف ٢٧

﴿ذَ ٰ⁠لِكَ ٱلۡكِتَـٰبُ لَا رَیۡبَۛ فِیهِۛ هُدࣰى لِّلۡمُتَّقِینَ﴾.البقرة ٢

والرد على هذا الاستدلال: 

إذا كانت الآية الأولى تنفي النسخ كما تقول القاديانية، فالقاديانية في ورطة ومشكلة كبيرة عظيمة تلاحقها لليوم وهي قصة محمدي بيجوم:

" تناقض رقم (٧٥) هل تزوج الغلام القادياني من محمدي بيغوم؟

"ويسألونك أحَقِّ هو؟ قُلْ إي وربّي إنه لَحَقِّ وما أنتم بمعجزين. زوجناكها، لا مبدل لكلماتي. وإن يروا آيةً يُعرضوا ويقولوا سحر مستمر". أي: يستفتونك ما إذا كان هذا الأمر حقا. قُل: نعم، وأقسم بربي إنه لحق ومن المحال أن تحولوا دون وقوعه. إنا عقدنا قرانك بها، وليس بوسع أحد تبدیل كلماتي. وإن يروا آية فسوف يعرضون عنها ولن يقبلوها، ويقولون إنه لخدعة كبيرة أو سحر عظيم". [التذكرة ١٦١]

"صحيح أنه قد ورد في الوحي أيضا أن القران قد عقد على تلك المرأة في السماء، ولكن -كما بينت سلفا- عدم وقوع هذا القران المعقود في السماء على أرض الواقع كان مشروطًا من قبل الله تعالى بشروط منها قول الله تعالى: "أيتها المرأة توبي توبي، فإن البلاء على عقبك". وكنا قد نشرنا هذا الشرط في حينها، فلما وفوا بهذا الشرط، فسخ النكاح أو أجل". [التذكرة ١٦٢] ". تناقضات مدعي النبوة غلام أحمد القادياني أبو عبيدة العجاوي ٥١

أما بالنسبة للآية الثانية فإن القادياني شك في كثير من نصوص وحيه المزعوم ومن الأمثلة  على شكوكه:

الشك رقم ١ :

كانون الأول 1883

أُوحيتْ إليّ في هذا الأسبوع كلماتٌ باللغة الإنجليزية وغيرِها... وهي: 

"پريشن، عمر، براطوس أو پلاطوس."

 لعلّها "براطوس أو پلاطوس"، إذ لم تتّضح لي لسرعة الوحي. 

أما "عمر" فهي كلمة عربية.

 والمطلوب منكم هنا بيان معنى: "براطوس، وپريشن"، وبأيّ لغة هما؟ 

ثم أُوحيتْ إلي كلمتان أخريان هما:

"هو شَعْنا. نَعْسا".

 ولا أدري بأي لغة هما. 

أما الكلمات الإنجليزية فهي فيما يلي، ولكن هناك جملة عربية قبلها هي:

"يا داودُ عامِلْ بالناس رفقًا وإحسانًا."

"You must do what I told you."

أي: عليك أن تفعل ما قلت لك.

"تم کو وہ کرنا چاہیئے جو میں نے فرمایا ہے۔" (أردية)

أي: عليك أن تفعل ما قلت لك.

وهذه الجملة الأردية أيضًا وحي. 

ثم هناك وحي آخر بالإنجليزية، ولكن ترجمته ليستْ وحيًا... ولا أعرف صحة تقديم الجمل وتأخيرها، وقد تتقدم الجمل وتتأخر في بعض الإلهامات... وهي:

"Though all men should be angry but God is with you   .

He shall help you.

Words of God not can exchange." 

أي: لو سخط عليك جميع الناس، فإن الله سيكون معك. إنه سينصرك. لا تبديل لكلمات الله. 

ثم كانت هناك إلهامات أخرى بالإنجليزية أتذكر منها بعضها، وهي:

"I shall help you."

أي: سأنصرك.

وبعد هذا ما يلي:

"You have to go Amritsar."

أي: لا بد لك من الذهاب إلى أمرتسر.

ثم هناك جملة لا أعرف معناها، وهي:

"He halts in the Zilla Peshawar." 

أي: إنه يقيم في محافظة بشاور. (رسالة يوم 12/12/1883 إلى مير عباس علي شاه، رسائل أحمدية، مجلد 1، ص 68-69)

وكتبوا في الحاشية: قال المسيح الموعود: لما كان هذا الوحي بلغة أجنبية، ولما كان الوحي الإلهي ينزل بسرعة نوعًا ما، فهناك احتمال أني لم أستطع ضبط نطق بعض الكلمات. (حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية، مجلد 22، ص 317، الحاشية).التذكرة ١١٢

الشك رقم ٢ :

24/9/1906

(ألف): "موت، تیراں ماہ حال کو۔" (أردية)

أي: الموت في الثالث عشر من هذا الشهر.  

المراد من الثالث عشر من هذا الشهر هو 13 من شعبان على الأغلب. والله أعلم. لا أدري ما إذا كان المراد هو 13 من شهر شعبان الجاري أم 13 من شعبان آخر. ولا أعلم جزمًا من يخص هذا الإلهامُ، لذا فإني حزين. ستَرَنا الله بفضله. آمين. ("بدر"، مجلد 2، عدد 39، يوم 27/9/1906، ص 3، و"الحكم"، مجلد 10، عدد 33، يوم 24/9/1906، ص 1)

(ب) وقال المسيح الموعود بعدها: 

أحيانًا لا يمكن حفظ كلمات الإلهام بالتمام والكمال لسرعة نزوله، فلا أذكر ما إذا كان اللفظ 13 أو 23 أو 30. ("بدر"، مجلد 2، عدد 43، يوم 25/10/1906، ص 4) المصدر السابق ٧١٩

الشك رقم ٣:

27/5/1903

قال المسيح الموعود :

(أ): رأيت في الرؤيا أولاً أنني أوتيتُ عباءة سوداء اللون، وأزرارها الحديدية في يدي، ثم أدخلتُ يدي في جيبها، فخرجتْ منه ورقة مكتوب عليها العبارة التالية: 

"بلانازل یا حادث یا۔۔۔" (أردية)

أي: بلاء نازل أو حادث أو... 

وقلتُ لزوجتي في المنام أنه مكتوب في هذه الورقة: بلاء نازل أو حادث أو... وكانت هناك ورقتان أخريان ولكني نسيت فحواهما. (دفتر إلهامات سيدنا المسيح الموعود، ص 8)

(ب): قال المسيح الموعود

تلقيت هذه الكلمات وحيًا... ولكني لا أعلم إلى مَن تشير: 

"بلانازل یا حادث یا۔۔۔" (أردية)

أي: بلاء نازل أو حادث أو...

لا أتذكر ماذا كان بعد لفظ أو. إنّ أمر الرؤيا عجيب ومعقد وذو ألوان وأشكال. لقد رأى النبي استشهاد الصحابة الكرام على صورة ذبح البقر، مع أن الله تعالى كان قادرًا على أن يُريه استشهادهم في المنام. ("الحكم"، مجلد 2، عدد 20، يوم 5/6/1903، ص 154) المصدر السابق٤٩٢

الشك رقم ٤

30/4/1903

"أربعةَ عشرَ دوابًّا." 

أو لعلّه كالآتي: 

"إنّا أَمَتْنا أربعةَ عشرَ دوابًّا." (دفتر إلهامات سيدنا المسيح الموعود ، ص 7، وحقيقة الوحي، الخزائن الروحانية، مجلد 22، ص 108)المصدر السابق ٤٨٩

الشك رقم ٥

4/6/1903

اللهُ أعلمُ بمن يتعلق الوحي التالي:

 "لا يوافيك اللهُ"، أو: "لا يعافيك اللهُ." (دفتر إلهامات سيدنا المسيح الموعود ، ص 10)المصدر السابق ٤٩٥

هذه أمثلة فقط…

الرد على استدلال القاديانية بشكل عام :

١. إن الصحابة والتابعين وأتباع التابعين رضي الله عنهم ورحمهم الله أعلم الناس بالكتاب والسنة، ومع ذلك لم يستدلوا على إبطال النسخ في القرآن الكريم بالآيات التي استدلت بها القاديانية.

٢. ثابت أن الصحابة والتابعين وأتباع التابعين قائلون بالنسخ في القرآن ورووا الروايات في ذلك.

٣. إن القاديانية مقرة بالنسخ في السنة وهي وحي من الله أيضا،  فمن يثبت النسخ في هذا الوحي لماذا يرفضه في ذلك الوحي وهو القرآن؟!

الرد على بعض شبهات القاديانية ومقالاتها حول النسخ في كتاب الله:

بداية نقول:

١. لقد شنع المسلمون على القاديانية كثير من عقائدها ومقالاتها مثل فتح باب النبوة والوحي بعد الإنقطاع، و إنكار آيات الله المعجزة الخارقة للعادة، وتفسيراتها الباطنية وغير ذلك… فاتخذت من النسخ في القرآن موضوعا للمزايدة والتشنيع وجلب الأتباع والظهور بمظهر الدفاع عن كتاب الله.

٢. أن القاديانية تنكر على المسلمين أشياء كثيرة ونبيها المزعوم يقول بها.

٣. أن الكثيرا مما تنكره القاديانية على المسلمين موجود في كتبها وكتب نبيها الغلام القادياني.

قالت القاديانية: أنَّ المسلمين والرسول صلى الله عليه وسلم قد نسوا سورة تعدل سورة براءة في الطول والشدة. ومنـها: أنَّ سورة الأحزاب كانت تعدل سورة البقرة، فتم نسيان معظمها، ولم يعد بإمكانـهم أن يتذكروا إلا بضعًا وسبعين آية.

والجواب:

ملخص الأمر: وهو عادي جدا، فإن الصحابة رضي الله عنهم لما لم يعودوا يتلون الآيات المنسوخ تلاوتها، فكان منهم النسيان لها، فإما نسوها بالكلية، وإما من ذكر منها شيئا لم يعد يضبطه جيدا.

وإذا كان الواحد منا اليوم يحفظ سورا من القرآن ثم ينساها بعد مدة، لعدم تلاوته لها، فليس بمستغرب أن ينسى الصحابة رضي الله عنهم الآيات المنسوخ تلاوتها، لعدم تلاوتهم لها.

ونحن لأننا خبرنا الفرقة القاديانية والحمد لله، فنعلم أن كثيرا مما تقوله يرد عليه من كتبها، فنرد عليها بما يبطل قولها من كتبها، فنبيها القادياني كان ينسى وحيه -كثيرا-، ويشك في ضبط الكلمات، والتقديم والتأخير، وكان يوحى إليه بشكل سريع بما يجعل في النص شكا ونذكر عشر أمثلة على سبيل المثال: 

النسيان رقم ١

18/10/1902

(أ): تلقيتُ هذه الليلة حين بقي منها شطرٌ الإلهامَ التالي: 

"إني أحافظ كل من في الدار، ولنجعله آيةً للناس ورحمةً منا، وكان أمرًا مقضيًا. عندي معالجاتٌ."

("بدر"، مجلد 1، عدد 1، يوم 31/10/1902، ص 4، و"الحكم"، مجلد 6، عدد 39، يوم 31/10/1902، ص 10)

ثم جاء بعدها:

18/10/1902

قال المسيح الموعود :

وكان مع هذا الوحي وحي آخر بالأردية، ولكني نسيتُه الآن لأنه كان طويلا جدًا، إنما تذكرتُ ملخصه وفحواه وهو: 

"ایمان کے ساتھ نجات ہے۔" 

أي: النجاة بالإيمان. ("الحكم"، مجلد 6، عدد 39، يوم 31/10/1902، ص 10، و"بدر"، مجلد 1، عدد 1، يوم 31/10/1902، ص 5)التذكرة ٤٤٧

النسيان رقم ٢

12/12/1902

قال المسيح الموعود :

تلقيت الوحي التالي الذي كانت معه جملة غريبة مبشّرة ولكني نسيتُها

"ينادي منادٍ من السَّماءِ."("بدر"، مجلد 1، عدد 8، يوم 19/12/1920، ص 58) التذكرة ٤٦٠

النسيان رقم ٣

18/2/1903

قال المسيح الموعود

أصابتني أمس 18/2 نوبة المرض فجأة، وبردتْ أطرافي، فتلقيت وأنا في هذه الحالة إلهامًا نسيتُ جزءً منه. لقد نزل الإلهام بسرعة البرق، فلم أستطع حفظ الجزء الباقي. والإلهام هو:

 "ويُبقيك."

وقد فهَّمني الله تعالى معناه أيضًا عند نزوله وهو:

"تا  بدیرترا خواہد داشت۔"

أي: سيُبقيك طويلاً. ("الحكم"، مجلد 7، عدد 7، يوم 21/2/1903، ص 16، و"بدر"، مجلد 2، عدد 6، يوم 27/2/1903، ص 47) التذكرة ٤٧٩

النسيان رقم ٤

21/4/1903

قال المسيح الموعود

عندما استلقيتُ بعد صلاة الفجر اليومَ تلقّيتُ إلهامًا، ولكن لم أحفظ جزءًا منه للأسف. نزلتْ أوّلاً جملةٌ عربية وبعدها ترجمتُها بالأردية، وأحفظ الجملة الأردية وهي: 

"یہ بات آسمان پر قرار پاچکی ہے، تبدیل ہونے والی نہیں۔"

أي: أن هذا الأمر قد تقرر في السماء، ولن يبدَّل

وكانت الجملة العربية تشبه ما يلي:

"تَعهّدَ وتمكَّنَ في السماء."

ولكني نسيتُ الجملة الأصلية. وهذا النسيان أيضًا يكون بمشيئة إلهية، وكأنه تعالى يعني بذلك أن يقول: هذا قدر مبرم، ولا تبديل له الآن. ("الحكم"، مجلد 7، عدد 15، يوم 24/4/1903، ص 12)  التذكرة ٤٨٧

النسيان رقم ٥

29/3/1907

"لولا الإكرامُ، لَهَلَكَ المُقامُ."

في بداية هذا الوحي كانت كلمات أخرى قد نسيتُها، ولكن مفهومها هكذا. ("بدر"، مجلد 6، عدد 14، يوم 4/4/1907، ص 3، و"الحكم"، مجلد 11، عدد 12، يوم 10/4/1907، ص 1)التذكرة ٧٦٠

النسيان رقم ٦

كانون الأول 1883

أُوحيتْ إليّ في هذا الأسبوع كلماتٌ باللغة الإنجليزية وغيرِها... وهي: 

"پريشن، عمر، براطوس أو پلاطوس."

 لعلّها "براطوس أو پلاطوس"، إذ لم تتّضح لي لسرعة الوحي. 

أما "عمر" فهي كلمة عربية.

والمطلوب منكم هنا بيان معنى: "براطوس، وپريشن"، وبأيّ لغة هما؟ 

ثم أُوحيتْ إلي كلمتان أخريان هما:

"هو شَعْنا. نَعْسا". ولا أدري بأي لغة هما. 

وكتبوا في الحاشية: قال المسيح الموعود: لما كان هذا الوحي بلغة أجنبية، ولما كان الوحي الإلهي ينزل بسرعة نوعًا ما، فهناك احتمال أني لم أستطع ضبط نطق بعض الكلمات. (حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية، مجلد 22، ص 317، الحاشية).التذكرة ١١٢

النسيان رقم ٧

12/12/1902

قال المسيح الموعود :

تلقيت الوحي التالي الذي كانت معه جملة غريبة مبشّرة ولكني نسيتُها

"ينادي منادٍ من السَّماءِ."("بدر"، مجلد 1، عدد 8، يوم 19/12/1920، ص 58) التذكرة ٤٦٠

النسيان رقم ٨

30/4/1903

قال المسيح الموعود :

تلقيتُ إلهامًا ولكني لا أحفظ منه إلا جزءه الأخير ونسيت كلماته الأخرى. والكلمات التي حفظتُها هي: 

"فيه خيرٌ وبركةٌ."

وأُخبرتُ بمعناه بالأردية كالآتي: "اس میں تمام دنیا كی بھلائی ہے."

أي: فيه خير للدنيا كلها. ("بدر"، مجلد 2، عدد 16، يوم 8/5/1903، ص 122)التذكرة ٤٨٩

النسيان رقم ٩

1/5/1903

قال المسيح الموعود :

لقد رأيتُ رؤيا منذرة، ونحمد الله تعالى أنها انتهتْ قبل أن تكتمل. رأيت أن هناك شخصًا جالسًا في الميدان ويقول: هنا سيذبحون ثورًا. ثم شغله الحديث ولم يُذبَح ثور ولا غيره. وتلقيت في هذه الحالة إلهامًا نسيتُه. ("بدر"، مجلد 2، عدد 16، يوم 8/5/1903، ص 122، و"الحكم"، مجلد 7، عدد 17، يوم 10/5/1903، ص 13)التذكرة ٤٨٩

النسيان رقم ١٠

4/6/1903

قال المسيح الموعود : …

ثم تلقيت الوحي التالي:

"سليمٌ حامدٌ مستبشرًا."

علمًا أني لم أحفظ جزءًا من الوحي

وعودة الوالد أو غيرِه إلى الحياة تعني حياةَ أمرٍ ميّتٍ. كما فهمتُ من هذه الرؤيا أن عملي مدعاةٌ لظهور جلال النبي ، وكذلك لرفعِ درجاتِ والدَيّ. ("بدر"، مجلد2، عدد 21، يوم 12/6/1903، ص 162، و"الحكم"، مجلد 7، عدد 22، يوم 17/6/1903، ص 15، والملفوظات، مجلد 6، ص 2)التذكرة ٤٩٥

فهذا هو وحي الغلام القادياني، وهذه بعض من نصوص نسيانه للوحي النازل عليه، أما وأن هذا الوحي خال من الفائدة والمعاني الإيمانية والعلم النافع فهذا شيء آخر.

قالت القاديانية:  إن للاعتقاد بالنسخ آثارا سلبية وخيمة، أهمها الشك في صلاحية كتاب الله العظيم، حيث إن المستدل به لا يجزم بأي حكم فيه، لكونه يظن أنه ما من آية إلا وهي قابلة للنسخ.

والجواب: 

أولا: المسلمون طوال ١٤٠٠ عام لم يشكوا بالقرآن بسبب النسخ، ومن شك قلة لا يذكرون مثل القاديانية.

ثانيا: بعد إيمانا وشرعا، عقلا و إلزاما ما نقلناه من نصوص وحي نسيه القادياني يشكك في وحيه، فهو ينسى جزء من وحيه فكيف نصدق وحيه كله.

ثالثا: إن القادياني كان يشك في بعض وحيه وقد ضربنا ه أمثله سابقا.

قالت القاديانية: إن القول بالنسخ يفتح باب التشكيك في القرآن الكريم، ويعطي هبة لأعداء الإسلام للتشكيك.

والجواب:

أولا: ما أغبى هذا الإعتراض! وهل الكفار لا يشككون إلا بالنسخ! هناك آلاف المواضيع التي يمكن أن يشككوا بها! نعوذ بالله من الغباء والاستغباء! ثم الأمر ينطبق على كل الأديان والفرق والمذاهب! يجد المخالف آلاف المواضيع!

ثانيا: الرد على المشككين وأعداء الإسلام لا يكون بأسلوب القاديانية: لا نسخ، ولا معجزات، ولا جن شبحي، ولا عذاب قبر… هكذا يهدم الدين ولا ينصر والعياذ بالله.

ويكون الرد بحسب معتقد المشكك والمخالف: فمثلا إن كان نصرانيا فيقال له: في كتابكم المقدس نسخ يسوع الطلاق، ويقال لهم : أنتم تتعاملون مع نصوص العهد القديم تعامل النصوص المنسوخة.

قالت القاديانية: هناك خلاف في عدد الآيات المنسوخة.

والجواب: أصل المسألة هو أن النسخ في القرآن ثابت، ثم البشر يؤخذ من كلامهم ويرد، وينظر في أدلتهم، والخلاف في عدد الآيات المنسوخة لا يرد أصل النسخ.

آية الرجم وحد الرجم:

قال النووي عليه رحمة الله: " وأجمع العلماء على وجوب جلد الزاني البكر مائة ، ورجم المحصن وهو الثيب ، ولم يخالف في هذا أحد من أهل القبلة ، إلا ما حكى القاضي عياض وغيره عن الخوارج وبعض المعتزلة ، كالنظام وأصحابه ، فإنهم لم يقولوا بالرجم " . المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج

ما يدفع كثير من أهل الضلال، في مخالفة الكتاب والسنة "الرأي والهوى" و بخصوص حد الرجم نظروا إلى شدة العقوبة ولم ينظروا إلى عظم الجرم، ولقد رأيت البعض يركز على أن الله غفور رحيم، ولكنه لا يلتفت إلى أنه شديد العقاب والعذاب -والعياذ بالله نسأله المعافاة والعافية- ومع ذلك الله أرحم الراحمين بل الرحمة رحمته جعلها بين خلقه: 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : " إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الرَّحْمَةَ يَوْمَ خَلَقَهَا مِائَةَ رَحْمَةٍ ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً ، وَأَرْسَلَ فِي خَلْقِهِ كُلِّهِمْ رَحْمَةً وَاحِدَةً ، فَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الرَّحْمَةِ لَمْ يَيْئَسْ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْعَذَابِ لَمْ يَأْمَنْ مِنَ النَّارِ " .صحيح البخاري

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِنَّ لِلَّهِ مِائَةَ رَحْمَةٍ أَنْزَلَ مِنْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالْبَهَائِمِ وَالْهَوَامِّ ، فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ ، وَبِهَا يَتَرَاحَمُونَ ، وَبِهَا تَعْطِفُ الْوَحْشُ عَلَى وَلَدِهَا وَأَخَّرَ اللَّهُ تِسْعًا وَتِسْعِينَ رَحْمَةً يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " .صحيح مسلم

وكثير منهم جريء على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالطعن والنفي والإنكار، فإذا كان يطعن في الحديث بسبب اتصاف الله بالرحمة فماذا سيفعل مع قوله تعالى:

﴿إِنَّمَا جَزَ ٰ⁠ۤؤُا۟ ٱلَّذِینَ یُحَارِبُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَیَسۡعَوۡنَ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَسَادًا أَن یُقَتَّلُوۤا۟ أَوۡ یُصَلَّبُوۤا۟ أَوۡ تُقَطَّعَ أَیۡدِیهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم مِّنۡ خِلَـٰفٍ أَوۡ یُنفَوۡا۟ مِنَ ٱلۡأَرۡضِۚ ذَ ٰ⁠لِكَ لَهُمۡ خِزۡیࣱ فِی ٱلدُّنۡیَاۖ وَلَهُمۡ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ عَذَابٌ عَظِیمٌ﴾.المائدة ٣٣

فيا أخي المسلم الله ليس فقط إله نعبده، بل ملك، الخلق خلقه والملك ملكه يأمر بما يشاء ولا يأخذ رأيك.

أما بخصوص القاديانية ما حد الرجم وآية الرجم إلا موضوع للتجارة الدنيوية بالدين والعياذ بالله والدعوة لفرقة خرجت أصلا من الإسلام، فهي تنكر على المسلمين أشياء كثيرة من الحق، بينما هي تأتي بأعظم مما تنكر.

نقول هذا لأن نبي القاديانية غلام أحمد القادياني كان مقرا بحد الرجم:

" إنك لا تدري إلى الآن عن معتقدات المسلمين شيئا. إذ لا تدري أن الله تعالى قد أمر في القرآن الكريم بقطع يد السارق ورجم الزاني بكل وضوح ".الحرب المقدسة ٢٦٨

" والعزف أيضا لا يجوز إلا إذا كان الهدف منه الإعلان العام عن النكاح والحفاظ على النسب، لأنه لو لم يحافظ على النسب لكان هناك خطر الزنا، الأمر الذي يغضب الله عليه كثيرا إلى درجة الأمر برجم الزاني ". فقه المسيح ٢٤١ 

فأولا: أثبتت الروايات الحديثية نسخ آية الرجم تلاوة دون الحكم، -والصحابة رضي الله عنهم هم من جمعوا القرآن في المصحف وهم من أثبتوا النسخ-، فمن ذلك:

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي قَائِلٌ لَكُمْ مَقَالَةً قَدْ قُدِّرَ لِي أَنْ أَقُولَهَا، لَا أَدْرِي لَعَلَّهَا بَيْنَ يَدَيْ أَجَلِي، فَمَنْ عَقَلَهَا وَوَعَاهَا فَلْيُحَدِّثْ بِهَا حَيْثُ انْتَهَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ، وَمَنْ خَشِيَ أَنْ لَا يَعْقِلَهَا فَلَا أُحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَكْذِبَ عَلَيَّ، إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَقِّ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، فَكَانَ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةُ الرَّجْمِ، فَقَرَأْنَاهَا وَعَقَلْنَاهَا وَوَعَيْنَاهَا، رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ، فَأَخْشَى إِنْ طَالَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ : وَاللَّهِ مَا نَجِدُ آيَةَ الرَّجْمِ فِي كِتَابِ اللَّهِ. فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ، وَالرَّجْمُ فِي كِتَابِ اللَّهِ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى إِذَا أُحْصِنَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، إِذَا قَامَتِ الْبَيِّنَةُ، أَوْ كَانَ الْحَبَلُ أَوْ الِاعْتِرَافُ، ثُمَّ إِنَّا كُنَّا نَقْرَأُ فِيمَا نَقْرَأُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَنْ : ( لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ ؛ فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ ) - أَوْ : ( إِنَّ كُفْرًا بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ ) ". صحيح البخاري

عَنْ  زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ  قَالَ : أَشْهَدُ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ إِذَا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ ".سنن الدارمي

ثانيا: الرجم ثابت في عمل الرسول صلى الله عليه وسلم وعمل صحابته رضي الله عنهم في فمن ذلك:

عَنْ  عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ الْيَهُودَ جَاءُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرُوا لَهُ أَنَّ رَجُلًا مِنْهُمْ وَامْرَأَةً زَنَيَا، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ فِي شَأْنِ الرَّجْمِ ؟ " فَقَالُوا : نَفْضَحُهُمْ وَيُجْلَدُونَ. فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ : كَذَبْتُمْ، إِنَّ فِيهَا الرَّجْمَ. فَأَتَوْا بِالتَّوْرَاةِ فَنَشَرُوهَا، فَوَضَعَ أَحَدُهُمْ يَدَهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ، فَقَرَأَ مَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ : ارْفَعْ يَدَكَ. فَرَفَعَ يَدَهُ فَإِذَا فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ، فَقَالُوا : صَدَقَ يَا مُحَمَّدُ، فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ. فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرُجِمَا. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ يَجْنَأُ عَلَى الْمَرْأَةِ يَقِيهَا الْحِجَارَةَ.صحيح البخاري

عَنْ  جَابِرٍ ، أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ : إِنَّهُ قَدْ زَنَى. فَأَعْرَضَ عَنْهُ، فَتَنَحَّى لِشِقِّهِ الَّذِي أَعْرَضَ، فَشَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ، فَدَعَاهُ فَقَالَ : " هَلْ بِكَ جُنُونٌ ؟ هَلْ أَحْصَنْتَ ؟ ". قَالَ : نَعَمْ. فَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُرْجَمَ بِالْمُصَلَّى، فَلَمَّا  أَذْلَقَتْهُ  الْحِجَارَةُ،  جَمَزَ  حَتَّى أُدْرِكَ بِالْحَرَّةِ فَقُتِلَ.المصدر السابق

القادياني والبداء والعياذ بالله:

مسكين ذلك الفرد القادياني الذي يرفض النسخ في الأحكام والأوامر الشرعية، ونبيه الغلام أثبت  البداء في الأوامر الكونية والقدرية، ونعوذ بالله من نسبة ذلك لله السبوح القدوس السلام:

النص الأول:

16/10/1906

رأيتُ أن أجل أحد الناس قريب، ولكن لم أعرف من هو، فدعوتُ في هذه الحالة الكشفية، فتلقيت الوحي التالي:

"إنّ المنايا لا تطيش سهامُها."

ثم دعوت في هذه الحالة الكشفية ثانية وقلتُ: رَبِّ إنك على كل شيء قدير. فتلقيت الوحي التالي: 

"إنّ المنايا قد تطيش سهامُها."

ثم بعد ذلك تلقيت الإلهام التالي: 

"رسيدہ بود بلائے ،ولے بخیر گذشت۔" (أردية)

أي: حلّت البليّة، ولكن الله سلّمَ.

لا أدري بأيٍّ منا يتعلق هذا الإلهام. والله أعلم بالصواب. ("بدر"، مجلد 2، عدد 42، يوم 18/10/1906، ص 3، و"الحكم"، مجلد 10، عدد 36، يوم 17/10/1906، ص 1)التذكرة ٧٢٣

النص الثاني:

نيسان 1905

عندما كنا مقيمين في البستان في فصل الربيع عام 1905 تلقيت عن أحد أبناء جماعتي المقيمين هناك الوحي التالي:

"خدا  کا  ارادہ  ہی  نہ  تھا  کہ اُس کو اچھا کرے، مگر فضل سے اپنے ارادہ کو بدل دیا۔" (أردية)

أي: لم يُرد الله أن يشفيه، ولكنه تعالى غيَّر إرادته فضلاً منه.

 ثم حدَث بعد هذا الوحي أن زوجة "سيّد مهدي حسن" -وهو واحد من جماعتنا وكان معنا في البستان- مرضتْ مرضًا شديدا. والحق أنها كانت مريضةً ونحيفةً سلفًا بسبب الحمّى والوَرم في فمها وقدميها بل في جسدها كله، وكانت حاملا. وبعد وضع الحمل تدهورتْ صحّتها جدًّا حتى بدت آثار اليأس، ولكني ظللتُ أدعو لها، حتى نالت الحياة من جديد بفضل الله تعالى... وفي اليوم التالي جرى على لسان زوجة "سيد مهدي حسن" الوحي التالي من الله: ما كنتِ لتُشفَينِ، ولكن ستُشفين الآن بدعائه عليه السلام.(حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية، مجلد 22، ص 378-379)المصدر السابق ٥٨١

النص الثالث:

19/6/1905

تلقيت في هذا البستان عن واحد من أربعة من أبناء جماعتنا الذين مرضوا مرضًا شديدا الإلهام التالي: 

"خدا نے اس کو اچھا کرنا ہی نہیں تھا۔بے نیازی کے کام ہیں۔اعجاز  المسیح۔" (أردية)

أي: ما كان الله ليشفيه. إنها أعمال الغِنى. إعجاز المسيح.

بمعنى أن موته كان مثل القدر المبرَم، وكأنه المبرَم فعلاً، ولكن الله شفاه كإعجاز للمسيح الموعود. ذلك أن القدر المبرم غير قابل للتبدل، ولكن من الأقدار ما يشبه القدر المبرم جدًا ويبدو مبرمًا في النظر الكشفي، ومثل هذا القدر يمكن أن يلغى نتيجة العناية الكاملة والإقبال على الله من قِبل أحد المبارَكين من أهل الله. ("بدر"، مجلد 1، عدد 11، يوم 15/6/1905، ص 2، و"الحكم"، مجلد 9، عدد 22، يوم 24/6/1905، ص 2)التذكرة ٥٩٥

النص الرابع:

25/10/1903

مرِض عبد الرحيم خان، الابنُ الأصغر لأخينا نواب محمد علي خانْ، مرضًا شديدًا، ولازمتْه الحمى الشديدة أربعة عشر يومًا على التوالي، واختلَّت حواسّه وفقَد الوعي، حتى أصيب بالتيفوئيد. وكان حضرة خليفة الله عليه السلام يُذكَّر يوميًا بالدعاء له، وكان يدعو له. وفي 25/10 قالوا له بمنتهى القلق أنْ لا أملَ في حياة عبد الرحيم بحسب العلامات. وبينما كان ، وهو رؤوف رحيم، يدعو له في صلاة التهجد إذ أوحى الله إليه:

"تقدیر مبرم ہے اور ہلاکت مقدر۔" (أردية)

أي أن القدر مُبرَم والهلاك مقدّر.

... قال: عندما تلقيت من الله تعالى هذا الوحي القهري خيّم عليّ حزن عميق، وخرج من لساني تلقائيًا: إلهي، إذا لم يكن هذا وقت الدعاء، فهناك وقت الشفاعة، وها إني أشفع له عندك. فنـزل عليّ الوحي فورًا:

 "يُسبّح له مَن في السماوات ومن في الأرض. مَن ذا الذي يشفع 

عنده إلا بإذنه."

فارتجف جسدي بهذا الوحيّ الجلالي، وسيطرَ عليّ الخوف والهول إذ شفعتُ بدون إذن الله تعالى. ثم بعد دقيقتين نـزل عليّ الوحي: 

"إنك أنت المجازُ."

 أي قد أَذِنّا لك.

ثم بدأت صحّته تتحسن باستمرار، وكل من كان يرآه بعدها ويعرفه كان قلبه يمتلئ شكرًا لله تعالى، وكان يعترف أن ميتًا عاد إلى الحياة بلا ريب. ("بدر"، مجلد 2، عدد 41-42، يوم 29 إلى18/10/1903، ص 321 بقلم حضرة مولانا عبد الكريم السيالكوتي 29/10/1903)التذكرة ٥١٧

النص الخامس:

14/6/1899

كانت زوجتي حاملا، فساءت حالتُها جدا عند بداية آلام المخاض في 14 حزيران، حيث بردَ جسمُها، وأصابها ضعفٌ شديد، وظهرتْ آثار الإغماء، فظننت أن هذه المسكينة على وشك أن تغادر هذه الدار الفانية. كان أولادي في كرب شديد، وكانت النسوة في البيت ووالدة زوجتي كلهن منهارات وكالأموات، لظهور أعراض رديئة جدا في زوجتي. فتوجهتُ إلى الدعاء لها بالشفاء ظنًّا مني أنها موشكة على الرحيل، وإيمانًا مني بأن قدرة الله تُري العجائب، فتحسنتْ حالتها فجأة، وتلقيتُ الوحي:

 "تحويل الموت."

أي: قد أجَّلْنا الموت لوقت آخر. فدبّت الحرارة في جسمها ثانية، واستعادت حواسَّها، فولدتْ ابنًا سمّيناه "مبارك أحمد". (رسائل أحمدية، مجلد 5، جزء 1، ص 26، رسالة إلى سيتهـ عبد الرحمن المدراسي، ومجلة "تشحيذ الأذهان"، مجلد 3، عدد 2 و3، ص 116، لشهري شباط وآذار 1908)التذكرة ٣٤١

طرائف بشيرية:

إن القاديانية تتبع بشير الدين محمود ابن الغلام القادياني وخليفته الثاني في كثير من المعتقدات والتفسيرات، ضاربة عرض الحائط بمزعومها وأقواله، وهي تأخذ نفي النسخ في القرآن عن بشير الدين محمود، وهذا الرجل من طرائفه أنه ينكر النسخ في الأحكام ويثبت النسخ في غير الأحكام الشرعية:

"فكلما بحث في مسألة النبوة ينبغي أن نعد النصوص التي نشرت من ١٩٠١م إلى يوم وفاته -أي الغلام القادياني- هي الأصل. أما النصوص المتصفة بأي من:

(١)التعارض مع النصوص المتأخرة.

(٢)تتضمن كلمات تثبت نقصا في نبوة المسيح الموعود .

وترك استخدامها بعد ١٩٠١م، فيجب اعتبارها منسوخة ". (أي النصوص المتعلقة بمسألة النبوة، لأنه أصدر فيها قرارا بنفسه في حقيقة الوحي ".  حقيقة النبوة ٨٤

ويقول: " فقد ثبت بجلاء أن العبارات المكتوبة قبل ١٩٠١م التي نفى فيها كونه نبيا منسوخة الآن ولا يجوز الاحتجاج بها ". المصدر السابق ١٥٩

فواضح أنه اعتبر تلك الأقوال منسوخة؟! لأن القادياني له نصوص كثيرة في إنكار ادعائه النبوة، وتكذيب ولعن من يدعي النبوة بعد نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، واستدلال القادياني "بآية ختم النبوة" وحديث "لا نبي بعدي" في نفي مجيء نبي بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

وفي تفضل الغلام القادياني نفسه على المسيح عيسى عليه السلام فله قولان: تفضل المسيح، وتفضل نفسه، فقال بشير الدين محمود: " إن الاعتقاد الذي ذكره المسيح الموعود في ترياق القلوب هو الاعتقاد الأول واعتبرنا اعتقاده بكون أفضل من المسيح اعتقادا متأخرا فلا يسع أحدا إلا الاعتراف بأن العبارة الواردة في ترياق القلوب منسوخة والعبارة الواردة في "ريفيو" ناسخة ". المصدر السابق ٣١

فسبحان الله ذو العزة والجلال والعظمة والكبرياء الذي جعل باطل القاديانية عليها.

الخلاصة:

١. النسخ في القرآن ثابت في الكتاب والسنة.

٢. حد رجم الزاني المحصن ثابت كذلك.

٣. نبي القاديانية ومزعومها مقر بالنسخ في القرآن.

٤. نبي القاديانية ومزعومها مقر بحد رجم الزاني المحصن.

٥. موضوع النسخ في القرآن مجرد موضوع اتخذته القاديانية للدعوة لنفسها وضلالاتها، والمزايدة على المسلمين.

٦. في كتب القادياني والقاديانية ردود ملزمة على باطلهم، في موضوع النسخ في القرآن وفي غيره من الموضوعات.

٧. انصح بالجمع بين الدليل الشرعي والدليل الإلزامي في الرد على القاديانية