القادياني والوحي الشيطاني
القادياني والوحي الشيطاني
كتبه: أبو عبيدة العجاوي
بسم الله ونعوذ بالله من الوحي الشيطاني...
بسم الله نعوذ بكلمات الله من شياطين الإنس والجن...
بسم الله عذنا بالله ووجهه من أي شيء وكل شيء...
بسم الله عذنا بالله العليم...
قال الله الذي هو بكل شيء عليم، السميع البصير الذي لا تخفى عليه خافية :
{ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ }. (الأنعام ١١٢).
{ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ۖ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ }. (الأنعام ١٢١).
القاديانية عجيبة من حيث العقائد، أي طالب علم أو دارس أو باحث عندما يقرأ كتبها ويتمعن ويتفكر ويتدبر ويتأمل، قد يفتح الله عليه تدمير أقوال القاديانية بأقوالها هي وأقوال نبيها القادياني، سبحان الله هذا الرجل - أي القادياني - لم يدعه الله في - مشيئته وقدره - يكذب عليه إلا جعل أقواله عليه، ولم يدع جماعته القاديانية تكذب في دين الله إلا جعل أقوالها عليها، والدين دين الله وقد تكفل الله بحفظه ونصره.
{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }. (الحجر ٩).
ويغلب على ظني أن القادياني إما هو ساحر، تمكن منه شيطان السحر فزاده رهقا والعياذ بالله، أو من جرأته على الله ودين الله تلبسته الشياطين فصار يقول أقوالا في كل اتجاه، والشياطين إذا تمكنت من إنسان - نعوذ برب الفلق من شر ما خلق - تجعله كالمجنون، وتشعر ببعض كتبه ووحية أمورا شيطانية، أو أن الرجل له أكثر من ٨٠ كتابا منسوبة إليه وهي ليست له وإنما كتبها آخرون، فلذلك فيها هذا التضارب والتناقض والجهل، فالله العليم أعلم.
يقول القاضي يار محمد : " إن القادياني بيّن مرة حالته فقال : إنه رأى نفسه كأنه امرأة ، وأن الله أظهر فيه قوته الرجولية ". (ضحية الإسلام، قرباني اسلام ٣٤).
والقاديانية تطعن في هذا الكلام، و بصاحبه، لأنه ترك القاديانية، لكني لا استبعد أن يكون قال ذلك، والله أعلم، فمن يكذب على الله ! إلا يقول مثل هذا ؟! ثم انظر إلى نماذج من وحي القادياني :
" وقد سماني الله تعالى مريم ". (التذكرة ٤٣).
" يريدون أن يروا طمثك ". (التذكرة ٤٠٥).
" فأجاءه المخاض إلى جذع النخلة ". (التذكرة ٧٠).
هذا الكلام لا يقوله عاقل، فضلا أن يكون وحيا من الله عياذا بالله !
ومثل هكذا وحي يزعم القادياني وجماعته أنه مجاز، أو له معان باطنية لها تفسير آخر !
لذا نقول : أي شيء قبيح يصدر عن القادياني يفسر على أنه مجاز، أو مصروف عن ظاهره، أو أن له تأويلا آخر !
ونحن نتسائل كأمثلة : من يشتم فلانا ثم يقول له : هذا مجاز ؟! أو يتكلم بشكل سيء على فلان ويقول : هذا مجاز ؟! أو يأتي بقبيح الكلام ثم يقول هذا له تأويل وتفسير ليس على ظاهره ؟! ويكون كثيرا ! هل يقبل عاقل هكذا كلام وهكذا تبرير !!!
والعياذ بالله : صدق أو لا تصدق أن القادياني عندما شتم خصومه أنهم أبناء زنا، أولت القاديانية هذا إلى معنى آخر !
ويكثر في كلام القادياني الحديث : عن البول، والبراز، والحيض، والمراحيض، والنجاسة، بلا فائدة كما هو الحال عند المسلمين في الفقه وأبواب الطهارة والنجاسة.
سأعطيك أمثلة أخرى من شيطانيات القادياني :
١- الوحي السريع، والمتعدد اللغات، والشك في الوحي، والقواميس :
في كتاب (التذكرة ١١٢) كانون الأول عام ١٨٨٣م يقول القادياني : " أوحيت إلي في هذا الأسبوع كلمات باللغة الإنجليزية وغيرها… وهي : ( بريشن، عمر، براطوس أو بلاطوس ) لعلها " براطوس أو بلاطوس " ، إذ لم تتضح لي لسرعة الوحي ".
ويقول : " والمطلوب منكم هنا بيان معنى : " براطوس، وبريشن ". وبأي لغة هما ؟ ثم أوحيت إلي كلمتان أخريان هما : " هو شَعنا. نعسا ".
ثم يشرح القادياني لنا مبدأ الوحي السريع : " لما كان هذا الوحي بلغة أجنبية، ولما كان الوحي الإلهي ينزل بسرعة نوعا ما، فهناك احتمال أني لم أستطع ضبط نطق بعض الكلمات ".
والكلام غير المفهوم والطلاسم هو من عمل السحرة والشياطين، وإن زعم القادياني وزعمت القاديانية أن هذا معناه كذا وكذا.
٢- الأحلام الشيطانية :
بعد زواج محمدي بيجوم بأشهر، يراها القادياني في المنام وكان يريد الزواج منها ولم يتحقق له ذلك، جاء في كتاب (التذكرة ص ٢٠٣) ١٤/٨/١٨٩٢ : " رأيت اليوم في الرؤيا " محمدي بيغم " - التي هي نبوءة عنها - بأنها جالسة مع بعض الناس في نُزل القرية، مقصوصة شعر الرأس، عارية الجسد، وكريهة المنظر جدا، فقلت لها ثلاث مرات : إن تأويل قص شعر رأسك هو موت زوجك. ووضعت يدي على رأسها، ثم قمت بهذا التأويل في المنام. وفي الليلة نفسها رأت أم محمود في الرؤيا أن نكاحي من " محمدي بيغم " قد تم، وأن في يدها ورقة مكتوب فيها الصداق، وأنه جيء بالحلوى، وهي واقفة في الرؤيا بالقرب مني ".
التعليق :
-كيف ينشر هذا عن إمرأة بإسمها.
-كيف ينشر هذا الكلام عن إمرأة و متزوجة أيضا.
-أليس هذا الكلام مؤذي لصاحب الشأن.
-من تسمع عن تنبؤات القادياني بالزواج منها وهي متزوجة، والحديث عنها بهذا الشكل، كيف ستتزوج منه !
-من يرغب بإمراة ثم تزوجت غيره، يمنعه الدين، وكذلك الأخلاق، والحياء، وإنكار المجتمع عليه، من إعلان الرغبة بالزواج منها وهي متزوجة !
وقد ترد علي بنفس المنطق أني كتبت هذا ؟!
أقول لك : هذا منشور في كتب القاديانية ! وقضية محمدي بيجوم من أشهر القضايا في الجماعة القاديانية ! المرأة تزوجت وتعيش مع زوجها وقبلت به ولم تقبل بالقادياني ! والقادياني يبشرها بموت زوجها ! وكان ينشر تنبؤاته بموت أبيها وزوجها ! وأنه سيتزوجها في النهاية ! وكان يذكرها في كتبه وإعلاناته ! والآن هي عند ربها، وإنما نحن نبين الباطل، القاديانية لم تقبل رواية يار محمد لأن هذا يسيء لنبيها، أليس هذا مسيء لصاحب الشأن.
تقول القاديانية : هذه رؤيا منامية.
نقول : النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " الرُّؤْيَا مِنَ اللَّهِ، وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ ". (البخاري).
وعَنْ جَابِرٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِأَعْرَابِيٍّ جَاءَهُ، فَقَالَ : إِنِّي حَلَمْتُ أَنَّ رَأْسِي قُطِعَ، فَأَنَا أَتَّبِعُهُ. فَزَجَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ : " لَا تُخْبِرْ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِكَ فِي الْمَنَامِ ". (مسلم).
القادياني يزعم أن رؤاه من الله، ثم يحدث أنه رأى إمرأة عارية الجسد، وهي متزوجة ولها أهل يضرهم هذا الكلام، ثم يبشر بموت زوجها، ويعلن ذلك ! هل هذا خلق نبي ! هل هذه رؤيا من الله أم حلم من الشيطان ! أنظر إلى زجر النبي للأعرابي !
٣- الحالات الشيطانية :
و عياذا بالله المنزه، يزعم القادياني أنه رأى في الكشف أنه كتب كتابا في القضاء والقدر، باعتبار ذلك سيقع في المستقبل، ثم عرضها على الله ليوقع عليها ثم رش حبرا ثم وقع، وعندما زالت عن القادياني الحالة الكشفية، رأى قطرات الحبر الأحمر تقع على ثيابه.
انظر (تذكرة ١٢٥) وانظر (ترياق القلوب ١٠٠).
وقبل أكثر من عشر سنوات كنا عندما ننقل عن أهل الهند والباكستان هذا الكلام القاديانيون يكذبون، ولم نكن ندري ماذا نفعل، واليوم ترجموا هذا الكلام ونشروه.
وأي مسلم ترجم للعربية شيئا من نصوص كتبهم كذبوا ترجمته، هذا في نصوص أقل وقعا من هذا النص، وأنا اريدك أن تنظر - إن كنت مهتما - حتى لا أكذب في هذا، ونحن نعلم أنهم في ترجمتهم يلطفون بعض عبارات القادياني، أو يغيرون فيها، أو يموهون بعض الألفاظ، أو يحذفون بعض النصوص، ومثلا لو قرأت رد القاديانية على تنبؤ القادياني بالزواج من محمدي بيجوم ستجد القصة خيالية لا علاقة لها بالواقع، بينما لو جمعت نصوص القادياني نفسه حول قضية الزواج من محمدي بيجوم فالأمر مختلف تماما.
والقاديانية تصدر عدة طبعات لكتبها تتعمد تغيير أرقام الصفحات، حتى إذا عاد الباحث أو القارئ للصفحة لم يجد النص، ويصبح البحث عن النص شاقا لمن هو مهتم، وهم يصدرون طبعات يدمجون أربعة كتب أو أكثر في كتاب واحد، او يطبعون الكتب مفردة، ومن اعتمد على طبعة قديمة واستشهد بنص من النصوص، فربما يكون رقم الصفحة ٢٠٠ لكنه في طبعة أخرى قد يكون رقم الصفحة ١٠٠، وهذا بسبب اختلاف الطبعات وتفريق الكتب أو دمجها ببعض، والذي يجهل ذلك ويرى أن الكتاب كله عبارة عن ١٠٠ صفحة فكيف للباحث أو المؤلف أن يحيله إلى صفحة رقم ٢٠٠ ! فيستنتج جهلا أن الباحث أو المؤلف يكذب على القاديانية، وهي تتعمد ذلك والعياذ بالله، وهي تستفيد من ذلك عدة أمور :
١- إظهار الخصوم أنهم يكذبون عليها.
٢- صعوبة ومشقة إستخراج النصوص المقتبسة من الطبعات الجديدة وأرقام الصفحات.
٣- تصبح الكتب القديمة التي كتبها المسلمون في بيان حال القاديانية فاقدة لأرقام الصفحات.
ولله الشكر اليوم فاتهم القطار، ففي عصر البرامج أصبح إدخال كلمات البحث يخرج النص الذي تريد، فمثلا من لديه كتاب بصيغة ( pdf ) ولا يعثر على نص ما من كتبها، ما عليه سوى الذهاب لخانة البحث وأن يجرب وضع كلمة أو يجرب بعض الكلمات فيظهر النص، مع النقر لما يخرج لك من نتائج حتى تصل للنص الذي تريد، والحمد لله رب العالمين.
ومن الطرائف أنهم كانوا يعلمون أن بعض الكتب غير مترجمة، فيقول لك أحدهم : أكتب لي الصفحة التي قبل النص والصفحة التي بعدها لتظهر كاذبا.
وإذا وجدنا كتبا عربية نشروها، واقتبسنا نصا من كتبهم، نتهم بأننا ننزع النص من السياق، وقد يطالبون بكتابة عدة صفحات قبل النص وبعده. ومن المتفق عليه أن الناس تأخذ الشاهد من النص، ولو أن كل واحد استشهد بصفحات قبل النص وبعده لأصبح الأمر شاقا ومملا وطال الكلام وفقد ترابطه، وهم يعلمون أن أهل الهند والباكستان استعملوا كلام القادياني ضده في إظهار كذبه.
والإقتباس من كتب القاديانية ثم الرد عليها، ليس سهلا لمن ليس عنده رصيد ذهني من الأدلة الشرعية، وحتى لو عنده فهو بحاجة لبحث في أدلة الكتاب والسنة، وأقوال الصحابة والتابعين والعلماء، والقراءة الأولية لكتب القاديانية لا تجعلك تستطيع إقتباس كل النصوص والرد عليها بل شيء بسيط منها، والأمر بحاجة لتعمق أكبر من القراءة الأولية، ومن قرأ ٤٠ كتابا للقاديانية ليس كمن قرأ ٨٠ كتابا، ثم الأمر بحاجة إلى خبرة واشتغال ومعرفة بالقاديانية بشكل معمق ومعرفة بأقوالها وجمع الشتات من هنا وهناك، وإهتمام بالتواريخ والمراحل في أقوال القاديانية، وأنا شخصيا كثير من الكتب لم أقرأها، وربما لو قرأتها لكان ردي عليها أفضل، و لوجدت نصوصا من كتبها أستشهد بها بشكل أفضل وأكثر عمقا وحجة، لذلك كثير مما كتب عن القاديانية كتب وأبحاث غير عميقة من ضمنها كتابي هذا، وربما لو أردت أن أكتب عن القاديانية بشكل عميق لاحتاج ذلك مني قراءة وبحثا ووقتا وجهدا ومجلدات، والحياة ومشاغلها لا تسمح بذلك، ثم الحمد لله البعض يغني عن الكل، مع أنني أتمنى لو أن أي باحث أو كاتب طرق بابا في القاديانية، لكن أمامنا مجموعة كتب تعرف بالقاديانية وترد عليها بشكل واسع ومعمق، وردودنا على القاديانية ردود عوام من المسلمين، ولو أن عالما طرق الأبواب لأخرج لنا ثروة علمية تفيد في القاديانية وتفيد بشكل عام في الرد على الأباطيل والبدع والضلالات، فالأمر مفيد في القاديانية وفي غير القاديانية بشكل عام، ومع ذلك نقول القاديانية فرقة متهافتة وسهل الرد عليها من العالم، لكنها لا تجد من يبحث فيها، وفكرة التجاهل لعدم الترويج للأفكار الباطلة وإماتة الباطل بالسكوت عن ذكره، قد تكون مناسبة في السابق، أما في زمن وسائل الإتصالات والتواصل فالأمر مختلف والسفهاء صارت لهم منابر، والأمور تقدر بحسب الظروف والأحوال. وهذا القادياني في زمانه كان يعتمد على الضجيج ولا حيلة أمامه إلا الإعلانات والصحف والكتب وإصدار التنبؤات، يريد أن يسمع به الناس، والبعض كان يسخر منه في إن كثيرا من الناس لم يسمعوا به، وليسوا مهتمين لأمره.
أذكر أنني قبل سنوات طويلة وقع في يدي كتب ترويجية ودعائية للقاديانية، مليئة بالاستدلالات من القرآن والسنة فيها تحريفات لمعاني النصوص وأحاديث ضعيفة وموضوعة، وشيء من أقوال العلماء، مع شيء من أقوال القادياني المختارة، التي توهم أنه أحد الأولياء الصالحين، كنت أعلم زيفها التام وأن هناك ردودا عليها بلا شك، لكنني بصعوبة وجدت من يرد عليها أو على بعضها، ولم أكن مؤهلا لذلك في ذلك الوقت بسبب الجهل وصغر السن وقلة الإطلاع. اليوم بعد قراءة ما يسر الله لنا من كتب القادياني والقاديانية ومعرفة شتات الأقوال هنا وهناك، وما يسر الله لنا من معرفة الردود، هذه الكتب السابق ذكرها هي عالم آخر مخالف للواقع، فسبحان الله العليم المحيط، الذي أحاط بكل شيء علما، ولا تخفى عليه خافية في شأن القادياني والقاديانية وكل شيء، سبحانه إنه بكل شيء عليم.
مع أنني كنت أدرك أن هذه الكتب دجل وضلال، كمسلم عربي عندي بعض المعلومات البسيطة التي تجعلني أميز بعض الأمور، وكنت أتعجب كيف يخدع بعض العرب بأقوال القاديانية، ممكن أن يخدع غير العربي بسبب عامل اللغة، لكن الضلال ليس له قومية، والجهل ليس له لغة.
من خدع بالقادياني في بداية ظهوره تبين له مع الأيام أنه دجال، ثم فيما بعد من لا يعلم حال القادياني والقاديانية قام المسلمون في الهند ببيان الحال، واليوم بين أيدينا كتب القادياني والقاديانية التي لو درست جيدا وبحثت بشكل معمق، وجمع من جمع شتات الأقوال لكانت الحجج بالغة وقوية، أقول هذا : بسبب علمي أن القاديانية استغلت إنشغال المشايخ والدعاة عنها، وعدم الإهتمام بها والرد عليها وتجاهلها، فكانت تشعر أنها في مأمن عن الردود الموجعة، فكانت تقول ما تشاء وتضلل بعض الأفراد هنا وهناك ، والحمد لله أن شعورها بهذا الأمن فيما بعد كان عليها لا لها، لأن أقوالها ردت عليها فأفسد بعض كلامها البعض الآخر كحال نبيها المزعوم، فسبحان الله لا إله إلا هو لا يماكر ولا يخادع ولا يحتال عليه ناصر دينه وملته، ومهما سعى عباده له الأمر والقضاء، يهدي من يشاء ويضل من يشاء وهو الغني الكريم الأكرم.
لقد ذكرنا بعض النصوص تبين لك أن الرجل عنده أحوال شيطانية ووحي شيطاني، ولو لم نكتب أي نص، من يتقول على الله ويزعم أنه نبي بعد نبينا محمد - عليه الصلاة والسلام - هو شيطان ووحيه شيطاني، والقادياني يقر أن هناك وحي شيطاني، بل ويتهم الأنبياء - عليهم السلام - بذلك، كما أن القاديانيين يزعم بعضهم تلقيهم وحيا من الله، وليس عندهم مشكلة في ذلك، المهم أن لا يزعم أحدهم أنه نبي بعد القادياني.
وإذا قرأت كتاب التذكرة ستجد العجب العجاب : وهو عبارة عن تجميع لكل وحي القادياني وكشوفه وإلهاماته ومناماته.
مع أني لا أنصح من لم يتلقى علما بذلك، أو من ليس معنيا و مهتما حفاظا على وقته فيما هو أنفع.
قال رب العزة والجلال والعظمة والكبرياء :
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ}. (الأنعام ٩٣).
{هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ}. (الشعراء ٢٢١-٢٢٣).
والقادياني يثبت أن هناك وحيا شيطانيا، وأن الفساق يتلقون إلهامات :
" ليكن معلوما أن الشيطان للإنسان عدو مبين، ويحاول أن يهلكه بطرق مختلفة. فمن الممكن أن تكون الرؤيا صادقة ومع ذلك تكون من الشيطان، أو يكون الإلهام صادقا ومع ذلك يكون من الشيطان ". (حقيقة الوحي ٣).
" إن بعض الفساق والفجار والزناة والظالمين وغير الملتزمين بالدين واللصوص وآكلي الحرام والعاملين على عكس أوامر الله تعالى أيضا يرون رؤى صادقة أحيانا ". (حقيقة الوحي ص ٤).
" إن الكهنة كانوا يتلقون الوحي الشيطاني بكثرة، فكانوا في بعض الأحيان يتنبأون بناء على مثل هذه الإلهامات، والعجيب في الأمر أن بعض نبوءاتهم كانت تتحقق أيضا ". (ضرورة الإمام ٢٧).
قد يقول قائل : القاديانية تنكر حقيقة السحر وحقيقة الجن عند المسلمين.
أقول :
١- القادياني كان يؤمن بالشياطين والجن كمخلوق ثان مكلف غير البشر، وهذا من تناقض الجماعة مع نبيها.
٢- والعياذ بالله الطيب الطاهر المبارك : الناظر في شبهات القاديانية يجد أنها اختارت بعض العقائد والشبهات وجعلت منها دينا لكي تلتقط أتباعا - مخالفة لنبيها -، بعض الناس في عقولهم مشاكل أصلا أو يشكل عليهم فهم بعض النصوص والمواضيع، فمثلا : العقلاني لا يقتنع بالمعجزات، تقول له القاديانية : عندنا تفسيرات جديدة للمعجزات. والذي لا يؤمن إلا بالمحسوسات وما يحسه هو فقط تحديدا : فيشك في وجود الجن، تقول له القادياني : نحن لا نؤمن بالجن الشبحي. والذي يزعم أن في النصوص خرافات، تقول له القاديانية : عندنا تفسيرات جديدة ضد الخرافات. والذي يستشكل عليه النسخ في القرآن تقول له القاديانية : نحن ننزه القرآن عن النسخ. والذي تفكيره فيه دين مع علمانية : ربما وجد في القاديانية هواه، لأن هذه الجماعة فقط جدال وكثرة كلام والطعن في إيمان ومعتقد المسلمين وأهل السنة، وتتوافق مع العلمانية في بعض الأمور.
ولقد كنت أتحدث مع بعض من تقدين من العرب فلاحظت عليهم أمورا :
١- البعض عنده جهل شديد في الدين.
٢- بعضهم النظر في الشبهات جعلته في حيرة، أو شك.
٣- بعضهم عنده فكر غربي.
٤- قسم منهم غير مقتنع بتفاصيل مواضيع كالجهاد والردة مثلا.
٥- ومنهم من هو ناقم على حال المسلمين ومعاصيهم ومخالفاتهم وسلوكياتهم.
٦- قسم منهم عنده طيبة أو لنقل سذاجة وسهل خداعه.
٧- ومنهم من لا يميز، ولا يمتلك أي فهم شرعي سليم، حتى الحديث معه يكون صعبا، ويلقي بالكلام في كل واد، ولا تستطيع أن تتحدث معه في موضوع واحد أو مسألة واحدة، فقط ملقن بلا تفكير أو بحث.
مع أن هناك فئة أخذت العقائد القاديانية رغم أنها متعلمة ومثقفة، لكنها لم تقرأ كتب القادياني والقاديانية ولم تدرسها دراسة معمقة.
وكثير من هؤلاء كنا نناقشهم ونتعب أنفسنا معهم بلا جدوى ! ثم بعد سنوات الله - الهادي - يهدي من يشاء، يخرجون من القاديانية من تلقاء أنفسهم نتيجة عوامل تخصهم، والأيام تفعل فعلها نتيجة البحث والمطالعة وإعادة النظر وما يقدره الله وما شابه ذلك… مع ملاحظة أن البعض منهم رغم خروجهم من القاديانية عندهم مشاكل بمواضيع كالجهاد والنسخ وحد الردة مثلا، وبعض النصوص والأحاديث التي يشكل عليهم فهمها ! نسأل الله لهم الهداية وأن يوفقهم للحق والصواب. اللهم آمين.
وهذا المشاكل في بعض المواضيع وبعض النصوص تكون عند من يحب القراءة والمطالعة، لكنه لم يتلق دراسة شرعية سليمة على شيخ أو في معهد أو كلية أو جامعة… فيكون مثل المشتت معلومه هنا ومعلومة هناك ولا يستطيع الجمع بين بعض الأمور. ووالله في الصغر مررنا بمثل ذلك، فلله الحمد.
ومن عنده مشاكل في فهم بعض المواضيع أو فهم بعد النصوص لو تخير كتابا - ينصح به - ويجمع أدلته ويناقشه بمختلف الحجج ويرد على الشبهات لحلت عنده المشاكل في الفهم - بإذنه تعالى -.
ولقد مررنا في بداية الشباب بمثل هذا، عدم فهم بعض المواضيع والمسائل، لولا أن يسر الله لنا من يبين لنا الأمر، ويوضحه، ويرد على الشبهات حوله.
بل إننا كنا نقرأ كتابا ما للمرة الأولى ولا نفهمه جيدا، فإذا بالقراءة الثانية يقدر الله لنا من الفهم ما شاء، فسبحان الله العليم الحكيم.
و المتأثر "بالفكر الغربي" منهم لا يدرك أن "الغرب" يقول جميلا ويفعل قبيحا، يظهر الحسن ويخفي ويتستر على القبيح، وأن المسألة "براغماتية " و "ميكافيلية" وما يوجد في "بلاد الغرب" من أمور هي أفضل من بلاد المسلمين، الغرب لا يريدها في بلاد المسلمين وبلاد العالم الثالث، لأن الأمر ضد مصالحة، فالمسألة عبارة عن دجل ! فالذي ينادي بالحرية لماذا لا يرتضيها في بلاد أخرى ! والذي ينادي بحقوق الإنسان لماذا يفعل العكس في بلاد أخرى ! والذي ينادي بالديمقراطية لماذا لا يريدها في بلاد أخرى !
هذا مع أننا ضد "الفكر الغربي" إنما الأمر مقارنة بين سيء وأسوء، و إثبات أنهم يقولون شيء ويفعلون آخر، وأن الأمر سياسية ونفاق ومنفعة واستغلال. ومع ذلك نقول في بلاد المسلمين رغم سوء الحال، هناك الكثير من الفضائل والمحاسن غير موجودة في بلاد الغرب بسبب ديننا الإسلامي العظيم. ولله حمدنا وشكرنا.
اليوم أصبح العالم مفتوحا وكسرت وسائل الإتصال والتواصل كل الحدود، فمن عنده خير عرضه ونشره، ومن عنده شر كذلك، والعياذ بالله والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ماذا نقول عندما يدخل مسلم من عوام المسلمين على وسائل التواصل ثم تعرض عليه شبهة، والشيخ أو الداعية يحتاج وقتا كي يبحث فيها، بينما ذلك المسلم لا يعلم كيفية البحث حتى يعثر على جواب، فإن اهتم بالموضوع سأل المفتي، وغالبا الفتاوى مختصرة.
مع العلم اليوم - والحمد لله - هناك إنترنت، وبرامج حاسوبية أو على الجوال، وكتب قيمة سهل تنزيلها، والأمر - بفضل الله - ميسر، ومواضيع قتلت بحثا، ومواد مكتوبة ومسموعة ومرئية، فإن كنت مهتما لو صحبت من يوجهك للبحث السليم أو التعلم السليم. وفقنا الله وإياك وهدانا وإياك.
وعندما يطرح سؤال على القاديانية : ما هو مصير من يؤمن بنبي كاذب ؟
فالجواب عند القاديانية سهل وبسيط جدا : لن يخسر شيئا، ظن أن هذا النبي صادق، فإذا هو كاذب.
من يسمع هذا الجواب من أتباعها المضللين، لو شك أن القادياني ليس بنبي وأنه كاذب، النتيجة : صادق أم كاذب، لن أخسر شيئا.
وهذا كلام خطير ومعناه لو ظهر عدة كذابين وادعوا النبوة، واتبعهم بعض الناس فلن يضرهم ذلك !
وقال الله نعوذ به - ذو الوجه الكريم - :
{ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ۖ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ }. (البقرة ١٦٦).
{ كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ }. (الحشر ١٦-١٧).
ثم إذا خرج أحدهم من الجماعة القاديانية وعاد للإسلام، قالوا له : سوف يؤاخذك الله ويحاسبك ويعاقبك، ثم يطعنون فيه، ثم يأمرون بمقاطعته حتى لا يؤثر على غيره.
هذه أجوبتها، نعوذ بالله من قوم مجرمين.
إعلم أن هناك شياطين جن تراك ولا تراها، وتسمعك ولا تسمعها وقد حذرك ربك سبحانه : { یَـٰبَنِیۤ ءَادَمَ لَا یَفۡتِنَنَّكُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ كَمَاۤ أَخۡرَجَ أَبَوَیۡكُم مِّنَ ٱلۡجَنَّةِ یَنزِعُ عَنۡهُمَا لِبَاسَهُمَا لِیُرِیَهُمَا سَوۡءَ ٰ تِهِمَاۤۚ إِنَّهُۥ یَرَىٰكُمۡ هُوَ وَقَبِیلُهُۥ مِنۡ حَیۡثُ لَا تَرَوۡنَهُمۡۗ إِنَّا جَعَلۡنَا ٱلشَّیَـٰطِینَ أَوۡلِیَاۤءَ لِلَّذِینَ لَا یُؤۡمِنُونَ }. (الأعراف ٢٧).
وأعلم أن الشيطان له أساليب وطرق ووسائل : منها الفتنة، والشبهات، والتشكيك، والصد عن سبيل الله… والعياذ بالله.
وهناك شياطين إنس مثل رؤوس القاديانية وقادتها.
وإن قلت : لماذا يسلط لربنا الرحمن الرحيم الشياطين علينا ؟!
يا عبد الله : كنا نسأل هذه الأسئلة وغيرها لو طلبت العلم تجلت لك الأمور بإذنه تعالى، سأجيبك باختصار، كثير من الناس - إلا من رحم الله - تفكيرهم كله في الدنيا، وهذه الدنيا فتنة وملعونة :
فتنة وملعونة إلا ذكر الله والتعلم والطاعة والعبادة : " أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا، إِلَّا ذِكْرُ اللَّهِ، وَمَا وَالَاهُ، وَعَالِمٌ أَوْ مُتَعَلِّمٌ ". (الترمذي).
{ وَمَا هَـٰذِهِ ٱلۡحَیَوٰةُ ٱلدُّنۡیَاۤ إِلَّا لَهۡوࣱ وَلَعِبࣱۚ وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلۡـَٔاخِرَةَ لَهِیَ ٱلۡحَیَوَانُۚ لَوۡ كَانُوا۟ یَعۡلَمُونَ }. (العنكبوت ٦٤).
يقول ابن كثير - عليه رحمة الله - : " يَقُولُ تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ حَقَارَةِ الدُّنْيَا وَزَوَالِهَا وَانْقِضَائِهَا، وَأَنَّهَا لَا دَوَامَ لَهَا، وَغَايَةُ مَا فِيهَا لَهْوٌ وَلَعِبٌ: ﴿وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ﴾ أَيْ: الْحَيَاةُ الدَّائِمَةُ الْحَقُّ الَّذِي لَا زَوَالَ لَهَا وَلَا انْقِضَاءَ، بَلْ هِيَ مُسْتَمِرَّةٌ أَبَدَ الْآبَادِ ".
وهذا الشيطان يعتبرك عدوا له، ومن له عدو فحاله الحذر ! نعوذ بالله من العداوة والأعداء كلهم.
وهذا جواب مختصر.
فحال المسلم فيها حال المسافر الحذر.
فعش دنياك وعينك وقلبك وعقلك على الآخرة، أسأل الله لي ولك ذلك اللهم آمين آمين آمين.
يا عبد الله : أي موضوع ديني يشغلك، اجعل نيتك لله أولا وأن يهديك للحق والصواب، ثم إبحث فيه، قراءة، أو سماعا، أو مشاهدة.
-موضوع الشيطان، سأقرأ كتاب أو كتابين حول الموضوع، أو أسمع أو أشاهد.
-وهكذا الله الخالق وأسمائه وصفاته، وكذلك موضوع الملائكة، والجنة، والنار…
-وهكذا الفقه، والحديث، وعلوم القرآن…
وانتبه : أهم شيء في القراءة أو السماع أو المشاهدة، ليس أي شيء أو أي شيخ ! بل الذي يعتمد على دليل الكتاب والسنة ويفهمك إياهما. ولا تهتم بالأشخاص كثيرا، فكل له عيوبه وأخطاؤه، وأننا نعلم أن فلانا من سلبياته كذا وكذا، لكنه يؤخذ منه علم في تخصص ما ويستفاد منه، فخذ منه هذا العلم وهذه الفائدة ودع ما يؤخذ عليه لله الحكم على خلقه، فمثلا :
-فمن يعلمك العقيدة لا يضرك إن كان لا يعجبك بعض تصرفاته.
-ومن يعلمك التجويد والتلاوة لا يضرك إن كان فيه شدة أو غلظة.
-ومن تدرس عنده دراسة شرعية لا يؤثر عليك أنك تخالفه في بعض المسائل طالما المنهاج سليم.
الكمال أنت تفتقده كما يفتقده غيرك، وهو لله وحده الوتر الواحد الأحد، له العظمة والجلال والكمال.
وهذا المفروض أن يكون نهج حياة إلى أن نلقى الله. أسأل الله لي ولك ذلك ربنا آمين.