الميرزا القادياني ووحي البداء
الميرزا القادياني ووحي البداء
1-
16/10/1906
رأيتُ أن أجل أحد الناس قريب، ولكن لم أعرف من هو، فدعوتُ في هذه الحالة الكشفية، فتلقيت الوحي التالي:
"إنّ المنايا لا تطيش سهامُها."
ثم دعوت في هذه الحالة الكشفية ثانية وقلتُ: رَبِّ إنك على كل شيء قدير. فتلقيت الوحي التالي:
"إنّ المنايا قد تطيش سهامُها."
ثم بعد ذلك تلقيت الإلهام التالي:
"رسيدہ بود بلائے ،ولے بخیر گذشت۔" (أردية)
أي: حلّت البليّة، ولكن الله سلّمَ.
لا أدري بأيٍّ منا يتعلق هذا الإلهام. والله أعلم بالصواب. ("بدر"، مجلد 2، عدد 42، يوم 18/10/1906، ص 3، و"الحكم"، مجلد 10، عدد 36، يوم 17/10/1906، ص 1) التذكرة 723
2-
نيسان 1905
عندما كنا مقيمين في البستان في فصل الربيع عام 1905 تلقيت عن أحد أبناء جماعتي المقيمين هناك الوحي التالي:
"خدا کا ارادہ ہی نہ تھا کہ اُس کو اچھا کرے، مگر فضل سے اپنے ارادہ کو بدل دیا۔" (أردية)
أي: لم يُرد الله أن يشفيه، ولكنه تعالى غيَّر إرادته فضلاً منه.
ثم حدَث بعد هذا الوحي أن زوجة "سيّد مهدي حسن" -وهو واحد من جماعتنا وكان معنا في البستان- مرضتْ مرضًا شديدا. والحق أنها كانت مريضةً ونحيفةً سلفًا بسبب الحمّى والوَرم في فمها وقدميها بل في جسدها كله، وكانت حاملا. وبعد وضع الحمل تدهورتْ صحّتها جدًّا حتى بدت آثار اليأس، ولكني ظللتُ أدعو لها، حتى نالت الحياة من جديد بفضل الله تعالى... وفي اليوم التالي جرى على لسان زوجة "سيد مهدي حسن" الوحي التالي من الله: ما كنتِ لتُشفَينِ، ولكن ستُشفين الآن بدعائه عليه السلام.(حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية، مجلد 22، ص 378-379) التذكرة 581
3-
19/6/1905
تلقيت في هذا البستان عن واحد من أربعة من أبناء جماعتنا الذين مرضوا مرضًا شديدا الإلهام التالي:
"خدا نے اس کو اچھا کرنا ہی نہیں تھا۔بے نیازی کے کام ہیں۔اعجاز المسیح۔" (أردية)
أي: ما كان الله ليشفيه. إنها أعمال الغِنى. إعجاز المسيح.
بمعنى أن موته كان مثل القدر المبرَم، وكأنه المبرَم فعلاً، ولكن الله شفاه كإعجاز للمسيح الموعود. ذلك أن القدر المبرم غير قابل للتبدل، ولكن من الأقدار ما يشبه القدر المبرم جدًا ويبدو مبرمًا في النظر الكشفي، ومثل هذا القدر يمكن أن يلغى نتيجة العناية الكاملة والإقبال على الله من قِبل أحد المبارَكين من أهل الله. ("بدر"، مجلد 1، عدد 11، يوم 15/6/1905، ص 2، و"الحكم"، مجلد 9، عدد 22، يوم 24/6/1905، ص 2) التذكرة 595
4-
25/10/1903
مرِض عبد الرحيم خان، الابنُ الأصغر لأخينا نواب محمد علي خانْ، مرضًا شديدًا، ولازمتْه الحمى الشديدة أربعة عشر يومًا على التوالي، واختلَّت حواسّه وفقَد الوعي، حتى أصيب بالتيفوئيد. وكان حضرة خليفة الله عليه السلام يُذكَّر يوميًا بالدعاء له، وكان يدعو له. وفي 25/10 قالوا له بمنتهى القلق أنْ لا أملَ في حياة عبد الرحيم بحسب العلامات. وبينما كان ، وهو رؤوف رحيم، يدعو له في صلاة التهجد إذ أوحى الله إليه:
"تقدیر مبرم ہے اور ہلاکت مقدر۔" (أردية)
أي أن القدر مُبرَم والهلاك مقدّر.
... قال: عندما تلقيت من الله تعالى هذا الوحي القهري خيّم عليّ حزن عميق، وخرج من لساني تلقائيًا: إلهي، إذا لم يكن هذا وقت الدعاء، فهناك وقت الشفاعة، وها إني أشفع له عندك. فنـزل عليّ الوحي فورًا:
"يُسبّح له مَن في السماوات ومن في الأرض. مَن ذا الذي يشفع
عنده إلا بإذنه."
فارتجف جسدي بهذا الوحيّ الجلالي، وسيطرَ عليّ الخوف والهول إذ شفعتُ بدون إذن الله تعالى. ثم بعد دقيقتين نـزل عليّ الوحي:
"إنك أنت المجازُ."
أي قد أَذِنّا لك.
ثم بدأت صحّته تتحسن باستمرار، وكل من كان يرآه بعدها ويعرفه كان قلبه يمتلئ شكرًا لله تعالى، وكان يعترف أن ميتًا عاد إلى الحياة بلا ريب. ("بدر"، مجلد 2، عدد 41-42، يوم 29 إلى18/10/1903، ص 321 بقلم حضرة مولانا عبد الكريم السيالكوتي 29/10/1903) التذكرة 517
5-
14/6/1899
كانت زوجتي حاملا، فساءت حالتُها جدا عند بداية آلام المخاض في 14 حزيران، حيث بردَ جسمُها، وأصابها ضعفٌ شديد، وظهرتْ آثار الإغماء، فظننت أن هذه المسكينة على وشك أن تغادر هذه الدار الفانية. كان أولادي في كرب شديد، وكانت النسوة في البيت ووالدة زوجتي كلهن منهارات وكالأموات، لظهور أعراض رديئة جدا في زوجتي. فتوجهتُ إلى الدعاء لها بالشفاء ظنًّا مني أنها موشكة على الرحيل، وإيمانًا مني بأن قدرة الله تُري العجائب، فتحسنتْ حالتها فجأة، وتلقيتُ الوحي:
"تحويل الموت."
أي: قد أجَّلْنا الموت لوقت آخر. فدبّت الحرارة في جسمها ثانية، واستعادت حواسَّها، فولدتْ ابنًا سمّيناه "مبارك أحمد". (رسائل أحمدية، مجلد 5، جزء 1، ص 26، رسالة إلى سيتهـ عبد الرحمن المدراسي، ومجلة "تشحيذ الأذهان"، مجلد 3، عدد 2 و3، ص 116، لشهري شباط وآذار 1908) التذكرة 341
6-
5/6/1893
إن ما انكشف عليَّ هذه الليلة هو ما يلي: لقد دعوتُ الله تعالى بمنتهى التضرع والابتهال سائلا إياه أن يحكم في هذا الأمر، وقلت لسنا سوى بشر ضعفاء، ولا نستطيع فعل شيء خلاف حكمك. فبشرني ربي بالآية التالية وقال إنّ الفريق الذي يتّبع الباطل عمدًا في هذا النقاش من بين الفريقين، ويترك الإلهَ الحق، ويتّخذ الإنسان العاجز إلهًا، فسوف يُلقى في الهاوية خلال خمسة عشر شهرا، شهرٌ مقابل كل يوم من أيام المناظرة، وسيلقى ذُلاً كبيرًا، شريطة ألا يرجع إلى الحق. أما الذي هو على الحق، ويؤمن بالإله الحق، فسيلقى الإكرام. وعند تحقُّق هذه النبوءة، سوف يبصر بعض العُمْي، ويمشي بعض العُرْج، ويسمع بعض الصُّمّ. (الحرب المقدسة، الخزائن الروحانية، مجلد 6، ص 291-292) التذكرة 239
وهذا النص بحاجة لمزيد إيضاح فبعد أن جاء الوحي للغلام القادياني: "فسوف يُلقى في الهاوية خلال خمسة عشر شهرا…" وكان المقصود من الهاوية الموت، فلما انقضت هذه المدة ولم يمت النصراني عبد الله آتهم أطلقوا التبريرات "البدائية" فانظر هذه التبريرات:
•كتبوا حاشية عن النص السابق:
"ملحوظة من حضرة مرزا بشير أحمد :
هذه النبوءة صريحة في أن آتهم سوف يُلقى في الهاوية خلال خمسة عشر شهرًا إذا لم يرجع إلى الحق، وحيث إنه لزم خلالَها الصمتَ التام على خلاف عادته، بحق الإسلام ومؤسسه ، كما أكّدتْ القرائن الأخرى أنه هابَ عظمةَ هذه النبوءة وارتعب من حقانية الإسلام، فشمَله الله برحمته ونجّاه من الوقوع في الهاوية عملاً بقوله تعالى ما كان الله ليعذّبهم وهم يستغفرون. إلا أن "آتهم" رفَض إظهار الحق مع أن المسيح الموعود حثّه على ذلك مراراً، حتى إنه نشر إعلانًا وعده فيه بدفع أربعة آلاف روبية، حيث كتب :
لو أن آتهم حلف فإن الميعاد سنة واحدة بشكلٍ قطعي ويقيني دونما شرط، وأن القدر مبرم، أما إذا لم يحلف، فأيضًا لن يترك الله تعالى مثل هذا المجرم، الذي أراد خداع العالم بكتمان الحق، بدون عقاب... وتلك الأيام وشيكة وليست ببعيدة. (إعلان "جائزة أربعة آلاف روبية"، ص 11، مجموعة الإعلانات، مجلد 2، ص 106)
وقال أيضًا: لو أن المسيحيين قطعوا "آتهم" إربًا وذبحوه ذبحًا، فلن يحلف. (عاقبة آتهم، الخزائن الروحانية، مجلد 11، ص 3، إعلان 30/12/1895، مجموعة الإعلانات، مجلد 2، ص 204)
ومع هذا كله لم يحلف آتهم، وحيث إنه رفض أن يحلف الحلف الحق، وكتم الحق، فلم تمض سبعة أشهر على هذا الإعلان الأخير حتى مات في 27/7/1896 بمدينة فيروزبور وفقًا لنبوءة المسيح الموعود ".
•وكالعادة نزل الوحي على الغلام القادياني مبررا عدم تحقق التنبؤ خلال "خمسة عشر شهرا" ثم قال كلاما طويلا عريضا:
1894
(أ): لقد كشف عليّ وحيُ الله تعالى أن نائب المفوض عبد الله "آتهم" قد رجع إلى الحق إلى حد ما معترفًا بعظمة الإسلام ومرتعبًا من هيبته، مما أجّل وعْدَ موتِه وإلقائِه في الهاوية كليةً. لقد هوى في الهاوية، ولكنه نجا لأيام قلائل من الهاوية الكبرى التي تُسمَّى الموت...
لقد قال لي الله تعالى...:
"اطّلع الله على همّه وغمّه، ولن تجد لسنّة الله تبديلا. ولا تعجَبوا ولا تحزنوا، وأنتم الأعلون إنْ كنتم مؤمنين. وبعزّتي وجلالي إنك أنت الأعلى، ونمزّق الأعداء كلَّ ممزَّق، ومكرُ أولئك هو يبور. إنا نكشف السرَّ عن ساقه يومئذ يفرَح المؤمنون. ثُلّةٌ من الأوّلين وثُلّةٌ من الآخرين. وهذه تذكرةٌ، فمَن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا."
أي: علِم الله تعالى همَّه وغمَّه، أي هَمَّ "آتهم" وغَمَّه، وأمهلَه إلى أن يندفع إلى الجرأة والبذاءة والتكذيب ثانيةً، متناسيًا المِنّة الإلهية (هذا المعنى للوحي بيّنته بتفهيم رباني).
ثم قال تعالى: "ولن تجد لسنّة الله تبديلا"، أي أن هذه هي سنة الله، ولن تجد لسنة الله هذه تغييرًا. ومفهوم هذه الجملة كما فُهِّمتُه من الله تعالى هو أنه قد جرتْ عادة الله تعالى أنه لا يُنـزل العذاب على أحد حتى تَتهيأ الأسباب المثيرة لغضب الله كاملةً، ولكن لو كان في قلب المرء مثقال ذرة من خشية الله وأخَذه شيءٌ من الفزع، فلا يَحلّ به العذاب بل يؤجَّل لوقت آخر.
ثم قال الله تعالى: "لا تعجَبوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلَون إن كنتم مؤمنين". وهذا خطاب لجماعتي.
ثم قال الله تعالى: "وبعزّتي وجلالي، إنك أنت الأعلى". وهذا الخطاب موجّه إلى هذا العبد المتواضع.
ثم قال الله تعالى: "نمزِّق الأعداء كلَّ ممزَّق"، أي ستصيبهم ذلّةٌ، ويبور مكرُهم هم. ومعنى هذه الجملة كما فُهّمتُه هو أن الفتح سيكون حليفي أنا، لا حليفَ العدوّ، ولن يبرح الله حتى يفضح الأعداءَ في كل مكر مكروه ويُحبِطه، أي سيُخيّب مكرهم الذي صنعوه وجسَّموه وسيصيّره ميّتًا حتى يُري الناسَ جثمانه.
ثم قال الله تعالى ”إنا نكشف السرّ عن ساقه، يومئذ يفرح المؤمنون، ثلّةٌ من الأولين وثلّةٌ من الآخِرين"، أي سنكشف الحقيقة ونُري دلائل الفتح البيّنة، ويومئذ يفرح المؤمنون، الأولون منهم والآخرون.
ثم بين الله تعالى أن تأجيل عذاب الموت بسبب الأمر المذكور هو من سنّتنا التي ذكرناها سلفًا، فمَن أراد فليتخذْ الآن السبيل المؤدية إلى ربه. وهذا زجرٌ وملامة للذين يسيئون الظن. كما فُهِّمتُ معنى ذلك أن أصحاب النفوس الطيّبة الذين يحبّون الله وحده، ولا تغشاهم ظلمةُ البخل أو التعصب أو التسرّع أو سوء الفهم، فسيقبَلون بياني هذا ويجدونه موافقًا لأحكام الله تعالى، أما الذين ينقادون لنفوسهم وعنادها، أو لا يعرفون الحقيقة، فلن يقبلوه جرّاء تجاسُرهم وظلمة نفوسهم. (أنوار الإسلام، الخزائن الروحانية، مجلد 9، ص 2-3)
(ب): لا يظننّ أحد بسبب تصريحنا هذا أنه قد حدث ما كان حادثًا، ولن يقع بعد ذلك شيء، ذلك أن البشارات الخاصة بالمستقبل قد وردت في الوحي كالآتي:
"ونمزّق الأعداء كلَّ ممزَّق، يومئذ يفرح المؤمنون، ثلّةٌ من الأولين وثلّةٌ من الآخرين."
أي: أن الأعداء سيمزَّقون إربًا إربًا بهزيمة نكراء، ويومئذ سيبتهج المؤمنون الأوائل منهم والآخرون.
فاعلموا يقينًا أن الأيام آتيةٌ حين تتحقق كل هذه الأمور المذكورة في الوحي الإلهي. سيخجل العدو، وسيذلّ المعارض، وسيظهر الفتح من كل نوع، واعلموا يقينًا أن هذا أيضا نصرٌ، كما هو توطئة للنصر الآتي.
(أنوار الإسلام، الخزائن الروحانية، مجلد 9، ص 16-17)
(ج) أحيانًا تكون النبوءة الدقيقة من أجل اختبار الناس، لكي يكشف الله لهم مبلغ عقولهم. وقد سبق أن كتبْنا أن هذه النبوءة كانت تتضمن اختبارًا لذوي القلوب الزائغة أيضًا، ولذلك تحققت على نحو لطيف، غير أن لها جوانب أخرى أيضا ستنكشف حتمًا في المستقبل، كما تشير إلى ذلك نبوءةُ كشف الساق. (إعلان ملحق بـ "ضياء الحق"، الخزائن الروحانية، مجلد 9، ص 319) التذكرة 256
وكتبوا على حاشية النص السابق:
ملحوظة من حضرة مولانا جلال الدين شمس:
لقد روى السيد ملك صلاح الدين عن منشي محمد إسماعيل السيالكوتي ما يلي:
في آخر يوم من الميعاد المضروب لتحقُّق نبوءة موت "آتهم"، جاء المسيح الموعود على سطح المسجد المبارك، ودعا المولوي عبدَ الكريم وقال: لقد تلقيتُ الوحي التالي:
"اطّلع الله على همّه وغمّه."
ومعناه الذي فُهّمتُه هو أن ضمير الغائب في "هَمّه وغَمِّه" عائد على "آتهم"، مما يعني أنه لن يموت خلال هذا الميعاد. (أصحاب أحمد، مجلد أول، ص 57)
الخلاصة: جاء وحي للغلام القادياني بموت شخص خلال 15 شهرا ثم جاء وحي آخر ألغى المدة السابقة.
والعياذ بالله الرب عند القاديانيين يوحي بمدد زمنية "محددة وواضحة" لوقوع شيء ثم لا يقع.
فإذا لم يكن هذا بداء فما هو البداء عند القاديانيين.
التعليق:
(1)في النص الأول زعم القادياني وحيا يقول: "إن المنايا لا تطيش سهامها". ثم زعم وحيا آخر بدل وغير وألغى ونسخ الوحي السابق: "إن المنايا قد تطيش سهامها". وهذا ليس بداء فقط بل هو تناقض أيضا! وهو يخالف قول الله جل وعلا: ﴿ وَلَن یُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِذَا جَاۤءَ أَجَلُهَاۚ وَٱللَّهُ خَبِیرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ ﴾ المنافقون 11
(2)القاديانيين مساكين وجهال عقولهم ترفض "النسخ في القرآن" ثم هذه العقول تقبل من القادياني: "أي: لم يُرد الله أن يشفيه، ولكنه تعالى غيَّر إرادته فضلاً منه".
وبهذا المعنى والعياذ بالله الله أراد أن لا يشفي تلك المرأة المريضة لكن بسبب دعاء الغلام القادياني لها غير الرب إرادته.
سبحان الله ونستغفره ونعوذ به من هذا القول ومن نسبته إليه.
حتى من مرض ثم دعا لنفسه أو دعا الناس له وكان الشفاء، لا يستطيع الناس الجزم أن الله شفاه بسبب ذلك الدعاء، فنحن لا نعلم الغيب فقد يكون هناك سبب آخر لا نعلمه -مثل دعاء الملائكة مثلا-، لكن نحن مطالبون به ولا نعلم ما يكون من الله. هذا بالإضافة إلى أنه لا يثبت نبوة ووحيا لمدع للنبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم.
ولو شفى الله مريضا يظن أنه سيموت هذا لا يعني أن الله غير إرادته والعياذ بالله.
والله تبارك وتعالى يقول:
﴿إِنَّمَاۤ أَمۡرُهُۥۤ إِذَاۤ أَرَادَ شَیۡـًٔا أَن یَقُولَ لَهُۥ كُن فَیَكُونُ﴾ يس ٨٢
الله لا يغير شيئا أراده.
أما بالنسبة للنسخ فالمسلمون يقولون أن الله سابق في علمه أن الله سيغير هذا الحكم بحكم آخر.
لا أن الله شرع حكما ثم غير إرادته، أو بدى له أن يغيره والعياذ بالله.
(3)أما بخصوص القضاء "المبرم" في النصين الثالث والرابع فإن حال الغلام القادياني ينطبق عليه قول الله العليم:
﴿ أَمۡ أَبۡرَمُوۤا۟ أَمۡرࣰا فَإِنَّا مُبۡرِمُونَ ٧٩ أَمۡ یَحۡسَبُونَ أَنَّا لَا نَسۡمَعُ سِرَّهُمۡ وَنَجۡوَىٰهُمۚ بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَیۡهِمۡ یَكۡتُبُونَ ﴾ الزخرف ٧٩-٨٠
قال ابن كثير عليه رحمة الله: "قَالَ تَعَالَى: ﴿أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ﴾ قَالَ مُجَاهِدٌ: أَرَادُوا كَيْدَ شَرٍّ فَكِدْنَاهُمْ. وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ مُجَاهِدٌ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ [النَّمْلِ:٥٠] ، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْمُشْرِكِينَ كَانُوا يَتَحَيَّلُونَ فِي رَدِّ الْحَقِّ بِالْبَاطِلِ بِحِيَلٍ وَمَكْرٍ يَسْلُكُونَهُ، فَكَادَهُمُ اللَّهُ، وَرَدَّ وَبَالَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ؛ وَلِهَذَا قَالَ: ﴿أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ﴾ أَيْ: سَرَّهُمْ وَعَلَانِيَتَهُمْ، ﴿بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ﴾ أَيْ: نَحْنُ نَعْلَمُ مَا هُمْ عَلَيْهِ، وَالْمَلَائِكَةُ أَيْضًا يَكْتُبُونَ أَعْمَالَهُمْ، صَغِيرَهَا وَكَبِيرَهَا". تفسير القرآن العظيم
ما هو القضاء المبرم عند الغلام القادياني:
في نص للقادياني المتعلق بالزواج من محمدي بيغم -ولم يتحقق- يقول: "ولكن موت أحمد بيك هاض ظهورهم، لذلك جاءتني رسائل المعذرة والندم. ولما خافوا بشدة من الأعماق وارتعبوا كثيرًا كان ضروريا أنْ يؤخر الله تعالى موعد العذاب بحسب سنته القديمة فيؤخره إلى أن يرجعوا كليا عن تجاسرهم واستكبارهم وغفلتهم لأنّ ميعاد العذاب يكون قدرا معلَّقا دائما ويؤخَّر إلى أجل مسمى نتيجة الخوف والتوبة كما يشهد عليه القُرآن الكريم كله.ولكن جوهر النبوءة أي زواج تلك المرأة مني قدر مبرم لا يمكن زواله بأيّ حال، لأنّه قد ورد بهذا الصدد في إلهام الله: "لا تبديل لكلمات الله"، فلو زالت لبطل كلام الله. فإذا رأى الله تعالى بعد ذلك أنّ قلوبهم قد قست ولم يقدروا المهلة التي أُعطوها لبعض الوقت فسيتوجّه إلى تحقيق النبوءة الواردة في كلامه المقدس كما قال: ويردّها إليك،لا تبديل لكلمات الله، ولا شيء متعذِّر عليَّ، وسأرفع جميع العراقيل الحائلة دون تنفيذ هذا الأمر". مجموعة الإعلانات
إذا القضاء المبرم عنده لا يتبدل ولا يتغير.
ثم لاحظوا أنه استدل بـ "لا تبديل لكلمات الله" على تحقق الزواج من محمدي بيغم.
وفي النقطة الثالثة قال الغلام القادياني: "بمعنى أن موته كان مثل القدر المبرَم، وكأنه المبرَم فعلاً، ولكن الله شفاه كإعجاز للمسيح الموعود. ذلك أن القدر المبرم غير قابل للتبدل، ولكن من الأقدار ما يشبه القدر المبرم جدًا ويبدو مبرمًا في النظر الكشفي، ومثل هذا القدر يمكن أن يلغى نتيجة العناية الكاملة والإقبال على الله من قِبل أحد المبارَكين من أهل الله".
وهذا كلام مطاطي، فإما أن يكون الأمر مبرما أو غير مبرم، لكن هو من جهله يريد أن يضفي طابعا إعجازيا على دعائه فوقع في البداء.
وفي النقطة الرابعة نسف الغلام القادياني قوله في القضاء المبرم نسفا وجعله هباء منثورا، فبعد أن جاءه الوحي: "أي أن القدر مُبرَم والهلاك مقدّر".
قال: "عندما تلقيت من الله تعالى هذا الوحي القهري خيّم عليّ حزن عميق، وخرج من لساني تلقائيًا: إلهي، إذا لم يكن هذا وقت الدعاء، فهناك وقت الشفاعة، وها إني أشفع له عندك. فنـزل عليّ الوحي فورًا:
"يُسبّح له مَن في السماوات ومن في الأرض. مَن ذا الذي يشفع
عنده إلا بإذنه."
فارتجف جسدي بهذا الوحيّ الجلالي، وسيطرَ عليّ الخوف والهول إذ شفعتُ بدون إذن الله تعالى. ثم بعد دقيقتين نـزل عليّ الوحي:
"إنك أنت المجازُ."
أي قد أَذِنّا لك.
ثم بدأت صحّته تتحسن باستمرار، وكل من كان يرآه بعدها ويعرفه كان قلبه يمتلئ شكرًا لله تعالى، وكان يعترف أن ميتًا عاد إلى الحياة بلا ريب".
والخلاصة: لا حد للتبديل والتغيير في أقوال القادياني ووحيه بما يتجاوز موضوع البداء إلى موضوعات أخرى كثيرة، مثل: عدم تحقق النبوءة، وعدم تحقق المواعيد المحددة، والدجل والكذب والتناقض…
(4)يجد القاديانيون موضوعا للدعوة لهم وجماعتهم وضلالهم وهو "النسخ في القرآن"، فالمسلم البسيط من عامة المسلمين الذي يعظم كلام الله ووحي الله وكتاب الله -وهو الذي لم يتلق علما شرعيا- تلقي له القاديانية الشبه حوله، فيبدأ يسأل عن الموضوع ولقد اصطادوا بعض الجهال إلى جماعتهم بسبب موضوع النسخ في القرآن.
و موضوع النسخ في القرآن مسألة علمية نظرية الخلاف فيه لا يترتب عليه عمل، فقد جمع القرآن في وقت مبكر ودون زمن النبي عليه الصلاة والسلام ثم صحابته رضوان الله عليهم، والمسلمون مجمعون على أن هذا الكتاب المبدوء بسورة الفاتحة المختوم بسورة الناس هو كلام الله ووحيه المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
ولو عاش كثير من المسلمين عمرهم كله جهالا خلف الغنم و البقر والحرفة والوظيفة والتجارة والزراعة… لم يسمعوا بالنسخ في القرآن ما ضرهم ذلك بفضل الله، والعياذ بالله من شياطين الإنس والجن فهؤلاء المسلمين البسطاء تأتي لهم القاديانية لتقول: هناك مصيبة.. هناك كارثة.. إنهم يقولون أن هناك نسخ في القرآن، فماذا أنتم فاعلون ! ما العمل؟ الجواب: عليكم بالإيمان بالغلام القادياني نبياً ومهدياً ومسيحا !
وكأن الله والعياذ بالله أرسل الغلام القادياني وجماعته ليخلصوا المسلمين من هذا الخطر العظيم !!! والعياذ بالله يقولون: هناك مصيبة وكارثة! ثم هم يوقعون الجهال بمصيبة عظيمة وكارثة كبيرة وهي الردة! نعوذ بالله رب الفلق من شر ما خلق.
أما حد الرجم فهو ثابت ليس فقط من خلال آية الرجم المنسوخ تلاوتها، بل من حديث النبي صلى الله عليه وسلم وعمله به وإقامته، وثابت من خلال عمل الصحابة رضي الله عنهم.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ الْيَهُودَ جَاءُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرُوا لَهُ أَنَّ رَجُلًا مِنْهُمْ وَامْرَأَةً زَنَيَا ، فَقَالَ : لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ فِي شَأْنِ الرَّجْمِ ، فَقَالُوا : نَفْضَحُهُمْ وَيُجْلَدُونَ ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ : كَذَبْتُمْ إِنَّ فِيهَا الرَّجْمَ فَأَتَوْا بِالتَّوْرَاةِ فَنَشَرُوهَا فَوَضَعَ أَحَدُهُمْ يَدَهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ فَقَرَأَ مَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ ارْفَعْ يَدَكَ فَرَفَعَ يَدَهُ فَإِذَا فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ ، فَقَالُوا : صَدَقَ يَا مُحَمَّدُ فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرُجِمَا ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ يَجْنَأُ عَلَى الْمَرْأَةِ يَقِيهَا الْحِجَارَةَ ". صحيح البخاري
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنِّي قَائِلٌ لَكُمْ مَقَالَةً قَدْ قُدِّرَ لِي أَنْ أَقُولَهَا ، لَا أَدْرِي لَعَلَّهَا بَيْنَ يَدَيْ أَجَلِي ، فَمَنْ عَقَلَهَا وَوَعَاهَا فَلْيُحَدِّثْ بِهَا حَيْثُ انْتَهَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ ، وَمَنْ خَشِيَ أَنْ لَا يَعْقِلَهَا فَلَا أُحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَكْذِبَ عَلَيَّ ، إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَقِّ ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ ، فَكَانَ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةُ الرَّجْمِ ، فَقَرَأْنَاهَا وَعَقَلْنَاهَا وَوَعَيْنَاهَا ، رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ ، فَأَخْشَى إِنْ طَالَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ ، أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ : وَاللَّهِ مَا نَجِدُ آيَةَ الرَّجْمِ فِي كِتَابِ اللَّهِ ، فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ ، وَالرَّجْمُ فِي كِتَابِ اللَّهِ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى ، إِذَا أُحْصِنَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ ، إِذَا قَامَتِ الْبَيِّنَةُ ، أَوْ كَانَ الْحَبَلُ ، أَوِ الِاعْتِرَافُ". صحيح البخاري
نقول للقاديانيين إن النسخ في الوحي الإلهي أثبته الرب عز وجل في مواضع عديدة:
فعموما: ﴿ لِكُلࣲّ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ شِرۡعَةࣰ وَمِنۡهَاجࣰاۚ ﴾ المائدة 48
وقال سبحانه: ﴿فَبِظُلۡمࣲ مِّنَ ٱلَّذِینَ هَادُوا۟ حَرَّمۡنَا عَلَیۡهِمۡ طَیِّبَـٰتٍ أُحِلَّتۡ لَهُمۡ وَبِصَدِّهِمۡ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِ كَثِیرࣰا﴾ النساء 160
وفي عيسى عليه السلام لبني إسرائيل: ﴿ وَمُصَدِّقࣰا لِّمَا بَیۡنَ یَدَیَّ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعۡضَ ٱلَّذِی حُرِّمَ عَلَیۡكُمۡۚ وَجِئۡتُكُم بِـَٔایَةࣲ مِّن رَّبِّكُمۡ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِیعُونِ ﴾ آل عمران 50
وفي محمد عليه الصلاة والسلام: ﴿ٱلَّذِینَ یَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِیَّ ٱلۡأُمِّیَّ ٱلَّذِی یَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِی ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِیلِ یَأۡمُرُهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَیَنۡهَىٰهُمۡ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَیُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّیِّبَـٰتِ وَیُحَرِّمُ عَلَیۡهِمُ ٱلۡخَبَـٰۤىِٕثَ وَیَضَعُ عَنۡهُمۡ إِصۡرَهُمۡ وَٱلۡأَغۡلَـٰلَ ٱلَّتِی كَانَتۡ عَلَیۡهِمۡۚ فَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُوا۟ ٱلنُّورَ ٱلَّذِیۤ أُنزِلَ مَعَهُۥۤ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ الأعراف 157
ونقول للقاديانيين ثبت النسخ في كتاب الله جل في علاه:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : { مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا } ، وَقَالَ : { وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ } الْآيَةَ، وَقَالَ : { يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ } : فَأَوَّلُ مَا نُسِخَ مِنَ الْقُرْآنِ الْقِبْلَةُ، وَقَالَ : { وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ } إِلَى قَوْلِهِ : { إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا } ، وَذَلِكَ بِأَنَّ الرَّجُلَ كَانَ إِذَا طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَهُوَ أَحَقُّ بِرَجْعَتِهَا وَإِنْ طَلَّقَهَا ثَلَاثًا، فَنَسَخَ ذَلِكَ وَقَالَ : { الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ } . سنن النسائي
وعن أَبي الْعَلَاءِ بْنُ الشِّخِّيرِ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْسَخُ حَدِيثُهُ بَعْضُهُ بَعْضًا، كَمَا يَنْسَخُ الْقُرْآنُ بَعْضُهُ بَعْضًا. صحيح مسلم
هذا هو النسخ!
والذي يرفض النسخ بحجج منها أنها مرويات عن الصحابة رضي الله عنهم كابن عباس وغيره.. يلزمه أن لا يحتج أيضا بحديث ابن عباس المعلق: متوفيك مميتك.
ونعوذ بالله من أقوال الغلام القادياني التي تتصف بالبداء والتناقض والدجل والكذب والاختلاف.
ولله العليم الحكيم حكم في أفعاله ووحيه:
﴿ سَیَقُولُ ٱلسُّفَهَاۤءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلَّىٰهُمۡ عَن قِبۡلَتِهِمُ ٱلَّتِی كَانُوا۟ عَلَیۡهَاۚ قُل لِّلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ یَهۡدِی مَن یَشَاۤءُ إِلَىٰ صِرَ ٰطࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ ١٤٢ وَكَذَ ٰلِكَ جَعَلۡنَـٰكُمۡ أُمَّةࣰ وَسَطࣰا لِّتَكُونُوا۟ شُهَدَاۤءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَیَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَیۡكُمۡ شَهِیدࣰاۗ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِی كُنتَ عَلَیۡهَاۤ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن یَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن یَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَیۡهِۚ وَإِن كَانَتۡ لَكَبِیرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِینَ هَدَى ٱللَّهُۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیُضِیعَ إِیمَـٰنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفࣱ رَّحِیمࣱ ١٤٣﴾ البقرة 142-143
ولقد برر الغلام القادياني عدم تحقق تنبؤه المحدد الدقيق في عبد الله آتهم: "أحيانًا تكون النبوءة الدقيقة من أجل اختبار الناس، لكي يكشف الله لهم مبلغ عقولهم. وقد سبق أن كتبْنا أن هذه النبوءة كانت تتضمن اختبارًا لذوي القلوب الزائغة أيضًا، ولذلك تحققت على نحو لطيف".
فشتان بينهما بين الحق وبين الضلال.
هذا فضلا أن نبي القاديانية أثبت النسخ في القرآن.
أبو عبيدة العجاوي