القادياني والوحي الشيطاني
القادياني والوحي الشيطاني
أبوعبيدة العجاوي
﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا أَوۡ قَالَ أُوحِیَ إِلَیَّ وَلَمۡ یُوحَ إِلَیۡهِ شَیۡءࣱ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثۡلَ مَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُۗ وَلَوۡ تَرَىٰۤ إِذِ ٱلظَّـٰلِمُونَ فِی غَمَرَ ٰتِ ٱلۡمَوۡتِ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ بَاسِطُوۤا۟ أَیۡدِیهِمۡ أَخۡرِجُوۤا۟ أَنفُسَكُمُۖ ٱلۡیَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ عَذَابَ ٱلۡهُونِ بِمَا كُنتُمۡ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ غَیۡرَ ٱلۡحَقِّ وَكُنتُمۡ عَنۡ ءَایَـٰتِهِۦ تَسۡتَكۡبِرُونَ﴾ [الأنعام ٩٣]
﴿وَكَذَ ٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِیٍّ عَدُوࣰّا شَیَـٰطِینَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ یُوحِی بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضࣲ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورࣰاۚ وَلَوۡ شَاۤءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُۖ فَذَرۡهُمۡ وَمَا یَفۡتَرُونَ﴾ [الأنعام ١١٢]
﴿وَإِنَّ ٱلشَّیَـٰطِینَ لَیُوحُونَ إِلَىٰۤ أَوۡلِیَاۤىِٕهِمۡ لِیُجَـٰدِلُوكُمۡۖ وَإِنۡ أَطَعۡتُمُوهُمۡ إِنَّكُمۡ لَمُشۡرِكُونَ﴾ [الأنعام ١٢١]
﴿هَلۡ أُنَبِّئُكُمۡ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّیَـٰطِینُ ٢٢١ تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِیمࣲ ٢٢٢ یُلۡقُونَ ٱلسَّمۡعَ وَأَكۡثَرُهُمۡ كَـٰذِبُونَ ٢٢٣﴾ [الشعراء ٢٢١-٢٢٣]
﴿وَأَنَّهُۥ كَانَ رِجَالࣱ مِّنَ ٱلۡإِنسِ یَعُوذُونَ بِرِجَالࣲ مِّنَ ٱلۡجِنِّ فَزَادُوهُمۡ رَهَقࣰا﴾ [الجن ٦]
"وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، قَرِيبًا مِنْ ثَلَاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ ". [صحيح البخاري]
" يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، يَأْتُونَكُمْ مِنَ الْأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ، لَا يُضِلُّونَكُمْ وَلَا يَفْتِنُونَكُمْ ". [صحيح مسلم]
اتهم أهل زمان الغلام القادياني بالدجل والكذب والمكر والخداع والإفتراء والسحر والعراقة والتنجيم والشعوذة والوحي الشيطاني:
محمد حسين البتالوي يصفه كما في كتاب القادياني [البراءة ١٥١] : "العدو الخفي للإسلام، مسيلمة الثاني، الدجال المعاصر، المنجم الرمال المشعوذ، الخراص، ممارس الجفر، البذيء، العنيد، إن عده الموت آية حماقة وسفه الشيطان، المكار، الكاذب، الخادع، الملعون، المختال المسيء، مثيل الدجال، الدجال الأعور، الغدّار، الفتان المكار، كاذب كذاب، الذليل المهان المردود الملحد مُسود الوجه مثيل مسيلم والأسود، مرشد الملاحدة، عبد الدراهم والدنانير، مستحق أوسمة اللعنة، مورد ألف لعنة من الله والملائكة والمسلمين، كذاب، ظلّام، أفاك، المفتري على الله، الذي إلهامه احتلام، الكاذب بإفراط، الملعون الكافر، المخادع، المحتال، الأكذب، الملحد عديم الحياء، الغَرور، المحتال، زعيم الأنذال والأوباش السوقيين، الملحد، أشد حمقا من حمقى العالم، الذي إلهه (الشيطان)، المحرف، اليهودي، أخو النصارى، خسارة المآب، قاطع الطرق، السفاك، عديم الحياء، عديم الإيمان، المكار، سليط اللسان، الذي مرشده الشيطان، عليه اللعنة، متخذ سيرة السوقيين الأوباش المنحطين والبهائم الوحوش، مكار السلوك، صاحب سيرة المخادعين، الذي جماعته أنذال، سيئ السلوك، الكاذب، الزاني، السكير، آكل أموال الناس، المكار، محتال المسلمين والنصاب وناهب أموالهم".
ويقول ميان نذير حسين الدهلوي: "خارج من أهل السنة، إن طريقه العملي هو طريق الضالين الملحدين الباطنيين، نظرا لادعائه وإشاعة الأكاذيب وأسلوب الملحدين يمكن أن نصفه بواحد من الثلاثين دجالا الوارد ذكرهم في الحديث، إن أتباعه على مسلك ذرية الدجال، هو المفتري على الله، تأويلاته إلحاد وتحريف، وهو يوظف الكذب والتدليس، الدجال، عديم العلم، الغبي، من أهل البدعة والضلال". [البراءة ١٥٠]
ويقول عبد الصمد بن عبد الله الغزنوي: "إن غلام أحمد القادياني معوج السلوك وغبي وفاسد، وزائف الرأي، الضال، مضل الناس، المرتد الخفي، بل هو أكثر ضلالا من شيطانه الذي يتلاعب به، إذا مات هذا الرجل على معتقداتهم فلا تجوز الصلاة على جنازته، وينبغي ألا يدفن في المقابر الإسلامية". [ البراءة ١٥٢]
ويقول المولوي عبد الجبار: " إن مدعي هذه الأمور معارض رسول الله، ومن الذين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بحقهم إن دجالين كذابين سيظهرون في الزمن الأخير، فاحذروا أن يضلوكم ويغوكم، إن أفراخ (أتباع) هذا القادياني هم خناثى الهندوس والنصارى". [البراءة ١٥٢]
ويقول أحمد بن عبد الله الغزنوي: "إن قولي بحق القادياني ما قاله ابن تيمية: "كما أن الأنبياء هم أفضل الناس، وكذلك فإن أسوأ الناس من يتشبهون بالأنبياء ويدعون بأنهم منهم وليسوا منهم في الحقيقة،… هؤلاء هم شر البرية، وأذل الناس كافة، وسوف يلقى بهم في النار". [البراءة ١٥٢]
وغيرهم أيضا وما سبق مجرد أمثلة.
وقد يرد القاديانيون قائلين: إن غلام أحمد القادياني ادعى النبوة والمسيحية والمهدوية فكذبه الناس، وكان له خصوم وأعداء، وطبيعي أن يتهموه باتهامات كثيرة، وهذه الاتهامات إتهامات باطلة وكاذبة.
والجواب:
أولا: إن الآية القرآنية والأحاديث النبوية تكذبه:
ففي ختم النبوة:
﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَاۤ أَحَدࣲ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَـٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِیِّـۧنَۗ﴾ [الأحزاب ٤٠]
" كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ ". [صحيح البخاري]
وفي المسيحية:
﴿وَإِن مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِ إِلَّا لَیُؤۡمِنَنَّ بِهِۦ قَبۡلَ مَوۡتِهِۦۖ وَیَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ یَكُونُ عَلَیۡهِمۡ شَهِیدࣰا﴾ [النساء ١٥٩]
" وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُهِلَّنَّ ابْنُ مَرْيَمَ بِفَجِّ الرَّوْحَاءِ حَاجًّا، أَوْ مُعْتَمِرًا، أَوْ لَيَثْنِيَنَّهُمَا ". [صحيح مسلم]
وفي المهدوية:
" الْمَهْدِيُّ مِنِّي، أَجْلَى الْجَبْهَةِ ، أَقْنَى الْأَنْفِ، يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا، يَمْلِكُ سَبْعَ سِنِينَ ". [سنن أبي داود]
" ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي ، أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي مَنْ يَمْلَؤُهَا قِسْطًا وَعَدْلًا، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا ". [مسند الإمام أحمد]
وغير ذلك من الأدلة على اختلافها وتنوعها…
ثانيا: يا قاديانية أنتم تزعمون أن من أدلة صدق غلامكم في الدليل الثالث من أدلة صدقه الثلاثين:
"كان - القادياني - منذ بداية نشأته معروفا بالصدق والتقوى وحب الخلوة وعدم الميل إلى الشهرة، وقد شهد على ذلك خصومه وأتباعه، كما أنه تحدى الآخرين أن يأتوا بما ينقض ذلك، فقال: "إنكم لا تستطيعون أن تجدوا عليّ ذنبا ولا كذبا ولا افتراءً ولا خداعا في سابق حياتي، فيُقال إن شخصا كان قد تعَوّد على الكذب والافتراء وقد أضاف الآن إلى كذبه كذبة أخرى. أيّكم يستطيع أن يجد عيبًا في أي أمر من أمور حياتي السابقة؟ لقد شملني فضل الله تعالى منذ نعومة أظفاري، فأقام حياتي على التقوى، وإن في ذلك لآية للمتفكرين".
و دليلكم الثالث هذا يتناقض مع قولكم إن المشايخ والمعاصرين وعامة المسلمين كذبوا غلامكم.
ثالثا: أدلة كذب غلام القادياني كثيرة ومن كثرتها يصعب إحصائها:
-مثل قصة تأليف كتاب البراهين ولا فرق بين ٥ و ٥٠ سوى النقطة.
-وعدم تحقق تنبؤاته.
-تناقضاته الكثيرة.
-وتكذيب قدر الله له.
وهي كثيرة جدا، وقد ذكرنا شيئا منها في بعض كتاباتنا، اللهم نعوذ باسمك من الكذب والكذابين و الدجل والدجالين.
رابعا: أن سيرة الغلام القادياني وكتبه وما نقل عنه تؤكد الاتهامات السابقة:
"ونظيره في القرآن خبر الدخان، فإنه كان سلسلة خيالات متفرقة من شدة الجوع، وسمي بشيء واحد وقيل: (یَوۡمَ تَأۡتِی ٱلسَّمَاۤءُ بِدُخَانࣲ مُّبِینࣲ) وهذا سر لا يعرفها إلا العرافة". [التبليغ ١٠٩]
"وكان أبي عرافاً حاذقًا، وكانت له يد طولى في هذا الفن، فعلمني من بعض كتب هذه الصناعة، وأطال القول في الترغيب لكسب الكمال فيها، فقرأت ما شاء الله، ثم لم أجد قلبي إليه من الراغبين". [التبليغ ٩٦]
"أخبرني ميان عبد الله السنوري أنه عندما لم يبق إلا يوم واحد للمدة المضروبة لتحقق النبوءة الخاصة بـ "آتهم" طلب - القادياني- مني ومن ميان حامد علي أن نأخذ عدداً محددا من حبات الحمص (لم أعد أذكر عدد الحبات التي حددها حضرته) وطلب منا أن نقرأ على تلك الحيات سورة معينة لعدد معين (ولا أذكر عدد المرات التي حددها). وقد أخبرني ميان عبد الله قائلاً: "لا أذكر اسم السورة لكني أذكر أنها كانت من قصار السور مثل: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلْ ربُّكَ بأَصْحَاب الفيل). لقد استغرق إكمال ذلك الورد معظم الليل. وبعد إتمامها أخذنا تلك الحبات إلى حضرته حيث أمرنا أن نأتي بتلك الحبات إليه فور إكمال الورد. بعد ذلك قادنا حضرته إلى خارج قاديان، وأظنه أخذنا باتجاه الشمال، وأمرنا بإلقاء تلك الحبات في بئر مهجورة. ثم قال: "ينبغي أن نعود مسرعين دون أن نلتفت إلى الخلف بعد أن أرمي تلك الحبات في البئر المهجورة". وفعلا قام حضرته بالقاء تلك الحبات في البئر المهجورة، ثم أدار وجهه بسرعة وعاد مسرعا، وعدنا نحن أيضاً معه بسرعة دون أن يلتفت أي منا إلى الوراء". [سيرة المهدي الرواية ١٦٠]
"لقد قال الله تعالى في وحيه عدة مرات وبشيء من الاختلاف:
"میں تجھے عزّت دوں گااور بڑھاؤں گااور تیرے آثار میں برکت رکھ دوں گایہاں تک کہ بادشاہ تیرے کپڑوں سے برکت ڈھونڈیں گے۔" (أردية)
أي: سأكتب لك العزّ، وأزيدك، وأجعل بركة في آثارك حتى إن الملوك يتبركون بثيابك". (القرار السماوي، الخزائن الروحانية، مجلد 4، ص 342)
27/12/1891
28-27-14-2-27-2-26-2-28-1-23-15-11
1-2-27-14-10-1-28-27-47-16-11-34-14-11
7-1-5-34-23-34-11-14-7-23-14-10-1
14-5-28-7-34-1-7-34-11-16-1-14-7-2-1-7-5-1-14-1
14-2-28-1-7
والسلام على مَن فهم أسرارنا واتّبع الهدى.
الناصح المشفق غلام أحمد القادياني. (إعلان يوم 27/12/1891 الملحق بكتاب "القرار السماوي"، الخزائن الروحانية، مجلد 4، ص 350) أنظر [التذكرة ١٩٩] و [الحكم السماوي ٦٤]
"عمل الترب الذي يُسمى في الأيام الراهنة بالمسمريزم يضم في طياته أمورا عجيبة وغريبة بحيث إن المتمرسين فيه يُلقون طاقتهم الحيوية على الأشياء الأخرى فتبدو كأنها حية. إن في روح الإنسان ميزة بحيث تستطيع أن تلقي بطاقتها الحيوية على جماد لا حياة فيه قط، فتصدر من ذلك الجماد حركات مثل الأحياء. لقد شاهد المؤلف بعض المتمرسين في هذا العلم؛ حيث وضع المتمرس يده على لوحة خشبية وأثر فيها بطاقته الحيوية فبدأت تتحرك مثل الدواب، وركبها أناس مثل ركوبهم الحصان وما نقص من سرعتها أو حركتها شيء فالمعلوم يقينا أن المتمرس الكامل في هذا المجال لو صنع من الطين طيرا وأراه يطير لما كان مستبعدا لأن غور هذه الحرقة لم يُسبر بعد بالكامل، وما دمنا نرى بأم أعيننا أنه يمكن أن تحدث الحركة في جماد نتيجة هذه المهنة فيتحرك مثل الأحياء، فإن طيرانه أيضا ليس مستبعدا. ولكن لا بد من الانتباه إلى أن الحيوان من هذا القبيل الذي يُصنع من الطين أو الخشب وتلقى عليه طاقة حيوية بواسطة عمل الترب لا يكون حيا في الحقيقة، بل يظل كسابق عهده جمادا دون حياة، غير أن الطاقة الحيوية للعامل المتمرس تحركه كالزئبق. والجدير بالذكر أيضا أن طيران مثل هذه الطيور لا يثبت من القرآن الكريم.مطلقا، بل لا يثبت تحركها ولا حياتها. وليكن معلوما أيضا في هذا المقام أن الإبراء من الأمراض أو إلقاء الطاقة الحيوية على الجمادات فروع لعمل الترب. لقد كان في كل زمن أناس، ولا يزالون في العصر الحاضر أيضا، يُبرئون من الأمراض بهذا العمل الروحاني، وظل المفلوجون والمبروصون والمسلولون يُشفون نتيجة تركيزهم وتوجههم". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٢٦٩]
"واعلموا أن ما ورد في القرآن الكريم أن أربعة من الطير جعلت أجزاء ووضعت على أربعة جبال منفصلة ثم أتت عندما نوديت ففي ذلك أيضا إشارة إلى علم الترب، لأن تجارب هذا العلم توحي أن الإنسان يملك قوة مغناطيسية قادرة على جذب جميع كائنات الأرض إلى نفسه. ويمكن أن تتطور قوة الإنسان المغناطيسية لدرجة يتمكن بواسطتها من جذب طير أو دابة إلى نفسه، وذلك بمجرد التركيز عليها ". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٥٤٢]
"ولو أنني ركزت الآن أنا أيضا، لتمكنت بفضل الله وتوفيقه من رؤية المسيح أو غيره من الأنبياء المقدسين في اليقظة التامة". [المسيح الناصري في الهند ٣٩]
"السر الدقيق الجدير بالذكر هو أن التجلي الأعظم -الذي هو أكمل وأتم- في البعثة الثانية للنبي صلى الله عليه وسلم هو تجلي اسم أحمد فقط، لأن البعثة الثانية مقدرة في الألفية السادسة. وعلاقة الألفية السادسة هي بكوكب المشتري، وهو السادس من جملة الخنس الكنس. وإن تأثير هذا الكوكب يمنع المبعوثين من سفك الدم، وينمي العقل والذكاء وموهبة الاستدلال. لذا وإن كان صحيحا أن البعثة الثانية هذه تجلي اسم محمد أيضا، وهو التجلي الجلالي وهو مقترن بالتجلي الجمالي، إلا أن ذلك التجلي الجلالي قد تصطبغ بصبغة الجمال روحانيا، لأنه لا يظهر في العصر الراهن تأثير التجلي الجلالي في القهر بالسيف، بل في القهر بالاستدلال. وسبب ذلك أن مبعوث هذا العصر يظله كوكب المشتري لا كوكب المريخ. ولذلك قد ورد في هذا الكتاب مرارا أن الألفية السادسة هي المظهر الأتم لاسم أحمد فقط، الذي يقتضي التجلي الجمالي". [التحفة الغولروية ٢٠٩]
"لذا لا بد من القبول أيضا أن روحانية الأنبياء تتأثر حتما، بل تتأثر أكثر من روحانية غيرهم بالنفوس النورانية التي في الكواكب، لأنه كلما كانت الموهبة لاستقبال التأثير أصفى وأكمل، كان التأثير أصفى وأكمل. ويتبين من القرآن الكريم أن الكواكب والنجوم روحا حسب قوالبها، ويمكن تسميتها بنفوس الكواكب أيضا. وكما توجد الكواكب والنجوم، بحسب قوالبها المادية، خواص مختلفة توثر في كل شيء في الأرض حسب الكفاءة، كذلك في نفسها النورانية أيضا خواص مختلفة الأنواع والأقسام تؤثر بإذن الله الحكيم العليم في بواطن كائنات الأرض. وهذا النفوس النورانية تظهر على العباد الكُمل متجسدة بأجساد وترى متمثلة في صورة بشر". [فتح الإسلام وتواضيح المرام وإزالة الأوهام ٨٠]
خامسا: إن أسلوب الغلام القادياني: فلان سيموت، وفلانة ستلد ولدا، وبعد عشرين سنة يحدث كذا… إلخ. ثم لا يقع ولا يحدث ما قال! فهذا يدل على أسلوب دجال وعراف ومنجم، لا وحي نبي من الأنبياء.
عقيدة الغلام القادياني في الوحي الشيطاني عياذا بالله والرد عليه:
من عجائب مقالات الغلام القادياني أنه يقول وعياذا بالله سبحانه: أن الأنبياء عليهم السلام يتلقون وحيا شيطانيا فيقول:
«ولقد ورد في الكتاب المقدس أنه في إحدى المرات تلقى أربع مئة نبي وحيا شيطانيا، فقد تنبأوا بانتصار ملك من الملوك بواسطة هذا الوحي بينما لم يكن ذلك إلا شعوذة الجني الأبيض. ولكن هذا الملك قتل في الحرب قتلة موغلة في الذل وتلقى هزيمة نكراء. فلم تتحقق نبوءة أربع مئة نبي، ولكن نبيًا منهم تلقى إلهاما بواسطة جبريل فتنباً أن الملك سيُقتل وستأكل الكلاب من لحمه وسيتلقى هزيمة نكراء،فتحققت نبوءته». [ضرورة الإمام ٢٧]
"كلم الله موسى على جبل وكلم الشيطان عيسى على جبل، فانظر الفرق بينهما إن كنت من الناظرين". [نور الحق ٤٠]
ومعاذ الله…
فإذا كان حال الأنبياء عليهم السلام عنده -عذت بربي- فما هو حال من هم دونهم:
"فليتضح في هذا المقام، أن الوحي الشيطاني أيضا حقيقة، ويتلقاه بعض السالكين الناقصين". [ضرورة الإمام ٢٠]
"لا يعرف كثير من الجهلاء أن بعض الإلهامات تأتي من الشيطان أيضا، وأن جميع أكابر الأمة متفقون على هذا الإعتقاد". [ترياق القلوب ٦٦]
"ليكن معلوما أن الشيطان للإنسان عدو مبين، ويحاول أن يهلكه بطرق مختلفة. فمن الممكن أن تكون الرؤيا صادقة ومع ذلك تكون من الشيطان، أو يكون الإلهام صادقا ومع ذلك يكون من الشيطان". [حقيقة الوحي ٣]
"إن بعض الفساق والفجار والزناة والظالمين وغير الملتزمين بالدين واللصوص وآكلي الحرام والعاملين على عكس أوامر الله تعالى أيضا يرون رؤى صادقة أحيانا". [حقيقة الوحي ٤]
"إن الكهنة -الذين كانوا موجودين بكثرة في الجزيرة العربية قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم- كانوا يتلقون الوحي الشيطاني بكثرة، فكانوا في بعض الأحيان يتنبأون بناء على مثل هذه الإلهامات، والعجيب في الأمر أن بعض نبوءاتهم كانت تتحقق أيضا". [ضرورة الإمام ٢٧]
سبب ذلك أن غير الغلام القادياني ادعوا الإلهامات والوحي، فأراد القول أن بعض الناس يتلقون وحيا شيطانيا، حتى لو كان الوحي أو الإلهام صادقا، بمعنى أن وحيهم وإلهامهم غير منزه عن الوحي الشيطاني.
لكن القادياني وقع في إشكال:
"هنا ينشأ سؤال بطبيعة الحال أنه إذا كان الوحي الشيطاني ينزل على الناس بهذه الكثرة، فلا اعتبار للوحي والإلهام، لأنه لم يعد هناك وحي يعتمد عليه، بل يحتمل أن إلهاما شيطانيا ولا سيما إذا كان أحد أولي العزم من الرسل -مثل المسيح- قد تعرض لمثل هذا الموقف، الأمر الذي يسبب الإحباط والقلق للملهمين. فهل الإلهام بلاء إذا؟". [ضرورة الإمام ٢٧]
"إذن ما دام تدخل الشيطان ممكنا في الوحي والإلهام بحسب نص القرآن الكريم وهذا ما تصدقه الكتب السابقة مثل التوراة والإنجيل أيضا، فلم يعد إلهام الولاية أو إلهامات عامة الناس حجة، إلا إذا كانت تطابق القرآن الكريم". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٤٦٨]
ثم أخذ يعدد علامات الوحي الحق الخالص من الله تعالى، أنظر [ضرورة الإمام] صفحة ٢٩ وما بعدها.
أما وحي الغلام القادياني فهو منزه على الوحي الشيطاني وتنطبق عليه العلامات والشروط:
"إنني إمام الزمان، بفضل الله تعالى وعنايته، وقد جمع الله تعالى في كل العلامات المذكورة والشروط اللازمة، وبعثني على رأس هذا القرن الذي مضى منه خمسة عشر عاما". [ضرورة الأمام ٣٨]
فهو أراد أن يميز وحيه عن وحي غيره ممن يدعونه، بأن وحيه منزه عن الشيطان، وبإعتبار أنه إمام الزمان، ومن يزعم الوحي والإلهام عليه أن يتبعه لأنه إمام الزمان.
الرد على الغلام:
أولا: إن الله سبحانه نزه وحي الأنبياء عليهم السلام:
﴿وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولࣲ وَلَا نَبِیٍّ إِلَّاۤ إِذَا تَمَنَّىٰۤ أَلۡقَى ٱلشَّیۡطَـٰنُ فِیۤ أُمۡنِیَّتِهِۦ فَیَنسَخُ ٱللَّهُ مَا یُلۡقِی ٱلشَّیۡطَـٰنُ ثُمَّ یُحۡكِمُ ٱللَّهُ ءَایَـٰتِهِۦۗ وَٱللَّهُ عَلِیمٌ حَكِیمࣱ ٥٢ لِّیَجۡعَلَ مَا یُلۡقِی ٱلشَّیۡطَـٰنُ فِتۡنَةࣰ لِّلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ وَٱلۡقَاسِیَةِ قُلُوبُهُمۡۗ وَإِنَّ ٱلظَّـٰلِمِینَ لَفِی شِقَاقِۭ بَعِیدࣲ ٥٣ وَلِیَعۡلَمَ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡعِلۡمَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَیُؤۡمِنُوا۟ بِهِۦ فَتُخۡبِتَ لَهُۥ قُلُوبُهُمۡۗ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهَادِ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِلَىٰ صِرَ ٰطࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ ٥٤﴾ [الحج ٥٢-٥٤]
﴿وَمَا تَنَزَّلَتۡ بِهِ ٱلشَّیَـٰطِینُ ٢١٠ وَمَا یَنۢبَغِی لَهُمۡ وَمَا یَسۡتَطِیعُونَ ٢١١ إِنَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّمۡعِ لَمَعۡزُولُونَ ٢١٢﴾ [الشعراء ٢١٠-٢١٢]
﴿فَلَاۤ أُقۡسِمُ بِٱلۡخُنَّسِ ١٥ ٱلۡجَوَارِ ٱلۡكُنَّسِ ١٦ وَٱلَّیۡلِ إِذَا عَسۡعَسَ ١٧ وَٱلصُّبۡحِ إِذَا تَنَفَّسَ ١٨ إِنَّهُۥ لَقَوۡلُ رَسُولࣲ كَرِیمࣲ ١٩ ذِی قُوَّةٍ عِندَ ذِی ٱلۡعَرۡشِ مَكِینࣲ ٢٠ مُّطَاعࣲ ثَمَّ أَمِینࣲ ٢١ وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجۡنُونࣲ ٢٢ وَلَقَدۡ رَءَاهُ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡمُبِینِ ٢٣ وَمَا هُوَ عَلَى ٱلۡغَیۡبِ بِضَنِینࣲ ٢٤ وَمَا هُوَ بِقَوۡلِ شَیۡطَـٰنࣲ رَّجِیمࣲ ٢٥ فَأَیۡنَ تَذۡهَبُونَ ٢٦ إِنۡ هُوَ إِلَّا ذِكۡرࣱ لِّلۡعَـٰلَمِینَ ٢٧ لِمَن شَاۤءَ مِنكُمۡ أَن یَسۡتَقِیمَ ٢٨ وَمَا تَشَاۤءُونَ إِلَّاۤ أَن یَشَاۤءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ ٢٩﴾ [التكوير ١٥-٢٩]
ثانيا: إن الذي يقول أن عيسى عليه السلام ومعاذ الله، وهو من أولي العزم، كيف ينزه وحيه هو عن ذلك -أي القادياني-، لولا أن في قلبه وعقله مرض والعياذ بالله، فمن جوزه بحق عيسى والأنبياء عليهم السلام صار في حقه جائزا، لكن القادياني يرى نفسه أفضل من عيسى والأنبياء عليهم السلام والصحابة رضي الله عنهم.
ثالثا: يقال أيضا بعد عذت بربي: إن القول أن عيسى وغيره من الأنبياء عليهم السلام وعياذا بالله، هذا يطعن في وحيهم، فكيف سيثق الناس بكلامهم؟! لأنه سينشأ شك ربما وربما… أتعوذ بالله من شرور النيات والأهواء والأقوال والأعمال، وأتعوذ بالله من شر ما خلق.
رابعا: بل وحي الغلام القادياني ليس فقط وحي شيطاني، بل لا يقوله عاقل أصلا! :
"يريدون أن يرو طمثك". [التذكرة ٤٠٥]
"فأجاءه المخاض إلى جذع النخلة". [التذكرة ٧٠]
✹✹✹✹✹✹