القادياني ومعجزة اللغة العربية
معجزة اللغة العربية
كتبه: أبوعبيدة العجاوي
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الْمَهْدِيُّ مِنَّا - أَهْلَ الْبَيْتِ - يُصْلِحُهُ اللَّهُ فِي لَيْلَةٍ ". (ابن ماجة).
" قوله ( يصلحه الله في ليلة ) قال ابن كثير أي يتوب عليه ويوفقه ويلهمه رشده بعد أن لم يكن كذلك ". (حاشية السندي).
" « الْمَهْدِيُّ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ يُصْلِحُهُ اللَّهُ فِي لَيْلَةٍ » " أَيْ: يُصْلِحُ أَمْرَهُ " وَيَرْفَعُ قَدْرَهُ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ أَوْ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ مِنَ اللَّيْلِ ; حَيْثُ يَتَّفِقُ عَلَى خِلَافَتِهِ أَهْلُ الْحَلِّ وَالْعَقْدِ فِيهَا ". (مرقاة المفاتيح لملا علي القاري).
والله العليم أعلم : أن تأويل ذلك عندما يقع.
لكن تأويل الحديث عند القاديانية : " أصلحه في ليلة، وعلمه أربعين ألف من جذور اللغة العربية، ومصادرها في ليلة واحدة، تماما كما سبق وأخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ". (السيرة المطهرة ٢٢٦).
والعياذ بالله من نسبة الباطل إلى الله - جل في علاه - أو إلى رسول الله - عليه صلوات الله وسلامه -.
يقول القادياني : " لقد أعطيت آية الفصاحة والبلاغة بالعربية ظلا لمعجزة القرآن الكريم، ولا يقدر أحد على مبارزتي في ذلك ". (ضرورة الإمام ٤٠).
الرد على القاديانية في موضوع اللغة العربية من وجوه :
أولا : إن قوله - صلى الله عليه وسلم - : " يُصْلِحُهُ اللَّهُ فِي لَيْلَةٍ ". هو كلام عام، وإن حاول العلماء - رحمهم الله - الإجتهاد فيه، فإن تأويله عندما يقع، والله العليم أعلم. ونحن ثبت عندنا أن القادياني ليس بمهدي ولا نبي، بل وثبت لنا كذبه ! فبالتالي : تأويل القادياني والقاديانية : ( يصلحه الله في ليلة ) من جملة ذلك الكذب.
ثانيا : مع قناعتي - شخصيا - أن القادياني جاهل وغير متعلم، وأنه ليس عالما أو فقيها، فضلا أن يكون نبيا - والعياذ بالله - ! لقد نظرنا في كتب العلماء - رحمهم الله - وكتبه ! فشتان شتان بينهم وبينه ! وبين علمهم وجهله ! وربما كان ابنه وخليفته أعلم منه، ولو ادعى النبوة كان أجدر " بالدجل " من والده.
ومع قناعتي - شخصيا - أن القادياني لم يكتب تلك الكتب المنسوبة إليه، بل كتبها أخرون، ولو فرضت جدلا أنه هو من كتب هذه الكتب ! فإنه يقول في كتاب شيء، وفي كتاب شيئا آخر ! فإما أن من كتب له هذا الكتاب، لا يدري ماذا كتب آخر كتابا آخرا له ! وأما أن القادياني ينسى كثيرا ! وإذا كان هذا هو الحال ! فكيف له أن يحفظ ٤٠ ألف من جذور اللغة العربية في ليلة ! والرجل يناقض نفسه مناقضة المرضى والمجانين !
ثم إن القادياني يزعم أن كتبه من " الله " - حاشا لله - : " وانا أقررنا بأن كتبنا كلها من حول الله ذي الجلال ". (غلاف إعجاز المسيح).
في الرواية ١٠٤ من كتاب (سيرة المهدي) لابن القادياني الرواية التالية :
" حدثني المولوي شير علي أن المسيح الموعود كان يقول : إن كتاباتي كلها مصطبغة بصبغة الوحي لأنها كتبت بتأييد خاص من الله تعالى. كان يقول : في بعض الأحيان أكتب بعض الكلمات والجمل ولكني لا أعرف معناها إلا عندما أرجع إلى القواميس بعد كتابتها. كان المولوي المذكور يقول : كان - أي القادياني - يرسل كتبه العربية ومسوداتها إلى الخليفة الأول والمولوي محمد أحسن، وكان يوصيهما أن يحسنوا إذا كان هناك ما يحتاج إلى التحسين… ".
وزعموا أن نور الدين الخليفة الأول كان يدع المسودات كما هي دون تحسين - والله أعلم قد يكون هو من كتبها فلا داعي للتحسين حينها - وزعموا أن محمد أحسن كان يقوم بالتحسين، وقد يكون نور الدين ومحمد أحسن معا هما من كتبا هذه الكتب، وربما أكثر من اثنين.
أقول للقاديانيين : أنتم تكثرون من قول : معقول ! وهل يعقل كذا وكذا ! ولا يعقل هذا وذاك ! هل يعقل أن كلاما موحى من الله - سبحان الله والعياذ بالله - بحاجة للتحسين ؟!
وأقول أيضا : إن هذه الرواية تثبت قول من يقول إن هذه الكتب كتبها غير القادياني !!!
أما ذاكرة القادياني الضعيفة - نسأل الله الصحة والسلامة والعافية والمعافاة - : فمعروف أن القادياني مريض بأمراض كثيرة - عياذا بك يا رب - ومجموع هذه الأمراض لا تؤهله لأن يكتب هذه الكتب الكثيرة المنسوبة إليه، وذاكرته غير مؤهلة لحفظ أربعين ألف جذر من جذور اللغة العربية في سنوات فضلا عن ليلة !
هذا عدا أن كتب القادياني ليست ذا قيمة علمية او دينية أو لغوية… فمثلا :
-كتبه كلها ليست بشيء، أمام كتاب واحد من كتب الحافظ ابن حجر - رحمه الله - كشرح البخاري.
-ويزعم القادياني أنه عالم بتفسير القرآن مع أن كل كتبه ليس بشيء، أمام تفسير واحد : مثل الطبري والقرطبي وابن كثير.
-وكل كتبه في العربية ليس بشيء، أمام كتب اللغة العربية، ومن يقرأ كتب القادياني التي كتبها باللغة العربية يعلم أنها ليست بشيء ومليئة بالأخطاء.
-والقادياني يزعم الفصاحة والبلاغة ! فمثلا : أشعاره ليست بشيء، أمام شعراء العرب البلغاء.
هذا مع أن من سبق ذكرهم علماء، ومجتهدون، ومؤلفون، وأفراد ، بينما القادياني يدعي النبوة والوحي، والعلم، والبلاغة، والفصاحة .
فحال القادياني - أعوذ بالله بالواحد الأحد - :
•إنني نبي.
•إنني مسيح موعود.
•إنني مهدي منتظر.
•إنني محدث.
•إنني يوحى إلي.
•إنني أحظى بالمخاطبة.
•إنني مجدد.
•إني أطلع على الغيب.
•إنني بليغ وفصيح.
•إنني معجزات وكرامات ونبوءات.
•إنني صادق.
•إنني…
والدليل والواقع يصدق و يكذب.
ثالثا : بالإضافة إلى أن القادياني متهم بالسرقة من مقامات الحريري بالأدلة الدامغة انظر : (مقال يالاش الغشاش الدكتور فؤاد العطار).
فأي وحي هذا بحاجة للتحسين ! وأي وحي هذا يقتبس من مقامات الحريري !
رابعا : أضف إلى هذا كثرة الأخطاء في كتب القادياني والتي تنسب للنساخ !
فإذا كان هذا الأمر "وحي من الله" والعياذ بالله لماذا تكثر أخطاء النساخ، مع أنهم ذكروا أن خليفتهم الأول نور الدين ومحمد أحسن يقومان بالتحسين.
ونحن نعلم أن المسلمين عندما يقومون بإصدار نسخة من ( كتاب الله العظيم ) - لأنه وحي الله العظيم - يقومون بمراجعتها مراجعة لا تدع أي مجال للخطأ.
ومع ذلك الأخطاء كثيرة في كتب القادياني لغويا وإملائيا دون الإشارة لها أنها من النساخ، ولو فعلوا ستخرج كتب القادياني عبارة عن ظلمات بعضها فوق بعض، فوق ماهي كذلك.
خامسا : أضف إلى هذا الركاكة في هذه الكتب وهذا الوحي :
" إنها سيجعل ثيبة، يموت بعلها وأبوها إلى ثلاث سنة من يوم النكاح، ثم نردها إليك بعد موتهما، ولا يكون أحدهما من العاصمين ". (التذكرة).
" فإن القرآن محفوظ بحفاظة الله وعصمته ". (حمامة البشرى ٣٧).
" فوالله ما إهراق دمه إلا هذه الكذابون ". (نجم الهدى ٥٢).
وأطفال العجم المسلمون الذين تعلموا اللغة العربية لا تصدر منهم مثل هذه الركاكة.
وربما عاش القادياني في بيئة هندية أو بنجابية، أبنائها لا يعرفون العربية، فانطلى على بعض جهال القاديانية أن القادياني في العربية من البلغاء الفصحاء.
ولقد قلت مرة لأحد القاديانيين العرب : أنظر إلى القادياني يقول : " هذه العلماء ".
فأجابني : إنما قال ذلك تحقيرا لهم !
وما أجاب بهذا الجواب إلا في محاولة منه لتبرير هذا الخطأ !
وفعلا هم يحتقرون العلماء والمشايخ ! و يعتبرونهم أعداء لدعوتهم الباطلة .
وعلى كل حال إذا كان هذا هو الجواب ! فلا تلوموا المسلمين في احتقارهم للقادياني لإيمانهم واعتقادهم أنه دعي، كذاب، دجال.
سادسا : إن القادياني يأتي لآيات القرآن - وحي الله - ذات الإعجاز والبلاغة والبيان، ثم يقتبس منها وحيا مكذوبا له، ويرتبها بطريقة - عياذا برب السماء - تنافي إعجازها وبلاغتها وبيانها .
سابعا : قال الله - تعالى - : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ }. (إبراهيم ٤).
فإذا كان القادياني نبي كما تزعم القاديانية - اللهم بك نعوذ - فهو يخالف نص هذه الآية ومعلوم بالإضافة للعربية أن القادياني زعم أنه يتلقى الوحي بالإنجليزية والعبرية وغيرها… والنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - رغم أنه أرسل للناس كافة، لم يعلمه الله لغات كل الأقوام والأمم، وتركت هذه المهمة للعلماء وأصحاب اللغة يجتهدون في الترجمة والتفسير والشرح والبيان كل حسب لغته، ويسعون في ذلك يبتغون الأجر والثواب.
ثامنا : وقال - سبحانه - : { وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ }. (يس ٦٩).
وعلى منطق القاديانية القائل : لنبينا محمد الموت ولعيسى الحياة.
نقول للقاديانية : نبينا - عليه الصلاة والسلام - لا ينبغي له الشعر، والقادياني شاعرا.
وحتى هذا الشعر لم يسلم من الأخطاء.
تاسعا : نقول : إن تعلم إنسان لغة غير لغته في ليلة ! هو أمر خارق للعادة ! لا يكون إلا بقدرة الله القادر القدير المقتدر ! والقاديانية تنكر المعجزات الخارقة للعادة ! وهذا الزعم أن القادياني تعلم اللغة العربية في ليلة ! يبطل إعتقاد القاديانية في المعجزات الخارقة للعادة.
أخيرا : كتب القادياني شاهدة على كذب القادياني وتناقضه وجهله، واللغة العربية شاهدة على كذب القادياني.
والله العليم، والهادي، و الفتاح، و الموفق، والمعين.
والحمد لله رب العالمين.