المقرَّبون من غلام أحمد شهادتُهم كافيةٌ

المقرَّبون من غلام أحمد شهادتُهم كافيةٌ

المقرَّبون من غلام أحمد شهادتُهم كافيةٌ

ما تمتاز به دعوة الميرزا عن دعوة الأنبياء وعن قضايا الناس المحترمين أنّ المقرّبين منه أجمعوا على أنه مكار، بينما غالبية المقرّبين من الأنبياء آمنوا بهم، بل دافعوا عنهم حتى لو لم يؤمنوا بهم، لأنهم يرونهم محترمين ومشرِّفين لهم ويستحقون التضحية حتى لو كانوا يحملون وجهة نظر مختلفة.

في حصار شعب بني هاشم مثلا تضامن آل هاشم عن آخرهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي كان قد آمن به عدد منهم من أول يوم، ولم يقف له بالمرصاد غير عمه، كما لم يتّهمه أي منهم بأنه كاذب.

في حالة الميرزا أجمعت عائلته رجالا ونساء على أنه مكار.. أي أنه ليس مجرد موهوم، ولا مجرد كاذب، بل مكار. وهذا ما صرح به الميرزا في عام 1888، أي قبل تأسيسه جماعته وقبل إعلانه أنه المسيح أو المهدي، لذلك رفضوا بشدّة تزويجه ابنتهم رغم إغراءاته المذهلة.

وحيث إنّ أهل مكة أدرى بشعابها، فإجماع أقارب الميرزا على حقيقته لا بد من أخذه، خصوصا أنّ نزعة المكر ظهرت بوضوح من كتاب البراهين التجاري.

على أن الشهادات لا تقف عند هذا الحدّ، بل إنّ كبار أصدقاء الميرزا وعددا من كبار أتباعه ممن صدّقوه قد كذّبوه فيما بعد، وبذلوا كل جهدهم لكشف حقيقته. فما الذي يمكن أن يكون قد حرّك نشاطهم إلى هذا الحدّ غير أنهم رأوه قد احترف التزييف جدا، وأنهم قد خُدعوا؟ وما أسوأ شعور المرء بأنه خُدع سنوات!

مِن هؤلاء الذين هاجموه بشدة:

1: محمد حسين البطالوي الذي كان قد امتدحه جدا وامتدح كتابه. والذي لم يكن يعرف في البداية أنه مخادع. ولا يؤخذ بشهادته الأولى لأنها مبنية على معلومات ناقصة تراجع عنها حين اتضحت له الحقيقة. فلم يكن من قريته ولا يعرفه جيدا كما يبدو.

2: مير عباس علي، الذي قال فيه الميرزا: "هو صديقي الأول الذي ألقى الله تعالى حبي في قلبه قبل غيره. وهو الرجل الصالح الذي جاء قبل غيره إلى قاديان للقائي لوجه الله فقط، وذلك بعد تحمّل عناء السفر على سنة الأبرار الأخيار وبنـزاهة تامة. لا أستطيع أن أنسى أبدا أنه أظهر الوفاء بحماس صادق، وتحمّل من أجلي معاناة كثيرة، وسمع من القوم الكثير من سيِّئ الكلام. إن مير عباس المحترم ذو سيرة طيبة وعلى علاقة روحانية بي. ويكفي لإثبات مرتبته في الإخلاص أنني تلقيت مرة بحقه إلهاما: "أصله ثابت وفرعه في السماء". يعيش في هذه الدنيا الفانية عيش المتوكل. (إزالة الأوهام)

بعد أشهر من هذا المدح خرج مير عباس علي من جماعة الميرزا، "ونشر إعلاناً مخالفاً في 12/12/1891 مملوء بكلمات سوء الأدب والتحقير" (مكتوبات أحمدية). ومن شدة يقينه بأن الميرزا محترف تزييف فإنه قابله وقال له: "يمكن أن تُعقد المبارزة بيننا بحيث نبقى في غرفة مغلقة عشرة أيام وسيموت من كان كاذبا منا" (إزالة الأوهام)، لكن الميرزا رفض هذا العرض.

3: منشي إلهي بخش المحاسب. ورد اسمه في البراهين.. أي أنه من أوائل أتباع الميرزا، ولكنه في عام 1898 انضم إلى مير عباس علي وبدأ ينشر بين أصدقائه أن الله تعالى أوحى إليه أن المرزا مسرف كذاب (مقدمة ضرورة الإمام). كتب عنه الميرزا: "وصلني كتاب "عصا موسى" لمؤلفه "إلهي بخش" المحاسب، وكان قد طعن فيه في أموري الشخصية جراء سوء الظن، كما تهجم على بعض النبوءات الإلهية الصادقة والمقدسة متسرعًا دونما تدبر". (الأربعين 4 عام 1900)

4: الدكتور عبد الحكيم الذي كان من المخلصين جدا، وترك الميرزا في عام 1906، وتنبأ أن الميرزا سيموت في غضون 14 شهرا، ثم تنبأ الميرزا أن الله سيطيل عمره وسيُبطل نبوءة عبد الحكيم، لكنه مات في الفترة المحددة.

فما الذي جعل هؤلاء المقربين وهم من كبار الأتباع لا يتركون الميرزا فحسب، بل يعادونه جدا ويكشفون تزييفه وبطلان نبوءاته؟

وما الذي جعل زوجة الميرزا الأولى وابنيها يرفضونه كليا؟

يأتي الأحمديون بمثال ابن نوح وعبد الله بن أبي السرح. قلنا لهم مرارا: تقيسون الحالة الشاذة على الحالة العامة!! ابن نوح فرد واحد من عائلته لم يؤمن به، أما الميرزا فأجمعت عائلته على أنه مكار، وليس أنها لم تؤمن به فقط. ابن أبي السرح مجرد فرد ارتد، أما الميرزا فتركه كبار أتباعه، لا مجرد فرد منهم. وبذلوا جهدا كبيرا في نقض دعواه، حتى إنها كادت تنقرض في الهند إلا ممن يرثونها وراثة، فاضطرت الجماعة للانتقال إلى بلاد جديدة لتمارس الخداع من جديد وتزيّن الصورة لمن يجهلونها.

هاني طاهر 17 فبراير 2017

ملحوظة: هذا المقال مضى عليه خمس سنوات، حيث لم أكن أعرف عندها أن الشيخ محمد حسين اسمه محمد حسين البتالوي، وأنّ المرزا حرّف اسمه وجعله البطالوي اشتقاقا من الباطل.