المعجزات والشرك والكفر

المعجزات والشرك والكفر

المعجزات والشرك والكفر

الكاتب:أبوعبيدة العجاوي.

تتهم القادياني المسلمين بالشرك بالله بسبب إيمانهم واعتقادهم بآيات الله الخارقة للعادة.

لأن التصرف في الكون من اختصاص الله كالإحياء والخلق.

يقول السخيف بشير الدين محمود : أن الله وحده متفرد بالخلق، أما تلك الفكرة السخيفة التي بمقتضاها يقال إن صفة الخلق التي تفرد بها الله وحده يمكن أن يُفوّضها سبحانه إلى غيره مؤقتا، فإن القرآن المجيد يرفضها بالمرة.

انظر كيف يصف مدلول المعجزات بالفكرة السخيفة - عياذا بالله وكلماته التامات من شر ما خلق - نقول :

١- المسلمون يعتقدون أن الله هو المتصرف في الكون وحده. 

٢- وهو يكذب على المسلمين ! المسلمون لا يقولون أن الله يفوض صفة الخلق لغيره مؤقتا !

٣- بل المسلمون يقولون أن الخالق حقيقة هو الله، وطير عيسى - عليه السلام - لم يخلقه عيسى، وإنما ما فعله عيسى  مجرد سعي أمره الله به، والخالق الحقيقي هو الله والأمر - بإذن الله - وموسى - عليه السلام - ضربه البحر بالعصا مجرد سعي، أمره الله بذلك فضرب العصا، والله هو الذي شق البحر، وضرب العصا بالبحر لا تشق بحرا، والأمر بإذن الله. 

٤- والنصارى يرفضون ما جاء عند المسلمين بخصوص عيسى وخلق الطير، وغير موجودة عندهم في الأناجيل المعترف بها عندهم، لكن القادياني والقاديانية يحاولون الإيحاء لجهال المسلمين وبسطائهم أن معجزات عيسى - عليه السلام - تخدم المنصرين وتنصير المسلمين - كي يعتنقوا القاديانية -، وهذا كذب وباطل تاريخيا وواقعا، وباطل لأن عقيدة الإسلام بكل ما يخص المسيح عيسى ( حصن منيع من التنصير حصننا الله به )، حتى لقد يأس المنصرون بعدما جربوا بلسانهم وأقلامهم، وبالدم أيضا ومحاكم التفتيش في الأندلس تشهد بهذا، وفرح المنصرون بالقاديانية ومن هم مثلها، ولم يتم الله لهم هذه الفرحة والحمد لله هذا فضل الله العظيم.

٥- ثم هذا بشير الدين محمود يستدل كثيرا بكتاب اليهود والنصارى، ويؤسس على نقله عنهم عقائد ما أنزل الله بها وحيا لنا.

انظر كيف يحاول القادياني الإيحاء الذي ذكرناه سابقا : "  وما كان دليلهم على ألوهية المسيح إلا أنهم زعموا أنه خلق الخَلق بقدرته، وأحيا الأموات بألوهيته، وهو حيّ بجسمه العنصري على السماء، قائم بنفسه مُقوِّمٌ لغيره، وهو عين الرب والرب عينه، وحمَل أحدهما على الآخر حمل المواطأة، وإنما التفاضل في الأمور الاعتبارية، أزليٌّ أبديّ وما كان من الفانين ". (حمامة البشرى ١٥).

التعليق : قول النصارى لا يعنينا.

انظر أيضا : " ثم اعلم.. أيدك الله تعالى.. أن عقيدة نزول المسيح من السماء.. مع عدم ثبوته من النصوص القرآنية ومخالفة القرآن فيها، يضر عقائد التوحيد ويربي عقائد قوم أهلكوا الناس بمثل هذه القصص، فإنه إن كان هذا هو الأمر الحق.. أن عيسى لم يمت كإخوانه من الأنبياء، بل هو حيّ موجود في السماء، ومع ذلك كان يخلق الطيور كمثل خلق الله، ويُحيي الأموات كإحياء رب العالمين، فأيّ ابتلاء أعظم من هذا للذين يدْعون إلى ربوبية المسيح في هذا الزمان الذي تتموج فيه فتن النصارى من كل جهة، ويجاهدون بأموالهم وجميع مكائدهم ليضلوا الناس ويجعلوهم من المتنصرين! ". (حمامة البشرى ٦٦).

أيضا : قول النصارى لا يعنينا.

القاديانية صراحة وتعلنها وتقول : عقيدة رفع عيسى - عليه السلام - إلى السماء عقيدة نصرانية. لماذا ؟ واضح !

هذا القادياني كان في أواخر القرن التاسع عشر، وكان المسلمون في الهند تحت سلطان بريطانيا، والمنصرون يحاولون - عياذا بالله - واليوم الوضع مختلف في بلاد الهند، وفي أوروبا اليوم كثير من النصارى طلقوا النصرانية، والمتدينون النصارى يشتكون مما حل بالنصرانية في أوروبا، لكن في نفس الوقت هذه الدول إلى اليوم تدعم التنصير في البلاد التي يعيش فيها نصارى، أما المسلمون يأسوا من تنصيرهم، بل إنك اليوم تخالط النصارى في بلاد المسلمين ولا يتكلمون أمامك بشيء عن دينهم، مع أن النصارى في بلاد المسلمين أكثر تدينا من أوروبا، ويوجد نصارى متدينون في أمريكا أكثر تدينا  من أهل أوروبا.

خرابيط القادياني والقاديانية في المنصرين تجاوزه هذا العصر الذي نعيش فيه.

حتى مسلمو أفريقيا رغم الفقر ورغم الاضطهاد ورغم ورغم.. صمدوا على دينهم وتحاول القاديانية أن تحل محل المنصرين.

وتاريخيا كان النصارى يدخلون في الإسلام إلى يومنا هذا، لا العكس. 

حتى من قد يتبع الملحدين، أو منكري السنة، هو اصلا يعاني من مشاكل، فتارة تجد الفرد يميل لمنكري السنة، وتارة للقاديانية، وتارة هو في شك.

والرافضة لا يستطيعون إقناع المسلمين بدينهم، بل اليوم من كان يجهل حال الرافضة وينخدع بهم تكشفت له الأمور.

والمسلمون غير الملتزمين بالدين، هم ليسوا علمانيين بمعنى أنهم لا دينيين، بل يعتبرون أنفسهم مسلمين، لكن لهذا اسباب : الدنيا وطلبها، والشهوات، والجهل بالدين ، وكثير ممن لا يصلون تجد في داخلهم لوما لانفسهم، ويتمنون لو يوفقهم الله للصلاة، ومن لا يصلي من المسلمين لا يعني أنه يعادي دينه الإسلامي، بل لو تهيأت أسباب لدولة اسلامية تنهض بالمسلمين، ستجد من ذكرناهم يطيرون فرحا ويحفزهم ذلك للالتزام الديني.

وهذا موجود في المسلمين عبر العصور.

مع أننا نقر أن هناك شريحة بين المسلمين هي من تشتغل بها القاديانية ومن هم على شاكلتها.

القضية فقط عند أعداء الإسلام أخرجوا المسلمين من دينهم، ثم يعتقدوا بأي شيء غير دين الله، والعياذ بالله هو المثبت والهادي.

و وسيلتهم كلهم اطرحوا شبهات وتشكيك، هذا مع العلم أن المسلمين حالهم الديني اليوم أفضل بكثير من السابق، ولله الشكر، اللهم نسألك فضلك الكبير.

وهؤلاء سفاء لا يدركون أن المسلمين عندما يلين تدينهم كثيرا، يسلط الله على المسلمين عدوا ليعودوا لربهم، وهذا ثابت بالنص الشرعي، ومن نظر في التاريخ يدرك ذلك، فهم مجرد  قدر الله، ليقوم بمهمة الجهاد من يقوم بها، ويتخذ الله من يشاء شهداء، و ليقوم بالعمل بالكتاب والسنة من ينعم الله عليهم بذلك، والملاحظ أن المسلم عندما يخاف من عدوه يلجأ لله. 

ووالله لولا رحمة الله وتثبيته ولطفه بنا، فبعد مضي القرون الأولى المعاصي زادت والتقصير والجهل، أين حالنا من الصحابة، والتابعين، واتباع التابعين، إننا نقرأ عنهم ونتعجب ! والله العليم أن ما عشناه خلال القرون الثلاث الأخيرة ليس أشد من غزو التتار والمغول، ومن رحمة الله أنهم فيما بعد تفرقوا، وانقسموا، واقتتلوا بينهم، وأسلم منهم من أسلم.

ونرد على القادياني والقاديانية  أنهم مشركون وكفار، وهذا عليه أدلة كثيرة، وكأمثلة  :

١- تكذيبهم النصوص واضحة الدلالة تأويلا وتحريفا مثل ختم النبوة والمعجزات، ما الفائدة أن تقول : أنا أؤمن بهذه الآية، ثم تحرف مراد الله في قضايا خطيرة كختم النبوة والمعجزات. 

٢- تشبيه القادياني الله - سبحانه عز وجل - بالمخلوق، ووصفه الله بأوصاف غير لائقة.

آيات الله في عيسى و عقائد النصارى :

إن عيسى - عليه السلام - في ولادته وحياته، ورفعه إلى السماء ونزوله في آخر الزمان، ومكثه في الأرض بعد النزول، ( آية من آيات الله ) الكثيرة، قال - القادر القدير المقتدر - : { وَلِنَجۡعَلَهُۥۤ ءَایَةࣰ لِّلنَّاسِ وَرَحۡمَةࣰ مِّنَّاۚ وَكَانَ أَمۡرࣰا مَّقۡضِيا }. (مريم ٢١).

والقاديانية تقول صراحة : إن رفع المسيح - عليه السلام - إلى السماء ورجوعه عقيدة نصرانية.

والجواب بعد إن الله بكل شيء عليم :

١- أن الله أبطل عقائد النصارى بخصوص المسيح :

ففي الألوهية قال :  { لَّقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِینَ قَالُوۤا۟ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡمَسِیحُ ٱبۡنُ مَرۡیَمَۚ قُلۡ فَمَن یَمۡلِكُ مِنَ ٱللَّهِ شَیۡـًٔا إِنۡ أَرَادَ أَن یُهۡلِكَ ٱلۡمَسِیحَ ٱبۡنَ مَرۡیَمَ وَأُمَّهُۥ وَمَن فِی ٱلۡأَرۡضِ جَمِیعࣰاۗ وَلِلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَیۡنَهُمَاۚ یَخۡلُقُ مَا یَشَاۤءُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ }. (المائدة ١٧).

وفي التثليث قال : { لَّقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِینَ قَالُوۤا۟ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَـٰثَةࣲۘ وَمَا مِنۡ إِلَـٰهٍ إِلَّاۤ إِلَـٰهࣱ وَ ٰ⁠حِدࣱۚ وَإِن لَّمۡ یَنتَهُوا۟ عَمَّا یَقُولُونَ لَیَمَسَّنَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ مِنۡهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمٌ }. (المائدة ٧٣).

وفي الصلب والقتل قال : { وَقَوۡلِهِمۡ إِنَّا قَتَلۡنَا ٱلۡمَسِیحَ عِیسَى ٱبۡنَ مَرۡیَمَ رَسُولَ ٱللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـٰكِن شُبِّهَ لَهُمۡۚ وَإِنَّ ٱلَّذِینَ ٱخۡتَلَفُوا۟ فِیهِ لَفِی شَكࣲّ مِّنۡهُۚ مَا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمٍ إِلَّا ٱتِّبَاعَ ٱلظَّنِّۚ وَمَا قَتَلُوهُ یَقِینَۢا }. (النساء ١٥٧).

وفي الخطيئة والكفارة قال : { قُلۡ أَغَیۡرَ ٱللَّهِ أَبۡغِی رَبࣰّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَیۡءࣲۚ وَلَا تَكۡسِبُ كُلُّ نَفۡسٍ إِلَّا عَلَیۡهَاۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةࣱ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرۡجِعُكُمۡ فَیُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِیهِ تَخۡتَلِفُونَ }. (الأنعام ١٦٤).

وفي المعجزات قال : { وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي ۖ وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ }. (المائدة ١١٠).

أما عقيدة رفع المسيح إلى السماء الأدلة من الكتاب والسنة تثبتها.

٢- هناك فرق بين عقيدة الإسلام وعقيدة النصارى في الرفع إلى السماء :

عقيدة الإسلام تنزيهية توحيدية : أن عبد الله ورسوله عيسى - عليه السلام - لم يصلب، ولم يقتل، ولم يمت، وإنما رفع إلى السماء، وهو نازل في آخر الزمان، يمكث ٤٠ عاما  ويكون الأمر له بعد المهدي، ويتزوج ويولد له، ثم يموت ويصلي عليه المسلمون. 

أما عقيدة النصارى فهي شركية كفرية والعياذ بالله : أن الرب يسوع عندهم صلب ليكفر عنهم خطيئة آدم، ثم مات الرب يسوع، ثم دفن في قبر، ثم بعد أيام صعد إلى السماء.

سبحان الله والعياذ بالله ! رب يصلب و يموت ويدفن !

فهناك فرق عظيم كبير بين العقيدتين.

٣- أن المسلمين يشتركون مع اليهود والنصارى في عقائد : كالإيمان بالتوراة والإنجيل، ونبوة الأنبياء، وأبوة آدم للبشر… فلا يقال هذه عقائد نصرانية.

٤- أن تفاصيل الإيمان عند المسلمين مخالفة لما عند اليهود والنصارى ومن الأمثلة عقيدة الإسلام في عيسى - عليه السلام -.

٥- أن القاديانية تستدل بكتاب اليهود والنصارى وتؤسس على هذا الاستدلال عقائد خاصة بها، مثل قول القاديانية والعياذ بالله : أن المسيح صلب لكنه لم يمت على الصليب، وإنما أغمي عليه، فظنوا أنه قد مات، ثم سافر إلى الهند. 

٦- أن القاديانية عندها عقائد نصرانية مثل أن الجنة والنار روحانيات وليستا ماديتان، ومن يقرأ كتب القاديانية يلاحظ أنهم يقولون بتفاصيل يقولها اليهود والنصارى.

الأمر الآخر : القاديانية تحاول الإيحاء لجهال المسلمين أن معجزات عيسى - عليه السلام - هي عقائد نصرانية، وهذا كذب وباطل وخباثة. كي تلتقط بعض الجهال إلى جماعتها.

يقول القادياني :

" وما كان دليلهم على ألوهية المسيح إلا أنهم زعموا أنه خلق الخَلق بقدرته، وأحيا الأموات بألوهيته، وهو حيّ بجسمه العنصري على السماء، قائم بنفسه مُقوِّمٌ لغيره، وهو عين الرب والرب عينه، وحمَل أحدهما على الآخر حمل المواطأة، وإنما التفاضل في الأمور الاعتبارية، أزليٌّ أبديّ وما كان من الفانين ". (حمامة البشرى ١٥).

" ثم اعلم.. أيدك الله تعالى.. أن عقيدة نزول المسيح من السماء.. مع عدم ثبوته من النصوص القرآنية ومخالفة القرآن فيها، يضر عقائد التوحيد ويربي عقائد قوم أهلكوا الناس بمثل هذه القصص، فإنه إن كان هذا هو الأمر الحق.. أن عيسى لم يمت كإخوانه من الأنبياء، بل هو حيّ موجود في السماء، ومع ذلك كان يخلق الطيور كمثل خلق الله، ويُحيي الأموات كإحياء رب العالمين، فأيّ ابتلاء أعظم من هذا للذين يدْعون إلى ربوبية المسيح في هذا الزمان الذي تتموج فيه فتن النصارى من كل جهة، ويجاهدون بأموالهم وجميع مكائدهم ليضلوا الناس ويجعلوهم من المتنصرين! ". (حمامة البشرى ٦٦).

" وكذلك نكره أن يكون لنا آيةُ خَلْق الطيور، فإن الله ما أعطى رسولَنا هذا الإعجاز، وما خلَق نبيُّنا ذبابة فضلا عن أن يخلق طيرا عظيما. وكان السر في ذلك إعلاء كلمة التوحيد وتنجية الناس من كل ما هو كان محل الخطر، بل قد يكون كبذر الشرك ". (حمامة البشرى ١٦٦).

" وأما كراهتنا من بعض معجزات المسيح فأمر حق، وكيف لا نكره أمورا لا توجد حلتها في شريعتنا؟ " (حمامة ١٦٥).

وللعلم : كتاب "حمامة البشرى" هذا كتبه القادياني باللغة العربية عام ١٨٩٣م، ويخاطب به المسلمين العرب ويموه، ويلبس، ويشكك، ويخلط الأمور، ولا يصرح بكثير من الأمور التي صرح بها فيما بعد، من كفريات وادعاء النبوة وغير ذلك..

والرد على كذب القاديانية وباطلها وخبثها :

أولا : أن الله - العليم - ثم رسوله الكريم - عليه الصلاة والسلام - بشأن عيسى - عليه السلام - بينوا لنا و وضحوا معجزات عيسى - عليه السلام -، (هي باختصار : بإذن الله). ثم عقيدة الإسلام عقيدة تنزيهية توحيدية في ذات الله، فبالتالي : عقيدة النصارى في المسيح ظاهرة البطلان للمسلم العامي البسيط، وللمسلم الجاهل، ( وعقيدة الإسلام، وعقيدة الإسلام في عيسى هي حصن منيع حصننا الله به من عقيدة النصارى في عيسى ) ومنذ فجر الإسلام - ولله الحمد - إلى يومنا هذا… يدخل النصارى في الإسلام وليس العكس، ولوحظ للمنصرين شيء من الحظ مع الوثنيين، لكن الله حفظ المسلمين من المنصرين.

ثانيا : لا كراهة نهائيا لا بخصوص معجزات عيسى، ولا بخصوص معجزات غيره من الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام -، لأننا نعلم ( أن الفاعل لها هو الله ) سبحانه نعوذ به : { إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ }. ولا مخافة على التوحيد من الشرك بخصوص المعجزات لأن الأمر ( بإذن الله ).

ونرد على القادياني بكلامه هو نفسه حيث يقول : " أما الجواب فاعلم أن المعجزة ليس من فعل العباد بل من أفعال الله تعالى، فما كان لرجل أن يقول أني أفعل كذا وكذا باختياري وإرادتي. وما يفعل إنسان باختياره وإرادته وتدبيره فهو فعلٌ من أفعال الإنسان، ولا نسمّيه معجزة بل هو مكيدة أو سحر. فافْهَمْ يا أخي .. زادك الله رشدا.. أني ما قلت كما فهِم المستعجلون". (حمامة البشرى ١٦٣).

وإنما منشأ الكراهية عند القادياني حسده وعدائه لعيسى - عليه السلام - وأنه زعم أنه مثيله ! فلما طولب بمثل معجزاته كان عجزه ! وهو يطلق عبارات الاستخفاف بحقه - عياذا بالله -.

والأمر الآخر : أن القادياني والقاديانية يريدون اصطياد الجهال بزعم عقائد النصارى وسعي المنصرين.

ثالثا : إن الله - تبارك وتعالى - ورسوله - صلى الله عليه وسلم - أخبروا بمعجزات للمسيح عيسى - عليه السلام - غير موجودة في أناجيل النصارى الأربعة المعترف بها، فمن ذلك :

•معجزة التكلم في المهد.

•معجزة خلق الطيور.

•معجزة المخاض إلى جذع النخلة.

•معجزة الرفع دون الصلب والموت والقتل.

•ما جاءت به الأحاديث النبوية بعد نزول عيسى في آخر الزمان وهي كثيرة.

خلق الطيور هذه التي يدندن حولها القادياني غير موجودة في كتب النصارى المعترف بها.

لا كراهة ولا مخافة من معجزات عيسى والأنبياء - عليهم السلام - على الإيمان والتوحيد والتنزيه من الشرك والكفر، بل نصوص المعجزات واضحة الدلالة لا تحتاج للتأويل، بكلمة أو جملة واحدة المسلم العامي أو الجاهل يفهم موضوع المعجزات : ( بإذن الله ) أو ( الفاعل حقيقة هو الله ).  

رابعا : الأمور تعرف بالمضامين، فالقاديانية التي تنكر تكفيرها للمسلمين - مع ثبوت نصوصها في ذلك - عندما تقول أن هذه العقائد عقائد نصرانية هي تتهم الأمة الإسلامية السلف والخلف إلى يومنا هذا بالكفر والشرك، وشيء بسيط سيقول لك القادياني : يجب عليك أن تؤمن بجميع الأنبياء.

إذا من لا يؤمن بالقادياني ما حكمه ؟؟؟  

والعياذ بالله هذا السؤال يجيب عليه القادياني : " لقد كشف الله علي أن كل من تبلغه دعوتي ولم يصدقني فليس بمسلم، وهو مؤاخذ عند الله تعالى ". (التذكرة ٦٢٢).

ويجيب عليه خليفة القادياني الأول نور الدين : " من الخطأ القول بأن الخلاف بيننا وبين غير الأحمديين فرعي، وأننا نؤدي الصلاة كما يؤدونها، وأنه ليس هناك فروق فيما يتعلق بالزكاة والحج والصيام. بل أرى أن هناك اختلافا أصزليا بيننا، وهو أن الدين يتطلب الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشره واليوم الآخر. ويزعم معارضوننا أنهم يؤمنون أيضا بمل هذه الأمور، ولكن النقطة نفسها منطلق خلافنا معهم. فلا يعتبر أحد من المؤمنين ما لم يؤمن برسل الله تعالى، أي بجميع الرسل دون أي تفرقة بينهم سواء كانوا قبل النبي صلى الله عليه وسلم أم بعده، في الهند كانوا أم في بلد آخر. فإن رفض المبعوث من لدن الله تعالى يصم الإنسان بالكفر ". (حياة نور ٥٤٩).

والقاديانيين يصفون الخارج من جماعتهم "بالمرتد" وجماعتهم يعرفونها أنها والعياذ بالله : الإسلامي الحقيقي أو الصحيح.

إذن إسلام غيرهم، غير حقيقي، وليس صحيحا !

فمن يخرج من جماعة اسلامية أو مذهب إسلامي أو مدرسة اسلامية إلى جماعة أخرى أو مذهب آخر أو مدرسة أخرى، رغم ما يوجد من أخطاء أو مخالفات لا يوصف بأنه مرتد، إلا ما قام عليه الدليل والحجة أنه ردة كحال القاديانية. 

هذا وإن الغالبية من عوام المسلمين هناك فرق بينهم وبين الزعماء الدينيين، فهم لا يعرفون كثيرا من المقالات الخطيرة، وحظهم من الدين الصلاة والصيام والزكاة والحج والحلال والحرام والضروريات وما شابه ذلك…، وبعض من عندهم شيء من العوام قد يعذر بالجهل، ومن عنده شيء ربما فيما بعد يصلح الله هذا الشيء عنده ويهديه للصواب، والله العليم أعلم.

بينما القاديانية تلقن أتباعها العقائد الكفرية، وهم يعتقدونها ويقولون بها، وأعظمها أن غلام أحمد القادياني نبي بعد محمد - عليه الصلاة والسلام - يوحى إليه كما يوحى إلى الأنبياء، وهذا العقيدة فيها تكذيب لله ورسوله بختم النبوة، وفيها الكذب والتقول على الله في أن القادياني يتلقى من الله وحيا، وما هو بوحي بل هي شيطانيات - عياذا بالله من الشياطين -. 

وقديما كان الصراع قويا بين المسلمين وبين الباطنية من الإسماعيلية، أما اليوم ضعف خطرهم عما كان سابقا - وإن كان لا زال موجودا ويتحالفون مع بعض الكفار ضد المسلمين - و تقوقعوا على أنفسهم، لكن القاديانية ترفض التقوقع وتصر على إضلال العوام وتتسلل إلى مجتمعات المسلمين.

وقدر الله أن لا يكون هناك - ولي أمر - يقضي بشرع الله في الهند، فلو كان هناك - ولي أمر - ليس فقط قضى على فتنة القادياني، بل لم يجرؤ القادياني على ادعاء ما ادعاه. وقدر الله وما شاء فعل، ونعوذ بالله رب العالمين.

وينبغي أن لا يخاف - المسلم - من تكفير القاديانية، بل يجزم بكفرهم، ويحذر الجاهل من كفرهم، والأدلة واضحة في ذلك وأجمع أهل الإسلام على كفرهم، فهؤلاء حالهم ليس كحال من يلتمس له تأويل أو عذر أو جهل او قضاء اسلامي يقيم عليه الحجة، كما أنهم يتسببون بالمشاكل للمسلمين في المحاكم والقضاء والطلاق والأولاد والميراث، وكم خربت بيوت للمسلمين بسببهم، فالله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ورحم الله الإمام الذهبي إذ قال في (ميزان الإعتدال) : " فوالله لأن يعيش المسلم جاهلاً خلف البقر لا يعرف من العلم شيئًا سوى سور من القرآن يصلي بها الصلوات ويؤمن بالله وباليوم الآخر، خير له بكثير من هذا العرفان وهذه الحقائق، ولو قرأ مائة كتاب أو عمل مائة خلوة ".

وهذا قاله - عليه رحمة الله - بعد الحديث عن كتاب فصوص الحكم لابن عربي، ووالله إنه ينطبق على القاديانية بل ربما أشد وأعظم، مسلم جاهل لا يعرف من الدين سوى الصلاة والصيام والضروريات، خير له عند الله من عقائد القاديانية الكفرية ولو حاز من العلم -الديني- والدنيوي.

نعوذ بك يا رب يا الله ثبتنا على دينك.

نعوذ بك يا الله يا رب نسألك العلم النافع.

و أسباب تكفير القادياني والقاديانية كثيرة، منها والعياذ بالله :

١- الإعتقاد أن غلام أحمد القادياني نبي بعد محمد - صلى الله عليه وسلم-.

٢- الإعتقاد بأن كتب القادياني وأقواله وحي من الله، وأنه يوحى إليه.

٣- إنكار معجزات الأنبياء - عليهم السلام - وتحريفها.

٤- تشبيه القادياني الله بخلقه، ووصفه الله بأوصاف غير لائقة.

٥- تحريف معاني الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.

٦- طعن القادياني بعيسى - عليه السلام - ووصفه إياه بعبارت وأوصاف الطعن والاستخفاف.

٧- إنكار النصوص القرآنية والنبوية المتعلقة بعيسى - عليه السلام - و نسبتها لغلام أحمد القادياني، وغير ذلك من علامات آخر الزمان.

٨- إنكار حقيقة الجن التي أخبر بها الله ورسوله.

٩- موالاة القاديانية للإنجليز واليهود والكفار.

١٠- القول بروحانية الجنة والنار وأنهما ليستا مادييتين.

١١- إنكار أحكام شرعية : كجهاد الطلب ، وتعطيل الجهاد بحجة يأجوج ومأجوج، وحد الردة، و حد الرجم، والنسخ في القرآن..

وغير ذلك… ونقطة من هذه النقاط السابقة كافية لتكفيرها فما بالك عند اجتماع نقاط كثيرة بتفاصيلها الكثيرة ! 

ولا أريد أن أكرر ما كتبته في "البراهين الإسلامية" فعد إليه لتعرف عقائد القاديانية والرد عليها.

ولا أريد أن أكرر ما نقلته في الكتاب السابق من تكفير العلماء للقاديانية، بل لو بحثت ستجد أكثر مما نقلت.

ولا تنخدع بقولهم نحن نؤمن بأن محمد خاتم الأنبياء، انظر في تفسيرها، عندهم أفضلهم، ومعنى هذا يجوز الاعتقاد بنبي بعد محمد - عليه الصلاة والسلام -.

ولا تنخدع يقولهم نحن نؤمن بالقرآن، فإنهم يفسرونه بغير تفسير المسلمين له.

لا تنخدع بقولهم الواحد منهم أنا أؤمن بهذه الآية القرآنية، فإنه يحرف معناها ويحرف تفسيرها.

ولا تنخدع أنهم يقولون نحن نؤمن بالجهاد فالجهاد عندهم دفاعي فقط، وهذا الجهاد الدفاعي معطل بسبب يأجوج ومأجوج وهم النصارى والأمم الغربية والأوروبية.

ولا تنخدع أنهم يقولون نحن نؤمن بالجن، فالجن عندهم بشر أو بكتيريا و جراثيم وفيروسات وكل ما هو مستتر والعياذ بالله رب العالمين، والعياذ بالله رب السماوات والأرض ومن فيهن.

ولا تنخدع… ولا تنخدع… وفقني الله وإياك، وهداني الله وإياك، وعلمني الله وإياك، وثبتني الله وإياك.   

خامسا : القاديانية جهودها منصبة على المسلمين وأهل السنة والجماعة، وقضية النصارى والمنصرين مجرد فزاعة ولافتة، ويلاحظ أنها تحاول من خلال كلامها المموه أن تظهر مشايخ المسلمين أو خصومها كما تسميهم، وكأنهم في جبهة واحدة مع المنصرين ضدها، وهذا من خبثها ودجلها !!!

فمثلا : نحن عندما نبين أن رجم القادياني بالغيب في موت النصراني عبد الله آتهم، وأن هذا لم يتحقق للقادياني، هذا لا يعني أننا نقف مع المنصرين، الفريقين عندنا على باطل القاديانية والمنصرين.

لكن المنصرين لم يستطيعوا خداع عوام المسلمين ولله الحمد، لكن القاديانية استطاعت خداع قلة من المسلمين.

وهذا الأسلوب استخدام أعداء المسلمين كفزاعة.

أو العكس استخدام الكفار لعصابة مشبوهة بين المسلمين كفزاعة.

ثم الإضرار بالمسلمين عقديا واجتماعيا وعسكريا واقتصاديا، اسلوب أصبح مكشوفا ولله الشكر. 

ونعوذ بالله من شياطين الإنس والجن.