الميرزا يشهد على نفسه أنه كان من الكاذبين

الميرزا يشهد على نفسه أنه كان من الكاذبين

الميرزا يشهد على نفسه أنه كان من الكاذبين

يقول في 27/9/1900:

"إذا كان معارضيَّ يتحلّون بأدنى صِدْق فعليهم أن يشكِّلوا لجنة صغيرة من النبلاء والأشراف ليذكروا لي بعض النبوءات التي لم تتحقّق في رأيهم... وإذا اتهموني بأن نبوءة لي لم تتحقَّقْ أو انقطع الأمل في تحقُّقها ثم لم أُثبت انطلاقًا من نبوءات الأنبياء أن جميع نبوءاتي قد تحقّقتْ في الحقيقة، أو بعضُها جدير بالانتظار وأنها من قبيل نبوءات الأنبياء، فمن المؤكّد أني سأُعتبر في كل مجلس كاذبًا". (الأربعين، ص9-10)

فلتشكّلوا أيها الناس لجنةً، مِن أي دين شئتم، ومِن أي ثقافة أردتم، ومِن أي عِرق أحببتم، ومِن أي لون رأيتم، ثم سأعرض عليها نبوءة الزواج من محمدي بيغم التي قال وحي الميرزا عنها عام 1893:

"فبشرى لك في النكاح، الحق من ربك فلا تكونن من الممترين. إنا زوجناكها، لا مبدل لكلمات الله، وإنا رادوها إليك، إن ربك فعالٌ لما يريد، فضلٌ من لدنا ليكون آية للناظرين". (تحفة بغداد)

بل إنه في كتاب "الأربعين" هذا، وبعد هذا النص أعلاه، ذكر الميرزا وحيه التالي عام 1900:

"فسيكفيكهم الله ويردّها إليك، لا مبدِّلَ لكلمات الله، وإنّ وعد الله حقّ، وإنّ ربّك فعّال لما يريد. قلْ إِي وربي إنه لحقٌّ، ولا تكنْ من الممترين. إنا زوّجْناكها. إنما أمرُنا إذا أردنا شيئا أن نقول له كن فيكون". (الأربعين)

والعالم كله يعرف أنه لم يتزوجها، مع أن النص يقول: "لا مبدِّلَ لكلمات الله، وإنّ وعد الله حقّ، وإنّ ربّك فعّال لما يريد". وغير ذلك مما هو واضح.

وفي عام 1906 كذب الميرزا كذبة أخرى وقال:

" أما ما ورد في الإلهام أن قِراني على تلك المرأة قد عُقد في السماء فهذا صحيح. ولكن كما بيّنّا من قبل أن الله تعالى وضع لظهور هذا القِران الذي عُقد في السماء شرطا نُشر في حينه ونصه: "أيتها المرأة توبي توبي فإن البلاء على عقبك". فلما حققوا الشرط فسخ النكاح أو أُجِّل". (حقيقة الوحي)

لاحظوا كيف تغاضى الميرزا عن الوحي: ""لا مبدِّلَ لكلمات الله"، وعن الوحي: "وإنّ وعد الله حقّ، وإنّ ربّك فعّال لما يريد"، وكلُّها نصوص لا مجال لتأويلها. ثم كذب قائلا إن النبوءة كانت مشروطة!! علما أن المرأة هذه التي ماتت قبل هذا الوحي هي جدة محمدي بيغم، فكيف تتوب وقد ماتت؟! فالزواج حتميّ وليس مشروطًا.

بل استخدم الميرزا عبارة لا تقلّ قوة عن العبارات السابقة، حيث قال في عام 1896: "إنني أقول مرارا وتكرارا بأن مضمون النبوءة عن صهر أحمد بيك قضاء مبرم، فانتظروها؛ وإن كنت كاذبا، فلن تتحقق هذه النبوءة وسأهلك". (عاقبة آتهم)

والقضاء المبرم هو الذي يستحيل أن يتغيّر، لا بالدعاء ولا بغيره، والذي ليس مرتبطا بأي شرط، بل تحقُّقُه حتميٌّ في كل حال وفي كل ظرف.

ثم هل فُسخ النكاح أم أُجِّل؟ لا بدّ مِن التحديد. وهل الزواج لعبة أطفال حتى يُحكى عنه بهذا التردد والحيرة!

ثم كيف يتزوجها وهي متزوجة؟ ثم كيف يُفسخ عقد زواجه بها وهي متزوجة أصلا؟ هل كانت متزوجة من الميرزا ومن زوجها في الوقت نفسه؟

أما التأجيل فحتّام؟ هل يتزوجها في السماء؟ وماذا عن زوجها والدِ أبنائها؟ ألن يتزوجها في السماء؟

ألم ينقطع الأمل في تحقُّق هذه النبوءة؟ هل هنالك نبوءة لنبيّ سابق قال فيها إنها من القدر المبرم وأنها ستحقق لأنه لا تبديل لكلمات الله، ثم لم تتحقق؟ هل قال نبي: "أُقسم بربي إنه لحقٌّ، ومن المحال أن تحولوا دون وقوعه. إنّا عقدْنا قرانك بها، وليس بوسع أحد تبديل كلماتي"، ثم لم يتحقق ما تنبأ به؟

هل أُعدّد عشر نبوءات على هذه الشاكلة، أم أكتفي بهذا ريثما تردّ اللجنة التي آمل تشكيلها في أسرع وقت؟

أرى أن أنتظر، والكرة في ملعب أي مثقّف أن يسارع في تشكيل هذه اللجنة من دول مختلفة ومن أعمار مختلفة ومن محايدين جدا.

#هاني_طاهر 12 يوليو 2017